1( 19( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

©2013 The Arab Center for the Studies of Arid Zones and Dry Lands, All rights reserved - ISSN 2305- 5243.

دراسة التنوع النباتي يف حممية أبو قبيس

Study of Plant Diversity in Abu Qubies Protected Area

Received 15 March 2010 / Accepted 22 November 2010

م. فادي احملمود)1( ، و د. زهري الشاطر)2(

)1(: طالب ماجستري يف قسم احلراج والبيئة – كلية الزراعة – جامعة تشرين – الالذقية – سورية.

)2(: قسم احلراج والبيئة – كلية الزراعة – جامعة تشرين – الالذقية – سورية.

ص امللخ

متت دراسة التنوع احليوي النباتي يف حممية أبو قبيس على السفح الشرقي للجبال الساحلية يف منطقة الغاب )محاة، سورية(، بهدف تقوميه واحلصول

أوقات خمتلفة وبطرائق متنوعة النباتية اليت غطت مساحة احملمية وذلك يف الكشوف على معطيات ضرورية لصونه وإدارته. مت إجراء عدد كاف من

)عينات، وخطوط اعتيان، وتسجيالت عرضية(. ومت حساب التنوع احليوي باستعمال عدة دالئل )الغنى النوعي، ومعامل شانون، ودليل التعادل(.

مت تسجيل 509 أنواع نباتية تنتمي إىل 72 فصيلة، ولكن نسبة كبرية من هذه األنواع كانت ذات وفرة ضعيفة. وكان االرتفاع عن سطح البحرهو

العامل األول احملدد لتوزع النبت يف احملمية، كما أثرت بنية اجملموعات احلرجية بدرجة أقل.

تنبع أهمية هذه الدراسة من كونها األوىل اليت تتناول التنوع احليوي النباتي بهذا التفصيل يف حممية أبو قبيس، وتقدم معطيات أساسية خلطة إدارة هذه

احملمية، وتؤسس إلجراء دراسات أكثر تعمقا يف صون التنوع احليوي يف احملمية ومحايته.

الكلمات املفتاحية: التنوع احليوي، التحليل العاملي للتوافق، كشوف نباتية، الصون، سهل الغاب.

Abstract

Plant species diversity has been studied in Abu-Qubies Protected area in order to get information for its management and conservation. Sufficient numbers of flora surveys covering the whole territories of the protected area were carried out, in different times and by using diverse methods (sampling, transects, oc--casional recordings). Plant species diversity was assessed using few indicators (species richness, Shannon index, eveness). Five hundred and nine plant species belonging to 72 families were recorded. High propor--tion of recorded species was of low abundance. Altitude was the main factor affecting species distribution in the protected area, whereas, the composition of forest communities was of a lesser effect. This is the first

26 - 19: :19 - 26

1( 20( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

comprehensive and detailed study of Abu-Qubies protected area, and gives fundamental data for it’s man--agement plan.

Keywords: Biodiversity, Correspondence Factor Analysis, Flora Surveys, Conservation, Al-Ghab.

املقدمة

التنوع احليوي من املواضيع اليت تعرضت للدراسة منذ زمن طويل يعد

جدا، إال أن االهتمام العاملي بهذا املوضوع مل يبدأ بشكل كبري وواضح إال عند

اقتناع العامل بأن هذا التنوع يتعرض إىل تناقص كبري، إذ ظهرت يف أواخر

مقنعة تقديرات بشكل خاص، املاضي القرن سبعينيات وخالل مثانينيات

ملعدل قطع الغابات املدارية اليت تعكس فقدا حقيقيا يف املوائل اليت يرتكز فيها

الرتبة واختفاء موائل أخرى العامل، إضافة الجنراف التنوع احليوي يف أغلب

كثرية، ما جعل التناقص يف التنوع احليوي أمرا واضحا وجديا على مستوى

الكرة األرضية )Wilson، ء 2004(.

