10.22075/lasem.2020€¦ · - francois laplatine، la description ethnoraphique، nathan، paris،...

25
ا، غة العربية وآدا ل ال سات ملة درا ة صف سنوي ن ة دولي ن ك مة، السنةلعاشرة ا، د العدلتاسع ا و العشرون، ربيع وصيف1398 . ش/2019 مص ص115 - 136 : القد السرد العر الوصف وذجالكاتب أميد انظر صيد لعبد ام مر الديوب ا لخص الصيد رسالة لشعرية تسمة به، ولغته ا أسلو عه، و موضو صفي، وب الونطا يدرس ﻫذا البحث ااول أن تيب، وء واللبنا ا ناص صف، ومنطقه الوي لداخلم اللنظا ب، ويهتملكاتميد ا لعبد املية تثق فنية وديه على أنه مرد ظاﻫرةوز النظر إللوصف يتجا يثبت أن اد بنيتهد ، و النص امد ل؛ لذاا صناعة صور ليد معناﻫا، و تولرسالة، و ج ﻫذه ا إنتا ه فاع إل عد جديداضفي ي مشو الذي تشكيل امه صف، وإسهى الوة عللرسالء ا ، وينظر إل بنا وحديثا اح الوصف قدصطل سيمهد البحث نظ لية، وسيبحث الفنية والد عناصرﻫافية، وخصائصها. الوحدة الوصناص، و صف، ومنطقه ام الو ا التكثيف إل ة لوءا لرسالة، وأن ا اجي صفي وامج الونطاب ا ب زما ﻫنالك تا أن لن وقد تب مشبعا ،ي خطاب معرفةب الوصفنطام، والرسامي اعب انطائم اف ي ﻫو تكثي صفي، و الو اصف، و بذاتية الوخباري ا عر الانبيته من ا أى الرؤية البصرية فقط، ووصف عل يقتصر الام. الم والف مفتاحية: كلماتتعليق. سيخ، ال الوصفية، الب الوصفي، الوحدةنطا الوصف، ا التمهيد لدثد النقاول ا تنا من زاوية هتلفة عنء الوصفلقدماد العرب النقاول ا تناه الدراسذةذ ه. وتاول ﻫذ أدب ينذدرج تطبقهذ ا علذ ى نذص سذ ردي صذف، وأن دراسذة الو ذدثد النقذا مذ ن جهذ ود ا أن تفيذد - معة البعثلعربية، جالغة ا قسم ال أستاذ- ص - سورية.[email protected] وصول:ريخ ال 30 / 09 / 1394 ﻫ. ش=21 / 12 / 2015 قبول:ريخ ال م01 / 04 / 1395 ﻫ. ش=21 / 06 / 2016 م. DOI:10.22075/lasem.2020.4263

Upload: others

Post on 02-Feb-2021

6 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • مة،كّ حمدولّية نصف سنويّةجملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا، م2019ش/. ه1398 ربيع وصيف، العشرونو التاسع العدد، العاشرةالسنة

    136 -115صص

    منظر صيد لعبد احلميد الكاتب أمنوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي: مسر الديوب

    لخصامليدرس هذا البحث اخلطاب الوصفي، وموضوعه، وأسلوبه، ولغته املتسمة ابلشعرية يف رسالة يف الصيد

    لعبد احلميد الكاتب، ويهتم ابلنظام الداخلي للوصف، ومنطقه اخلاص يف البناء والرتتيب، وحياول أن ل النص األديب، وهتدد بنيته يثبت أن الوصف يتجاوز النظر إليه على أنه جمرد ظاهرة فنية وداللية تثق

    ابحلشو الذي ال يضفي جديداً إىل عّده فاعاًل يف إنتاج هذه الرسالة، وتوليد معناها، وصناعة صورهتا؛ لذا سيمهد البحث ملصطلح الوصف قدمياً وحديثاً، وينظر إىل بناء الرسالة على الوصف، وإسهامه يف تشكيل

    ام الوصف، ومنطقه اخلاص، والوحدة الوصفية، وخصائصها. عناصرها الفنية والداللية، وسيبحث يف نظوقد تبني لنا أن هنالك تالزمًا بني اخلطابني الوصفي واحلجاجي يف الرسالة، وأن مثة جلوءًا إىل التكثيف الوصفي، وهو تكثيف يالئم اخلطاب اإلعالمي الرسايل، واخلطاب الوصفي خطاب معرفة، أييت مشبعاً

    يقتصر الوصف على الرؤية البصرية فقط، وأتيت أمهيته من اجلانبني املعريف اإلخباري بذاتية الواصف، وال والفين اجلمايل.

    الوصف، اخلطاب الوصفي، الوحدة الوصفية، الرتسيخ، التعليق. كلمات مفتاحية:

    التمهيده. وحتاول هذذه الدراسذة تناول النقاد العرب القدماء الوصف من زاوية خمتلفة عن تناول النقاد احملدثني ل

    أن تفيذذذد مذذذن جهذذذود النقذذذاد احملذذذدثني يف دراسذذذة الوصذذذف، وأن تطبقهذذذا علذذذى نذذذص سذذذردي ينذذذدرج يف أدب

    - سورية. -محص -أستاذ يف قسم اللغة العربية، جامعة البعث[email protected] .م21/06/2016ش= ه. 01/04/1395م اتريخ القبول: 21/12/2015ش= ه.30/09/1394اتريخ الوصول:

    DOI:10.22075/lasem.2020.4263

  • 116 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    الرسذذائل، مذذن نذذك أن يكذذون هنالذذك ةذذاوز للنظذذرة النقديذذة العربيذذة فيمذذا يتعلذذق ابلوصذذف. وهذذو األمذذر الذذذي موقع الناظر إليها من زاوية نقدية.جيعل هذه الدراسة تتأرجح بني موقعني: موقع أصحاب النظرية، و

    هدف البحث وجديده -1يشتمل النص األديب على خطاابت متنوعة من سردي إىل وصفي إىل حجاجي. وتفرتض دراسة

    يف نص سردي تراثي تعّدد مداخل النظر فيه، وتنوع "descriptive discourse" اخلطاب الوصفي ، والداللة، واملصطلح.مقارابت التحليل من جهة الشكل، واملضمون

    ومن املالحظ أن الدراسات الوصفية أتخذ اةاه الدراسة اجلزئية، أو تتبع الظاهرة على مستوى العصر كله، وهي أمور ال حتيط أبوجه التشاكل والتباين يف اخلطاب الوصفي، وال توصل إىل إدراك جوهر

    ودراستها دراسة نقدية تراثية؛ لذا أو احلديث عنه من جهة املوصوفات، ،"Description" الوصفيهدف هذا البحث إىل النظر يف هذه الرسالة منطلقًا من أن الوصف فيها خطاب أساس، له وحدات وصفية ترتبط جبملة عالقات. كما أن هذه الوحدة تّتسم جبملة مسات منها خاصية االنغالق،

    ب السردي. واالستقاللية. وهي أمور يتباين فيها اخلطاب الوصفي واخلطا منهج البحث -2يذدخل هذذذا البحذذث يف حقذل الدراسذذات السذذردية. وهذذو مذن احلقذذول الذذى ا تسذذتقر بعذد، علذذى الذذرنم مذذن

    وجود جهاز نظري، ومفهومي على جانب كبك من األمهية. ذا وال تقيذذد هذذذه الدراسذذة نفسذذها ؛ذذنهت حمذذدد؛ ألن تبذذين أحذذد املنذذاهت يعذذين إقصذذاء مذذا سذذواه. ولعذذل هذذ

    املوقف املنهجي يتفق وانفتاح اخلطاب النقدي احلديث على مفاهيم كثكة تتآلف يف إطاره، بقصذد معاجلذة األثر املدروس من شىت زواايه.

    حماور البحث وعناصره -3 ولتحقيق هذه الغاية يسك البحث على وفق اخلطة اآلتية:

    الوصف يف املعجم والنقد - خطة الوصف - ةالعمليات الوصفي -

  • 117 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    وظائف الوصف ودالالته - بنية اخلطاب الوصفي -

    الوصف يف املعجم والنقد -أيعّد الوصف مكوانً من مكوانت اخلطاب، وعنصراً من عناصره. وقد حتدث النقاد العرب القدامى عن

    ط الوصذذف، وارتذذبط لذذذديهم ابلشذذعر. فعذذذّدوه معيذذار جذذذودة الشذذعر، وجمذذااًل للتفاضذذذل بذذني الشذذذعراء. وقذذد ارتذذذبالوصذذذف ابلشذذذعر؛ ألن العذذذرب ا تعذذذرف الروايذذذة والقصذذذة واملسذذذرحية إال يف العصذذذر احلذذذديث. فنجذذذد حضذذذوره

    واضحاً يف الرواية العربية يف مراحل تطورها. إىل السذذرد 1 -إال أقلهذذم-وقذذد اهذذتم النقذذاد القذذدامى ابلوصذذف خذذالف النقذذاد احملذذدثني الذذذين انصذذرفوا عنذذه

    على الوصف، لكّن النقد نّيبه. -على سبيل املثال- واخلطاب. فقد هنضت الروايةمعذذاا الكشذذف، -معجميذذاً –كمذذا ارتذذبط الوصذذف ابحملاكذذاة، والتصذذوير، والتأييذذل. وقذذد أفذذادت املذذادة

    واإليضذذذاح، واحلسذذذن، واالتصذذذاف: ءوصذذذف الشذذذيء لذذذه وعليذذذه وصذذذفاً، وصذذذفة: حذذذاله... الوصذذذف وصذذذفك 2الشيء حبليته ونعته...ء.

