api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · web viewذهب إلى...

34

Upload: others

Post on 30-Dec-2019

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،
Page 2: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

www.alukah.net

Page 3: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

أصناف المجتهدين بين المتقدمين والمتأخرين

من إعداد الطالبة الباحثة خديجة أحمد الواحدي

www.alukah.net

Page 4: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3خطة البحث:

.المقدمة.المبحث األول: تعريف االجتهاد.المبحث الثاني: أصناف المجتهدين.المبحث الثالث: تقسيم ابن رشد الجدالمبحث الرابع: أقسام المجتهدين عند ابن القيم

الجوزية..خاتمة

www.alukah.net

Page 5: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فال مضل له ومن يضلل فال

هادي له وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله

وصحبه.أما بعد:

إن تعدد األقوال الفقهية واختالف األئمة في المذاهب ما هو إال دليل على وجود االجتهاد الذي يعد المحرك األساسي في استمرار الفقه ومسايرته لألمر الواقع، ولذلك يعد االجتهاد مهم وتتجلى هذه

األهمية في مسائل عدة نذكر منها:الحفاظ على الشريعة اإلسالمية:

فاالجتهاد يقوم بعملية تحصين الشريعة من أي دس أو خروج عن القانون السماوي للقانون الوضعي، ذلك من خالل وضع أي نازلة أو مستجد للقواعد المقنن لالجتهاد، لتكون خادمة للشريعة ال مسقطة

لها. :مسايرة الشريعة للواقع

فالواقع اإلسالمي يمر بمستجدات ونوازل يتحتم األمر فيها بإيجاد حلول جديد، تكون منطلقة من النصوص الشرعية، وأكد على هذا

كثير من العلماء. كانت المسائل الجديدة التي لم " ومن ذلك ما قاله القحطاني:

تبحث وليست لها أحكام معلومة في الشريعة من أهم ما يتذرع به دعاة القوانين ، فإذا قام العلماء باالجتهاد والبحث في أحكام الجديد

من النوازل والوقائع لم يكن هناك مسوغ لألخذ بالقوانين".1المستوردة

.117منهج استنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة ص   1

www.alukah.net

Page 6: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3:رفع الحرج عن األمة

وذلك أن االجتهاد يفتح للمسلم باب التخيير، حيث يكون بإمكانه فعل األمر على قدر طاقته، فيولد بذلك مرونة في التعامل مع

الشريعة اإلسالمية.

www.alukah.net

Page 7: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

تعريف االجتهادالمبحث األول: االجتهاد في اللغة مأخوذ من الجهد بضم الجيمأوال: لغة:

والجهد بفتحها، أي الطاقة والمشقة، وهو من باب نفع: يقال جهد في األمر جهدا إذا طلب حتى بلغ غايته في الطلب، واجتهد في

األمر بذل وسعه وطاقته في طلبه ليبلغ مجهوده، ويصل إلى.2نهايته

أي االجتهاد في اللغة يقتضي بذل الوسع والطاقة في الطلب إلى آخره فيقال اجتهد في حمل الصخرة العظيمة وال يقال اجتهد في

.3حمل نواة قد تعددت تعريفات العلماء لالجتهاد ولكنهاثانيا: اصطالحا:

تقاربت في المعنى رغم اختالفها في األلفاظ. : هو استفراغ الوسع في طلب الظن بشيء-تعريف اآلمدي

من األحكام الشرعية، على وجه يحس من النفس العجز عن .4المزيد فيه

:هو بذل الوسع في نيل حكم شرعيتعريف الشوكاني 5عملي، بطريق االستنباط.

هو الفقيه المستفرغ لوسعه لتحصيل ظن بحكموالمجتهد:شرعي.

.1/953لسان العرب 22.114مختار الصحاح للرازي ص 33.3/139اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي 45.2/205إرشاد الفحول 5

www.alukah.net

Page 8: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

المبحث الثاني: أصناف المجتهدين والمفتين من المعلوم أن الله عز وجل خلق الخلق وفرق بينهم في

األرزاق، وكذا فرق بينهم في المدارك والعلم، فالناس ليسو على درجة واحدة في الفهم و التفسير واالستيعاب والحفظ،

وهذا االختالف في المدارك ولد لنا اختالف في طبقات المجتهدين فهم ليسوا على منوال واحد في الفهم واالستنباط،

