books.almaaref.orgbooks.almaaref.org/static/documents/salam_ala_ibrahim.docx · web view)؛ أن...

511
م ي هرا ب ى ا علٌ لام س1

Upload: others

Post on 08-Jan-2020

10 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

إبراهيم على 1سالم

إبراهيم على 2سالم

سالم على إبراهيم - سادةالكتاب:13القافلة مجموعة الشهيد إبراهيم هادي الثقافيةإعداد:

مركز المعارف للترجمةترجمة: دار المعارف اإلسالمية الثقافيةنشر:

ه1438 م - 2017 الطبعة األولى:

إبراهيم على 3سالم

إبراهيم على 4سالم

إبراهيم على 5سالم

اإلهداء

إلى الحضرة الملكوتية لفخر األنبياء، رسول الخير،أبي الزهراء عليها السالم

محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

إبراهيم على 6سالم

إبراهيم على 7سالم

الفهرس11مقدمة الترجمة13مقدمة الكتاب

17لماذا إبراهيم هادي؟21السيرة الذاتية

23محبة األب25الرزق الحالل

27الرياضة التراثية33البطل الفتوة

37الكرة الطائرة بالعب واحد39الرهان

43المصارعة47البطل

49بوريا الولي53التواضع57يد الله

إبراهيم على 8سالم

59حوزة الشيخ مجتهدي61االرتباط اإللهي

63أيام الثورة67 شهريور17

71عودة اإلمام قدس سره73القفزة المعنوية

77تأثير الكالم81االهتمام بالناس

85كردستان87المعلم النموذجي

93معلم الرياضة95الصالة في أول الوقت

99التصرف مع السارق101األيام األولى للحرب

107الحضور الثاني111التسبيحات

115مدينة المهدي119حالل المشاكل

121مجموعة الشهيداندرزكو125شهادة أصغر وصالي

127المظهر البسيط131تشم اإلمام الحسن عليه السالم

إبراهيم على 9سالم

135األسير139النصف من شعبان

141الجائزة145أبو جعفر

151صديق153مفقود األثر

157فقط لوجه الله161في محفل العظماء

165الزيارة169القنبلة اليدوية

171مطلع الفجر175معجزة األذان

181الكوفية183روح الفكاهة

mخوان 187األ189المسدس

195الفتح المبين201اإلصابة

205مجالس العزاء209مجلس السيدة الزهراء عليه السالم

213م.1982صيف العام 215أسلوب التربية

إبراهيم على 10سالم

219التصرف السليم223قصة الثعبان

225رضى الله229اإلخالص

233حاجات الناس ونعم الله239الخمس

ك 241نحن نحب243عمليات زين العابدين عليه السالم

249األيام األخيرة253فكة الميعاد األخير

257عملية والفجر التمهيدية263قناة كميل

269األسر271الفراق

273البحث عن الشهداء277الحضور

281سالم على إبراهيم283ملحق: ملف الصور

إبراهيم على 11سالم

مقدمة الترجمة

لطالما ذكرنا القائد الخامنئي دام ظله بمفاخر جبهتنا وكنوزها؛ وثقافة الحwwرب وأعالم الخنادق؛ إذ يقول: "هذه الحرب كنز. فهل سwwنقدر على اسwwتخراج هwwذا

(؛ أن نتمكن من اسwwتخراج هwwذا الكwwنز، فاإلمwwام1الكنز أم ال!؟ هwwذا هwwو فننwwا ) السجاد عليه السالم استخرج كنز ساعات عاشوراء المعدودة؛ وكwwذلك اإلمwwام الباقر واألئمة من بعده عليهم السالم قد استخرجوا جواهر وكنوز من سبقهم،� �ا حتى اآلن، ولطالما كان منشwأ وأجروا مثل هذا النبع الفوار والذي ال زال جاري� بمwwا ا دائمwwا �ا للدروس وموقظ�ا لنا على الدوام، ومwwذكر� للخير في حياتنا، وملقن يجب القيام به. واآلن األمر كذلك. فكwل واحwد منwا عنwwدما يقwرأ أي جملwwة من كلمات اإلمام الحسين عليه السالم التي بقيت ووصلتنا؛ يستذكر، ويشwwعر أنwwه

(238؛ص7يأخذ روح�ا جديدة ويتعلم كالم�ا جديد�ا".)حديث الوالية؛ ج صحيح أن نقلm ما يجري في جبهات الحwwرب والwwدفاع المقwwدس والكشwwف عن كنوزها يجب أن يكون وفق األسلوب العلمي؛ ابتغاء الدقة واألمانwwة التاريخيwwة، وأن يتسم بصبغة األدب ويتصل بفنون الرواية والكتابة؛ إال أن ذلك، في أحيwwان كثيرة، قد ال يكفي؛ فال يتقيد القلم بwwالفنون ..؛ فيجwwري بمwwا بwwاحت بwwه ألسwwنة الشهود وذاكرة الرفاق ودموع اإلخوة واألهل وحرارة أشwwواقهم، فعنwwد حwwديث الشهادة قد يعيا اللسان ويعجز القلم. وكما في جبهة السيف؛ أيض�ا في ساحة القلم واللسwwwان؛ تمس الحاجwwwة إلى الجهwwwاد والصwwwبر واأللم والتحمwwwل وإلى

الشهادة، شهادة بيضاء؛ تبهر العيون وتتم النور ولو كره الكافرون.إن الشهادة سبيل فتحه الله لتخليد خاصة عباده. والشهيد شاهد على

1 . ومهارتنا إبداعنا

إبراهيم على 12سالم

عالم الناسوت. أما نحن فأموات العادات اليومية الدنيويwwة. ومwwا أبسwwطنا حين نظن أننا قادرون على وصف الشاهدين على هذا العالم!.. فwwإن كwwل مwwا يكتب أو يقال عنهم ما هwwو إال تwwذكرة تنwwير قلوبنwwا، حيث يwwنزل كwwالبرق على وجودنwwا

الغافل وينير الطريق في الظلمات. يسر مركز المعارف للترجمة أن يقدم هwwذا العمwwل، ويكشwwف عن هwwذا الكwwنز،

إصدار جديد ضمن سلسلة "سwwادة القافلwwة" الwwتي“سالم على إبراهيم”؛ تصدر تباع�ا في مجموعة أدب الجبهة، نضعه بين أيدي القراء، وخاصة الشwباب

الغيارى؛ رواد الغد، حاملي أمانة الشهداء. في الختام، ال يسعنا إال أن نشكر كل من ساهم في ترجمwwة الكتwwاب وتحريwwره وإخراجه بهذه الحلة؛ ونخص بالذكر المترجمة: الدكتورة أميمwwة عليwwق؛ فريwwق المراجعة والتحرير: السيدة نجوى الموسوي، السيد ربيع أبwwو الحسwwن، الحwwاج

عدنان حمود؛ والمخرج األخ علي عليق. ويبقى الشكر الجزيل لإلخوة؛ رفاق الشهيد هادي؛ المجهwwولين عنwwدنا واألعالم في السماوات، وكذلك الشكر لدار المعارف اإلسالمية الثقافية التي أصwwدرت

هذا الكتاب.

مركز المعارف للترجمة

إبراهيم على 13سالم

مقدمة الكتاب ليس الكتاب الذي بين أيدينا، ذكرى لشهيد بطل وحسب، بwwل هwwو شwwرح حwwال

رجل ختم بطوالته وشجاعته ومروءته بالحصول على ميدالية الشهادة. في عصwwر يتwwأثر الشwwباب بنمwwاذج وضwwيعة في المجwwاالت الرياضwwية والفنيwwة، فيصادفهم عند كل خطوة في طرقات الحيwwاة المظلمwwة بwwئر، وذئب في ثwwوب النعاج، كما صادف يوسف الصديق،.. يمكن لإلطاللة على حياة "اإلبراهيميين"� في الليwwالي المظلمwwة. فقwwد قwwال مرشwwدنا وقائwwدنا: "بهwwذه أن تضيء مصباحا

األنجم يمكننا أن نجد الطريق".� في تعليم إبراهيم، الwwذي كwwان تلميwwذ�ا في مدرسwwة الواليwwة، قwwد أصwwبح أسwwتاذا اإلخالص والحب واإليثار؛ حين شرب من كwwأس الكwwوثر الصwwافية وصwwار سwwقاء�

للعطاشى. لم يتعلم السيطرة على نفسه وضبطها من "بوريا الولي" بwل من مwواله علي

عليه السالم؛ وما أجمل سيماء الفتوة التي رسمها!�ى من فwwارس سwwطmع بصwwفات الرجولwwة يذكر التاريخ، وقبل ظهwwور اإلسwwالم، فت� أخwرى والفتوة وحبه لوطنه.. وبعwد ظهwور اإلسwالم، ومن خالل تعلمwwه دروسwا كالتضحية، الطهارة، النبل، الصدق، التدين، والشwwهادة... الwwتي نهلهwwا من أهwwل البيت عليهم السالم؛ جعل اسم الشwباب في بالده يلمwع في سwماء الفضwائل، ودفع األمم إلى االعتراف بهذا األمر. وما الثورة اإلسwwالمية والwwدفاع المقwwدس

إال خير دليل على ذلك. إن المرور على أحوال الشباب والناشئة في تلك المرحلة وخاص�ة تحت

إبراهيم على 14سالم

ر mwwل. يسwwر جميwwقيادة المرشد صاحب الضمير الحي، ال يشبه إال النظر إلى بح بعض بعظمته وبجماله الظاهري، وبعض آخر، ال يكتفي بالنظر والتأمل بل يلتذ بالتقدم خطوة إلى األمام ويبلل جسده بالماء. مجموعة أخرى ال تكتفي بهwwذا، بل تسلم قلبها للبحر وتغwwوص إلى األعمwwاق، لتبحث في القعwwر وبين الصwwخور

عن اللؤلؤ داخل األصداف.

والحق يقال، ما أكثر الآللئ التي حصلنا عليها من بحر الدفاع المقدس، والتي�. وكم من تحولت إلى كنز ال بديل عنه، رفع رأس إيران واإلسالم الحبيب عاليا

الآللئ ما زالت في قعر البحر.

ومن لطف الله سبحانه وتعالى، أنه فتح أمامنا باب التعرف إلى درة من هwwذهالدرر.

ما الذي فعلناه وما الذي علينا فعله؟ هwwل اسwwتطعنا أن نتخwwذ هwwؤالء الترابwwيينالذين يغبطهم الملكوتيون على إنسانيتهم، قدوة لنا؟

� وراء شwwكل جwwذاب كيف يهجم شwwخص من دين مختلwwف وبالد أخwwرى، متخفيwwاوبطوالت وهمية، على جناح اإلعالم ليغيرm على قلب ودين الشباب والناشئة؟! مع أن الفسائل التي خلقتهwwا أسwwود الجبهwwة والwwدفاع المقwwدس، مغروسwwة في تراب الوالية؛ فهي قد ارتوت من الدمع الزالل، دمwwوع األمهwwات المwwدرارة في مجالس سيد الشهداء، الممتزج مع الحليب الجاري في دماء األبناء وعwwروقهم منذ الطفولة، وقد ختم على قلوبها قلwwوب الفسwwائل حب العبwwاس وعشwwق أم

السادات فاطمة عليها السالم.wwرين، كمwwا إن � للبحث عن الخwwير وعن الخي إن شwwبابنا وناشwwئتنا يسwwعون دومwwا�، لكن صدقهم وعشقهم ثابت ال يتزلزل. قد ينwwثر الغربwwاء على وجwwوههم غبwwارا

� "شهر محرم واحد�ا" يكفي لتحويل بحرهم ووجدانهم إلى عواصف مقتلعا

إبراهيم على 15سالم

جذور األعداء.� لكن جذوره راسخة. يحتاج إلى إبwwراهيم كي يعلwwق � نديا قد يكون الشاب طريا

فأسه على يديه ويكسر صنم نفسه. على كل حال. ما تكلمنا عنه هو موجة في بحwwر، والتعريwwف بالشwwهيد إبwwراهيم

هادي تعريف بحفنة من هذا الحمل الكبير.

*******

هذا الكتاب هو حصيلة أكثر من خمسين مقابلة مع عائلة وأصدقاء ومحبي هذا الشهيد الذين قدموا خير مساعدة للمحرر في إنجاز هwwذه المجموعwwة القيمwwة، على الرغم من الصwwعوبة الwwتي رافقت هwwذا األمwwر؛ ألن العثwwور على األصwwدقاء�ا؛ إذ ينسwwى المقربين للشهيد لمساعدتنا؛ بعد مرور هذه السwwنوات؛ كwwان صwwعب ذهن اإلنسان الذكريات مع مرور الزمن. لذلك كان علينا البحث عن الذكريات مwwرة ثانيwwة لwwدى األصwwدقاء المقwwربين على الwwرغم ممwwا حwwف الموضwwوع من مشكالت خاصة؛ ألن هؤالء إما قد استشهدوا أو يصعب الوصwwول إليهم بسwwبب درجتهم العسكرية الحالية. ولوال لطف اللwwه وعنايتwwه في تعريفنwwا إلى أنصwwاره

المخلصين، لما استطعنا إنهاء هذا العمل.:� قال الشاعر )حافظ الشيرازي( يوما

إلى منزل ليلى الطريق محفوف بالمخاطر والمزالق� الشرط األول للذهاب إليه، أن تكون مجنونا

في النهاية، أوجwwه الكالم إلى أصwwدقائنا الشwwباب، وأقwwول إننwwا لسwwنا في صwwدد صناعة أسطورة؛ ألن األساطير ال يمكن الوصول إليها. .. نحن نسwwعى لتقwwديم عرفاء بال ضوضاء يعيشون بالقرب منا من دون أن يعرفwwوا، ولكنهم يفاجئوننwwابسلوكهم. إنهم آيات من آيات الحق، أثبتوا أنه في ظلمات آخر الزمان يمكن

إبراهيم على 16سالم

أن تكون عبد�ا وتعيش بأفضل طريقة. أرى من واجبي أن أوجه الشكر إلى عائلwwة الشwwهيد إبwwراهيم هwwادي وأصwwدقائه ورفاقه وكل من ساعدنا في عملنا هذا. لذلك، عربwwون شwwكر لألصwwدقاء، وكي

نوثق القصص، ذكرنا اسم كل راو في بداية كل قصة. ا نشكر الله تعالى على هذا التوفيق. وأخير�

*******

إبراهيم على 17سالم

لماذا إبراهيم هادي؟

م، كنت في مسwwجد "أمين2007صwwيف العwwام الدولwwة" في طهwwران أصwwلي المغwwرب والعشwwاء. عشwwت حالwwة� غريبwwة؛ كwwان معظم المصwwلين من العلماء والفضالء وأنwwا واقwwف في الجهwwة اليمwwنى من الصف الثاني للجماعwة. بعwwد صwwالة المغwرب

نظwwرت حwwولي، فتعجبت لرؤيwwة المwwاء وقwwد أحwwاط بالمكwwان حيث تقwwام صwwالة الجماعة. وكأن المسجد صار جزيرة� في وسط بحر! فجأة وقف إمام الجماعة�ا بعمامة بيضwwاء وأدار وجهwwه إلى النwwاس وبwwدأ بwwالكالم. ا نوراني الذي كان عجوز�

سألت الرجل الذي اصطف بالقرب مني: هل تعرف من هو إمام الجماعة؟ أجاب: إنه الشwwيخ "محمwwد حسwwين زاهwwد"، وهwwو أسwwتاذ الحwwاج "حwwق شwwناس"

والحاج "مجتهدي".wwة، فقwwد بما أنني سwwبق وسwwمعت عن مقwwام الشwwيخ "زاهwwد" وعظمتwwه المعنوي صرت أستمع إليwwه بكwل دقwwة. ضwمن حديثwwه عن بعض المسwwائل في العرفwwان

واألخالق قال: "أيها األحباء، أيها األصدقاء، يعwwدنا النwwاس أننwwا كبwwار علمwwاء العرفwwان واألخالق، ولكن يا رفاقي األعزاء، إن كبار العرفان العملي هم هؤالء"، ثم حمwwل صwwورة كبيرة، فوقفت قليال� كي أرى بوضوح. كانت الصwwورة لشwwاب ذي لحيwwة طويلwwةا. تأملت الصورة بدقwwة؛ أنwwا أعرفwwه جيwwد�ا، فقwwد رأيت صwwورته يرتدي قميص�ا بني

ا. لم أشك في أنه هو.. "إبراهيم"، "إبراهيم هادي". كان كالمه بالنسبة مرار�

إبراهيم على 18سالم

ا؛ أن يقول الشيخ حسين زاهد -أستاذ العرفان واألخالق الذي تتلمذ إلي مدهش� على يديwwه كثwwير من العلمwwاء- هwwذا الكالم! وأنwwا في هwwذه الحwwال تسwwاءلت في

نفسي: هل الشيخ زاهد..؟! لقد رحل عن هذه الدنيا منذ سنوات.ا في العشwwرين من قفزت من نومي وأنا مضطرب. كانت الساعة الثالثة فجwwر�

. الموافwwق للسwwابع والعشwwرين من رجب ذكwwرى1 هwww. ش86مرداد من العwwام المبعث النبwwوي الشwwريف. لم أشwwك في أن هwwذا الحلم رؤيwwا صwwادقة جعلت جسدي يرتجف. أخذت ورقة وكتبت بسرعة ما رأيت وما سمعت. لم أسwwتطع

النوم؛ جلت في ذهني على الذكريات التي سمعتها عن "إبراهيم هادي".

*******

هwww.ش. ]73حwwدث في اليwwوم األخwwير من شwwهر رمضwwان المبwwارك من العwwام م.[، أن ذهبت مع أحد األصwwدقاء إلى مسwwجد الشwwهداء كي نwwترافق مwwع1994

بعض شباب الجبهة القwwدامى إلى بيت الشwwهيد إبwwراهيم هwwادي للمشwwاركة فيمراسم العزاء التي أقيمت بمناسبة وفاة والدته.

شرع الحاج "حسين الله كرم" في الحديث عن الشهيد إبراهيم هادي، وأخبرناا لها في أي وقت مضى. عن ذكريات عجيبة عنه لم أسمع نظير�

لقد شغلتني الذكريات التي سمعتها سنين طويلة. لم أصدق أن يسطر مجاهد هذا الكم من المالحم البطولية ويبقى مجهوال� إلى هذا الحد. واألعجب من هذا، ومwwع مwwرور أن يكون هwwو قwwد طلب من اللwwه أن يبقى مفقwwودm األثwwر ومجهwwوال�

السنوات لم يعثر على جثمانه وال خبر عنه. *******

ما زال يفصلنا عن أذان الصبح بعض الوقت، لكن النوم فwwر من عيwwني، أحببتا لألخالق العملية. ا أن أعرف لماذا اعتبر الشيخ زاهد إبراهيمm نموذج� كثير�

العام 11 1 من م.2007آب

إبراهيم على 19سالم

في اليوم التالي، توجهت إلى مقwwبرة "ابن بابويwwه" في جنwwوب طهwwران وزرتwدت من الرؤيwا الwتي مرقد الشيخ محمد حسين زاهد. عندما رأيت صwورته تأك شاهدتها، وأيقنت أيض�ا أنه ال يجب البحث عن العرفاء في الجبال أو في غرف

الخادعة؛ بل هم منا وموجودون بيننا.1"الخانقاه" في ذلك اليوم بالتحديد قصدت أحwد رفwاق الشwهيد هwادي وحصwwلت منwه على عناوين وأرقام هواتف أصدقاء الشهيد المقربين. لقد أخwwذت قwwراري: علي أن أتعرف أكثر وبشكل أكمل إلى إبراهيم؛ قد تكون هذه رسالة حملني الله إياها

للتعرف إلى عباده المخلصين. نعم، لقد تم اختيار إبراهيم!

*******

المذاهب/ 1 بعض وعند التاريخ عبر موجودة للعبادة، الناس عن بالمنقطعين خاصة أمكنة التكايا؛ التكياتوالفرق.

إبراهيم على 20سالم

إبراهيم على 21سالم

السيرة الذاتية

فتح إبwwwراهيم عينيwwwه على هwwwذا العwwwالم في األول من نيسwwwان21 هwwww .ش ]1336أرديبهشwwwت من العwwwام

wwة الشwwهيد "سwwعيدي" بwwالقرب من1957 م[. في محل خراسwwان. هwwو االبن الرابwwع لعائلتwwه، لكن على1ميwwدان

ا، wا خاص wه حب الرغم من ذلك كwان والwده المشwهدي يحب، اسwwتطاع وهو أيض�ا كان يقدر مكانة والده حق التقدير. أب، كwwان عملwwه بقwwاال�

تربية أوالده على أفضل نحو. ذاق إبراهيم طعم اليتم في مطلع نشأته، األمر الwwذي دفعwwه إلى خwwوض غمwwار الحيwwاة كالرجwwال العظwwام، فبwwدأ العمwwل إلى جwwانب دراسwwته. أنهى المرحلwwة االبتدائية في مدرسة "طالقاني" والمرحلة الثانوية في مدرستي "أبو ريحwwان" و"كريم خان زند"، واستطاع الحصول على الشهادة الثانويwwة في فwwرع األدب. منذ األشهر األخيرة للمرحلة الثانوية بدأ بمطالعاته غwwير المدرسwwية. وقwwد كwwان لحضور إبراهيم في لجنة شباب "الوحدة اإلسالمية" والتتلمذ على يwwد أسwwاتذة كالعالمة الجعفري، األثر الكبير في نضوج شخصwwيته. كمwwا أظهwwر شwwجاعة قwwل 2نظيرها في مرحلة انتصار الثورة. إلى جwwانب دراسwwته، كwwان يعمwwل في بwwازار

طهران، وبعد انتصار الثورة انتقل إلى منظمة التربية البدنيwwة )منظمwwة رعايwwة�ا في الشباب(، ومن بعدها إلى التربية والتعليم حيث بدأ عمله معلم�ا مضحي

ساحة. 1سوق. 2

إبراهيم على 22سالم

تعليم وتربية أبناء هذا الوطن.ا ا؛ بدأ برياضة الفتوات؛ أي الرياضة التراثية اإليرانية. كما كان ماهر� كان رياضي في الكرة الطائرة والمصارعة ولم يكن يwwتراجع في أي ميwwدان من الميwwادين، بل يقف برجولwة دوم�wwا. هwذه الرجولwة الwتي ظهwرت بوضwوح في االرتفاعwات الباسwwقة البwwاردة لwww"بwwازي دراز" و"جيالن غwwرب" كمwwا في سwwهول الجنwwوب الحارقwة. مwwا زالت بطوالتwwه تتwwداعى في أذهwان رفwwاق السwwالح القwدامى. في معركة "والفجر التمهيدية"، قاوم مدة خمسة أيام مwwع شwwباب كتيبwwة " كميwwل"

بهمن من22و"حنظلة" في قنوات "فكة". ولم يستسwلموا إلى أن كwان يwوم م[ عنwwدما أرسwwل من تبقى من الشwwباب1983 شwwباط 11 هwww.ش. ]61العام

إلى الخطوط الخلفية، وبقي إبراهيم وحيد�ا، ورافق الله لوحwwده ولم يwwره أحwwد منذ ذلك الوقت، فبقي مجهwول المصwwير كمwا أراد دوم�wwا من اللwwه، ومwا أجمwwل

صفة "مفقود األثر"! صفة من صفات أحباب الله.

*******

إبراهيم على 23سالم

محبة األب

رضا هادي - أخو الشهيد

كنا نعيش في بيت صغير مستأجر بwwالقرب من ميwwدان خراسwwان في طهwwران. م.[1957 هw.ش ]نيسwwان 36إنها األيام األولى من شهر أرديبهشت من العام

منذ أيام والفرح باد على وجه أبي. كان في حالة شكر دائم على الصبي الذيرزقه الله إياه في مطلع هذا الشهر.

على الرغم من أننا في البيت ثالثة ذكور وفتاة، إال أن أبي كان فرح�ا جدا بهwwذاالمولود الجديد. وفي الحقيقة كان معه حق، فالطفل كان لطيف�ا جدا.

ا للصwwبر والبطولwwة اختار له اسم "إبراهيم"، على اسم النبي الذي كان مظهwwر�والتوكل والتوحيد. إنه بالفعل اسم الئق به.

كلما جاء األقرباء لزيارتنا، قالوا ألبي: "يا سيد حسين، لديك ثالثة أوالد آخرين،لماذا تظهر كل هذه السعادة بهذا الطفل؟".

wwه �ا! أنwwا متأكwwد من أن �ا عجيب كان أبي يجيبهم بهدوء خاص: "إن لهذا الطفل شأنا لله، أنا متيقن من أن إبراهيم سيخلد اسمي". وكان معwwه سيكون عبد�ا صالح�

حق.كانت محبة والدنا إلبراهيم عجيبة، ال توصف. على الرغم من أن الله قد

إبراهيم على 24سالم

ا، لكن لم تنقص محبة والدنا إلبراهيم قيد أنملة. رزق عائلتنا بعده فتاة� وصبي في المرحلة االبتدائية، ارتwwاد إبwwراهيم مدرسwwة "طالقwwاني" في شwwارع "زيبwwا". كانت له أخالق خاصة. في تلك المرحلة، لم يكن يترك صwwالته أبwwد�ا قwwال مwwرة ألحد أصدقائه: "إن أبي رجل مدهش، لقد رأى اإلمام المهدي مرات عwwدة فيا الذهاب إلى كربالء فرأى في منامه منامه، في إحدى المرات كان يتمنى كثير�

أبا الفضل العباس)ع( حيث جاء لرؤيته والحديث معه".

