النار - alukah · web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها...

27

Upload: others

Post on 20-Jan-2020

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من
Page 2: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

كفى بنفسك اليومعليك حسيبا

إعداد

محيي الدين محمد عطية

1

Page 3: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا الخلق قيام لرب العالمين، والعرق غمر أك��ثرهم وبل��غ منهم ك��ل مبل��غ، خاضعين صامتين، األنبياء حول أممهم، الكتب كلها تحت العرش، قد اشتملت على أعمال األولين واآلخرين، ال يترك فيها صغيرة وال كبيرة، وك��ل م��ا ك��انت

وحديث��ه، أول خ��ط، في ق��ديم ال��دهر، تعمل الخالئ��ق، وتكتب��ه عليهم الحفظة كل أم��ة تق��ف(1)}اقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا{فيها

وراء نبيها، الخلق وقوف�ا ينظ�رون م�ا ي�ؤمرون ف�إذا بص�حف أعم�الهم تنش�ر وم((ا عملتبينهم را ا عملت من خي((ر محض(( }يوم تج((د ك((ل نفس م

ي��وم، إنه موقف عصيب(2 )من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا{ ،وتقلب صفحاته، فتجد فيه الم��ال الح��رام ال��ذي أكلته، يقع الكتاب بين يديك وش��هادة، والغش، والنميمة، والغيبة، وعق��وق الوال��دين، والزن��ا ال��ذي فعلته

وترك الصالة. ، وهجر القرآن، الزوروينادي المنادي:

فيق��ال: ي��ا أم��ة، ينادي المنادي على كل أمة برسولهم ال��ذي اقت��دوا به فيقوم أهل الحق ال��ذين، محمد، يا أمة عيسى، يا أمة موسى، يا أمة إبراهيم

بعد أن ينادى على كل واحد من ه��ذه، فيأخذون كتبهم بأيمانهم، اتبعوا األنبياء ويس��ارع، صلى الله عليه وسلم فيفتح الم��ؤمن كتابه األمم وأولهم أمة محمد

،وبر الوالدين، وقيام الليل، والصدقة، والصيام، فيجد فيه الصالة، إلى قراءته وقراءة القرآن، وحسنات أخرى زائدة، فيق��ول ل��ه الل��ه س��بحانه، واالستغفار

فيقول الله: عبدي: ألك حسنة، لعت فيقول: نعم يا ربوتعالى: عبدي هل اط ه��ذه غيب��ة:فيقول له الله، ولكنى أرى حسنات أزيد، فيقول: ال يا رب، مخفية

ودع��اء، ودعاء ال��ذين دع��وا ل��ك ب��الخير، وظلم الذين ظلموك، الذين اغتابوك والخ��ير ال��ذي، وأعمالك الصالحة ال��تي عملتها، المالئكة لك بالخير وأنت نائم

}هاؤمفينظر إلخوانه في أرض المحشر وقد مألته الفرحة ويق���ول: ، قدمتهابيه{ ،فأن��ا من الن��اجين( 3)اقرءوا كتابي((ه * إني ظننت أني مالق حس((

وأيقنت أنى، وبص��دق رس��وله، بعد أن أحسنت ظ��ني ب��ربي، الفائزين بالنعيم0محاسب فأعددت عدتي لذلك

مفاجآت عند قراءة الكتب:والنهار الليل طول عبادته في القائم الصائم العبد يأتي والعالم، قد

ي��ا رب أين:فال يجد في صحيفته حس��نة واح��دة، فيق��ول، العامل يوم القيامة وربم��ا، ثواب أعمالي؟ فيقال له: نقلت إلى صحائف خصمائك، كل يوم بيومه

ي��ا رب:فيق��ول، فيجدها كلها سيئات، يأتي العبد يوم القيامة ليعطى صحيفته ه��ذه س��يئات خص��ومك:فيق��ال له، إني ال أعلم إني وقعت في هذه السيئات

ورأيت نفس��ك، وش��تمتهم، واحتق��رتهم، الذين وقعت في أعراضهم، واغتبتهم ،والمخاطبة، والمج����اورة، والمبايعة، وظلمتهم في المعاملة، أفض����ل منهم

فأح�ذر أخي، وس�ائر أص�ناف المع�امالت، والمدارسة، والمذاكرة، والمناظرةالمسلم من ذلك.

من سورة اإلسراء 14)( اآلية 1 من سورة آل عمران 30)( اآلية 2 من سورة الحاقة 20، 19)( اآلية 3

2

Page 4: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

ماذا يحدث للمؤمن بعد أن يقرأ كتابه: يم��د ل��ه في جس��مه س��تون ذراع��ا، بع��د أن ينتهي الم��ؤمن من ق��راءة كتابه

،فينطل��ق إلى أص�حابه، يتألأل، ويجعل على رأس��ه ت�اج من لؤلؤ، ويبيض وجهه حتى يأتيهم فيقول، وبارك في هذا، اللهم ائتنا بهذا:فيرونه من بعيد فيقولون

(1)لهم: أبشروا لكل رجل منكم مثل هذا.

المنادي ينادي على المجرمين: ينادي المنادي ق��ائال: ي��ا أه��ل، بعد أن ينتهي المؤمنون من قراءه كتبهم

الضالل والكفر، يا أصحاب كتب الشر، يا أتباع فرعون وهامان، ي��ا أتب��اع فالن ،فيأخذ كتابه بش��ماله فيتص��فحه، ثم ينادى على كل واحد فيهم، وفالن فيأتون

،بعد أن وجد كل جرائمه وذنوبه مسجلة، وأخذته الدهشة، وقد خامرته البهتة }يا ويلتنا م((ا له((ذا الكت((ابفيصرخ بأعلى صوته ويقول: ، مثبتة في كتابه

اها{ أحص(( غيرة وال كب((يرة إال وي��رى قب��ائح أعمال��ه كله��ا( 2)ال يغادر ص(( ،يراها الخلق جميعا، ويس��معها الخل��ق جميعا، واضحة ظاهرة، مجسدة أمامه فيح��اول إخفائه��ا أو، الفتض��احه وخزي��ه أم��ام أهل��ه ومعارفه، فيف��زع ويخجل