وهذه المراتب اختلف العلماء في تصنيفها فمنهم:.من جعلها أربع مراتب كبرى وانتهت القضية.ومن جعلها قسمين كبيرين وداخل كل قسم تفريعاتمن جعلها خمسة أقسام بتسميات معينة كاإلمام النووي

في المجموع.وكثير من العلماء المعاصرين يقسمون أصناف المجتهدين إلى:

قسمين كبيرين، وهذا التقسيم قديم، وهذا التقسيم اختاره ابن الصالح في كتابه" آداب المفتي والمستفتي" حيث

جعل أصناف المجتهدين قسمين، مجتهد مطلق، ومجتهدمنتسب وهذا القسم أدخل تحته أقسام كثيرة.

.ومن قسمها أربعة أقسام بعد النظر في هذه التقسيمات يتبين أن أصناف المجتهدين

ترجع إلى أربعة أقسام وهي:القسم األول: المجتهد المطلق

المجتهد المطلق المستقل ألنه يستقل باألدلة بغير تقيد بمذهب 6أحد.

المجتهد المستقل: هو الذي يستقل بإدراك األحكام الشرعية7من األدلة الشرعية من غير تقليد وتقيد بمذهب أحد.

.1/42المجموع للنووي 6.1/87آداب المفتي والمستفتي 7

www.alukah.net

Page 9: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

وعرفه السيوطي:" هو الذي استقل بقـواعده لنفسه، يبني8عليها الفقه خارجا عن قـواعد الـمذهب المقـررة"

بتعبير آخر: المجتهد المطلق هو الذي استقل بقواعد لنفسه وبنى عليها الفقه خارجا عن قواعد مذهب من المذاهب، وقد

يطلق عليه المجتهد المطلق، وفي بعض األحيان المجتهد العام،أو المجتهد المستقل.

وعندما نتحدث عن هذا المجتهد ونقول أنه استقل بالقواعد، أي قواعد مذهب من المذاهب الفقهية، فهو ينظر في الكتاب

والسنة ليس نظرا حرا، وإنما نظر مطابق لألصول ولكن أصولال يلقد فيها أحدا من أرباب المذاهب.

إذا فالمجتهد المطلق هو الذي بلغ الدرجة العليا، والذروةالقصوى من التمكن من آليات وشروط االجتهاد.

فالمستقل المجتهد جاء في المسودة في أصول الفقه:" المطلق وهو القائم بمعرفة أدلة األحكام من الكتاب والسنة واإلجماع والقياس وما التحق بها على التفصيل وهى مفصلة

في كتب الفقه العالم بما يشترط في األدلة ووجوه دالتها وكيفية اقتباس الحكم منها وذلك في أصول الفقه الذي يعرف

من علم القرآن والحديث وعلم الناسخ والمنسوخ والنحو واللغة واختالف العلماء واتفاقهم بالقدر الذي يتمكن به من الوفاء بشروط األدلة واالقتباس منها ذا دربه وارتياض في

استعمال ذلك عالما بالفقه ضابطا ألمهات مسائلة وتفاريعه المفروغ من تمهيدها فهذا هو المفتي المطلق المستقل الذي يتأدى به فرض الكفاية وال يكون إال مجتهدا مستقال وهو الذي يستقل بادراك األحكام الشرعية من األدلة الشرعية من غير

9تقليد وال تقييد."

.113-112الرد على من أخلد إلى األرض ص 89 1/546.

www.alukah.net

Page 10: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

مسألة: خالف العلماء حول المجتهد المطلقلقد وقع خالف كبير بين العلماء في هذا الصنف من المجتهدين:

المذهب األول: خلو العصر من المجتهد المطلق ذهب إلى هذا القول اإلمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

وابن الصالح، والرافعي، وقد ادعى الرافعي اإلجماع على ذلك10حيث قال:" الخلق كالمتفقين على أنه ال مجتهد اليوم"

11وقال الغزالي:" قد خال العصر من المجتهد المستقل"

ومنذ دهر طويل طوى بساط المفتي يقول ابن الصالح:" المستقل المطلق، والمجتهد المستقل، وأفضى أمر الفتوى

12إلى الفقهاء المنتسبين إلى أئمة المذاهب المتبوعة"

المذهب الثاني: عدم خلو العصر من المجتهد المطلق وقد حمل لواء الدفاع عن هذا المذهب اإلمام السيوطي حيث

صنف كتابا للرد على من يقول بخلو العصر من المجتهد المستقل وسد باب االجتهاد سماه: "الرد على من أخلد إلى األرض وجهل أن االجتهاد في كل عصر فرض"، حيث قال:"

لهج كثير من الناس اليوم بأن المجتهد المطلق فقد من قديم، وأنه لم يوجد من دهر إال المجتهد المقيد وهذا غلط منهم، ما

وقفوا على كالم العلماء، وال عرفوا الفرق بين المجتهد المستقل، وال بين المجتهد المقيد، والمجتهد المنتسب، وبين

13كل ما ذكر فرق"

ووافقه على ذلك عدد من األصوليين.