االختالف ألن جدا، مهما الطبيعة يف األنواع من الكثري وجود يعد

الفيزيولوجي واالختالف بالرتكيب الكيميائي )املركبات الثانوية( وبالبنية

بني هذه األنواع يقدم مصادر متنوعة للطعام واللباس واملأوى والدواء لإلنسان،

كما أنه مصدر طعام للحيوانات )أعشاب، مثار، بذور، ...(، ما يسمح بوجود

تنوع حيواني )Patrick، ء 2004(. من ناحية أخرى، يوفر التنوع احليوي

واألشجار والعلفية التزينية والنباتات الزراعية احملاصيل لتحسني القاعدة

النظم وظائف على حيافظ كما املدجنة، واحليوانات واحلراجية املثمرة

البيئية الطبيعية ) مثل البناء الضوئي، والتأبري، والتصالب، والدورة احليوية

للعناصر .... اخل ( وعلى العمليات التطورية يف الطبيعة، ويسهم يف توازن املناخ

احمللي واإلقليمي والعاملي عن طريق الغابات الطبيعية، ويف التنمية املستدامة

على املستويات احمللية واإلقليمية والعاملية )حنال، 1989و 2002(.

التنوع احليوي يف الباحثني على حتديد دور الرغم من عدم قدرة على

النظام البيئي بشكل دقيق وواضح، فإن هناك إمجاعا على أن التنوع احليوي

يضمن ثباتية أفضل للنظم البيئية يف مواجهة االضطرابات )Gondard،ء

ضمن تندرج احليـوي التنـوع أهمية فإن أخـرى، ناحية من .)2001به املعرتف )Precaution Principle( االحرتاز مببدأ يدعى ما إطــار

)مورثة، احليوي الرتاث أي عنصــر من عناصــر أن على ينص الذي عامليا،

نوع، ...( ميكن أن يؤدي دورا مستقبليا مهما مع تطور املعارف والتقانات من

جهة ومع تطور حاجات اإلنسان من جهة أخرى )عباس وشاطر، 2005(.

إضافة لذلك، يرى كثريون أن هناك مربرات أخالقية لصيانة التنوع احليوي،

السابقة األجيال عن ورثناه طبيعيا مرياثا احليوي التنوع هؤالء يعترب إذ

ويتوجــب علينا توريثه لألجيال الالحقــة حبالة جيدة.

يعد التنوع احليوي يف منطقة حوض املتوسط حمصلة الستخدام تقليدي

قد التوازن أن هذا إال الزمن، لفرتة طويلة من البيئة مع ومنسجم متوازن

االستغالل نتيجة عشر التاسع القرن نهاية منذ األماكن معظم يف اختل

فإن وبالتالي ،)1999 وزمالؤه، Quezel( الطبيعية للثروات املفرط

- وجيوغرافية وبيئية تارخيية عوامل لتفاعل نتيجة هو احلالي التنوع

حيوية قدمية )Quezel، ء 1985؛ Verlaque وزمالؤه، 1997(.

ضغط إىل سورية ومنها خاص بشكل املتوسط شرق منطقة خضعت

بشري كبري على الغابة فهي من أوائل املناطق اليت بدأ فيها اإلنسان مبمارسة

10000 الغابات، وذلك منذ أكثر من الزراعة وتربية احليوان والتأثري يف

املعابد والسفن انشاء املستعملة يف املادة األساسية سنة، حيث كان اخلشب

والقصور واألدوات املختلفة يف مجيع احلضارات اليت تعاقبت على املنطقة. )وال

عجب أن الكلمة املستخدمة للخشب وللمادة كانت نفسها يف اللغة الالتينية

واليونانية القدمية( )Shater و Palahi، ء 2007(، وهذه الضغوط أدت

إىل زوال مساحات كبرية من الغابات والنبت املهم يف املنطقة، ومن ثم زوال

نظم وزوال السنني، تطور عرب ماليني الذي املهم الوراثي املخزون من جزء

األخرى األنواع من الكثري وتهديد األنواع من كبري عدد وانقراض بيئية

باالنقراض.

إزاء هذا الوضع، برزت وبشكل واضح أهمية تقويم وضع التنوع احليوي

النباتي يف شرق املتوسط بهدف إدارته بطريقة ختفف من تدهوره وتعطيه

األهمية اليت يستحقها.

أهمية البحث وأهدافه

سورية يف الساحلية للجبال الشرقي السفح على احلراجية املناطق تعد

ممثال حقيقيا للغابات شرق املتوسطية من حيث التنوع يف أنواعها ونظمها

البيئية والضغوط اليت تعرضت هلا، وهذا ما أدى إىل إعالن جزء منها حممية

الغابات هذه يف احليوي التنوع صون بهدف قبيس(، أبو )حممية طبيعية

وختفيف الضغوط اليت تتعرض إليها. يف احلقيقة، تأتي األهمية البيئية ملوقع

واجليومورفولوجية اجليولوجية الرتاكيب خالل من قبيس أبو حممية

املوجود يف البيئية املوجودة فيه، حيث ميكن اعتبار األنظمة والبيولوجية

املوقع، مبا متلكه من جتمعات لألنواع، أنظمة فريدة من نوعها، حبيث تشكل

موائل طبيعية حلماية أشكال عديدة من األحياء بسبب املناخ املناسب إضافة

للشروط املناخية الدقيقة املميزة للموقع .