رأ كتاب(ك كفي بنفس(ك الي(وم علي(ك حس(يبا{فيقال له: ، تجاهلها (3)}اق(

} إنه ك((ان ال ي((ؤمن باللهف��إذا انتهى من ق��راءة كتاب��ه ين��ادي المن��ادي كين{ إن��ه ق��د خال قلب��ه من(4)العظيم * وال يحض على طع((ام المس((

وذل��ك، فلم يعد هذا القلب يصلح إال لهذه النار، اإليمان بالله، والرحمة بالعبادلين}العذاب، من غس(( فليس له اليوم هاهنا حميم * وال طع((ام إال

الخاطئون{ فيق�ول وق�د مألت�ه الحس�رة، وجلل�ه الخ�زي،(5)* ال يأكله إال واسود وجهه: يا ليتني لم أعط كتابي وصحيفة أعمالي ال��تي ت��ذكرني، والذل

دون أن يعرض عليه كتابه، يتمنى ل�و لم، بقبائح أفعالي، يتمنى لو عذب بالنار0ولم يعرف حسابه ، يبعث من موته

ماذا يحدث للكافر بعد أن يقرأ كتابه: ح�تى، بعد أن ينتهي الكافر من قراءة كتابه، يعظم الل�ه ل�ه في جس�ده

يكون ما بين منكبيه مسيرة شهر، وغلظ ك��ل فخ��ذ من فخذي��ه مس��يرة ثالث�ة أي��ام، وم��ا بين ش��فتيه العلي��ا والس��فلى أربع��ون ذراع��ا، وق��د خ��رجت أنياب��ه وأضراسه من بين شفتيه بادية وعين��اه زرق، وح��دقتاه ق��د وقعت��ا على وجه��ه من شدة ما هو فيه من العذاب، وك��ل ض��رس من أضراس��ه أعظم من جب��ل

فتغل به��ا ي��داه وعنق��ه، وي��دخل، ثم يؤتى بسلسلة طولها سبعون ذراعا، أحد طرفه��ا في في��ه وتخ��رج من دب��ره، ثم يل��ف م��ا بقى منه��ا على عنق�ه يتوق��د ويشتعل نارا، يقول كعب األحبار رضي الله عن��ه:ك��ل حلق��ة منه��ا ق��در حدي��د

،ول�و س�قطت حلق��ة واح�دة منه�ا على األرض م�ا حمله�ا أه��ل األرض، الدنيا ، ثم يؤتى بصخره من كبريت أعظم من الجبل(6)ولماتوا جميعا من نتن ريحها

وهى، فتعل��ق في عنقه، العظيم، لو وضعت على جبال الدنيا لذابت من حرها فيص��عد ح��ر الص��خرة،، فيوضع على رأسه، تشتعل نارا، ثم يؤتى بتاج من نار

( 6424)( رواه الترمذي والحاكم عن أبي هريرة وضعفه األلباني في ضعيف الجامع )1 من سورة الكهف 49)( اآلية 2 من سورة اإلسراء 14)( اآلية 3 من سورة الحاقة 34، 33)( اآلية 4 من سورة الحاقة 36، 35)( اآلية 5(501)( رحلة إلى الدار اآلخرة )ص 6

3

Page 5: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

وال يق��در أن، ويجتمع مع ح��ر الص��خرة، وينزل حر التاج إلى وجهه، إلى وجهه ألنهم��ا مغلولت��ان إلى عنق��ه ثم ي��ؤتى بس��ربال من، يرف��ع عن وجه��ه بيديه

وه��و نح��اس جهنم، ق��د انتهى في ش��دة الح��ر فيلبس��ه، ل��و أن ذل��ك، قطران السربال ألقى في الدنيا لصارت الدنيا من مشرقها إلى مغربها جمرة واحدة أسرع من لمح البصر، ثم يقرن مع شيطان يكون ذل�ك الش�يطان علي�ه أش�د من كل عذاب يعذب به، ثم يقال ل�ه: أخ��رج على الن��اس وأخ��بر أص��حابك أن

فين��ادى ب��أعلى ص��وته ن��داء يس��معه أه��ل، لكل واحد منهم مثل ه��ذا الع��ذاب أي ي��ا ليت��ني لم أع��ط كت��ابي(1)}ي((ا ليتني لم أوت كتابي((ه{الجم����ع:

ابيه{وال يحل بي هذا البالء الذي أنا فيه ، بشمالي أي( 2)}ولم أدر م(ا حس( يا ليتني تبت وآمنت ولم أحاسب به��ذا الحس��اب، وال ن��زل بي ه��ذا الع���ذاب،

أي يا ليت الموت عاد إلى ح��تى يريح��ني من(3)}يا ليتها كانت القاضية{ فال المال(4)}ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه{هذا العذاب، ثم يأمر الله تعالى أن يخرج له من��بر، وال السلطان بقى أو دفع، أغنى أو نفع

فيلعنه كل من في الموقف حتى، ويصعد عليه، فينصب له، من جهنم من نار.يود لو أمر به إلى النار

ويبدأ الحساب: ،حوس�بوا بها، إذا وقف الناس على أعم�الهم من الص�حف ال�تي يؤتونها

فين��ادى الل��ه تب��ارك وتع��الى ويق��ول: ي��ا عب��ادي أن��ا الل��ه ال إل��ه إال، أن��ا أرحم وأس��رع الحاس�بين، ي�ا عب��ادي ال خ��وف عليكم، وأحكم الح��اكمين، ال�راحمين

ف��إنكم مس��ئولون، ويس��روا ج��وابكم، اليوم وال أنتم تحزنون، أحضروا حجتكم محاسبون، يا مالئك��تي أقيم��وا عب��ادي ص��فوفا على أط��راف أنام��ل أق��دامهم

فتق�ف الخالئ�ق كله�ا ص�فا للحس�اب بين ي�دى ف�اطر الس�ماوات(5)للحس�اب لق((د جئتمون((ا كم((اواألرض ق��ال تع��الى: فا وا على ربك ص(( }وعرض((