.1/28إرشاد النقاد إلى تيسير االجتهاد 10المرجع السابق. 11.1/36آداب المفتي والمستفتي 12.38الرد على من أخلد إلى األرض 13

www.alukah.net

Page 11: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

القسم الثاني: المجتهد المنتسب هو المجتهد الذي يجتهد وفق أصول مذهب من المذاهب، وقد

جعل له اإلمام النووي وابن الصالح أربعة أحوال: أن يكون مقلدا إلمامه، ال في المذهب وال فيالحالة األولى:

دليله لكونه قد جمع األوصاف والعلوم المشترطة في14المستقبل، وإنما ينتسب إليه لكونه سلك طريق في االجتهاد.

أن يكون مجتهدا مقيدا في مذهب إمامهالحالة الثانية: مستقال بتقرير أصوله بالدليل، غير أنه ال يتجاوز في أدلته أصول

إمامه وقواعده، وشرطه وكونه عالما بالفقه وأصوله وأدلة15األحكام تفصيال بصيرا بمسالك األقيسة والمعاني.

أن ال يبلغ رتبة أصحاب الوجوه لكنه فقيهالحالة الثالثة: النفس حافظ مذهب إمامه عارف بأدلته قائم بتقريرها يصور

ويحرر ويقرر ويمهد ويزيف ويرجح لكنه قصر عن أولئك لقصوره عنهم في حفظ المذهب أو االرتياض في االستنباط أو

معرفة األصول ونحوها من أدواتهم وهذه صفة كثير من16المتأخرين إلى أواخر المئة الرابعة...

أن يقوم بحفظ المذهب ونقله، وفهمه فيالحالة الرابعة: واضحات المسائل ومشكالتها، غير أن عنده ضعفا في تقرير

أدلته وتحرير أقيسته، فهذا يعتمد نقله وفتواه به فيما يحكيه من مسطورات مذهبه من منصوصات إمامه وتفريعات أصحابه

17المجتهدين في مذهبه وتخريجاتهم.

.1/91آداب المفتي والمستفتي 14.1/27آداب الفتوى والمفتي والمستفتي 15.1/30المرجع السابق 16.1/99آداب المفتي والمستفتي 17

www.alukah.net

Page 12: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

القسم الثالث: مجتهد التخريج: أو المجتهد المقيد وهو الذي يستقل بتقرير أصوله بالدليل، غير

ته أصول إمامه وقواعده، وشرطه: كونه أنه ال يتجاوز في أدل عالما بالفقه وأصوله وأدلة األحكام تفصيال، بصيرا بمسالك

األقيسة والمعاني، تام االرتياض في التخريج واالستنباط، قيما بإلحاق ما ليس منصوصا عليه إلمامه بأصوله، وال يعرى عن

؛ بأن يخل شوب تقليد له إلخالله ببعض أدوات المستقلد...، وهذه صفة بالحديث أو العربية، وكثيرا ما أخل بهما المقي

18أصحابنا أصحاب الوجوه.

وهذه هي رتبة االجتهاد في المذهب: وهو الذي يتمكن فيه المستنبط من معرفة األحكام في الوقائع التي لم يرد فيها نص

عن إمام المذهب بطريق التخريج على النصوص أو القواعد المنقولة عن إمام المذهب. ويحدث التخريج أيضا، فيما إذا

أفتى المجتهد في مسألتين متشابهتين بحكمين مختلفين في وقتين، فيجوز نقل الحكم وتخريجه من كل واحدة منهما إلى

19األخرى، مالم يفرق بينهما أو يقرب الزمن.

