نيدلاب نيدلا عيب روص عامجلإا اهيف ضقتنا...

331 جماع انتقض فيهان التي الدين بالدي صور بيع الدين بالدين صور بيع ا جماع انتقض فيها التي ااد: اإعد�شبلز بن اإبراهيم البدالعزي د. عيعةية الفقه بكل ق�شم ال �شاعدذ الأ�شتا امية �ش إ بن �شعود المد ام م إمعة ال جا

Upload: others

Post on 04-Nov-2019

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

331

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

صور بيع الدين بالدينالتي انتقض فيها اإلجماع

اإعداد:د. عبدالعزيز بن اإبراهيم ال�شبل

الأ�شتاذ امل�شاعد يف ق�شم الفقه بكلية ال�رشيعةجامعة الإمام حممد بن �شعود الإ�شالمية

332

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

333

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

املقدمة

�آله وعلى �لأمني، نبيه على و�سلم �هلل و�سلى �لعاملني، رب هلل �حلمد و�سحبه �أجمعني، �أما بعد:

فهذ� بحث ل�سور بيع �لدين بالدين �لتي �نتق�ض فيها �لإجماع، �أ�ساأل �هلل �سبحانه �أن ينفعني به، و�أن ينفع به، دعاين �إلى بحثه �أثر بيع �لدين بالدين فهذة �مل�ساألة موؤثرة "�بتد�ء �لدين بالدين"، يف كثري من �لعقود، وخا�سة �لكبرية �لعقود �لتاأثري يف ذلك �أكان �سو�ء �ملعا�سرة، �لعقود من كثري يف كعقود �لتوريد و�ملقاولت، �أم كان يف �لتعامالت �ليومية بني �لنا�ض، و�سو�ء �أكانت تلك �لعقود حكومية �أم خا�سة، و�سو�ء �أكانت دولية �أم حملية، كل تلك ل�سيما بالدين"، �لدين "�بتد�ء �لأحو�ل من تنفك يف كثري من �لعقود ل

عقود �لتوريد �لدولية.

�أحكام و�أ�ستقر�أ �ملو�سوع، هذ� يف �أقر�أ و�أنا عديدة �سنو�ت منذ وكنت �لفقهاء يف هذه �مل�ساألة، و�أ�سم �لنظري �إلى نظريه، لأخرج بروؤية �ساملة، ل

باأحكام جزئية، وكانت تلك �مل�سائل ج�سري �إلى تلك �لروؤية.

�لأ�سل و�إمنا �مل�ساألة مل ي�سّح فيها حديث بخ�سو�سها، �إن هذه وحيث

334

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

فيها �لإجماع كما حكى ذلك �لإمام �أحمد وغريه))) فاإين �ساأنتهج يف بحثها يف �إل فيها، و�لرتجيح للم�سائل �ل�ستدلل يف �أدخل فلن ا، خا�سًّ منهًجا روؤية �إعطاء ت�سّور عن �ملدينة؛ لأهميتها يف �أهل بيعة �لأولى وهي �مل�ساألة �ملالكية حلكم �بتد�ء �لدين بالدين، و�أما بقية �مل�سائل فاإمنا �أريد من ذكرها �لإجماع، لأ�سل �لتي وقع فيها �خلالف، ول ي�سدق عليها �ملو��سع حتديد من خالل ذلك �إلى �ملو��سع �لتي ميكن �أن نقول �إنها حمرمة؛ لأن �لأ�سول �ل�سرعية تدّل على حترميها، �أو �أن �لإجماع �نعقد على �ملنع منها، و�أ�سل من

خالل ذلك �إلى �سابط عام يف حكم �بتد�ء �لدين بالدين.

))) يف م�ساألة بيع �لدين بالدين عموًما، وم�ساألة �بتد�ء �لدين بالدين د�خلة فيها، و�أما تخريج �حلديث، وتوثيق �لإجماع ف�سياأتي يف مو�سعه مب�سيئة �هلل.

335

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

املبحث الأول

تق�سيمات العلماء لبيع الدين

للعلماء رحمهم �هلل تق�سيمات عدة لبيع �لدين، ومن �أ�سهرها:

تق�سيم بيع �لدين �إلى بيع �لدين ملن هو عليه ولغري من هو عليه، وكل . )ق�سم من �لق�سمني ينق�سم �إلى ق�سمني، بيعه مبعني وبيعه بدين.)))

تق�سيم بيع �لدين �إلى: بيع و�جب بو�جب، وبيع �ساقط ب�ساقط، وبيع . 2و�جب ب�ساقط، و�ساقط بو�جب.)2)

تق�سيم �لكالئ بالكالئ �إلى: ف�سخ �لدين بالدين، وبيع �لدين بالدين، . 3و�بتد�ء �لدين بالدين، وهذ� �لتق�سيم م�سهور عند علماء �ملالكية،)3)

وهو �لذي �أُِخذ منه ��سم هذ� �لبحث، ولذلك �ساأ�سرحه باخت�سار:

من �أكرث يف مدينه ذمة يف ما يف�سخ �أن فهو: بالدين �لدين ف�سخ �أما جن�سه �إلى �أجل، كع�سرة يف خم�سة ع�سر موؤخرة، �أو يف�سخ ما يف ذمته يف غري جن�سه �إلى �أجل، كع�سرة يف َعر�ض موؤخر، �أما لو �أّخر �لع�سرة �أو حط منها درهًما و�أّخره بالت�سعة فلي�ض من ذلك، بل هو �سلف �أو �سلف مع حطيطة، ول �ملحتاج )92/4) ونهاية �ملحتاج )408/4) و�لنظائر )330) وحتفة �لأ�سباه و�نظر: ))) حا�سية �جلمل )64/3))،

و�سرح �ملنتهى للبهوتي )72/2و97) وك�ساف �لقناع )265/3) ومطالب �أويل �لنهى )230/3))2) هذ� �لتق�سيم ذكره �بن �لقيم يف �أعالم �ملوقعني )0/2))، وهو يف جمموع فتاوى �بن تيمية )2/20)5) بدون ذكر

و�جب ب�ساقط، وبع�ض �لباحثني �ملعا�سرين يعتمده مع �أنه غري م�سهور عند �لفقهاء.)3) �نظر �سرح حدود �بن عرفة للر�ساع ))/548) ومو�هب �جلليل )487/4ـ488) و�لتاج و�لإكليل )232/6و233)

و�سرح �خلر�سي )77/5) و�ل�سرح �لكبري مع حا�سية �لد�سوقي )3/)6) و�لفو�كه �لدو�ين )00/2)ـ)0))

336

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�أو بع�سه لي�ض ف�سًخا، تاأخري ما يف �لذمة يدخل ذلك يف هذ� �لق�سم؛ لأن �إمنا حقيقة �لف�سخ �لنتقال عما يف �لذمة �إلى غريه، وهذ� هو ربا �جلاهلية.

و�أما بيع �لدين بالدين: فهو �أن يكون له دين على �آخر �سو�ء �أكان �لدين حاًل �أو موؤجاًل. فيبيعه على �آخر، و�أقلُّ عدد يت�سور منهم وقوع بيع �لدين

بالدين ثالثُة �أ�سخا�ض.

و�أما �بتد�ء �لدين بالدين: فهو �إن�ساء دين جديد مقابل دين جديد، كاأن ي�سرتط تاأخري ر�أ�س مال �ل�سلم �أكرث من ثالثة �أيام.

وعّرفه �بن عرفة بـ: »بيع �سيء يف ذمة، ب�سيء يف ذمة �أخرى، غري �سابق تقرر �أحدهما على �لآخر«.)))

و�سّموه �بتد�ء �لدين بالدين؛ لأن �لذمة ل تعمر �إل عند �ملعاقدة، بخالف ف�سخ �لدين وبيع �لدين فالذمة عامرة قبل �لعقد.)2)

وعند �ملالكية: �أ�سد �لأنو�ع �لثالثة: ف�سخ �لدين ثم بيعه ثم �بتد�وؤه، بل �إن �بتد�ء �لدين عندهم �أو�سع �لأبو�ب �لتي ي�سرتط فيها �ملناجزة.

جاء يف �سرح �خلر�سي على خمت�سر خليل)3):)... �أ�سيق �لأبو�ب �ملعترب �أو غلبة، �أنه ل يغتفر فيه �لتاأخري ولو قريًبا فيها �ملناجزة �ل�سرف ملا مر �ل�سرف يلي فاإنه �سلم من يريد �لطعام من �لإقالة يف �لثمن تاأخري ثم منه قرب ما �أو بيته �إلى يذهب �أن فيه �غتفرو� لأنهم وذلك �ل�سيق؛ يف لياأتي به( ثم ذكر بع�س �لأنو�ع �لتي ي�سرتط فيها �ملناجزة وهي �أخف مما �لعر�ض كبيع �لذمة �مل�ستقر يف �لدين بيع مر ما يلي )ثم قال: ثم �سبق،

))) �سرح حدود �بن عرفة )�ملو�سع �ل�سابق)، و�نظر �لتاج و�لإكليل )232/6))2) �نظر: �سرح �خلر�سي وحا�سيته )77/5)

)3) �مل�سدر �ل�سابق )70/5))، و�نظر يف �حلا�سية مناق�سته يف �ملر�د بال�سعة و�ل�سيق.و�نظر كون �بتد�ء �لدين بالدين �أخف �لأنو�ع: �سرح حدود �بن عرفة و�لتاج و�لإكليل ومو�هب �جلليل و�ل�سرح �لكبري

للدردير )�ملو��سع �ل�سابقة).

337

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�أنه ل �أو�سع مما قبله، وعن �بن �ملو�ز من �سلم من غري من هو عليه فاإنه بالدين �لدين �بتد�ء مر ما يلي ثم و�ليومني، �ليوم ثمنه يتاأخر �أن باأ�ض �ليومني تاأخريه يجوز لأنه قبله، مما �أو�سع فاإنه �ل�سلم مال ر�أ�ض كتاأخري و�لثالثة, ولو بال�سرط... و�إن كان �مل�سهور ل يجوز �لتاأخري يف �جلميع ما عد� �بتد�ء �لدين بالدين، وعلى هذ� فاأ�سيق �لأبو�ب �لتي تطلب فيها �ملناجزة

�ل�سرف، و�أو�سعها �بتد�ء �لدين بالدين).

338

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

339

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

املبحث الثاينحكم ابتداء الدين بالدين

و��ستدلو� حمرم؛ �بتد�ء بالدين �لدين بيع �أن �لعلماء من جمع ذكر بحديث �لنهي عن بيع �لكالئ بالكالئ.)))

و�حلديث �سعيف، وقد حكم عليه بال�سعف عدد من �لأئمة وعلى ر�أ�سهم �لكالئ بيع عن �لنهي يف ��ستندو� �هلل رحمهم �لعلماء ولكن �أحمد، �لإمام بالكالئ على �لإجماع، ولن �أخو�ض يف �لكالم عن �حلديث ومناق�سة من حاول

عبد�لعزيز ثنا نا�سح بن �خل�سيب طريق )57/2)من و�حلاكم (7(/3((269( �لد�رقطني �أخرجه: ))) �حلديث �لد�روردي عن مو�سى بن عقبة عن نافع عن �بن عمر ر�سي �هلل عنهما, وقال �حلاكم: �سحيح على �سرط م�سلم

ومل يخرجاه. كما �أخرجه �لد�رقطني )270))72/3)و�حلاكم)�ملو�سع �ل�سابق) من طريق حمزة بن عبد�لو�حد عن مو�سى بن

عقبة عن عبد�هلل بن دينار عن �بن عمر.م�سكل �سرح ويف (2(/4((5554( �لآثار معاين �سرح يف �لطحاوي �أن �إل �ل�سحة، ظاهره كان و�إن �لإ�سناد وهذ� �لآثار )795))265/2) و�أحمد بن منيع )كما يف �ملطالب �لعالية )97/2)) و�لبيهقي يف �لكربى )290/5) و�لعقيلي يف �ل�سعفاء �لكبري )62/4)) �أخرجوه من طريق مو�سى بن عبيدة �لربذي )ل عقبة) عن عبد�هلل بن دينار عن �بن عمر، و�أخرجه �لبيهقي )�ملو�سع �ل�سابق) و�بن عدي يف �لكامل )335/6) من طريق مو�سى بن عبيدة عن نافع عن �بن عمر، ثم ناق�ض �لبيهقيُّ �لد�رقطنَي و�حلاكَم ووهمهما يف ذكر مو�سى بن عقبة وبنّي �أنه مو�سى بن عبيدة �لربذي،

وقال:)�حلديث م�سهور مبو�سى بن عبيدة مرة عن نافع عن �بن عمر، ومرة عن عبد�هلل بن دينار عن �بن عمر).وعلى ذلك فاحلديث �سعيف من �أجل �سعف مو�سى بن عبيدة، )�نظر �ل�سعفاء للعقيلي )60/4)) و �لكامل لبن عدي )333/6)، وقد قال �لإمام �أحمد: مو�سى بن عبيدة و�أخوه ل ي�ستغل به، وذ�ك �أنه يروي عن عبد�هلل بن دينار �سيًئا ل يرويه

�لنا�ض )م�سائل �لإمام �أحمد بن حنبل رو�ية �بنه �سالح)336))، ولهذ� قال فيه �لإمام �أحمد: �إنه ل ي�سح فيه حديث.و�نظر يف ت�سعيف �حلديث: �لأو�سط لبن �ملنذر )0)/9))) ون�سب �لر�ية )40/4) وتلخي�ض �حلبري )26/3)

و�إرو�ء �لغليل )220/5) و�لتحديث )3))) و�ملغني عن �حلفظ و�لكتاب مع جنة �ملرتاب )405).ومع �سعف �حلديث فقد قال �لطحاوي يف �سرح �مل�سكل )266/2):)و�حتمل �أهل �حلديث هذ� �حلديث من رو�ية

مو�سى بن عبيدة و�إن كان فيها ما فيها).ومعنى �لكالئ بالكالئ: �أي �لن�سيئة بالن�سيئة �أو �لدين بالدين، �نظر: �سنن �لد�رقطني )3/)7) و�سرح معاين �لآثار

)2/)2) وم�ستدرك �حلاكم )57/2) و�سنن �لبيهقي �لكربى )290/5) و�ملطالب �لعالية )97/2)

340

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

تقويته من �ملعا�سرين، ولكني �ساأعتمد كالم �لإمام �أحمد يف ت�سعيفه للحديث وتعويله على �لإجماع، وذلك لأين وجدت بعد طول بحث �أن �حلديث �سعيف، �لإجماع على �مل�ساألة هذه يف �ملعّول �أن ووجدت �ملحدثني، �أئمة �سعفه وقد يف �أحمد �لإمام �سدة ومعلوم �أحمد، �لإمام ومنهم و�حد، غري حكاه �لذي

حكاية �لإجماع.

وعلى ذلك لن �أطيل يف مناق�سة من حاول ت�سحيح �حلديث من �ملعا�سرين من ا �أي�سً �أناق�ض ولن �حلديث، ت�سعيف من �حلديث �أئمة عليه ما خمالًفا �أن مع �ل�سور بع�ض يف �خلالف لوقوع �لإجماع �إنكار �ملعا�سرين من حاول ت�ساوؤل من �ساأنطلق ولكني ذلك،))) على �لإجماع نقل �لعلم �أهل من كثرًي� حمدد وهو: �إذ� كان �حلديث �سعيًفا و�لعمدة يف ذلك �لإجماع، فهل الإجماع

ينطبق على كل �صور الدين بالدين؟

و�إذ� كان بع�ض �سور �بتد�ء �لدين بالدين خمتلًفا فيها، فما حكم ابتداء الدين بالدين؟

�أنه ل ا �أي�سً �ملعلوم بالدين �سوًر� متعددة، ومن �لدين لبيع �أن �ملعلوم من �أن ن�سون هذ� �أردنا و�إذ� �لإجماع يف موطن وقع فيه �خلالف، ميكن حكاية �أن نبحث عن �ل�سور �لتي �تفقو� عليها، ون�ستبعد �لإجماع من �خلطاأ فال بد �ل�سور �لتي �ختلفو� فيها؛ فال�سور �ملختلف فيها ل ي�سح �أن ن�ستدل لتحرميها بحكاية �لإجماع فيها، بل ل بد �أن ن�ستدل لها بدليل �آخر، فاإن مل جند دلياًل �آخر يدّل على �لتحرمي فاإن �مل�ساألة تبقى على �أ�سل �جلو�ز، وهذه هي �لطريقة �لتي

�ساأ�سري عليها يف هذ� �لبحث �ملخت�سر:

)�مل�ساألة �لتي ل خالف فيها تدخل يف �لإجماع فتكون حمرمة، و�مل�ساألة

))) �نظر يف حكاية �لإجماع: �لأو�سط لبن �ملنذر )0)/8))) و�لإجماع له )32)) و�لإقناع لبن �لقطان )234/2) وطبقات ((07/(0( �ملجموع وتكملة ((0/2( �ملوقعني و�أعالم (45(( تيمية لبن و�لعقود ((06/6( و�ملغني

�ل�سافعية لبن �ل�سبكي )0)/)23)

341

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

فيها �لأ�سل فاإن يحرمها �آخر دليل يوجد ول �خلالف فيها وقع �لتي �حلل.))))

وعلى ذلك ف�ساأذكر جمموعة من �مل�سائل �لتي ي�سدق عليها �أنها بيع دين بدين، �أو �مل�سائل �لتي ذكر بع�ض �أهل �لعلم �أنها من قبيل �لدين بالدين ووقع فيها �خلالف، ثم �أناق�ض تلك �مل�سائل ثم �أخرج بت�سور عام عن بيع �لدين

بالدين �بتد�ء.)2)

))) ولي�ض هذ� من تتبع �لرخ�ض �لذي حكى جمع من �لعلماء ف�سق من فعله؛ لأن ما �عتمدته مت�سك بالأ�سل وهو �جلو�ز، ل مت�سك باخلالف، فالتم�سك بال�ست�سحاب �لذي ل منايف له �سحيح، و�أما �لتم�سك باخلالف فهو تتبع �لرخ�ض

�لذي نهى عنه كثري من �لعلماء.�نظر يف تتبع �لرخ�ض: مر�تب �لإجماع )58) وجامع بيان �لعلم وف�سله )9،92/2)) وفتاوى �لنووي )236) و�أدب وفتاوى (350/29( و�لإن�ساف (259/4( و�ملو�فقات )8/)38ـ382) للزرك�سي �ملحيط و�لبحر (65( �لفتوى �لرملي )378/4) وحتفة �ملحتاج )0)/2))) و�سرح �لكوكب �ملنري )577/4) وفتح �لعلي �ملالك ))/77) وزجر

�ل�سفهاء عن تتبع رخ�ض �لفقهاء للدو�سري، و�لتعامل لل�سيخ بكر �أبو زيد.وجود �إثبات �لغر�ض �إذ �أعر�سها؛ م�ساألة كل يف و�لأدلة �لأقو�ل �إ�ستيفاء �إلى حاجة يف ل�ست �مل�سائل عر�ض )2) يف �خلالف يف بع�ض �سور بيع �لدين بالدين، ولي�ض �لغر�ض بحث ذ�ت �مل�ساألة، و�ساأ�ستثني �مل�ساألة �لأولى)بيعة �أهل

�ملدينة)؛ وذلك لأهميتها يف �إعطاء ت�سّور عن ر�أيهم يف �بتد�ء �لدين بالدين.كما �أين �ساأكرث من �لنقل بالن�ض يف عدة مو�طن؛ ليطمئن �لقارئ �إلى ما ذكرته.