أبو حممية يف النباتي األحيائي التنوع تقويم إىل البحث هذا يهدف

قبيس، لتحديد إمكانات هذه احملمية، خاصة أنها مل تدرس من قبل، ودراسة

إمكانية توظيف هذه املعطيات يف خطة إدارتها.

1( �1( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

مواد البحث وطرائقه

• موقع الدراسة

بناء على الذي مت إعالنه حممية أبو قبيس الدراسة يف موقع أجريت

القرار رقم 25 / ت تاريخ 29 / 5 /1999 ومبساحة قدرها 3764 هكتارا،

العلمية والدراسات البحوث وإجراء املنطقة يف احليوي التنوع بهدف محاية

التطبيقية ملا تشكله من أهمية للعديد من األنواع النباتية واحليوانية.

الساحلية اجلبال لسلسلة الشرقي السفح على قبيس أبو حممية تقع

السورية إىل حمافظة محاة تتبع اليت ناحية سلحب، من الغرب إىل السورية

E : وخطي طول ،N 35 16 23 N 35 12 31 و بني خطي عرض:

طابق بوجود احملمية منطقة متتاز .E 36 20 و 15 36 13 48

سطح عن ارتفاعها ويرتاوح رطب، إىل رطب شبه متوسطي بيومناخي

البحر بني 260 و 1337 م.

واالحندار بالشكل متباينة بتضاريس للموقع اخلارجي الشكل يتمتع

وبرتب متوسطة العمق إىل سطحية على املنحدرات معظمها ترياروسا ناشئة

على كلس كتيم، جتود عليها الغابات السنديانية عريضة األوراق وترب

كلسية مارنية على صخرة أم كلسية مارنية تنتشر عليها غابات الصنوبر

الربوتي .

تقع احملمية ضمن منطقة االستقرار األوىل )أ( حيث يرتاوح معدل اهلطول

اجلهة يف بسيط جزء يقع كما مم، و1400 650 بني السنوي املطري

اهلطول معدل يرتاوح )ب(، حيث األوىل االستقرار منطقة الشرقية ضمن

املطري السنوي بني 350 و600 مم )الشكل 1(.

يتميز مناخ حممية أبو قبيس بأنه بارد شتاء وحار صيفا. إضافة إىل أن

الشتاء والربيع، وتضم احملمية عدة معظم اهلطل املطري يرتكز يف فصلي

الطابق ينتشر ضمن الذي العادي السنديان أهمها جمتمع نبتية، تكوينات

املتوسطي احلقيقي حتى ارتفاع 750 م عن سطح البحر، وجمتمع الصنوبر

الربوتي الذي ينتشر ضمن الطابق النبيت املتوسطي احلقيقي على شكل بقع

عريضات مع خمتلطة غابة ويشكل املارنية الكلسية الرتب على متفرقة

ينتشر الذي البلوطي والسنديان العذري شبه السنديان وجمتمع األوراق

بشكل أساس يف الطابق العلوي حتى ارتفاع 1300 م، حيث يتشارك النوعان

وخاصة والشجريية الشجرية األنواع من كبري عدد ويرافقهما السيادة

متساقطة األوراق.

• اقتطاع العيناتوذلك )C ،B ،A( مناطق ثالث إىل اخلريطة على احملمية قسمت

اعتمادا على االرتفاعات وارتباطها بالنمط النبيت السائد، حيث:

يسود حيث م(، 750-260( القليل االرتفاع ذات املنطقة متثل -Aالطابق النبيت املتوسطي احلقيقي.

)750-1200م(، حيث يسود املتوسط االرتفاع ذات املنطقة B- متثل الطابق النبيت املتوسطي العلوي.

حيث 1330م(، - 1200( العالي االرتفاع ذات املنطقة متثل -Cيسود الطابق النبيت املتوسطي اجلبلي.