القسم الرابع: مجتهد الترجيح والفتيا وهو أال يبلغ رتبة أصحاب الوجوه، لكنه كما قال النووي في

أن ال يبلغ رتبة أصحاب الوجوه لكنه فقيه النفس:"المجموع حافظ مذهب إمامه عارف بأدلته قائم بتقريرها يصور ويحرر

ويقرر ويمهد ويزيف ويرجح لكنه قصر عن أولئك لقصوره عنهم في حفظ المذهب أو االرتياض في االستنباط أو معرفة األصول

ونحوها من أدواتهم وهذه صفة كثير من المتأخرين إلى أواخر 20المئة الرابعة...

.115-114 الرد على من أخلد إلى األرض ص18.1080أصول الفقه اإلسالمي ص 19.1/30آداب الفتوى والمفتي والمستفتي 20

www.alukah.net

Page 13: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

أي إن هذا المجتهد يتمكن من ترجيح قول إلمام المذهب على قول آخر. أو الترجيح بين ما قاله اإلمام وما قاله تالميذه أوغيره من األئمة، فشأنه تفضيل بعض الروايات على بعض.

وبواسطة هؤالء المجتهدين الذين لم يخل منهم عصر، أمكن ضبط األحكام الفقهية الكثيرة المنقولة عن أئمة المذاهب

األربعة، وتخريج علل هذه األحكام حتى يتسنى القياس عليها فيما لم يرد فيه نص عنهم، ومعرفة األقوال التي يصح االعتماد عليها. والتي ال يصح. وبواسطتهم أيضا أمكن الوفاء بما يحتاج

21إليه الناس في العصور المختلفة من أحكام.

وهو أن يقوم بحفظ المذهب ونقله وفهمه في الواضحات والمشكالت، ولكن عنده ضعف في تقرير أدلته وتحرير أقيسته فهذا يعتمد نقله وفتواه به فيكما يحكيه من مسطورات مذهبه

من نصوص إمامه وتفريع المجتهدين في مذهبه وما ال يجده22منقوال إن وجد في المنقول معناه...

.1081 أصول الفقه اإلسالمي ص 21.1/44المجموع شرح المهذب 22

www.alukah.net

Page 14: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

المبحث الثالث: تقسيم ابن رشد الجد لمراتبالمجتهدين

قسم ابن رشد المفتين إلى ثالثة طوائف؛ وعلى هذا التقسيم سار القرافي في الفروق؛ فقال لما سئل عن ذلك:" أن الجماعة التي تنسب إلى العلوم وتتميز عن جملة العوام بالمحفوظ والمفهوم

تنقسم إلى ثالث طوائف: طائفة منهم اعتقدت صحة مذهب اإلمام مالك تقليدا.1

، فأخذت نفسها بحفظ مجرد أقواله وأقوالمن غير دليل أصحابه في مسائل الفقه، دون أن تتفقه في معانيها فتميز

الصحيح منها من السقيم، فهذه ال يصح لها الفتوى بما علمته وحفظته، إذ ال علم عندها بصحة شيء من ذلك، إذ ال تصح

الفتوى بمجرد التقليد من غير علم، ويصح لها في خاصتها، إن لم تجد من يصح لها تستفتيه أن تقلد مالكا أو غيره من أصحابه فيما

حفظته من أقوالهم، وإن لم يعلم من نزلت به نازلة وحفظت هذه الطائفة فيها من قول مالك وأصحابه، فيجوز للذي نزلت به

النازلة أن يقلد أحد هؤالء الفقهاء فيما حكاه من قول مالك، ويقلد مالكا في األخذ بقوله فيها، وذلك أيضا إذا لم يجد في

عصره من يستفتيه في نازلته فليقلده فيها. الطائفة الثانية: اعتمدت صحة مذهب مالك بما بان لها.2

، فأخذت نفسها بحفظ مجرد أقواله أقوالمن صحة أصوله أصحابه في الفقه، وتفقهت في معانيها، فعلمت الصحيح منها الجاري على أصوله من السقيم الخارج عنها، إال أنها لم تبلغ

درجة التحقيق بمعرفة قياس الفروع على األصول. وهذه يصح لها أن تفتي إذا استفتيت بما علمته من قول مالك وقو غيره من أصحابه، إذا كانت قد بانت لها صحته، كما يجوز لها في

خاصتها األخذ بقوله إذا بانت لها صحته، وال يصح لها أن تفتي باالجتهاد فيما ال تعلم فيه نصا من قول مالك وقول غيره من