342

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

343

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

املبحث الثالثم�سائل من بيع الدين بالدين وقع فيها اخلالف

امل�ساألة الأولى

بيعة اأهل املدينة

وهي: �أن يتفق �لعاقد�ن على �أن ياأخذ �مل�سرتي من �لبائع كل يوم كي�ض �أرز مبئة ريال مثاًل، ويتفرقان من دون قب�ض �لثمن.

وقد �ختلف �لفقهاء رحمهم �هلل يف هذه �مل�ساألة على قولني:

�لقول �لأول:

�أن هذ� �لبيع ل يجوز، وهو قول �حلنفية)))، وقول لالإمام مالك)2)، وقول �ل�سافعية)3)، و�حلنابلة)4)، وهذ� بناء على ر�أيهم يف م�ساألة بيع �لدين بالدين.

�لقول �لثاين:

�أن هذ� �لبيع مما يت�ساهل فيه، �إذ� كانت �ملعاملة من د�ئم �لعمل كاخلباز و�للحام, ب�سروط:

�ل�سرط �لأول: �أن ي�سرع يف �أخذ ما �أ�سلم فيه, على �أنهم ت�ساحمو� يف ذلك �إلى ع�سرة �أيام، وبع�سهم ذكر �أنه يت�سامح فيما دون ن�سف �سهر.

))) �ملب�سوط )2)/27)) وبد�ئع �ل�سنائع)343/4و397و486) و�لهد�ية مع �لبناية )353/8))2) مو�هب �جلليل )7/6)5) منح �جلليل )36/3)

)3) �ملهذب مع �ملجموع )399/9ـ400) وحتفة �ملحتاج )4/5) ونهاية �ملحتاج )84/4)))4) �نظر: �ل�سرح �لكبري و�لإن�ساف )2)/05))ك�ساف �لقناع )265/3) ومطالب �أويل �لنهى )3/)7))

344

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�ل�سرط �لثاين: �أن يكون �أ�سل هذ� �ملبيع عند �لبائع.

�ل�سرط �لثالث: �أن يكون ما ياأخذه �مل�سرتي مقّدًر�, وي�سمي ما ياأخذ منه يحدد مل ولكنه وثمنه، يوم كل ياأخذه ما مقد�ر حدد فاإن مرة، كل يف

مقد�ر جملة �ملبيع �سح �لبيع، ولكن �لعقد ينقلب �إلى عقد جائز ل لزم.

�ل�سرط �لر�بع: �أن يكون �لثمن �إلى �أجل معلوم.

�ل�سرط �خلام�س: �أن يكون حت�سيل �لثمن ماأموًنا, وذلك كاأن يو�عده �إلى وقب�ض �ل�سهر، نهاية �إلى و�عده �إذ� وكذلك �ملاأمون، �لعطاء))) خروج �أل عادتها ماأمونة من �مل�سرتي يعمل عندها �لتي وكانت �جلهة �لرو�تب

تتاأخر يف دفع �لرو�تب.

�سلًما يعدوها مل �أنهم �إل �ل�سلم، من قريبة كانت و�إن �ل�سورة وهذه ا، ولهذ� �أجازو� تاأخري ر�أ�ض �ملال، ولكن ل بد �أن يكون ذلك من د�ئم حم�سًلها ما �سلم ي�سرتط �لعمل, فهي �إن مل يكن من د�ئم �أما �لعمل كاخلباز, �أحكام �سر�ء �لأعيان, �أنهم مل يجعلو� لها لل�سلم من �سروط, كما ي�سرتط

ولهذ� جاز عندهم �أن يتاأخر قب�ض جميع �ملبيع �إذ� �سرع يف قب�ض �أوله.

وهذ� �لقول هو �ملذهب عند �ملالكية، وت�سمى هذه �مل�ساألة عندهم بيعة �أهل �ملدينة. )2)

اأدلة الأقوال:

ي�ستدل لأ�سحاب �لقول �لأول بالأدلة �لد�لة على حرمة بيع �لدين بالدين.

ومنها: حديث �لنهي عن بيع �لكالئ بالكالئ.

ويعرت�ض على هذا الدليل باأنه: مل ي�سح يف هذ� �لباب حديث.

))) �لعطاء هو: ما يعطيه �لإمام من بيت �ملال �أهل �حلقوق. طلبة �لطلبة ))8)).و�نظر: �ملطلع )48) و�لقامو�ض �لفقهي )253)

)2) �ملدونة )4/3)3) و�لبيان و�لتح�سيل )208/7) ومو�هب �جلليل )6/6)5ـ7)5) ومنح �جلليل )35/3ـ36) و�سرح �خلر�سي مع حا�سية �لعدوي عليه )223/5) و�ل�سرح �ل�سغري مع حا�سية �ل�ساوي )220/3ـ)22)

345

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

ومنها: �إجماع �لأمة على حرمة بيع �لدين بالدين، وقد حكى ذلك �لإمام �أحمد.)))

ويعرت�ض على هذا الدليل: باأن �لإجماع مل يقع على كل �سور بيع �لدين بالدين، بل وقع على بع�ض �ل�سور دون بع�ض،)2)وحينئٍذ فاإن �لتحرمي يثبت يف �ل�سور �لتي وقع �لتفاق عليها دون �لتي وقع �خلالف فيها، وهذه �مل�ساألة

قد �خُتِلف فيها فال يثبت لها �لتحرمي.

وقد يجاب عن هذ� �لعرت��ض باأنه: ي�ست�سحب حكم �لإجماع يف مو�سع �خلالف، فاإذ� كان بيع �لدين بالدين �بتد�ء وقع �لإجماع على حترميه، فاإننا

ن�ست�سحب هذ� �حلكم يف مو�سع �خلالف.

ولكن يقال يف �لإجابة عن هذ� �لإير�د باأن: �ل�سحيح من �أقو�ل �لأ�سوليني: �أنه ل ي�سح ��ست�سحاب حكم �لإجماع يف مو�سع �خلالف؛ لأن مو�سع �خلالف مل يثبت فيه �إجماع، و�لأ�سل فيه �جلو�ز، في�ست�سحب هذ� �جلو�ز حتى ياأتي دليل مينع من �جلو�ز، ول دليل يدّل على �لتحرمي، فيبقى �لأ�سل وهو �جلو�ز.)3)

دليل القول الثاين:

�لقيا�ض كان و�إن ��ستح�ساًنا، �ل�سورة هذه �لقول هذ� �أ�سحاب �أجاز يخالفه، و��ستندو� يف هذ� �ل�ستح�سان على ما كان عليه عمل �أهل �ملدينة، �للحم كذ� وكذ� نبتاع ففي �ملدونة)4): ).. عن �سامل بن عبد�هلل قال: كنا رطاًل بدينار، ياأخذ كل يوم كذ� وكذ�، و�لثمن �إلى �لعطاء، فلم ير �أحد ذلك

دينًا بدين، ومل يرو� بذلك باأ�سًا).)5)

))) �سبق قريًبا توثيق �لإجماع و�حلديث.)2) �نظر: �لعقود و�أعالم �ملوقعني )�ملو�سعني �ل�سابقني)

)3) �نظر: �لف�سول يف �لأ�سول )353/3) و�مل�ست�سفى )60)) و�لتمهيد لأبي �خلطاب �لكلوذ�ين )254/4) ورو�سة �لناظر )509/2) و�أعالم �ملوقعني ))/255) و�لبحر �ملحيط )20/8)

(3(5/3( (4()5) و�نظر: مو�هب �جلليل )7/6)5) ومنح �جلليل )36/3)

346

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

العرتا�ض على هذا الدليل:

�أن هذ� �لأثر يحمل على �أنه يف كل مرة يتم �ل�سر�ء يجب على �مل�سرتي عقد هناك فيكون �لعطاء، عند �لثمن ت�سليم وقت ويكون ياأخذ، ما ثمن بينهما يف كل مرة ياأخذ �مل�سرتي من �لبائع �سيًئا، وعلى ذلك ل يكون هناك بيع دين بدين، بل هو عقد متجدد، ويرتتب على ذلك �أنه ل يلزم �أحًد� منهما

�لتمادي على هذ� �لفعل بل له �أن ميتنع متى ما �ساء عن هذ� �لبيع.)))

الإجابة عن هذا العرتا�ض:

ما ذكر يف �لعرت��ض خالف ما يظهر من فعل �أهل �ملدينة، بل �لظاهر �أنهم كانو� يعقدون �لعقد ويت�ساحمون يف هذ� �لتاأخري للبدلني، ولهذ� �سّرح

�سامل �أنهم مل يكونو� يرون ذلك من قبيل بيع �لدين بالدين.

الرتجيح:

�لظاهر و�هلل �أعلم بال�سو�ب: �أن �لر�جح هو قول �ملالكية؛ لتخلف �لإجماع عن هذه �ل�سورة، وكيف نحكي �لإجماع وقد كان �أهل �ملدينة يف عهد �سامل يفعلون ذلك، وفيهم جمع من �ل�سحابة، ومل ينكر �أحد منهم ذلك، �أفنحكي �لإجماع يف �سورة خالف فيها كثري من �ل�سحابة؟ خا�سة �إذ� علمنا �أن �ساملًا كان خبرًي� باأ�سو�ق �ملدينة، فقد قال مالك: كان �بن عمر يخرج �إلى �ل�سوق في�سرتي، وكان �سامل دهره ي�سرتي يف �لأ�سو�ق، وكان من �أف�سل �أهل زمانه.)2)

اأفي�صوغ لنا بعد هذا النقل من هذا الزاهد العامل الذي كان اأ�صبه النا�ض

بابن عمر، والذي كان خبرًيا باأ�صواق املدينة حتى و�صفه مالك بقوله)دهره

ي�صرتي يف الأ�صواق( اأن نحكي الإجماع على كل �صور بيع الدين؟

ولكن ل بد �أن نتاأمل قوله: )فلم ير �أحد ذلك ديًنا بدين، ومل يرو� بذلك ))) مو�هب �جلليل )7/6)5) ومنح �جلليل )36/3)

)2) �سري �أعالم �لنبالء )4/)46) وتهذيب �لتهذيب ))/677)

347

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�لدين بالدين ممنوع ولكن هذه �ل�سورة ل تدخل يف �إن باأ�ًسا) فكاأنه يقول: واملثمن الثمن األي�ض بدين؟ ديًنا لي�صت ملاذا نت�ساءل �أن ولنا بالدين، �لدين كالهما يف الذمة؟ �إذن ملاذ� لي�ست ديًنا بدين، �إن هذ� �لنقل كما �أنه يدّل على

كل على بالدين �لدين �إطالق �أن على ا �أي�سً يدلنا فهو �ل�سورة، هذه جو�ز عو�سني غري مقبو�سني لي�ض �إطالًقا �سحيًحا دقيًقا، اإذن ما املراد ببيع الدين تخلف �لتي �مل�سائل باقي بعد عر�ض عنه �لك�سف �ساأحاول ما بالدين؟ هذ�

عنها �لإجماع، وي�سدق عليها �سورة �لدين بالدين �لتي يطلق كثري من �لفقهاء �لتحرمي فيها.

ون�صتخل�ض من هذه امل�صاألة ما يلي:

ما قرره �ملالكية من �لتو�سيع يف �بتد�ء �لدين بالدين.. )

�ملالكية عندما �أجازو� هذه �مل�ساألة و�سعو� لها قيوًد�، ويبد من �لقيود . 2مر�عاة تخفيف �لغرر، وحاجة �لنا�ض �إلى هذ� �لنوع من �لتعاقد.

امل�ساألة الثانية

عقد ال�ست�سناع

�ل�ست�سناع عقد بيع، يطلب فيه من �ل�سانع عمل �سيء خا�ض، يبني يف �لعقد نوعه وقدره و�سفته، ويبنّي فيه �لثمن.)))

�أن �ملعلوم ومن �لفقهاء، بني معروف �ل�ست�سناع عقد يف �خلالف قب�ض تاأخر فيه يجوز بيع عقد وهو �ل�ست�سناع، عقد �أجازو� �حلنفية �لعو�سني، ومع ذلك �أجازه �حلنفية ��ست�سحاًنا، ومما ��ستدلو� به على جو�ز

ذلك: �لإجماع �لعملي لالأمة.)2)))) �نظر: بد�ئع �ل�سنائع )3/5) و�لفتاوى �لهندية )7/4)5) وحا�سية �بن عابدين )224/5)

)2) �نظر: �ملب�سوط )5)/85) وتبيني �حلقائق )23/4)ـ24))

348

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

و�أما �جلمهور فقد منعو� بيع �ل�ست�سناع؛))) ومن �أدلتهم يف �ملنع منه: �أنه من قبيل بيع �لدين بالدين.)2)

و�إذ� تقرر ما �سبق:

فهذه م�ساألة حكي فيها �لإجماع �لعملي على جو�ز هذه �ل�سورة، وهي بيع دين بدين، وعلى ذلك فهل من املمكن اأن نحكي الإجماع على التحرمي

يف كل ال�صور؟!

امل�ساألة الثالثة

تاأجيل راأ�س مال ال�سلم

�ختلف �لعلماء رحمهم �هلل يف حكم تاأجيل ر�أ�ض مال �ل�سلم عن جمل�ض �لعقد:

القول الأول:

�ل�سلم مال ر�أ�ض يقب�ض �أن بد ول يجوز، ل �ل�سلم مال ر�أ�ض تاأخري �أن �حلنفية)3)، من �لعلماء جمهور قول هو �لقول وهذ� �لعقد، جمل�ض يف

و�ل�سافعية)4)، و�حلنابلة)5).

ر�أ�س تعجيل )فاأما �لقول: هذ� توجيه يف �ملب�سوط يف �ل�سرخ�سي قال

))) �ملدونة )68/3ـ69) و�لأم )34/3)) و�لفروع )24/4))2) �ملدونة )�ملو�سع �ل�سابق)

)3) �ملب�سوط )2)/27)) وبد�ئع �ل�سنائع )202/5) و�لهد�ية مع فتح �لقدير )97/7) وتبيني �حلقائق )7/4))))4) �لأم )9/3و95) و�لبيان )433/5) و�أ�سنى �ملطالب )22/2)) وحتفة �ملحتاج )4/5( وذكر �أنه يحتاط للربا ما ل

يحتاط لل�سلم. وذكر �أن �لعلة هي: �أنه عقد غرر فال ي�سم �إليه غرر �لتاأخري.ويف �لبيان ذكر �أن ر�أ�ض �ملال قد يكون مو�سوًفا يف �لذمة، فاإذ� جوزنا تاأخريه عن �ملجل�ض كان يف معنى بيع �لكالئ

بالكالئ فلم يجز.)5) �ملغني )408/6) و�لفروع )83/4)) وك�ساف �لقناع )304/3) و�سرح منتهى �لإر�د�ت للبهوتي )95/2) ويف �ملغني

قا�سه على �ل�سرف.

349

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�أو دنانري يكون �لتعجيل فيه �سرًطا �إذ� كان ر�أ�ض �ملال در�هم �ملال فنقول فيكون �لعقود، يف يتعينان ل و�لدنانري �لدر�هم لأن و��ستح�ساًنا؛ قيا�ًسا هذ� بيع �لدين بالدين، وذلك ل يجوز، لنهي ر�سول �هلل ملسو هيلع هللا ىلص عن بيع �لكالئ ا هل يكون بالكالئ. يعني: �لن�سيئة بالن�سيئة، فاأما �إذ� كان ر�أ�ض �ملال عرو�سً�لتعجيل �سرًطا، �لقيا�ض �أن ل يكون �سرًطا، ويف �ل�ستح�سان يكون �سرًطا، مل فلو �لدر�هم بخالف �لعقود يف تتعني �سلعة �لعرو�ض �أن �لقيا�ض وجه ي�سرتط �لتعجيل ل يوؤدي �إلى بيع �لدين بالدين، وجه �ل�ستح�سان �أن �ل�سلم �أخذ عاجل باآجل و�مل�سلم فيه �آجل فوجب �أن يكون ر�أ�ض �ملال عاجاًل ليكون فاإن و�لكفالة، لغة كال�سرف و�حلو�لة �ل�سم يقت�سيه ثابًتا على ما حكمه

هذه �لعقود تثبت �أحكامها مبقت�سيات �أ�ساميها لغة..))))

القول الثاين:

قول �ملالكية وهو: جو�ز ذلك، �إن �أخر ر�أ�ض مال �ل�سلم �ليومني و�لثالثة، ولو كان ذلك م�سروًطا, و�أما �إن �أخره �أكرث من ذلك فاإن كان ب�سرط مل يجز, و�إن كان من غري �سرط وكان ر�أ�س مال �ل�سلم عيًنا )نقوًد�( ففيه خالف بينهم, فمنهم من منعه، ومنهم من �أجاز ذلك �إذ� كان تاأجيل ر�أ�ض �ملال �أقل من �أجل �ل�سلم, �أما �إن كان ر�أ�س �ملال حيو�ًنا فاإنه يجوز تاأخريه من غري �سرط, ولو كان ا و�أح�سر �لتاأخري �إلى �أجل �ل�سلم، �أما �إن كان طعاًما وكيل يف �ملجل�ض �أو عر�سًاحليوان؟ مثل يكون اأو العني مثل يكون فهل ت�سليمه، �أخر ثم �ملجل�ض �إلى

تاأويالن عند �ملالكية يف هذه �مل�ساألة.)2)

ومن �خلالف يف �مل�ساألة �ل�سابقة ن�ستخل�ض ما يلي:

�أن �ملالكية جرًيا على قاعدتهم يف كون �بتد�ء �لدين بالدين �أخف �أنو�ع . )))) �ملو�سع �ل�سابق، و�نظر: فتح �لقدير )97/7)

)2) �ملدونة )88/3) و�ملقدمات �ملمهد�ت )28/2) و�لذخرية )425/4ـ426) و�لتاج و�لإكليل )476/6).�لدو�ين و�لفو�كه ((95/3( �لد�سوقي حا�سية مع للدرير �لكبري و�ل�سرح )202/5ـ204) �خلر�سي �سرح ويف

2/)0)) �أن تاأخري �لقب�ض ثالثة �أيام يف حكم �لقب�ض؛ لأن ما قارب �ل�سيء �أعطي حكمه.

350

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�لت�سليم وجعلو� �ل�سلم، مال ر�أ�ض قب�ض يف ت�ساهلو� بالدين، �لدين �ل�سيء قارب ما ويقولون بالعقد، �لت�سليم حكم له �لعقد من �لقريب

�أعطي حكمه، وعلى ذلك فال يدخل هذ� �لتاأخري يف كونه ديًنا بدين.

وهذ� �لتو�ّسع من �ملالكية ل يجري يف كل م�سائل �لقب�ض، ففي �ل�سرف . 2قارب ما �ل�سرف: يف يقولون ول �لقب�ض، تاأخري عندهم يجوز ل �لقب�ض يف �أ�سيق من �لقب�ض يف �ل�سرف �أعطي حكمه؛ لأن �ل�سيء �بتد�ء �لدين بالدين، فالأ�سل �ملقّرر عندهم �أن �بتد�ء �لدين بالدين

�أو�سع �أبو�ب بيع �لدين بالدين.