في السنة األخيرة من المرحلة االبتدائية قال لرفاقه: "يقول أبي: إن السيد الخميني الذي أبعده الشاه منذ سنوات، هو إنسان جيد،

ويقول إن كالمه هو كالم اإلمام المهدي| وعلى الجميع إطاعته". قال رفاقه يومها: "إبراهيم، ال تكرر هذا الكالم أبد�ا. إذا عرف الناظر، يطwwردك

من المدرسة".wwه �ا يومهwwا، لكن ا عجيب قد يكون سماع هذا الكالم بالنسبة إلى رفاق إبراهيم أمر�

ا بما يقوله أبوه. كان يؤمن كثير�

*******

إبراهيم على 25سالم

الرزق الحالل

أخت الشهيد

ا، كwwان من أهwwل المسwwجد ومجwwالس العwwزاء، �ا تقي في الحقيقة، كان أبي إنسwwان وكان يولي الرزق الحالل أهمية خاصwwة، وكwwان يعwwرف قwwول الرسwwول األكwwرم:

.1""العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحالل لذلك، حين آذاه عدد من الرعاع واألوباش في منطقة "أمير آباد" ومنعwwوه من كسب الرزق الحالل، اضطر إلى بيع الدكان الذي ورثه عن أبيه والwwذهاب إلىا أمwwام الفwwرن، إلى أن اسwwتطاع شwwراء مwwنزل معمل للسكر والعمل ليال� ونهار�

صغير.ا إن سwwبب تربيwwة أبي ألبنwwاء صwwالحين مwwا هwwو إال نتيجwwة قwwال إبwwراهيم مwwرار� المصwwاعب الwwتي عاناهwwا في سwwبيل كسwwب الwwرزق الحالل. وكwwان كلمwwا تwwذكر طفولته قال: "كان أبي يساعدني ألحفظ القرآن، ويصwwطحبني دوم�wwا معwwه إلىwwا نwwذهب إلى مسwwجد الحي أو إلى مسwwجد الحwwاج "عبwwد النwwبي المسwwجد. كن

"علي األصwwغر عليwwه2النwwوري"، بعwwد تقwwاطع "سرتششwwمه" حيث كwwانت هيئةالسالم"، وكان ألبي فخر الخدمة في هذه الهيئة".

*******

ج 1 المجلسي، العالمة األنوار، ص 100بحار ،9. ح ،37عليهم 2 ووالداتهم األئمة شهادات بمناسبات والمدائح والمراثي العزاء، مجالس إقامة مهمتها لجنة أو هيئة

السالم.

إبراهيم على 26سالم

في أحد األيام األخيرة من المرحلة االبتدائية، قام إبراهيم بعمwwل أغضwwب أبي.فقال له: "إبراهيم، اخرج وال ترجع حتى المساء"!

خرج إبراهيم ولم يعد حتى المساء. وكان الجميwwع قلق�wwا عليwwه وخاصwwة في مwwا يتعلق بطعام الغwwداء، لكنwwه لم يخwwالف كلمwwة والwwده. في المسwwاء، رجwwع وحينا: "ماذا تناولت وقت الغwwداء يwwا أخي؟"، دخل البيت سلم بكل أدب. سألته فور�

وكان أبي يظهر عدم رضاه حتى اآلن، لكنه وقف ينتظر جواب إبراهيم. ا ومعها قال إبراهيم بكل هدوء: "كنت أمشي في الشارع، فرأيت امرأة عجوز�ا كثير من األغراض وال تعرف كيف تنقلها إلى بيتها، فساعدتها. شwwكرتني كثwwير�

wwد من أنهwwا5وأعطتني ا فأخذتها ألنني متأك رياالت، لم أقبل؛ لكنها أصرت كثير�ا رزق حالل، فقد تعبت في تحصيله. عنwwد الظهwwر، اشwwتريت بwwذلك المwwال خwwبز�

وتناولته". حين سمع أبي كالمه، علت وجهه ابتسwwامة رضwwى وكwان سwwعيد�ا؛ ألن ابنwwه قwwد

تعلم درس أبيه على أكمل وجه، فقد أعطى الرزق الحالل األهمية الالزمة. كانت صداقة أبي مع إبراهيم أكثر من عالقة تقليدية، ظهwwرت ثمرتهwwا واضwwحة

. في نمو شخصية االبن. لكن عالقة الصداقة هذه لم تستمر طويال� كان إبراهيم يافع�ا حين فقدm الحس الطيب لحماية األب، وعنwwد غwwروب حwwزين،شعر بظالل اليتم الثقيلة تظلل رأسه. بعد ذلك أكمل الحياة كالرجال الكبار.

نصحه أكثر أصدقائنا باالهتمام بالرياضة، وقد اقتنع بهذا األمر.

*******

إبراهيم على 27سالم

الرياضة التراثية

إيرج كرايي، محمد زاهدي، ناصر كدخدا.

خالل السwwنوات األولى من المرحلwwة الثانويwwة، تعwwرف إبwwراهيم إلى الرياضwwة التراثية اإليرانية، حيث كان يwwذهب ليال� إلى نwwادي )"روزخانwwه" الحwwاج حسwwن(.ا. �wwا مخلصwwار"، عارف�wwن النجwwاج "حسwwكان الحاج "حسن توكل"، المعروف بالح كان لديه "روزخانه" مقابل مدرسة "أبو ريحان" حيث صار إبwwراهيم أحwwد رواد

هذا المكان الرياضي والمعنوي. كان الحاج حسن يبدأ التمwwارين الرياضwية بعwدد من اآليwwات القرآنيwwة، ثم يwwذكر�ا ويترجمه. في معظم الليwwالي، كwwان يرسwwل إبwwراهيم إلى وسwwط الحلبwwة، حديثا في أهwwل الwwبيت حيث يدور ويقwwرأ سwwورة قرآنيwwة أو دعwwاء التوسwwل أو أشwwعار� عليهم السالم فيساعد المرشد بهذه الطريقة. من األعمال المهمة التي كانت تقوم بها هذه المجموعة، أنه حين يطول وقت الرياضة إلى أذان المغرب كان الشباب يتوقفون عن التمارين ويصلون المغwwرب جماعwwة خلwwف الحwwاج حسwwن وسط الحلبة. هكذا، ومنذ ذلwك الwوقت؛ أي قبwل انتصwwار الثwwورة، كwان الشwيخ

ا في اإليمان واألخالق إلى جانب الرياضة. حسن يعطي الشباب درس� ال أنسى ما حصل في إحدى الليwwالي؛ كwان الشwwباب يرتwwدون مالبسwهم ويwودع

بعضهم بعض�ا، وإذا برجل مضطرب يدخل وهو يحتضن طفال� شاحب الوجه

إبراهيم على 28سالم

وقال بصوت مرتجف: "ساعدني يwwا حwwاج حسwwن، ابwwني مwwريض، فقwwد األطبwwاءكم، wwسmفm األمل! وسأخسر ابwwني، ليس لwwدي مكwwان أذهب إليwwه، لكنwwني أؤمن بن

أقسم عليك بالله أن تدعو له..". ثم أخذ بالبكاء...wwروا مالبسwwكم وانزلwwوا إلى الحلبwwة"، ووقwwف هwwو في وقف إبراهيم وقwwال: "غي الوسط. أذكر ليلتها أن إبراهيم وخالل دورة في الحلبة قرأ دعwwاء التوسwwل مwwع الشبان، ثم دعوا بكل حرقة لذلك الطفل وكان والده يجلس في الزاوية يبكي

وهو يحتضنه. بعد أسبوع أو أسبوعين، قال الحاج حسن للشwwباب حين أنهwwوا الرياضwwة: "أنتم مدعوون نهار الجمعة إلى الغداء". سألته بتعجب: "إلى أين؟!"؛ قال: "دعwwاكم ذلك الرجل الذي جاء مع طفله المريض"، ثم أكمل: "لقwwد شwwفي ابنwwه وأبلغwwه

الطبيب أن حالته قد تحسنت ولذلك دعا الجميع إلى الغداء". �ا. استدرت، ونظرت إلى إبراهيم الذي كان يستعد للخروج وكأنه لم يسمع شيئ لكنني لم أشك أبد�ا في أن دعاء التوسل الذي قرأه إبراهيم بهذا الشوق وهذه

الحالة العجيبة قد فعل فعلته.

*******

لطالما رأيته يرافق بعض الشباب الذين ال يwwوحي مظهwwرهم أبwwد�ا بالتwwدين، وال يهتمون بالمسائل الدينية، وكان يجذبهم نحو الرياضة. من بين أولئwwك الشwwباب كان هناك واحد هو األسوأ بين الجميع. لدرجة أنه كان يتكلم بكل بسwwاطة عن

شرب الخمر وعن األعمال غير الالئقة، وال يعرف أي شيء عن الدين. لم يكن يعطي أي عناية ال للصالة وال للصيام وال لشيء آخر. وقwwد قwwال مwwرة:

"لم أشارك في حياتي في أي جلسة دينية أو هيئة حسينية".

إبراهيم على 29سالم

، من هم هؤالء الذين تجرهم وراءك؟ 1قلت مرة إلبراهيم: يا سيد أبرام- ماذا تقصد؟

لقد أحضwwرتm البارحwwة ذلwwك الشwwاب إلى المجلس الحسwwيني، فجلس بwwالقرب مني. حين كان القارئ يتكلم عن مظلومية اإلمام الحسين عليwwه السwwالم وعن أفعال يزيد، كان يسمع وينظر حوله بغضب. حين أطفأوا النور، بwwدل أن يبكي،

كان يسب يزيد بشتائم فظيعة!! : "مwwا المشwwكلة، لم استمع إبراهيم إلى كالمي بتعجب، ثم بwwدأ بالضwwحك قwwائال� يذهب هذا الشاب في حياته إلى مجلس حسيني ولم يبك قwwط، كن على يقينا إذا ما صادق اإلمwwام الحسwwين، ولwwو اسwwتطعنا أن �ا صالح� من أنه سيصبح إنسان

نجعل هؤالء الشباب متدينين فيا له من إنجاز".wwه تخلى عن كwwل شwwيء سwwيئ تطورت صداقة إبراهيم لهwwذا الشwwاب لدرجwwة أن

وصار من الشباب الرياضيين الجيدين. بعد أشهر، وفي أحد أيام العيد، أحضر الشاب علبة حلwwوى ووزعهwwا علينwwا بعwwد الرياضwwة وقwwال: "يwwا رفwwاق، أنwwا أدين لكم جميع�wwا، وأدين للسwwيد أبwwرام. لwwو لم يعرفwwني اللwwه إليكم، فمن يwwدري أين كنت اليwwوم؟". نظرنwwا كلنwwا إليwwه بتعجب. وعندما كنت أهم بالمغwwادرة، ناديتwwه وطلبت منwwه أن يسwwامحني ألنwwني تكلمت

عنه في غيابه، وأسرعت بالخروج. كنت طيلة الطريق أفكر في أعمال إبراهيم. كيف راح يجذب الشwwباب بشwwكل رائع فرد�ا فرد�ا نحو الرياضة ثم يسحبهم إلى المسwwجد وإلى الهيئwwة الحسwwينية، وكما كwwان يقwwول هwwو: "يwwرميهم في أحضwwان اإلمwwام الحسwwين عليwwه السwwالم".�ا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم قاله لإلمام علي عليه تذكرت عندها حديث

لئن يهدي اللHHه بكHHرجال واحHHدا خHHير لHHك ممHHا طلعت عليHHهالسالم: ".2الشمس"

*******

1 . " تودد�ا " أبرام ينادونه كانواج 2 المجلسي، العالمة األنوار، ص 5بحار ،28.

إبراهيم على 30سالم

من األعمwwال األخwwرى الwwتي كwwانت تقwwام في مركwwز الرياضwwة التراثيwwة هwwذا )زورخانة(، زيارة األعضاء لباقي المراكز. حيث كانوا يقومون هناك بتمwwارينهم الرياضية. ما زلت أذكر تلك الليلة من شهر رمضwwان المبwwارك، حين ذهبنwwا إلى

"روزخانه" في "كرج" وبدأنا بالتدريبات.

�wwا ال أنسى تلك الليلwwة، كwwان إبwwراهيم يقwwرأ الشwwعر والwwدعاء، ويتمwwرن. بقي وقت طويال� في وسط الحلبwwة وكwwان ال يتوقwwف عن الwwدوران. وهwwو غwwير ملتفت لمwwا يجري حوله. فقد نزلت مجموعة إلى الحلبة ثم خرجت ونزل غيرهwwا وإبwwراهيم

في الوسط وال يلتفت ألي كان. إلى أن اقترب مني رجل عجوز كان يجلس في مكان مرتفwwع ويwwراقب رياضwة الشباب، وقال: "يا بني، انتبه لهذا الشاب، فقد يمرض!". وحينما سألته: "ماذا تقصد؟" قال: "حين وصلت كان يدور في الوسط. كنت أحسwwب عwwدد دوراتwwه من خالل حبات مسwبحتي. وقwد عwددت إلى اآلن سwwبع مسwابح؛ أي سwبع مئwة دورة، وال تنسى أنني لم أكن هنا منذ أن ابتwwدأ بالتمwwارين. أرجwwوك أخرجwwه من

الحلبة وإال داخ ووقع".�ا لم يكن، وكأنwwه لم يمض حين انتهى وقت الرياضة، خرج إبwwراهيم وكwwأن شwwيئ

أربع ساعات في وسط الحلبة. لم يكن يشعر بالتعب قط.

*******

في الحقيقة، قام إبراهيم بهذه التمارين لتقوية جسده، وكان يقول: في سبيلا دوم�ا ا، مكرر� خدمة الله وخدمة عباده، يجب أن يبقى جسدنا قوي

إبراهيم على 31سالم

قHHو على خHHدمتككالم أمwwير المؤمwwنين عليwwه السwwالم في دعwwاء كميwwل: ".جوارحي"

ا ثقيال� جwwدا كي يتمwwرن. �ا من حديwwد وحجwwر� جهز إبwwراهيم في تلwwك األيwwام قضwwيب تناقلت األلسن هذا الخبر، وصار يشار إليه بالبنان. لكنه توقwwف بعwwد فwwترة عن القيام بهwذه التمwارين أمwام الشwباب وكwان يقwول: "تwؤدي هwذه األعمwال إلى الغرور والغفلة لwwدى اإلنسwwان"، ثم يضwwيف: "يريwwد النwwاس أن يعرفwwوا من هwwو األقوى، فإذا قمت بتمارين شاقة، قد يحرج هذا األمwwر رفwwاقي وسwwأظهر أمwwام

الجميع وهذا أمر خاطئ".ا، وكان أحدهم يوشwwك على الخسwارة، يسwرع �ا رياضي فيما بعد، حين صار مدرب

إبراهيم إلى تغيير اللعبة كي ال يشعر أحد بالحرج. لكن جسد إبراهيم القوي، أبرز قدرتwه دفعwة واحwدة وذلwك حين حضwwر السwيد "حسين طحامي" إلى الw"روزخانه"، وتمرن مع الشباب. كان حسين هذا بطل

العالم في المصارعة ومن مريدي الحاج حسن.

*******

إبراهيم على 32سالم

إبراهيم على 33سالم

البطل "الفتوة"

حسين الله كرم

جاء السيد "حسين طحامي" إلى الw"روزخانه" وصار يتمرن مع الشباب. على الرغم من مرور وقت طويل لم يشارك خالله في المسwwابقات العالميwwة، لكن جسده كان ال يزال يتمتع بالقوة واللياقة. بعد أن أنهى الرياضwwة، اسwwتدار نحwwو الحاج حسن وقال: "يا حاج، هل يوجwwد من يصwwارعني لجولwwة؟". أجwwال الحwwاج حسن بنظره على الشباب وقال: "إبراهيم"؛ ثم أشwwار لwwه للتوجwwه إلى وسwwطا إذا مwwا الحلبة. في المصارعة التراثية )الفتوة( االحترافية يعتبر الالعب خاسwwر� لمس األرض أو ارتمى أرض�ا. لذلك يحتwاط الالعب كwل االحتيwاط كي ال يتسwخ

بالتراب. بدأت جولة المصارعة ووقفنا نشاهد. تصارع االثنان حوالي النصف سwwاعة من دون أن يلمس أحwwد منهمwwا األرض، وشwwعرا بضwwغط كبwwير. لكن لم يسwwتطع أيا، وبالتالي لم ينتصر أي منهما. بعد انتهاء الجولة، منهما أن يسقط خصمه أرض� لم يتوقف السيد حسين عن تكwwرار: "بwwارك اللwwه، بwwارك اللwwه، مwwا أشwwجع هwwذا

الشاب، ما شاء الله أيها البطل، أيها الفتوة".

*******

حين انتهينا من جولة الرياضة، رأيت الحاج حسwwن وهwwو يتأمwwل وجwwه إبwwراهيم.تقدم إبراهيم نحوه وسأله بتعجب: "ما األمر يا حاج؟".

إبراهيم على 34سالم

بعد لحظات من السwwكوت، قwwال الحwwاج حسwwن: "في ماضwwي طهwران، اشwwتهر بطالن؛ الحاج السيد "حسن رزاز" والحاج "محمد صادق بلور فwwروش"، وكانwwا صديقين مقربين. كما لم يكن أحد ينافسهما في المصwwارعة. واألهم من ذلwwك، كانا عبدين مخلصين للwwه. قبwwل البwwدء بالرياضwwة، اعتwwادا على قwwراءة عwwدد من اآليات القرآنية ومجلس عزاء قصير بعينين باكيتين لحال أبي عبد الله الحسينmفmس كwل من الحwwاج محمwwد صwادق والحwwاج السwwيد حسwwن عليه السالم. كwwان ن

يشفي المرضى". ثم أكمل: "أعتبرك يا إبراهيم فتوة مثلهما".

ابتسم إبراهيم وقال: "عفوك يا حاج، أينني منهما؟!" أذكر انزعاج بعض الشباب من مدح الحاج حسن إلبراهيم بهذه الطريقة.

في اليوم التالي، جاء خمسة مصارعين من حلبات طهwwران وكwwان من المقwwرر أن يتنافسwwوا مwwع شwwبابنا. اسwwتقبل الجميwwع فكwwرة كwwون الحwwاج حسwwن حكم�wwا للمباريwwات. بwwدأت المصwwارعة بعwwد التمwwارين الرياضwwية اليوميwwة. أقيمت أربwwع مباريات، ربح شبابنا مباراتين وربح الضيوف اثنتين. لكن في المباراة النهائيwwة،، كانوا يرفعون صوتهم ويصرخون في وجه الحwwاج حسwwن، عمت الفوضى قليال�

ا. وقد انزعج الحاج كثير� التفت إلى أن المباراة النهائية ستكون بين إبwراهيم وأحwد شwبابهم، وبمwا أنهم يعرفwون قwدرة إبwراهيم وكwانوا متأكwwدين من أنهم سيخسwwرون، اختلقwوا هwذه

الفوضى كي يحملوا مسؤولية خسارتهم للحكم. مضت لحظات، فwwإذا بwwإبراهيم يwwنزل إلى الحلبwwة والبسwwمة تعلwwو وجهwwه، بينمwwا الجميع غاضب ومنزعج، وبدأ يسلم باليد على الرياضيين فرد�ا فرد�ا وأعلن أنwwه

لن يلعب. حين سألناه مستنكرين: "لماذا؟".أجاب: "إن صداقتنا أهم من كل هذا الكالم"، ثم قبل يد الحاج حسن

إبراهيم على 35سالم

وبصلوات على محمد وآل محمد أعلن ختام المباريات.

لم يكن في ذلك اليوم رابح أو خاسر، لكن إبراهيم كان الwwرابح الحقيقي. حين توجهنا لتغيير لباسنا، نادانا الحاج حسن وخاطبنا: "هwwل فهمتم اآلن لمwwاذا قلت

إن إبراهيم بطل حقيقي؟" : "ما رأيتمwwوه اليwوم هwو البطولwة كنا جميع�ا صامتين، فأكمل الحاج حسن قائال� الحقيقية". فقد واجه إبراهيم نفسه وانتصر. لم يتواجwwه إبwwراهيم معهم، ألجwwل الله، وللحيلولة دون الحقد والمشاكل. نعم أيها الشwwباب، إن البطولwwة هي مwwا

رأيتموه اليوم".

*******

اسwتمرت قصwص إبwراهيم في الفتwwوة إلى أن جwاءت أحwداث انتصwار الثwwورة،ا حضورهم في الرياضة التراثية. إلى أن وانشغل معظم الشباب بها. وقل كثير�ا ونصلي صالة الصwwبح جماعwwة اقترح إبراهيم أن نلتقي في الw"روزخانه" صباح�

ثم نتمرن بعدها، وقmبل الجميع.ا في الصباح، نؤذن ونصلي الصبح جماعwwة، ثم نبwwدأ الرياضwwة. صرنا نلتقي يومي

ا بسيط�ا ثم نتوجه إلى أعمالنا. بعدها، نتناول فطور�ا لهذا األمر، فمن جهة كان الشباب يصwwلون الصwwبح جماعwwة، فرح إبراهيم كثير�

ومن جهة أخرى لم يوقفوا رياضتهم. قال الرسول األعظم: "لئن أصلي الصبح في جماعwwة أحmب إلي من أن أصwwلي

.1ليلتي حتى أصبح"ا وتوجwه معظم مع بداية الحرب المفروضة، قلت أنشwطة الww"روزخانwه" كثwwير�

. في إحدى الشباب إلى الجبهة، وصار إبراهيم ال يأتي إلى طهران إال قليال�

ح 1 الهندي، المتقي العمال، .22792کنز

إبراهيم على 36سالم

المرات التي جwwاء بهwwا إلى طهwwران، أخwwذ وسwwائله الرياضwwية معwwه، وهنwwاك فيالجبهة افتتح حلبة للرياضة التراثية.

كانت "روزخانه" الحاج حسن، علم�wwا على رمح في تربيwwة األبطwwال الواقعwwيين. مضwwاف�ا إلى إبwwراهيم، تخwwرج فيهwwا عwwدد من الشwwباب الwwذين أثبتwwوا شwwهامتهم ورجwولتهم الحقيقيwwة في محضwwر اللwwه. حفظwوا إيمwانهم بwدمائهم، وهwwؤالء هم

األبطال الواقعيون. انتهى الwwزمن الجميwwل والمعنwwوي لwww"روزخانwwه" الحwwاج حسwwن، منwwذ السwwنوات األولى للwwدفاع المقwwدس، وذلwwك بشwwهادة الشwwهيد "حسwwن شwwهابي" مرشwwد الw"روزخانه" والشهيد "أصغر رنجwwبران" )قائwwد لwwواء عمwwار األول( والشwwهداء: "سيد صالحي"، "محمد شاهرودي"، "علي خرمدل"، "حسن زاهwwدي"، "جwwواد مجد بور"، "رضابند"، "حمد الله مرادي"، "رضwwا هوريwwار"، "مجيwwد فريدونwwد"، "قاسم كاظمين" وإبwراهيم وشwwهداء آخwرين، مضwwاف�ا إلى إصwابة الحwwاج "عليwwل"، وفي نصwwر اللwwه" و"مصwwطفى هرنwwدي" كwwذلك مwwوت الحwwاج "حسwwن توك النهاية، التحق هذا الزمن بالذكريات مع تحويل الw"روزخانه" إلى مبنى سكني.

*******

إبراهيم على 37سالم

الكرة الطائرة بالعب واحد

عدد من أصدقاء الشهيد

منذ السنوات األولى للمرحلة الثانوية، أظهرت يدا إبراهيم القويتان أنwwه بطwwل في كثير من األلعاب الرياضية. خالل حصص الرياضة، كان يلعب طيلة الwwوقت

الكرة الطائرة، وال يمكن ألحد منافسته. في إحدى المرات، وقف وحده أمام فريق من ستة العبين، وسمح له بضwwرب ثالث كرات فقط، وكنا جميع�ا - مضاف�ا إلى أستاذ الرياضة أيض�ا- شاهدين على فوزه. منذ ذلك اليوم، صار إبراهيم، وفي أكثر األوقات، يلعب الكwwرة الطwwائرة

17وحده. معظم أيام العطwwل، كنwwا نلعب خلwwف مبwwنى اإلطفائيwwة في شwwارع " شwwهريور"، ولم يتمكن أحwwد، حتى بعض المwwدعين، من منافسwwة إبwwراهيم أو

االنتصار عليه. أما أفضل ذكريات إبراهيم مwwع الكwwرة الطwwائرة، فwwترجع إلى أيwwام الحwwرب في

"جيالن غرب"، حيث كان يوجد ملعب للكرة الطائرة ألبناء المنطقة. في أحد األيام، جwwاء إلى منطقwwة "جيالن غwwرب" عwwدد من الحwwافالت الصwwغيرة )ميني باص( وكان مسؤولهم السيد "داوودي" )رئيس منظمة التربية البدنية(،

يعلم إبراهيم الرياضة من قبل.

إبراهيم على 38سالم

أعطى السwwيد "داوودي" إلبwwراهيم عwwدد�ا من الوسwwائل الرياضwwية وقwwال لwwه:�ا". التفت إبwwراهيم إلينwwا وقwwال: "إن أصwwدقاءنا هم "تصرف بها بما تجده مناسب من مختلف المجاالت الرياضية وقد جاؤوا لزيارتنwwا" ثم تحwwدث إلى الرياضwيين قليال� وعرفهم إلى المنwwاطق المختلفwwة في المدينwwة إلى أن وصwwلوا إلى ملعب

الكرة الطائرة. قال السwwيد "داوودي": "معنwا اآلن عwدد من شwwباب لجنwwة الكwwرة الطwائرة في

طهران، ما رأيكم بمباراة؟".ا. في الطرف األول خمسwwة العwwبين انطلقت المباراة في الساعة الثالثة عصر� بينهم ثالثة من المحترفين ويقابلهم في الطرف اآلخر إبwwراهيم وحwwده. مضwwاف�ا

إلى عدد كبير من المشجعين. كما جرت العادة، وقف إبراهيم أمامهم حافي القدمين، رافع�ا أطwwراف بنطالwwه�ا قميصwwه القطwwني. وبwwدأ يلعب بمسwwتوى يصwwعب تصwwديقه. إلى ركبتيه ومرتwwدي انتهت المباراة بعد نصف شوط بفارق عشwwر نقwwاط لمصwwلحة إبwwراهيم. بعwwدهاا تذكارية مع إبراهيم ولم يصدقوا أن يلعب جندي عwwادي التقط المتبارون صور�

كأكثر الالعبين احتراف�ا. كنا مرة في مقر "دوكوهه" نتكلم ونمدح لعب إبراهيم للكرة الطائرة، فأحضر أحد الشباب كرة ووزع الالعبين إلى فريقين ونادى إبراهيم. في البداية، رفض إبراهيم اللعب، لكن بعد إصرارنا الشديد، قmبلm وقال: "أنتم فريwwق وأنwwا وحwwدي فريق". بعد انتهاء المباراة، قال عدد من القادة الذين كانوا يشاهدوننا: "حwwتى اآلن، لم نضحك بهذا الشكل، كلما ضرب إبراهيم الكرة، يwwركض تجاههwwا عwwدد من الالعبين، فيرتطم بعضهم ببعض ويقعون أرض�ا". في النهايwwة فwwاز إبwwراهيم

بفارق كبير.

*******

إبراهيم على 39سالم

الرهان

مهدي فريدوند، سعيد صالح تاش

م. كنwwا منشwwغلين بلعب الكwwرة الطwwائرة حين جwwاء ثالثwwة من1975كان العwwام شباب غرب طهران وقالوا لنا: "من هو إبراهيم؟"

تومwwان" وبwwدأت المبwwاراة التنافسwwية بعwwد200ثم طلبوا: "تعال نتنwwافس على دقائق. كان إبراهيم وحده مقابل ثالثة العبين ما لبثوا أن خسروا أمامه.