وعدا{ ة بل زعمتم ألن نجعل لكم م ( 6).خلقناكم أول مر

نين في األصفاد *وقال سبحانه: قر } وترى المجرمين يومئذ م سرابيلهم من قطران وتغشى وج((وههم النار * ليج((زي الله ك((ل

ا كسبت إن الله سريع الحساب{ ( 7).نفس م

الجميع يسأل وأولهم األنبياء: فيسألون عن تبليغهم الرس��الة،، فيؤتى بهم، ينادى المنادى على األنبياء

والميثاق الذي واثقوه، ، وأدائهم األمانة التي حملوها يثاقا }وأخذنا منهم م وال، وم�ا تم منهم، فيسألهم الله س�بحانه عم�ا أج�ابوا ب�ه ق�ومهم(8)غليظا{

،وأدوا واجبهم على أكم��ل الوج��وه، شك أن الرسل ق��د بلغت رس��االت ربهم ولكن في، وال يخفي عليه ش��يء من ذلك، فإن الله يعلم ذلك، ونصحوا األمة

من سورة الحاقة 25)( اآلية 1 من سورة الحاقة 26)( اآلية 2 من سرة الحاقة 27)( اآلية 3 من سورة الحاقة 29، 28)( اآلية 4( 38992)( كنز العمال )5 من سورة الكهف 48)( اآلية 6 من سورة إبراهيم49:51)( اآليات من 7 من سورة األحزاب 7)( اآلية 8

4

Page 6: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

ه��ذا الس��ؤال واإلتي��ان ب��الجواب إقام��ة حج��ة على المنك��رين والمك��ذبين ألن، وال حج��ة لمنكر، للمرسلين، وإعالن للمأل الكبير هناك أنه ال عذر لمعتذر

وأق��امت الحجج وال��براهين على حقيقته��ا،، الرس��االت اإللهي��ة بلغه��ا الرسل وصدقها؛ فيجئ النبي يوم القيامة ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجالن، والنبي ومع��ه الثالث��ة، وأك��ثر من ذل��ك، فيق��ال ل��ه: ه��ل بلغت قوم��ك؟ فيق��ول: نعم، فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: ال، فيقال له: من يش��هد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيدعى محمد وأمته فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما علمكم ب��ذلك؟ فيقول��ون: جاءن��ا نبي��ا، فأخبرن��ا أن

الرسل قد بلغوا فصدقناه، ف��ذلك قول��ه: طا ة وس(( }وكذلك جعلن((اكم أمسول عليكم شهيدا (1 ){.لتكونوا شهداء على الناس ويكون الر أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أول األمم

محاسبة: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم نحن آخر األمم وأول من يحاس��ب

(2 )يقال: أين األمة األمية نبيها، فنحن اآلخرون األولون. ين��ادى المن��ادى: ي��ا محم��د ق��دم أمت��ك، فبع��د أن ينتهي س��ؤال األنبي��اء

للحساب فيلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته فيقول لهم: قد دعيتم ،فيبكى الم��ذنبون فزع��ا من خطاي��اهم، للع��رض على الل��ه س��بحانه وتع��الى

للمث��ول بين، فيسوقهم النبي صلى الله عليه وسلم كما يسوق ال��راعي غنمه .يدي الله تعالى ثم ينادى عليهم فردا فردا

أول ثالثة يحاسبون من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

أول ثالثة يسألون من أمة محمد: رج��ل جم��ع الق��رآن، ورج��ل قت��ل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أن��زلت على

فيق��ول: بلى ي��ا رب فيق��ول الل��ه ل��ه: فم��اذا عملت فيم��ا علمت؟ رس��ولي؟ فيقول: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول ل��ه المالئكة: كذبت ويقول الله له: بل أردت أن يقال فالن قارئ، فقد قيل ذل��ك، ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع علي��ك ح��تى لم أدع��ك تحت��اج إلى أحد؟ فيقول: بلى يا رب، قال: فم��اذا عملت فيم��ا أتيت��ك؟ فيق��ول: كنت أصل الرحم، وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول المالئكة: كذبت، ويق��ول الله: بل أردت أن يقال: فالن جواد، فق��د قي��ل ذل��ك، وي��ؤتى بال��ذي قت��ل في سبيل الل��ه فيق��ول الل��ه: فبم��اذا قتلت؟ فيق��ول: أم��رت بالجه��اد في س��بيلك فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله له: كذبت وتقول له المالئكة: ك��ذبت، ويق��ول

(3)الله: بل أردت أن يقال فالن جرئ، فقد قيل ذلك.

( 8033سعيد وصححه األلباني في صحيح الجامع ) من سورة البقرة والحديث رواه أحمد والنسائي وابن ماجة عن أبي143)( اآلية 1(6749)( رواه ابن ماجه عن ابن عباس وصححه األلباني في صحيح الجامع)2( 1713)( رواه الترمذي والحاكم عن أبي هريرة وصححه األلباني في صحيح الجامع )3

5

Page 7: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

ويتوالى سؤال المسلمين: ين��ادى المن��ادى على فق��راء المس��لمين، بعد أن ينتهي س��ؤال أول ثالثة

:فيق�ول الل��ه تع��الى لهم، فيقومون؟فيقول: أين فقراء هذه األمة ومساكينها ،ووليت األم��ور والس��لطان غيرنا، ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتلين��ا فص��برنا

فيدنو الولي، ثم ينادى على األولياء الصالحين(1)فيقول الله جل ذكره صدقتم عب��دي أنت ال��ذي كنت تس��هر والعب��اد:الصالح من الله تعالى فيقول الل��ه له

وتصوم والعب��اد يش��بعون، وتبكى والعب��اد يض�حكون، وتح��زن والعب��اد، نائمون يفرحون، وتخافني والعباد آمنون، أنت الذي كنت تجته��د في عب��ادتي والعب��اد بط��الون، وتتص��دق والعب��اد يبخل��ون، وتب��ذل المع��روف بين عب��ادي والن��اس

ومج��دي، وكبري��ائي، وعظيم س��لطاني، وملكي، وجاللي، ف��وعزتي، يمنع��ون ألومنن روع��ك، وألبيحن��ك جن��تي، وألوس��عنك، وق��درتي على جمي��ع العب��اد