    ريذذف السذذابق ابحلسذذبان البعذذد التذذداويل: الكشذذف واإليضذذاح. ومذذن هنذذا أتيت عالقتذذه ابلبالنذذة. أيخذذذ التع ويعذذذذين الكذذذذالم السذذذذابق أن كذذذذل مذذذذا دل علذذذذى الصذذذذفات واىنياذذذذات م ذذذذدرج يف الوصذذذذف، حيمذذذذل معذذذذ اإلابنذذذذة والكشذذف مذذن جهذذة، ومعذذ اإلخبذذار الذذذي نصذذص املوصذذوف مذذن جهذذة أخذذرى. وميكذذن أن ثذذل لتعريذذف

    ؛ا يلي:الوصف ارتباط ابحلواس، أو ابملشاعر. تدقيق يف الصفات إخبار عن الصفات

    . ، يف الوصف بني النظرية والنص السرديلعماميحممد جنيب ا -انظر: - 1

    . وملزيد من التفصيل ينظر: حتليل الوصف يف الرواية العربية -الكحل واملرودعبد الفتاح احلجمري، - - J.-Michel Adam، La description، Q.S.J، PUF، Paris، 1993 - Philippe Hamon، Du descriptif، Hachette، Paris، 1993 - Francois Laplatine، La description ethnoraphique، Nathan، Paris، 1996 - Michel Riffaterre، Essais de stilystique structurale، Flammarion، Paris، 1971

    ، مادة وصف.لسان العربابن منظور، - 2

  • 118 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    وقد ارتبط الوصف ابملستوى األديب البالني. وهو األمر الذي جنذده لذدى البالنيذني القذدامى؛ إذ ربطذوا . ومذن أن الوصذف حمّسذن1الوصف بشكل التعبك، وابلنظام والرتتيب يف الكالم، فقد رأى قدامة بن جعفذر

    شذذروطه لديذذذه أن يكذذون مسحذذذاً، سذذهل خمذذذارج احلذذروف مذذذن مواضذذعها، عليذذذه رونذذق الفصذذذاحة مذذع اخللذذذو مذذذن وملذذذا كذذان أكثذذذر وصذذذف األحذذذوال واىنياذذات. إ ذذذا هذذو ذكذذذر الشذذيء ؛ذذذا فيذذذه مذذنءالوصذذف 2البشذذاعة. يقذذذول:

    يف شعره أبكثر املعاا كان أحسنهم وصفاً من أتى املعاا إ ا يقع على األشياء املركبة من ضروبالشعراء الى املوصوف مركب منها، مث أبظهرها فيه وأوالها حىت حيكيه بشعره، وميثله للحس بنعتهء.

    يعين الكالم السابق أن الوصف قد ع ّد مقياساً من مقاييس الشذعرية، وارتذبط حبقيقذة املوصذوفات، لكنذه ووظيفتذذذه يف الذذذذنص األديب: أي حذذذديث عذذذن الصذذذفة الذذذى تتبذذذع املوصذذذوف، ال حذذذديث عذذذن أثذذذر الوصذذذف،

    احملاكذذذاة، والتمثيذذذل ابحلذذذس مذذذن أجذذذل أن يستحضذذذر السذذذامع الشذذذيء، ووظيفتذذذه. فكتذذذبط الوصذذذف ابألحذذذوال واىنياات؛ أي ابلصورة اخلارجية، ويتحول املوصوف من شكل مادي إىل شكل فين له خصوصية لغوية.

    ملذذزّز مذذن أتذذى أبكثذذر املعذذاا للموصذذوف مركذذب، ال مفذذرد، فاملبذذدع ا –لذذدى قدامذذة –كمذذا أن الوصذذف املركب وكان أميناً يف النقل. فعالقة الوصف ابملوصوف عالقة مقاربة ومماثلة.

    الوصذف ابحلذواس قذائاًل: إنذه ءشذكل مذن -يف معجمذه-أما يف العصر احلاضر فقد ربذط إبذراهيم فتحذي ،رائحتذذذذه، وصذذذذوته، ومسذذذذلكهأشذذذذكال القذذذذول، ينبذذذذو عذذذذن كيذذذذف يبذذذذدو شذذذذيء مذذذذا، وكيذذذذف يكذذذذون مذاقذذذذه، و

    3وشعورهء.لقد أدرك النقاد احملدثون أن للوصف قيمتني: فنية، ونقدية، مع أهنم أترجحوا بني نكران أمهيته، ووظيفته

    يف بناء النص األديب، والرضا عنهما. لكن الوصف ظّل مستعلياً على مواقف النقاد، فلم يرتبط جبنس أديب خاص، وال يؤدي وظيفة واحذدة يف اخلطذاب، وال يتجلذى يف شذكل واحذد. حمدد، وا ينظم سلفاً يف شكل

    وقد تنوعت مواقف النقاد احملدثني من الوصذف، ور؛ذا أمكذن لنذا الوقذوف عنذد بعذو مذن جهذودهم يف هذذا اجملال، هبدف حتليل الوصف يف رسالة يف الصيد لعبد احلميد الكاتب.

    .62، ص نقد الشعر - 1 .134، ص املصدر نفسه - 2 ، مادة وصف.صطلحات األدبيةمعجم امل - 3

  • 119 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    1نّص الرسالة: منظر صيد لعبد احلميد الكاتب -بءأطال هللا بقاء أمك املؤمنني مؤيدًا ابلعّز، خمصوصًا ابلكرامة، ممّتعًا ابلنعمة، إنه ا يذ ل قَّ أحد من

    املقتنصني، وال م نح متطرَّف من املتصّيدين، إاّل دون مالّقاان هللا به من الي من والزكة، ومنحنا من الظفر قتنص، وكمكني احلاسة، وقرب الغاية، وسهولة املورد، والسعادة يف مسكان من كثرة الصيد، وحسن امل

    الى أمعنّا يف 4لنافر الصيد، وقائد الطريدة 3إاّل ماكان من حماولة الطلب، وشّدة الّنصب 2وعموم القدورة الطلب ىنا، وأعجزان البذ ْهر

    مّث آل بنا ،عن اللحاق هبا؛ لتفاوت سبقها، ومنقطع هرهبا، ومتفرَّق س بلها 5 وهناية الطرب. 6إىل حسن الظفر، وتناول األربذلك

    وأكرمها أجناساً، 10الضواري 9، وأثقف8اجلوارح 7وإا أخز أمك املؤمنني أان خرجنا إىل الصيد أبعدىوأعظمها أجساماً، وأحسنها ألواانً، وأحّدها أطرافاً، وأطوىنا أعضاء، قد ثذ ّقفْت حبسن األدب، وع ّود ت

    جمبولًة على ما ع وَّدت، ومقصورًة على ما 13املواقف، وخز ت اجملامث 12أعالم 11تْ شّدة الطّلب، وس ز املوصوفة ابلنجابة، واجلري، والصالبة. 1من الشهريَّة 15الفراهة 14أ دَّبت، ومعنا من نفائس اخليل املأبورة

    وما بعده.2/52، خمتارات من أدب العربأبو احلسن علي احلسيين الندوي، - 1 القدورة: القدرة - 2 النَّص ب: العناء والتعب - 3 الطريدة: ما يطارد من صيد وحنوه - 4 البهر: انقطاع النَّفس من اإلعياء - 5 األرب: الغاية واملقصد - 6 ثراً عدواً وجرايً أعدى: أك - 7 اجلوارح: ذات الصيد من الطك. - 8 أثقف: أمهر وأحذق - 9

    الضواري: الكالب املتعودة للصيد واملولعة به - 10 سزت: اختزت - 11 أعالم: مجع عل م، وهو الشيء الذي ينصب، فيهتدى به - 12 اجملامث: موضع جثوم الطك واحليوان وحنومها ابألرض - 13 املعروفة عن ةربة واختباراملأبورة: - 14 الفراهة: النشاط يف السك - 15

  • 120 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    ، وزهر البقل ، ، فربت منه األرض2وقد أمطرتنا السماء مطرًا متداركاً فلم نزل أبخفو سك، وأثقف طلبمث برزت الشمس طالعة، 5ومتشبعات األعاصك، مهلة أن سران نلوات، 4من م ثار السنابك 3وسكن القتام