60 إىل كم2( 37.64( احملمية خريطة تقسيم مت نفسه، الوقت يف

مربعا أبعاد كل منها 1000X1000 م أو 1 كم2 )الشكل 1(. مت اختيار

24 مربعا منها أي بنسبة متثيل تبلغ 60 % من جمموع مساحة احملمية، وذلك بعد حذف املربعات الطرفية اليت تشغل مساحة أقل من نصف مساحة

املربع. تشكل املنطقة )A( ء 42 % من مساحة احملمية، يف حني تشكل املنطقة

)B( ء 28 % وتشكل املنطقة )C( ء 30 % منها، لذلك مثلت بالنسبة نفسها

ومبا يعادل )10، 6، 8 مربعات( لكل منطقة منها على التوالي. مت ترقيم

مجيع املربعات واختري العدد املطلوب منها عشوائيا ضمن كل منطقه.

41 املغطاة املربعات جمموع يصبح حبيث إضافيا مربعا 17 مسح مت

مربعا، وذلك لزيادة نسبة التغطية ضمن الدراسة.

مت اختيار نقطة داخل كل مربع مدروس )1 كم2( )الشكل 1(، واليت

تثبيت مت ثم )200م2(، م 8 قطرها نصف دائرية لعينة مركزا عدت

مركز الدائرة بوتد حديدي ورسم حميط الدائرة بوساطة الشريط املرتي.

مت تسجيل املعلومات الالزمة داخل هذه العينة وذلك باستعمال استبيان

خاص يتضمن:

البحر، سطح عن االرتفاع اإلحداثيات، للموقع: األساسية املعلومات -االحندار، املعرض، الصخرة األم، الرتبة.

األنواع املوجودة مع طرازها: )T( أشجار، )S( شجريات ، )B( بصليات ، -)H( أعشاب ، )G( جنيليات.

- وفرة هذه األنواع اعتمادا على مقياس Braun-Blanquet حلساب نسبة التغطية لألنواع النباتية )Braun وFurrer، ء 1913(.

إضافة للعينات اليت مت اقتطاعها، مت إجراء كشوف نباتية إضافية على

خطوط اعتيان طولية معروفة نقطة البداية والنهاية، وذلك بتحديد قراءة

النباتية اإلضافية. األنواع GPS بهدف تسجيل خطوط أجريت باألنواع. والغنى املشي بسهولة اخلط طول يتعلق

لتغطية املختارة املربعات وضمن احملمية من خمتلفة أجزاء يف االعتيان

قدر البيئية واألنظمة واملوائل واالرتفاعات، املختلفة، املنحدرات مناطق

اإلمكان. ونظرا لعدم انتظام طبوغرافية املنطقة وندرة الطرق فيها، كانت

خطوط االعتيان ذات أطوال واجتاهات خمتلفة. بلغ عدد خطوط االعتيان

% وذلك لزيادة إمكانية مصادفة 75 30 خطا أي بنسبة اليت مت مسحها

أنواع جديدة وخصوصا يف بعض األماكن ذات األهمية )الشكل 1(.

�� )1( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

بعض يف للنبت الشديدة والكثافة احملمية تضاريس لصعوبة ونظرا

املربعات، كانت خطوط االعتيان غري منتظمة ولكنها مشلت كل األمناط

والتجمعات النبتية اليت تسمح بتسجيل أكرب عدد من النباتات.

إضافة لذلك، مت تسجيل األنواع خارج املربعات إذا شوهدت أثناء التنقل

الرئيسة، وأخذ عينات ممثلة إن وجدت وذلك الطرق داخل احملمية خارج

حتت مسمى )تسجيالت عرضية أو أنواع مت العثور عليها بالصدفة(.

مت التعرف على األنواع النباتية وتصنيفها باالعتماد على األفلورا احلديثة

املراجع ببعض االستعانة مع )1966 ء ،Mouterde( ولبنان لسورية

املساعدة مثل العيسوي )1998(، وأطلس التنوع احليوي يف سورية )وزارة

الدولة لشؤون البيئة ، 2001(.

• الدالئل املستخدمة يف تقدير التنوع احليوي النباتي:

مت استعمال عدة دالئل يف تقدير التنوع النباتي يف املوقع نذكر منها:

- الغنى النوعي: وهو عدد األنواع املوجودة يف عينة حمددة.

على املستندة التباين معامالت جمموعة من وهو شانون: معامل -

نظرية املعلومة )Magurran، ء 1988(.