مغفرتي ورحمتي، وألعطينك من جزيل ثوابي وحس��ن م��آبي م��ا ال عين رأت ثم ين��ادى على المؤم��نين في��دنيهم، وال أذن سمعت وال خط��ر على قلب بشر

فيس��ألهم عن، أو يحس بم��ا بينهم، فال أح��د يس��معهم، س��بحانه وتع��الى منه فيقول سبحانه للعبد المؤمن: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب، ذنوبهم ذنبا ذنبا

ح��تى ليك��اد يم��وت من، ويغم��ره الع��رق، ك��ذا؟ فينكس رأس��ه حي��اء من الله ورأى في نفس��ه أن��ه ق��د، حتى إذا قرره بذنوبه، الفزع ثم يقول: نعم أي رب

(2)وأنا أغفره�ا ل�ك الي�وم، قال الله له: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، هلك

ح��تى ينتهي الل��ه، ويس��ألون واح��دا واحد، ثم ينادى على ك��ل إنس��ان باس��مه0سبحانه وتعالى من حساب جميع الخالئق

ما الذي يسأل عنه العبد:يسأل عن الكفر والشرك:-1

أعظم ما يسأل عنه العباد هو كفرهم وشركهم، فيسألهم عن الشركاء } وقيل لهمواألنداء الذين كانوا يعبدونه من دون الله كما قال تعالى:

أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو } ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين ، (3)ينتصرون{

، ويسألون عن عبادتهم لغير الله من تقديم القرابين(4)كنتم تزعمون {لآللهة التي كانوا يعبدونها، ونحر الذبائح باسمها }ويجعلون لما ال

ا كنتم تفترون{ ا رزقناهم تالله لتسألن عم م يعلمون نصيبا م } ويوم يناديهم فيقول ماذا، ويسألون عن تكذيبهم للرسل: (5)

أجبتم المرسلين * فعميت عليهم األنباء يومئذ فهم ال (6).يتساءلون {

- يسأل عن كلمة التوحيد: 2 إن أعظم سؤال يوجه إلى العبد يوم القيام��ة ه��و الس��ؤال عن التوحي��د فيسأل العبد: هل حققت التوحيد لله عز وج��ل أم أن��ك عش��ت على الش��رك

والكفر بالله جل وعال. (137 ص 4)( صحيح الطبراني )الترغيب والترهيب ج�1( 1894صحيح الجامع ) )( رواه البخاري ومسلم وابن ماجة والنسائي عن ابن عمر وصححه األلب�����اني في2 من سورة الشعراء93، 92اآلية )( 3 من سورة القصص62اآلية )( 4 من سورة النحل56اآلية )( 5 من سورة القصص66، 65اآلية )( 6

6

Page 8: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

يسأل عن الصالة:- 3 يقول الرسول صلى الله علي��ه وس��لم: أول م��ا يحاس��ب ب��ه العب��د ي��وم القيامة صالته، فإن كان أتمها، كتبت ل��ه تام��ة، وأن لم يكن أتمه��ا، ق��ال الل��ه لمالئكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملوا به فريضته؟ ثم الزكاة

والحساب يكون أيض��ا على تم��ام(1)كذلك، ثم تؤخذ األعمال على حسب ذلكركوعها وسجودها ومراعاة وقتها وطهارتها وشروطها وغير ذلك.

يسأل عن اإلخالص: - 4 هل كان، ومراده من األعمال الصالحة، يسأل اإلنسان المسلم عن نيته

أم ك��ان مقص��وده من ذل��ك العم��ل الري��اء؟في ذلك العمل مخلصا لله تعالى؟والعياذ بالله.

وصلوا وفعلوا كل، الذين بذلوا الغالي والنفيس، إنها الحسرة على أهل الرياء وإنما أرادوا من ورائها، وما أرادوا بها وجه رب األرض والسماوات، الطاعات

السمعة والرياء.

(2574صحيح الجامع ) )( رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم عن تميم الداري وصححه األلباني في1

7

Page 9: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

يسأل عن العمر والشباب والمال والعلم:- 5 يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ال تزول قدما ابن آدم ي��وم القيام��ة من عن��د رب��ه ح��تى يس��أل عن خمس: عن عم��ره فيم أفن��اه؟ وعن شبابه فيم أباله؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وم��اذا عم��ل فيم��ا

فيسأل عن عمره فيما أفناه وصرفه أفي طاعة الله أم في معصيته؟( 1)علم؟ ويسأل عن علمه م�ا عم�ل ب�ه، والن��اس في العلم على م�راتب فك�ل يس�أل على حسب ما عنده، ويسأل عن ماله من أين حصل عليه وجمعه أمن ح��رام أم من حالل؟ وفي أي ش��يء ص��رفه في حالل أم في ح��رام؟ ويس��أل عن ،شبابه فيما أباله في هذا الجسم وما أودع الله تعالى فيه من القوى والعافية

ووهن، ح��تى تعب جس��مه، أص��رف ذل��ك في الش��هوات المحرم��ة واأله��واء بسبب عصيانه وانتهاكه لما حرم الله؟ أم ص��رفه فيم��ا، وخارت قواه، عظمه

وينال به سعادة الدنيا واآلخرة؟، يقربه إلى الله تعالىيسأل عن السمع والبصر والفؤاد: - 6

رقال تعالى: مع والبص(( }وال تقف ما ليس لك ب((ه علم إن الس((ؤوال{ ، ق��ال قت��ادة: " ال تق��ل رأيت(2)والفؤاد كل أولئك كان عنه مس((

ولم تر، وسمعت ولم تس��مع، وعلمت ولم تعلم، ف��إن الل��ه س��ائلك عن ذل��ك ، قال ابن كثير: " ومضمون ما ذكروه في اآلية أن الل�ه نهى عن الق�ول(3)كله

}اجتنب(وابغير علم، بل بالظن، الذي هو التوهم والخيال. كم��ا ق��ال تع��الى: ن الظن إن بعض الظن إثم{ . وفي الح��ديث: " إي��اكم والظن(4)كثيرا م