    ، وضحك الّنوار واجنلت األبصار، فلم نر منظراً 6وانكشفت من السحاب مسفرًة، فتألألت األشجار ام نور الشمس عن اخضرار زهرة الرايض، واخليل كمرح بنا أحسن ح سناً، وال مرموقاً أشبه شكاًل، من ابتس

    نشاطاً، وةتذبنا أعنَّته ا انبساطاً، مث ا نلبث أن علتنا ضبابة تقص ر طرف الناظر ، وختفي س بل السالم، بة األطراف 7تغشاان اترًة، وتنكشف أخرى، وحنن أبرض د مثة الفجاج، مملوءة صيداً، 9مغدقة8الرتاب، أش

    لب واألرانب، فأّداان املسك إىل نابٍة دوهنا مألف الصيد، وجمتمع الوحش، وهناية الطلب، من الظباء والثعامتفرقون، فرجع بنا ال ْعود على البدء، 11ج ْونة 10قد جاوزانها وحنن على سبيل الطلب ممعنون، وبكّل حرَّة

    وقد اجنلت الضبابة، وامتّد البصر، وأمكن النظر، فإذا حنن بر ْعل ةْلف ةٍٍ من 12 يرتعن 14آرام13ظباء، وخ

    إالّ 16وقد أحالتهّن الضبابة عن شأصنا، وأذهلهّن أنيق الرايض عن استماع حّسنا، فلم نذ ع تْ 15آنساتىنّن من بعد الغاية، ومنتهى نظر الشاخص، مّث مّدت اجلوارح أجنحتها، واجتذبت والضواري الئحة

    الشهرية: الزاذين، وهي اخليل الرتكية وخالفها العراب - 1 املتدارك: املتعاقب - 2 القتام: الغبار األسود - 3 السنابك: أطراف احلافر - 4 الغلوات: مجع نلوة وهي مسافة تقدر برمية سهم - 5 النوار: الزهر - 6 مثة الرتاب: لينة ذات رملد - 7 أشبة األطراف: فيها شجر ملتف - 8 مغدقة: متسعة - 9

    احلرة: األرض ذات احلجارة السود - 10 اجلونة: السوداء - 11 الرعلة: اجلماعة املتفرقة - 12 اخللفة: مايبقى أو يتبع - 13 اآلرام: مجع رئم، وهو الظيب األبيو - 14 آنسات: متبسطات نك مستوحشات - 15 نعوج: ننعطف و يل - 16

  • 121 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    ضرها، وسرعة اجلوارح يف طلبها، فمّرت حتفُّ فأمرت إبرساىنا على الثقة ؛ح1الضواري مقاود هاأبظفارها، قد 4األرض سّفاً، كاشفًة عن آاثرها، طالبًة خليارها، حارشةً 3الريح عند هبوهبا ت سُّفُّ 2حفيف

    يدعو الكلب ابمسه، ويفّديه أببيه 6وهاتف هبا وانعق5مزّقتها كمزيق الريح اجلرداء: فمن صائٍح هبا وانعرقد حّكتنا الكثرة، وأىنجتنا القدرة، حىت 9مينعه، وسانح قد عارضه ابرح8لبه الرمح، وطامحيط7وأّمه. وخافقٍ

    امتألت أيدينا من صنوف الصيد، وهللا املنعم الوّهاب..، وخز أعالم املذانب، إىل ندير أفيح -ايأمك املؤمنني-مث ملنا وروضة 10هبداية دليل قد أحكمْته التجارب

    رٍة، مستأمجة مملوءة من أنواع الطك، ا يذكرهنَّ صائد ، وال 13ملتّفة بصنوف اخلمر 12تالوين الشجرب 11خض ا، وراعت اجلوارح 14اقتنصهّن قانص، فأف ق ىنا بطبول، وص فر بنفك احلتف فثار منها مامأل األفق كثرهت

    فعن الطلب ىنا، ىنا صائدة، والصقور كاسرة، والشواهني ضاربة، ير 15خفقات أجنحتها، مّث انزت البزاة ظ ف ر ت ببغيتها، وسريّة 17كأان كتيبة16ونفْضن الظفر هبا، حىت سامنا من الذبح، وامتألان من النضيح

    املقاود: ما تقاد به الدابة من حبل وحنوه - 1 احلفيف: صوت الريح - 2 تسّف: كمّر على وجه األرض دانية منه - 3 حارشة: خادشة - 4 انعر: مّصوت صائح - 5 الناعق: املصوت بصوت أشبه بصوت الغراب - 6 خافق: مضطرب - 7 طامح: انشز جامح - 8 يت من اليمني، والبارح: اآليت من اليسارالسانح: اآل - 9

    أفيح: واسع - 10 مستأمجة: كثكة الشجر - 11 تالوين الشجر: صنوفها - 12 اخلمر: الشجر - 13 احلتف: املوت - 14 البزاة: الطيور اجلارحة، مجع البازي - 15 النضيح: العرق - 16 الكتيبة: القطعة من اجليش، وكذلك السرية - 17

  • 122 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    ن ص رت على عدّوها، وأحلقت ضعيفها بقويّها، ونلبت حمسنها ؛سياها، ال لك أنفسنا مرحاً، وال نستفيق وهاب.ءوهللا املنعم ال ،بقية يومنا ،هبا فرحاً 1من اجلذل

    الوصف يف رسالة يف الصيد -جا تعّد الكتابة يف ذاهتا ذات بعد قصدي، سواء توسلت ابلوصف أو بغكه؛ لذا البد أن جيد خطاهب

    اخلاص يف الوصف فضاًء تتحرك فيه العناصر الداللية.شهد الثاا وتتألف هذه الرحلة من مشهدين: ميثل املشهد األول موجز الرحلة، ونتيجتها، وميثل امل

    "أطال هللا بقاء أمري املؤمنني مؤيداً تفاصيلها. وجند أن السكون ميثل جمااًل للوصف يف املشهد األول ابلعز، خمصوصًا ابلكرامة، ممّتعًا ابلنعمة. إنه مل يُلقَّ أحد من املقتنصني، وال ُمِنح متطّرف من

    الطرب". املتصّيدين... إىل قوله: حسن الظفر، وتناول األرب، وهنايةفقد بدأ عبد احلميد جبمل امسية يدعو فيها ألمك املؤمنني ابلعز والكرامة، مث انتقل إىل وصف الظفر

    والسعادة بسبب كثرة الصيد، وحسن املقتنص، وكمكني احلاسة، وقرب الغاية... إىل أن آل به ذلك إىل إىل مشهد التفصيل يف وصف حسن الظفر، وتناول األرب، وهناية الطرب. وهو مشهد قصك قياساً

    " أخرب أمري املؤمنني، ثُقفت حبسن الرحلة. فاحلركة كمثل اخللفية الى ينشأ عليها الوصف يف املشهد الثاا دت شدة الطلب، علتنا ضبابة تقصر طرف الناظر، وختفي سبل السالم... تسّف األدب، وُعوَّ

    وهو أمر يدل على ير أفيح، وروضة خضرة...." األرض سفًا كاشفة عن آاثرها ...مِث ِمْلنا...إىل غدبعد نظر عبد احلميد الذي شعر أن السكون الطافح ال بد أن ينقلب إىل ضده، أي إىل حركة حىت يصل إىل احلد الذي جيب أن ينتهي إليه، فيتطلع إىل ما وراء السكون. وقد أمعن يف وصفه، فطال أفق ترقب

    د. وبذلك قّدم رسالته على وفق هندسة أقامها على مشهدين، انتقل املتلقي احلركة النامجة عن فعل الصيفيهما من السكون إىل احلركة. ففي املشهد األول إطار زمكاا، وعالمات سكون يف احلركة، وحركة يف

    السكون. يثك الرتكيز على وصف السكون واحلركة اهتمام املتلقي. فليس املهم يف الرسالة اإلخبار عن الرحلة بل

    الوصف؛ ألنه املركز الذي تدور الرسالة حوله.