أصحابه، وإن كانت بانت لها صحته؛ إذ ليست ممن كمل لها آالتاالجتهاد التي يصح لها بها قياس الفروع على الفروع.

www.alukah.net

Page 15: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

الطائفة الثالثة: اعتقدت صحة مذهبه بما بان لها أيضا.3 ، فأخذت نفسها بحفظ أقواله وأقوال أصحابهمن صحة أصوله

في مسائل الفقه، ثم تفقهت في معانيها فعلمت الصحيح منها الجاري على أصوله من السقيم الخارج عنها، وبلغت درجة التحقيق بمعرفة قياس الفروع على األصول، لكونها عالمة

بأحكام القرآن، عارفة بالناسخ والمنسوخ، والمفصل من المجمل، والخاص من العام، عالمة بالسنن الواردة في األحكام،

مميزة بين صحيحها من معلولها، عالمة بأقوال العلماء من الصحابة والتابعين، وبعدهم من فقهاء األمصار، وبما اتفقوا عليه

واختلفوا فيه، عالمة من علم اللسان بما يفهم به من معاني الكالم، عالمة بوضع األدلة في مواضعها وهذه هي التي يصح لها

23الفتوى عموما.

يالحظ أن ابن رشد اقتصر في تقسيمه لمراتب الفقهاء على ذكر ثالث مراتب فقط، ولم يشر إلى المجتهد المطلق

المستقل، والمطلق المنتسب؛ ذلك ألن المرتبة األولى لم تكن موجودة إذ لم يبق في عصره اجتهاد في األصول، ومناهج

االستدالل واالستنباط، وإنما الذي بقي هو التفريع، أما مرتبة "المجتهد المطلق المنتسب" فلم يذكرها؛ إال أن هناك من أدرج

.24فيها ابن القاسم، وأشهب، وابن وهب وقد استرسل ابن رشد في شرح هذه المراتب نظرا لخطورة

منصب االجتهاد وأهميته.

.36.، أنظر ضوابط الفتوى ص 1504-3/1494فتاوى ابن رشد 23.342أصول الفقه ألبي زهرة ص أنظر 24

www.alukah.net

Page 16: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

المبحث الرابع: أقسام المجتهدين عند ابن القيمالجوزية

ذكر ابن القيم أصناف المجتهدين أو المفتين بتصنيف آخر، حيثقال أن المفتين الذين نصبوا أنفسهم للفتوى أربعة أقسام.

العالم بكتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة؛ فهوأحدهم: المجتهد في أحكام النوازل، يقصد فيها موافقة األدلة الشرعية حيث كانت، وال ينافي اجتهاده تقليده لغيره أحيانا، فال تجد أحدا

من األئمة إال وهو مقلد من هو أعلم منه في بعض األحكام ، - رحمه الله ورضي عنه - في موضع من الشافعيوقد قال

فهذا النوع الذي يسوغ لهم اإلفتاء، لعطاء؛الحج : قلته تقليد ا ويسوغ استفتاؤهم ويتأدى بهم فرض االجتهاد، وهم الذين قال

إن الله يبعث لهذه األمة فيهم النبي صلى الله عليه وسلم :" وهم غرس الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"

علي  الذين ال يزال يغرسهم في دينه ، وهم الذين قال فيهم كرم الله وجهه : لن تخلو األرض من قائم لله بن أبي طالب

 بحجته. مجتهد مقيد في مذهب من ائتم به؛ فهو مجتهدالنوع الثاني:

في معرفة فتاويه وأقواله ومأخذه وأصوله، عارف بها، متمكن من التخريج عليها وقياس ما لم ينص من ائتم به عليه على

منصوصه من غير أن يكون مقلدا إلمامه ال في الحكم وال في الدليل ، لكن سلك طريقه في االجتهاد والفتيا ودعا إلى مذهبه

ورتبه وقرره ، فهو موافق له في مقصده وطريقه معا.

www.alukah.net

Page 17: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

من هو مجتهد في مذهب من انتسب إليه،النوع الثالث: مقرر له بالدليل، متقن لفتاويه، عالم بها، لكن ال يتعدى أقواله

وفتاويه وال يخالفها، وإذا وجد نص إمامه لم يعدل عنه إلى غيره ألبتة، وهذا شأن أكثر المصنفين في مذاهب أئمتهم، وهو حال

أكثر علماء الطوائف، وكثير منهم يظن أنه ال حاجة به إلى معرفة الكتاب والسنة والعربية لكونه مجتزيا بنصوص إمامه،