فيس�أل اإلنس�ان عن س��معه وبص�ره وف��ؤاده أين، فإن الظن أكذب الح�ديث هل تصرف بسمعه وبصوته وف��ؤاده فيم��ا؟ وإلى أي جهة وجهها؟صرف ذلك

أو فيما حرم الله؟ كالتصنت والنظر إلى المحارم والسب والغيبة.؟أحل الله يسأل عن النعيم: -7

فاإلنسان يسأل(5)} ثم لتسألن يومئذ عن النعيم{قال تعالى: ،والعافية، من صحة البدن، عن النعيم الذي أصابه في الدنيا، ونعم به، وتلذذ

،ولذة الظالل الباردة، ولذة الشراب والماء البارد، ولذة المطعم والمأكل وغير ذلك من النعم التي تحفنا كل يوم، فإن أصناف النعيم كثيرة ال تعد وال

، وبعض أنواع النعيم من(6)}وإن تعدوا نعمة الله ال تحصوها{تحصى وبعضها من الكماليات، والناس يتفاوتون في ذلك فيما بينهم،، الضروريات

ويوجد في عصر ماال يجده أهل عصور أخرى، وفي بلد ما ال يجده أهل بالدأخرى، وكل ذلك يسأل عنه العباد.

وبعض الناس ال يستشعر النعم العظيمة التي وهبه الله إياها، فال يدرك النعمة التي في شربة الماء، ولقمة الطعام، وفيما وهبه الله من مسكن

وزوجة وأوالد، ويظن أن النعم تتمثل في القصور والبساتين والمراكب فحسب، فقد سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: ألسنا من فقراء

(7299)( رواه الترمذي عن ابن مسعود وحسنه األلباني في صحيح الجامع )1 من سورة اإلسراء 36)( اآلية 2)4/308)( تفسير ابن كثير:)3 من سورة الحجرات 12)( اآلية 4 من سورة التكاثر 8)( اآلية 5 من سورة النحل 18)( اآلية 6

8

Page 10: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. فأنت من األغنياء. قال فإن لي خادما. قال: فأنت

من الملوك. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله

،(1)عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، ال يقومون بواجبهما،

ومن ال يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون. وفي مسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ال بأس

بالغنى لمن اتقى الله عز وجل، والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى، (2)وطيب النفس من النعيم ".

وفي بعض األحاديث النبوية بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم عن صورة من صور السؤال عن النعيم الذي يواجه الله به عباده في ذلك اليوم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

، ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك،(3)قال: " يلقى الرب العبد فيقول: أي فل وأسخر لك الخيل واإلبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. قال: فيقول:

أفظننت أنك مالقي؟ قال: فيقول: ال. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني فيقول: أي فل، ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك

الخيل واإلبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. أي رب، فيقول: أفظننت أنك مالقي؟ فيقول: ال. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثالث،

فيقول له مثل ذلك. فيقول: يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك صليت .قال: ثم يقال(4)وصمت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع. فيقول: ههنا إذن

له: اآلن نبعث عليك شاهدا عليك، ويتفكر في نفسه، من ذا يشهد علي؟ فيختم الله على فيه. ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي فتنطق فخذه

ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق الذي يسخط الله(5)عليه".

والسؤال عن النعيم سؤال عن شكر العبد لما أنعم الله به عليه، فإذا شكر فقد أدى حق النعمة، وإن أبى وكفر، أغضب عليه الله، ففي صحيح

مسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل األكلة، فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده

(6)عليها ".يسأل عن األهل والرعية: - 8

يق��ول الرس��ول ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم إن الل��ه س��ائل ك��ل راع عم��ا وفي رواي�ة إن(7)استرعاه حفظ أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيت��ه؟

الل��ه س��ائل ك��ل راع اس��ترعاه رعي��ة قلت أو ك��ثرت ح��تى يس��أل ال��زوج عن. 6412)( صحيح البخاري: 1 ، وعزاه المحقق إلى ابن ماجه، وقال:5290 )، ورقمه: 2/676)( مشكاة المصابيح )2

إسناده صحيح )( فل، أي: يا فالن. 3)( معناه قف: ههنا إذن. 4. 2968(، ورقمه: 4/2280)( رواه مسلم في صحيحة: )52734)( صحيح مسلم: 6( 1774)( رواه النسائي وابن حبان عن أنس بن مالك وصححه األلباني في صحيح الجامع )7

9

Page 11: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

(8)وال��رب عن خادم��ه، ه��ل أق��ام فيهم أم��ر الله، والوال��د عن ول��ده، زوجته

فيسأل الحكام ووالة األمور الذين استخلفهم الله تع��الى في األرض، ويس��أل القضاة الذين هم يد العدالة فيها، ويسأل األغنياء عن المال ال�ذي اس�تخلفهم

ستخلفين فيه{الله تعالى فيه ا جعلكم م فيس�ألهم عن(2)}وأنفقوا مم ومنعهم، وبع��دهم عن القي��ام بح��ق الله، وإسرافهم، وبخلهم، ملكهم، ومالهم

وعن، حق الناس بم��ا أم��رهم س��بحانه، ويس��أل ال��زوج عن الس��كن والرحمة والصبر، من طيب القول والعشرة بالمعروف، مصاحبته زوجته بما أمره الله

،وخض��وعها، واإلنفاق وتس��أل الزوج��ة عن قنوتها، والمعاملة باإلحسان، عليها ومعاش���رتها لزوجه���ا ب���المعروف، وحفظه���ا لحرم���ات زوجه���ا، وص���برها

الحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله{ (3).}فالص واعلموا أن الله تعالى سائل اإلنسان عن الكب��يرة والص��غيرة، والخفي��ة

وعن القلي��ل والكث��ير،، وما دق وم��ا جل، والسريرة، وعن كل ما قل وما كثرال يغفل سبحانه عن شيء.، وعن النقير والقطمير

يسأل عن العهود والمواثيق:- 9 }ولقد كانوا عاهدوا الله منيسأل الله عباده عما عاهدوه عليه

، وكل عهد مشروع(4)قبل ال يولون األدبار وكان عهد الله مسؤوال{�ن العهد كان �العهد� إ بين العباد فإن الله سائل العبد عن الوفاء به}وأوفوا ب