في ذلك اليوم، ذهبنwwا إلى أحيwwاء جنwwوب طهwwران وشwwارطناهم على سwwبع مئwwة تومان. كانت مباراة جيدة وفزنا عليهم بسرعة. عندما حان وقت تسلم المال، التفت إبراهيم إلى أن هؤالء الشباب كانوا يذهبون إلى هنا وهنwwاك كي يؤمنwwوا المال الذي اتفقنا عليه. فجأة قال إبراهيم: "يا جماعة، ليلعب أحدكم معنا، إذا خسرنا سنتنازل عن المال". تقدم أحwwدهم وبwwدأ بwwاللعب. لعب إبwwراهيم يومهwwا بشكل ضعيف جدا مما أدى إلى فوز خصمه. وتركwwوا المكwwان فwwرحين. لكنwwني�ا فقلت إلبراهيم: "يا سيد أبرام، لمm لعبت بهذا الشwwكل؟" نظwwر إلي كنت غاضب�ا وقwwwال: "لم يكن في جيwwwوبهم جميع�wwwا مئwwwة تومwwwان! لم أكن أريwwwد متفاجئ

إحراجهم". في األسwwبوع التwwالي، جwwاء شwwباب غwwرب طهwwران أنفسwwهم، برفقwwة اثwwنين من

تومان. رفع إبراهيم500أصدقائهم ولعبوا خمستهم ضد إبراهيم على

إبراهيم على 40سالم

بنطاله إلى ركبتيه، وبقدمين حwافيتين لعب بwأداء رائwع، وكwان يwرمي كwرات اليستطيع أحد ردها. في ذلك اليوم فاز إبراهيم بفارق كبير من النقاط.

في المساء، عندما ذهبنا مع إبراهيم إلى المسجد، تحدث إمام الجماعة ضمن األحكام التي كان يشرحها عن حكم الشرط والرهان وقال: يقول رسول اللwwه

"من أكل لقمHHة حHHرام لن تقبHHل لHHه صHHالةصلى الله عليه وآله وسلم: .1أربعين ليلة، ولم تستجب له دعوة أربعين صباحا"

�ا لكالم إمام الجماعة، فاقترب منه وقال: "يا حاج، لقد استمع إبراهيم مستغرب�wwا بقيمwwة تومwwان"، ثم أخwwبره500لعبت اليwwوم الكwwرة الطwwائرة وربحت رهان

بالتفاصيل كلها، وقال له: "لكنني لم أصرف هwwذا المwwال؛ بwwل أعطيتwwه إلحwwدى العائالت المحتاجة!". قwال الشwيخ لwه: "انتبwه الحق�wا، العب الرياضwة، لكن من

دون شرط أو رهان". �wwا، عwwاد الشwwباب أنفسwwهم وبwwرفقتهم بعض الالعwwبين األقويwwاء بعد أسwwبوع تقريب

تومان". قال إبwwراهيم: "لن ألعب مwwع1000وقالوا: "سنلعب هذه المرة على رهان". فبدأوا يسخرون منه ويستفزونه قائلين: "خwwائف، عwwرف أنwwه سيخسwwر: "الرهان حرام. لwwو فامتنع عن اللعب. أو ليس لديه مال..". التفت إليهم قائال� كنت أعرف األسبوع الماضي هذا األمر، لما لعبت معكم، وقwwد أعطيت المwwال

الذي أخذته منكم للفقراء، إذا أردتم نلعب من دون شرط أو رهان".

*******

على الرغم من تذكير إبwwراهيم الwwدائم لنwwا بعwwدم اللعب المشwwروط، لكننwwا فيا جد�ا. قبل ختwwام إحدى المرات لعبنا مع شباب "نازي آباد" وخسرنا مبلغ�ا كبير�ا منا. من جهwwة أخwwرى، لم نكن نملwwك هwwذا المباراة وصل إبراهيم وغضب كثير�

المال. حين انتهينا من اللعب، تقدم إبراهيم، حمل الطابة وقال: "هل يوجد

ج 1 النمازي، البحار، .1سفينة األكل مادة ،

إبراهيم على 41سالم

من يقبل أن نلعب واحد�ا لواحد، ضربة مقابل ضربة؟". من بين شwwباب "نwwازي آباد" كان هناك العب يدعى الحاج "قاسم" وهو عضو المنتخب الوطني لكwwرة الطائرة وقائد فريق "برق". تقدم واالفتخار بwwاد على وجهwwه وقwwال: "ومwwا هwwو الرهان؟"، أجاب إبراهيم: "إذا خسwwرتم، تتنwwازلون عن المwwال وال تأخwwذون منwwاwwل الحwwاج قاسwwم. لعب إبwwراهيم بطريقwwة فاجأتنwwا جميع�wwا وفwwاز على �ا". قmب شwwيئ

خصمه بفارق كبير. لكنه بعد ذلك وبخنا بقسوة.

*******

ا في كثير من األلعاب الرياضية. كان إبراهيم ماهر��ا من انتصار الثورة حتى ا في تسلق الجبال. قبل سنتين تقريب �ا ماهر� كان رياضي سwwنة االنتصwwار، كwwان يwwذهب كwwل يwwوم جمعwwة مwwع اثwwنين أو ثالثwwة من شwwباب

، ثم1الw"روزخانwwه" إلى "تجwwريش" ويصwwلون صwwالة الفجwwر في مقwwام "صwwالح"ينطلقون راكضين إلى الجبل. يتناولون الفطور في األعلى ثم يرجعون.

ال أنسى ما حصل ذات يوم. كان إبراهيم منشwwغال� بتمرينwwات المصwwارعة وكwwان يريد أن يقوي قدميه. وسط ميدان "دربنwwد"، حمwwل أحwwد الشwwباب على ظهwwره

". استمرت مراسم تسwwلق الجبwwال هwwذه في منطقwwة2ونقله إلى شالل "دوقلو "دربنwwد" و"كولكتشwwال" و"دركwwة" كwwل أسwwبوع إلى أن انتصwwرت الثwwورة. كwwان إبراهيم يحب كرة القدم واعتبر أسwwتاذ�ا في كwwرة الطاولwwة؛ إذ يلعب بمضwwربين

وبيديه االثنتين ولم يكن أحد يستطع مجاراته.

*******

1 . السالم عليهم األئمة أحد ابن2 . التوأم أي

إبراهيم على 42سالم

إبراهيم على 43سالم

المصارعة

إخوة الشهيد

لم تمض فwwترة طويلwwة على بwwدء إبwwراهيم الرياضwwة التراثية، حتى توجwwه إلى المصwwارعة نwwزوال� عنwwد رغبwwة

�ا. انتسwwب إلى نwwادي "أبي ونصwwيحة بعض األصwwدقاء والحwwاج "حسwwن" شخصwwي كيلوغرام�ا.53مسلم" في منطقة ميدان خراسان. وبدأ بوزن

wwدين إلبwwراهيم في تلwك كwان السwيدان "كwwودرزي" و"محمwwدي" المwwدربين الجيا ألخالقwwه الحسwwنة وسwwلوكه. درب الفترة. أحب السيد "محمدي" إبراهيم كثير� السيد "كودرزي" إبراهيم على فنwون المصwwارعة. وكwان يقwول: "هwذا الشwwاب هwwادئ جwدا، لكن في الحلبwwة وبسwwبب قwwده الممشwwوق ويديwwه القويwwتين يصwwبح كالفهwwد المهwwاجم وال يتوقwwف حتى يحصwwل على نقwwاط الفwwوز". لwwذلك سwwماه:

"الفهد النائم". كان يقول في كثير من األحيان: "يوم�wwا مwwا سwwترون هwwذا الشwwاب في المالعب

العالمية، تأكدوا من هذا".wwة، شwwارك في بطولwwة شwwباب في السwwنوات األولى من السwwبعينات الميالديwwه لم طهران. هزم إبwwراهيم كwwل الخصwwوم هزيمwwة سwwاحقة، على الwwرغم من أن

يتخط الخامسة

إبراهيم على 44سالم

عشwwرة من عمwwره، فwwاختير يومهwwا للمشwwاركة في البطولwwة الوطنيwwة. أقيمت المباراة في أواخر أكتوبر، لكن إبراهيم لم يشwارك في هwwذه البطولwة. انwwزعجا منه، لكننا عرفنا فيما بعد أن سwwبب رفض إبwwراهيم المشwwاركة المدربون كثير�

يومهwwا الwwذي كwwان سwwيهدي الجwwوائز1في هذه البطولة هو حضور "ولي العهد"بنفسه.

في السنة الالحقة، شارك إبراهيم في بطولة المعاهwwد وفwwاز بالمرتبwwة األولى. wكيلوغرام�ا.62وفي العام نفسه، شارك في بطولة نوادي طهران لفئة ال

wارك عن وزن الwwرب يشwwديقه المقwwبعد عام وفي بطولة المعاهد، حين كان ص 68 wع74 كيلوغرام�ا، شارك إبراهيم عن فئة الwwنة لمwwكيلوغرام�ا. في تلك الس

نجم إبراهيم حيث صار وهو في عمر الثامنة عشرة بطال� للمعاهد كلها. إن تبحwwر إبwwراهيم في ضwwربات القwwدم واسwwتعمال يديwwه القويwwتين في الwwوقت

المناسب حوله إلى بطل ال نظير له في المصارعة.

*******

ا جwwدا من في إحدى المرات، حين حمل إبراهيم وسائل المصارعة وخرج باكر� البيت، لحقنا به. تعقبناه أينما ذهب، إلى أن دخل إلى القاعة التي تسمى اآلن

تwwwير". دخلنwwwا القاعwwwة وراءه، وجلسwwwنا بين المشwwwجعين. اكتظت القاعwwwة7"بالحضور، وبدأت المباريات.

لعب إبراهيم يومها عwwدد�ا من الجwwوالت، وغلب منافسwwيه جميع�wwا. إلى أن وقwwع نظره علينا ونحن نشجعه على المدرجات بين المشwwجعين، فwwاقترب منwwا وهwwو

غاضب.ا ألننا كنا هناك. وقwwال: "مwwا الwwذي تفعلونwwه هنwwا؟" قلنwwا: "ال شwwيء، انزعج كثير�

لحقنا بك كي نعرف أين تذهب".

- ما معنى هذا العمل؟ ال مكان لكم هنا. هيا اذهبوا بسرعة.

1 . الطاغوت حكم أيام

إبراهيم على 45سالم

- وما الذي حصل؟- ال يجب أن تبقوا هنا، انهضوا واذهبوا إلى البيت.

wة الwwائي فئwwوت أن نهwwبر الصwwه حتى أعلن مكwwه كالمwwا بين74لم ينwwكيلوغرام� هادي وطهراني. نظر إبراهيم إلى الحلبة ثم إلينا، سكت للحظwwات وتوجwwه إلى الحلبة. تعالت صرخاتنا وبدأنا بتشجيعه. كان مدرب إبwwراهيم يصwwرخ باسwwتمرار ويقول له ما الذي يجب أن يقوم به. لكن إبراهيم كان يدافع فقط وينظر إلينwwاwا : "لمwاذا ال تصwwارع يwwا أبwرام، هي �ا قwwائال� بين الحين واآلخر. صرخ مدربwه غاضwب

اضرب". وبضربة فنية جميلة، حمwwل إبwwراهيم الخصwwم، وبعwwد أن دار دورة كاملwwة، رمwwاه

بقوة على أرض الحلبة. ثم وقف وترك الحلبة.wwا. ظننت أنwwه غضwwب ألننwwا لحقنwwاه. لكن في �ا جدا من في ذلك اليوم، كان غاضب طريق العwwودة، تحwwدثنا مع�wwا فقwwال: "يجب أن يمwwارس اإلنسwwان الرياضwwة، كي، وهwwدفي من المشwwاركة في المسwwابقات، يصwwير أقwwوى وليس كي يصwwبح بطال��ا آخر". سwwألته: "ومwwا المشwwكلة إذا التعرف إلى فنون قتالية جديدة وليس شيئا وعرفه الجميع؟". بعد لحظwwات من الصwwمت صار اإلنسان بطال� وصار مشهور� أجاب: "ال يملك أي كان السعة النفسية للشهرة، واألهم من الشهرة أن يصير

�ا". الفرد إنسانwwه عwwاد معنwwا إلى الwwبيت ولم في ذلك اليوم، تأهwwل إبwwراهيم إلى النهائيwwات، لكن

�ا أن ال أهمية للمقام والرتبة لديه. يشارك في المباراة. فأثبت عملي كان إبراهيم يردد دوم�ا كالم اإلمام الراحل: "ال ينبغي أن تصير الرياضwwة هwwدف�ا

لحياة اإلنسان".

*******

إبراهيم على 46سالم

إبراهيم على 47سالم

البطل

حسين الله كرم، حسين جهانبخش

wة الwwة بفئwwات الخاصwwا المباريwwا. وفي74إنهwwكيلوغرام� مسابقات المعاهد، هزم إبراهيم كل منافسwيه واحwد�ا تلwwو اآلخwر إلى أن تأهwwل لنصف النهائيات، ولو ربح هذه الجولة لwwربح البطولwwة. في تلwwك السwwنة، وعلى الرغم من أن إبراهيم قwwد تمwwرن واسwwتعد جيwwد�ا، وهwwزم منافسwwيه بكwwل قwwدرة

وقوة، لم يلعب كما يجب في نصف النهائي، فنال المرتبة الثالثة. بعد سنوات، جاء ذلwwك الشwwاب الwwذي هwwزم إبwwراهيم في نصwwف النهائيwwات إلى فرقة "أندرزكو" في الجبهة، لرؤيwwة إبwwراهيم. أمضwwى تلwwك الليلwwة عنwwدنا، وبwwدأ يخبرنا عن ذكرياته مع إبراهيم وكنا جميع�ا نستمع له. إلى أن وصل إلى قضwwية لقائه األول ومعرفته بإبراهيم: "تعود رفقتنwwا إلى نصwwف النهائيwwات في مبwwاراة

wترض أن74المعاهد في المصارعة، في فئة الwwكيلوغرام�ا حيث كان من المف أتبارى مع إبراهيم". ولكن كلما كان يريwد أن يخبرنwا عن تلwك الحادثwة، تwدخل

إبراهيم وغير الموضوع. ولم نستطع أن نعرف ما القصة. في اليوم التالي، حين أراد ذلك الشاب الرحيل، لحقتwwه إلى الجwwادة، وسwwألته:

"هل يمكنك أن تخبرني ما حصل في جولة المصارعة تلك؟". نظر إلي ثم تنهwwد بعمwwق وأخwwبرني: "في تلwwك السwwنة، كwwان من المفwwترض أن

أتبارى مع إبراهيم في نصف النهائيات، لكن أصيبت إحدى قدمي بشكل

إبراهيم على 48سالم

جدي. لم أكن أعرف إبراهيم يومها، لكنwwني قلت لwwه: يwwا أخي، أصwwيبت قwwدمي؛ قال لي إبراهيم يومها: على عيني، يا رفيقي. هذه، راع وضعنا قليال�

شwwاهدنا مباراتwwه. كwwان أسwwتاذ�ا في المصwwارعة. على الwwرغم من أن ضwwربات إبراهيم الفنية ترتكز على ضرب القدم، لكنه لم يقترب من قدمي أبد�ا. لكنني وبكل نذالة رميته أرض�ا ووصلت إلى النهائيات بعد فوزي عليه. كان باستطاعة إبراهيم الفوز بالبطولة وبكل سهولة، لكنه لم يفعلها. أنا أعتقwwد أنwwه سwwمح لي بالفوز عن سابق إصرار وتصميم، ولم ينزعج أبد�ا من خسارته، ألن لديه فهم�wwا وتعريف�ا آخر لw"البطwwل"، لكنwwني كنت سwwعيد�ا جwwدا بفwwوزي، وازدادت سwwعادتي عندما قابلت، في المباراة النهائية، أحد أبناء حينا وكنت أعتقد أن الجميع لديwwه شهامة أبwwرام. قبwwل المبwwاراة، قلت لخصwwمي إن قwwدمي مصwwابة، لكن لألسwwف كانت ضربته األولى على هذه القدم، فصرخت من شدة األلم، ثم رماني أرض�ا وفي النهاية فاز علي. في تلك السنة حللت في المرتبة الثانية، وكان إبwwراهيم الثالث مع أنwني مwتيقن أنwه كwان يسwتحق البطولwة. منwwذ ذلwك الwوقت، صwرنا أصدقاء، ورأيت منwwه العجwwائب، وهwwا أنwwا أشwwكر اللwwه على هwwذا الصwwديق الwwذي

رزقني الله إياه". حين أنهى كالمه، ودعني ورحل. عدت أنا أيض�ا. كنت طيلة الطريق أفكر بكالم

هذا الشاب. تwwذكرت مقwwر "جيالن غwwرب" حيث طلب من الشwwباب أن يكتبwwوا على أحwwد الجدران جملة لكل فرد منا، كانت الجملة التي كتبوها إلبwwراهيم: "إن إبwwراهيم

. 1هادي مقاتل بصفات "بوريا الولي""

*******

البدنية، 1 بقدرته عرف اإليرانية، التراثية الرياضة في رياضي وبطل لعارف اإليراني، التراث من شخصية. ,) ( والمظلومين للفقراء ونصرته السالم عليه علي لإلمام وحبه وإيمانه

إبراهيم على 49سالم

بوريا الولي

إيرج كرايي

م. يحصل الفائز على جwwائزة نقديwwة مضwwاف�ا إلى1976إنها بطولة األندية لعام االنضمام إلى المنتخب الوطني. كان إبراهيم يومهwwا في قمwwة جهوزيتwwه، وكwwل من شاهد مباراة واحدة من مبارياته يوافwwق على هwwذا األمwwر. كwwان المwwدربون

wكيلوغرام�ا".74يقولون: "هذا العام، ال منافس إلبراهيم في فئة ال بدأت المباريات، وتخطى إبراهيم كwwل خصwwومه وبعwwد أربwwع جwwوالت وصwwل إلى

نصف النهائيات، كان يكسب المباراة إما بضربة فنية أو بفارق كبير للنقاط.ا، هwwذه مع كل الحماسة واالنطالق اللwwذين كwwان يشwwعر بهمwwا، قلت لwwه: "أخwwير� السwwنة، سينضwwم أحwwد مصwwارعي نادينwwا إلى المنتخب الوطwwني". في نصwwف النهائيات، على الرغم من أن الخصم كان مهم�ا جwwدا، لكن إبwwراهيم فwwاز عليwwه

بسهولة ووصل إلى النهائيات. خصمه النهائي، كان السيد "محمwwود ك". الحwwائز بطولwwة العwwالم للجيش. قبwwل البدء بالمباراة، ذهبت إلى غرفة تغيير المالبس حيث كان إبwwراهيم، فقلت لwwه: "لقد رأيت خصمك في الخارج. إنه ضعيف جدا، يمكنwwك الفwwوز ببسwwاطة بهwwذه

المباراة. لكن بالله عليك يا أبرام، العب كما يجب، فال شك عندي في

إبراهيم على 50سالم

أنهم سيختارونك للعب في المنتخب الوطني". انتعل إبراهيم حذاءه الرياضي،�ا، وتوجه مع مدربه -الذي كان يكرر بعض التوصيات- إلى الحلبة. شده جيد

حين وصل إبراهيم إلى الحلبة، توجهت أنا إلى المدرجات، لفت نظري خصمه وهو يتحدث معه، بينما هز إبراهيم رأسه موافق�ا. ثم أشwwار الخصwwم إلى مكwwانا، أدرت رأسwwي فwwرأيت امwwرأة �wwا أيضwwه. أنwwما بين المشجعين لينظر إبراهيم إلي

ا، في يدها سبحة تجلس في أعلى المدرجات. عجوز� لم أعرف ما قااله وما الذي حصل. لكن ما أعرفه أن إبwwراهيم بwwدأ المصwwارعة بشكل ضعيف. وكان في حالة دفwwاع دائم. بينمwwا لم يتوقwwف مدربwwه المسwwكين عن الصwwراخ وعن توجيwwه المالحظwwات، لدرجwwة بح صwwوته. لكن إبwwراهيم، لعب وكأنه ال يسمع أي كلمة من كالم المدرب وال من صwwراخنا. وكwwان فقwwط يضwwيع

الوقت.ا في البداية، لكنه تجرأ بعدها، وبدأ يهجم على الرغم من أن الخصم خاف كثير�mم اإلنwwذار األول ويهجم بينمwwا كwwان إبwwراهيم يwwدافع بهwwدوء عجيب. أعطى الحmكwwwة الwwإلبراهيم، ثم اإلنذار الثاني وفي النهاية خسر إبراهيم وفاز خصمه عن فئ

كيلوغرام�ا. 74�ا فوزه، كان إبراهيم يضحك وكان سعيد�ا وكأنه mم يد الخصم معلن حين رفع الحmك هو الفائز. ثم تعانق المصارعان. كان الخصم يبكي من الفرح فwwإذا بwwه ينحwwني

ل يد إبراهيم. ويقب كانا يخرجان من الحلبwwة، حين قفwwزت عن المwwدرجات وتwwوجهت نحwwو إبwwراهيم وصرخت في وجهه: "أيهwwا الرجwwل العاقwwل، مwwا هwwذه المصwwارعة؟! ثم ضwwربت قبضتي بغضب على كتفه". وأضmفت: "يا أخي، إن كنت ال تريwwد أن تلعب، قwwل

لنا وال تضيع وقتنا معك". ذهب إبراهيم بسرعة إلى غرفة تبديل المالبس، غير ثيابه ثم قال لي والبسمة

تعلو وجهه: "ال تغضب إلى هذا الحد". ثم طأطأ رأسه وخرج.

إبراهيم على 51سالم

أمام مدخل النادي، رأيت خصم إبراهيم مع أمه وعدد من عائلتwwه يقفwwون مع�wwا وكانوا فرحين جدا. فجأة نwwاداني ذلwwك الرجwwل. تwwوجهت نحwwوه وأنwwا عwwابس ثم

قلت: "ماذا؟" اقترب قليال� وقال: "عرفت أنك صديق السيد أبرام، صwwحيح؟" أجبتwwه بغضwwب:

"أوامرك؟!". أكمل: "عجيب، ما أروع صديقك هذا! قبل المباراة، قلت له: ال أشك في أنني سأخسwwwر أمامwwwك، لكن ارفwwwق بي، أمي وإخwwwوتي حاضwwwرون في الملعب. الا". ثم أكمل: "لقد قام بأكثر مما طلبته منه، ليتك تعwwرف تحرجني أمامهم كثير� مدى السعادة التي تشعر بها أمي". ثم نزلت دمعته وهو يقول: "تwزوجت منwذ

مدة، وأحتاج إلى الجائزة المالية التي ربحتها، ال تعرف كم أنا مسرور". دهشت ولم أعرف ماذا أقول. سكت قليال� ثم قلت: "لwو كنت مكwان إبwراهيم، وتدربت كل هذا التدريب الصعب في سwبيل الفwوز لمwا فعلت مwا فعلwه. هwذه

األعمال خاصة بالرجال العظام كإبراهيم". ودعت ذلك الشاب، ونظرت نظرة سريعة إلى تلك العجوز الفرحة والضwwحكة تعلو وجهها، ومشيت. في الطريق، كنت أفكر في ما فعله إبراهيم. ال ينسwwجمwwه في مwwا مضwwى خسwwر "بوريwwا الwwولي" كل هذا التسامح مع العقل. تwwذكرت أن المباراة عن قصد عندما عرف أن خصمه يحتاج إلى الفوز وأن حwwاكم المدينwwة

ا. لكن إبراهيم.. قد آذاه كثير� تذكرت التدريبات الصعبة التي قام بها إبراهيم ومرت أمام عيني ضحكات تلك

العجوز وابنها الشاب، فبكيت رغم�ا عني. ما أعجبه من إنسان! إبراهيم هذا.

*******

إبراهيم على 52سالم

إبراهيم على 53سالم

التواضع

حسين الله كرم، أكبر نوجوان

17تساقط المطر بشدة في طهwwران، فwwأغرقت الميwwاه الطريwwق في شwwارع " شهريور". وقف عدد من العجزة إلى جwانب الطريwق، كwانوا يريwدون االنتقwال إلى الجهة األخرى من الشارع. عندها وصل إبراهيم؛ رفع بنطالwwه إلى ركبتيwwه، وبدأ يحمل العجزة على ظهره واحد�ا تلو اآلخر وينقلهم إلى الجهة األخرى من

الشارع. كان إبراهيم يقوم بأعمال عجيبة، ال تؤدي إال إلى إظهار تواضعه الكبير. خاصة

عندما كان يتحدث عنه الشباب.

*******

في عصر يوم صيفي، كنت أتمشى مع إبwwراهيم ونتحwwدث، إلى أن وصwwلنا إلى مدخل زقاق حيث يلعب عwدد من األطفwال الصwwغار كwرة القwدم. مwwا إن أردنwا المرور من هناك، حتى ضرب أحدهم الكرة بكل قوته فأصابت وجwwه إبwwراهيم. كانت الضربة قوية لدرجة أنه جلس على األرض للحظات وكwwان وجهwwه شwwديد�wwا، لكنهم كwwانوا يلwwوذون ا ونظwwرت إلى األطفwwال مؤنب االحمwwرار. غضwwبت كثwwير�

بالفرار خوف�ا من أن نضربهم.

إبراهيم على 54سالم

ا على األرض، فقwwد مwwد يwwده داخwwل محفظتwwه �wwأما إبراهيم، وكان ال يزال جالس �ا بالجوز وقال لألطفال: "إلى أين تwwذهبون تعwwالوا خwwذوا ا مليئ ا صغير� وأخذ كيس�

بعض الجوز". ثم وضع الكيس بالقرب من المرمى وتابعنا طريقنا.قلت له: "يا أخي أبرام، ما هذا العمل الذي قمت به؟".

أجابني: "لقد خافوا، كمwwا إنهم لم يضwwربوني عن قصwwد". وعwwاد إلى الموضwwوع الذي كنا نتباحث فيه. لكنني كنت أعرف أن الرجwwال العظwwام يتصwwرفون هكwwذا

في حياتهم.