�أنه يحتاط . 3 �ل�سلم من �سّرح ر�أ�س مال لتاأخري �ملانعني �لفقهاء �أن من للربا ما ل يحتاط لل�سلم, فلي�س حترمي �لتاأخري يف �لربا كتحرمي �لتاأخري

يف �ل�سلم.

�أن من �ملانعني من ذكر �أن �لعلة يف �ملنع من �لتاأخري هي �لغرر، ومنهم . 4من قال: �إنه يف معنى �لكالئ بالكالئ، ولي�ض هو �لكالئ بالكالئ.

�أن �لتاأخري �أكرث من ثالثة �أيام من غري �سرط وقع �خلالف فيه عند . 5�ملالكية.

�أو . 6 حيو�ًنا �ملال ر�أ�ض كون عند �لقب�ض ا يف �أي�سً ت�ساهلو� �ملالكية �أن ا و�أح�سر �ملجل�ض، وهذ� نظر دقيق منهم؛ لأن �لدين هو ما ثبت عر�سًيف �لذمة، فهو مقابل للعو�ض �ملعنّي، وعلى ذلك فال يدخل يف �لنهي عن بيع �لدين بالدين، ولهذ� �سّرح �ل�سرخ�سي باأن هذ� هو �لقيا�ض، ا فاإذ� كانت علة �ملنع من تاأجيل �لبدلني يف �ل�سلم هي تخفيف و�أي�سً�لغرر يف �لعقد �إن �سلمنا بذلك فاإن تعيني �أحد �لعو�سني و�إن مل يقب�ض

هو تخفيف للغرر.

351

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

امل�ساألة الرابعة

جواز جعل راأ�س مال ال�سلم منفعة عني عند املالكية وال�سافعية

�أو وهذ� م�سكل على ��سرت�ط ت�سليم ر�أ�س مال �ل�سلم يف جمل�س �لعقد بعده بي�سري؛ لأن �ملنافع ل ت�ستوفى مبا�سرة بل تطول مدة ��ستيفاء �ملنافع، قبل فيه �مل�سلم �أجل حل و�إن ذلك بجو�ز �سرحو� عندما �ملالكية ولكن

��ستيفاء �ملنفعة، قالو�: لأن قب�ض �لأو�ئل كقب�ض �لأو�خر.)))

و�أما �ل�سافعية ف�سرحو� باأن ت�سليمها يكون بت�سليم �لعني، و�كتفي به و�إن كان �ملعترب �لقب�ض �حلقيقي، وذلك لأنه �ملمكن يف قب�ض �ملنفعة لأن قب�سها معينة، كانت �إن مال ر�أ�ض كونها في�سح لها)2)، تابعة لأنها �لعني؛ بقب�ض �سو�ء كانت منفعة عقار �أو غريه، و�إن كانت يف �لذمة ل ي�سح جعلها ر�أ�ض

مال �إل �إن كانت منفعة غري عقار.)3)

وعلى ذلك فاعتبار �لقب�ض �حلقيقي حمله �إن �أمكن ذلك.)4)

ومن هذه امل�صاألة ن�صتخل�ض:

�أن �لقب�س �حلقيقي �إمنا ي�سرتط عند �إمكانه, �أما �إن مل ميكن فال . )نقول بالتحرمي، بل ننتقل �إلى �لقب�ض �حلكمي.

هذ� . 2 نطرد �أن ميكن ل ولكن �لأو�خر، كقب�ض �لأو�ئل قب�ض �أن هذه يف بل �ل�سلم، م�سائل كل يف ذلك يجيزو� مل لأنهم �ل�سابط؛

�مل�ساألة، وعلى ذلك فمن �ملمكن تقييد ذلك بالحتياج �إليه.)5)حا�سية ويف ،(290/3( �لفروق على �ل�ساط �بن وتعليقات )203/5( �خلر�سي �سرح (480/6( و�لإكليل ))) �لتاج ا لالأو�خر؛ لأن غاية ما �لد�سوقي )96/3)) قال: ويكتفى بذلك يف �سلم �ملنفعة ولو قلنا �إن قب�ض �لأو�ئل لي�ض قب�سً

يلزم عليه �بتد�ء �لدين بالدين وقد ��ستخفوه يف �ل�سلم.)2) �سرح �ملحلي مع حا�سيتيه )305/2) و�أ�سنى �ملطالب )23/2)) و�سرح �ملنهج )228/3)

)3) حا�سية �جلمل )229/3) وحا�سية �لبجريمي على �ملنهج )327/2))4) حتفة �ملحتاج )6/5)

)5) مع �أن ظاهر نقل �بن عبد�لرب عن �أ�سهب يف �ل�ستذكار )9)/77)) �لعموم فقد نقل عنه �أنه يقول:.. و�إمنا �لدين =

352

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

تاأكيد ما قّرره �ملالكية باأن �بتد�ء �لدين بالدين �أو�سع �أنو�ع بيع �لدين . 3بالدين، ولهذ� ��ستخّفوه يف �ل�سلم.

امل�ساألة اخلام�سة:

بيع املو�شوف املعني هل ي�شرتط فيه القب�ض؟

عند �حلنفية: لو باع عيًنا بثياب مو�سوفة يف �لذمة موؤجلة، جاز ويكون �لعقد بيًعا يف �لعني، �سلًما يف �ملو�سوف يف �لذمة)))، ويجوز �أن يعترب يف عقد

و�حد حكم عقدين.)2)

ويرتتب على ذلك �أنه ل ي�سرتط قب�س �ملعني؛ لأنه بيع ولي�س �سلًما, ولو كان �سلًما ل�سرتط قب�سه يف �ملجل�س.)3)

جاء يف حا�سية �بن عابدين)4):«باع عبًد� بثوب مو�سوف �إلى �أجل، جاز لوجود �سرط �ل�سلم, فلو �فرتقا قبل قب�س �لعبد ل يبطل, لأنه �سري �سلًما يف حق �لثوب بيًعا يف حق �لعبد، ويجوز �أن يعترب يف عقد و�حد حكم عقدين

كالهبة ب�سرط �لعو�س..«

وما ذكروه هنا مطرد مع �أ�سلهم وهو �أنه �إذ� ��سرتى عيًنا بدين، فاإنه ل ي�سرتط قب�س �مل�سرتى؛ لأنه �إذ� تفرق عن عني بدين, جاز �إن مل يت�سمن ربا �أو دنانري �أو در�هم يكون �أن من يخلو ل »�لدين �لكا�ساين)5): قال �ساء، �لنَّ�إل ما �عرتف �لدين �أل يكون ديًنا بدين = بالدين ما مل ي�سرع يف �أخذ �سيء منه. وقال بعده: وهذ� هو �لقيا�ض

طرفيه، وكان �لأبهري يقول: �لقيا�ض ما قاله �أ�سهب.ا: تعليقات �بن �ل�ساط على �لفروق )273/3) و�نظر �أي�سً

))) بد�ئع �ل�سنائع )82/5))، و�نظر:فتح �لقدير )260/6) و�لبحر �لر�ئق )299/5)، ويلحظ �أن مذهبهم بناء على �أن �لثياب ثمن يف هذ� �لعقد، ومذهبهم يف هذه �مل�ساألة يحتاج �إلى حترير، فليحرر.

)2) حا�سية �بن عابدين )6/5)2(, و�نظر: �ملب�سوط )2)/44)) وفتح �لقدير )97/7) وحا�سية �ل�سلبي على تبيني �حلقائق )32/5)

)3) بد�ئع �ل�سنائع وفتح �لقدير وحا�سية �بن عابدين )�ملو��سع �ل�سابقة).(2(6/5( (4(

)5) بد�ئع �ل�سنائع )236/5)

353

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

فلو�ًسا �أو مكياًل �أو موزوًنا �أو قيمة �مل�ستهلك، فاإن كان در�هم �أو دنانري فا�سرتى به �سيًئا بعينه جاز �ل�سر�ء, وقب�س �مل�سرتى لي�س ب�سرط؛ لأنه يكون �فرت�ًقا عن

عني بدين، و�أنه جائز فيما ل يت�سمن ربا �لن�ساء، ول يت�سمن ههنا..«

فاإنه �ل�سفة على وبيع غائًبا كان �إذ� �ملبيع �أن فعندهم �ملالكية و�أما على �ل�سور, بع�س يف �لثمن نقد مينعون �إنهم بل �لثمن, نقد ي�سرتط ل

تف�سيل عندهم لي�ض هذ� موطنه.

�للزوم يجوز بال�سفة على �لغائب »�ملبيع �ل�ساوي))): جاء يف حا�سية �لنقد فيه تطوًعا، �سو�ء كان عقاًر� �أو غريه، و�إن كان على �خليار منع �لنقد على بيع �إذ� تطوًعا- �لنقد جو�ز يف ي�سرتط وهل غريه, �أو عقاًر� مطلقا جو�ز من مينع و�سفه لأن ؟ �لبائع غري له �لو��سف وكون �للزوُم �ل�سفة

�لنقد ولو تطوًعا... �أو ل ي�سرتط ذلك؟

و�أما �لنقد ب�سرط فاإن كان �ملبيع عقاًر� فيجوز بثالثة �سروط... و�إن كان غري عقار فيجوز باأربعة... فاإن تخلف �سرط منها منع �سرط �لنقد.«

حامد �أبي عن نقاًل للعمر�ين)2) �لبيان ففي �ل�سافعية عند و�أما �لإ�سفر�ييني: »فاأما �لبيع �خلال�ض: فاأن يبيع ثوًبا، �أو �سلعة معينة بثمن يف

�لذمة, �أو بثمن معني, فال ي�سرتط قب�س �سيء منهما يف �ملجل�س..«

و�أما عند �حلنابلة رحمهم �هلل فيجوز يف بيع �لعني �ملعينة �لتفرق قبل قب�ض �لثمن و�لعني، ففي �ملغني: »و�لبيع بال�سفة نوعان: �أحدهما: بيع عني معينة، مثل �أن يقول: بعتك عبدي �لرتكي... ويجوز �لتفرق قبل قب�ض ثمنه

وقب�سه كبيع �حلا�سر..« )3)

))) )46/3)، و�نظر: �سرح �خلر�سي )35/5) و�ل�سرح �لكبري للدرير )27/3) ومنح �جلليل )490/4))2) )433/5)، و�نظر ما قالوه يف م�ساألة �ل�سلم بلفظ �لبيع يف �مل�ساألة �لقادمة.

)3) �ملغني )34/6)، و�نظر: �ل�سرح �لكبري و�لإن�ساف )))/02)ـ03)) و�ملبدع )27/4) وك�ساف �لقناع )63/3))

354

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�أجل معلوم، حا�سرة ويف �مل�ستوعب))): »ويجوز بيع �لأعيان نقًد�، و�إلى كانت �أو غائبة بال�سفة، و�إذ� تفرقا قبل قب�سها فالبيع �سحيح.«

قب�ض ي�سرتطون ل �لفقهاء كثرًي� من �أن ناأخذ: �لفقهية �لآر�ء من هذه �أحد �لعو�سني يف بيع �ملبيع �ملعني، فيجيزون تاأخري قب�ض �لعو�سني عن جمل�ض �ل�سحيح، فال وجه بالدين، وهذ� هو �لدين بيع �لعقد، ول يجعل ذلك من جلعل هذه �مل�ساألة من قبيل بيع �لدين بالدين؛ لأن �لدين ما ثبت يف �لذمة، فهو مقابل للمعني، وقد �سبق يف �مل�ساألة �لتي قبلها تقرير لذلك، ويدّل لهذ� �لر�أي

حديث جابر عندما باع �لنبي ملسو هيلع هللا ىلص جمله و��ستثنى ركوبه �إلى �ملدينة.)2)

ووجه �لدللة من �حلديث: �أن �لنبي ملسو هيلع هللا ىلص ��سرتى �جلمل ومل ي�سلم جابًر� �لثمن �إل يف �ملدينة، وجابر باع �جلمل ومل ي�سلمه للنبي ملسو هيلع هللا ىلص �إل يف �ملدينة، فالبيع مّت على معني غري مقبو�ض ومع ذلك جاز ذلك، فدّل ذلك على �أن بيع

�ملعني ل ي�سرتط فيه �لقب�س, وتعيينه يغني عن قب�سه.

ون�صتخل�ض من هذه امل�صاألة:

�أن بيع �ملعني غري �ملقبو�ض بدين ل يدخل يف بيع �لدين بالدين.

(582/(( ((()2) حديث جابر �أخرجه �لبخاري يف كتاب �لوكالة باب �إذ� وكل رجل رجاًل �أن يعطي...)2309) )566/4) ويف كتاب �ل�ستقر��ض و�أد�ء �لديون و�حلجر و�لتفلي�ض باب �ل�سفاعة يف و�سع �لدين )2406) )5/)8( ويف كتاب �ل�سروط باب �إذ� ��سرتط �لبائع ظهر �لد�بة �إلى مكان م�سمى جاز )8)27) )370/5) ويف كتاب �جلهاد و�ل�سري باب ��ستئذ�ن

�لرجل �لإمام )2967))6/)4))،وم�سلم كتاب �مل�ساقاة باب بيع �لبعري و��ستثناء ركوبه )09)) )))/0)2)ملحوظة:حاول د.�سامي �ل�سويلم وفقه �هلل يف بحثه عقد �لكالئ.. �أن يجد تاأوياًل لهذ� �حلديث، وذكر يف معر�ض جو�به �أن �لأخذ بظاهر هذ� �حلديث خمالف لإجماعني: �إجماع على منع �لن�سيئة بالن�سيئة، و�إجماع على منع تاأجيل

�لأعيان.و�أقول: �أوًل: كال �لإجماعني قد تكلم فيهما، فال ي�سح دفع ظاهر �حلديث بدعوى �لإجماع �لذي مل يثبت، وكيف

يثبت �لإجماع وقد خالف فيه جمع من �لعلماء تقدم ذكرهم؟ثانًيا: ل ن�سلم �أن هذ� �لبيع من قبيل �لدين بالدين حتى يدخل يف �لإجماع بل هو عني بدين، فال يدخل �أ�ساًل يف بيع

�لدين بالدين، ومالك مل مينعه كما �سبق بيانه لأنه دين بدين. ولهذ� وجب �مل�سري �إلى ظاهر هذ� �حلديث، ول تعار�ض بني �حلديث وبني �لإجماع �ملحكي يف �لكالئ بالكالئ �إن

ثبت حتى نحاول �لرتجيح �أو �جلمع، بل يقال باخت�سار: هذ� مل يدخل حتى يخرج.

355

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

امل�ساألة ال�ساد�سة

بيع املو�شوف يف الذمة بلفظ البيع هل ي�شرتط فيه القب�ض؟

من �ملعلوم �أن �ل�سلم هو بيع مو�سوف يف �لذمة بثمن حال، ولكن �إذ� كان بيع �ملو�سوف يف �لذمة وقع بلفظ �لبيع، فهل ي�شرتط فيه القب�ض؟

�سبق ��سرت�ط �لقب�س يف �ل�سلم, ويدخل فيه هذه �مل�ساألة, ولكن هناك من �لفقهاء من قال بجو�ز ذلك، �إذ� كان بلفظ �لبيع، فعند �ل�سافعية خالف يف �مل�ساألة، جاء يف �أ�سنى �ملطالب: )و�ل�سلم بلفظ �لبيع �خلايل عن لفظ �ل�سلم، در�هم بع�سرة �أو �لدر�هم، بهذه كذ� �سفته ثوًبا منك ��سرتيت قال: كاأن وقيل �ل�سيخان، �سححه ما وهذ� للفظ، نظًر� بيع؛ بعتك: فقال ذمتي. يف �أبو حامد عنه وعن �ل�سيخ �ل�سافعي، ونقله للمعنى، ون�ض عليه �سلم؛ نظًر� �لعر�قيني، و�سححه �جلرجاين و�لروياين و�بن �ل�سباغ، وقال �لإ�سنوي بعد نظًر� و�ملختار؛ �ملذهب �إنه �لأذرعي: وقال عليه، �لفتوى فلتكن ذلك: نقله �إلى �ملعنى و�للفظ ل يعار�سه؛ �إذ كل �سلم بيع كما �أن كل �سرف بيع فاإطالق �لبيع على �ل�سلم �إطالق على ما يتناوله، وكالم �لر�فعي يف �لإجارة ظاهر يف ترجيحه لكن على �لأول يجب تعيني ر�أ�ض �ملال يف �ملجل�ض �إذ� كان يف �لذمة ويثبت فيه �لقب�ض يف �ملجل�ض، فال يجب بالدين.. ل �لدين بيع ليخرج عن

خيار �ل�سرط, ويجوز �لعتيا�س عنه, وعلى �لثاين ينعك�س ذلك.()))

�لر�فعي �ل�سيخان: �سححه و�لذي وجهان، �ل�سافعية مذهب ففي �إذن و�لنووي, عدم ��سرت�ط قب�س ر�أ�س �ملال �إن كان معيًنا, وكان �لعقد بلفظ �لبيع

ل �ل�سلم.

و�أما �حلنابلة فقد جاء يف �ملغني)2):)و�لبيع بال�سفة نوعان: �أحدهما: بيع ))) �أ�سنى �ملطالب )24/2))، و�نظر: �لبيان للعمر�ين )433/5) و�سرح �ملحلي على �ملنهاج مع حا�سيتيه )266/2)

وحتفة �ملحتاج )9/5) ونهاية �ملحتاج )88/4))(34/6( (2(

356

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

عني معينة، مثل �أن يقول: بعتك عبدي �لرتكي... ويجوز �لتفرق قبل قب�ض �أن يقول بيع مو�سوف غري معني، مثل �لثاين: ثمنه وقب�سه كبيع �حلا�سر، بعتك عبًد� تركيًّا، ثم ي�ستق�سي �سفات �ل�سلم... ول يجوز �لتفرق عن جمل�ض �لعقد قبل قب�ض �ملبيع �أو قب�ض ثمنه... وقال �لقا�سي: يجوز �لتفرق فيه قبل

�لقب�ض؛ لأنه بيع حال، فجاز �لتفرق فيه قبل �لقب�ض، كبيع �لعني).)))

ويف �لفروع)2) بعد �أن ذكر �لأوجه يف بيع �ملو�سوف غري �ملعني ».. فعلى �لأول )�أي �لقول باجلو�ز) حكمه كال�سلم، ويعترب قب�سه �أو ثمنه يف �ملجل�ض، يف وجه، ويف �آخر: ل، فظاهره ل يعترب تعيني ثمنه، وظاهر �مل�ستوعب وغريه: يعترب، وهو

�أولى، ليخرج عن بيع دين بدين.«

ومن هذه امل�صاألة ن�صتخل�ض:

�أن تعيني �ملبيع �ملو�سوف يغني عن قب�سه.. )

�أن بيع �ملو�سوف غري �ملعني من غري قب�ض �أحد �لعو�سني، �إن مل يكن . 2بلفظ �ل�سلم، جائز على �أحد �لأوجه يف مذهب �حلنابلة.