(5)مسؤوال{.وتتابع مشاهد الحساب:

ويخف��ون، ثم يؤتى بأهل الكتاب الذين يكتمون ما أنزل الله من الكت��اب ليكسبوا عرضا حقيرا من، صفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من كتبهم

حطام الدنيا، فيكون الحكم الرباني: }أولئك ما يأكلون في بطونهم إالالنار وال يكلمهم الله يوم القيامة وال ي(زكيهم ولهم ع((ذاب أليم{

ويبدأ الحس��اب بين الت��وبيخ، ثم يؤتى بالكفرة المكذبين آليات الله سبحانه(6) ،واالس�تغفار والتوسل، وتتعالى األص��وات باالعت��ذار، والذل والجدال، والخزي

يق��ول، وال يلتفت إلى توس��لهم، وال يلقى عليهم بعت��اب، فال يقب��ل لهم ع��ذرع الذين ظلم(((((وا مع(((((ذرتهم وال همتع�����الى: }فيومئذ ال ينف(((((

وتتوالى األفواج وي�أتي ف�وج من المش�ركين ح�تى إذا وقف�وا(7)يستعتبون{ بين يدي الله تعالى توجهوا إلى الله سبحانه بالرجاء ليمهلهم إلى زمن قريب

رنا إلى أجل ق((ريب نجب دعوت((ك ونتب((عليستدركوا ما فات: }ربنا أخسل{ فيردون على أعقابهم للوقوف في أماكنهم بين أه��ل الن��ار لحين(8)الر

وغلبت عليهم الكآب��ة والمهان��ة، وق��د ت��وهجت أنفاس��هم، انته��اء الحس��اب ثم يؤتى باألتباع والرؤساء، فيلتقي األشقياء المجرم��ون(9)وشملهم الخسران

( 1612)( رواه ابن عساكر عن أبي هريرة وضعفه األلباني في ضعيف الجامع )1 من سورة الحديد7)( اآلية 2 من سورة النساء 34)( اآلية 3 من سورة األحزاب 5)( اآلية 4 من سورة اإلسراء 3)( اآلية 5 من سورة البقرة 174)( اآلية 6 من سورة الروم 57)( اآلية 7 من سورة إبراهيم 44)( اآلية 8( 298)( قصة الخلق )ص 9

10

Page 12: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

بأتباعهم الضعفاء، ويدور بينهم ح��وار طوي��ل يت��برأ في��ه الرؤس��اء من األتب��اع، ويتمنى األتباع الرجوع إلى الدنيا ليت��برءوا من ال��ذين أض��لوهم، وينتهي األم��ر

ك��ذلك يحكم الل��ه بين اليه��ود، اإللهي ب��الوقوف في أم��اكنهم بين أه��ل الن��ار وفي اف��ترائهم على الل��ه، والنصارى فيما كانوا فيه يختلف��ون من أم��ر ال��دين

رج�اء أن يغف�ر لهم، فيق�ول المك�ذبون: والل�ه ربن��ا م�ا كن�ا مش�ركين، بالولد ق��ال، وتتكلم أي��ديهم وأرجلهم بم��ا ك��انوا يعمل��ون، فيختم الله على أف��واههم

وى بهمتعالى: ول ل(و تس( س(( وا الر روا وعص( }يومئذ يود الذين كف( وهك��ذا تت��ولى أف��واج الك��افرين بين(1)األرض وال يكتم((ون الله ح((ديثا{

،معترفين بذنوبهم ومكذبين، ويكون الحكم اإللهي عليهم هو الخلود في الن��ارجزاء كفرهم وشركهم.

من سورة النساء 42)( اآلية 1

11

Page 13: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

يالها من حسرة:تعالى فيقال وهم األمر قضي إذ الحسرة يوم }وأنذرهم

(1).غفلة وهم ال يؤمنون{م العم�ر القص�ير في إنها الحسرة على التفريط في طاعة الل�ه، وتص�ر اللهث وراء ال��دنيا حالله��ا وحرامه��ا، واالغ��ترار بزيفه��ا م��ع نس��يان اآلخ��رة

طت في جنبوأهواله��ا: رتى على م((ا ف((ر }أن تقول نفس ي((ا حس((اخرين أو تقول لو أن الله ه((داني لكنت * الله وإن كنت لمن الس

ة ف((أكون * من المتقين أو تقول حين ترى العذاب ل((و أن لي ك((رنين تكبرت * من المحس( بلى ق(د جاءت((ك آي(اتي فك(ذبت به((ا واس((

(2). {وكنت من الكافرين ولم يتب��ع، وعب��ادات لم ي��أذن الل��ه بها إنها الحسرة على أعمال محدث��ة

فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحس��ب أهله��ا أنهم يحس��نون ص��نعا: }قل هل ننبئكم باألخسرين أعماال الذين ضل سعيهم في الحياة

(3).الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا{ أن تقيهم من ع��ذاب، إنه��ا الحس��رة على التفري��ط في النفس واألهل

بعد ما فتنت بهم، ذلك ه��و الخ��زي، جهنم، يوم تفقدهم وتخسرهم مع نفسكرواوالخس��ارة، والحس��رة والن��ار. رين ال((ذين خس(( }ق((ل إن الخاس((

. (4){أنفسهم وأهليهم يوم القيامة أال ذلك هو الخسران المبين إنه�ا الحس��رة على أعم�ال ص��الحة ش��ابتها الش��وائب وك��درتها مبطالت األعم��ال� من ري��اء وعجب ومن��ة، فض��اعت وص��ارت هب��اء منث��ورا، في وقت

ن الله م((ا لماإلنسان فيه� أشد ما يكون إلى حس��نة واح��دة }وبدا لهم ما كانوا يكونوا يحتسبون * وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم م

(5).به يستهزئون{ إنها الحسرة على أعمال صالحة ذهبت في المظالم كان األمل بعد الله

عليها، ولكنها ذهبت في ذلك اليوم العصيب إلى من تعديت حدود الل��ه فيهم؛ }وقد خ((اب منفظلمتهم في م��ال أو دم أو ع���رض، فكنت مفلس��ا حق��ا:

فيأخ��ذ ه��ذا من حس��ناتك، وه��ذا من حس��ناتك، وه��ذا من(6){حم((ل ظلم((ا حس��ناتك، ثم تف��نى الحس��نات، فيط��رح علي��ك من س��يئات من ظلمتهم، ثمبك س��خط الجب��ار بفع��ل تطرح في النار، أجارك الله من سامع من النار، وجن

ما يرضي الواحد القهار. إنها الحسرة على مجالسة أهل الس��وء ي��وم انس��اقوا معهم يق��ودونهم إلى الرذيلة، ويصدونهم عن الفضيلة، إنها لحسرة عظيمة، في ي��وم الحس��رة

�عض األيدي، يوم ال ينفع عض األي��دي؛ كم��ا ق��ال ربي: }وي((وميعبرون عنها ببيال ول س(( س(( يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الر

من سورة مريم 39)( اآلية 1 من سورة الزمر 59:56)( اآليات من 2 من سورة الكهف 104:103)( اآليات من 3 من سورة الزمر 15)( اآلية 4 من سورة الزمر 48:47)( اآليات من 5 من سورة طه 111)( اآلية 6

12

Page 14: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

لقد أضلني عن الذكر بع((د * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فالنا خليال* يطان لإلنسان خذوال .(1) {إذ جاءني وكان الش

إنه��ا حس��رة األتب��اع المقل��دين لمتب��وعيهم، ي��وم يت��برأ منهم من تبع��وه }ولو ي((رى الذين ظلم((وا إذ ي((رونبالباطل، فال ينفعهم ندم وال حسرة:

أ الذين * العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرباب *اتبع((وا من الذين اتبع((وا ورأوا الع((ذاب وتقطعت بهم األس((

ؤوا منا أ منهم كم((ا تب((ر ة فنتب((ر وقال الذين اتبع((وا ل((و أن لن((ا ك((ررات عليهم وم((ا هم بخ((ارجين من كذلك يريهم الله أعمالهم حس((

.(2) {الناريصدون عن سبيل الذين األرض المفسدين في الظالمين إنها حسرة

الله ويبغونها عوجا حين يحمل��ون أوزارهم وأوزار ال��ذين يض��لونهم بغ��ير علم، }فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله علىوحين يسمعون عندها قول الله:

بيل الل((ه ويبغونه((ا عوج((ا وهمالظالمين * دون عن س(( الذين يص((.(3){باآلخرة كافرون

إنها الحسرة على أموال جمعت من وجوه الحرام ؛ربا، ورشوة، وغش، ي��ا حس��رة المقص��رين! وي��ا خجل��ة، فوغص��ب، وس��رقة، واحتي��ال، وغيرها

العاصين. أربعة يمتحنون وقت الحساب:

يدعى للحساب قوم ال طاعة لهم وال معصية، وال كفر، وال إيم��ان، منهم ومنهم المجنون ال��ذي ال يعق��ل، وال سمع لها بخبر، من لم تبلغه الدعوة بحال

، وال يم��يز، ش��يئا ومنهم أطف��ال، ومنهم األص��م ال��ذي ال يس��مع ش��يئا أب��دا المشركين الذين ماتوا قبل أن يميزوا ش��يئا، فيمتحنهم الل��ه س��بحانه وتع��الى

رب:ويقول المجن��ون، رب ما أتاني لك رسولة: فيقول الذي لم تبلغه الدعو رب لق��د ج��اء اإلس��الم وم��ا:ويق��ول األصم، لقد جاء اإلسالم وما أعقل ش��يئا

رب ج��اء اإلس��الم وم��ا نعق��ل ش��يئا،:ويقول أطف��ال المش��ركين، أسمع شيئا ومن لم، فمن دخلها كانت علي��ه ب��ردا وس��الما، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار

وفي رواي�ة: فيق�ول لهم ربهم: أرأيتم إن أم�رتكم ب�أمر(4)يدخلها س�حب إليها نعم فيأمرهم أن يعمدوا إلى جهنم فيدخلوها، فينطلقون:فيقولون، تطيعوني

ربن��ا:فرجع��وا إلى ربهم فيقول��ون، حتى إذا دنوا منها وجدوا لها تغيظا وزفيرا :أجرنا منها فيقول لهم: ألم تزعموا أنى إن أمرتكم ب�أمر تطيع��وني فيقول�ون

فينطلقون ح��تى إذا دن��وا منه��ا، فيأمرهم أن يعمدوا إلى جهنم فيدخلوها، نعم فيق��ول، ربنا أجرن��ا منها:فرجعوا إلى ربهم فيقولون، وجدوا لها تغيظا وزفيرا

لهم: ألم تزعموا أنى إن أمرتكم بأمر تطيعوني؟ فيأخ��ذ على ذل��ك م��واثيقهم ،ومنهم من عص��ى ورجع، فمنهم من أط��اع، فيق��ول: اعم��دوا إليه��ا فأدخلوها

فيق�ول الل�ه: إي�اي عص�يتم، فيقولوا: ربنا خفن�ا منه�ا وال نس�تطيع أن ن�دخلها( 5)فكيف لو رسلي أتتكم، ادخلوها داخرين.

من سورة الفرقان 29:27)( اآليات من 1 من سورة البقرة 167:165)( اآليات من 2 من سورة األعراف 45:44)( اآليات من 3( 881األلباني في صحيح الجامع ) ني وابن حبان عن األسود بن سريع وأبي هريرة وصححها)( رواه أحمد والطبر4( 350 ص 7)( أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد وضعفه )ج�5

13

Page 15: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

ومن أبى وعص�ى ك�ان من أه��ل، فمن امتثل وأطاع كان من أهل الجنة��ار ج��زاء وفاقا وليس أم��ام اإلنس��ان عن��د تأم��ل ه��ذا الحكم اإللهي إال أن، الن

فلم يظلم س��بحانه ه��ؤالء، ويق��ر بكم��ال عدله، يسلم بعظيم حكمته س��بحانه��ة، فيدخلهم النار لكونهم معذورين بعدم قيام الحجة عليهم ولم ي��دخلهم الجن

لكون الجنة ال تدخلها إال نفس مؤمنة.