    اجلذل: الفرح - 1

  • 123 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    ويعد السكون واحلركة بؤرة الوصف؛ إذ يشدان املتلقي إىل ما سيحدث بعد اجلمل الساكنة من حركة. ء يبدو عنصرًا من عناصر أمري املؤمنني "مث ِمْلنا ايفال حضور للأليفة إال يف مقدمة الرسالة، وقوله

    املؤمنني ال ابمسه. ويتعني على ذلك أن الرسالة متعلقة ابخلليفة من جهة السكون. فقد ورد بوصفه أمكء حىت ميكن القول إن اخلليفة عنصر اثنوي أييت بعد الوصف يف " وإين أخرب أمري املؤمننياإلخبار فقط

    الرتبة، ويغدو سكوانً يضاف إىل السكون املوجود يف الرسالة.ن يكون الشأصية احملورية يف الرسالة، فنراه ينتقل معتمدًا على يريد املبدع يف استقصائه الوصفي أ

    احلركة يف اجلزء الثاا الذي يبدأ ابلفعل أخز، فيتوازى املشهدان يف الداللة، وتتصارع احلركة والسكون يف املشهد الثاا، وهي حركة مضطربة جداً؛ لذا أتت مجلها قصكة، أفلحت يف زعزعة السكون، وكأن كل

    كمثل جولة صيد جديدة، وابجتماع هذه اجلمل الى تطغى احلركة عليها يرتسم املشهد الوصفي، عبارة " ال منلك أنفسنا مرحاً، وال نستفيق ويتصاعد إىل أن يبلغ هناية احلركة، وعودة السكون يف هناية الرسالة

    وهللا املنعم الوهاب". ،من اجلذل هبا فرحاً بقية يومنا خطة الوصف -1ه الواص ف كالمه إىل أمك املؤمنني، وهو الذي سيتلقى املعرفة الوصفية، فيظهر منتظرًا ما سيأزه يوج

    الواصف به. وال تتدخل شأصيته يف خطة الوصف، فهو ال يطلب املعرفة، بل تذ ق دَّم له، لكنه ميتلك مسة دافعة للحدث املعريف املولد للوصف، هي استيعاب الوصف، وحسن االستماع.

    أما الواصف فهو املأتص بسلطة املعرفة، يقودها حسب ثقافته، ورنبته. وتبدو للواصف سلطة، فال أحد يراجع كالمه، وال أحد يستوقفه.

    وميكن القول إن الوصف يف هذه الرسالة هو موضوع الكالم؛ ألنه استطاع أن ميتع املتلقي، ويثك لديه رنبة يف ممارسة الصيد.

    هذه الرسالة خلطة مدروسة، فالبداية من صنع الواصف، وهي ط عم. فقد بدأ نضع الوصف يف ؛أاطبة أمك املؤمنني، والثناء عليه، وهو أمر ا أيت عبثاً، بل له وظيفة سيدرسها البحث الحقاً. وميكن أن نالحظ أن الذاتية يف اخلطاب مالزمة خلطاب الواصف. فقد جرت العادة يف النص الوصفي أن يكون

    نزل الوصف األول هو البداية. لكن مثة مراونة من قبل املبدع؛ إذ ميكن أن نعد معلن بداية الوصف م

  • 124 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    ، مث يبدأ الوصف من "مؤيدًا ابلعز، خمصوصًا ابلكرامة ممتعًا ابلنعمة"اجلمل الوصفية املأصوصة ابخلليفة متطّرٌف من املتبصرين إاّل دون ما "إنه مل يُ َلقَّ أحٌد من املقتنصني، وال منحَ حيث جيب أن ينتهي بقوله

    لّقاان هللا به من اليمن والربكة، ومنحنا من الظفر والسعادة يف مسريان من كثرة الصيد، وحسن املقتنص، ومتكني احلاسة، وقرب الغاية، وسهولة املورد...إىل قوله: وهناية الطرب"

    ا الواصف، فقد مّهد لوجهة نظره إن شأصية الواصف مندرجة يف اخلطة العامة للوصف الى ضبطه منها توجيه احلديث 1ابلوصف ؛قصد اإليهام ابلواقع، فأثبت معلنات بداية "Point of viewء

    للأليفة، ووصف نتيجة الرحلة. وجند هذه املعلنات معلنات بداية مراونة؛ إذ يهيو الواصف اخلليفة؛ دم ما رأت عيناه، وما مسعه. وهنالك لتلقي ما حدث على ساحة الوصف، مث يسرتسل يف وصفه، فيق

    وصف حلال الفرائس. وجند أن معلن بداية فكرة يكون معلن هناية فكرة سابقة. فتتداخل األفكار، وميسك بعضها بيد بعو ما يعين أن الرسالة كلها مشهد واحد على تعدديته. وتعدده مرتبط حبركة

    الواصف املدر ك، وبتعدد زوااي اإلدراك.د معلن البداية مع اسم العلم )أمك املؤمنني( عملية إدراك، ويكشف عن التالزم يف وجهة نظر ويوج

    الوصف بني املكونني اإلدراكي، واملعريف. فاملأاطب مهّيأ لسماع تفاصيل الرحلة، وميلك الكفاءة اللغوية لماً والشأصية بوصفها الضرورية لإلدراك، وأييت الراوي الذي يصف، فينتفي الفرق بني الراوي بوصفه متك

    . 2متلفظاً مباشراً؛ ألن املبدع إذا كان شأصية ال يذ بذ ّار بل يبأّر. فاملبّار يتكلم بضمك الغائبينتقل الواصف إىل التفاصيل الصغكة بعد اإلمجال، فثمة عمليات وصفية وفّرت يف املستوى الداليل

    فقد أحالت التفاصيل الوصفية الصغكة، واألجزاء التتايل املوضوعايت لكل مقطع، وهو تنام خمز عنه.الصغكة التجميعية إىل املرجع ذاته سواء تعلق األمر ابملوصوف الرئيس )الرحلة( أو الثانوي )التفاصيل

    الصغكة( وهو أمر وفرته العمليات الوصفية على مستوى البناء. مظاهرها. وحتديد املظاهر ءعملية وصفية تتمثل إن مثة موصوفاً رئيساً )الرحلة( وموصوفات اثنوية ح دَّدت

    .3ءيف تفريع املوضوع، أو املوصوف إىل خاصياته وعناصره

    .26، صحتليل اخلطاب السرديللتفصيل يف هذا املصطلح انظر: حممد جنيب العمامي، - 1 .34، هامش صنفسهاملرجع - 2 نقال عن: 119، صحتليل اخلطاب السرديحممد جنيب العمامي، - 3

    Philippe Hamon، Du descriptif، Hachette Livre، Pavis،P.127،123.

  • 125 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    وقد فذ رّع املوصوف إىل عناصره، أو مكوانته؛ إذ ع نّي مكان الرحلة من نك أن حيدد حتديدًا جغرافياً، قة أقامها الواصف بني وتفرع الوصف إىل وصف للطبيعة الساكنة واملتحركة، فكانت هناك عال

    مث Comment" 1 "املوصوفات، والزمان، واملكان عز لغة شعرية. وتدعى هذه العملية الوصفية التعليقء موضوعه األساس. وقد رّسأه؛ ألنه انطلق من الكل )يف "Consolidation يبدأ الواصف برتسيخ

    ءعملية وصفية اء حتيل على الكل. فالرتسيخبداية الرسالة( إىل األجزاء. فالكل يوصل إىل األجزاء، واألجز 2تتمثل يف افتتاح املقطع الوصفي بذكر مرجعه، أو موضوعه الرئيسء

    وميكن أن جند أن مصطلح اللوحة ذو صلة ابلوصف يف هذه الرسالة، فهي تقع يف منطقة وسطى بني الداخلي للعمل، وختلق السرد والوصف، وهي شكل من أشكال الوصف املبأر، تسهم يف رسم ء اإليقاع

    عالقة معينة بني األجزاء )اإلحياء ابلتتايل أو ابلقطع ( ....وهي وحدة بنيوية ىنا استقالليتها عما سبقها وما يليها، ووحدة مكانية ىنا حدود مكانية تضفي عليها استقالاًل عضوايً شأهنا يف ذلك شأن اللوحة يف

    وضعية سكون تذكر بلوحات، أو ذ املمثلون يف اللوحة وأيخ 3الرسم الى يكون ىنا إطارها اخلاصء معروفة، وتوحي ابملوقف املعز. منحواتت

    ومثة مصطلح جديد مياثل مصطلح اللوحة يف النقد الغريب احلديث، هو وصف األفعال، أو الوصف فريسة عن طريق الفعل، يندرج فيه إىل جانب وصف مظاهر الطبيعة وصف املعركة بني كالب الصيد، وال

    "فلم نعج إال والضواري الئحة هلن من بعد الغاية، ومنتهى نظر الشاخص. مث مدت اجلوارح مثاًل أجنحتها، واجتذبت الضواري مقاودها...فمرت حتّف حفيف الريح عند هبوهبا، تسّف األرض سفًا،

    كاشفة عن آاثرها، طالبة خليارها ...قد مزقتها متزيق الريح اجلرداء ..."ن نطلق على هذه اللوحة الوصف املمسرح، أو املسّرد؛ إذ يعتمد على املسانيد العقلية والبالنية. ميكن أ

    ومن شأن هذه املسانيد أن تثبت احلياة يف الشيء املوصوف، وتكسبه احلركة. ذه اللوحة يف هذه الرسالة حافلة ابحلركة خالف التعريف السابق. وميكن أن نعدَّ اللوحة ، واملشهد يف ه

    4الرسالة بناء داخلياً، ال خارجياً

    128-127، صاملرجع السابق - 1 117-116، صاملرجع السابق - 2 144، صاملعجم املسرحيماري إلياس، وحنان قصاب حسن، - 3 .165-161، صاللوحة والروايةلالستزادة انظر: جيفري مكز، - 4

  • 126 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    مثة تشاكل بني اللوحة، والرسالة يف الصيد. فالرسالة فن خطّي ميثل تتبعًا آنيًا للوصف. وتقدم اللوحة التجربة تقدميًا مباشراً. ويف كلتا احلالني تغدو وظيفة الفنان جعلنا نرى ماال نعيه، وإيقاظ إحياءات لدينا،

    ومعاا جديدة.إذا نظران إىل املقطع الوصفي على أنه وحدة أسلوبية تتمتع ابستقاللية، وقطعة قابلة للعزل، ميكن أن

    " مث آل بنا ذلك إىل حسن نرى يف هذه الرسالة ثالثة مقاطع وصفية: األول من بداية الرسالة إىل أان خرجنا إىل الصيد ... " وإين أخرب أمري املؤمنني والثاا من الظفر، وتناول األرب، وهناية الطرب"

    مث ملنا واملقطع الثالث يبدأ بذ ء إىل قوله حىت امتألت أيدينا من صنوف الصيد، وهللا املنعم الوهاب" اي أمري املؤمنني هبداية دليل..... إىل هناية الرسالة."