مت حساب هذا املعامل بالصيغة املقرتحة من قبل Daget )ء1976(:

H`= - ∑)i= 1,S(

pi . log piحيث:

S = العدد الكلي لألنواع، Pi = الوفرة النسبية لألنواع )n j /N( باعتبار = عدد أفراد النوع j يف العينة، N = العدد الكلي لألفراد . مت التعبري عن n j

الوفرة النسبية مبعامالت براون بالنكيه.

- معامل التجانس Evenness Index : و هو من دالئل التشابه اليت

تستعمل من أجل معرفة درجة التشابه يف توزع األنواع يف العينات احملددة، ويتم

حساب هذا املعامل بوساطة الصيغة اآلتية املقرتحة من Pielou )ء 1969(:

E = H / Hmax = H / lnsحيث:

التوازن، H : معامل شانون احملسوب، S: العدد أو التعادل E: معامل

الكلي لألنواع.

• حتليل املعطيات

Correspondence Factor مت إجراء التحليل العاملي للتوافق

Analysis من أجل فهم التوزع اإلمجالي لألنواع يف املوقع. وقد صممت هذه الطريقة من التحليل متعدد املتغريات لدراسة جداول معروفة باسم جداول

املتعلقة اجلداول لدراسة تعميمها وميكن املتقاطعة، اجلداول أو االحتمال

بالكشوف النباتية )وجود/غياب(. تتميــز هذه الطريقـــة بأنها تسمح بإجراء

.)1973 ء ،Benzecri( املوجودة للمعطيـات وتركيبية إمجالية دراسة

عدا ما إلجرائه شروط أية يتطلب ال التوافق حتليل فإن لذلك، باإلضافة

كون العوامل نوعية وليست كمية )Falissardء، 1998(.

تسمح هذه الطريقة باحلصول على خريطة للسطور )األنواع(، وخريطة

لألعمدة )الكشوف(، ومن ثم الربط بني هاتني اخلريطتني )Escofier و

Pages، ء 1992(. ينطوي ذلك على إعادة تنظيم جدول املعطيات بإعطاء حتميل ويتم بينها القانوني االرتباط بزيادة وللسطور لألعمدة معامالت

احلقيقية وقيمها املصفوفات خصائص ترتبط حمور. على املعامالت هذه

الشكل 1. تصميم مربعات الدراسة، ومواقع العينات وخطوط االعتيان.

�� )1( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

بالقياس املرتي لـ Chi2. يعد اختيار عدد احملاور العاملية اليت جيب أخذها

بعني االعتبار من أجل تفسري وشرح النتائج أحدى صعوبات هذه الطريقة. يف

األحوال كافة، ميكن توجيه املستخدم يف خياره عرب اختبار اخنفاض نسبة

عطالة احملاور العاملية املتتالية، حيث جيب التوقف عندما يصبح االخنفاض

حقيقيتني قيمتني أول كانت إذا .)1985 ء ،Roux( مهمال أو ضعيفا

متشابهتني فإن التحليل جيري يف مستوى عاملي واحد، أما إذا كانت القيمة

إال حمورا واحدا فإننا ال نعترب هنا الثانية، األوىل أكرب بكثري من احلقيقية

)Lebart وزمالؤه، 1995(. من شروط هذه الطريقة أيضا أن ال حنتفظ

إال باحملاور اليت نستطيع مناقشتها و شرحها )Roux، ء 1985(.

مت كما Excel برنامج باستخدام املختلفة املتوسطات حساب مت

Statistica6 حلساب معامالت التنوع وبرنامج Juice7 استخدام برنامج

من أجل إجراء التحليل العاملي للتوافق.

النتائج واملناقشة

ــ اجملموعات احلرجية يف احملمية

السنديان جمموعات سيادة احملمية يف األرضي الغطاء دراسة أظهرت

مساحة % من 31 يشغل الذي )Quercus infectoria( البلوطي

)Quercus calliprinos( احملمية، تليها جمموعات السنديان العادي

اليت تشغل مساحة 14 % من مساحة احملمية، ومن ثم السنديان شبه العزري

)Quercus cerris subsp. pseudocerris( واليت تشغل 5 %

Pinus( الربوتي الصنوبر جمموعات حتتل حني يف احملمية، مساحة من

brutia( نسبة ال تزيد عن 3 % من مساحة احملمية. يف احلقيقة، يكتسب وجود جمموعات السنديان البلوطي والسنديان شبه العزري يف احملمية أهمية

البلوطي السنديان والسيما غاباتنا، يف يشغالنها اليت املساحات لقلة بارزة

على إال فيها يسود جمموعات يشكل يعد ومل غاباته أغلب تدهورت الذي

مساحات قليلة جدا. من ناحية أخرى، شكلت التكوينات النباتية املتدهورة،

أي اليت تتمتع ببنية حراجية غري واضحة وتغطية حراجية ضعيفة )ويسود

السنديان العادي يف أغلبها( نسبة 36 % من مساحة احملمية ما يربز أهمية

دراسة أسباب هذا التدهور وشدته )الشكل 2(.