*******

كنwwا في نwwادي المصwwارعة منشwwغلين بwwالتمرين، عنwwدما دخwwل إبwwراهيم القاعwwة. اقترب منه أحد األصدقاء ومن دون مقدمات قال له: "لقد صwwار شwwكلك جميال��ا إلى هنا، رأيت فتاتين تمشwwيان وراءك وتتكلمwwان عنwwك �ا. عندما كنت آتي وجذابة أنيقة، وكان واضح�ا من الحقيبwwة الwتي تحملهwا أنwك �ا بز باستمرار، كنتm مرتدي

رياضي". صدم إبراهيم لحظات، وكأنه لم يكن يتوقع هذا الكالم. لذلك، ومنذ ذلك اليوم،

صار يرتدي قميص�ا طويال� وبنطاال� واسع�ا، ويضع لباسه في كيس أسود. صار عدد من الشباب يقولون له: "يا أخي، أي نوع من البشر أنت؟ نحن نأتي�ا ضيقة�. وها أنت بهذا الجسwwم �ا فنرتدي ثياب إلى النادي كي يصبح جسمنا رياضي

الجميل، أي نوع من الثياب ترتدي؟".: "إذا لم يكن إبwwراهيم يwwولي كالمهم أي أهميwwة؛ بwwل كwwان يوصwwي رفاقwwه قwwائال��ا آخwwر، مارسwwتم الرياضwwة ألجwwل اللwwه تصwwبح عبwwادة، أمwwا إذا كwwانت نيتكم شwwيئ

ستتضررون".

*******

إبراهيم على 55سالم

كنت في الملعب المغطى بالعشwwب، ألعب كwwرة القwwدم. فجwwأة رأيت إبwwراهيم وهو يقف أمام المدرج. أسwwرعت نحwwوه، سwwلمت عليwwه وقلت: "عجيب، كيwwف أتيت إلى هنا؟". كان يحمل مجلة في يده، رفعها وهو يقwwول: "انظwwر صwwورتك

هنا". في تلك اللحظة، شعرت أنني أطير من الفرح. مwwددت يwwدي كي آخwwذ المجلwwة

منه، لكنه قال: أعطيك إياها لكن بشرط.. - أي شرط كان.

- تسمع كالمي وتوافق على ما أقوله.- ال عليك، أنا موافق.

أعطwwاني المجلwwة، كwwانت صwwورتي على صwwفحة كاملwwة. وكتب بwwالقرب منهwwا: "الظwwاهرة الجديwwدة في فريwwق الشwwباب لكwwرة القwwدم"، مضwwاف�ا إلى كثwwير من

المدح واإلعجاب. جلست على المدرجات، وقرأت ما كتب في تلك الصفحة مwwرة ثانيwwة. اطلعت على المجلة بدقة، ثم رفعت رأسي وقلت له: "أحسنت يا أبرام، لقد أفرحتني

ا.. جيد؛ ما كان شرطك؟". كثير�- قبلتm به مهما كان، أليس كذلك؟

- بالطبع، هيا قل. صمت قليال� ثم قال: "اترك كرة القدم، وال تلعبها مرة ثانية".

تسمرت في مكاني ثم قلت: "ال ألعب كwwرة القwwدم مwwرة ثانيwwة؟ مwwاذا تقصwwد؟�ا إثبات قدرتي في اللعب". بدأت حديث

- ال أقصد أال تلعب الكرة مرة ثانية؛ بل ما أقصده هو اللعب االحترافي.ثم حمل صورتي وقال: "انظر إلى صورتك الملونة هذه، لقد وضعوا صورتك

إبراهيم على 56سالم

بالثياب الرياضية وببنطال قصير. لسنا فقwwط أنwwا وأنت من سwwيطلع على هwwذهين صورتك". mرm ا من الناس ومن بينهم الفتيات قد رأين أو سي المجلة، لكن كثير� ثم أكمل: "أقول لك هذا الكالم ألنك من شباب المسجد، وإال ال دخل لي بwwك. اذهب واعمل على تقوية عقائدك الدينية ثم توجه نحwwو اللعب االحwwترافي، كي

ال تواجهك المشاكل". �wwا ومصwwدوم�ا، ، ودعwwني وذهب. أمwwا أنwwا فكنت مبهوت ثم قwwال لي إن لديwwه عمال�ا في كالمه. كم أصبح دقيق�ا في تفكيره. وما الذي يراه؟ فجلست وفكرت كثير� يصعب عليك أن تتوقع هذا الكالم من شاب مwwرح، يحب المwwزاح، وشwwعبي إلى

هذا الحد. اقتنعت بعwwدها بكالمwwه عنwwدما رأيت بعض الشwwباب "المسwwجديين" والمصwwلين، الضعيفي العقيدة، كيف احترفوا كwwرة القwwدم، وانwwدمجوا في األجwwواء.. إلى أن

تركوا العبادات حتى الصالة.

*******

إبراهيم على 57سالم

يد الله

السيد أبو الفضل كاظمي

كان إبراهيم يعمل في أحد المحال في السوق. رأيته مرة في وضwwع أدهشwwنيا؛ كwwان يحمwwل صwwندوقين من الكرتwwون على ظهwwره، أنزلهمwwا أمwwام أحwwد كثwwير� الدكاكين. حين أنهى عمله، اقتربت منه وسلمت عليه. قلت له: "يا أبwwرام، إن هذا األمر ال يليق بك، هذا عمل الحمالين وليس عملك!" نظر إلي وقwwال: "إن�ا؛ بل العيب في البطالة. إن ما أقوم به اآلن مفيد لي؛ إذ أتأكد العمل ليس عيب

من أنني ال شيء. هذا العمل يقمع غروري". قلت لwwه: "ليس بwwاألمر الجيwwد أن يwwراك أحwwد على هwwذه الحwwال. أنت رياضwwي،

وكثيرون يعرفونك".ا باألعمال التي يرتضيها الله وليس الناس". ضحك وأجابني: "يا أخي، قم دائم�

*******

كنا جالسين مع عدد من األصدقاء نتكلم عن إبwwراهيم. كwwان أحwwدهم ال يعرفwwه، فأخذ صورته مني. نظر إليها بتعجب، وسألنا: "هل أنتم متأكدون من أن اسمه

إبراهيم؟".

إبراهيم على 58سالم

أجبته بتعجب: "طبع�ا نعم، لماذا تسأل؟". �ا في بازار "سلطاني". كان إبراهيم يأتي إلى كنت أملك فيما مضى محال تجاري السوق يومين في األسبوع. يقف وسwwلة الحمwwل على ظهwwره وينقwwل البضwwائع.

قلت له يوم�ا: "ما اسمك؟" قال لي: "نادني يد الله". بعد مدة من الزمن، جwاء أحwد أصwدقائي إلى السwوق وتفاجwأ لرؤيتwه إبwراهيم

�ا: هل تعرفه؟ فسألني متعجب قلت لwwه: "ال! لمwwاذا تسwwأل؟"، قwwال: "إنwwه بطwwل في الكwwرة الطwwائرة وفي المصارعة، إنه إنسان تقي جدا، إنه يقوم بهذا العمل لكسر غروره. أقول لwwك

فقط إنه إنسان عظيم!"، وبعد تلك الحادثة، لم أره أبد�ا. لقد دفعني كالم هذا الرجل للتفكير. كانت هذه الحادثة عجيبة بالنسwwبة إلي. ال

يقبل العقل هذا النوع من جهاد النفس.

*******

بعد مدة، رأيت أحد أصدقائي القدامى. تكلمنwwا عن أفعwwال إبwwراهيم. قwwال لنwwا: "قبل الثورة، في ظهيرة أحد األيام، جاء إبراهيم إلي. دعاني، مع أخي وشابين آخرين، إلى مطعم الكباب. طلب أفضل طعام، مع سلطة ومرطبwwات. لم أكن قد تناولت طعام�ا لذيذ�ا كالذي تناولناه يومهwwا. بعwwد أن انتهينwwا، سwwألنا إبwwراهيم:ا، سلمت يداك". عندها قwwال: "عملت "كيف كان الطعام؟"، قلت: "كان ممتاز� منذ الصباح في الحمل والنقل في البازار. ترجwع لwذة هwذا الطعwام إلى التعب

الذي عانيته في الحصول على ماله".

*******

إبراهيم على 59سالم

حوزة الشيخ مجتهدي

حوزة الشيخ مجتهدي

إيرج كرايي

خالل السنوات األخيرة قبل الثورة، مضاف�ا إلى عمله في السوق، كان إبراهيم�ا أسwwود يضwwع فيwwه ا بالستيكي ا. كان يحمل في يده كيس� منشغال� بشيء آخر، سر

عدد�ا من الكتب ويتوجه نحو السوق. ا في الشwwارع على دراجwwتي الناريwwة. في يوم من األيwwام، رأيتwwه حين كنت مwwار سwwألته: "إلى أين يwwا أخي أبwwرام؟" قwwال: "إلى البwwازار". أركبتwwه ورائي، وفي الطريق قلت له: "منذ مدة وأنا أرى هذا الكيس األسود في يدك. ما القصة؟"

قال: "ال شيء، كتاب". في الطريق ترجل أمام زقwwاق "نwwايب السwwلطنة" وودعwني. تعجبت ألن مكwwان عمل إبراهيم ليس هنا. إذ�ا إلى أين هو ذاهب؟! لحقته فرأيتwwه يwwدخل إلى أحwد

المساجد. جلس بالقرب من بعض الشباب وفتح كتابه. ا كwwان عرفت أنه يدرس علوم�ا حوزوية. خرجت من المسwwجد، وسwwألت عجwwوز� يمر بالقرب مني: "عفو�ا ما اسم هذا المسجد؟"، أجابني: "إنهwwا حwwوزة الشwwيخ

مجتهدي".كنت أنظر حولي بتعجب، لم أكن أتوقع أن يصبح إبراهيم طالب علوم

إبراهيم على 60سالم

مادينية. كتب على حائط المسجد، قال رسول الله صwwلى اللwwه عليwwه وآلwwه: " من عبد يخرج يطلب علما إال وضعت له المالئكة أجنحتهHHا، وسHHلك

.1به طريق إلى الجنة" في المساء، حين كنا خارجين من الwww"روزخانwwه" قلت إلبwwراهيم: "أخي أبwwرام،

تذهب إلى الحوزة وتخفي عنا األمر؟". فجأة، التفت إلي بتعجب، وكأنه عرف أنني لحقته إلى هناك. قwwال لي بهwwدوء: "خسارة، أن يفني اإلنسان عمره في األكwwل والنwwوم. أنwwا لسwwت طwwالب علwwوما إلى دينيwwة بشwwكل رسwwمي. أذهب إلى هنwwاك للفائwwدة فقwwط. ثم أذهب عصwwر�

البازار، ولكن في الوقت الحالي ال تخبر أحد�ا أبد�ا". إلى أن انتصرت الثورة، تابع إبراهيم عمله على هذه الوتيرة، لكن بعد انتصwwارالثورة ازدادت أعمال إبراهيم لدرجة لم يستطع معها متابعة أشغاله السابقة.

*******

العمال : 1 28842 / 162 / 10كنز

إبراهيم على 61سالم

االرتباط اإللهي

رضا هادي

في عصر أحد األيام، كان إبwwراهيم عائwwد�ا من عملwwه. حين دخwwل الزقwwاق، وقwwع نظره على ابن الجيران وهwو يتكلم مwع فتwاة شwابة. مwا إن رأى ذلwك الشwاب

mي إبراهيم. إبراهيم حتى ودع الفتاة وذهب مسرع�ا كي ال تلتقي عيناه بعين بعد أيام، تكررت هذه الحادثwwة. هwwذه المwwرة حين التفتm الشwwاب إلى إبwwراهيم،ا. فابتعدت الفتاة بسرعة إلى الطرف اآلخر وها هwwو كان قد اقترب منهما كثير� إبراهيم وجه�ا لوجwwه مwwع الشwwاب. بwwدأ إبwwراهيم بالسwwالم والكالم والسwwؤال عن األحوال واألخبار. خاف ذلك الشاب، لكن إبwwراهيم - وكعادتwwه - كwwانت البسwwمة تعلو وجهه. قبل أن يسحب يده من يد الشاب، بدأ بالكالم وبهwدوء تwام فقwال: "أنت تعwwرف، ليس لمثwwل هwwذه األمwwور سwwابقة في حينwwا، أنwwا أعرفwwك وأعwwرف عائلتك جيد�ا، إذا كنت تريد هذه الفتاة، أنا سأتكلم مع والدك أن...". قطع ذلك�ا ألبي، لقwwد أخطwwأت، الشwwاب كالم إبwwراهيم وقwwال: "ال، أرجwwوك ال تقwwل شwwيئ

اعذرني...". ا، �wwا كبwwير� قال إبراهيم: "ال، وكأنك لم تفهم قصدي، أقصwwد أن والwwدك يملwwك بيت وأنت تعمل في الدكان. أنا سwأكلم والwدك الليلwة في المسwجد، إن شwwاء اللwه

ستتمكن من الزواج بهذه الفتاة. ما الذي تريده أكثر من ذلك؟".

إبراهيم على 62سالم

ا". قال الشاب وقد خفض رأسه: "إذا عرف أبي باألمر، سيغضب كثير�

أجابه إبراهيم: "أنا أتكفل بأبيك. أنا أعرفه. إنه رجل منطقي ومتفهم". قال الشاب عندها: "والله ال أعرف ماذا أقول. الرأي رأيك". ثم ودعه وذهب. بعد صالة المغرب والعشاء، التقى إبراهيم والد ذلك الشwwاب. بwwدأ بwwالكالم عن الزواج؛ إذا توافرت الشwwروط المناسwwبة وكwwان الشwwخص مسwwتعد�ا للwwزواج ولم يwwتزوج قwwد يقwwع في الحwwرام. وإذا وقwwع في الحwwرام، بمwwاذا سwwيجيب اللwwه يwwوم القيامة؟ وإن على الكبwwار أن يسwwاعدوا الشwwباب في هwwذا المجwwال. كwwان والwwد الشاب يهwز برأسwه موافق�wا. لكن عنwدما بwدأ الحwwديث يwدور حwول ابنwwه قطب

ا. حاجبيه منزعج� سأله إبراهيم: "يا حاج، إذا أراد ابنك أن يحفظ نفسه من الوقwwوع في الحwwرام

في هذه الظروف، فهل هذا أمر سيئ؟". قال الحاج بعد لحظات من السكوت: "ال".

في اليوم التالي تكلمت والدة إبراهيم مwwع والwwدة ذلwwك الشwwاب ثم مwwع والwwدة الفتاة وثم... بعد مرور شهر على هذه القضية، كان إبراهيم عائد�ا من السوق، والحي مwwزين بالمصwwابيح الجميلwwة، فارتسwwمت على وجهwwه ابتسwwامة رضwwى؛ الرضى بسبب تحويل عالقة مشوبة بالشك والشبهة إلى ارتباط إلهي. ما زال هذا الwwزواج قائم�wwا إلى اآلن، ويعتwwبر هwwذان الزوجwwان حياتهمwwا مدينwwة للسwwلوك

الحسن والمناسب الذي قام به إبراهيم.

*******

إبراهيم على 63سالم

أيام الثورة

أمير ربيعي

ا خاصا. وكلما كwwبر أكwwثر منذ سنوات طفولته، أحب إبراهيم اإلمام الخميني حب نما هذا الحب أكثر وأكثر، إلى أن وصل إلى قمته في السنوات األخwwيرة الwwتي

سبقت انتصار الثورة. م. حين لم يبدأ بعد الحديث عن قضايا الثwwورة1977كان يوم جمعة من العام

وال عن اشتباكات أو معارك. كنا متوجهين إلى البيت عائدين من جلسwwة دينيwwةا، حين التحق بنwwا بعض1في ساحة "جالة" . لم نكن قد ابتعدنا عن الساحة كثير�

األصwدقاء، وبwwدأ إبwwراهيم يخبرنwwا عن اإلمwwام الخميwwني قwwدس سwwره، ثم صwwرخ بصوت عwال: "السwwالم على الخميwwني"، ونحن نهتwwف وراءه. انضwwم إلينwwا بعض الشwwباب حتى وصwwلنا إلى تقwwاطع "شwwمس". عنwwدها، الح من بعيwwد عwwدد منا من الشwwباب االنتشwwار فتفرقنwwا داخwwل سيارات الشرطة. طلب إبwwراهيم فwwور�

األزقة. بعد هذه الحادثwة بأسwبوع أو أسwwبوعين، عنwدما كنwwا عائwدين من تلwك الجلسwة صباح الجمعة، وبالقرب من الساحة، أمwwام السwwينما، هتwwف إبwwراهيم: "السwwالم على الخميني" وصرنا نهتف وراءه. كما انضمت إلينا المجموعة الwwتي خwwرجت

معنا من الجلسة. كان مشهد�ا رائع�ا.

1 ." الشهداء " ساحة بعد ما في اسمها صار التي

إبراهيم على 64سالم

بعwwد دقwwائق، وقبwwل أن يصwwل رجwwال الشwwرطة، طلب إبwwراهيم من الحشwwد أنيتفرق. ثم ركبنا سيارة أجرة وتوجهنا نحو ميدان خراسان.

بعد أن تخطينا تقاطعmين اثنين، انتبهنا فجأة أنهم يوقفون السيارات، ويفتشwwونالركاب واحد�ا واحد�ا.

ووقف ما يقارب عشwwرة من1على جانب الطريق، اصطفت سيارات السافاك رجال شرطة. كان وجه الشرطي الذي يراقب السيارات مألوف�ا بالنسwwبة إلي،

إذ كان بيننا حين كنا نهتف في ساحة "جالة". لفت نظر إبراهيم. وحين استوعب األمر، وقبل أن يصل المفتش إلى سيارتنا، فتح الباب وركض مسرع�ا إلى الرصيف. رفع المفتش الواقف وسط الطريق،

رأسه ورأى إبراهيم فنادى بأعلى صوته: "إنه هو، إنه هو...".ركض رجال الشرطة خلف إبراهيم. وبدأت المطاردة في األزقة....

حين تشتت انتباه رجال الشwwرطة، دفعت األجwwرة للسwwائق وتwwرجلت وتwwوجهتإلى الشارع المقابل.

ا وال خwwبر عن إبwwراهيم. حwwل المسwwاء حين وصلت إلى البيت، كان الوقت ظهر��ا عنه. ا. اتصلت بعدد من رفاقه، ولكنهم لم يعلموا شيئ وال أخبار عنه أيض�

كنت قلق�ا جدا، فقد قاربت الساعة الحادية عشwwرة. جلسwwت في الباحwwة أمwwاما وأنwwا �ا من الخارج. قفزت إلى البwwاب، تعجبت كثwwير� البيت، وفجأة سمعت صوت أرى إبراهيم بوجهه الباسم يقف خلف البwwاب. قفwwزت واحتضwwنته، كنت سwwعيد�ا

جدا، ولم أعرف كيف أظهر سروري. قلت له: "أخي أبرام، ما الخبر؟".تنفس بعمق وقال: "الحمد لله، ها أنا ذا بخير وسالمة في خدمتك".

قلت: "هل تناولت العشاء؟"، قال: "ال يهم". أسرعت إلى البيت، أحضرت

1 . الشاه زمان األمن جهاز

إبراهيم على 65سالم

ا وبعض�ا من طعwام العشwاء. ذهبنwا إلى ميwدان "غيwاثي" . وبعwد أن تناولنwwا1خبز� بعض الطعwwام قwwال: "هنwwا ينفعنwwا الجسwwم القwwوي على الwwرغم من أنهم كwwانوا

مجموعة لكنني استطعت الهرب منهم". ا عن الثورة وعن اإلمام وعن... على كل حال، ليلتها تحدثنا كثير�

ثم اتفقنا على أن نذهب مع�ا ليال� إلى مسجد "لرزاده" لنستمع إلى محاضwwرات.2الشيخ "تشاووشي"

*******

إنها المرة الثالثة التي نشارك فيها في الجلسة. ذهبنwا مwع إبwراهيم وثالثwwة من رفاقنا إلى مسجد "لرزاده". كان الشwwيخ "تشاووشwwي" رجال� شwwجاع�ا ال يخwwاف أبد�ا، كان يتكلم على المنبر كالم�ا ال يجرؤ أحwد على قولwwه. أثwار حwديث اإلمwwام موسى الكاظم عليwwه السwwالم - الwwذي يقwwول فيwwه: "رجwwل من أهwwل قم، يwwدعو

- تعجب كثwwير من النwwاس.3الناس إلى الحق، يجتمع معه قwwوم كزبwwر الحديwwد"وهكذا أكمل حديثه الثوري.

�ا عالية تصل من جهة البwwاب. رجعنwwا إلى الwوراء، فجأة، سمعت ضجيج�ا وأصوات رأيت رجال السافاك أمwwام المسwwجد، بيwwدهم العصwwي واألحزمwwة وهم ينهwwالون�ا على الجميwwع. تwwدافعت الجمwwوع للخwwروج من المسwwجد، وكwwان رجwwال ضwwرب السافاك يضربون بقسوة كل من يمر أمامهم. لم يرحموا األطفال وال النسwwاء

أيض�ا.ا ممwwا يحصwwل، فwwركض نحwwو البwwاب وتعwwارك مwwع بعض غضwwب إبwwراهيم كثwwير��ا. في هwwذه الفwwترة الزمنيwwة، فتح السwwافاكيين، فانهwwال عwwدد منهم عليwwه ضwwرب

الطريق

1 ." سعيدي " الشهيد ميدان الحق�ا اسمه صار2 . المنافقين أيدي على الحق�ا استشهد وقد الثوريين، العلماء منج 3 المجلسي، العالمة األنوار، ص 57بحار ،216.

إبراهيم على 66سالم

فاستطاع عwدد من النwwاس والنسwاء واألطفwال الخwwروج من المسwجد. اشwwتبك إبراهيم بشجاعة معهم وتضاربوا بشwwدة، ثم اسwwتطاع الهwwروب منهم، ولحقنwwاه

نحن وابتعدنا عن المسجد. بعد ذلك، عرفنا أنهم في تلك الليلة ألقwwوا القبض على الشwwيخ، كمwwا استشwwهد

وجرح عدد من المصلين. أدت الضربات التي تلقاها إبراهيم في تلwwك الليلwwة إلى ألم شwwديد في الظهwwر،

ا على المصارعة لديه. عانى منه طيلة حياته، وأثر كثير� م، صwارت الثwورة وقضwيتها كwل ذكwر1978هww.ش/57مع بداية أحداث العwام

وفكر إبراهيم، مضاف�ا إلى توزيع األشرطة و“مناشير” اإلمام، وكان يقوم بهwwذاالعمل بشجاعة كبيرة.

ا من الشwwباب إلى مرتفعwwات1في أوائwwل شwwهر أيلwwول ، اصwwطحب معwwه كثwwير� "قيطرية" وشاركوا في صالة عيد الفطر بإمامة الشهيد "مفتح". وبعد الصالة،

أعلنوا أن مسيرة يوم الجمعة ستتجه نحو ساحة "جالة".

*******

1 . ” الشمسي “ الهجري شهريور شهر أواسط

إبراهيم على 67سالم

شهريور17

أمير منجر

أيلول، ذهبت8في صبيحة السابع عشر من شهريور/ إلى إبراهيم وتوجهنا مع�ا على الدراجة النارية إلى تلك الجلسة الثقافية الدينية

. ما إن انتهت الجلسة حتى ارتفعت األصwwوات وعال1بالقرب من ساحة "جالة" الصخب في الخارج. منذ الصباح أعلنت حالة الطوارئ، وتجمع الجنwwود ورجwال الشرطة على جوانب الساحة. كما كانت الجماهير الغفيرة تتوجه نحو الساحة فيما يطلب الجنود عبر مكبرات الصوت من الناس التفرق. خرج إبwwراهيم من

الجلسة مسرع�ا، ثم نظر إلي وقال: "أمير، تعال لنرى ما الخبر". خرجنwwا، وإذا بالحشwwود تتوجwwه إلى سwwاحة "جالwwة" من كwwل ناحيwwة. صwwدحت الشwwعارات في أرجwwاء السwwاحة وتحwwولت من "السwwالم على الخميwwني" إلى

"الموت للشاه". كان إبراهيم ال يتوقف عن الهتwwاف وعن الحwwديث مwwع شwwباب الحي. جwwاء أحwwد الشباب مسرع�ا وهwwو يقwwول: "لقwwد أقفwwل رجwwال الشwwرطة الطريwwق من جهwwة

شهريور(!". 17شهباز )اندفعت الجماهير نحو الساحة. كان بعضها يقول: "حاصر السافاك

1 . الشهداء ساحة

إبراهيم على 68سالم

الساحة من الجهات األربwwع". وبعwwد لحظwwات حصwwل مwwا لم يكن أحwwد يتوقعwwه..مع صwwوت إطالق النwwار من كwwل جهwwة، كمwwا كwwانت المروحيwwة المحلقwwة في wwس السماء تطلق الرصاص أيض�ا. ركضت بسرعة وأحضرت الدراجة الناريwwة، فقwwد اكتشفت طريق�ا للخروج في أحد األزقة، حيث ال شرطة هناك. أحضر إبwwراهيم أحwwد الجwwرحى بسwwرعة، واتجهنwwا مع�wwا نحwwو مستشwwفى "الثwwالث من شwwعبان" وأسرعنا في العودة. حتى الظهيرة، كنا قد ذهبنا ورجعنا حوالي ثمwwاني مwwرات من وإلى المستشwwفى. كwwان جسwwد إبwwراهيم ملطخ�wwا بالwwدماء من رأسwwه حتى

قدميه. وقع أحد الجرحى أمام محطة الوقود، وكان رجال الشرطة يراقبونه من بعيد.