فهي عنده كنصوص الشارع، قد اكتفى بها من كلفة التعب والمشقة، وقد كفاه اإلمام استنباط األحكام ومؤنة استخراجها

من النصوص... طائفة تفقهت في مذاهب من انتسبت إليه،النوع الرابع :

وحفظت فتاويه وفروعه، وأقرت على أنفسها بالتقليد المحض من جميع الوجوه، فإن ذكروا الكتاب والسنة يوما ما في مسألة فعلى وجه التبرك والفضيلة ال على وجه االحتجاج والعمل، وإذا

رأوا حديثا صحيحا مخالفا لقول من انتسبوا إليه أخذوا بقوله وغيرهم وعليا وعثمان وعمر أبا بكر وتركوا الحديث، وإذا رأوا

من الصحابة رضي الله عنهم قد أفتوا بفتيا، ووجدوا إلمامهم فتيا تخالفها أخذوا بفتيا إمامهم وتركوا فتاوى الصحابة، قائلين: اإلمام أعلم بذلك منا، ونحن قد قلدناه فال نتعداه وال نتخطاه،

بل هو أعلم بما ذهب إليه منا، ومن عدا هؤالء فمتكلف متخلف قد دنا بنفسه عن رتبة المشتغلين وقصر عن درجة المحصلين، فهو مكذلك مع المكذلكين، وإن ساعد القدر، واستقل بالجواب قال: يجوز بشرطه، ويصح بشرطه، ويجوز ما لم يمنع منه مانع

شرعي، ويرجع في ذلك إلى رأي الحاكم، ونحو ذلك من األجوبة التي يستحسنها كل جاهل، ويستحيي منها كل

25 فاضل .

والذي يظهر من كتابات الذين رتبوا طبقات المجتهدين والفقهاء أنهم فعلوا ذلك من خالل مطالعتهم أحوالهم

.165-164-163-4/162أعالم الموقعين عن رب العالمين 25

www.alukah.net

Page 18: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

وتسجيلهم ما تميزت به كل طبقة عن األخرى، ولذلك نجدهم يقولون: يفهم من تتبع أحوال هذه الطبقة أنها قادرة على

26كذا...

.195االجتهاد في اإلسالم ص 26

www.alukah.net

Page 19: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

خاتمة: يعتبر االجتهاد معبر ومنفذ الشريعة اإلسالمية إلى الناس، وهو

أقوى دليل على أن الدين اإلسالمي هو الدين الشامل والجامع الذي يساير ركب الحضارة اإلنسانية عبر األزمان، فاالجتهاد يساعد على حل كل المشاكل الطارئة من تجدد الظروف

والمصالح على اختالف األماكن والناس. وذلك من خالل واسطة التي هي المجتهد، والمجتهدون كما تقدم؛ ليسوا على مرتبة واحدة، فهناك تبيان وتفاوت بينهم،

وهذا راجع لعدة أسباب من أهمها اختالفهم في المدارك والفهم، وهذا التباين ينعكس على مدى توفر الشروط في

المجتهد من عدمها، فالمجتهد المطلق المستقل –مثال- هو منتوفرت فيه جميع الشروط التي سطرها العلماء.

ومراتب المجتهدين تتغير عبر الزمن، حتى أنه في عصرنا الحالي ظهر صنف جديد من المجتهدين، وهو االجتهاد الجماعي الممثل في المجامع الفقهية ومراكز الفتوى، وإن كانت داخلة

في قضية "اإلجماع" إال أنها تصب في خانة االجتهاد.

www.alukah.net

Page 20: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

الئحة المراجع والمصادر:االجتهاد في اإلسالم أصوله-أحكامه-آفاقه لدكتور نادية

هـ، مؤسسة1405شريف العمري، الطبعة الثالثة، الرسالة، بيروت.