ــ الغنى النوعي

بلغ العدد الكلي لألنواع اليت مت العثور عليها على جممل املساحة املدروسة

بالطرائق الثالث )عينات وخطوط اعتيان وتسجيالت عرضية( 509 أنواع

تنتمي إىل 72 فصيلة نباتية. 25 نوعا منها مل يتم متييزها إال على مستوى

اجلنس نظرا لعدم توافر عينات واضحة منها.

الفراشــــية الفصـــيلة هي انتشــــارا الفصـــائل أكــــثـر أن لوحـــظ

)Papilionaceae( اليت متثلت بـنحو 88 نوعا، تلتها الفصيلة النجيلية

)Poaceae( اليت متثلت بـنحو 51 نوعا، يف حني أن أكثر من 22 فصيلة

مل تكن ممثلة إال بنوع واحد فقط.

ــ الكشوف النباتية

العينات:

بلغ عدد األنواع اليت مت تسجيلها يف العينات املدروسة )41 عينة( 291

إىل األنواع هذه وتنتمي لألنواع، اإلمجالي العدد % من 57 حنو أي نوعا

53 فصيلة. 33 نوعا منها مل تكن موجودة إال يف هذه العينات، أي مل يتم العثور عليها يف خطوط االعتيان أو باملصادفة، وكان أكثر األنواع تواجدا

السنديان العادي ).Quercus calliprinos Webb( الذي مت العثور

العثور % منها( مل يتم 36 105 أنواع )أي 40 عينة يف حني أن عليه يف

عليها إال يف عينة واحدة.

خطوط االعتيان:

بلغ عدد األنواع اليت مت العثور عليها يف خطوط االعتيان 445 نوعا، أي

حنو 87 % من العدد اإلمجالي لألنواع وتنتمي هذه األنواع إىل 61 فصيلة.

من ناحية أخرى، مل يكن 187 نوعا من هذه األنواع موجودا إال يف خطوط

االعتيان, أي مل يتم العثور عليها يف العينات أو باملصادفة.

العادي السنديان كان االعتيان خطوط يف وجودا األنواع أكثر

االعتيان خطوط مجيع يف وجد الذي )Quercus calliprinos(

)Pistacia palaestina( الفلسطيين البطم ثم )30 خطا( املدروسة

إال يف خط عليها يعثر مل نوعا 151 أن 29 خطا يف حني يف لوحظ الذي

اعتيان واحد.

تراوح عدد األنواع يف املربع الواحد )أي املربعات اليت مت فيها تنفيذ عينة

وخط اعتيان( بني 67 نوعا )مربع 45( و 149 نوعا )مربع 6( ومبتوسط

الشكل 2. الغطاء األرضي يف حممية أبو قبيس.

1( 24( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

قدره 109 ± 8 نوعا يف املربع الواحد.

األنواع أكثر )Quercus calliprinos( العادي السنديان كان

تواجدا يف املربعات املدروسة، حيث مت العثور عليه يف 40 مربعا من أصل الـ

41 املدروسة، يف حني أن 150 نوعا مل يتم العثور عليها إال يف مربع واحد من املربعات املدروسة.

ــ التسجيالت العرضية )األنواع اليت مت العثور عليها بالصدفة(:

6 31 نوعا فقط )حنو العثور عليها باملصادفة اليت مت بلغ عدد األنواع

األنواع. %( من جممل

التحليل العاملي

عينة يف ظهرت اليت األنواع استبعاد مت العاملي التحليل إجراء عند

وألن العرضي وجودها الحتمال نظرا واحد( نباتي )كشف فقط واحدة

هذا االستبعاد حسن بشكل واضح من نوعية التحليل العاملي وجعل تفسري

و األول احملورين الذي يضم أول مستوى عاملي اعتماد النتائج ممكنا. مت

الثاني نظرا الخنفاض نسبة العطالة بعدهما بشكل كبري. يشرح احملور األول

9.8 % من العطالة الكلية، يف حني يشرح احملور الثاني 6.4 % منها، وهي نسبة جيدة يف هذا النوع من التحاليل )Romane، ء 1972(.