لم يكن أحد يجرؤ على االقتراب منه. أراد إبwwراهيم أن يتوجwwه نحwwو هwwذا الجwwريح، لكنwwني منعتwwه وقلت لwwه: "ال، إنهم

ا كي يطلقوا النار على كل من يقترب". يتخذونه فخا هنwwاك، هwwل كنت سwwتقول الكالم نظر إبراهيم إلي وقال: "لو كان أخوك مرميwwد�ا". خmفmتm صwwوت نفسه؟". عندها لم أعرف ماذا أجيب، قلت فقط: "انتبwwه جي

. إطالق النار، وتراجع رجال الشرطة إلى الخلف قليال� زحف إبراهيم بسرعة في الشارع إلى أن وصل إلى جانب الجwwريح، واسwwتلقى بالقرب منه، ثم أمسك يده وبحركة واحدة ألقاه على ظهره، وعwwاد كمwwا ذهب زاحف�wwا على األرض. أظهwwر إبwwراهيم شwwجاعة ال نظwwير لهwwا. بعwwدها، وبمسwwاعدة

أحدهم، وضع الجريح على دراجتي النارية، ونقلته بنفسي إلى المستشفى. عنwwدما أردت العwwودة إلى الشwwارع نفسwwه، كwwان رجwwال الشwwرطة قwwد أغلقwwوا الممwwرات، وشwwددوا حالwwة الطwwوارئ، ولم أر إبwwراهيم بعwwدها. لم أعwwرف كيwwف وصلت إلى البيت. عنwwد العصwwر، ذهبت إلى بيت إبwwراهيم، كwwانت والدتwwه قلقwwة جدا، وال خبر عنه. لكن في آخر الليل، أخبروني أنه عwwاد إلى المwwنزل، فwwرحت�wwا. لقwwد فwwرحت حق�wwا ألنwwه اسwwتطاع اإلفالت من ا، وتواصwwلت معwwه هاتفي كثwwير�

الشرطة. في اليوم التالي،

إبراهيم على 69سالم

وقدمنا المساعدة في مراسم التشييع والدفن. 1ذهبنا إلى "بهشت زهرا" بعد السابع عشر من شهريور، كنا نجتمع كwwل ليلwwة في بيت أحwwد الشwwباب كي ننسق البرامج واألنشطة. لفترة معينة، كان محل اجتماعنwwا على سwwطح بيتwwه، ولفترة أخرى، بيت مهدي و... في هذه االجتماعات، كنا نتباحث حول المسائل العقديwwة، والسياسwwية المسwwتجدة. إلى أن انتشwwر خwwبر عwwودة اإلمwwام في كwwل

مكان.

*******

1 . الزهراء جنة مقبرة

إبراهيم على 70سالم

إبراهيم على 71سالم

عودة اإلمام قدس سره

حسين الله كرم

بعwwد التنسwwيق، من بين الفwwرق الخاصwwة بحمايwwة اإلمام، أوكلت إلينا مسؤولية إحدى الفرق الخاصwwة بحمايwwة اإلمwwام. وبwwات من

1المفترض أن تحضر مجموعتنا ونحن مسلحون - في الثاني عشwwر من بهمن/شباط - في أحد الشوارع المؤدية إلى المطار.

ال يمكن أن أنسى مشwwهد وصwwول السwwيارة الwwتي تقwwل اإلمwwام الخميwwني. كwwان إبراهيم كالفراشة التي تدور حwwول شwwمع وجwwود اإلمwwام. بعwwد مwwرور السwwيارة،

جمعنا الشباب وانطلقنا مع إبراهيم إلى "مقبرة جنة الزهراء". أوكwwل إلينwwا أمن المwwدخل األسwwاس لwww"جنwwة الزهwwراء" لجهwwة جwwادة قم. وقwwف إبراهيم بالقرب من المدخل، لكن قلبه وعقله في "جنwwة الزهwwراء" حيث يلقي اإلمام خطابه. كان إبراهيم يكرر للشwwباب: "جwwاء صwwاحب هwwذه الثwwورة، ونحن مطيعون له. كل ما يقوله اإلمام يجب أن ينفذ". منذ ذلك اليوم نسي إبwwراهيم النوم والطعام. خالل عشرة الفجر، مwwرت أيwwام لم يعwwرف أحwwدنا أي خwwبر عن إبwwراهيم. إلى أن رأيتwwه في التاسwwع من شwwباط سwwألته مباشwwرة: "أين كنت يwwا عزيزي أبرام؟"، سكت قليال� ثم قال: "في األيام القليلة السwwابقة، كنwwا نسwwعى أنا وعدد من الشباب للتعرف إلى هوية الشwwهداء المجهwwولين. لم يوجwwد غيرنwwا

ليتابع

إبراهيم على 72سالم

وضعهم لدى الطبيب الشرعي". ، كان إبراهيم وعwwدد من شwwباب الحي1لكن في الليلة الحادية عشر من شباط

مضwwاف�ا إلى عناصwwر الشwwرطة المنشwwقين يسwwتعدون للسwwيطرة على مركwwزالشرطة في الحي.

wباب في14تمت السيطرة على المركز الwwع الشwwللشرطة، والتحقنا بدورية م الحي. في صباح اليوم التالي، أعلن خبر انتصار الثورة عبر اإلذاعة الرسمية.

كان إبراهيم، أليام عدة، يذهب مع قاسم إلى مدرسة "الرفاه" حيث صwwار منا �wwيرة حارسwwدة قصwwار لمwwر" وصwwجن "قصwwمرافقي اإلمام. بعدها ذهب إلى س

�ا معهم.2هناك. ثم ساعد شباب اللجنة في عملهم لكنه لم ينخرط رسمي

*******

1 . الثورة انتصار ليلة أي،2 . شباب الحرس، شباب على يطلق كان كما المناطق في لجان عن عبارة كان الثوري، الحرس تأسيس قبل

اللجان.

إبراهيم على 73سالم

القفزة المعنوية

جبار ستوده، حسين الله كرم

نالحظ في حياة كثير من العلماء العظام أن مwwا سwwاهم في رشwwدهم المعنwwوي السwwريع هwwو تwwركهم للمعاصwwي الكبwwيرة، وبالدرجwwة األولى، مwwا يرتبwwط بضwwبط

هإنه من﴿النفس عن الشهوات الجنسية. يقwول تعwالى في سwورة يوسwف: نين HHر المحسHHير إلى أن1﴾ يتق ويصبر فإن الله ال يضيع أجwwذا يشwwوه ،

القانون عام وال يرتبط بالنبي يوسف عليه السالم فقط.

*******

مر شهر على انتصار الثورة، كان إبراهيم، وبوجهwwه الجميwwل وقامتwwه الجذابwwة،wwام، التفت يرتدي بزة جميلة ويتوجه إلى عمله في شمال طهران. في أحد األيwwه مwwنزعج ومغمwwوم وقليwwل الكالم. قلت لwwه: "أخي أبwwرام، هwwل حصwwل إلى أن

شيء؟".wwني أصwwررت عليwwه وقلت لwwه: "هwwل من شwwيء أجwwاب: "ال شwwيء مهما؟"؛ لكن

يزعجك؟ يمكنني مساعدتك". صمت برهة ثم تكلم: "منذ مدة، تعلقت بي إحدى الفتيات غير المحجبwwات في

الحي وهي تقول لي لن أتراجع حتى أحصل عليك". �ا وسأل: .. كدت أنفجر من الضحك. فنظر إلي إبراهيم متعجب سكت قليال�

اآلية 1 يوسف، .90سورة

إبراهيم على 74سالم

"ما يضحكك؟" قلت: "يا أخي أبرام، عندما تخرج من البيت بهwwذا الشwwكل والمنظwwر، ال مجwwال

لالستغراب". قال: "ماذا تعني؟ هل قwالت لي هwذا الكالم بسwبب شwكلي ومظهwري؟" قلت

له: "ال شك في األمر". في اليوم التالي، ما إن رأيت إبراهيم حتى ارتفع صوتي بالضwwحك مwwرة ثانيwwة. حضر إبراهيم إلى العمwwل حليwwق الwwرأس، بقميص واسwwع فwwوق البنطwwال. وفي اليوم الذي تاله أيض�ا، جاء إلى العمل بوجه غير مرتب، وببنطwwال كwwردي منتعال�

خفا. واستمر على هذه الحال إلى أن تخلص من هذه الوسوسة الشيطانية.

*******

من صفات إبراهيم التي ميزته عن أصدقائه، نظره الثاقب ودقتwwه في العمwwل. ال أنسى تلك الحادثة في األيام األولى النتصار الثورة، حين ذهبت أنا وإبwwراهيم وبعض شباب اللجنة في مأمورية. فقwwد أعلمنwwا أن أحwwد النشwwطاء العسwكريين قبل الثورة والمالحmق منذ مدة، قد تم رصده وهو يدخل في أحد األبنية. أخwwذنا العنwwوان، وتوجهنwwا إلى هنwwاك واسwwتطعنا أن نلقي القبض عليwwه من دون أي اشتباكات. عندما أردنا الخروج من المبwwنى، كwwان عwwدد من الجwwيران مجتمعين

أمام الباب الخارجي ليعرفوا من هو الفرد الذي ألقي القبض عليه. . سwwألته حين رأى إبراهيم هذا المشهد، عاد إلى الwwداخل وطلب االنتظwwار قليال�wwة الwwتي كwwان يربطهwwا �ا؛ بل فwwك الكوفي �ا: "ما الذي حصل؟". لم يقل شيئ متعجب

حول خصره وغطى بها وجه ذلك الرجل. سألته: "ماذا تفعل يا إبراهيم؟".

أجابني بهدوء: "لقد ألقينا القبض على هذا الرجل، على أسwwاس اتصwwال وخwwبرا؟ نكون قد أرقنا ماء وجهه سمعناه. ماذا لو لم يكن هذا الخبر صحيح�

إبراهيم على 75سالم

ولن يستطيع بعدها السكن هنwwا، وسwwينظر إليwwه النwwاس كمتهم دوم�wwا. لكننwwا إذاغطينا وجهه، لن يعرفه أحد، وإذا أطلق سراحه غد�ا لن يواجه مشكلة أبد�ا.

حين خرجنا من المبنى لم يستطع أحد التعرف إلى الرجل، أما أنا فكنت أفكر في الطريقة الصحيحة التي ينظر بهwwا إبwwراهيم إلى األمwwور، وكم يعطي عنايwwة

لشخصية الناس وماء وجههم.

*******

إبراهيم على 76سالم

إبراهيم على 77سالم

تأثير الكالم

مهدي فريدوند

مرت أشهر على انتصار الثورة. قال لي أحد األصwwدقاء: "في الغwwد، اذهب مwwع، يريد السيد "داوودي" أن يراكما". 1إبراهيم إلى منظمة التربية البدنية

قبل تلك الفترة، كان إبراهيم مشغوال� لمدة شwهرين بحراسwwة سwwجن "قصwwر". في اليwwوم التwwالي، حصwwلنا على العنwwوان وتوجهنwwا إلى هنwwاك. كwwان السwwيدا، ثم "داوودي" معلم إبراهيم في المرحلة الثانوية. حين وصwلنا، اهتم بنwا كثwwير� اجتمwwع معنwwا ومwwع عwwدد من الشwwباب المwwدعوين مثلنwwا وقwwال لنwwا: "بمwwا أنكمwwون في الwwوقت نفسwwه، تعwwالوا إلى المنظمwwة، وتسwwلموا بعض رياضwwيون وثوري

المسؤوليات". بعد اللقاء، تحدث معنا أنا وإبwwراهيم على انفwwراد وقwwال: "سwwتتوليان مسwwؤولية، قبلنا بهذه المسؤولية، وفي صباح التفتيش في المنظمة". بعد أن تحدثنا قليال�

اليوم التالي، باشرنا العمل. كلما واجهتنا مشكلة، كنا نراجع السيد "داوودي".

ال أنسwwى يوم�wwا حين دخwwل إبwwراهيم مكتب التفwwتيش، وسwwألني: مwwاذا تفعwwل يwwامهدي؟

1 . الشباب رعاية

إبراهيم على 78سالم

- ال شيء، أوقع حكم فصل من العمل.- لمن؟

- وصل تقرير من أحد االتحادات أن الرئيس يأتي إلى العمwwل بلبwwاس ومظهwwر استفزازي، وسلوكه مع الموظفات غير مناسب، وسمعت أن موقفwwه مخwwالف

للثورة. كما إن زوجته غير محجبة. كنت أكتب التقرير الذي اعتقدت أن علينا إرسال نسخة منه لشwwورى الثwwورة،

عندما سألني إبراهيم: "هل يمكن أن أقرأ التقرير؟". خذ! هذا التقرير وهذا حكم الطرد من العمل.

حين نظر إلى التقرير، سألني: هل تكلمتm مع هذا الرجل بنفسك؟ - ال! ال داعي لذلك فالكل يعرفه.

- ال يصح ذلك. أوmلم تسمع: "إن اإلنسان الكاذب يصدق كل ما يسمعه"؟- ولكن، هذا ما أخبرنا به شباب ذلك االتحاد.

ا إلى بيتwwه، قطع كالمي وقال: "لنبحث عن عنوان هwwذا الرجwwل، ونwwذهب عصwwر�ونعرف من هو وماذا يقول". بعد لحظات من التفكير، وافقت على ما قاله.

عندما أنهينا عملنا، أخذت العنوان وذهبنا إلى بيت الرجل على دراجتي النارية. كنا نبحث عن بيته في األحياء بعد جسwwر "سwwيد خنwwدان"، وإذا بنwwا نwwراه يصwwل.

عرفته من الصورة المرفقة مع ملفه. توقفت سيارة "مرسيدس" أمام بيتwwه، وتwwرجلت منهwwا امwwرأة من دون حجwwاب

�ا وفتحت الباب. تقريبفدخل الرجل الذي كان في السيارة أيض�ا. قلت: "هل رأيت؟ هل رأيت أن

إبراهيم على 79سالم

وضع هذا الرجل غير مقبول".- اصبر لنتكلم معه ثم أصدر أحكامك.

أوصلت الدراجة الناريwwة إلى أمwwام المwwنزل، وضwwعتها على المرفwwع بينمwwا قwwرع إبراهيم جwwرس المwwنزل. كwwان الرجwwل ال يwwزال في الباحwwة، فجwwاء ليفتح البwwاب

بسرعة. رجل عريض الكتفين، طويل القامة، حليق الذقن واللحية، يرتwwدي بwwزة أنيقwwة.

تفاجأ حين رأى وجهmينا، خاصة في تلك المنطقة. قال: "تفضال". قلت في نفسwwي: لwwو كنت مكwwان إبwwراهيم ألوقفتwwه عنwwد حwwده. لكن إبwwراهيم، وباحترام خاص، سلم عليه واالبتسامة تعلو وجهه وقwwال: "أنwwا إبwwراهيم هwwادي.

أعتذر على اإلزعاج لكنني أريد أن أطرح عليك أسئلة عدة". قال ذلك الرجل: "اسمك مألوف بالنسبة إلي! سمعته منwwذ أيwwام في العمwwل".

ثم تابع: "أنت المفتش اإلداري، صحيح؟". ا وأخذ يصر علينا للwwدخول إلى ضحك إبراهيم وقال: "أجل". ارتبك الرجل كثير�، لن نأخwذ من وقتwwك إال بضwwع ا جwwزيال� المنزل. لكن إبراهيم رفض وقال: "شكر� دقwwائق". بwwدأ إبwwراهيم يتكلم، واسwwتمر حwwوالي السwwاعة في الحwwديث، لكن لم

نشعر بمرور الوقت. حدثه عن كل شيء وضرب له مثاال� لكل موضوع. قال له: "اسمع يا صwwديقي، إن زوجتك هي لك، يجب أال تعرضها أمام اآلخرين. هل تعرف كم من الشباب؟". ثم انتقwwل يقعون في المعصية لرؤيتهم نسwwاء� غwwير محجبwwات كزوجتwwك مثال� إلى العمل وقال: "كذلك أثناء العمل، أنت كمسwwؤول ال يجب أن تتلفwwظ بكالم سwwيئ أو بمwwزاح غwwير الئwwق مwwع الموظفwwات. صwwحيح أنwwك كنت بطال� في فئتwwك

الرياضية، لكن البطل الحقيقي هو من يمنع نفسه عن الوقوع في الخطأ".wwد ثم تحدث عن الثwwورة، عن دم الشwwهداء، عن أعwwداء البالد، وكwان الرجwwل يؤي

كالم إبراهيم ويوافقه. في ختام الكالم قال إبراهيم: "يا عزيزي، هذه رسالة

إبراهيم على 80سالم

فصلك من العمل". صدم الرجل، ونظر إلينا بتعجب. ابتسم إبراهيم ومزق الرسالة ورماهwwا في قنwwاة المwwاء. ثم قwwال: "يwwا صwwديقي

العزيز، فكر قليال� في ما قلته لك". ثم ودعنwwاه وركبنwwا الدراجwwة الناريwwة وابتعwwدنا. حين أردنwwا قطwwع الطريwwق، لفت

نظري الرجل الذي كان ال يزال واقف�ا أمام الباب. قلت: "يا أبرام، ما أجمل كالمك! لقد أثر في أنا أيض�ا".

ضحك وقال: "يا صديقي، وما دخلنا نحن، إنه الله، هو الذي أجwwرى هwwذا الكالمعلى لساني. إن شاء الله... يكون لهذا الكالم تأثير".

ثم أكمل: "تأكد، ال شwwيء كالسwwلوك الحسwwن يwwؤثر في النwwاس، ألم يقwwل اللwwهوا wwظ القلب النفضwwا غليwwرهولو كنت فظ�wwلرسوله في القرآن الكريم: قدس س

من حولك دام ظله؟ على األقل، لنتعلم سلوك الرسول".

*******

ا، wwر الwwرئيس كثwwير� mنا تقرير من االتحاد نفسه؛ لقwwد تغي بعد شهر أو شهرين وصmل كما تبدل سلوكه خالل العمل. حتى زوجته، تأتي لزيارته وهي ترتدي الحجاب. حين رأيت إبراهيم، أعطيته التقرير وكنت أنتظر رد فعله. قرأ التقرير ثم قال:wwني لم أشwwك لحظwwة في أن wwر موضwwوع كالمنwwا مباشwwرة. لكن "الحمد لله"، وغي

إخالص إبراهيم هو الذي أثر في ذلك الرجل وغيره كل هذا التغيير.

*******

إبراهيم على 81سالم

االهتمام بالناس

عدد من أصدقاء الشهيد

wwه قwwال: "قال اللHه عHز وجHل: الخلHقعن اإلمام الصادق عليه السwwالم أن.1عيالي، وأحبهم إلي ألطفهم بهم، وأسعاهم في حوائجهم"

أمر عجيب. اجتمع كثير من الناس في شارع الشwwهيد "سwwعيدي". تقwwدمت أنwwاوإبراهيم نحوهم وسألنا: ما الخبر؟ ماذا هناك؟

�ا يأتي كل يوم إلى هنا، يمأل دلو�ا بالمwwاء قال أحدهم: "هذا الطفل المتأخر ذهني�wwا مرتبwwة من القناة على جانب الطريق، ويبدأ برش المارة الwwذين يرتwwدون ثياب

بالماء". �ا. قال الرجل المرتب األنيق الذي رشه الصبي بالمwwاء: �ا فشيئ تفرق الناس شيئا وبقينwwا مwwع الصwwبي. �wwال أدري ماذا أفعل بهذا الصبي؟". ذهب هذا الرجل أيض"

سأله إبراهيم: "لمm ترش الناس بالماء؟" ضحك وأجاب: "أفرح بهذا األمر ويعجبني". فكر إبراهيم قليال� ثم سأله:

- هل يطلب منك أحد أن تقوم بهذا العمل؟ - يعطيني أولئك خمسة رياالت ويطلبون مني أن أرش الناس بالماء.

ج 1 الكليني، الكافي، ص 2أصول ،199.

إبراهيم على 82سالم

وأشwwار إلى الطwwرف اآلخwwر من الشwwارع، حيث يقwwف مجموعwwة من الشwwباباألراذل والعاطلين من العمل، ينظرون إلينا ويضحكون.

أراد إبwwراهيم الwwذهاب إليهم والتحwwدث معهم، لكنwwه تراجwwع وقwwال: "أين هwwو منزلwwك؟"، دلنwwا الفwwتى على طريwwق بيتwwه. قwwال لwwه إبwwراهيم: "إذا امتنعت عن

المجيء إلى الشارع ورش الناس بالماء، سأعطيك عشرة رياالت". وافق الفتى على االتفاق. حين وصلنا إلى باب بيته، تكلمنا مع والدتwwه. وهكwwذا

حلت هذه المشكلة وأزاح إبراهيم األذى عن طريق الناس.

*******

عندما كان إبراهيم في قسم التفتيش في التربية البدنيwwة، أذكwwر يوم�wwا بعwwد أن استلمنا الراتب الشهري، وبعد انتهاء دوام العمwwل، قwwال لي: "عزيwwزي مهwwدي،

هل أحضرت دراجتك النارية؟".- نعم، لماذا؟

- إذا كنت غير مشغول، ما رأيك في أن ترافقني إلى المتجر؟ �wwا، اللحم واألرز والصwwابون و.. ذهبنا مع�ا إلى المتجر، واشترى، بكل راتبه تقريب اشترى كل شيء وكأنه يحمل الئحwwة مشwwتريات محwwددة وشwwاملة. ثم انطلقنwwا

في اتجاه منطقة "مجيدية"، دخلنا أحد األزقة ودق إبراهيم باب أحد البيوت. فتحت سيدة عجوز الباب، يبدو أنها غير ملتزمة بالحجاب، ويتدلى على رقبتهwwاا، وسألت إبwwراهيم في طريwwق العwwودة: "أخي أبwwرام، هwwل صليب. تعجبت كثير�

كانت هذه السيدة أرمنية؟".- نعم، لماذا؟

أوقفت الدراجة النارية على جانب الطريق وقلت له: "يا أخي، تركت كل

إبراهيم على 83سالم

هؤالء الفقراء من المسلمين، وذهبت إلى المسيحيين؟". أجwابني وهwwو جwالس ورائي: "إن المسwwلمين لwwديهم من يسwwاعدهم، وهwwا هي مؤسسwwة اإلمwwداد قwwد انطلقت في عملها، وستسwwاعدهم إن شwwاء اللwwه. لكن هwwؤالء المسwwاكين ليس لديهم أحد. مwwا قمت بwwه يسwwاعدهم من جهwwة في حwwل المشwwكالت، ومن جهwwة

أخرى يحببهم إلى اإلمام والثورة".

*******

إبراهيم على 84سالم

إبراهيم على 85سالم

كردستان

مهدي فريدوند

م.1979هwww.ش./ 58إنه صيف العام mي الظهwwر والعصwwر، كنت واقف�wwا أمwwام مسwwجد "سwwلمان" أتحwwدث مwwع بعد صالت إبwwراهيم، حين وصwwل أحwwد األصwwدقاء مسwwرع�ا وقwwال لنwwا: "هwwل سwwمعتما نwwداء

اإلمام؟".سألناه بتعجب: "كال! وما الذي حصل؟".

قال: "أمر اإلمام بالذهاب لمساعدة شباب كردستان وفك الحصار عنهم". ما إن أنهى كالمه حتى وصل "محمد شاهرودي"، وقال: "سنتوجه أنwwا وقاسwwما". ثم ذهبنwwا �wwراهيم: "نحن أيضwwتشكري وناصر كرماني إلى كردستان". قال إب

لنستعد لالنطالق. مع حلول العصر، كنا أحد عشر شخص�ا نتجه نحو كردستان في شwwاحنة بلwwيزر.

وأربwwع رشاشwwات أخwwرىG3كل الوسائل التي أخذناها معنا عبارة عن بندقيwwة وبضع قنابل يدوية.

�ا إلى عبور طرقwwات ترابيwwة، لكن . اضطررنا أحيان كان عدد من الطرقات مقفال� على الرغم من كل الظروف، استطعنا الوصول إلى "سwwنندج" ظهwwيرة اليwwوم

التالي. دخلنا المدينة من دون معرفة أوضاعها. وقفنا أمام دكة لبيع الجرائد،

إبراهيم على 86سالم

نزل إبراهيم ليسأل عن مقر الحرس. ما إن اقترب من الدكة حتى صرخ: "بال دين، ما هذا الwwذي تبيعwwه؟"؛ نظwwرت إلى الخwwارج فwwرأيت رفا من المشwwروبات الكحولية. من دون أي تردد حمل إبwwراهيم سwwالحه، ثم تقwwدم وكسwwرها، بعwwدها

توجه بغضب نحو البائع الذي اختبأ في زاوية دكانه. نظر إبراهيم قليال� إلى وجهه، ثم قال له بهدوء: "أيها الشاب، ألسwwتm مسwwلم�ا؟ ما هذه النجاسة التي تبيعهwwا؟ ألم يقwwل اللwwه في القwwرآن إن الخمwwر من عمwwل

؛ أومأ الشاب برأسه موافق�ا وهو يwwردد: "أخطwwأت،1الشيطان وعلينا اجتنابها؟"سامحني لقد أخطأت".

wwة، وسwwأله عن مقwwر تكلم إبwwراهيم قليال� مwwع هwwذا الشwwاب، ثم أخرجwwه من الدكالحرس، فدلنا على المكان وتحركنا مبتعدين.

كان الجميع ينظر إلينا، ونحن نتحwwرك في األحيwwاء من دون علمنwwا بمwwا يحصwwل فيها. إلى أن وصلنا إلى مقwwر الحwwرس في سwwنندج. كwwانت المتwwاريس الترابيwwة

تغطي كل جدران المبنى، وقد تحول المقر إلى ثكنة عسكرية محصنة. مهما طرقنا الباب لم يفتحوا لنا؛ وأجابونا من خلف البwwاب: "ال يمكن، ال تبقwwوا هنا أبد�ا، المدينة تحت سيطرة أعداء الثwwورة. توجهwwوا مباشwwرة نحwwو المطwwار".