�إذ� بيع �ملو�سوف بلفظ �لبيع فاإنه ل ي�سرتط قب�س �أحد �لعو�سني يف . 3�ملجل�ض، بل يكفي تعيني �لعو�ض ليخرجه عن بيع �لدين بالدين.

امل�ساألة ال�سابعة

جعل الدين راأ�ض مال يف عقد ال�شلم

�لدين بيع قبيل من لأنها منها؛ �ملنع على �لإجماع حكي �مل�ساألة هذه ))) �ل�سرح �لكبري )))/02)ـ03))، و�نظر: �مل�ستوعب ))/694) وت�سحيح �لفروع )24/4) و�ملبدع )27/4) و�لإن�ساف

)�ملو�سع �ل�سابق)و�نظر: �لفتاوى �لكربى لبن تيمية )72/4)، و�نتقاده ملنع �ل�سلم �حلال مع �إجازته لهذ� �لعقد بلفظ �لبيع، مع �أن

ن�سو�ض �أحمد تاأبى ذلك؛ فالعربة عندهم يف �لعقود باملعاين.(23/4( (2(

357

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

بيع دين �بن �ملنذر و�بن قد�مة؛ لأنه �مل�ساألة فقد حكى �لإجماع على هذه بدين.)))

و�أما عن علة �ملنع منها فقد جاء يف �ملدونة:)�أر�أيت لو �أن يل على رجل �ألف درهم من بيع �أو من قر�ض فقلت له: �أ�سلمها �إيلَّ يف طعام ففعل، �أيجوز هذ�؟ قال: �ساألنا مالًكا عن �لرجل يكون له على �لرجل �لذهب، في�ساأله �أن

ي�سلفها له يف �سلعة، فقال مالك: ل خري يف ذلك حتى يقب�سها.

�أخره على �إمنا �أن يكون قلت: مل؟ قال: ل خري فيه؟ قال: لأنه يخاف وجه �لنتفاع، في�سري �سلًفا جر منفعة، ويخاف فيه عليه �لدين بالدين.))2)

�لو�جب بيع ويقول:)و�أما �ل�سورة، هذه جو�ز يرى �لقيم �بن �أن �إل بال�ساقط، فكما لو �أ�سلم �إليه يف كر حنطة بع�سرة در�هم يف ذمته، فقد وجب له عليه دين و�سقط له عنه دين غريه، وقد حكي �لإجماع على �متناع هذ�، ول �إجماع فيه قاله �سيخنا و�ختار جو�زه، وهو �ل�سو�ب؛ �إذ ل حمذور فيه، ولي�ض بيع كالئ بكالئ فيتناوله �لنهي بلفظه، ول يف معناه فيتناوله بعموم �ملعنى، فاإن ما �أحدهما يتعجل فاإنه مل فائدة، بغري �لذمتان فيه ��ستغلت قد عنه �ملنهي ياأخذه فينتفع بتعجيله، وينتفع �ساحب �ملوؤخر بربحه، بل كالهما ��ستغلت ذمته

بغري فائدة.

ومنفعة �سحيح غر�ض منهما فلكل �لثالث �ل�سور من عد�ه ما و�أما مطلوبة... و�إذ� جاز �أن ي�سغل �أحدهما ذمته و�لآخر يح�سل على �لربح -وذلك يف بيع �لعني بالدين- جاز �أن يفرغها من دين وي�سغلها بغريه، وكاأنه �سغلها به �بتد�ء �إما بقر�ض �أو مبعاو�سة، فكانت ذمته م�سغولة ب�سيء، فانتقلت من

))) �لأو�سط لبن �ملنذر )0)/8))) و�ملغني )0/6)4)، و�نظر: �لفروق للكر�بي�سي )2/)5) وتبيني �حلقائق )8/4))) و�ملدونة)3/)8) و�لفو�كه �لدو�ين )2/)0)) و�أ�سنى �ملطالب )22/2))و�لبهجة �لوردية )52/3) و�سرح �لبهوتي

للمنتهى )95/2))2) )3/)8)، و�نظر: )82/3) فقد علل بخوف �لدين بالدين فقط.

358

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�ساغل �إلى �ساغل، ولي�ض هناك بيع كالئ بكالئ، و�إن كان بيع دين بدين فلم ينه �ل�سارع عن ذلك ل بلفظه ول مبعنى لفظه، بل قو�عد �ل�سرع تقت�سي جو�زه، فاإن �حلو�لة �قت�ست نقل �لدين وحتويله من ذمة �ملحيل �إلى ذمة �ملحال عليه، فقد عاو�ض �ملحيل �ملحتال من دينه بدين �آخر يف ذمة ثالث، فاإذ� عاو�سه من

دينه على دين �آخر يف ذمته كان �أولى باجلو�ز، وباهلل �لتوفيق).)))

وما ذكره �بن �لقيم حمل تقدير مني، ولكْن فيه �إ�سكالن:

من الذي خالف يف هذه امل�صاألة؟ مل يذكر �بن �لقيم من �لإ�سكال �لأول: خالف يف هذه �مل�ساألة، ليبطل دعوى �لإجماع �ملحكية يف هذه �مل�ساألة.

�لإ�سكال �لثاين: �أن هذه �ل�سورة و�سيلة �إلى ربا �جلاهلية، فكل من حّل ياأخذ �أن �أمكنه �لدين لهذ� �سد�د يكن عنده �آخر، ومل على دينه �أكرث منه بطريق �ل�سلم، فلو كان ل�سخ�ض على �آخر �ألف ريال، وحّل �أجلها ومل يقم �ملدين بالوفاء، �أمكن �لد�ئن �أن ياأجلها وياأخذ عنها

ما قيمته �ألفا ريال، وهذ� يفتح باب �لربا على م�سر�عيه.

ولهذ� فاملنع من هذه �ل�سورة �أقوى يف نظري.

ومع ذلك ميكننا �أن ن�ستخل�ض من �مل�ساألة �ل�سابقة، ما يلي:

�أن من علل �ملنع من بيع �لدين بالدين: �سّد ذريعة �لربا.. )

من كالم �بن �لقيم ناأخذ: �أن �إ�سقاط �لديون ل يعّد بيًعا, فال يدخل . 2يف �ملنهي عنه، و�سياأتي تقرير ذلك يف �حلو�لة.

فائدة، . 3 بال ��ستغلتا �لذمتني �أن �لقيم: �بن عند �ملنع من �لعلة �أن وذكر �أن فائدة �مل�سلم: �لربح، وفائدة �مل�سلم �إليه: �لنتفاع باملال.

))) �أعالم �ملوقعني )0/2))

359

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�أن �بن �لقيم يجعل م�ستند �حلكم يف هذه �مل�ساألة �لقو�عد �ل�سرعية، ل . 4�حلديث �لو�رد يف هذه �مل�ساألة، وكذلك ل ي�سلم �أن �لإجماع ينطبق على �مل�ساألة من ينق�ض فاإنه تاأملناه لو بالدين، وهذ� �لدين بيع كل �سور

�أ�سلها، وتبقى مناق�سة �بن �لقيم يف �ل�سور �لتي وقع عليها �لإجماع.

امل�ساألة الثامنة

بيع الدين ملن هو عليه مبنافع ذات معينة

فاإذ� �ملالكية، عند بالدين �لدين ف�سخ �سور من �سورة �مل�ساألة وهذه ف�سخ �ملدين �لدين على منافع ذ�ت غري معينة، فال خالف عندهم �أنها ل جتوز، و�أما �إذ� كان على منافع عني معينة ك�سكنى د�ر معينة، فقد وقع فيه

�خلالف بينهم:

فابن �لقا�سم))) مينعها، لأنها غري مقبو�سة فهي كالدين يف تاأخر �أجز�ئها.

و�أجازها مالك يف رو�ية؛ لأن ت�سليم �لرقاب ت�سليم للمنافع،)2) ويظهر يل �أن هذ� مذهب �ل�سافعية.)3)

كما �أجازها �أ�سهب بناء على �أ�سله �أن قب�ض �لأو�ئل كقب�ض �لأو�خر.)4)

وقد كان بع�ض علماء �ملالكية )يعمل به، فكانت له حانوت �ساكن فيها جملد يجلد �لكتب، فكان �إذ� ترتب له �أجرة يف ذمته ي�ستاأجره بها على ت�سفري كتب،

وكان يقول: هذ� قول �أ�سهب، و�سححه �ملتاأخرون، و�أفتى به �بن ر�سد.))5) ))) �لذخرية )489/4) و�سرح �خلر�سي )77/5) و�ل�سرح �لكبري مع حا�سية �لد�سوقي )3/)6) و�ل�سرح �ل�سغري مع

حا�سية �ل�ساوي )77/5) و�لفو�كه �لدو�ين )2/)0)))2) �لذخرية )489/4)

)3) يف �أ�سنى �ملطالب)7/2)4):«..�ملنافع و�إن كانت معدومة فملحقة باملوجودة، ولهذ� �سح �لعقد عليها، وجاز �أن تكون �لأجرة ديًنا ولول �إحلاقها باملوجودة لكان ذلك يف معنى بيع �لدين بالدين.«

و�نظر حا�سية �ل�سربيني على �سرح �لبهجة �لوردية )0/3)3))4) �نظر: �مل�سادر �ل�سابقة يف توثيق قول �بن �لقا�سم.

)5) �ل�سرح �لكبري مع حا�سية �لد�سوقي )3/)6ـ62) و�نظر: �سرح �خلر�سي )77/5)

360

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

امل�ساألة التا�سعة

بيع الدين على من هو عليه مبعني غري مقبو�س

اإذا كان العو�سان ل يجري فيهما ربا الن�سيئة

�أجاز �حلنفية هذه �ل�سورة، �إذ� كان مما ل يدخله ربا �لن�سية؛ لأنها بيع دين بعني، وقب�ض �ملُ�سرتى لي�ض �سرًطا يف �لبيع، قال �لكا�ساين))): »�لدين ل يخلو من �أن يكون در�هم �أو دنانري �أو فلو�ًسا �أو مكياًل �أو موزوًنا �أو قيمة �مل�ستهلك، فاإن كان در�هم �أو دنانري فا�سرتى به �سيًئا بعينه جاز �ل�سر�ء، وقب�ض �مل�سرتى لي�س ب�سرط؛ لأنه يكون �فرت�ًقا عن عني بدين, و�أنه جائز فيما ل يت�سمن ربا

�لن�ساء، ول يت�سمن ههنا..«

بدل قب�ض ي�سرتطو� ومل �لبيع)2)، �أحكام �ل�سلح يف يجرون و�حلنفية �ل�سلح �إذ� مل يكن �لبدل ديًنا؛ لأن �ل�سلح �إذ� وقع على عني متعينة ل يبقى

ديًنا يف �لذمة فجاز �لفرت�ق عنه من غري قب�ض.)3)

يجري ل �لعو�سان كان �إذ� وذلك وجهان، �مل�ساألة هذه يف ولل�سافعية فيهما ربا �لن�سيئة، قال �ملاوردي يف �حلاوي �لكبري)4): )و�لق�سم �لر�بع )�أي من �أق�سام �ل�سرف): بيع دين بعني كرجل له على رجل �ألف درهم يبيعها عليه مبئة دينار ياأخذها منه عيًنا، فاإن كان �لدين حاًل �سح حلديث عبد�هلل بن عمرو)5) و�إن كان موؤجاًل مل ي�سح؛ لأن �ملوؤجل ل ميلك �ملطالبة به، فلم

جتز �ملعاو�سة عليه.))) بد�ئع �ل�سنائع )236/5)

)2) �لدر �ملختار )629/5))3) تبيني �حلقائق )224/6) و�لبحر �لر�ئق )552/8) و�لدر �ملختار )745/6)

)4) �حلاوي �لكبري )47/5))، و�نظر: �لبيع على �ل�سفة للعيا�سي فد�د )94))5) كذ� يف �ملطبوع ولعل �لأ�سح )بن عمر و�إن)، وحديث �بن عمر، قال فيه: كنت �أبيع �لإبل بالبقيع فاأبيع بالدنانري و�آخذ �لدر�هم، و�أبيع بالدر�هم و�آخذ �لدنانري، �آخذ هذه من هذه، و�أعطي هذه من هذه، فاأتيت ر�سول �هلل ملسو هيلع هللا ىلص وهو يف بيت حف�سة، فقلت: يا ر�سول �هلل رويدك �أ�ساألك، �إين �أبيع �لإبل بالبقيع فاأبيع بالدنانري و�آخذ �لدر�هم و�أبيع بالدر�هم و�آخذ �لدنانري، �آخذ هذه من هذه، و�أعطي هذه من هذه، فقال ر�سول �هلل ملسو هيلع هللا ىلص: )ل باأ�ض �أن تاأخذها ب�سعر يومها ما مل تفرتقا وبينكما �سيء.) و�حلديث �أخرجه بهذ� �للفظ: �أبو د�ود كتاب �لبيوع باب يف �قت�ساء �لذهب من

�لورق )3352))45/9))، و�أخرجه �لإمام �أحمد )44883))489/8) و�لن�سائي كتاب �لبيوع باب بيع �لف�سة =

361

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

و�إذ� �سح يف �حلال كان موقوًفا على قب�ض �لدنانري قبل �لفرت�ق، �إل �أن ا، ففي لزوم قب�سه قبل �لفرت�ق وجهان: ياأخذ بدل �لدر�هم ثوًبا �أو عر�سً�أحدهما وهو ظاهر �ملذهب))): �أنه يجوز �لفرت�ق فيه قبل �لقب�ض؛ لأن ما �سوى �ل�سرف ل يلزم فيه تعجيل �لقب�ض. و�لثاين: ل يجوز حتى يتقاب�سا

قبل �لفرت�ق، و�إل �سار ديًنا بدين.))2)

امل�ساألة العا�سرة

بيع الدين على غري من هو عليه بعني اأو منافع عني

�إذ� باع زيد دينه �لذي على عمرو لبكر بدين، فقد �أجمع �أهل �لعلم على �ملنع منه؛ لأنه من بيع �لدين بالدين)3).

�أما �إن باعه بعو�ض معني ولو تاأخر قب�سه �أو مبنافع ذ�ت معينة، فال باأ�ض بذلك عند �ملالكية على �سروط عندهم يف هذه �مل�ساألة.)4)

على �أن كالم �بن �ملو�ز يفهم منه جو�ز �لتاأخري �ليوم و�ليومني حتى و�إن مل يكن معيًنا، قال �لباجي)5): »و�إذ� بعت �لدين من غري من هو عليه ففي كتاب

((260( �ل�سرف يف جاء ما باب �لبيوع كتاب و�لرتمذي (324/7((4596( بالف�سة �لذهب وبيع بالذهب (5655( يعلى و�أبو (29/2((228(( �لورق من �لذهب �قت�ساء باب �لتجار�ت كتاب ماجه و�بن (370/4(

)0)/24)و�لبيهقي يف �ل�سنن )284/5)، و�حلديث فيه �سماك بن حرب وهو �سدوق، ورو�يته عن عكرمة خا�سة م�سطربة، وقد تغري باآخره، فكان رمبا يلقن. )�نظر: �لتقريب )2639))5)4))، وقد �سعفه �لألباين يف �لإرو�ء (5654( يعلى و�أبي (332/6( �سيبة �أبي �بن عند عليه موقوًفا عمر �بن عن �سّح �حلديث ولكن ،((74 /5(

)0)/24)، �نظر: �لإرو�ء، وكالم حمقق م�سند �أحمد )�ملو�سعني �ل�سابقني)))) ذكر �ل�سبكي �أنه ل ي�سلم له �أنه ظاهر �ملذهب. تكملة �ملجموع )0)/0)))

)2) و�نظر يف مذهب �ل�سافعية: �لأ�سباه و�لنظائر ))33) و�أ�سنى �ملطالب )85/2) وحتفة �ملحتاج )407/4) ومغني �ملحتاج )464/2) وحا�سية �جلمل )64/3)).

ويلحظ �أن �ل�سافعية ي�سمون بيع �لدين على من هو عليه ��ستبد�ًل.)�نظر: �لأ�سباه و�لنظائر ))33).ا. كما يلحظ �أن هناك فرق بني �حللول و�لقب�ض، فال يلزم �أن يكون �حلال مقبو�سً

)3) �نظر: �لبناية )257/9) و�سرح �خلر�سي )77/5) وحتفة �ملحتاج )409/4) و�سرح �ملنتهى )72/2)�لكبري مع حا�سية و�ل�سرح و�ل�سرح �ل�سغري )97/3) و�سرح �خلر�سي )77/5) و�لإكليل )234/6) �لتاج )4) �نظر:

�لد�سوقي )63/3))5) �ملنتقى )76/5)، و�نظر: �لتاج و�لإكليل )234/6) و�سرح �خلر�سي )70/5))

362

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�بن �ملو�ز �أنه يجوز �أن يوؤخره بالثمن �ليوم و�ليومني فقط، ول يوؤخر �لغرمي �إذ� بعته منه �إل مثل ذهابه �إلى �لبيت، و�أما �أن تفارقه ثم تطلبه فال يجوز، ووجه ذلك �أن تاأخري �ملبتاع �إذ� كان غريه من باب �لكالئ بالكالئ، و�لي�سري منه معفو عنه كتاأخري ر�أ�ض مال �ل�سلم، و�إذ� بعته من �لذي عليه �لدين، فهو

من باب ف�سخ �لدين يف �لدين..«

وكذلك عند جمع من �ل�سافعية �إذ� كان �لعو�س معيًنا ل ي�سرتط قب�سه و�أما لغري من هو و�لنظائر))): )... �لأ�سباه �ل�سيوطي يف يف �ملجل�ض، قال عليه بالعني، كاأن ي�سرتي عبد زيد مبئة له على عمرو، ففيه قولن، �أظهرهما

يف �ل�سرحني و�ملحرر و�ملنهاج: �لبطالن؛ لأنه ل يقدر على ت�سليمه.

و�لثاين: يجوز كال�ستبد�ل، و�سححه يف �لرو�سة من زو�ئده.

و�سرطه على ما قال �لبغوي ثم �لر�فعي: �أن يقب�ض كل منهما يف جمل�ض �لعقد ما �نتقل �إليه، فلو تفرقا قبل قب�ض �أحدهما، بطل �لعقد.

قال يف �ملطلب: ومقت�سى كالم �لأكرثين خالفه.)

امل�ساألة احلادية ع�سرة

بيع الدين على غري من هو عليه بدين اآخر

اإن كان الدين على مدين واحد.

على مثله ولآخر �إن�سان على دين له كان للنووي:)ولو �ملجموع جاء يف ذلك �لإن�سان، فباع �أحدهما ما له عليه مبا ل�ساحبه مل ي�سح، �سو�ء �تفق

�جلن�ض)2) لنهيه ملسو هيلع هللا ىلص عن بيع �لكالئ بالكالئ، هذ� �آخر كالم �لر�فعي.

قلت: قد �سحح �مل�سنف هنا، ويف �لتنبيه جو�ز بيع �لدين بغري )كذ�، ))) ))33)، و�نظر: �أ�سنى �ملطالب )85/2) وحتفة �ملحتاج )409/4) ومغني �ملحتاج )466/2) و�سرح �ملنهج )65/3))

)2) �سقط من �ل�سياق )�أو �ختلف).