أصول الفقه والقواعد الفقهيةاإلحكام في أصول األحكام، أبو الحسن سيد الدين علي

بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي اآلمدي )المتوفى: هـ(، المحقق: عبد الرزاق عفيفي، الناشر: المكتب631

اإلسالمي، بيروت- دمشق- لبنان.آداب الفتوى والمفتي والمستفتي، أبو زكريا محيي الدين

هـ(، المحقق:676يحيى بن شرف النووي )المتوفى: بسام عبد الوهاب الجابي، دار الفكر – دمشق، الطبعة:

.1408األولى، أدب المفتي والمستفتي، عثمان بن عبد الرحمن، أبو

عمرو، تقي الدين المعروف بابن الصالح )المتوفى: هـ(، المحقق: د. موفق عبد الله عبد القادر، مكتبة643

العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة: الثانية -م.2002هـ-1423

إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول، لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

هـ(، المحقق: الشيخ أحمد عزو عناية،1250)المتوفى: دمشق - كفر بطنا، قدم له: الشيخ خليل الميس والدكتور

ولي الدين صالح فرفور، الناشر: دار الكتاب العربي،م.1999هـ - 1419الطبعة: الطبعة األولى

إرشاد النقاد إلى تيسير االجتهاد، محمد بن إسماعيل بن صالح بن محمد الحسني، الكحالني ثم الصنعاني، أبو

إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسالفه باألمير )المتوفى: هـ(، المحقق: صالح الدين مقبول أحمد، الدار1182

م.1405السلفية – الكويت، الطبعة: األولى،

www.alukah.net

Page 21: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

 ،حالة الفهرسة: غير أصول الفقه، لمحمد أبو زهرة م.2010مفهرس، الناشر: دار الفكر العربي

أصول الفقه اإلسالمي، الدكتور وهبة الزحيلي، الطبعة هـ، دار الفكر دمشق.1406األولى

إعالم الموقعين عن رب العالمين، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية )المتوفى:

هـ(، تحقيق: محمد عبد السالم إبراهيم، الناشر: دار751 هـ -1411الكتب العلمية – ييروت، الطبعة: األولى،

م.1991الرد على من أخلد إلى األرض وجهل أن االجتهاد في كل

هـ(،911عصر فرض لإلمام جالل الدين السيوطي)الناشر: مكتبة الثقافة الدينية.

ضوابط الفتوى - من يجوز له أن يفتي ومن ال يجوز له أن محمد بن علي بن حسين المكي المالكي، تقديم يفتي -،

وترتيب وتعليق: مجدي عبد الغني، الناشر دار الفرقان.فتاوى ابن رشد، محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد

القرطبي المالكي أبو الوليد، المحقق: المختار بن طاهر 1407التليلي، الناشر: دار الغرب اإلسالمي، سنة النشر:

م.1987هـ - لسان العرب، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال

الدين ابن منظور األنصاري الرويفعي اإلفريقي )المتوفى: هـ(، الناشر: دار صادر – بيروت، الطبعة: الثالثة -711

هـ.1414،))المجموع شرح المهذب ))مع تكملة السبكي والمطيعي

أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي )المتوفى:هـ(، الناشر: دار الفكر.676

مختار الصحاح، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر هـ(،666بن عبد القادر الحنفي الرازي )المتوفى:

المحقق: يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية - الدارهـ.1420النموذجية، بيروت – صيدا، الطبعة: الخامسة،

www.alukah.net

Page 22: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

:المسودة في أصول الفقه، آل تيمية ]بدأ بتصنيفها الجد هـ( ، وأضاف652مجد الدين عبد السالم بن تيمية )ت:

هـ( ، ثم أكملها682إليها األب، : عبد الحليم بن تيمية )ت: هـ( [،المحقق: محمد728االبن الحفيد: أحمد بن تيمية )

محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الكتاب العربي.منهج استخراج األحكام الفقهية للنوازل المعاصرة دراسة

مسفر علي محمد تأصيلية تطبيقية للشيخ الدكتور ، كلية د. حمزه بن حسن الفعر القحطاني، المشرف:

هـ/1421الشريعة والدراسات اإلسالمية جامعة أم القرى م.2000

www.alukah.net

Page 23: api.alukah.netapi.alukah.net/books/files/book_11253/bookfile/anafhgmo.docx · Web viewذهب إلى هذا القول الإمام الغزالي، وبدر الدين الزركشي،

3

الفهــــــرس:المقدمة....................................................................

..............3 المبحث األول: تعريف

4االجتهاد.......................................................... المبحث الثاني: أصناف

5المجتهدين......................................................... المبحث الثالث: تقسيم ابن رشد

11الجد.................................................. المبحث الرابع: تقسيم ابن

13القيم.........................................................خــاتمة......................................................................

.......16 الئحة المصادر

والمراجع................................................................17

www.alukah.net