قلنا لهم: "جئنا لنساعدكم، على األقل قولوا لنا أين المطار". جاء أحد شباب الحرس إلى طرف الحائط وقال: "المكwwان هنwwا غwwير آمن، قwwد يقصفون سيارتكم أيض�ا. أخرجوا من تلك الناحيwwة ثم تwwابعوا مسwwيركم لتصwwلوا

إلى المطار، حيث يستقر أنصار الثورة. توجهنا نحو المطار. حين وصلنا إلى هناك عرفنا أن المدينة سقطت بيد أعداء

الثورة، ولم يبق سوى مقر الحرس والمطار خارج سيطرتهم. استقرت في المطار ثالث كتائب من الجيش برفقة كتيبة من الحرس

اآلية 1 إلى .90إشارة المائدة سورة من

إبراهيم على 87سالم

الثوري. وكانوا يقصفون المطار باستمرار. هناك رأيت "محمد بروجردي" للمرة األولى. شاب أشقر صاحب وجwwه جwwذاب وباسم، يدير القوات في هذه الظwwروف بشwwكل جيwwد جwwدا. عwwرفت بعwwدها أنwwه يتولى مسwwؤولية الحwwرس في غwwرب البالد. تقwwدم "بروجwwردي" وألقى السwwالم

إلينا، ومن بين كل الشباب عرف "قاسم تشكري"؛ ألنه سبق والتقى به. mنا عن حال المدينة، فأخبرناه بما حصل معنا. ثم توجهنا مwwع قاسwwم وبwwاقي سأل الشباب وبرفقة عدد من قادة الجيش إلى داخل المبنى، وشwwرع "بروجwwردي" بالحديث معنا: "بعد نداء اإلمام، كثwwير من القwwوات هي في طريقهwwا إلينwwا وقwwد خاف أعداء الثورة. لديهم داخل المدينwwة مقwwران أساسwwيان، علينwwا أن نخطwwط

للهجوم عليهما". تكلمنا حwwول مواضwwيع مختلفwwة. قwwال إبwwراهيم: "على مwwا يبwwدو، إن النwwاس في المدينwwة ال دخwwل لهم بأعwwداء الثwwورة. من األصwwلح أن نهجم على المقwwر األول وعندما ننجح في األمر، نهجم على الثاني". وافwwق الجميwwع على هwwذه الخطwwة، وكwwان من المفwwترض تجهwwيز الشwwباب للهجwwوم. لكن في ذلwwك اليwwوم، تwwوجهت

قوات الحرس إلى "باوه" وبقيت كتائب الجيش تحت إمرة القيادة. كان إبراهيم وقاسم يتفقدان دشwwم الجنwwود وأمwwاكن حراسwwتهم واحwwد�ا واحwwد�ا، وكانوا يتكلمون معهم. بعد ذلك، تسلما شاحنة البطيخ التي كwانت في المطwwار من قبwwل، وأوصwwلوا البطيخ إلى الدشwwم وإلى الحwwراس وإلى نقwwاط المراقبwwة وهكذا وطدوا معرفتهم بكل الجنwwود الموجwwودين في المطwwار. كمwwا اسwwتطاعوا

رفع جهوزية الجنود من خالل تدريبات يومية وبرامج متنوعة. في صباح أحد األيام، انضم السwwيد "خلخwwالي" إلى الشwwباب، مضwwاف�ا إلى عwwدد كبwwير من المقwwاتلين الwwذين أتwwوا من مختلwwف المwwدن واسwwتقروا في مطwwار "سwwنندج". بعwwد االسwwتعداد الالزم، وقبwwل الظهwwيرة قمنwwا بwwالهجوم على أحwwد

المقرين في

إبراهيم على 88سالم

المدينة، وحاصرناه خالل وقت قصير، ثم ألقينwwا القبض على معظم المقwwاتلينالمعادين للثورة.

ا من الwدوالرات، مضاف�ا إلى كثير من الذخائر، كان نصيبنا من المقر مبلغ�ا كبير� وجوازات سفر وبطاقات هويwwة مwwزورة، جمعهwwا إبwwراهيم كلهwwا في كيس كبwwير

وسلمها إلى قائد الحرس الثوري. تمت السwwيطرة على المقwwر الثwwاني للمعwwادين للثwwورة من دون أي اشwwتباكات، فسقطت المدينة بالكامل. ال أنسى ما قاله قائد القوات العسكرية هنwwاك بعwwد ذلك: "لو انتظرت سنوات أخرى، ال أعتقwwد أن قwwواتي كwwانت سwwتمتلك الجwwرأة للقيام بهذا الهجوم، نحن مدينون في هذا العمل لألخ هادي ورفاقه الذين، من

�ا". خالل صداقتهم مع الجنود، استطاعوا رفع معنوياتهم عاليا من خالل تلwwك الفwترة، قwام عwدد من القwادة بتعليم إبwwراهيم وأصwwدقائه كثwwير� الفنون العسكرية وتكتيكات القتال، وأصwwبحوا مقwwاتلين نخبwwة، ظهwwرت نتائجهwwا

خالل أيام الدفاع المقدس. ا، لكن االشتباكات المتقطعة استمرت في بقية لم تطل أحداث "سنندج" كثير�

م إلى طهwwران، لكن1979المwwدن في محافظwwة كردسwwتان. عwwدنا في أيلwwول قاسم وبعض الشباب بقوا في كردستان والتحقوا بقوات الشهيد "شمران".

بعد عودته ترك إبراهيم التفwwتيش في منظمwwة التربيwwة البدنيwwة ليلتحwwق بمجwwالا من التربيwwة والتعليم. لكن لم يوافقwwوا على طلبwwه؛ واسwwتدعى األمwwر كثwwير� المتابعات، فالتحق بإحدى المؤسسات التي كwwانت أكwwثر مwwا تحتwwاج إلى أفwwراد

كإبراهيم.

*******

إبراهيم على 89سالم

المعلم النموذجي

عباس هادي

كwwان إبwwراهيم يقwwول: "إذا كنwwا نريwwد أن تبقى الثwwورة�ا، علينا أن نبwwذل راسخة، وأن يصبح الجيل القادم ثوري

جهدنا في المwwدارس؛ ألن مسwwتقبل البالد سيتسwwلمه أفwwراد لم يعwwاينوا بشwwكلكاف الظروف التي كانت موجودة في أيام الطاغوت".

ا حين كwwان يwwرى أفwwراد�ا غwwير ثwwوريين يتسwwلمون التعليم في كwwان يwwنزعج كثwwير� المwwدارس، ويقwwول: "يجب أن يكwwون أفضwwل الشwwباب وزبwwدة القwwوى الثوريwwة

حاضرة في المدارس وخاصة في الثانويات". لذلك ترك عمال� قليل المتاعب، وانتقل إلى عمل كثwwير المتwwاعب بwwراتب أقwwل،

وكانت الماديات الشيء الوحيد الذي ما كان يفكر فيه إبراهيم. كان يقول: "الرازق هو الله. بركة المال مهمة والعمل الwwذي يكwwون للwwه، فيwwه

بركة". على كل حال، باشwwر التعليم في مدرسwwتين. صwwار معلم�wwا للرياضwwة في ثانويwwة "أبwwو ريحwwان" )المنطقwwة الرابعwwة عشwwرة( ومعلم�wwا للغwwة العربيwwة في إحwwدى

المدارس المتوسطة المحرومة في المنطقة الخامسة عشرة في طهران.

إبراهيم على 90سالم

ا. ففي لم يطل تدريس إبراهيم للغة العربيwwة في المدرسwwة المتوسwwطة، كثwwير� وسط العام الدراسwي، توقwف عن الwذهاب إلى المدرسwة من دون أن يوضwح

السبب. لكن في أحد األيام، جاء مدير المدرسة المتوسطة، وبدأ يتحwwدث معي: "باللwwه

عليك، بما أنك شقيق األستاذ إبراهيم، اطلب منه العودة إلينا". - وما الذي حصل؟

سكت قليال� ثم أجابني: في الحقيقة، كان السيد إبراهيم يعطي مبلغ�ا من المال من جيبه الخاص ألحد تالمذته ليحضر كل صباح وفي الحصة األولى الخwwبز والجبن إلى الصwwف! كwwان رأي األسwwتاذ هwادي أن هwwؤالء األطفwwال فقwراء وأكwثرهم يحضwwرون جياع�wwا إلى الصف. وال يمكن لطفل جائع أن يستوعب الدرس. لكنني "تصابيت" وواجهتwwه وقلت له: "لقد نشرتm الفوضى في المدرسة". مع أنه في الحقيقwwة لم ينشwwر: "ال يحق لك بعد اآلن أن تقwwوم أي فوضى. ثم وبخته وصرخت في وجهه قائال� هنا بمثل هذه األعمال". تركنا السwwيد هwwادي، وقwwد باشwwر تwwدريس حصصwwه في مدرسة أخرى. لكن اآلن، طلب التالميذ وأهلهم مني أن أعيwwده إلى مدرسwwتنا، فالكل يتحدث عن أخالقه وتدريسه. في الفترة الwwتي درس فيهwwا، كwwان يحضwwر لألطفال الفقراء والمحتwwاجين واأليتwwام قرطاسwwية ووسwwائل مدرسwwية ولم أكن

أعرف بهذا األمر. في اليوم التالي تحدثت مع إبراهيم، ونقلت له كالم مwwدير المدرسwwة. لكن من

دون فائدة؛ ألنه قد التزم بالتدريس في مكان آخر وال وقت لديه اآلن. ا �wwان أيضwwأما في ثانوية "أبو ريحان"، لم يكن إبراهيم أستاذ رياضة فقط؛ بل ك معلم أخالق وسلوك للتالميذ الذين عندما سwwمعوا بطwwوالت وفتwwوات أسwwتاذهم

انبهروا به وسحرهم.

إبراهيم على 91سالم

لقد جعله وجهه الجميwwل والنwwوراني، وكالمwه المwؤثر وسwwلوكه الصwحيح معلم�wا. كامال�

ا في إدارة الصف، يضحك عند اللزوم وعند اللزوم يكون حاسم�ا. كان كان قوييحضر إلى الملعب في وقت االستراحة، فيجتمع التالميذ حوله.

كان أول من يحضر إلى المدرسة وآخر من يخرج منهwwا، والمكwwان حولwwه كwwانيعج بالتالميذ دوم�ا.

في تلwwك الفwترة الwwتي نشwطت فيهwا األحwزاب السياسwwية، حضwwر إبwwراهيم في المكان األنسب لخدمة الثورة. ال أنسwwى ذات ليلwwة، حين أحضwwر إلى المسwwجد عدد�ا من التالميذ المتأثرين بأفكار بعض الحركات السياسية في تلwwك الفwwترة، ودعا أحwwد أصwwدقائه المطلعين جwwدا على المجريwwات السياسwwية يومهwwا وكwwانت جلسة سؤال وجwwواب. أجwwاب وقتهwwا عن كwwل أسwwئلة التالميwwذ وانتهت الجلسwwة

حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل. م، اختwwير السwwيد هwwادي المعلم النمwwوذجي،1980-1979في العwwام الدراسwwي

على الرغم من أنها كانت سنة التدريس األولى واألخيرة لwwه. وقwwد صwwدر حكم تعيينه في أول العام الدراسي التالي، لكن بسبب ظروف الحwwرب المفروضwwة

لم يستطع االستمرار في التعليم.ا؛ التدريس في المدرسwwة، العمwwل في تلك السنة، ازدادت أعمال إبراهيم كثير� في اللجنة، الرياضة التراثية، المصارعة، المسجد، اللطم في مجالس العwwزاء، والحضور في كثير من األنشطة والبرامج الثورية... كانت هذه األعمwwال تحتwwاج

إلى أفراد عدة للقيام بها.

*******

إبراهيم على 92سالم

إبراهيم على 93سالم

معلم الرياضة

الشهيد رضا هوريار

م، كنت معلم الرياضة في ثانوية "الشهداء" الwwتي1980في نيسان من العام تجاور ثانوية "أبو ريحان"، حيث كان إبراهيم معلم الرياضة هناك.

ا. سحرتني أخالقه وانجذبت إلى سلوكه. ذات مرة، ذهبت لرؤيته، وتكلمنا كثير� قwwال لي في نهايwwة الwwدوام: "مwwا رأيwwك لwwو نلعب ضwwربة لضwwربة في الكwwرة

الطائرة". ضحكت؛ ألنني كنت قد شwwاركت مwwع المنتخب الوطwwني في مباريwwات عالميwwة، وكنت أعتقد أنني صاحب نمط خاص بي. يأتي هwwذا الرجwwل اآلن و... على كwwل

حال، قبلت. قلت في نفسي سألعب بشكل ضعيف كي ال أحرجه. رمى الضربة األولى. كانت قوية لدرجة لم أستطع ردها. الثانيwwة ثم الثالثwwة و..

انخطف لون وجهي. لقد بدوت ضعيف�ا أمام التالميذ. كان يرمي ضربات يدوية عجيبة، كان من الصwwعب ردهwwا. وامتأل الملعب حولنwwا

بالتالميذ. نظر إلي، ثم ضرب ببطء. نلت النقطة األولى، ثم نقطة أخرى ونقطwwة ثالثwwة..

كان يريدني أال أحرج، كان يضيع الكرات عن قصد. وصلت إلى عدد

إبراهيم على 94سالم

نقاط إبراهيم فتعادلنا. ثم بدأ الشوط الثاني، فأعطيته الطابة ليرميهwwا. عنwwدما أمسكها بيده، ارتفع صوت أذان الظهر "الله أكبر". وضع إبwwراهيم الكwwرة على األرض، أذن بصوت عال، فصدح صwwوته في الثانويwwة. تفwwرق التالميwwذ، بعضwwهم للوضwwوء وآخwwرون إلى الwwبيت. بwwدأ بالصwwالة، هنwwاك في الملعب حيث اصwwطف

التالميذ خلفه. أقيمت صالة الجماعة وصلى الجميع بإمامته. ، المنافسwwة1عندما انتهت الصwwالة، التفت إلي. سwwلم علي وقwwال: يwwا أخي رضا

جميلة مع الصداقة.

*******

1 : الرغم على بالبطولة وفاز العالمية، المباريات إلى للصم الوطني المنتخب رافق رياضي، قائد هوريار رضا . كربالء عمليات في الشهداء بقافلة التحق أصم يكن لم أنه .5من

إبراهيم على 95سالم

الصالة في أول الوقت

مجموعة من أصدقاء الشهيد

ا، وفي أصعب كانت الصالة أول الوقت محور كل أنشطته وأعماله. رأيته مرار� الظروف، كيف كان وبهدوء تام، يصلي أول الوقت جماعة ويدعو اآلخرين إلى

الصالة أيض�ا. : من اختلف إلى المسجد أصاب إحHHدى الثمHHاني:يقول أمير المؤمنين

أخا مستفادا في الله، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو رحمةمع كلمHHة تدله على هHHدى، HHمنتظرة، أو كلمة ترده عن ردى، أو يس

.1أو يترك ذنبا خشية، أو حياء"�ا لهذا الحديث. حتى قبل انتصار الثورة كان يصلي وكان إبراهيم مصداق�ا حقيقي الصبح جماعة في المسجد. يwwذكرنا سwwلوكه بكالم الشwwهيد رجwwائي: "ال تقولwwوا

للصالة لدي عمل، قولوا للعمل لدي صالة". أفضwwل مثwwال على ذلwwك، حين كwwان يحين وقت الصwwالة والشwwباب مشwwغولون بالرياضwwة في "الزورخانwwه"، يوقwwف إبwwراهيم اللعبwwة، ثم يقيم الصwwالة جماعwwة

وسط الحلبة. مرات عديدة، في مسيرنا نحو الجبهة وعندما يحين وقت األذان، كان

ص 1 الصدوق، الشيخ .390األمالي،

إبراهيم على 96سالم

إبراهيم يؤذن ثم يوقف السيارة ويشجع الجميع على الصالة جماعة. جذب صوت إبراهيم المؤثر وأذانه الجميل الجميع إليه. كwwان إبwwراهيم مصwwداق�ا

"إن الله وعHHد أنلحديث الرسwwول األعظم صwwلى اللwwه عليwwه وآلwwه وسwwلم: يHHدخل الجنHHة ثالثHHة أنفHHار بغHHير حسHHاب... رجHHل يتوضHHأ ثم يHHدخل

.1المسجد فيصلي في الجماعة"ا بالذهاب إلى مسجد خاص لصالة الجماعة؛ بل كان يwwذهب إلى لم يكن ملتزم� كل مساجد الحي، وكان صwديق�ا لكثwير من شwwباب هwذه المسwاجد. منwwذ بدايwة نشأته ومنذ األيام األولى للرياضة في الww"روزخانwه" اشwwترى عبwwاءة لwه وكwان

�ا هذه العباءة. يصلي دائم�ا مرتدي*******

م، استمر نشاط التعبئة إلى مwwا بعwwد منتصwwف الليwwل،1980في منتصف العام وكانت تفصلهم ساعتان عن أذان الصبح.

جمع إبراهيم الشباب، وبدأ يقص عليهم ذكرياته في الجبهwwة. كwwانت الwwذكريات جذابwwة جwwدا ومضwwحكة جwwدا. باختصwwار، أبقى الشwwباب مسwwتيقظين حتى أذان

الصبح، وبعد الصالة عادوا جميع�ا إلى بيوتهم. توجه إبراهيم بالكالم إلى مسؤول التعبئة وقال: "لو انصرف الشباب مباشwwرة بعد الجلسة إلى بيوتهم، الله يعلم إن كانوا سيستيقظون لصالة الصبح. لwwذلكا أو عليكم أن في المرات القادمة انتبهوا، فإما أن تنهwwوا أنشwwطة التعبئwwة بwwاكر�

تبقوهم مستيقظين كي ال تصبح صالتهم قضاء�". *******

�ا مرح�wwا وكثwwير المwwزاح ويتكلم بطريقwwة مwwع أن إبwwراهيم كwwان في النهwwار إنسwwانشعبية، لكنه ليال� كان يستيقظ قبل السحر ليصلي صالة الليل. كان يسعى

ج 1 النوري، الميرزا الوسائل، ص 6مستدرك ،448.

إبراهيم على 97سالم

ا بهذا العمل. كلما كان إبراهيم يقترب من نهاية أيامه، كان ا كي يقوم سر كثير�وقت استيقاظه في الليل يطول أكثر.

كان يعرف جيwwد�ا أن األحwwاديث اعتwwبرت القيwwام في السwwحر وصwwالة الليwwل منعالمات الشيعي الحقيقي.

ا بقراءة دعاء كميل ودعاء الندبة. كان يقرأ األدعيwwة والزيwwارات كwwل كان ملتزم��ا أو يقرأ السالم األخير فقط. يوم بعد صالة الصبح، يزور زيارة عاشوراء يومي

ا: "يا أبرام، نقرأ هذه اآلية للحفظ1كان يكرر دوم�ا اآلية "وجعلنا" . قلت له يوم� من األعداء.. ولكن ال أعداء هنwwا". نظwwر إلي إبwwراهيم نظwwرة عميقwwة وأجwwابني:

"وهل ثمة عدو أكبر من الشيطان؟".

*******

ذات مرة، جرى الحديث حول الناشwwئة وأهميwwة الصwwالة. قwwال إبwwراهيم يومهwwا:، وبعwد ذهwاب "حين رحل أبي عن هذه الدنيا، كwانت أعصwابي متعبwwة جwدا. ليال� المعwwزين، نمت من دون أن أصwwلي ألنwwني كنت مسwwتاء�. حين أغمضwwت عيwwني�ا جwwدا وتوجwwه مباشwwرة رأيت أبي في عالم الرؤيا: فتح باب البيت ودخل غاضwwب إلى غرفتي، فتح الباب ونظwwر إلى وجهي للحظwwات عwwدة. فهمت من نظwwراتأت wwالة، توضwwي وقت الصwwل أن ينقضwwتيقظت قبwwا من الكالم. اس أبي كثwwير�

وأتممت صالتي.

*******

من المسائل األخرى التي كان إبراهيم يوليها أهمية كبيرة صالة الجمعwwة. على الرغم من أنه كان يقضي معظم أوقاته في كردسwwتان وفي الجبهwwات األخwwرى في الفwwترة الwwتي بwwدأت خاللهwwا إقامwwة صwwالة الجمعwwة، لكن حين يحضwwر في

طهران،

1 . اآلية يس، سورة mيبصرون m ال فmهم mاهم ين mغشm فmأ دا mس خmلفهم وmمن دا mس mيديهم أ mين ب من mا ﴾هوmجmعmلن ﴿9.

إبراهيم على 98سالم

يكون برنامجwwه ليwwوم الجمعwwة هwwو المشwwاركة في الصwwالة. قwwال مwwرة: "أنتم التعلمون كم لصالة الجمعة من ثواب وبركة".

"مHا من قHHدم سHHعت إلى الجمعHHة إاليقول اإلمام الصادق عليه السالم: .1حرم الله جسدها على النار"

*******

ج 1 العاملي، الحر الشيعة، ص 5وسائل ،3.

إبراهيم على 99سالم

ف مع السارق التصر

عباس هادي

كنا جالسين في الغرفة، ولدينا ضيوف. بعد دقائق، سمعناا أمام البيت. نظر إبراهيم من النافذة في الطابق الثاني، كان ضوضاء وصراخ�

أحدهم يسرق الدراجة النارية لصهري ويلوذ بالفرار. هتwwف إبwwراهيم: "أمسwwكوه، لص". ثم نwwزل بسwwرعة نحwwو البwwاب وركض خلwwف اللص. ما إن تقwwدم بضwwع خطwwوات، وإذا بأحwwد الشwwباب يwwدفع بقدمwwه الدراجwwة النارية فتقع ويرتمي اللص على األرض. سقطت إحwwدى القطwwع الحديديwwة من الدراجة النارية على األرض، وتسببت بجرح يده وبدأ الدم يسيل. ما إن وصwwل إبراهيم ونظر في وجه السارق الخائف المرعوب، رفع الدراجة الناريwwة وقwwال

له: "اركب". في ذلك اليوم، اصطحب إبراهيم ذلك الشwwاب على تلwwك الدراجwwة الناريwwة إلىا، �wwا أيضwwة ذاتهwwة. في الليلwwراهيم عجيبwwالمستوصف ليعالج يده. كانت أعمال إب ا مع ذلك الشاب حwwول ذهبا مع�ا إلى المسجد. بعد الصالة، تحدث إبراهيم كثير� السرقة والمال الحرام فقال الشاب: أعرف كل هذا، لكن ال عمل لwwدي، ولي زوجة وأوالد أتيت بهم من منطقة بعيدة إلى طهران. إنwwني مجwwبر على القيwwام

بهذا العمل". بعدها تكلم إبراهيم مع أصدقائه ومع عدد من المصلين فجاء

إبراهيم على 100سالم

إليه وأخبره: "الحمد لله لقد تأمن العمل". ثم أعطwwاه مبلغ�wwا من المwwال وقwwال له: اطلب من الله أن يساعدك. اطلب الرزق الحالل دوم�ا. إن المwwال الحwwرام

، فيه بركة كثيرة". يحرق الحياة، أما المال الحالل حتى لو كان قليال�

*******

إبراهيم على 101سالم

األيام األولى للحرب

تقي مسگرها

صبيحة يوم اإلثنين في الواحwwد والثالثين من أيلwwول، رأيت إبwwراهيم وأخwwاه ينقالن أثwwاث الwwبيت. ألقيت التحيwwة22شwwهريور/

عليهما وقلت: "قاسم ذاهب إلى كردستان، بإحwwدى السwwيارات، إذا كنت تريwwدالذهاب سننطلق عند الساعة الرابعة".

ا: ماذا هناك؟ سألني مندهش�- يقولون إنه من الممكن أن تندلع االشتباكات مرة ثانية.

- سأرى، إن استطعت سآتي. في ظهيرة ذلك اليوم، بدأت الحرب بهجwwوم جwwوي عwwراقي. صwwار الجميwwع في الشwwارع ينظwwرون إلى السwwماء. عنwwد السwwاعة الرابعwwة، تجمعنwwا على ناصwwية الشwwارع. وصwwل "قاسwwم تشwwكري" في سwwيارة جيب عسwwكرية مليئwwة بالعتwwاد والذخائر، وكان معه أيض�ا "علي خرمدل" ومهدي. حين ركبنا وأردنwwا االنطالق،mم تكن تنقل أثاث وصل إبراهيم وركب الجيب بسرعة. سألته: "أخي أبرام، أوmل

البيت؟".- وضعت األثاث في البيت الجديد وها أنا هنا.

في اليوم الثاني للحرب، استطعنا بصعوبة كبيرة وبعد أن قطعنا عدد�ا من

إبراهيم على 102سالم

الطرقwwات الترابيwwة، أن نصwwل قبwwل الظهwر إلى "سwربل ذهwwاب". لم يكن أحwد ليصدق ما يحصل حولنا. كان النwwاس يفwwرون جماعwwات جماعwwات من المدينwwة، وكانت أصوات القنابل والمدافع تسمع باستمرار. تحيرنا مwwاذا يجب أن نفعwwل. دخلنا المدينة من معبر ضيق، وإذا بشباب الحرس يشwwيرون إلينwwا بأيwwديهم من بعيد. قلت: "قاسم! انظر، إن الشباب هناك يطلبون منا اإلسراع في المجيء

إليهم". فجأة قال إبراهيم: "انظروا هناك"، وأشار إلى ناحية الحwwدود. كwwانت الwwدبابات العراقية تتقدم من خلف إحدى التالل وهي تطلق القذائف. وقد سقط بعضwwها بالقرب من سيارتنا، لكن األمر مر على خير. مwwا إن قطعنwwا المعwwبر حتى جwwاء أحwwد شwwباب الحwwرس وسwwألنا: "من أنتم؟ كلمwwا أشwwرت لكم أال تتقwwدموا كنتم تسwwرعون أكwwثر؟! مwwاذا بكم؟". سwwأله قاسwwم: "مwwا الwwذي يحصwwل هنwwا؟ من قائدكم؟" أجاب ذلwwك المقاتwwل: "في الواقwwع، كwwل الشwwباب سwwيأتون إلى هنwwا. السwwيد "بروجwwردي" داخwwل المدينwwة مwwع قسwwم منهم. في الصwwباح، سwwيطر

العراقيون على معظم المدينة، لكن الشباب أجبروهم على االنسحاب". تحركنا من جديد، ودخلنا المدينة. ركنا السwيارة في مكwwان آمن، وهنwwاك صwwلى قاسم ركعتين. تقدم إبراهيم نحوه وسأله: "قاسم، ما الصwwالة الwwتي صwwليتها؟"mواجهنwwا مwwع أجابه قاسم بهدوء كبير: "في كردستان كنت دائم�ا أدعو اللwwه، إذا ت أعداء اإلسالم والثورة أال أقع في األسر وأال أصبح معاق�wا بعwد اإلصwwابة، لكنwwني هذه المرة أطلب من الله الشهادة. لم أعwwد أسwwتطيع تحمwwل البقwwاء". اسwwتمع إبراهيم بدقة إلى كالمه، ثم تحركنا مع�ا وتوجهنا إلى مكان "محمد بروجwwردي"ا لرؤيتنwwا. بعwد قليwل من الذي كwان يعwرف قاسwم من قبwwل، لwذلك فwwرح كثwير� الكالم، قال: "هناك عدد من الكتwwائب تنتظwwر تحت الجسwwر وال مسwwؤول عنهwwا.