عن باالرتفاع املرتبط اجلغرايف التأثري للعينات العاملية اخلريطة تظهر

األول، حيث تنتشر يف اجلهة العينات على احملور البحر يف توزع هذه سطح

املوجبة منه العينات الواقعة على االرتفاعات الكبرية، يف حني تتوزع العينات

الواقعة على ارتفاعات أقل يف اجلهة السالبة من هذا احملور )الشكل 3(.

باملقابل مل يظهر احملور الثاني تأثريا واضحا ألي عامل من العوامل، ولكن

السالبة اجلهة على انتشرت اليت القليلة العينات ظروف إىل العودة بينت

منه وإىل اخلريطة العاملية لتوزع األنواع، متيزهذه العينات بنبت تدهوري

Rhagadiolus stellatus L. مثل عشبية أنواع فيه تسود واضح

Carlina involucrata Boiss. و Lathyrus nissolia L.و

الداللة ذي Poterium spinosum L.الشوكي للبالن إضافة

التدهورية، يف حني ينتشر يف اجلهة املوجبة منه أنواع من الفصيلة السحلبية

األنواع من للعديد إضافة Liliaceae والزنبقية Orchidaceaeاخلشبية، ما يوحي بأن هذا احملور يتأثر ببنية اجملموعة احلرجية ودرجة

جدول يف األنواع أمساء استبدلت الفرضية هذه من وللتأكد التغطية.

املعطيات بطرازها النبيت )عشيب، شجري، شجريي، بصلي( األمر الذي أظهر

بشكل احملـــورين من الســالبة اجلهة يف العشـــبية لألنواع واضحا توزعا

أساس )الشكل 4( وبالتالي ميكن القول أن العاملني األساسيني يف توزع النبت

يف احملمية هو االرتفاع عن سطح البحر وبدرجة أقل البنية احلراجية .

دالئل التنوع احليوي

و66 )2 )العينة نوعا 16 بني الواحدة العينة يف النوعي الغنى تراوح

الواحدة. العينة ± 3.9 نوعا يف 37.6 60( مبتوسط قدره )العينة نوعا

األوساط تتميز إذ العاملي التحليل نتيجة مع توافقا النتيجة هذه تظهر

املتدهورة واالنتقالية عادة، اليت متثلها العينة 60، بغنى نوعي كبري.

مت توزيع املربعات إىل ثالث فئات حسب غناها النوعي: األوىل )A( وفيها

- 80 نوعا، والثانية )B( وفيها 81 - 115 نوعا والثالثة )C( وفيها 55العينات ويف خطوط الغنى يف االعتبار 115 نوعا، آخذين بعني أكثر من

االعتيان الواقعة يف املربع نفسه. وأظهرت النتائج تناقصا يف الغنى النوعي مع

االرتفاع عن سطح البحر مع بعض التداخالت أحيانا )الشكل 5(.

)8 )العينة و3.1 )47 )العينة 0.68 بني شانون دليل قيم تراوحت

بني التعادل دليل قيمة تراوحت حني يف ،0.2 ± 1.7 قدره ومبتوسط

.0.04 ± 0.48 8( ومبتوسط قدره )العينة 47( و0.8 )العينة 0.23تبني هذه النتائج أن العينات ذات الغنى النوعي املرتفع ال تتمتع بالضرورة

بتوزع متعادل لألنواع إذ تسود أنواع قليلة يف كل عينة، يف حني توجد أنواع

الشكل 3. اخلريطة العاملية للعينات.

الشكل 4. اخلريطة العاملية لألنواع حسب طرازها النبيت.

جنيليات )G( – أعشاب )H( – بصليات )B( – شجريات )S( أشجار– )T(

1( �5( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

كثرية أخرى بوفرة قليلة. على الرغم من ذلك فإن الدالئل الثالثة، تأخذ

منحا متشابها رغم عدم تطابقها يف العينات املختلفة )الشكل 6(.

النوعي املستوى على مميز نباتي بتنوع قبيس أبو حممية إذا تتمتع

بالنسبة ملساحتها، ويؤثر االرتفاع عن سطح البحر والبنية احلراجية بشكل

الكبري يف هذه احملمية فإن عددا النوعي الغنى أساسي يف توزع األنواع. رغم

يربز ما جدا ضعيفة بوفرة تتمتع عليها العثور مت اليت األنواع من كبريا

البيئي، وكذلك النظام األنواع ووظيفتها يف البحث يف طبيعة هذه أهمية

استعماالتها واملهددات اليت تتعرض هلا.