    ثانوية )احليوان( وقد امتد املقطع الوصفي الثاا بفضل ترسيخ املوصوف الرئيس )الرحلة(، واملوصوفات ال وبناء على ذلك جند أن حتديد املظاهر أهم عملية وصفية؛ فقد حدد الواصف موضوع وصفه، مث حدد

    صيد؛ ألنه نفذ إىل داخله، ووصف مشاعره. "مل يذعرهن صائد خاصياته، وعناصره، فبدا مباراً للحيوان امل

    ري احلتف، فثار منها ما مأل األفق "أي الطري" وال اقتنصهن قانص، فُخِفَق هلا بطبول، وُصفر بنفوبذلك يكون الواصف أهم مكون خلطة الوصف. فقد كثرهتا، وراعت اجلوارح خفقات أجنحتها ..."

    أنبأ عن كل شيء، فمر وصفه ؛رحلى التعاقب والتداخل. ففي التعاقب انتقال من العام )يف املقطع و ذات اإلدراك يف الرسالة كلها، رؤيته خارجية يف األول( إىل اخلاص يف املقطعني التاليني. والواصف ه

    البداية، مث تتحول إىل داخلية. وتدل كلية حضور الواصف على أن عمق منظوره ال حد له، وأن التباك من الدرجة صفر، فالواصف يعرف كل شيء، وقد يتداخل بسائر الشأصيات، فيظهر راواًي عليمًا ال مالك

    للحقيقة نكه. الوصفيةالعمليات -2تتعدد العمليات الوصفية يف هذه الرسالة حمققة متعة التشويق الوصفي. فثمة وصف بسيط، ووصف

    معقد )تشجكي(، ووصف انتشاري. الوصف البسيط: -أ

    يعطى عادة جبملة وصفية قصكة تشتمل على تراكيب وصفية صغرى؛ إذ ءميكن أن حيضر 1لة أو متتالية من اجلملءالوصف يف شكل دليل مركب يف شكل كلمة أو مج

    .6، صوظيفة الوصف يف الروايةعبد اللطيف حمفوظ، - 1

  • 127 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    ففي هذا صيداً..." "وحنن أبرض دمثة الرتاب، أشبة األطراف، مغدقة الفجاج، مملوءة الوصف البسيط تتعدد الصفات ملوصوف واحد.

    الوصف املركب: -بوهو الوصف الذي يعتمد على التفريع املعقد؛ إذ تتكثف داخل املقطع الوصفي أكثر من وحدة

    قابلة ألن تستقل يف ذاهتا بسبب اكتمال مكوانت الوصف املتوافرة "descriptive unit" وصفيةيف تلك الوحدة اخلاصة هبا، والثاا هو بعد الصفات فيها عن موضوع الوصف املركزي األول الذي

    1كان سبباً ىنا

    تفرع، إذ يضحي العنصر املتولد عن موضوع الوصف موضوعاً وصفياً تتفرع منه عناصر، وصفات قابلة لل ينزع الوصف حنو الشمولية؛ ألنه ميعن يف ةزيء الصفات، ويصدر ذلك عن منطق ال اعتباطاً، ويضفي تشعب حركة الوصف حركة على احلدث الوصفي، لكن ذلك ال يعين انعدام رنبة الواصف يف تنظيم

    صورة أشد ما وصفه. فحرصه على اإليهام ابلواقع يدفعه إىل تعيني الصفات، وضبط العناصر؛ لكسميكون قرهبا للواقع. فالواصف ال ينقل املوصوفات، بل يعيد تشكيلها على وفق معرفته املرتبطة برؤيته. فال

    يهم ما يراه بقدر ما يهم معرفته ؛ا يراه، وكيف جيب أن يراه. الوصف االنتشاري: -جإذا كان الوصف املركب منصبًا على املوصوف شريطة أن يكون معقدًا بفضل االنتقال من املوصوف

    إىل أجزائه فإن الوصف االنتشاري هو الذي يراكب األشياء، واملشاهد، واللوحات بطريقة تسمح له إبعالن نفسه حموراً مهيمناً نضع ملشياته حمور السرد.

    ة من بدايتها إىل هنايتها على أهنا تراكب للمشاهد الوصفية، واللوحات الى وميكن أن ننظر إىل الرسال سبق ذكرها. وبناء على ذلك يتعني أن الوصف طاٍغ على هذه الرسالة.

    ومع أن الوصف يتشعب، وينتشر، وتتعدد اخلاصيات، والعناصر، وعمليات التعليق والرتسيخ، فإن ضل املوضوع الرئيس، فهو يوحدها، ويلم شتاهتا، وهي تعود مكوانته تظل مشدودة بعضها إىل بعو بف

    إليه. لكن هذه القدرة على التوحيد ال تلغي العملية املأالفة ضمن الوصف االنتشاري، وهي التجزئة. فالوصف يوّحد، وجيّزئ يف اآلن نفسه. فموضوع الوصف ما إن يظهر حىت نتفي، فتنوب عنه عناصره

    .235، صيف نظرية الوصف الروائيجنوى القسنطيين الرايحي، - 1

  • 128 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    ء الداليل، واالنزايح، فيقيم عالقات خمصوصة بني "Isotopieالتشاكلعن طريق اجلزئية، وعالقاته بغكه، املوصوفات داخل النص.

    ولكن ال توجد يف العملية الوصفية أشياء اثنوية، فالشيء الذي يبدو اثنواًي أيخذ حظه الكامل من َل السالم، تغشاان اترة، "مث مل نلبث أن علتنا ضبابة تُقصر طرف الناظر، وختفي ُسبُ االهتمام الوصفي

    وتنكشف أخرى..." وظائف الوصف -د

    الوظيفة اجلمالّية -1ال تعين الوظيفة التجميلية التزيني ىندف التزيني، بل تعين الوصف املوظَّف لعرض صورة عن مرحلة

    من مراحل الصيد، تعّرف املتلقي ؛سميات الصيد، ومفرداته، ومجاليته، وقيمته يف سلم القيم مث انربت جتماعية يف تلك املدة؛ إذ يتيح الوصف استحضار العصر ؛البساته الثقافية، واملهنية ءاال

    البزاة هلا صائدة، والصقور كاسرة، والشواهني ضارية يرفعن الطلب هلا، وخيفضن الظفر هبا كأن بل ء فال يتوقف الوصف عند االستحضار، على عدوها... كتيبة ظفرت ببغيتها، وسريَّة ُنصرت

    يتعداه إىل التصوير. الوظيفة التصويرية: -2

    نرى الواصف يباعد بني املوصوف واملرجع الواقعي متعّمداً، فيألق ابللغة مرجعًا جديدًا فيه توظيف للبيان؛ ولذلك عالقة ابلرابط احلجاجي، فلم يهدف الواصف من حجاجه إىل التأثك يف

    فعل الوصف. فنقل الواصف جّل أفكاره بطريقة املوصوف له فحسب، بل حاول استدراجه إىل تصويرية نك مباشرة، فنهو الوصف على التأييل.

    ويغدو اإليهام ابلواقع من الشروط الرئيسة للتأثك يف املتلقي. وال توهم الرسالة ابلواقع بسبب د مشاكلتها مرئيات تنتمي إليه فقط، بل توهم به؛ ألهنا انتهت إىل اخلليفة من منظور شاه

    عيان. فمأاطبته ةعل الرسالة جديرة ابلتصديق.وميكن أن ننظر إىل التوجيه احلجاجي يف الوصف على أنه إجيايب؛ ألنه جيّمل صورة الصيد.

    " فأدانان فحني يكتسب الوصف وظيفة التصوير يكون عني املتلقي الى تبحر يف فضاء النص

  • 129 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    وحش، وهنايُة الطلب ...وقد اجنلت الضبابة، املسري إىل غابة دوهنا مألف الصيد، وجمتمُع ال وامتد البصر، وأمكن النظر.."