عزيزي قاسم، اذهب إليهم لترى إن كان بإمكانك إحضارها إلى المدينة". - لماذا ذهبوا إلى هناك؟ ال تقل لي إنهم خافوا فاختبأوا هناك!؟

إبراهيم على 103سالم

- نعم، اذهب وافعل ما بوسعك. عنwwwدها توجهنwwwا نحن الخمسwwwة نحwwwو الجسwwwر حيث يعج المكwwwان بالمقwwwاتلينا؛ إذ لم يتوقعwwwوا هwwwذا الهجwwwوم من المجهwwwزين، لكنهم كwwwانوا خwwwائفين كثwwwير� العراقيين. تقدم إبراهيم وقاسم إليهم وشرعا يتحدثان معهم. كلماهم بطريقة جعلت كثيرين منهم يتحمسون وتمألهم النخوة. في ختام الكالم قاال: "كل من هو رجل، ولديه نخوة وال يريد أن يصل البعثيون إلى عرضه، فليأت معنا". أدى كالمهما المؤثر وعباراتهما المحفزة إلى لحاق كwwل المقwاتلين بنwwا. نظم قاسwwم الفرق، ودخلنا المدينة وبwwدأنا بتجهwwيز الدشwwم وتوزيwwع الشwwباب. جwwاء عwwدد من

ونستطيع رميها". وجد قاسم منطقة جيwwدة،106الجنود وقالوا: "لدينا قذائف فنقل إليها القذائف وبدأ بإطالقها. على وقع هذه القwwذائف، تwwراجعت الwwدباباتا، ارتفعت معنويwwات �wwدها أيضwwابقة. عنwwا السwwتقر في مواقعهwwة، لتسwwالعراقي الشباب. عند العصر، جاء "محمد بروجردي" ليتفقد المواقع والدشم، وأحضwwر

لنا بعض األطعمة للعشاء.�wwا من دشwwم عند غروب اليوم الثاني من الحرب، اختار قاسم أحد الwwبيوت قريب الشباب وقال لي: "ابحث عن إبراهيم وأحضره إلى هنا لنقرأ دعwاء التوسwل". تركت ذلك البيت للبحث عن إبwwراهيم، وكwwان قاسwwم يصwwلي المغwwرب. بعwwد أن ابتعدت قليال� سقطت قذيفة أمام البيت. قلت في نفسي: "الحمد للwwه، قاسwwم يصلي في الغرفة"، لكنني عدت ألرى ما الذي حصل. حين سمع إبwwراهيم دوي

االنفجار أسرع هو أيض�ا في المجيء. عندما دخلنا الغرفة حيث كان قاسم، لم نصدق ما رأته أعيننا. اخترقت شظيةبحجم حبة العدس الشباك واستقرت في قلب قاسم، فاستشهد وهو يصلي.

ا لسماعه الخبر. بما أن تلك الليلة كانت ليلة حزن محمد بروجردي كثير�

إبراهيم على 104سالم

األربعاء، قرأنا دعاء التوسل فوق جثمان قاسم الذي أرسلناه إلى طهwwران فياليوم التالي.

في اليwwوم التwwالي، ذهبنwwا إلى مقwwر القيwwادة. قwwالوا لنwwا: "أنتم عليكم االهتمwwامبمستودع األسلحة"، وسلمونا مدرسة مليئة بالذخائر واألسلحة.

بقينا هناك ليومين، وبسبب الخطر القريب، تم االتفاق على نقwwل الwwذخائر إلىا في هwwذا ا: "يا شباب، تذكروا الله كثwwير� خارج المدينة. كان إبراهيم يردد مازح�

المكان؛ ألنه إذا وقعت قنبلة يدوية هنا فلن يبقى منا شيء". حين أخليت مسwwتودعات األسwwلحة، واسwwتجابة� إلصwwرار مقاتلينwwا، اتفقنwwا على التوجه إلى الخطوط األمامية للجبهة. حفرت الخنwwادق في المنطقwwة الشwwرقية لwww"سwwربل ذهwwاب". كwwان بعض القwwادة المتwwدربين كwww"أصwwغر وصwwالي" و"علي قرباني" يتولون مسؤولية الشباب هناك. شكلوا في كردستان مجموعة فدائية أطلقوا عليها اسم "منديل الحمر" متخصصة في حرب الشwwوارع، وقwwد قwامت بإنجwwازات مهمwwة. وقwwد جwwاؤوا بهwwا إلى "سwwربل ذهwwاب". قمنwwا بجولwwة داخلهwwا، والتقينا عدد�ا من األصحاب: محمد شاهرودي، مجيد فريدوند.. كمwwا التحwwق بنwwا عدد من الشباب الطيبين من منطقتنا وتوجهنا مع�wwا إلى التالل المشwwرفة على المدينة حيث تدور االشتباكات مع العراقيين. في الخنادق على التلwwة قwwال لنwwا القائد: "هذه التلة األمامية هي مكان االشتباك مع العراقيين الwwذين يسwwتقرون�wwا يتقwwدم على التلwwة، فبwwدأ �ا عراقي في التالل التي تليها". بعد دقائق، رأينا جنwwدي: "ما الwwذي تفعلونwwه؟ لقwwد الشباب يطلقون الرصاص عليه. صرخ إبراهيم قائال� أفwwرغتم أسwwلحتكم عليwwه". عنwwدها توقwwف الشwwباب عن إطالق النwwار. بمwwا أن إبwwراهيم أمضwwى مwwدة ليسwwت بقصwwيرة في كردسwwتان حيث خضwwع لتwwدريبات عسكرية جيدة، قال لنا: "اصبروا حتى يقترب األعwwداء أكwwثر، ثم أطلقwwوا النwwار

عليهم". في هذه األثناء، بدأ العراقيون بإطالق النار علينا من أسفل التلwwة، من قwwذائف

"آر بي جي" وقذائف "هاون"، ثم بدأوا يتقدمون نحو خنادقنا. تراجع

إبراهيم على 105سالم

كثير من شبابنا الذين يحملون السالح للمرة األولى، نحو الخطوط الخلفية. �wwا: "اصwwبروا، على مهلكم، ال تخwwافوا". بعwwد لحظwwات، حين صwwرخ إبwwراهيم عالي خفت صوت رصاص األعداء، اختلس إبراهيم النظر إلى الخwwارج. لقwwد اقwwترب

ا منا. العراقيون كثير� ركض إبراهيم برفقة عدد من الشwwباب وهم يطلقwwون النwwار ويرمwwون القنابwwل،

ويهجمون على العراقيين وهم يصرخون: "الله أكبر". لم تمر دقائق معدودة، حتى قتل عدد من العراقwwيين وجwwرح بعض آخwwر، بينمwwا

ا في يد إبراهيم ورفاقه. وفر اآلخرون. ا أسير� سقط أحد عشر جنديا ولم سwwاقهم إبwwراهيم بسwwرعة إلى خنادقنwwا. ارتفعت معنويwwات الشwwباب كثwwير�ا يكفوا عن التقاط الصwwور الفوتوغرافيwwة لألسwwرى. بينمwا التقwط آخwرون صwور� تذكارية لهم مع إبراهيم. كان هؤالء من أوائل األسرى الذين يدخلون المدينwwة.ا رافقناهم إلى مقر المتطوعين. هناك أخبرنا أحد الشباب أن جثمwwان نحن أيض� قاسم ما زال في المقر ألن الطرقات مقطوعwwة. وهكwwذا في اليwwوم الخwwامس

للحرب، نقلنا جثمان قاسم بسيارته وجئنا إلى طهران. في طهران، أقيم تشييع مهيب لقاسم. كwwان أول شwwهيد في الwwدفاع المقwwدس يسwwقط في حينwwا. جwwاء كثwwير من النwwاس للمشwwاركة في التشwwييع. كwwان "علي

خرمدل" يصرخ: "قائدي الشهيد سنكمل طريقك".

*******

إبراهيم على 106سالم

إبراهيم على 107سالم

الحضور الثاني

أمير منجر

في الثالثين من أيلول، توجهنا إلى الجبهة برفقwwة أمير معاون غرفة عمليات الحرس. توقفنا في همدان قليال� عندما حلت صwwالة المغرب. التقينا باألخ "بروجردي" الذي كان برفقة شباب الحرس متوجه�ا نحو

الجبهة أيض�ا. كان إبراهيم منشغال� برفwwع األذان، والشwwباب يسwwتعدون للصwwالة. ظهwرت لwدى الشباب حالة معنوية عجيبwwة. سwwأل "بروجwwردي" أمwwير: يwwا حwwاج أمwwير، من أي

منطقة إبراهيم هذا؟ شهريور" وخراسان. 17- من منطقتنا، من حينا قرب "

: "ما أجمل صوته! رأيته مwرة أو مwرتين في أكمل األخ "بروجردي" كالمه قائال� الجبهة برفقة الشهيد "تشكري"، شاب شجاع ومقدام، إذا اسwwتطعت أحضwwره

إلينا في كرمانشاه". بعد األذان أقيمت الصالة جماعة، ثم أكملنا طريقنا.

كانت المرة الثانية التي نذهب فيها إلى "سربل ذهاب". وجدنا أصwwغر وصwwالي�ا. كwwان أصwwغر من القwwادة قد جهز المقاتلين ووزعهم والمنطقة مستقرة نسwwبي

ا. كان إبراهيم يقول: "لم أرm مقاتال� الشجعان ويحبه إبراهيم كثير�

إبراهيم على 108سالم

�ا( بشجاعة أصغر، لدرجwwة أنwwه أحضwwر زوجتwwه إلى الجبهwwة. وكwwان يتفقwwد )فدائيمناطق الجبهات بسيارته الw"بيكان" التي صارت مستودع أسلحة متنقل.

حمwwل أصwwغر النظwwرة ذاتهwwا تجwwاه إبwwراهيم. في إحwwدى المwwرات، كwwان متوجه�wwالالستطالع فقال إلبراهيم: "استعد للذهاب في مهمة استطالعية".

حين عادا، قال أصغر: "قبل الثورة، قاتلت في لبنان وخالل أحwwداث كردسwwتان قضيت كل الوقت هناك لكن هذا الشاب الذي لم يخضع ألي دورات عسwwكرية يظهwwر قwwدرات ال نظwwير لهwwا، ويwwدرك األمwwور العسwwكرية جيwwد�ا". لwwذلك، طلب

مساعدة إبراهيم عند التخطيط للهجوم على أحد المقرات العراقية. خالل عملية واحwwدة، اسwwتطاعوا تwwدمير ثمwwاني دبابwwات للعwwدو وأسwwر عwwدد من مقاتليهم. وبعدها، عاد مجاهwwدونا إلى المقwwر بأقwwل خسwwائر ممكنwwة. لقwwد جهwwز "أصغر وصالي" أحد مباني الثكنة للمتطwwوعين حيث يتم اسwتقبالهم، وتسwجيل أسمائهم وأخذ المعلومات الخاصة بهم، ثم تwwوزيعهم. أعطى هwwذا األمwwر نظم�wwا

خاص�ا في المدينة. حين هدأت األوضاع في "سwwربل ذهwاب". بwدأ إبwwراهيم وعwدد آخwwر من رفاقwه بالرياضة التراثية من جديد. كwwل صwwباح كwwان إبwwراهيم يحمwwل "طنجwwرة" ليwwدق�ا في تلwwك �ا رياضي عليها ويقرأ بصوته الجميل الدافئ األشعار، وكان أصغر مدرب

wالمجموعة. وقد تحولت الG3لحة1 إلى مدكwwوفراغة القنابل وعدد من األس ، األخرى إلى أدوات رياضية. قال أحد القادة العسكريين هناك: "في تلك األيwwام كان بعض السكان الwwذين صwwمدوا في المدينwwة وبعض الممرضwwين والمقwwاتلينا إلى الزورخانة حيث كان إبراهيم بصوته المwwؤثر يبث روح الحيwwاة يأتون صباح�

�ا فريد�ا". واألمل فيهم. في الحقيقة كان إبراهيم إنسان

*******

عن أبي عبد الله عليه السالم، قال: ما من عمwwل حسwwن يعملwwه العبwwد إال ولwwهثواب

1 . قرع شكل على ثقيلة خشبية وسيلة الالعبون يحمل الزورخانة، في

إبراهيم على 109سالم

في القرآن إال صالة الليل، فإن الله لم يبين ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال: “تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوف�ا وطمعwwا.. فال تعلم نفس مwwا

.1أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون” خالل تلك الفترة القصwwيرة الwتي قضwwيناها في "سwwربل ذهwwاب"، كwان إبwwراهيم يسwwتيقظ قبwwل سwwاعة أو سwwاعتين من الفجwwر، وبذريعwwة تفقwwد الشwwباب في الخنادق، كان يذهب بعيد�ا عن مكان نومنا، لكنني على يقين أنه كان يجد متعة�

ولذة� في استيقاظه ليال� وانشغاله في القيام لصالة الليل. �wwا، اسwwتطاع ما زلت أذكر مرة، نهض إبراهيم قبل صالة الفجwwر بسwwاعتين تقريب

الحصول بصعوبة على مقدار من الماء ليغتسل ويتوضأ للصالة.

*******

ج 1 األنوار ص 8بحار ح 126، ،27

إبراهيم على 110سالم

إبراهيم على 111سالم

التسبيحات

أمير سبهر نجاد

إنwwه الثwwالث من تشwwرين األول، منwwذ يwwومين فقwwدنا إبراهيم. لمعرفة أي خبر عنه، توجهنا إلى لجنة أسwwرى

الحwwرب، ولكن ال فائwwدة. بقيت مسwwتيقظ�ا حتى منتصwwف الليwwل. كنت منزعج�wwا�ا جدا؛ إذ ال خبر لدي عن صديقي األقرب. وحزين

بعد صالة الصبح، خرجت إلى باحة المقر، وجلست على التراب. يلwwف سwكون غريب موحش معسكر "أبwwو ذر". صwرت أسwتعيد الwwذكريات الwتي عشwتها مwwع

إبراهيم. كان المكان ال يزال مظلم�ا. مع صوت فتح بwwاب المعسwwكر، رفعت رأسwwي من دون قصwwد مني، وتسwwمرت�ا لم أسwتطع تصwwديقه.. إبwراهيم يقwترب مwني بوجهwه الwدائم عيناي. رأيت شيئwwل، وقفwwزت من مكwwاني. wwني أتخي النورانية برفقwwة شwwابين آخwwرين. اعتقwwدت أن

ابتسم إبراهيم واحتضنني بشوق.. بكيت لشدة فرحي. �ا، بدأ إبراهيم يخبرنا ما حصل في األيام الثالثة السابقة: بعد ساعة تقريب

تقدمنا في ماللة، ولم نكن نعرف إلى أين تقدم العراقيwwون. حوصwwرنا بwwالقرب من إحدى التالل. كان حوالي المئة عراقي يطلقون النار علينا. اسwتقررنا نحن

الخمسة في حفرة وبادلناهم إطالق النار. قاومنا حتى الغروب، ولما حل

إبراهيم على 112سالم

الليل، تراجعت القوات العراقية. استشهد اثنان كانا يعرفان الطريق. خرجنا من الخنwwدق، ولم يكن هنwwاك أحwwد. انسحبنا إلى خلف التلة، اختبأنا بين الشجرات، وأخفينwwا أجسwwاد الشwwهداء. كنwwا متعبين وجwwائعين. حين غwwابت الشwwمس اسwwتطعنا تحديwwد القبلwwة، فصwwلينا نحن الثالثة المغرب والعشاء. بعد الصالة، قلت لرفاقي: "يا شباب، ال تنسوا تسبيح

السيدة الزهراء عليه السالم". حين أنهينا تسبيح السيدة الزهراء، تذكرت أن الرسول صwwلى اللwwه عليwwه وآلwwهwwة. وفي وسلم قد علم ابنته هذا التسبيح حين كانت تعاني من المتwwاعب اليومي الحقيقة، يعتبر هذا التسبيح سبيل الخروج من المشكالت واألزمات. بعwwد ذلwwك سجدت وقلت: "إلهي، بحwwق السwwيدة الزهwwراء عليwwه السwwالم خلصwwنا من هwwذه المشكلة وهذا الموقwwف الصwwعب، وبالطريقwwة الwwتي تريwwدها، اهwwدنا ودلنwwا على الطريق الصحيح". ثم تحركت أنا والشباب. مشينا بهدوء وسكينة إلى الخنwwدق السابق الذي كنا فيه، واستطلعنا المكان حوله. الحظنا أن الجثث العراقية مwwاwwة على سwwفح التلwwة. بمwwا أن ذخائرنwwا قwwد نفwwدت، اسwwتولينا على زالت مرمي أسwwلحتهم وأمشwwاطهم المألى، مضwwاف�ا إلى كwwل القنابwwل اليدويwwة وحربwwات�ا من المواد الغذائية، ثم هممنا بالمشي، لكننwwا لم نكن األسلحة. كما وجدنا علب نعلم في أي اتجwwاه نسwwير. لwwذلك قلت في نفسwwي: كلمwwا وصwwلنا إلى مفwwترق، توقفنا أمwwام مفwwترق طwwرق. في طرق، نستخير بالسبحة. بعد أن تقدمنا قليال� الطرف األول خنادق العراقيين وفي الطwwرف الثwwاني سwwهل واسwwع مكشwwوف. استخرت، فكان من األفضل أن نسير لجهة خنادق العراقيين، فتحركنا. أردينwwا اثنين من الحراس قتلى، ثم عبرنا إلى الباحة وسط الخنادق. عنwwدما كنwwا نريwwد الخروج، اصطدمنا بأسالك سارية المخابرات فقصصناها وأسرعنا مبتعدين. ثم وصلنا إلى منطقة مليئwwة باآلليwwات العراقيwwة، فنصwwبنا فخا من القنابwwل اليدويwwة

وابتعدنا من هناك أيض�ا. كان الصباح يقترب

إبراهيم على 113سالم

. بقينwwا نسwwتريح طيلwwة عندما وصلنا إلى مكان آمن. بعد الصالة، اسwwترحنا قليال�ا، اسwتخرنا �wwرة أيضwذه المwل. هwول الليwا، ثم أكملنا طريقنا عند حل� النهار تقريب بالسبحة ووجwدنا الطريwق. مwwرة ثانيwwة، وصwwلنا إلى منطقwwة عسwكرية. وكwwانت االسwwتخارة أن نعwwبر وسwwط المنطقwwة العراقيwwة. هwwذه المwwرة، كwwانت المواقwwع العراقية أكثر تعقيد�ا ومليئة بالخنادق، تحيطهwwا األسwwالك الشwwائكة الدائريwwة من الجهات كافة. قلت للشباب حين نربط الحربة بالقواطع المعدنيwwة تتحwwول إلى

مقص لألسالك، وكل سلك يواجهنا نقطعه. قصصنا كل األسالك التي اعترضت طريقنا، من األسالك الشwwائكة إلى أسwwالكا، وتحركنwwا بسwwرعة. في طريقنwwا قضwwينا على �wwالكهرباء وأسالك االتصاالت أيض

. نظwرت حwولي،1حارس عwراقي، ثم وصwلنا إلى تلwة، على قمتهwا رادار يعمل والتفت إلى مجموعwwة من األسwwالك تخwwرج من خنwwدق وتتصwwل بwwأعلى التلwwة. بصwwعوبة بالغwwة اسwwتطعت أن أقطعهwwا. توقwwف الwwرادار عن الwwدوران. التفت العراقيون إلى حضورنا بسبب قطع الكهربwwاء والwwرادار. فبwwدأوا بwwإطالق النwwار.ا، أطلقنwwا بعض األلعwwاب الناريwwة بالقنابwwل والقwwذائف وأسwwرعنا في �wwونحن أيض

االبتعاد عن هناك! هذه المرة أيض�ا، مشينا ومشينا ولم نصل إلى قواتنا العسwwكرية. عنwwدما أطwwل الصباح، استرحنا في مكان مناسب. انتهى زادنا من الطعام وعانينا من الجوع طيلة النهار. في المساء، بعد الصالة، أكملنwwا طريقنwwا مwwرة ثانيwwة. هwwذه المwwرةا، توكلنا على الله واستخرنا، ومشينا في طريق مستقيم، وبالصدفة وصلنا أيض� إلى خنادق األعداء! وفي الواقwwع عبرناهwwا، ووصwwلنا إلى منطقتنwwا. بwwالطبع، في موقع العدو، قمنا ببعض األعمال المختلفة، ولكن لم يكن الصباح قد طلع حينا أوصلنا الله إلى مقر قواتنا. هناك التفتنا إلى أننwwا على بعwwد خمسwwين كيلومwwتر�

جنوب "سربل ذهاب"، وكنا طيلة الوقت نتحرك بموازاة الحدود.

1 . دوران حالة في أنه أي

إبراهيم على 114سالم

صمت إبراهيم قليال� ثم قال: "حين استخرت للذهاب من السهل أم من مواقعا أن تكون االستخارة جيدة للمسير من السwwهل، لكنwwني العراقيين، تمنيت كثير� عرفت اآلن الخير الذي كان في عبورنا من مواقع العراقwwيين. يقwwول اللwwه في

�ا وهو خير لكم دام ظله. القرآن الكريم: قدس سرهعسى أن تكرهوا شيئ�ا به، وما زلت أغبطwwه على انتهى كالم إبراهيم، لكنني ما زلت مصدوم�ا ومبهوت، يصwwعب عليwwك أن تفتح حاله. ثم قلت لwwه: "أخي أبwwرام، اذهب واسwwترح قليال�

عينيك".

*******

إبراهيم على 115سالم

مدينة المهدي

علي مقدم، حسين جهانبخش

مwwر شwwهر على بwwدء الحwwرب. ذهب إبwwراهيم برفقة الحاج حسين وعدد من رفاقه إلى مدينة "المهwwدي" في جwwوار "سwwربل

ذهاب" بدأوا ببناء دشم دفاعية مقابل األعداء. في أحد األيwwام، وبعwwد صwwالة الصwwبح جماعwwة، رأيت الشwwباب وهم يبحثwwون عن إبراهيم. سألتهم بتعجب: "ماذا حصل؟"، قwwالوا: "منwwذ منتصwwف الليwwل، ال خwwبر لدينا عن إبراهيم". فبدأت أيض�ا برفقة الشباب بالبحث عنwwه في الخنwwادق وفي�wا وعنwدما كwان الصwwبح نقاط االسwwتطالع، ولكن ال خwبر عنwwه. بعwد سwwاعة تقريب يوشك على الطلوع، قال شباب الرصد: "هناك عwwدد من األشwwخاص يتوجهwwونا، يسwwير إلينwwا من ناحيwwة األخwwدود". تعجبنwwا لمwwا علمنwwا أنهم ثالثwwة عشwwر عراقي بعضهم خلف بعض ويتوجهون نحونا، وكان إبراهيم يمشي خلفهم يرافقwwه أحwwد

ا من األسلحة والقذائف واألمشاط. الشباب. كانوا يحملون كثير� شيء ال يصدق؛ أن يصنع إبراهيم ملحمة كهذه، وبرفقته شاب واحد فقط. في حين لم يكن في مدينة "المهدي" إال القليل من الذخائر واألسلحة، لدرجwwة لم

تكن األسلحة كافية لكل الشباب.

إبراهيم على 116سالم

فجأة، اقwwترب أحwwد الشwwباب المتحمسwwين من األسwwرى وصwwفع العwwراقي األول بقwwوة وقwwال لwwه: "عwwراقي عميwwل". سwwكت الجميwwع لحظwwة، ثم تقwwدم إبwwراهيم�ا صف العراقwwيين الwwواقفين. وقwwف أمwwام الشwwاب وأخwwذ مwwا يحملwwه من متخطي

أسلحة ووضعها على األرض وقال له: "لماذا صفعته على وجهه؟". ا وسأل: "وما المشكلة؟ إنه عدونا". تعجب الشاب كثير�

�wwا، إنهم ال ا. ثاني ، كwwان عwwدوا، واآلن صwwار أسwwير� نظر إليwwه إبwwراهيم وقwwال: "أوال�يعرفون لماذا يقاتلوننا وتأتي أنت لتصفعه هكذا؟".

wwل ". فwwاقترب وقب سكت ذلك المقاتل لحظات، ثم قال: "عفو�ا، تحمسwwت قليال� جبهة الجندي العراقي، واعتذر منه". تعجب األسير العراقي من فعلنا ثم صwwار

ينظر إلى إبراهيم. يمكننا فهم الكثير الكثير من نظرة األسير العراقي تلك.

*******

�ا على بداية الحwرب، حين جwاء إبwwراهيم في مأذونيwwة. كان قد مر شهران تقريب ذهبت لزيارته برفقة الشباب. في ذلك اللقاء، أخبرنا إبراهيم عن ذكرياتwwه في�ا عنه أبد�ا، إلى أن كان الحديث الجبهة وعن األحداث هناك، لكنه لم يخبرنا شيئ�ا عن صالة وعبادة المجاهدين. ضwwحك إبwwراهيم فجwwأة وقwwال: "سwwأخبركم شwwيئ لطيف�ا حصل معي: كنا في منطقة "سربل ذهاب"، في األيwwام األولى للحwwرب، التحق بنا خمسة شباب آتين من إحwwدى القwwرى. بعwwد أيwwام، التفتنwwا إلى أنهم ال يصلون معنا، فتكلمت معهم في أحد األيام واكتشفت أنهم بسwwطاء طيبwwون، ال يعرفون القراءة والكتابwwة وال يعرفwwون كيwwف يصwwلون، وقwwد جwwاؤوا إلى الجبهwwة لشدة حبهم لإلمام. ومن جهة أخرى كانوا يحبون أن يتعلمwwوا الصwwالة. بعwwد أن علمتهم الوضوء، ناديت أحد الشباب وقلت لهم: "سيصلي أمامكم وأنا سأقف�ا وأقرأ الصwwالة بصwوت عwال كي تتعلموهwا، تقwرأون ورائي وتكwwررون كwل جانب

حركة يقوم بها". حين وصل إبراهيم إلى هذه الجملة، لم يستطع أن

إبراهيم على 117سالم

يحبس ضحكته. ثم أكمل حديثه بعwwد دقwwائق: "في الركعwwة األولى، بعwwد قwwراءة الحمد بدأ إمام جماعتهم بحك رأسwwه، فحwwك الجميwwع رؤوسwwهم. منعت نفسwwي بصعوبة عن الضحك. في السجدة األولى وعندما أراد إمام الجماعwwة أن يرفwwع رأسه، التصقت السجدة في رأسه ثم وقعت فwwانحنى إلى يسwwاره كي يمسwwك السجدة، فانحنى الشباب الخمسة وراءه إلى ناحية اليسار ومدوا أيديهم مثله.

عندها لم أستطع أن أمنع نفسي عن الضحك بصوت مرتفع".

*******

إبراهيم على 118سالم

إبراهيم على 119سالم

حالل المشاكل

أحد أصدقاء الشهيد

�wwا؟ سئل الرسول األكرم صلى الله عليه وآله وسwwلم أي المؤمwwنين أكمwwل إيمان.11قال: الذي يجاهد بنفسه وماله

خالل عرض ذكرياتwwه مwwع الشwwهيد إبwwراهيم قwwال:2حدثنا القائد "محمد كوثري" "في أيام الحرب األولى، في "سربل ذهاب" قلت إلبراهيم: "يا أخي إن راتبك

جاهز، يمكنك تسلمه متى تشاء". أجابني بهدوء: متى ستذهب إلى طهران؟

- بعد يوم أو يومين. - سأكتب لك عناوين، حين تصل طهران، وزع راتبي على هذه البيوت.