14

Page 16: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

جماعات مستثناة من الحساب: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم وعدني ربى أن ي��دخل الجن��ة من أم��تي سبعون ألفا بغير حساب عليهم وال عذاب، مع كل ألف س��بعين ألف��ا، وزادني

وفي رواية: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف��ا بغ��ير حس��اب(1)ثالث حسيات وال(3) وال يتطيرون(2)قالوا من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين ال يسترقون

(5) وعلى ربهم يتوكلون.(4)يكتوون يقول اإلمام القرطبي: ال تظن أن من استرقى واكتوى ال ي��دخل الجن��ة بغير حس�اب ف��إن الن��بي ص�لى الل��ه علي��ه وس��لم رقى نفس�ه وأم�ر ب�الرقى وكذلك كوى أصحابه ونفسه فيما ذكره الطبري وغ�يره فمحم�ل الن�بي ص�لى الله عليه وسلم على رقى مخصوصة بدليل قوله صلى الله علي��ه وس��لم آلل

(6)عمرو بن حزم " أعرضوا على رقاكم ال بأس بالرقى ما لم يكن فيه ش��رك

وكذلك الكي فمن فعله في محل��ه وعلى ش��روطه لم يكن ذل��ك مكروه��ا في (7)حقه وال منقصا له ويجوز أن يكون من السبعين ألفا.

وقد روى أنه إذا كان يوم القيامة ن�اد من�اد: أيكم أه�ل الفض�ل؟ فيق�وم ناس من الناس فيقال: انطلقوا إلى الجنة فتتلق��اهم المالئك��ة فيقول��ون: إلى أين؟ فيقولون، إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، ق��الوا: من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل، قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا: كنا إذا جه��ل علين��ا حلمن��ا، وإذا ظلمن��ا ص��برنا، وإذا أس��ئ علين��ا غفرن��ا، ق��الوا: أدخل��وا الجن��ة فنعم أج��ر العاملين، ثم ينادى مناد: ليقم أهل الصبر فيقوم ن��اس من الن��اس وهم قلي��ل فيق��ال لهم: انطلق��وا إلى الجن��ة فتتلق��اهم المالئك��ة فيق��ال لهم مث��ل ذل��ك، فيقولون: نحن أهل الصبر، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا على��ة فنعم أج��ر طاع��ة الل��ه وص��برناها عن معاص��ي الل��ه، ق��الوا: أدخل��وا الجن��اس وهم العاملين، قال: ثم ينادى مناد: ليقم جيران الله فيق��وم ن��اس من الن قليل فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم المالئكة فيقال لهم مث��ل ذل��ك قالوا: ولم جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله ونتجالس في الله

ثم ين�ادى(8)ونتباذل في الله عز وجل قالوا: أدخلوا الجنة فنعم أج�ر الع�املين مناد أين أهل المعرفة بالله؟ أين المحسنون؟ فيقيمون حتى يقف��وا بين ي��دي الله تعالى فيقول وهو أعلم بذلك من أنتم؟ فيقولون نحن أهل المعرف��ة ب��ك الذي عرفتنا إياك وجعلتنا أهال لذلك فيقول: صدقتم ثم يق��ول، م��ا عليكم من

ثم ين�ادى من�اد: أين عب�ادي ال�ذين أط�اعوني(9)سبيل أدخل�وا الجن�ة برحم�تي وحفظوا عهدي بالغيب فيقومون فيقفون بين يدي الله تعالى فيقول لهم الله أنا اصطفيتكم وأنا أحببتكم وأنا اخترتكم اذهبوا فادخلوا الجنة بغير حساب فال

ثم ين��ادى المن��اد على الحام�دين لل�ه(10)خوف عليكم الي�وم وال أنتم تحزن�وناجعتعالى على كل حال ثم ال��ذين ك��انت }تتجافي جن((وبهم عن المض((

(418 ص 4)( صحيح أحمد وابن حبان عن أبي إمامة )الترغيب والترهيب ج�1)( ال يسترقون: أي ال يطلبون الرقية. 2)( ال يتطيرون: أي ال يتشاءمون بالطير. 3األمور كلها بيده )( ال يكتوون: أي ال يكتوون رضاء بقضاء الله وبالئه واالعتقاد بأنه النافع والضار وأن4( 8071الجامع ) )( رواه البخاري ومسلم واحمد عن عمران بن حصين وصححه األلباني في صحيح5( 3886( وأبو داود )220)( صحيح مسلم )6( 82 ص 2)( التذكرة )ج�7( 139 ص 3)( الحلية )ج�8( 262 ص1)( العلل المتناهية) ج�9

( 83 ص 2)( التذكرة )ج�10

15

Page 17: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

ا رزقن((اهم ينفق((ون{ ثم ال��ذين(11)يدعون ربهم خوفا وطمع((ا ومم فيق��ال لهم أدخل��وا(2)}ال تلهيهم تجارة وال بيع عن ذك((ر الله {ك��انوا

(3)الجنة بغير حساب.

من سورة السجدة 16)( اآلية 1 من سورة النور 37)( اآلية 2( 83 ص2)( التذكرة )ج�3

16

Page 18: النار - Alukah · Web view() الآيات من 104:103 من سورة الكهف ) إنها الحسرة على التفريط في النفس والأهل، أن تقيهم من

الفهرس يبا ك اليوم عليك حس� �نفس� 2...............................................كفى ب

2..................................................................وينادي المنادي:2....................................................مفاجآت عند قراءة الكتب:

3.......................................ماذا يحدث للمؤمن بعد أن يقرأ كتابه:3................................................المنادي ينادي على المجرمين:

3........................................ماذا يحدث للكافر بعد أن يقرأ كتابه:4...................................................................ويبدأ الحساب:

4..................................................الجميع يسأل وأولهم األنبياء:5............أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أول األمم محاسبة:

5.......أول ثالثة يحاسبون من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:5.....................................................ويتوالى سؤال المسلمين:6.......................................................ما الذي يسأل عنه العبد:

10...............................................................يالها من حسرة:11..............................................أربعة يمتحنون وقت الحساب:

12.............................................جماعات مستثناة من الحساب:

17