363

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

ولعل �لأ�سح لغري) من هو عليه، و�سحح �لر�فعي يف �ل�سرح و�ملحرر: �أنه ل يجوز.))))

ولكن �لنووي يف �ملنهاج)2) قال: »ولو كان لزيد وعمرو دينان على �سخ�ض فباع زيد عمًر� دينه بدينه بطل قطًعا«.

ولهذ� ففي فيها)3)، �مل�ساألة ل خالف �أن قوله قطًعا: فالذي يظهر من نف�سي �سيء من هذ� �لفرع.

ومن امل�صائل ال�صابقة ن�صتخل�ض:

ا ل يدخل يف بيع . ) ما �سبق تقريره من �أن بيع �ملعني �إذ� مل يكن مقبو�سً�لدين بالدين، ول مينع منه �إل يف �ل�سرف، ولهذ� قال �ملاوردي: لأن

ما �سوى �ل�سرف ل يلزم فيه تعجيل �لقب�ض.

�مل�سائل يف �لقب�ض ي�سرتطو� مل �لفقهاء �أن ماد�م �سوؤ�ل: وهنا بيع يف كافًيا �لتعيني يجعلو� مل فلماذ� بالتعيني، و�كتفو� �ملذكورة

�لربوي بجن�سه؟

ديًنا، كونه من عليه �ملعقود لإخر�ج هو �إمنا �لتعيني �أن و�جلو�ب: و�أما بالدين، �لدين بيع عن �لنهي يف يدخل مل ديًنا يكن مل فاإذ� ��سرت�ط �لقب�س يف بيع �لربوي بجن�سه فهي م�ساألة �أخرى, وي�سرتط

لها �لقب�ض و�لقب�ض �أمر ز�ئد عن جمرد �لتعيني.

فقد يحرم �لبيع لأنه ربا، وقد يحرم لأنه بيع دين بدين، فخروجه عن كونه ديًنا بدين، ل يعني خروجه عن كونه ربا، جاء يف �أ�سنى �ملطالب)4):

))) �ملجموع )275/9)، و�نظر: �لبيع على �ل�سفة للعيا�سي فد�د )88))2) �ملنهاج مع �سرح �ملحلي )267/2)

)3) يف �سرح �ملحلي )�ملو�سع �ل�سابق): » قوله قطًعا كقول �ملحرر: بال خالف مزيد على �لرو�سة كاأ�سلها.« ويف حتفة �ملحتاج )409/4) ونهاية �ملحتاج )92/4) عقباه بقوله: وحكي فيه �لإجماع.

)4) )85/2)، و�نظر: �سرح �ملحلي )384/2) وحتفة �ملحتاج )5/)9)) ومغني �ملحتاج )465/2) وحتفة �ملحتاج )4/)9)

364

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

»)فلو �تفقت علتهما يف �لربا) كدر�هم عن دنانري �أو عك�سه )مل يكف �لتعيني( يف �ملجل�س )عن �لقب�س( للبدل )فيه(, بل ي�سرتط �لقب�س �إذ� مل فيه، كما دل عليه �خلرب �ملذكور، حذًر� من �لربا، بخالف ما تتفق علتهما يف �لربا, كثوب عن در�هم, ل ي�سرتط قب�سه يف �ملجل�س

كما لو باع ثوًبا بدر�هم يف �لذمة, ل ي�سرتط قب�س �لثوب فيه«.

ولكن ي�سكل على ما ذكر �أنهم ي�سرتطون قب�ض ر�أ�ض مال �ل�سلم، �إذ� كان ر�أ�ض مال �ل�سلم مغايًر� للم�سلم فيه يف �لعلة �لربوية.

وهذ� �لإ�سكال ل يرد على من يفرق بني �لعقد �إن كان بلفظ �ل�سلم، وبني �لعقد بلفظ �لبيع، كما �سياأتي من �أن ��سم �ل�سلم يقت�سي ذلك.

كما �أن هذ� �لإير�د يقوي مذهب �ملالكية �لذين يت�ساحمون يف تاأخري �ل�سور �ملالكية يف �لإير�د على �ل�سلم، كما �سبق، ويكون ر�أ�ض مال

�لتي منعوها يف �لتاأجيل، ولكن ميكن �أن يجاب لهم باأجوبة:

�أ. �أن �ل�سور �ملمنوعة يتعاظم فيها �لغرر؛ ولهذ� منعت.

ب. �أن يف بع�سها �إخر�ًجا لل�سلم عن مقت�ساه لفظه لغة، وقد نّبه لهذ� �ملعنى �ل�سرخ�سي فبنّي �أن �لقيا�ض جو�ز تاأخري ر�أ�ض �ملال �إذ� كان ا، ولكن �ل�ستح�سان جو�زه، و »وجه �ل�ستح�سان �أن �ل�سلم عرو�سً�ملال ر�أ�ض يكون �أن �آجل، فوجب فيه و�مل�سلم باآجل، �أخذ عاجل عاجاًل، ليكون حكمه ثابًتا على ما يقت�سيه �ل�سم لغة: كال�سرف مبقت�سيات �أحكامها تثبت �لعقود هذه فاإن و�لكفالة، و�حلو�لة

�أ�ساميها لغة..«)))

))) �ملب�سوط )2)/27))، و�نظر: فتح �لقدير )97/7)

365

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

ج. �أن يف جتويز �ل�سور �ملمنوعة �إبعاًد� لل�سلم عن مق�سد من مقا�سده، وهو م�ساعدة �ملز�رع ونحوه يف تقدمي عو�ض �مل�سلم فيه؛ ليتمكن من

��ستثماره يف �لإنتاج، ولهذ� �سمي بيع �ملحاويج.

�أن قب�ض �لأو�ئل كقب�ض �لأو�خر يف قب�ض �ملنافع، و�أ�سهب يطرد هذه . 2�لقاعدة.

�إذ� تاأملنا �مل�ساألة �حلادية ع�سرة جند �أنها خمالفة حلكاية �لإجماع، . 3مع مالحظة �أن هذه �ل�سورة ل يتاأتى فيها ربا �جلاهلية: �إما �أن تربي

و�إما �أن تق�سي؛ لأن �ملدين لن يتاأثر بهذ� �لبيع.

�أجل . 4 �أن ذلك من فيظّن �ل�سور، بع�ض �لفقهاء قد مينعون من �أن كونها ديًنا بدين، ولكن �حلقيقة �أن �سبب �ملنع �سيء �أخر كالربا مثاًل.

امل�ساألة الثانية ع�سرة

حكم الإجارة املوؤجلة

من �ملعلوم �أن �لإجارة تاأخذ �أحكام �لبيع،))) ويف �لبيع مّر بنا حكم تاأجيل غري و�ملنافع تاأجيلها،)2) يجوز �لأجرة �أن ذلك على ي�سكل وقد �لبدلني، مقبو�سة، و�إمنا حت�سل �سيًئا ف�سيًئا، ولكن �لإ�سكال يزول �إذ� علمنا �أنهم �أعطو� بت�سليم �ملنافع من للتمكني فجعلو� �حلقيقي، �لقب�ض حكم �حلكمي �لقب�ض

�لعني حكَم قب�ض �ملنافع.)3)

ولكن يبقى �إ�سكال �آخر، وهو: ما �حلكم �إذ� عقد على منفعة عني بعد

))) ناق�ض �بن �لقيم �جلمهور يف �إعطاء �لإجارة حكم �لبيع �خلا�ض، و�إن كان قد �سلم لهم �إعطاءها حكم �لبيع �لعام �لذي هو جمرد �ملعاو�سة. �نظر: �أعالم �ملوقعني )22/2و24)

ا �أنكر �بن حزم �أن تكون �لإجارة بيًعا. �نظر: �ملحلى )3/7) و�أي�سً)2) �نظر: بد�ئع �ل�سنائع )204/4) و�ل�سرح �لكبري للدرير )3/4)ومغني �ملحتاج )443/3) و�سرح �ملنتهى للبهوتي )274/2)

)3) �نظر: �حلاوي �لكبري للماوردي )2/9)2)

366

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�سنة؟ �أل يكون ذلك من قبيل �لكالئ بالكالئ؛ لأن قب�ض �لعني))) لن يكون �إل بعد �سنة، وقب�ض �لأجرة لن يكون �إل بعد متام مدة �لإجارة، �أو عند ت�سليم قبيل من �لأجرة وت�سليم �لعني ت�سليم تاأخري يكون �أل قول،)2) على �لعني

�لكالئ بالكالئ؟

اختلف اأهل العلم يف هذه امل�صاألة:

يكن �إن مل فاحلنفية يجيزون ذلك )3)، وكذلك �حلنابلة يجيزون ذلك بلفظ �ل�سلم, فاإن كان بلفظ �ل�سلم ��سرتط قب�س �لأجرة يف جمل�س �لعقد؛

لئال يكون بيع دين بدين.)4)

و�أما �ل�سافعية فيمنعون ذلك يف �لعني �ملعينة)5)، و�أما �لإجارة �ملو�سوفة يف �لذمة فاإن كانت بلفظ �ل�سلم ��سرتط فيها قب�س �لأجرة يف جمل�س �لعقد, و�إن كانت بلفظ �لإجارة ففيها وجهان عندهم: �ل�سرت�ط وعدمه,)6) وهما

�لوجهان �ل�سابقان يف م�ساألة: بيع �ملو�سوف يف �لذمة بلفظ �لبيع.)7)

�أما �ملالكية فاإنهم مينعون ذلك يف �لدو�ب �إذ� كانت غري معينة ومل ي�سرع يف قب�ض �لأجرة، جاء يف �سرح ميارة)8): ).. �أن �لكر�ء �إذ� كان م�سموًنا يجب ا للمنفعة عند �جلمهور، فلم �أ�ساأ �أن �أعيد ))) عربت بالعني ومل �أعرب باملنفعة، لأنه �سبق تقرير �أن قب�ض �لعني يعد قب�سً

�لكالم يف هذه �مل�ساألة، ولهذ� جعلت �مل�ساألة فيما لو تاأخرت �لعني �أ�ساًل ما �حلكم؟ا، لأن ق�سدي �ل�ستدلل كما �أن للفقهاء تف�سيالت كثرية يف تاأجيل �ملنفعة وتاأجيل �لأجرة، مل �أ�ساأ �لدخول فيها �أي�سً

على تخلف �لإجماع يف بع�ض تلك �ل�سور. �نظر ما ذكره �لد�سوقي يف حت�سيته على �ل�سرح �لكبري)4/4) فقد ذكر �أن �ل�سور ت�سل �إلى �أربع وع�سرين �سورة.)2) �نظر �خلالف يف وقت ��ستحقاق �لأجرة: �ملب�سوط )5)/08)وما بعدها) و�ل�سرح �لكبري للدردير )4/4) و�حلاوي

�لكبري )395/7) وك�ساف �لقناع )40/4))3) �نظر: بد�ئع �ل�سنائع )203/4) وتبيني �حلقائق )48/5)) ودرر �حلكام �سرح غرر �لأحكام )202/2) وتكملة �لبحر �لر�ئق )44/8) و�لدر �ملختار مع حا�سية �بن عابدين )93/6)، ويف حا�سية �ل�سلبي على تبيني �حلقائق �أ�سار

�إلى خالف عند �حلنفية يف �مل�ساألة.�ملربع و�لرو�ض (6/4( �لقناع وك�ساف )252/2و255) �ملنتهى و�سرح )4)/276و356) �لإن�ساف )4) �نظر:

)7/5)3) ومطالب �أويل �لنهى )6/3)3))5) �نظر: �سرح �ملحلي )72/3) وحتفة �ملحتاج )38/6)ـ40)) ومغني �ملحتاج )3/)45) ونهاية �ملحتاج )275/5)

)6) �نظر: �لبيان للعمر�ين )334/7) و�أ�سنى �ملطالب )97/2)) ومغني �ملحتاج )443/3))7) �نظر: حا�سية 49 �ض22

(98/2( (8(

367

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

تعجيل �لكر�ء ومينع تاأجيله؛ لأن فيه تعمري �لذمتني، وهو من �لكالئ بالكالئ، وي�سمى �بتد�ء �لدين بالدين، ومنع �لتاأجيل مقيًد� مبا �إذ� مل ي�سرع يف �لركوب، فاإن �سرع جاز �لتاأخري و�لنقد، و�أما �لكر�ء �ملعني فيجوز بالنقد و�إلى �أجل )ثم ذكر عن �بن ر�سد تقييد ذلك يف �لنقد مبا �إذ� �سرع يف �لركوب �أو كان �أياًما قليلة كع�سرة, ثم قال: )هو �سرط يف جو�ز �لنقد؛ لأنه مع �لطول يكرث �لغرر, و�لرتدد بني كونه ثمًنا �أو �سلًفا، �أما �لتاأخري فيجوز �سرع �أو ل؛ لأن �لكر�ء معني

فلي�ض من �لكالئ بالكالئ...

و�أما كر�ء �لد�بة �مل�سمونة �أو �لر�حلة �مل�سمونة فهو �أن يقول: �أكري منك ا بالنقد و�إلى �أجل �إذ� �سرع يف �لركوب، و�أما د�بة �أو ر�حلة، فاإنه يجوز �أي�سً�إن مل ي�سرع يف �لركوب و�إمنا تكارى كر�ء م�سموًنا �إلى �أجل كاملتكاري �إلى �حلج يف غري �إبانة، فال يجوز �إل بتعجيل ر�أ�ض �ملال؛ لأنه كال�سلم �إل �أن مالًكا

خفف �أن يقدم �لدينار)9). لأن �لأكرياء قطعو� بالنا�ض).

ويف �ملنتقى للباجي)0)): )... وروى �أبو زيد عن �بن �لقا�سم �إذ� قدم �إليه يف �لكر�ء �مل�سمون �لدنانري حتى ياأتي بالظهر فال باأ�ض بذلك، وكم من مكر يهرب بالكر�ء �أو يرتك �أ�سحابه، وروى �بن �ملو�ز عن مالك �أنه كان يكره تاأخري �لنقد فيه �إل �أن ينقد �أكرث �لكر�ء �أو ثلثيه، ثم قال: وقد قطع �لأكرياء �أمو�ل �لنا�س فال باأ�س بتاأخري �لنقد ونقده �لدينار ونحوه, و�سو�ء كان تاأخريه ب�سرط �أو بغري �سرط ما مل ي�سرتط �أجاًل بعد تبليغ �حلمولة فال خري فيه, فلم يختلف قول مالك يف �لكر�ء للحج، و�ختلف قوله يف �لكر�ء لغري �حلج، و�آخر ما قاله

فيه �جلو�ز لل�سرورة �لعامة �ل�ساملة.)

ونلحظ من هذه �مل�ساألة �أن فقهاء �حلنفية �ل�سافعية و�حلنابلة مل ي�ست�سكلو�

�لدينار ويعربنوهم بالنقد، يوؤخروهم �أن باأ�ض و�لإكليل)500/7))فال �لتاج ففي �لعربون، �سبيل على )9) يقدمه و�سبهه) وتعبري علي�ض يف منح �جلليل )502/7) )يعربن �لدينار)

(((6/5( ((0(

368

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

تاأجيل �لبدلني يف عقد �لإجارة �إذ� كان بلفظ �لإجارة، بخالف تاأجيل �لبدلني يف عقد �ل�سلم، حتى و�إن كان �أحدهما منفعة، فقد ��ست�سكل تلك �مل�ساألة بع�ض �لفقهاء. �أما هنا فلم يرد �لإ�سكال عندهم، حتى �ل�سافعية �لذين منعو� بع�ض �ل�سور، مل تكن علة �ملنع عندهم تاأجيل �لبدلني، ولهذ� �أجازو� �لإجارة على

�ملو�سوف يف �لذمة.

مع �أن �لعلماء حلظو� تاأخري �لبدلني يف م�ساألة ��ستئجار �ملنفعة بالدين، فقالو�: �إن �ملنفعة تكون مقبو�سة بالتمكني من �لنتفاع بالعني، وعللو� ذلك باأنها لو مل تكن مقبو�سة بالتمكني )مَلَا جاز تاأجيل �لأجرة؛ لأنه ي�سري ديًنا على دليل تاأجيلها جو�ز على �إجماعهم ويف عنه، �لنهي ورد وقد بدين،

ح�سول قب�سها.))))

�لتمكني من فاإن عدم للمنفعة ا يعّد قب�سً �لعني �لتمكني من فاإذ� كان �لعني �مل�ستاأجرة ينايف �لقب�ض للمنفعة، فاإذ� تاأجلت �لأجرة كان ديًنا بدين، ومع ذلك وجدنا جمًعا من �لعلماء يجيزون ذلك ول يعدونه من قبيل �لدين

بالدين.

وكذلك ��سرتط بع�س �حلنابلة يف �لإجارة على مو�سوف بذمة �إذ� كانت بلفظ �ل�سلم قب�ض �لأجرة يف �ملجل�ض، لئال يكون بيع دين بدين)2)، ومع ذلك

�أجازو� �لإجارة يف م�ساألتنا هذه.

و�أما �ملالكية فاإنهم منعو� من ذلك طرًد� لأ�سلهم يف منع �بتد�ء �لدين بالدين، ولكنهم �أجازو� �لتاأخري �إذ� �سرع يف �لركوب، و�أما �إذ� كان �ملعقود عليه معيًنا فاإنه ل يدخل يف �لدين بالدين، ولكن منعو� من �لتاأخري �لطويل؛ لئال يكون غرًر� �أو يكون مرتدًد� بني كونه �سلًفا �أو ثمًنا، ولي�ض �لعلة �ملنع من

�لكالئ بالكالئ.))) �حلاوي �لكبري )396/7)

)2) �سرح �لبهوتي للمنتهى )252/2)

369

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

واإذا تقرر ما �صبق، فاإنه ميكن اأن ن�صتخل�ض من هذه امل�صاألة ما يلي:

�أن �لفقهاء �أقامو� �لقب�ض �حلكمي مقام �لقب�ض �حلقيقي.. )

يف . 2 �لأجرة قب�س �لفقهاء من جمع ي�سرتط مل �ملوؤجلة �لإجارة يف جمل�ض �لعقد، مع �أنها يف حكم �بتد�ء �لدين بالدين.

بالدين، . 3 �لدين �بتد�ء من �ملنع يف �أ�سلهم طردو� �ملالكية �أن هذ� �أجازو� ولكنهم �ملوؤجلة، �لإجارة يف �لأجرة قب�ض فا�سرتطو� �لكر�ء �إذ� �سرع يف �لركوب، وهذ� تقرير لالأ�سل �لذي �سبق ذكره،

وهو �أن قب�ض �لأو�ئل ياأخذ حكم قب�ض �لأو�خر.

�لأ�سل دفع �لأجرة كاملة عند �ملالكية، ولكن يجوز دفع �أكرث �لأجرة . 4�أو ثلثيها، ويغني ذلك عن دفع �لعو�ض كاماًل.

دفع �لعربون عند �ملالكية يغني عن دفع �لعو�ض كاماًل، ويخرج هذه . 5�مل�ساألة من �بتد�ء �لدين بالدين، و�ل�سبب يف جتويزهم لهذه �ل�سورة تالعب �لأكرياء يف �أمو�ل �لنا�ض، فهم ياأخذونها ثم ل يوفون بعقودهم.