    تكسب هذه الوظيفة الوصف قيمته، وتشمل قسطًا من البالنة، وميتزج يف هذه الوظيفة الشيء املوصوف، واملشاعر املصاحبة له، فيكتسب الوصف قيمته الداللية يف النسيت العام.

    فة روحًا تضفي حيوية على السرد؛ فمنذ اإلطاللة األوىل للوصف وميكن أن نرى يف هذه الوظييرسم الكاتب عاملًا على وفق شروط احلراك البصري، وأيخذ الوصف طابع احللم، وتؤدي املثكات احلسية وظيفة وصول هذا احللم إىل منتهاه، وينجم خصب وصفي عن التداعي

    احلركة، وحاالت النفس املنسجمة مع ويسك الوصف بني خطني متوازيني: واقعية الشعوري،التوترات. وهو يضفي على الوصف طابعاً إشراقياً، فحضور الوصف املكثف داخل السياق يدل على مستوى شعوري جيهد يف أن يصل إىل مستوى شعور الواصف ابحلياة، وتصوير املوقف؛

    ليضعه أمام املتلقي يف مشهد حي. الوظيفة التفسريية -3

    التصوير يقف التفسك رافدًا جديداً. فقد يتوقف التصوير يف بعو املواضع، إىل جانب فيتوىل التفسك إضفاء احلركة على املوصوف. لقد أراد املبدع أن يتبوأ فعل الصيد مكااًن فاعالً لدى اخلليفة، وهو أمر جعل التفسك أمرًا متصاًل ابلتصوير، وقائمًا فيه. فكل تصوير تفسك يف

    " فلم نر منظرًا أحسن ُحسنًا وال مرموقًا أشبه شكاًل من ابتسام نور الشمس لةهذه الرسافال نفى ما عن اخضرار زهرة الرايض، واخليل مترح بنا نشاطاً، وجتتذبنا أعنتها انبساطًا..."

    حتمله االستعارة من وظيفة تفسكية يظهر فيها املنحى التأملي العشقي يف الوصف. فقد أتمل ، فوصل إىل مرحلة التماهي هبا، فتسامت هبا شاعرية املشهد الوصفي. فكل ما يف يف الطبيعة

    الطبيعة يرتد إىل الصائدين، وال يتشتت. إن ثنائية االنفصال واالتصال ذات بعد ميكن أن نراه صوفيًا من جهة كوهنا حركة حنو

    عه، ومنه انتقل إىل فضاء التوحد. فقد انتقل الواصف إىل الفضاء اخلارجي، وكماهى به، وتوحد مالداخل: داخل الصائدين وهم جذلون ؛ا يرون، ودواخل احليواانت الى انتاهبا الذعر من

  • 130 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    الوحوش والضواري. فيتشابك احلضور والغياب: احلضور الذي يشكله الوصف من تشكيالت افاًل ؛عاا الطبيعة اخلارجية، وهو ةّل لغائب يسعى الواصف إىل التوحد فيه توحدًا صوفيًا ح

    اخلصب، واإلشراق الروحي. وظيفة التفسك تعليقات موجهة إىل املروي له؛ ليغريه بفعل الصيد. ا يعد مكان الصيد مكاانً

    عاداًي بل موضوع هيام. فلم يعد مسكواًن بكل شيء يف املكان بل إن املكان ؛ا فيه أضحى املصيدة( عنه، فيأيت الوصف التفسكي واصفاً امتداداً له، ويتصل به، وينفصل اآلخر )احليواانت

    حركة القلق، وتنتت هذه احلركة، وهذا القلق من مكوانت داخلية من احلدث، والشأوص، والزمان، واملكان ءوهي مكوانت أنتجتها اللغة بكل طاقاهتا الواصفة، واحملاورة، والشارحة،

    1واملعّلقة..ء الوظيفة الفكرية -4

    الفكرية كشف ما نفى على املالحظ العادي. والنص األديب متجّذر يف تتوىل الوظيفة أراده 2اإليديولوجيا اخلاصة ابملبدع. أما الوصف فهو حجة تقود التوجيه احلجاجي إىل استنتاج

    املبدع لغرس بعو القيم املتعلقة ابلصيد، فال يتم التعرف إىل املوصوفات إال من خالل املبدع، ته اخلاصة، وصورة متلّقي خطابه. وهذا اخلطاب هو الذي يسمح فهو الذي يرسم صور

    ابكتشاف قدرة املبدع على التوجه إىل خماطبه بغية التأثك فيه، ويتيح يف صورة البعد احلجاجي التعرف إىل آرائه يف رحلة الصيد.

    اء ميكن أن جند صدى للجانب الفكري، واحلجاج يف الرؤاي. فقد أتى الوصف حمماًل ؛ا ور الواقع، ابلرؤاي. فهذا املتأّيل امللون الذي ال يتسع لفضاء اللون واحلركة إال عز ذات الواصف حيول املشهد الوصفي إىل طاقة حركية، لونية، تثك املتلقي عز مهرجان األلوان، ون

    لرؤاي. املوصوفات، وتراسل احلواس، وهو ما يؤهله؛ لكسم لوحته، ويشكلها تشكياًل فنياً حمماًل ابوتزز شعرية الرؤاي وهي كمثل مظهر اخلصب، واجلمال املنتشر يف كل ركن. فوالدة سعادة من موت حياة حتيل إىل تبين موقف من الصيد يف الغد. فالغد والدة احلاضر، والوالدة نفي الفناء،

    .16، صبالغة السرد النسويعبد املطلب، حممد - 1 .البعد احلجاجي -، القسم الثااحتليل النص السرديانظر: حممد جنيب العمامي، - 2

  • 131 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    قته وفعل ةدد، فيكشف الواصف ابألفعال واألقوال جانبًا مهمًا من شأصيته وواقعه. فعالابملكان عالقة حب، وموقعه سعي يف رحلة صيد هي دليل حياة أبوسع ما تكون. فالرحلة

    "مث برزت الشمس مصدر يفيد انفتاحاً دائماً على احلركة، والصيد فعل حركي مرتبط ابإلنسانطالعة، وانكشفت من السحب مسفرة، فتألألت األشجار، وضحك النوار، واجنلت

    علتنا ضابة..."األبصار ...فلم نلبث أن حييل الوصف إىل وظيفة فكرية هي أهم وظيفة للراوي العليم الذي يكون مصدر املعرفة، وهو

    حييل إىل دالالت خمتلفة. دالالت الوصف -ه داللة املدح -1

    محل الوصف داللة مدح أمك املؤمنني يف بداية الرسالة، فأعلى من مكانته، وقيمته؛ ألنه ميثل مرتبة ف يف اجملتمع، وألنه يراه خكة الرجال، ويّصنف يف مراتب الشرف والعزة، ولي ظهر التفاف الشر

    " املسلمني حوله؛ ألنه أمك املؤمنني، وصاحب السيادة املستمدة من اإلدارة القوية، والتأييد اإلىني مؤيداً ابلعّز، خمصوصاً ابلكرامة، ممتعاً ابلنعمة ".

    الداللة السياسية -2انمجة عن الداللة األوىل، وحاملة داللة سياسية خفية أراد منها أن يظهر قدرة اخلليفة على وهي

    إحالل األمن. ولوال ذلك ملا استمتع برحلة الصيد، وملا كان من مسوّغ الستطراده يف وصف الرحلة. فثمة مرجعية سياسية ليست ؛عزل عن الوصف واملدح، فقد وصف مجال الطبيعة، وتوسع يف وصف

    رحلته؛ ليقول إن مثة استقراراً سياسياً. الداللة الدعائية -3

    يعدُّ االستطراد يف الوصف سبيالً إىل االنفراج، وإبعاد اىنم، واحلزن، ورفع الكآبة. : الداللة اإلحيائية -4

    ، حتمل هذه الداللة بعدًا ذاتيًا من مالمح الشعرية يف الوصف، فتتكاثف االنزايحات الداللية وأتخذ اللغة بعدًا ننائيًا حيناً، ودراميًا حينا آخر. وكان للوصف هذه الداللة من مجالية املوصوفات

    وفنيتها. فإذا كان ىنذه الداللة بعد ذايت فكيف ةلت ذاتية الواصف؟

  • 132 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    ذاتية الوصف-ويعز الواصف عن حجم معارفه ابحلواس، والبصر أواًل. فهو عني مستكشفة، وأذن صانية.