املراجع

جامعة منشورات الغابات، وإدارة تنظيم .2005 زهري. وشاطر حكمت عباس،

تشرين، 320 صفحة.

العيسوي، داود. 1998 . الدليل احلقلي ألزهار األردن الربية والدول اجملاورة. 296

صفحة.

جملة سورية، يف البيولوجي التنوع دراسة يف مساهمة .1989 إبراهيم. حنال،

حبوث جامعة حلب، سلسلة العلوم الزراعية. العدد 12.

كلية حلب جامعة منشورات احلراجية، البيئة علم . 2002 ابراهيم. حنال،

الزراعة 576 صفحة.

290 سورية. يف احليوي التنوع أطلس البيئة.2001. لشؤون الدولة وزارة

صفحة.

Benzécri, J. P. 1973. L’analyse des données II. L’analyse des correspondances. Dunod, Paris, 619 p.

Braun, J., and E. Furrer. 1913. Remarque sur l’étude des groupements de plantes. Bull. Soc. Langue docienne Géogr : 20- 41.

Daget, J. 1976. Modèles mathématiques en écologie. Masson, Paris, 170 p.

Escofier, B., and J. Pagès. 1990. Analyses factorielles

simples et multiples. Dunod, Paris, 2ème édition,

274 p.

Falissard, B. 1998. Comprendre et utiliser les statistiques dans les sciences de la vie. Collection Evaluation et Statistique. Masson (Ed.), Paris, 332 p.

Gondard, H. 2001. Un facteur de la diversité végétale sous climat méditerraneén: l’exploitation forestière. Cas des peuplements de pin d’Alep (Pinus halepensis Miller.) du Sud de la France.

Lebart, L., A. Morineau, and M. Piron. 1995. Statistique exploratoire multidimensionnelle. Dunod, Paris, France, 439 p.

Magurran, A. E. 1988. Ecological Diversity and its measurements. Croom Helm, London, 179 p.

Mouterde, P. 1966. Nouvelle flore du Liban et de la Syrie, Dar Al Mashreq, Beyrouth, Liban. 3T et Atlas.

Patrick, R. 2004. Biodiversity: why is it important? In Biodiversity II, Understanding and Protecting Our Biological Ressources, Kudla M. Wilson Don

الشكل 5. توزع املربعات حسب الغنى النوعي.

الشكل 6. دالئل التنوع احليوي يف العينات املدروسة.

1( �6( The Arab Journal for Arid Environments 6المجلة العربية للبيئات الجافة 6 )1(

E. Wilson Edward O. ed., Joseph Henry Press, Washigton D. C. 559 p.

Pielou, E. C. 1969. An introduction to mathematical Ecology, Wiley et Sons, New York, 286 p.

Quézel, P., R. Médail, R. Loisel, and M. Barbero. 1999. Biodiversity and conservation of forest species in the Mediterranean basin. Unasylva, Vol. 50: 197- �11.

Quézel, P. 1985. Definition of the Mediterranean region and the origin of its flora. In C. Gomez-Campo, ed. Plant conservation in the Mediterranean area. Geobotany 7: 9 - 24. Dordrecht, the Netherlands, W. Junk.

Romane, F. 1972. Application à la phyto-écologie de quelques méthodes d’analyse multivariable. Discussion sur des exemples pris dans les Basses-Cévennes et les garrigues occidentales. Thèse Doct. Ing., USTL Montpellier, 124 p.

Roux, M. 1985. Algorithmes de classification. Masson, Paris, 151 p.

Shater, Z., and M. Palahi. 2007. Action needed to preserve the forests in the East and South Mediterranean regions. European Forest Institute (EFI) News. Vol. 15 (2), p 8.

Verlaque, R., F. Médai, P. Quézel, and J. F. Babinot. 1997. Endémisme végétal et paléogéographie dans le bassin méditerranéen. Geobios, mém. Sp. 21: 159166-.

Wilson, E. O. 2004. Introduction to Biodiversity. In Biodiversity II, Understanding and Protecting Our Biological Ressources, Kudla M. Wilson Don E. Wilson Edward O. ed., Joseph Henry Press, Washigton D. C. 559 p.