ا مقرر لقاعدة: قب�ض �لأو�ئل له حكم قب�ض �لأو�خر. وهذ� �أي�سً

ل�ستئجار . 6 �لنا�ض حاجة مالك عند �لبدلني تاأخري جتويز يف �لأ�سل �حلج غري يف �أجازه مالك قويل �آخر يف ولكن �حلج، يف �لأكرياء لل�سرورة �لعامة �ل�ساملة، وهذ� فيه تقرير لأ�سلهم �ل�سابق: يف �لتخفيف يف �بتد�ء �لدين بالدين، ولهذ� جوزو� خمالفته من �أجل �حلاجة �لعامة، مبعنى �ل�سرورة يق�سدون �أنهم �أظن فال بال�سرورة، تعبريهم و�أما خ�سية تلف �لنف�ض �أو �لع�سو؛ لأن ترك �ل�ستئجار على هذه �ل�سورة ل

يوؤدي �إلى ذلك، بل ق�سدهم حاجة �لنا�ض �لعامة لهذ� �لكر�ء.

370

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

امل�ساألة الثالثة ع�سرة

امل�شارفة يف الذمة )تطارح الدينني(

�إذ� كان لزيد يف ذمة عمرو �ألف دينار، ولعمرو يف ذمة زيد �ثنا ع�سر �ألف درهم، فهل يجوز �أن يت�سارفا يف �لذمة، �أي �أن يقول �أحدهما لالآخر: ما يف

ا عما يف ذمتي من غري �إح�سار لأحد �لعو�سني. ذمتك يكون عو�سً

�ختلف �لعلماء يف هذه �مل�ساألة على قولني:

�لقول �لأول: �أن ذلك جائز وهو قول �حلنفية، جاء يف �لفتاوى �لهندية))): در�هم ع�سرة �آخر على لرجل كان باأن حكًما �لبدلني قب�ض بعد )..�أما له على �ساحبه عليه مبا ما منهما و�حد كل فا�سرتى دينار عليه ولالآخر حتى كان �لعقد �سرًفا... كان �لعقد جائًز�) وهذ� �لقول هو قول �ملالكية.)2)

ولكن ما علة املالكية يف اجلواز، وملاذا مل ياأخذ حكم بيع الدين بالدين؟

قال �بن �لقا�سم:)لأن ذمتهما ترب�أ، ول ي�سبه هذ� �لأول؛ لأن ذمة ذينك تنعقد، وي�سري ديًنا يف دين، وذمة هذين ترب�أ، فهذ� فرق ما بينهما.))3)

و�لإبر�ء، ل حكم �لق�ساء �أن هذ� حكمه حكم �لقا�سم يو�سح �بن �إذن �أو �أنهم ل يجيزون هذه �ملتاركة بيع �لدين بالدين، ولكن ي�سكل على ذلك ا بعر�ض من �سلم؛ لأنه بيع طعام قبل �أن ي�ستوفى، �مل�سارفة �إذ� كان عر�سً

فلهذ� ل بد له من �لقب�ض.

�لآجال، حتل مل �إن بالورق �لذهب يف �مل�سارفة يجيزون ل �أنهم كما وكانت �آجالهما و�حدة �أو حل �أحد �لأجلني؛ لأنه بيع ذهب بورق �إلى �أجل.)4)

((02/3( ((()2) �ملدونة )83/3)) وفيها قال مالك:)و�لدنانري و�لدر�هم �إن حلت �آجالها فال باأ�ض به، و�إن مل حتل وكانت �آجالهما و�حدة فال خري فيه، لأنه بيع ذهب بورق �إلى �أجل، و�إن حل �أحد �لأجلني ومل يحل �لآخر فال خري فيه لأنه بيع �لذهب

ا �إلى �أجل.) ويف �لتاج و�لإكليل )40/6)ـ)4)) حكى ثالثة �أقو�ل يف هذه �مل�ساألة. بالورق �أي�سً)3) �ملدونة )83/3))، و�نظر: )3/)8))

)4) �ل�سابق )42/4))

371

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

و�ل�سوؤ�ل �لذي يطرح نف�سه هنا: �إذ� كانت �مل�سارفة هنا من قبيل �لإبر�ء يف كذلك �حلكم يكن مل فلماذ� بدين، دين بيع تعّد مل ولهذ� و�لق�ساء، �مل�ساألتني �لأخريني، وجعلو� ذلك من بيع �لطعام قبل ��ستيفائه، وبيع ذهب امل�صاألتني ويف البيع، حكم الأولى امل�صاألة يف تاأخذ مل ملاذا �أجل، �إلى بورق

الأخريني اأخذت حكم البيع؟

بالدين، �لدين �بتد�ء م�ساألة يف تو�سيعهم �إلى ر�جع ذلك لعل �أقول: بخالف م�ساألة �ل�سرف وبيع �لطعام قبل ��ستيفائه.

�أو لعلهم و�إن مل يروه بيًعا، �إل �أنهم يرون فيه �سبه معاو�سة، فت�ساهلو� يف �مل�ساألة �لأولى دون �مل�ساألتني �لأخريني.

وهذ� �لقول هو �ختيار �سيخ �لإ�سالم، وبنيّ �أن ذلك �إبر�ء للذمم، ولي�ض من قبيل �لبيع و�إن كان فيه �سائبة معاو�سة.)))

�لقول �لثاين: �أن ذلك حمرم، وهو مذهب �ل�سافعية )2)، و�حلنابلة.)3)

قال تقي �لدين �ل�سبكي:)ومن�ساأ �خلالف يف ذلك: �أن هذ� هل يدخل يف بيع �لدين بالدين �أو ل؟ وقد �أجمع �أهل �لعلم على �أن بيع �لدين بالدين ل يجوز، نقل

ذلك �بن �ملنذر، وقال: قال �أحمد: �إجماع �لأئمة �أن ل يباع دين بدين.

�حلديث مع فيه �سنده معلوم فاإنه �لإجماع، �أحمد بنقل وناهيك قلت: �لذي روي �أن �لنبي ملسو هيلع هللا ىلص نهى عن بيع �لكالئ بالكالئ،و�إن كان �بن �ملنذر قال: و�ل�سو�ب )كذ� عبيد بن مو�سى م�سهور عن و�حلديث يثبت، ل �إ�سناده �إن عبيدة)، وهو �سعيف، ونقل عن �أحمد �أنه �سئل: �أي�سح يف هذ� حديث؟ قال: ل، فلو ثبت �حلديث �أمكن �لتم�سك به، فاإن �لكالئ بالكالئ هو �لدين بالدين،

))) جمموع �لفتاوى )3/20)5) و�لإن�ساف )2)/06))، وهو �ختيار �بن �لقيم يف �أعالم �ملوقعني)0/2)))2) �لأم )33/3) وتكملة �ملجموع )0)/07)) وذكر �أن �لطريقة عندهم �أن يربئ كل و�حد منهما �لآخر.

)3) م�سائل �لإمام �أحمد برو�ية �بنه �سالح )75)) و�ملغني )06/6)) و�لإن�ساف )2)/05)) و�سرح �ملنتهى )72/2)

372

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

وكذلك ف�سره نافع ر�وي �حلديث، و�لدين بالدين حقيقة فيما نحن فيه، �أما �إذ� مل يثبت فالإجماع ل ميكن �لتم�سك به مع وجود �خلالف يف هذه �ل�سورة �خلا�سة، فاإنه يوؤول هذ� �إلى تف�سري بيع �لدين بالدين �ملجمع على منعه، يعني ما نحن فيه، وهو �أن يكون للرجل على �لرجل دين فيجعله عليه يف دين �آخر خمالف له يف �ل�سفة �أو يف �لقدر ، فهذ� هو �لذي وقع �لإجماع على �متناعه، وهو يف �حلقيقة بيع دين مبا ي�سري ديًنا، و�إًذ� مل يكن يف �حلديث متم�سك

ب�سعفه ول يف �لإجماع، لعدم �لتو�رد على حمل و�حد.))))

من هذه �مل�ساألة ن�ستخل�ض:

�أن �حلنفية يجعلون �لقب�ض �حلكمي يف حكم �لقب�ض �حلقيقي.. )

يف . 2 ي�ستاهلون ل ما بالدين �لدين �بتد�ء يف يت�ساهلون �ملالكية �أن غريه، وهذه �مل�ساألة قد �سبق تقريرها.

�أننا �إذ� قلنا: �إن هذه �مل�ساألة �إبر�ء ل بيع، فال تكون د�خلة يف م�ساألة . 3�لدين بالدين، و�إن كان فيها �سبه بها، لوجود �سبهة �ملعاو�سة وعلى

ذلك فال تكون من قو�دح �لإجماع على منع بيع �لدين بالدين.

�ل�سبكي ذكر �أن �ل�سورة �ملجمع عليها “�أن يكون للرجل على �لرجل . 4دين، فيجعله عليه يف دين �آخر خمالف له يف �ل�سفة �أو يف �لقدر”.

امل�ساألة الرابعة ع�سرة

احلوالة

ذكر بع�ض �لفقهاء �أن �حلو�لة ثبتت على خالف �لقيا�ض؛ لأنها بيع دين بدين.)2)

))) تكملة �ملجموع )0)/07)ـ08)))2) �لتاج و�لإكليل )7/)2) و�لأ�سباه و�لنظائر لل�سيوطي ))46) )وذكر يف حقيقتها ع�سرة �أقو�ل)، و�ملغني )56/7)

373

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

ولكن هذ� �لقول غري م�سلم عند جمع من �لعلماء؛ �إذ مل يجعلو� �حلو�لة بيع دين بدين:

فجعلها بع�سهم من باب �لنقد �أو �لقب�ض �حلكمي.))) ومنهم من جعلها عقد �إرفاق م�ستقل بنف�سه.)2)

�أو هي من قبيل �إبر�ء �لذمم، ل من قبيل �لبيع.)3)

وعلى �أي حال ل يظهر �أنها من قبيل �لدين بالدين، فال تكون من قو�دح �لإجماع.

))) �ملب�سوط )47/20) و�ملنتقى للباجي )66/5)، وقارن بفتح �لقدير )245/7))2) �ملغني )56/7)

)3) جمموع فتاوى �بن تيمية )2/20)5) و�ملنثور ))/86)

374

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

375

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

املبحث الرابععلة املنع من بيع الدين بالدين

الدين بيع حترمي من العلة فما بالدين �لدين بيع حترمي �سلمنا �إذ� بالدين؟

ذكر �لفقهاء �ملتقدمون رحمهم �هلل عدًد� من �لعلل للمنع من بيع �لدين بالدين، و�لذي �طلعت عليه منها، ما يلي:

العلة الأولى:

�إلى �لإ�سارة �سبق وقد �جلاهلية، ربا �إلى و�سيلة بالدين �لدين بيع �أن ذلك عند مناق�سة ر�أي �بن �لقيم يف م�ساألة جعل �لدين ر�أ�ض مال يف �ل�سلم.

�ملوؤخر �لدين وهو بالكالئ، �لكالئ بيع عن �لقيم))):)ونهى �بن يقول مل حالني، �لدينان كان فلو �لن�سيئة، ربا �إلى ذريعة لأنه �ملوؤخر؛ بالدين ميتنع؛ لأنهما ي�سقطان جميًعا من ذمتيهما، ويف �ل�سورة �ملنهي عنه ]كذ� ولعلها عنها[: ذريعة �إلى ت�ساعف �لدين يف ذمة كل و�حد منهما يف مقابلة

تاأجيله، وهذه مف�سدة ربا �لن�ساء بعينها.)

ول بد �أن نقيد ذلك بكون �لذريعة حقيقية، و�إل �ن�سحب ذلك على كل دين موؤجل؛ لأن كل دين موؤجل ميكن �أن يكون ذريعة �إلى �لربا عند عدم �ل�سد�د،

ولهذ� فاملعترب يف هذه �لعلة هي �لذريعة �حلقيقية ل �لذريعة �ملتوّهمة.)2)))) �إغاثة �للهفان ))/357)

)2) �نظر: در��سات يف �أ�سول �ملد�ينات لنزيه حماد )250) و�لبيع على �ل�سفة لفد�د ))))ـ2)))

376

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

ومما يوؤيد ذلك �أن �ل�سبكي حكى �أن �ل�سورة �ملمنوع منها هي: »�أن يكون للرجل على �لرجل دين فيجعله يف دين �آخر خمالف له يف �ل�سفة �أو �لقدر«.)))

ولهذ� يعلل بع�ض �لفقهاء عن �ملنع من �بتد�ء �لدين بالدين، كما يف تاأجيل ر�أ�ض مال �ل�سلم = باأن ذلك يف معنى بيع �لكالئ بالكالئ،)2) و�إمنا قالو�: �إنه يف معناه ومل يكن منه؛ لأن هذ� بيع دين من�ساأ، و�لكالئ بالكالئ بيع دين ثابت

قبُل بدين كذلك.)3)

وعلل �لباجي ذلك مب�سابهة �لكالئ بالكالئ، ثم ذكر �أن �لعفو عن �ليومني و�لثالثة لأنه مما يعفى عن ي�سريه دون كثريه.)4)

العلة الثانية:

قب�س ��سرت�ط عند �لعلماء يذكرها �لعلة وهذه �لفاح�س, �لغرر وجود �آخر �إليه غرر �ل�سلم فيه غرر، فال ي�ساف �أن ر�أ�ض مال �ل�سلم، ويذكرون

بتاأجيل ر�أ�ض مال �ل�سلم.)5)

وقد ذكر بع�ض �ملعا�سرين �أنه ل يوجد فرق بني تاأجيل �أحد �لبدلني يف �لقدرة على بالدين من حيث �لدين �بتد�ء �لبدلني يف تاأجيل وبني �ل�سلم �لت�سليم؛ لأن �سفة �لدين يف �جلميع و�حدة، وهي �أنه موثق �لتوثيق �لكايف،

مما يبعده عن �خل�سومة و�لنز�ع.)6)

ويف نظري �أن هذ� �لعرت��ض لي�ض مقبوًل على �إطالقه، فالعلماء عندما تكلمو� يف �لغرر يف عقد �ل�سلم، مل يكن ق�سدهم �أن ت�سليم ر�أ�ض مال �ل�سلم يف جمل�ض

))) تكملة �ملجموع )0)/07)))2) �نظر: �لبيان للعمر�ين )434/5) و�أ�سنى �ملطالب )22/2)) و�لبهجة �لوردية )52/3) و�سرح منهج �لطالب )229/3)�ملنهج على وحا�سيته (65/3( �خلطيب على �لبجريمي وحا�سية (229/3( �ملنهج على �جلمل حا�سية )3) �نظر:

)326/2) ونقله عنه �ل�سربيني يف حا�سيته على �لبهجة �لوردية )52/3))4) �ملنتقى �سرح �ملوطاأ )56/5ـ57)

)5) �نظر: نهاية �ملحتاج )84/4)) و�لإقناع للخطيب �ل�سربيني )3/ 66 مع حا�سية �لبجريمي))6) �لبيع على �ل�سفة لفد�د )0)))

377

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�لعقد ينفي �لغرر، و�إمنا ق�سدهم �أن ذلك يخفف �لغرر، وعلى ذلك يخرج �لغرر من �لغرر �لفاح�ض �ملنهي عنه �إلى �لغرر �ملعفو عنه، و�إذ� تقرر هذ� فال ميكن �أن نقبل هذ� �لعرت��ض باإطالق، بل ميكننا �لقول باأن �لغرر �إذ� تعاظم فاإنه ينهى عن تاأجيل �لعو�سني مًعا، و�إل فاإنه ل ينهى عنه، فبيع مو�سوف يف �لذمة موؤجل فيه �لثمن و�ملثمن خم�ض �سنو�ت، كما لو تعاقد م�سنع مع �إحدى �سركات �لنفط على توريد مليون برميل بعد خم�ض �سنو�ت، ومل يتم قب�ض �لثمن و�ملثمن �أثناء �لعقد ل ميكن �أن نقول: �إن هذ� �لعقد ل يوجد فيه غرر، بل فيه غرر فاح�ض؛ �إذ �لأ�سو�ق متقلبة تقلًبا �سديًد�، و�لعلماء عندما ��سرتطو� ت�سليم ر�أ�ض مال �ل�سلم مل يكونو� يريدون نفي �لغرر بالكلية، بل يريدون تخفيف �لغرر، ولهذ� فاإين �أرى �أن نظرة علماء �ملالكية �أدق و�أقرب �إلى مق�سد �ملنع من بيع �لدين بالدين؛ لأنهم طردو� ذلك, فت�ساهلو� يف تاأخري �ليومني و�لثالثة, وت�ساهلو� يف �لتاأخري من غري �سرط؛ لأن �لطرف �لآخر ميكنه �أن يطالب بر�أ�ض �ملال متى ما �أح�ض بتقلب يف �لأ�سعار، قب�ض يجعل تقدم كما فاأ�سهب ولهذ� �إليه، �حتاج ما متى �ملال بر�أ�ض ويطالب �لأو�ئل كبق�ض �لأو�خر؛ لأن فيه تخفيًفا للغرر، وكذلك من �أجاز بيع �لدين باملعني غري �ملقبو�ض يف �ملجل�ض، ومل يجعله من بيع �لدين بالدين لعله نظر �إلى �أن �لغرر �أهل وكذلك �ساء، ما متى يقب�سه �أن لأنه ميكن �أخف؛ �ملقبو�ض �ملعني غري يف �ملدينة عندما �أجازو� تاأخري �لبدلني فيما ي�سمى ببيعة �أهل �ملدينة لعلهم نظرو� �إلى �أن �لغرر �أخف؛ لأن �لعطاء ماأمون، و�لعاقد د�ئم �لعمل، فيخف �لغرر يف هذه

�مل�ساألة، ويدخل يف �لغرر �ملعفو عنه.

و�إذ� تقرر ما تقدم فاإين �أقول و�لعلم عند ربي: �إن مق�سد تخفيف �لغرر �لذي ميكننا �ملق�سد هو �ل�سلم) �إجازة مع بالدين �لدين �بتد�ء )منع يف و��ستقر�ء �لعلماء، كالم وتاأمل �ل�سرعية، �لن�سو�ض تاأمل عند به �لقول

�مل�سائل �لد�خلة يف �بتد�ء �لدين بالدين.

378

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

العلة الثالثة:

�أن بيع �لدين بالدين �بتد�ء فيه �سغل للذمم من غري فائدة، يقول �بن �لقيم:)فاإن �ملنهي عنه قد ��ستغلت فيه �لذمتان بغري فائدة، فاإنه مل يتعجل �أحدهما ما ياأخذه فينتفع بتعجيله وينتفع �ساحب �ملوؤخر بربحه، بل كالهما

��ستغلت ذمته بغري فائدة.

ومنفعة �سحيح غر�ض منهما فلكل �لثالث �ل�سور من عد�ه ما و�أما مطلوبة..))))