    فاستكشف املكان بشأصياته الفاعلة يف السرد؛ لذا أتت الرؤية ملتصقة به، مشبعة بذاتيته، تصاحب الرؤية اخلارجية رؤية ذاتية داخلية )مشاعر املوصوف( فقد نفذ إىل عواا املوصوفات معتمداً

    ة تقدم على عالمات خارجية. وهو يستند يف وجهة نظره إىل ضمك الذءحننء. فثمة ذات مدركة واحدإدراكها بصيغة اجلمع. وبسط وجهة نظره ابلوصف دليل على ذاتيته، ودليل على أن ماقدم ليس

    الواقع بل وهم الواقع عن طريق احملاكاة.تتحمل الذات الواصفة مهمة تشكيل املعرفة، وإنتاجها. وتسرد ألمك املؤمنني الذي أضحى

    وجند أن ذاتية الواصف حتدث تواؤمًا بني الوظيفة مسرودًا له من نك أن يدخل يف لعبة السرد. اإلخبارية األصلية ىنا، والبعد الوظيفي ضمن رسالة يتجاور فيها اخلز والقصة. ءومن طبيعة السرد أن أيخذ مساره النصي على حنو أفقي تنمو فيه األحداث، وتتطور، وتتحرك فيه الشأوص حركة أفقية

    تتغك حركتها؛ لتأخذ شكاًل أفقياً. وهنا يتعقد السرد، وتتولد مسايرة للسرد لكنها قد تسايره، ف 1دراميته..ء

    يعين هذا الكالم أن الواصف حني يعز عن معرفته ابلشيء يقدم ثنائية ماتراه العني، وماتريه لآلخرين، وهي فكرة حتيل إىل االنتقال من الرؤية اجملردة إىل الرؤية املشحونة بدالالت، وعالمات.

    ة الواصف هي الفاتح األكز للوصف يف هذه الرسالة. وهي نظرة تصدر عن الذكرى؛ إذ يعود ونظر إىل ماضي الصفات عودة حمكومة بغاايت ةعل الشأصية الواصفة تركز انتباهها على أمور حمددة

    دون سواها.لبعد احلجاجي يبدو الواصف انزعًا إىل التأفي، لكن تظاهره ابملوضوعية، وتعاليقه املباشرة أظهرت ا

    لوجهة نظره.

    .112، صبالغة السردحممد عبد املطلب، - 1

  • 133 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    مجاعياً، ال ذاتياً، وهو ال يغيب بل نفى؛ ألن الغياب املطلق مستحيل. -إذن–وحيضر الواصف فقد طمح إىل حماكاة الواقع؛ لذلك ختفى حتت ضمك الذءحننء. لكن بصماته تشهد عليه، وحتيل إليه

    املتلقي هبا. مثل ضمك السرد، والعلم ؛ا يصف، والصور املسأرة إلقناع وكما هو شأن الذات الساردة يف اخلطاب السردي مثة ذات واصفة يف اخلطاب الوصفي "descriptive discourse"، الذات الى تنسب 1هتدف إىل التأثك يف املتلقي. وهي عند ابرت

    أفكار، إليها اجلمل اخلالية من األقوال املباشرة. فالذات الواصفة ذات تنسب إليها إدراكات، و "برزت الشمس وأحكام قيمة. ميكن التعرف إىل هذه الذات من األفعال الدالة على عملية اإلدراك

    فثمة مدركات بصرية مثلت وجهة ..تألألت األشجار..ضحك النوار، واجنلت األبصار .."،طالعةيب أية نظر، واملتلفظ هو الواصف ال بوصفه متكلمًا يسرد حداثً، بل بوصفه مبارًا للوصف، فتغ

    شأصية ميكن أن تسند إليها وجهة النظر.وتتضافر عبارات االحّماء التلفظي، احماء الذات املتكلمة؛ لتؤكد موضوعية الواصف، وحياده؛ ليولد

    ثقة املروي له ؛ماثلة الوصف مرجع ه الواقعي، ولكن احلديث عن املوضوعية يعين تقليص أمارات الذات املتلقية، ومحلها على تبين موقفها. فالوصف واحلجة الذاتية. وأهم هدف هو التأثك يف

    متالزمان، يظهران ذاتية الواصف، وحيمالن على تبين وجهة نظره.فصورة احليوان الذي أضحى فريسة ال تثك الشفقة بقدر ما هتدف إىل إاثرة إعجاب املروي له،

    ، والذايت ٍ ضمنياً فحرك مشاعره ابلصورة ابلوصف املوضوعي ظاهراًي النتيجة:بينت هذه الدراسة أمهية النظام اللغوي يف صيانة الوصف، وبنائه؛ إذ يتعدى كونه جمرد تسمية

    للموصوفات. كما بينت أمهية النظم املعرفية والداللية يف بنائه، وترتيبه. وأمهية العبارة الوصفية الى النص األديب. وميكن أن نسجل النتائت تندمت مع نكها؛ لتشكل خطااًب وصفيًا له بنية قارّة يف

    التالية: ظهر اخلطاب الوصفي متالزمًا مع اخلطاب احلجاجي، وهو طريقة جلعل املتلقي يتب أطروحة -

    ما، معتمداً على حجت معينة.

    معة ، ورقة عمل مقدمة إىل ندوة الذات يف اخلطاب، جاالذات الواصفة يف مقدمة خان اخلليليحممد جنيب العمامي، - 1

    .3، ص2010سوسة،

  • 134 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    مثة تكثيف وصفي يف الرسالة يالئم اخلطاب اإلعالمي الرسايل، وهو تكثيف أجناسي؛ ألن - قتضيه.جنس الرسالة ي

    اخلطاب الوصفي هو خطاب معرفة، ال خطاب رؤية بصرية. وقد أتى مشبعًا بذاتية الواصف - على الرنم من تسرته بضمك اجلماعة، وال يقتصر الواصف على الرؤية البصرية، بل يتعداها إىل

    حلواس األخر احلواس األخر؛ ألنه تشكيل فين، عالقته بوهم الواقع، وأساسه الرؤية البصرية. وأتيت ارديفًا له. و؛ا أنه خطاب معرفة أتيت أمهيته من اجلانب املعريف اإلخباري ال الفين اجلمايل فقط.

    فالوصف نز بطريقة جمازية، فيجمع بني اجلمال يف التعبك، واإلخبار..حتيل العمليات الوصفية وما ينجر عنها من توحيد، وتشظية، وتراتب إىل الواصف، وفعله. - ليست رؤيته إدراكات خالصة بل هي مزيت من اإلدراكات، واألفكار الى حتتاج إىل أتويل.فيف الرسالة خطة وصفية منطقية ىنا عالقة بتشكيل البنية الوصفية، وتنظيم مراحلها؛ إذ يضيق -

    الوصف يف املقطع األول، ويتسع يف املقطعني اآلتيني.بة االجتماعية، بل لقوانني الكتابة الوصفية، فال مرجع له سوى ال نضع املوصوف لقوانني الكتا -

    اخلطاب الوصفي وحده...فالوصف يف النقد احلديث حدث ميلك شأصية مائزة قادرة على إبراز رؤية ايه ةاه جمتمعه. ؤ الواصف، ور

    :قائمة املصادر واملراجع

    :املصادر واملراجع العربيةأ( .ت، د.طبعة ليدن: املسالك واملمالكاإلصطأري، (1املعجم املسرحي )مفاهيم ومصطلحات املسرح وفنون إلياس، ماري، وقصاب حسن، حنان، - (2

    .د.ت ،لبنان: مكتبة لبنان انشرون ،العرض( ، د.ت.، مصر: طبعة الصاوييتيمة الدهرالثعاليب: (3 .1948، ، حتقيق: كمال مصطفى، مصر، القاهرةنقد الشعرابن جعفر، قدامة، (4، املغرب: دار 1. طحتليل الوصف يف الرواية العربية -، الكحل واملرودبد الفتاحاحلجمري، ع- (5

    .2008احلرف، .1994، حتقيق: د. إحسان عباس، بكوت: دار صادر، وفيات األعيانابن خلكان، (6

  • 135 والعشرون التاسع، العدد العاشرة، السنة جملة دراسات يف الّلغة العربية وآداهبا

    بكوت: ، ، شرحه وضبطه وصححه أمحد أمني وأمحد الزين وإبراهيم األبياريالعقد الفريدابن عبد ربه، (7 .1983، كاتب العريبدار ال

    ، القاهرة: اىنياة العامة لقصور الثقافة، سلسلة كتاابت 1. ط، بالغة السرد النسويعبد املطلب، حممد (8 .2007، نقدية

    ، تونس: كلية 1. طوجهة النظر والبعد احلجاجي ،، حتليل اخلطاب السرديالعمامي، حممد جنيب (9 م.2010لسردية ومسكيلياا للنشر والتوزيع، اآلداب والفنون اإلنسانية ؛نوبة، وحدة الدراسات ا

    ، ورقة عمل مقدمة إىل ندوة الذات يف الذات الواصفة يف مقدمة خان اخلليليالعمامي، حممد جنيب، (10 م.2010، اخلطاب، تونس: جامعة سوسة

    ، تونس: دار حممد علي احلامي، ، يف الوصف بني النظرية والنص السرديالعمامي، حممد جنيب (11 م. 2005

    1986، مصر: املؤسسة العربية للناشرين املتحدين، معجم املصطلحات األدبيةي، إبراهيم، فتح (12 2008، بكوت: دار الفارايب، 1. طيف نظرية الوصف الروائيالرايحي، جنوى القسنطيين، (13 م. 1994، بكوت: دار صادر، 1. ط، لسان العربابن منظور (14 م.1984ار الشؤون الثقافية العامة، ر، بغداد: د، ترمجة مي مظفاللوحة والروايةمكز، جيفري، (15 1978، بكوت: دار الشروق، 2. طخمتارات من أدب العربالندوي، أبو احلسن علي احلسيين، (16

    :املراجع الفرنسّية ب(17) Adam، J.-Michel La description، Q.S.J، PUF، Paris، 1993

    18) Hamon، Philippe، Du descriptif، Hachette، Paris، 1993

    19) Laplatine، Francois، La description ethnoraphique، Nathan، Paris،

    1996.