وهذ� بالعقد �ملق�سود وهو للقب�ض و�سائل �لعقود �أن تيمية �بن وبني منتٍف يف هذه �مل�ساألة.)2)

وقد ناق�ض بع�ض �ملعا�سرين)3) �بن تيمية و�بن �لقيم رحمهما �هلل يف هذ� �لتعليل، وذكر ثالثة �أوجه يف مناق�سته لهما:

�سيغة . ) �ل�سلم �إذ بال�سلم؛ متعلًقا �لأمر كان لو وجيه �لتعليل هذ� �أن متويلية، �ملق�سود منها �أ�سا�ًسا تلبية حاجة �ملز�رع من �أجل �أن يغطي م�ساريفه؛ ولذلك �سمي بعقد �ملفالي�ض و�ملحاويج، فاإذ� تاأجل �لثمن و�ملثمن �نتفى �ملق�سد �لأ�سا�سي، �لذي من �أجله �سرع �ل�سلم، فال�سلم يختلف عن �لبيع �ملو�سوف يف �لذمة، �لذي يتاأجل فيه �لبدلن )�إن�ساء �لإنتاجية منهما كل حلاجة تلبية �لطرفني، برغبة بالدين) �لدين

و�لت�سويقية، وغري ذلك.

�أن �سورة �إن�ساء �لدين بالدين يف �لبيع على �ل�سفة يتم على �أ�سا�ض . 2�للتز�م �لتام من �لطرفني بت�سليم �ل�سلعة و�لثمن يف �ملوعد �ملحدد

))) �أعالم �ملوقعني )0/2)) )2) جمموع �لفتاوى )472/29)و)264/30) وجمموعة �لر�سائل و�مل�سائل )0/5)2)

)3) �لبيع على �ل�سفة لفد�د )08)ـ09))

379

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�لذي يحقق �لنفع للطرفني، وغالًبا ما يكون �لعقد يتناول موجوًد� يف �ل�سوق، �أو مما �سيوجد غالًبا من �ملو�د �مل�سنعة...

ور�ء . 3 طرف كل ومنفعة فائدة لتحقيق و�ل�سعي �لر�سد بافرت��ض �لإقد�م على �إبر�م عقد من �لعقود، فاإنه ي�سبح غر�ض تاأجيل �لبدلني

مق�سوًد�، ويحقق بال ريب �لنفع و�مل�سلحة لكل طرف.

العلة الرابعة:

�أن بيع �لدين يف�سي �إلى �ملنازعة و�ملخا�سمة.)))

وهذه �لعلة مرتبطة بالغرر، فالغالب �أن �لغرر �إذ� وجد وقعت �خل�سومة، و�لكالم فيها هو �لكالم يف علة �لغرر.

قال �لقر�يف)2):«قاعدة: مق�سوُد �ساحب �ل�سرع �سالُح ذ�ت �لبني وح�سم مادة �لفنت... و�إذ� ��ستملت �ملعاملة على �سغل �لذمتني توجهت �ملطالبة من ما �ل�سرع فمنع و�لعد�و�ت، لكرثة �خل�سومات �سبًبا ذلك وكان �جلهتني، ا زيادة حذر لوقوعه يف �لثمن يف�سي لذلك من بيع �لدين بالدين، وفيه �أي�سً

و�ملثمن مًعا.«

العلة اخلام�صة:

ذكر بع�ض �ملالكية: �أن �لعلة تعبدية يف �ملنع من بيع �لدين بالدين.)3)

وهذ� �لكالم بعيد؛ �إذ �لأ�سل يف �لعقود �ملالية �أن �لعلة فيها معلومة.

))) �لفروق )290/3) و�سرح �خلر�سي )76/5) و�لفو�كه �لدو�ين )2/)0)))2) �لذخرية )425/4)

)3) �لفو�كه �لدو�ين )2/)0))

380

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

381

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

اخلال�صة

بعد مناق�سة بع�ض �مل�سائل �لتي وقع فيها �خلالف، تبني يل ما يلي:

�أنه ل ميكن حكاية �لإجماع على حترمي كل �سور بيع �لدين بالدين، . )�سور يدخل يف �أن ما ميكن كل �لإجماع عن نفي ل ميكن �أنه كما فيها وقع �ملدينة �أهل بيعة �ملثال: �سبيل فعلى بالدين، �لدين بيع �خلالف, فال ميكن �أن نحرمها بناء على �لإجماع, كما �أن ��سرت�ط تاأخري �ل�سلم �أكرث من ثالثة �أيام وقع �لإجماع على منعه، فال ميكن

�أن ننفي وقوع �لإجماع على منعه.

ولكن كيف منع اأهل العلم هذه ال�شورة اأي ا�شرتاط الت�أخري اأكرث من ثالثة اأيام مع جتويزهم التاأخري يف �صور اأخرى؟

�أن عقد �ل�سلم �سيغة من �سيغ �أن �ل�سبب يف ذلك �لذي يظهر يل من غريه �أو �ملز�رع يتمكن لكي �لثمن، تقدمي �إلى حتتاج �لتمويل ببيع �ل�سلم عقد �سّمي ولهذ� �ملحدد، وقتها يف �ل�سلعة �إح�سار

�ملفالي�ض �أو �ملحاويج.))) بيع �لدين)29) )من�سور يف جملة �لغرر )454) وبحثه �لتاأويل هو د.�ل�سديق �ل�سرير يف كتابه ))) �لذي ذكر هذ� �ملجمع �لفقهي �لإ�سالمي �لتابع لر�بطة �لعامل �لإ�سالمي، �لعدد �لثالث ع�سر)، وتبعه د.�لعيا�سي فد�د يف �لبيع على

�ل�سفة )08))، و�نظر: تبيني �حلقائق )7/4)))

382

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�أن �لعو�ض �إذ� عنّي ل يدخل يف بيع �لدين بالدين، وقد يكون حمرًما . 2لعتبار�ت �أخرى غري بيع �لدين بالدين، وعلى ذلك تخرج كثري من

�ل�سور �لتي يدخلها بع�ض �لفقهاء يف بيع �لدين بالدين.

ولهذ� يف حا�سية �جلمل))) عند �لتعليل للمنع من تاأخري ر�أ�ض مال �ل�سلم، قال: »ول يخفى �أنه يتخل�ض من بيع �لكالئ بالكالئ بتعيني ر�أ�ض �ملال �أو تعيني �ملبيع يف �ملجل�ض، وذلك غري كاف هنا«. فتعيني ر�أ�ض �ملال يخرجه من بيع �لكالئ بالكالئ، ولكنه غري كاٍف عندهم؛

لأن بيَع �ل�سلِم فيه غرٌر فال ي�سم غرر �آخر �إليه.

ولذلك جند م�سائل عديدة فيها تاأخري قب�ض �لبدلني غري ما ذكر، �لعو�سني �أحد �أن و�ل�سبب بالكالئ؛ �لكالئ فيها �لفقهاء يذكر ول بالثمن �مل�سرتي ياأتي حتى �ل�سلعة حب�ض جو�ز ذلك: ومن معني، �حلال،)2) ويف خيار �لروؤية قال �لقائلون به: �إنه لي�ض للبائع مطالبة

�مل�سرتي بالثمن حتى يرى �ملبيع.)3)

�أن ق�ساء �لديون و�إبر�ء �لذمم منها ل يدخل يف بيع �لدين بالدين.. 3

عند تعذر �لقب�ض �حلقيقي ينتقل على �لقب�ض �حلكمي.. 4

�أن �لبيع �حلال ل ي�سرتط فيه �لتقاب�س عند بع�س �لفقهاء.. 5

�لتي . 6 �مل�سائل �أخف بالدين �لدين �بتد�ء �ملالكية يعتربون �أن علماء ي�سرتط فيها �لقب�س, ولهذ� وجد عندهم �لتو�سع يف طريقة تقدمي

�أحد �لعو�سني، ومن معامل �لتو�سع ما يلي:

(299/3( ((( (36/2( �ملطالب و�أ�سنى ((58/5( �خلر�سي و�سرح (237/5( �ل�سنائع بد�ئع يف: فيها و�خلالف �مل�ساألة )2) �نظر

و�ملبدع )3/4))))3) �نظر: بد�ئع �ل�سنائع )292/5) و�لدر �ملختار )603/4)

383

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

• �أن ما قارب �ل�سيء �أعطي حكمه، ولهذ� يجوز �لتاأخري �إلى ثالثة د�ئم �ل�سر�ء من �سهر يف �إلى ن�سف و�لتاأخري �ل�سلم، �أيام يف

�لعمل.

• من �مل�ساألة يخرج قد بالدين �لدين بيع يف �لغرر تخفيف �أن �لتحرمي �إلى �حلل.

• كامل تقدمي عن يغني قد �لعربون �أو مقدمة دفعة تقدمي �أن �لعو�ض، وكذلك �ل�سروع يف قب�ض بع�ض �لعو�ض يغني عن قب�ض �أن �مل�ساألة: �أ�سهب يف هذه �لعو�ض كاماًل، ولهذ� فالتقعيد عند

قب�ض �لأو�ئل يغني عن قب�ض �لأو�خر.

• حاجة �لنا�ض لها �عتبار يف جتويز تاأخري �لعو�سني، وهذه �حلاجة ظهرت و��سحة يف بيعة �أهل �ملدينة و�ل�ست�سناع وتاأخري �لأجرة

يف عقد �لإجارة يف �لذمة.

384

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

385

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

النتيجة

من خالل هذ� �لبحث تو�سلت �إلى ما يلي:

فنحكم . ) بالدين، �لدين بيع �سور من �سورة يف �خلالف وقع �إذ� بجو�زها �إذ� خلت من �لربا و�لغرر.

�لإن�سان, لي�س عند ما بيع ا من �أي�سً تخلو �أن �ل�سرير د. و��سرتط �أن نظري يف �ل�سحيح لأن �ل�سرط؛ هذ� �إلى د�عي ل �أنه و�أرى �ململوكة �لعني �لإن�سان: عند لي�ض ما بيع عن �لنهي من �ملق�سود لغريه، �أو �ل�سيء �لذي ل يقدر على حت�سيله ))). وعلى ذلك فالعني �ململوكة لغريه غري د�خلة يف بيع �لدين بالدين كما �سبق تقريره، لأن �لعني )�ملعنّي) ق�سيم للدين ولي�ض جزًء� منه، و�أما �ل�سيء �لذي ل يقدر على حت�سيله فهو د�خل يف �لغرر, فيكفي ��سرت�ط �نتفاء �لغرر عنه, وعلى ذلك فال حاجة لهذ� �ل�سرط يف نظري, �إل �إذ� كان من

قبيل �لبيان و�لتو�سيح.

بالدين، وهي . 2 �لدين بيع �لعلماء يف �أن هناك م�سائل يدخلها بع�ض

))) �نظر: �أعالم �ملوقعني )9/2))

386

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

لي�ست د�خلة فيه، وذلك مثل م�سائل بيع �ملعني، وم�سائل �إبر�ء �لذمم من �لديون.

�أن هناك بع�ض �لقيود �لتي ذكرها بع�ض �لعلماء تخرج �بتد�ء �لدين . 3بالدين من �لتحرمي �إلى �جلو�ز، وهي:

• �إلى م�ساألة من يختلف و�لتاأخري �لي�سري، �لتاأخري �غتفار �أخرى، ففي �ل�سلم �غتفر �لتاأخري �إلى ثالثة �أيام، ويف بيعة �أهل �ملدينة �غتفر �لتاأخري �إلى ن�سف �سهر، وهكذ�؛ وهذ� ر�جع �إلى

قاعدة:)ما قارب �ل�سيء �أعطي حكمه).

• �لتاأخري غري �ملق�سود ل �سيء فيه ما مل يت�سمن غرًر�.

• دفعة �أعطى لو ويدخل يف ذلك: �لأو�خر، كقب�ض �لأو�ئل قب�ض مقدمة، �أو عربوًنا، �أو �سرع يف �أخذ بع�ض �ل�سلعة �ملباعة، �أو �سرع

يف ��ستيفاء �ملنفعة.

• �لقب�ض �حلكمي يقوم مقام �لقب�ض �حلقيقي عند تعذره.

• �لبيع �حلال ل ي�سرتط فيه �لتقاب�س.

• حاجة �لنا�ض �إلى معاملة معينة دخلها �بتد�ء �لدين بالدين �سبب لتجويز تلك �ملعاملة، �إذ� خلت من �لربا و�لغرر.

وي�سهد للقيد �لأخري قاعدتان ذكرهما �أهل �لعلم:

�لقاعدة �لأولى: �حلاجة تنزل منزلة �ل�سرورة عامة كانت �أو خا�سة.)))

ولي�ستا و�سو�بط قيود لها بعدها و�لتي �لقاعدة هذه �أن �ملعلوم ومن ،(88( لل�سيوطي و�لنظائر �لأ�سباه ))) �نظر: �لبيع �إطالقهما، ولي�ض هذ� موطن مناق�سة �سو�بط �حلاجة، ولكن �نظر ما كتبه د.�ل�سالو�ض يف كتابه فقه على

و�ل�ستيثاق )990/2) فاإنه مفيد يف بابه.

387

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

تقّرر و�إذ� للحاجة،))) يباح للذريعة � �سدًّ حرم ما �أن �لثانية: �لقاعدة �أن �أهم علل بيع �لدين بالدين هي علة: �سد ذريعة �لربا، فاإن

حاجة �لنا�ض �إلى هذ� �لبيع ينقله من �لتحرمي �إلى �جلو�ز.

و�أرجع �إليه، فما كان فيه من خطاأ فا�ستغفر �هلل منه، هذ� ما تو�سلت �آله و�سحبه عنه، و�هلل �أعلم، و�سلى و�سلم وبارك على نبينا حممد، وعلى

�أجمعني.

))) �نظر: �أعالم �ملوقعني )40/2)) ومثال ذلك: �لعر�يا �أبيحت حلاجة �لتفكه.

388

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

فهر�ض امل�صادر واملراجع

�لإجماع، لبن �ملنذر، حتقيق د.�سغري حنيف، مكتبة �لفرقان، عجمان، . )ومكتبة مكة ر�أ�ض �خليمة، �لطبعة �لثانية، 420)هـ.

�ملكتب . 2 لالألباين، �ل�سبيل، منار �أحاديث تخريج يف �لغليل �إرو�ء �لإ�سالمي بريوت، �لطبعة �لثانية، 405)هـ.

�ل�ستذكار لأبي عمر �بن عبد �لرب، حتقيق عبد �ملعطي قلعجي، د�ر . 3�لوعي ومكتبة �لثقافة �لدينية، �لقاهرة، �لطبعة �لأولى 4)4)هـ.

�لكتاب . 4 د�ر �لأن�ساري، لزكريا �لطالب، رو�ض �سرح �ملطالب �أ�سنى �لإ�سالمي.

�لأ�سباه و�لنظائر يف قو�عد وفروع فقه �ل�سافعية، لل�سيوطي، د�ر �لكتب . 5�لعلمية، بريوت، �لطبعة �لأولى، 403)هـ.

�أعالم �ملوقعني عن رب �لعاملني، لبن �لقيم، حتقيق حممد �ملعت�سم . 6�لبغد�دي، د�ر �لكتاب �لعربي، بريوت، �لطبعة �لأولى، 6)4)هـ.

�إغاثة �للهفان، لبن �لقيم، حتقيق جمدي �ل�سيد، د�ر �حلديث، �لقاهرة.. 7�لإقناع يف حل �ألفاظ �أبي �سجاع، لل�سربيني، د�ر �ملعرفة بريوت.. 8�ل�سعيدي، . 9 �لقطان، حتقيق ح�سن لبن �لإجماع، م�سائل �لإقناع يف

د�ر �لفاروق، �لقاهرة، �لطبعة �لأولى، 424)هـ.�لأم لل�سافعي، طبعة د�ر �لفكر، بريوت، 0)4)هـ.. 0)�ل�سرح . )) للمرد�وي)مع �خلالف من �لر�جح معرفة يف �لإن�ساف

�لكبري).�ملنذر، حتقيق خالد . 2) لبن و�لختالف، و�لإجماع �ل�سنن من �لأو�سط

�إبر�هيم وزماله، د�ر �لفالح، �لفيوم، �لطبعة �لثانية، )43)هـ.�لبحر �لر�ئق �سرح كنز �لدقائق، لبن جنيم، د�ر �لثقافة �لدينية مب�سر.. 3)

389

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�لبحر �ملحيط للزرك�سي، حتقيق جلنة من علماء �لأزهر، د�ر �لكتبي، . 4)�لطبعة �لأولى، 4)4)هـ.

�لعلمية، . 5) �لكتب د�ر للكا�ساين، �ل�سر�ئع، ترتيب يف �ل�سنائع بد�ئع بريوت، �لطبعة �لثانية، 406)هـ.

�لبناية �سرح �لهد�ية، للعيني، حتقيق �أمين �سالح �سعبان، د�ر �لكتب . 6)�لعلمية، بريوت، �لطبعة �لأولى، 420)هـ.

�لبهجة �لوردية )مع �سرحه �لغرر �لبهية)، طبعة �ملطبعة �مليمنية.. 7)�لنوري، . 8) قا�سم للعمر�ين، حتقيق �ل�سافعي، �لإمام �لبيان يف مذهب

د�ر �ملنهاج، بريوت، �لطبعة �لأولى، )42)هـ.�لبيان و�لتح�سيل و�ل�سرح و�لتوجيه و�لتعليل يف م�سائل �مل�ستخرجة، . 9)

لبن ر�سد �جلد، حتقيق �أحمد �ل�سرقاوي ود.حممد حجي، د�ر �لغرب �لإ�سالمي، بريوت، �لطبعة �لثانية،408)هـ.

�لفقهي . 20 �ملجمع جملة يف من�سور �ل�سرير، لل�سديق �لدين، بيع �لإ�سالمي �لتابع لر�بطة �لعامل �لإ�سالمي، �لعدد �لثالث ع�سر.

�لإ�سالمي . )2 �ملعهد من�سور�ت فد�د، للعيا�سي �ل�سفة...، على �لبيع للبحوث و�لتدريب، �لطبعة �لأولى، )42)هـ.

د�ر . 22 عمري�ت، زكريا حتقيق للمو�ق، خليل، ملخت�سر و�لإكليل �لتاج �لكتب �لعلمية، بريوت، �لطبعة �لأولى، 6)4)هـ.

�لإ�سالمي، . 23 �لكتاب د�ر للزيلعي �لدقائق، كنز �سرح �حلقائق تبيني �لطبعة �لثانية.

�لهجرة، . 24 د�ر زيد، �أبو لبكر فيه حديث، ي�سح قيل: ل �لتحديث مبا �لثقبة، �لطبعة �لأولى، 2)4)هـ.

حتفة �ملحتاج ب�سرح �ملنهاج لبن حجر �لهيتمي، ت�سوير د�ر �لفكر، . 25بريوت.

390

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

ت�سحيح �لفروع للمرد�وي )مطبوع بحا�سية �لفروع).. 26�ساغف، . 27 �سغري �لأ�سبال �أبي حتقيق حجر، لبن �لتهذيب، تقريب

�لطبعة �لأولى، د�ر �لعا�سمة، �لريا�ض، �لطبعة �لأولى، 6)4)هـ.حجر، . 28 لبن �لكبري �لر�فعي �أحاديث تخريج يف �حلبري تلخي�ض

ت�سحيح عبد �هلل �ملدين، ت�سوير د�ر �ملعرفة، بريوت. �لتمهيد يف �أ�سول �لفقه، لأبي �خلطاب �لكلوذ�ين، حتقيق د.مفيد �أبو . 29

�لثانية، )42)هـ، ت�سوير د�ر �لريان و�ملكتبة عم�سة وزميله، �لطبعة �ملكية عن طبعة جامعة �أم �لقرى.

تهذيب �لتهذيب، لبن حجر، باعتناء �إبر�هيم �لزيبق وزميله، موؤ�س�سة . 30�لر�سالة، بريوت، �لطبعة �لأولى، 6)4)هـ.

جنة �ملرتاب بنقد �ملغني عن �حلفظ و�لكتاب، لأبي �إ�سحاق �جلويني، . )3د�ر �لكتاب �لعربي، بريوت، �لطبعة �لأولى، �لطبعة �لثانية، 4)4)هـ.

حا�سية �بن عابدين، ت�سوير د�ر �لكتب �لعلمية، بريوت.. 32حا�سية �لبجريمي )حتفة �حلبيب على �سرح �خلطيب)، للبجريمي، . 33

ت�سوير د�ر �ملعرفة، بريوت، 398)هـ.حا�سية �لبجريمي على �ملنهج، مطبعة �حللبي، 369)هـ.. 34حا�سية �جلمل على �سرح �ملنهج لزكريا �لأن�ساري، د�ر �إحياء �لرت�ث . 35

�لعربي.حا�سية �لد�سوقي على �ل�سرح �لكبري، ت�سوير د�ر �لفكر.. 36لزكريا . 37 �لوردية، �لبهجة �سرح �لبهية �لغرر على �ل�سربيني حا�سية

�لأن�ساري، �ملطبعة �ليمنية.حا�سية �ل�سلبي على تبيني �حلقائق )مع تبيني �حلقائق).. 38حا�سية �ل�ساوي على �ل�سرح �ل�سغري، د�ر �ملد�ر �لإ�سالمي، بريوت، . 39

�لطبعة �لأولى2002م.

391

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

حا�سية �لعدوي على �سرح �خلر�سي )مع �سرح �خلر�سي).. 40حا�سية عمرية على كنز �لر�غبني للمحلي، حتقيق عبد �للطيف عبد . )4

�لرحمن، د�ر �لكتب �لعلمية، بريوت، �لطبعة �لأولى، 7)4)هـ.�لكتب . 42 د�ر وزميله، معو�ض على حتقيق للماوردي، �لكبري �حلاوي

�لعلمية، بريوت 4)4)هـ. �لدر �ملختار �سرح تنوير �لأب�سار )مع حا�سية �بن عابدين).. 43�لفاروق، . 44 د�ر حماد، نزيه للدكتور �ملد�ينات، �أ�سول يف در��سات

�لطائف، �لطبعة �لأولى، ))4)هـ.درر �حلكام �سرح غرر �لأحكام ملنال خ�سرو، ت�سوير مري حممد كتب . 45

خانه، كر�ت�سي.�لإ�سالمي، . 46 �لغرب د�ر خبزة، بو حممد حتقيق للقر�يف، �لذخرية،

�لطبعة �لأولى 994)م.قا�سم، . 47 �بن حا�سية مع للبهوتي �مل�ستقنع ز�د �سرح �ملربع �لرو�ض

�لطبعة �لثامنة، 9)4)هـ.�لكرمي . 48 د.عبد حتقيق قد�مة، لبن �ملناظر، وجنة �لناظر رو�سة

�لنملة، مكتبة �لر�سد، �لريا�ض، �لطبعة �لثالثة، 5)4)هـ.�سنن �بن ماجه، حتقيق د.حممد م�سطفى �لأعظمي، �لطبعة �لثانية . 49

2)4)هـ.�سنن �أبي د�ود مطبوع مع عون �ملعبود ل�سم�ض �حلق �لعظيم �آبادي، د�ر . 50

�لكتب �لعلمية، بريوت، �لطبعة �لثانية، 5)4)هـ.�لرتمذي، . )5 جامع ب�سرح �لأحوذي حتفة مع مطبوع �لرتمذي �سنن

للمباركفوري، د�ر �لكتب �لعلمية، بريوت، �لطبعة �لأولى 0)4)هـ.�سنن �لد�رقطني، ت�سوير د�ر �إحياء �لرت�ث �لعربي، بريوت، 3)4)هـ.. 52�ل�سنن �لكربى للبيهقي، ت�سوير د�ر �لفكر، بريوت، 3)4)هـ.. 53

392

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�سنن �لن�سائي �ل�سغرى، د�ر �ملعرفة، بريوت، �لطبعة �لثانية، 2)4)هـ.. 54�سري �أعالم �لنبالء، للذهبي، حتقيق جمموعة من �ملحققني باإ�سر�ف . 55

�سعيب �لأرناوؤوط, موؤ�س�سة �لر�سالة, بريوت, �لطبعة �ل�سابعة,0)4)هـ. لزكريا . 56 �لطالب)، منهج ب�سرح �لوهاب )فتح �لطالب منهج �سرح

�لأن�ساري، د�ر �لفكر.للدردير )مع . 57 مالك �إلى مذهب �مل�سالك �أقرب على �ل�سغري �ل�سرح

حا�سية �ل�ساوي).�أبي عمر . 58 �ل�سرح �لكبري على �ملقنع، ل�سم�ض �لدين عبد �لرحمن �بن

�بن قد�مة، حتقيق د.عبد �هلل �لرتكي، توزيع وز�رة �ل�سوؤون �لإ�سالمية بال�سعودية، �لطبعة �لأولى، 9)4)هـ.

�ل�سرح �لكبري على خمت�سر خليل، للدردير )مع حا�سية �لد�سوقي).. 59�سرح حدود �بن عرفة )�لهد�ية �لكافية �ل�سافية لبيان حقائق �لإمام . 60

و�لطاهر �لأجفان �أبو حممد حتقيق للر�ساع، �لو�فية)، عرفة �بن �ملعموري، د�ر �لغرب �لإ�سالمي، بريوت، �لطبعة �لأولى، 993)م.

�سرح خمت�سر خليل للخر�سي، د�ر �سادر، بريوت.. )6موؤ�س�سة . 62 �لأرنوؤوط, �سعيب حتقيق للطحاوي, �لآثار م�سكل �سرح

�لر�سالة، بريوت، �لطبعة �لأولى، 5)4)هـ.�سرح معاين �لآثار لأبي جعفر �لطحاوي، حتقيق حممد زهري �لنجار . 63

وحممد �سيد جاد �حلق، عامل �لكتب، بريوت، �لطبعة �لأولى 4)4)هـ. �سرح منتهى �لإر�د�ت، للبهوتي، �ملكتبة �ل�سلفية، �ملدينة.. 64�لبخاري لبن . 65 �سرح �سحيح �لباري فتح �لبخاري مطبوع مع �سحيح

حجر ت�سوير د�ر �لريان عن طبعة �ملطبعة �ل�سلفية، �لقاهرة، �أخرجه حمب �لدين �خلطيب وعلق على �لأجز�ء �لأولى منه �بن باز، �لطبعة

�لأولى 407)هـ.

393

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�سرح ميارة على حتفة �حلكام، د�ر �ملعرفة، بريوت.. 66�خلري، . 67 د�ر للنووي، م�سلم �سحيح �سرح مع مطبوع م�سلم �سحيح

بريوت، �لطبعة �لأولى 4)4)هـ.�لكتب . 68 د�ر قلعجي، �ملعطي عبد حتقيق للعقيلي، �لكبري، �ل�سعفاء

�لعلمية، �لطبعة �لأولى، 404)هـ. طبقات �ل�سافعية، لتاج �لدين �بن �ل�سبكي، حتقيق د.حممود �لطناحي . 69

ود.عبد �لفتاح �حللو، د�ر هجر، م�سر، �لطبعة �لثانية، 3)4)هـ.�إ�سماعيل، . 70 �لن�سفي، حتقيق حممد ح�سن �لدين لنجم �لطلبة، طلبة

د�ر �لكتب �لعلمية، بريوت، �لطبعة �لأولى،8)4)هـ.ن�ساأت . )7 حتقيق تيمية، لبن �لعقد)، نظرية با�سم �أوًل )طبع �لعقود

�مل�سري، مكتبة �ملورد، �لطبعة �لأولى، 423)هـ.�لغرر و�أثره يف �لعقود يف �لفقه �لإ�سالمي، د. �ل�سديق �ل�سرير، د�ر . 72

�جليل، بريوت، �لطبعة �لثانية،0)4)هـ. �لفتاوى �لكربى، لبن تيمية، د�ر �لكتب �لعلمية، بريوت.. 73�لبلخي، ت�سوير . 74 برئا�سة �لهند �لهندية، جلماعة من علماء �لفتاوى

د�ر �إحياء �لرت�ث �لعربي عن طبعة �ملطبعة �لأمريية ببولق، م�سر، 0)3)هـ.

فتاوى �سهاب �لدين �لرملي، د�ر �ملكتبة �لإ�سالمية.. 75فتح �لعلي �ملالك يف �لفتوى على مذهب �لإمام مالك، لعلي�ض مطبعة . 76

م�سطفى �لبابي �حللبي، �لطبعة �لأخرية، 378)هـ.فتح �لقدير للعاجز �لفقري، للكمال �بن �لهمام، د�ر �لفكر، بريوت.. 77�لفروع، لل�سم�ض �بن مفلح، حتقيق �أبي �لزهر�ء حازم �لقا�سي، د�ر . 78

�لكتب �لعلمية، بريوت، �لطبعة �لأولى، 8)4)هـ.�لفروق للكر�بي�سي، عامل �لكتب، بريوت.. 79

394

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

و�ل�سوؤون . 80 �لأوقاف وز�رة طبعة للج�سا�ض، �لأ�سول يف �لف�سول �لإ�سالمية، �لكويت.

�لفروق, للقر�يف, مع تعليقات �بن �ل�ساط, عامل �لكتب, بريوت.. )8فقه �لبيع و�ل�ستيثاق، للدكتور علي �ل�سالو�ض، موؤ�س�سة �لريان، بريوت، . 82

ود�ر �لثقافة، �لدوحة، �لطبعة �لأولى، 423)هـ.�لفو�كه �لدو�ين على ر�سالة �بن �أبي زيد �لقريو�ين، للنفر�وي، �ملكتبة . 83

�لثقافية، بريوت.�لفكر، . 84 د�ر جيب، �أبو �سعدي و��سطالحًا، لغة �لفقهي: �لقامو�ض

دم�سق، �إعادة �لطبعة �لأولى، 9)4)هـ.�لكامل يف �سعفاء �لرجال لبن عدي، د�ر �لفكر، بريوت، �لطبعة �لثالثة، . 85

409)هـ.ك�ساف �لقناع عن منت �لإقناع، للبهوتي، د�ر �لكتب �لعلمية، بريوت.. 86حا�سيتا . 87 مع )مطبوع للمحلي �لطالبني منهاج �سرح �لر�غبني كنز

قليوبي وعمرية).�لإ�سالمي، . 88 �ملكتب مفلح، �بن �لدين لربهان �ملقنع، �سرح يف �ملبدع

بريوت �لطبعة �لثالثة، )42)هـ.�ملب�سوط, لل�سرخ�سي, ت�سوير د�ر �ملعرفة, بريوت 398)هـ.. 89�لطباعة . 90 د�ر �أفندي، لد�ماد �لأبحر، ملتقى �سرح يف �لأنهر جممع

�لعامرة مب�سر، ت�سوير د�ر �إحياء �لرت�ث �لعربي، بريوت. �ملجموع �سرح �ملهذب، للنووي، مع تكملتيه لل�سبكي و�ملطيعي، حتقيق . )9

حممد جنيب �ملطيعي، مكتبة �لإر�ساد، �ل�سعودية.�بن تيمية، جمع وترتيب: عبد �لرحمن . 92 جمموع فتاوى �سيخ �لإ�سالم

�ل�سعودية، �لإ�سالمية �ل�سوؤون وز�رة و�بنه حممد، طبعة قا�سم، �بن 6)4)هـ.

395

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

�ملحلى، لبن حزم، طبعة د�ر �لفكر، بريوت. . 93�ملدونة �لكربى لالإمام مالك، رو�ية �سحنون بن �سعيد عن �بن �لقا�سم، . 94

طبعة د�ر �لكتب �لعلمية.د�ر . 95 ت�سوير �حلاكم، �هلل عبد لأبي �ل�سحيحني على �مل�ستدرك

�ملعرفة، بريوت.م�سائل �لإمام �أحمد برو�ية �بنه �سالح، حتقيق طارق عو�ض �هلل، د�ر . 96

�لوطن، �لريا�ض، �لطبعة �لأولى، 420)هـ.�مل�ست�سفى للغز�يل، د�ر �لكتب �لعلمية، �لطبعة �لأولى، 3)4)هـ.. 97�مل�ستوعب لل�سامري، حتقيق د.عبد �مللك بن دهي�ض، �لطبعة �لأولى، . 98

424)هـ.�لعربية، . 99 �لثقافة د�ر �أ�سد، ح�سن حتقيق �ملو�سلي، يعلى �أبي م�سند

�لطبعة �لأولى، 2)4)هـ. موؤ�س�سة . 00) �لأرنوؤوط, �سعيب �أ�سرف على حتقيقه �أحمد, �لإمام م�سند

�لر�سالة، بريوت، �لطبعة �لثانية، 420)هـ.�ل�سلفية، . )0) �لد�ر �لندوي، خمتار حتقيق �سيبة، �أبي لبن �مل�سنف

بومباي، �لطبعة �لأولى 400)هـ. �ملطالب �لعالية بزو�ئد �مل�سانيد �لثمانية، لبن حجر، غنيم بن عبا�ض . 02)

وزميله، د�ر �لوطن، �لريا�ض، �لطبعة �لأولى، 8)4)هـ.�ل�سيوطي، . 03) للرحيباين �ملنتهى، غاية �سرح يف �لنهى �أويل مطالب

�لطبعة �لثانية، 5)4)هـ.�لطبعة . 04) �لإ�سالمي، بريوت، �ملكتب للبعلي، �ملقنع، �أبو�ب �ملطلع على

�لثالثة، )42)هـ.�ملرتاب . 05) )جنة �ملو�سلي، بدر بن لعمر و�لكتاب، �حلفظ عن �ملغني

بنقد �ملغني عن �حلفظ و�لكتاب).

396

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

�ألفاظ �ملنهاج، للخطيب لل�سربيني، . 06) �إلى معرفة معاين مغني �ملحتاج �لأولى، �لطبعة �ملعرفة، بريوت، د�ر به حممد خليل عيتاين، �عتنى

8)4)هـ.�حللو، . 07) �لفتاح وعبد �لرتكي �هلل د.عبد حتقيق قد�مة، لبن �ملغني

�ل�سوؤون وز�رة توزيع �لريا�ض، �لكتب، عامل د�ر هجر) د�ر )طبعة �لإ�سالمية بال�سعودية، �لطبعة �لثالثة، 7)4)هـ.

�ملقنع لبن قد�مة )مع �ل�سرح �لكبري).. 08)�لأحكام . 09) من �ملدونة ر�سوم �قت�سته ما لبيان �ملمهد�ت �ملقدمات

�ل�سرعيات، لبن ر�سد، حتقيق د. حممد حجي، د�ر �لغرب �لإ�سالمي، بريوت، �لطبعة �لأولى، 408)هـ.

�ملنتقى �سرح �ملوطاأ، للباجي، مطبعة �ل�سعادة، م�سر، �لطبعة �لأولى، . 0)))33)هـ، ت�سوير د�ر �لكتاب �لعربي، بريوت، 403)هـ.

مر�جعة . ))) �أحمد، فائق تي�سري د. حتقيق للزرك�سي، �لقو�عد يف �ملنثور �لإ�سالمية، و�ل�سوؤون �لأوقاف وز�رة طبعة غدة، �أبو �ل�ستار د.عبد

�لكويت، �لطبعة �لثانية.منح �جلليل على خمت�سر �لعالمة خليل لعلي�ض، د�ر �سادر.. 2))�ملهذب لل�سري�زي )مطبوع مع �ملجموع للنووي).. 3))مو�هب �جلليل على خمت�سر خليل، للحطاب، د�ر �لفكر، بريوت. . 4))ن�سب �لر�ية لأحاديث �لهد�ية، للزيلعي، �لطبعة �لهندية، ت�سوير د�ر . 5))

�حلديث، �لقاهرة.نهاية �ملحتاج �إلى �سرح �ملنهاج للرملي، ت�سوير د�ر �لفكر، بريوت.. 6))�لهد�ية يف �سرح بد�ية �ملبتدي للمرغيناين )مع �لبناية).. 7))

397

صور بيع الدين بالدين التي انتقض فيها اإلجماع

فهر�س املحتويات

333 ............................................................... �ملقدمة335 .......................... �ملبحث �لأول: تق�سيمات �لعلماء لبيع �لدين339 .............................. �ملبحث �لثاين:حكم �بتد�ء �لدين بالدين 343 ...... �ملبحث �لثالث: م�سائل من بيع �لدين بالدين وقع فيها �خلالف�مل�ساألة �لأولى: بيعة �أهل �ملدينة................................... 343347 .................................. �مل�ساألة �لثانية: عقد �ل�ست�سناع348 ............................. �مل�ساألة �لثالثة: تاأجيل ر�أ�ض مال �ل�سلم

�مل�ساألة �لر�بعة: جو�ز جعل ر�أ�ض مال �ل�سلم منفعة عني عند35( ...................................... �ملالكية و�ل�سافعية 352 .. �مل�ساألة �خلام�سة: بيع �ملو�سوف �ملعني هل ي�سرتط فيه �لقب�ض؟

�مل�ساألة �ل�ساد�سة: بيع �ملو�سوف يف �لذمة بلفظ �لبيع هل ي�سرتط355 ............................................ فيه �لقب�ض؟ 356 ............. �مل�ساألة �ل�سابعة: جعل �لدين ر�أ�ض مال يف عقد �ل�سلم 359 ........ �مل�ساألة �لثامنة: بيع �لدين ملن هو عليه مبنافع ذ�ت معينة

�مل�ساألة �لتا�سعة: بيع �لدين على من هو عليه مبعني غري مقبو�ض�إذ� كان �لعو�سان ل يجري فيهما ربا �لن�سيئة........... 360�مل�ساألة �لعا�سرة: بيع �لدين على غري من هو عليه بعني �أو منافع عني .... )36

�مل�ساألة �حلادية ع�سرة: بيع �لدين على غري من هو عليه بدين362 .................... �آخر �إن كان �لدين على مدين و�حد 365 ....................... �مل�ساألة �لثانية ع�سرة: حكم �لإجارة �ملوؤجلة 370 ..... �مل�ساألة �لثالثة ع�سرة: �مل�سارفة يف �لذمة )تطارح �لدينني) 372 ................................... �مل�ساألة �لر�بعة ع�سرة: �حلو�لة

398

د.عبد العزيز بن إبراهيم الشبل

375 ....................... �ملبحث �لر�بع: علة �ملنع من بيع �لدين بالدين 38( ............................................................... �خلال�سة�لنتيجة.................................................................. 385388 ............................................... فهر�ض �مل�سادر و�ملر�جع