    20) Riffaterre، Michel، Essais de stilystique structurale، Flammarion،

    Paris، 1971.

    :املراجع اإلنكليزيةج( 21) Al-Estakhari, roads and kingdoms: Leeden print-

    24) Elias, Dr. Mary and Kassab Hasan, Dr. Hanan, the theatrical

    dictionary (theatrical concepts and expressions and presentation

    arts), Lebanon: Lebanon library, DT

  • 136 مسر الديوب – : منظر صيد لعبد احلميد الكاتب منوذجاً الوصف يف السرد العريب القدمي

    25) : – Thaâlibi the orphan of lifetime, Egypt: Alsawi print

    26) Ibn Jaafar, Kidama, criticism of poetry, investigation: Kamal

    Mostafa, Egypt, Cairo, 1948.

    27) Alhajmary, Abd Alfattah, Alkol wa Almarood, Description Analysis

    in Arabic novel, first floor, Morocco: Dar Alharf, 2008

    28) Ibn Khalkan, Notables' Death, Investigated by dr. Ihsan Abbas,

    Beirut, Dar Sader, 1994.

    29) Ibn Abd Rabbo, The Unique Contract, explained, organized and

    corrected by Ahmed Ameen, Ahmed Alzain and Ibrahim Alabiary,

    Beirut: The Arabic Writer House, 1983

    30) Abd Elmottaleb, Mohamad, Feminist Discourse Rhetoric, first floor,

    Cairo: The General Committee of culture castles, a series of critical

    writings, 2007.

    31) Alomami, Mohamad Najeeb, Discourse Analysis, Alhijaji dimension

    and perspective, first floor, Tunisia: Faculty of Humanities and

    literature in Manooba, Discourse studies unit and Musciliani of

    publishing and distribution, 2010

    32) Alomami, Mohamad Najib, The Describing Self in Khan Alkhalili

    Introduction, a paper work submitted to the "Self in Discourse"

    symposium, Tunisia, Sosa University, 2010.

    33) Alomami, Mohamad Najib, In Description Between Thesis a d

    Discourse, Tunisia: Mohamad Ali Alhami House, 2005.

    34) Fathi, Ibrahim, Literary Terminology Dictionary, Egypt: the Arabic

    Institution for United publishers, 1986

    35) Alriahy, Najwa Alkasantini, In the theory of Fictional Description.

    First floor, Beirut: Alfarabi House, 2008.

    36) Ibn Manzour, The Arab Tongue. First floor, Beirut: Sader House,

    1994

    37) Meyers, Jeffrey, Painting and the Novel, translated by Mai Mozafar,

    Baghdad: The general Cultural Affairs House, 1984 -

    38) Alnadawi, Abo Alhasan Ali Alhoseiny, Selection of Arabs

    Literature, second floor, Beirut: Alshorouq House, 1978.

  • 166 مقاالتهای فارسي چکيده

    نزد عبد الحمید کاتب صید نةنمو فن وصف گفتمان عربی قدیم *سمر الدیّوب

    :چکیده؛ د الکاتبموضوع این مقاله گفتمان وموضوع وسبکو وزبان شعرى دریکى از صيد نامن های عبد الحمي

    سواخت نویسنده ى مشهور ایراني عرب زبان، است، که به ساختار دروني وصف، ومنطق ویووژه ى او در وساز وترتيب مى پوردازد.

    ى أله ى هوزبراین، این تحقيق تالش مى کنده که ثابت کنده که پودیده ى وصف باالتر از مسو عالوه شى نوداردومعنایى که بار متن ادبى سنگين کند، وساختار متن به حشو واطناب تهدید کند که هيج ارز

    ارى درفتمگر تأثير آن در ساخت این متن وتوليد معنى وتعریف آن. لذا این پژوهش قصد داردیک پيشکد عناصور مفهوم وصف، در دوران قدیم وجدید، ارائه کند، وبه خلق متن براساس وصف، ودر آن در ایجوا

    ن موي هزى ومعنایى مى پردازد، آنکاه به مقوله وصف ومنطق ویژه ى آن، ووحدت وصفى وویژگيهواى آ پوردازد.

    .وصف، گفتمان وصفى، وحدت وصفى، ترسيخ، تعليق :هاکلیدواژه

    [email protected] .، دانشگاه بعث، حمص، سوریهيزبان وادبيات عرب استاد گروه -*

    .م21/06/2016ش= ه. 01/04/1395: پذیرشم تاریخ 21/12/2015ش= ه.30/09/1394: دریافتتاریخ

  • Abstracts in English 184

    The Descriptive Discourse of Ancient Arabic: The case of

    Abdul Hamid Al- Kateb

    Samar Al-Dayyoub, Professor, Baath University, Homs, Syria.

    Abstract

    This article discusses the descriptive discourse-- the subject and poetic

    language-- in one of the hunting diaries of Abdul Hamid Al- Kateb. The

    article is also concerned with the internal scheme of description as well as

    the specific logic of the diaries with regard to the order of elements and in

    the diary its structure. This article seeks to show that a study of description

    goes beyond looking at it as a mere artistic and semantic product, which is a

    burden to the literary text and threatens its structure with idle redundancy,

    adding nothing to its effect in this epistle or diary; it seems description

    generates meaning or construct images. This article will clarify the term

    description in old and modern usage and will also consider the construction

    of this epistle in relation to description and its employment in the formation

    of its artistic and semantic components. Besides, this study examines the

    descriptive system, its specific logic, the descriptive units as well as their

    characteristics.

    Keywords: Description, descriptive discourse, descriptive unit,

    consolidation, comment

    The Sources and References:

    1. Abd Elmottaleb, Mohamad, Feminist Discourse Rhetoric, Cairo: The General

    Committee of Culture, 2007.

    2. Adam ،J.-Michel. La description ،Q.S.J ،PUF ،Paris ،1993.

    3. Al-Estakhari, Roads and kingdoms. Leeden.

    4. Alhajmary, Abd Alfattah, Alkol wa Almarood, Description Analysis in Arabic

    novel, Morocco: Dar Alharf, 2008.

    5. Alnadawi, Abo Alhasan Ali Alhoseiny, Selection of Arabs Literature, Beirut:

    Alshorouq.

    6. Alomami, Mohamad Najeeb, Discourse Analysis, Alhijaji dimension and

    perspective, Tunisia: Faculty of Humanities and Literature in Manooba, 2010

  • 185 Studies on Arabic Language and Literature

    7. Alomami, Mohamad Najib, “The Describing Self in Khan Alkhalili

    Introduction’, a paper submitted to the Self in Discourse symposium, Tunisia, Sosa

    University, 2010.

    8. Alomami, Mohamad Najib, In Description between Thesis a d Discourse,

    Tunisia: Mohamad Ali Alhami House, 2005.

    9. Alriahy, Najwa Alkasantini, In the theory of Fictional Description. Beirut:

    Alfarabi House, 2008.

    10. Elias, Dr. Mary and Kassab Hasan, Dr. Hanan, The theatrical dictionary

    (theatrical concepts and expressions and presentation arts), Lebanon: Lebanon

    library.

    11. Fathi, Ibrahim, Literary Terminology Dictionary, Egypt: The Arabic Institution

    for United Publishers, 1986

    12. Hamon ،Philippe ،Du descriptif ،Hachette ،Paris ،1993.

    13. Ibn Abd Rabbo, The Unique Contract, (explained, organized and corrected by

    Ahmed Ameen, Ahmed Alzain and Ibrahim Alabiary), Beirut: the Arabic Writer

    House, 1983.

    14. Ibn Jaafar, Kidama, criticism of poetry, Egypt, Cairo, 1948.

    15. Ibn Khalkan, Notables' Death, Investigated by dr. Ihsan Abbas, Beirut, Dar

    Sader, 1994.

    16. Ibn Manzour, The Arab Tongue, Beirut: Sader House, 1994.

    17. Laplatine ،Francois ،La description ethnoraphique ،Nathan ،Paris ،1996.

    18. Meyers, Jeffrey, Painting and the Novel, translated by Mai Mozafar, Baghdad:

    The general Cultural Affairs House, 1984.

    19. Riffaterre ،Michel ،Essais de stilystique structurale ،Flammarion ،Paris ،1971.

    20. Thaâlibi, The orphan of lifetime, Egypt: Alsawi.