قمت بما طلبه مني. وعرفت بعدها أن هذه العائالت فقwwيرة، ومسwwتحقة ولهwwاكرامتها".

لم تقتصر مساعدة إبراهيم للناس على المwwال فقwwط؛ بwwل سwwاعدهم بكwwل مwwا�ا في هذا األمر. استطاع، وكان يبذل جهد�ا حقيقي

ج 1 الظاهرة، ص 2الحكم ،280.2 . وسلم وآله عليه الله صلى الرسول للواء األسبق القائد

إبراهيم على 120سالم

*******

كنت عائwwد�ا من الجبهwwة. حين وصwwلت إلى ميwwدان خراسwwان، لم يبwwقm معي أي�ا على األقدام، وكنت متأكد�ا من أنني مwwا أن مال. كنت متوجه�ا إلى البيت مشي، وسيطلب أوالدي، وكذلك صwwاحب أصل إلى البيت، ستطلب مني زوجتي ماال�

البيت.ا �wwو أيضwwاعه هwwلم أعرف إلى من ألجأ. أردت الذهاب إلى بيت أخي، لكن أوض

ليست أفضل من أوضاعي. wwر. قلت في نفسwwي: "إن اللwwه وقفت عند تقاطع شارع "عwwارف" وصwwرت أفك فقط سيساعدني، ال أعرف إلى مmن أذهب؟". كانت هذه األفكار تتضwwارب في�wwا من بعيwwد على دراجتwwه الناريwwة، يتجwwه نحwwوي. رأسي، عندما رأيت إبراهيم آتي حين رآني، ترجل وعwwانقني بحwwرارة. بعwwد دقwwائق، حين أراد الwwذهاب، سwwألني:

"هل تسلمت راتبك؟"، قلت له: "ال لم أتسلمه، ولكن ال يهم". مد يده إلى جيبه وسحب مبلغ�ا من المال. قلت له: "ال واللwwه، قwwد تحتwwاج إليwwه

أنت". قال: "هذا قرض حسن، أعده لي حين تتسلم راتبك". وضع المwwال في جيwwبي،

ثم ركب على دراجته النارية وانطلق مسرع�ا.ا من المشwwكالت. كwwان لهwwذا المwwال بركwwة في حيwwاتي، اسwwتطاع أن يحwwل كثwwير� ولفترة من الزمن لم أعwwان من مشwwكلة ماليwwة. في ذلwwك اليwwوم، أرسwwل اللwwه

إبراهيم إلي. كم دعوت له!

*******

إبراهيم على 121سالم

مجموعة الشهيد "اندرزكو"

مصطفى هرندي

بعwwد بدايwwة الحwwرب بفwwترة قصwwيرة، أقwwامت قيwwادة الحرس في غرب البالد جلسة�، تم التوافق خاللهwwا على عwwدم تمركwwز القwwوات في جبهة واحدة؛ بل توزيع المتطوعين )التعبئة( وشباب الحرس على منwwاطق مختلفwwة. لwwذلك انتقwwل بعض الشwwباب من "سwwربل ذهwwاب" إلى "سwwومار"،وتوجهت مجموعة إلى "مهران" و"صالح آباد" ومجموعة أخرى إلى "بستان". وفق ما تقرر في تلك الجلسة، تسلم "حسين اللwwه كwwرم" قيwwادة الحwwرس في

wwزين في منwwاطق1"جيالن غwwرب" و"نفwwط شwwهر" ، وكwwان من القwwادة الممي العمليات والقائد السابق للحرس في منطقة "نفط شهر"، وتوجه برفقة عwwدد من السرايا من الكتيبتين الثامنwwة والتاسwwعة للحwwرس إلى هنwwاك. أمwwا إبwwراهيم الذي كان من األصدقاء المقربين للحاج "حسين" منذ زمن الw"روزخانة"، فقد

�ا لعمليات الحرس. رافقه إلى منطقة "جيالن غرب" وتم تعيينه معاون

*******

1 . النفط مدينة

إبراهيم على 122سالم

"جيالن غرب" مدينwwة في وسwwط سلسwwلة من الجبwwال، تقwwع على بعwwد سwwبعينا من "نفwwط شwwهر" وهي ا جنوب "سربل"، وعلى بعد خمسين كيلومتر� كيلومتر� على الحدود العراقية حيث احتل العراقيون معظم المرتفعات حولها واقwwتربواا من بيوتها. وقد ترك عدد من أهل تلك المدينة بيوتهم، بينما بقي بعضهم كثير�ا ليقضوا الليل في خيام نصبوها على طريwق إسwwالم آبwاد. كمwا في بيوتهم نهار� استقر لواء "ذو الفقار" التابع للجيش في "بان سwwيران" على أطwwراف مدينwwة

"جيالن غرب". في األيام األولى للحwwرب، دخwwل الفيلwwق الرابwwع للجيش العwwراقي إلى المدينwwة واحتلها، لكن مقاومة رجالهwا وشwwجاعة نسwwائها، أجبرتwwه على االنسwwحاب مwwرة ثانيwwة. أثنwwاء تلwwك المعركwwة، قwwامت إحwwدى نسwwاء هwwذه المدينwwة بقتwwل جنwwديين

عراقيين بمنجلها. مضت فترة قصيرة على بداية عمل الحرس في "جيالن غwwرب". حينهwwا، كwwان عمل الشباب االسwwتعداد للwwدفاع، ولم نشwwهد أي تحwwرك خwwاص أو هجwwوم على األعداء. لذلك، وفق ما تقwwرر في الجلسwwة، بwwدأ االسwwتعداد لتشwwكيل مجموعwwة مختصة بحرب العصابات على غرار ما فعله الشwwهيد "شwwمران" في الجنwwوب، و"أصغر وصالي" في "سربل ذهاب". قام الحاج "علي صادقي" بتأسيس هذه المجموعة ثم أوكل مسؤوليتها إلى إبwwراهيم و"جwwواد أفراسwwيابي". نwwزوال� عنwwد رغبة الشباب، قررنا أن تسمى المجموعة باسم الدكتور "بهشwwتي"، لكن عنwwد زيwwارة الwwدكتور "بهشwwتي" للمنطقwwة رفض هwwذا األمwwر وقwwال: "ألنكم تقومwwونwwه بعمليات فدائية وحرب عصابات، أطلقوا عليها اسwwم الشwwهيد "أنwwدرزكو"؛ ألن

مؤسس الحركات الفدائية اإلسالمية". علق إبراهيم صورة كبيرة لإلمام الخميني وآلية الله بهشتي وللقائwد الخwامنئي في مقر المجموعة وبدأ بنشاطاته. كان أفwwراد المجموعwwة، كمwwا يwwدل اسwwمها،

غير منظمين، وضمت مختلف أطياف الناس: الشباب والعجزة،

إبراهيم على 123سالم

wwون الwwذين ال يعرفwwون القwwراءة والكتابwwة، إلى حملwwة شwwهادة الwwدكتوراه، األمي الشباب المتدينون الذين يصلون صالة الليل، والشwwباب الwwذين تعلمwwوا الصwwالة بعد التحاقهم بهwذه المجموعwة. شwwباب الحwwوزة كمwا الشwيوعيون الwذين تwابوا

�ا. وهكذا اجتمع أفراد هذه المجموعة في جو حميم ولطيف. حديث يقwwارب عwwددهم األربعين، ويشwwتركون في شwwيء ممwwيز فريwwد وهwwو الشwwجاعة والمعنويات العالية. كان إبراهيم، وهو مسؤول هwwذه المجموعwwة، يكwwرر دوم�wwا:

"ليس لدينا رئيس هنا". وكان بالمحبة والصداقة يقودها على أحسن وجه. كان نظام إدارته لهذه المجموعة يتحرك بطريقة عفوية وفوريwة، لم يكن أحwد يأمر أو ينهى أحد�ا؛ بل كانت األمور تتقدم من خالل تبادل األفكار، وكwwان أكwwثر

من يرافق إبراهيم "جواد أفراسيابي" و"رضا كوديني".

*******

من البرامج اليومية لهذه المجموعة، مساعدة الناس وحل مشwwكالتهم. وبهwwذه األعمال جwwذب عwwدد من شwwباب تلwwك المدينwwة إليهwwا. كwwانت أنشwwطة مجموعwwة "أندرزكو" عبارة عن تشكيل مجموعات االسwwتطالع والعبwwور عwwبر المرتفعwwات وتجهيز الخرائط الدقيقة والصحيحة عن تلك المنطقة. إن الطريقة التي اتبعها إبراهيم في االستطالع كانت مدهشة. كان إبراهيم ينطلق بعد منتصwwف الليwwل برفقة بعض الشباب، يقطعون التالل ليصلوا خلف خطوط األعداء، ويجمعwwون المعلومات عن مواقع األعداء وعن تجهيزاتهم بدقة فائقة. قwwال إبwwراهيم: "إن لم نقم بهwwذه األعمwwال، فمن يwwدري إن كنwwا سننتصwwر في العمليwwات، علينwwا أن نستطلع بدقwwة وبشwwكل صwwحيح". بعwwد ذلwwك، كwwان يعلم طريقتwwه للمجموعwwات

األخرى. من األمور المهمة التي كان يقولها: "في مسألة االستطالع، يجب أن يتمتع

إبراهيم على 124سالم

ا". ثم كان يتحدث الفرد بالشجاعة، فلو جبن أو خاف لن يكون مستطلع�ا ناجح�عن أهمية الدقة وحدة البصر لدى فرق االستطالع.

لذلك تربى بين شباب هذه الفرقة نخبwة كwوادر االسwتطالع وأفضwwلهم، مضwwاف�ا الحر" الذي تwولى مسwwؤولية313إلى القادة الشجعان. وكما يقول قائد لواء "

األمن والعمليات في أيwwام الحwwرب: "لقwwد كwwان إبwwراهيم مؤسwwس هwwذا اللwwواء،بأساليبه الخاصة. على الرغم من أنه استشهد قبل تأسيسه".

لقد قامت مجموعwwة الشwwهيد "أنwwدرزكو" الفدائيwwة، خالل سwwنة من نشwwاطاتها، باثنتين وخمسين عملية صغيرة وكبيرة، أدت إلى إخضاع الفيلق الرابع للجيش العwwراقي الwwذي كwwان في المنطقwwة الغربيwwة وإلحwwاق الهزيمwwة بwwه. في هwwذه المجموعة الصغيرة، تربى رجwال كبwار بwرزوا في الwدفاع المقwدس، ومwا زلنwا نwwدين لهم إلى اآلن. لقwwد حصwwدوا من وجwwود إبwwراهيم سwwنابل وافwwرة، وكwwانوا

يفتخرون بتتلمذهم على يديه: رسول الله )ص("، الشهيد27الشهيد "رضا تشراغي" القائد الشجاع لفرقة "

"رضا دستواره" نائب قيادة الفرقة، الشهيد "حسwwن زمwwاني" مسwwؤول محwwور الفرقة، الشهيد السيد "أبو الفضل كاظمي" قائwwد كتيبwwة ميثم، الشwwهيد "رضwwا كوديني" قائد كتيبة حنين، الشهيد "علي أوسط" معاون لواء مسلم بن عقيل، الشهيد "داريوش ريزه وندي" قائد كتيبwwة مالwwك، الشwwهيد "إبwwراهيم حسwwامي" والشهيد "هاشم كلهر" مساعدا قائد كتيبة مقداد، الشهيد "جwwواد أفراسwwيابي" والشهيد "علي خرمدل" من مسwwؤولي األمن في الفرقwwة، مضwwاف�ا إلى العديwwد من القادة الكبار في الدفاع المقwwدس الwwذين مwwا زالwwوا من افتخwwارات النظwام

اإلسالمي.

*******

إبراهيم على 125سالم

شهادة أصغر وصالي

علي مقدم

حصل أمwwر مهم في عاشwwوراء العwwام م. وصwwwل "أصwwwغر وصwwwالي" و"علي قربwwwاني" برفقwwwة مجموعwwwة من1980

المتطوعين اآلتين من "سربل ذهاب" إلى "جيالن غwwرب" حيث من المفwwترض -بعد اسwwتطالع مواقwwع األعwداء- بwدء العمليwwات والهجwwوم من الجهwة الشwwمالية

للمدينة. كانت األيwwام األولى لتشwwكيل مجموعwwة "أنwwدرزكو". تم اسwwتطالع بعض مواقwwع األعداء. اجتمع الشwwباب ليلwwة عاشwwوراء في مركwwز الحwwرس، وأقwwاموا مراسwwم عزاء عظيمwwة. مwwا زال كثwwير من الشwwباب يتwwذكرون المجلس واللطميwwة الwwتي قرأها إبراهيم في تلك الليلة. كان يقرأ بشوق عجيب، وكwان "أصwغر وصwالي"

في الوسط يدير العزاء واللطم. يوم عاشوراء، توجwwه "أصwwغر وصwwالي" برفقwwة عwwدد من الشwwباب إلى منطقwwة�wwا، "برآفتاب" كي يكملوا المعلومات ويقوموا باالسwwتطالع. عنwwد الظهwwيرة تقريب وصل الخبر بأنهم وقعوا في كمين لألعداء. أسرع الشباب لمساندتهم وتراجwwع

األعداء بسرعة. لكن...!استشهد "علي قرباني" وفقد األمل ببقاء "أصغر وصالي" على قيد الحياة

إبراهيم على 126سالم

wwه لشدة جراحwwه. نقلنwwا "أصwwغر وصwwالي" بسwwرعة إلى الخطwwوط الخلفيwwة، لكن التحق بركب الشهداء. بعد شهادة "أصغر"، رأيت إبwwراهيم يبكي بصwwوت عwwال ويقول: "ال أحد يعرف أي قائد خسرنا، إن ثورتنا في أشwwد الحاجwwة إلى أمثwwال "أصغر"". قبل أربعين شهادة أخيه وفق "أصغر" لنيل الشهادة ظهر عاشوراء. جwwاء إبwwراهيم إلى طهwwران للمشwwاركة في التشwwييع، كمwwا أحضwwر معwwه سwwيارة "أصغر" الw"بيكان" التي كwانت في "جيالن غwرب" والwتي لم يبwwق فيهwا مكwwان سالم لكثرة الشظايا. بعد تشييع "أصغر"، عدنا بسرعة إلى الجبهة. في اليwwوم التالي جmمmعm إبراهيم الشباب، وأقwwام مجلس عwwزاء عن روح "أصwwغر". ثم وعwwدا بالبقwwاء في الجبهwwة حتى األخwwذ بثwwأره. قwwال "جwwواد �wwهم بعضwwرون بعضwwالحاض أفراسيابي" وعدد من الشباب: "كما يفعل الناس في فترة الحwwداد، لن نحلwwق

أذقاننا أو شعرنا حتى ننتقم من صدام".

*******

إبراهيم على 127سالم

المظهر البسيط

مصطفى هرنHHدي، علي صHHادقي،حسين الله كرم

في األيام األولى للحرب، صار إبراهيم مثاال� وقدوة� لكثwwير من المقwwاتلين. كwwان كثيرون يفتخرون برفقتهم له ومعرفتهم به، لكنه كان يتصwwرف بطريقwwة كي ال يصبح حديث األلسن. لم يكن يهتم بارتداء الثياب العسكرية. كان يرتدي بنطاال��wا من أهwwل تلwwك المنطقwة، وكي . كي يصبح من جهwة قريب �ا وقميص�ا طويال� كردي يمنع نفسه من الظهور. كان بسيط�ا وبعيد�ا عن التكلف، لدرجة أنك حين تwwراهwwه خwwادم للمجاهwwدين. لكن بعwwد مwwرور الwwوقت، تكتشwwف شخصwwيته تعتقwwد أن

الحقيقية. ا للقوالب، وبدل االهتمام بالمظاهر والثياب، كان كل ذكwwره كان إبراهيم كاسر� وفكره في الباطن. وقد تمثل الشwwباب بwwه في هwwذا األمwwر. كwwان يقwwول دوم�wwا: "بwwدل أن نهتم بالثيwاب العسwكرية والمنظمwwة، علينwا االهتمwwام بتعليم الشwwباب�ا منهم". ظهرت نتيجة هwwذا التفكwwير في وبحياتهم المعنوية، كي نصبح أكثر قرب العمليwwات الwwتي كwwانت تتوالهwwا المجموعwwة. على الwwرغم من مخالفwwة بعضwwهم

لطريقة تفكيره.�ا مرقط�wwا، أعطwwاه ألحwwد الخيwwاطين ا عسwwكري �wwفي إحدى المرات، اشترى قماش �ا بهذا القماش. في اليوم الثاني، تسلم وقال: أريدك أن تخيط لي سرواال� كردي السروال. كان جميال� جدا. خرج من مقر المجموعة، وبعwwد سwwاعة عwwاد بلبwwاس

المتطوعين.

إبراهيم على 128سالم

سwألته: "أين ثيابwك؟"، قwال: "أعجب أحwد الشwباب األكwراد بالثيwاب فأعطيتwه إياها!" كمwwا أعطى سwwاعته لشwwخص آخwwر. سwwأل ذلwwك الشwwخص عن السwwاعة، فأجابه إبراهيم، ثم قدمها له. جذبت هذه التصرفات البسيطة الشباب األكwwراد

في المنطقة فالتحق كثير منهم بالمجموعة. على الرغم من ظاهره البسيط، كان إبراهيم يتمتع بوعي سياسي كبwwير. كwwانwwق إبwwراهيم صwwور يعرف التيارات السياسية ويحلل األحداث بدقwwة. بعwwد أن عل اإلمام الراحل والشهيد "بهشتي" في مقر المجموعة، صwwدر األمwwر من القائwwد العwwام لقwwوات غwwرب البالد -الwwذي كwwان تحت إمwwرة "بwwني صwwدر"- بوقwwف دعم المجموعة وتمويلها. لكن أعلن قائد الجيش في تلك المنطقة الحاجة إلى تلك المجموعة وضرورة حضورها في المنطقة؛ ألنها هي التي تخطط وتقwwوم بكwwل

هجماتنا هناك. بعد مدة، وبعد متابعة هذا القائد لألمر، تم التراجع عن القرار السابق.

*******

في صباح أحد األيwام، تم اإلعالن عن زيwwارة "بwwني صwwدر" لكرمانشwwاه، فتوجwه إبراهيم و"جواد" و"حسين" وعدد من الشباب إلى هناك. كان مظهر مجموعة�wwا للنظwwر، خاصwwة أن "أندرزكو" باللباس الكردي والشكل العادي للمقاتلين الفت مستقبلي "بني صدر"، من كبwار الضwباط كwانوا بلباسwwهم العسwكري المwرتب. على الرغم من أن هدف الشباب من الذهاب شيء آخر: "نريwwد أن نتكلم مwwع

هذا الشخص، ونسأله وفق أي رؤية عسكرية يدير هذه الحرب...؟". ا من الوقت يومهwا، لكن أعلنwwوا في النهايwة أن على الرغم من أننا أهدرنا كثير�

رئيس الجمهورية ألغى الزيارة بسبب عطل فني في المروحية.

*******

إبراهيم على 129سالم

بعد مدة، جاء آية الله الخامنئي إلى كرمانشاه. كان وقتها إمام جمعة طهران. اصwwطحب إبwwراهيم الشwwباب كافwwة معwwه وبمظهwwرهم البسwwيط التقwwوا بالسwwيد

الخامنئي، ثم اقتربوا واحد�ا واحد�ا ليحتضنوه ويقبلوا يده.

*******

إبراهيم على 130سالم

إبراهيم على 131سالم

"تشم اإلمام الحسن عليه السالم"

حسين الله كرم

استعددنا للقيام بأولى عمليات التسلل إلى عمق مواقع العدو. تم اختيار نخبة الشباب إلحدى تلك العمليات، من جملتهم إبراهيم، "جواد أفراسيابي"، "رضwwا دستواره" و"رضا تشراغي" وآخرون، من بينهم شابان كرديwwان من المنطقwwة،

كانا يعرفان الطرقات هناك جيد�ا. حملنا معنا زاد�ا يكفي أسبوع�ا، معظمه من الخبز والتمر، مضاف�ا إلى األسwwلحة والمواد المتفجرة واأللغام الخاصة باآلليwwات. وضwwعناها في حقائبنwwا العسwwكرية

التي حملناها على ظهورنا وتحركنا. ا ووصلنا إلى قطعنا مرتفعات المنطقة التي يصعب عبورها عادة. ثم عبرنا نهر� منطقة "تشم اإلمام الحسwwن عليwwه السwwالم" حيث يسwwتقر أحwwد ألويwwة الجيش العراقي. تمركزنا متخفين بين المنحدرات. لم يعتقد العدو يوم�ا أن باسwwتطاعة اإليرانيين عبور تلك المنطقة. لذلك بدأنا تنظيم خرائط تحدد مواقع العدو بكل راحة وهدوء. بقينا ثالثة أيام في المكان. على الرغم من المطر الشديد الwwذي أعاق عملنا، إال أننا استطعنا رسم خريطة جيwwدة للمنطقwwة. بعwwد انتهwwاء مهمwwة االسwwتطالع، توجهنwwا إلى الطريwwق العسwwكرية، وزرعنwwا عwwدد�ا من األلغwwام. عنwwد

العصر

إبراهيم على 132سالم

ا حين سمعنا أصوات تركنا المنطقة وعدنا إلى مواقعنا. لم نكن قد ابتعدنا كثير� االنفجارات، ورأينا سيارات العدو ومالالته تشتعل. عندها أسرعنا باالبتعwwاد عن الخطwwر. لكن، بعwwد دقwwائق معwwدودة، رأينwwا عwwدد�ا من دبابwwات وسwwيارات العwwدو تالحقنا برفقة مجموعة من المشاة. فنزلنا بين المنحدرات إلى أن وصwwلنا إلى نهر اإلمام الحسن عليه السwwالم. بعwwد عبwwور النهwwر، أخفقت دبابwwات العwwدو في�ا في الجهة األخرى من النهر وأخwwذنا قسwwط�ا من �ا مناسب اللحاق بنا. وجدنا مكان الراحة. بعد دقwwائق، سwwمعنا صwwوت مروحيwwة. لم نحسwwب حسwwاب هwwذا األمwwر. بسرعة، أفرغ إبراهيم إحدى الحقائب ووضع الخرائط فيها وأعطاها إلى "رضا ستوده"، وقال له: "سنبقى أنا و"جواد" هنا، وأنتم تحركwwوا بسwwرعة". هwwذا مwwا يجب فعلwwه، ال مفwwر. أعطيناهمwwا الwwذخائر واألمشwwاط والقنابwwل المتبقيwwة معنwwاا، كان هدفنا من عملية االسwwتطالع وتركناهما رغم�ا عنا وعدنا مسرعين. أساس�ا في نجاح العمليات الالحقة التي قمنا تجهيز هذه الخرائط، التي ساعدت كثير� بهwwا. كنwwا نwwرى إبwwراهيم و"جwwواد" من بعيwwد، يتبwwادالن األمwwاكن وهمwwا يركضwwان

"wويرميان المروحية بالG3كانت المروحية العراقية تدور فوقهما وتمطرهما ." بنيرانها.

بعد ساعتين، وصلنا نحن إلى المرتفعات. ولم يعد يسwwمع أي صwwوت. بwwدأ أحwدا بالبكاء. لم نكن نعwwرف عنهمwwا أي خwwبر، الشباب الذي كان يحب إبراهيم كثير�

هل كانا على قيد الحياة أم ال. تذكرت البارحة حين كنا مختبئين داخل أحد المنخفضات، كwwان إبwwراهيم يجwwري مسwابقة ويلعب بكwwل سwكينة وطمأنينwة. ثم بwدأ بتعليم الشwباب األكwراد بعض الكلمات الفارسية. كان يتصرف بهدوء لدرجwwة أننwwا لم نكن نفكwwر في أننwwا في

أرض األعداء. عندما حان وقت األذان، أراد إبراهيم أن يرفعه بصوت عال، لكنه تراجwwع تحت

إصرارنا، ثم صلى بهدوء وروح معنوية خاصة. حين كنا نتسلق

إبراهيم على 133سالم

المرتفعات، ونراقب مواقع العراقيين، كان يحدد أمكنة الدبابات وآليات العwwدو بكل هدوء ويسجلها على الورق ثم كwwان يتقwwدم على التالل ليحصwwي الwwدبابات

وأفراد العدو. كانت شجاعة إبراهيم تخرج الخوف من قلوب الشباب. حل الليل. وقد مرت سwwاعات على المwwرة األخwwيرة الwwتي رأينwwا فيهwwا إبwwراهيم. وصلنا إلى المكان الذي كنا نتموضع فيه. اتفقنا مع إبراهيم أنه سيعود إلى هنا قبل طلوع الصباح، حيث من المفترض أن نرجع إلى المقر الرئيس بمسwwاعدة الشباب الجدد القادمين إلى هنا. استرحنا سwwاعات، ولكن ال خwwبر عن إبwwراهيم�ا، وجب علينا ترك الموقع. كان الشباب �ا فشيئ و"جواد". بدأ الليل ينسحب شيئ ال يتوقفون عن قراءة الدعاء واألذكار. أوشكنا على االنطالق، فسwwمعنا صwwوت إطالق نار من بعيد. فسحبنا األقسام واستعددنا إلطالق النار وأخwwذنا مواقعنwwا. لكن من خالل األصوات الwwتي تهwwادت إلينwwا، عرفنwwا أن القwwادمين همwwا إبwwراهيم

و"جواد". علت الفرحة وجوهنا ولم نصدق ما رأيناه. ا أسرعنا مع الشباب لمساعدتهما وتركنا المكان عائwwدين في أقwwل وقت. كثwwير� ما ساعدتنا الخرائط التي أعددناها خالل هذه العملية، في العمليwwات الالحقwwة، وكانت مفيدة جدا. وكل هذا بفضل شجاعة شباب المجموعة وخاصة إبwwراهيم

و"جواد". ظهيرة اليوم التwwالي، حضwwر إبwwراهيم و"جwwواد" وكانwwا كالعwwادة بكwwل نشwwاطهما وحماسwwتهما. سwwألت إبwwراهيم يومهwwا: "أخي أبwwرام، مwwاذا فعلتمwwا حين جwwاءت

المروحية؟". أجابني بهدوئه المعهود: "بمدد الله، استطعنا أن نعود إليكم سالمين".

قلت: "عزيزي أبرام، أخبرني ماذا فعلتما بالتفصيل". فكر قليال� ثم قال: "ال شيء، كنت أنا و"جواد" نبدل أماكننا أثناء الركض

إبراهيم على 134سالم

ونترك مسافة تفصل أحدنا عن اآلخر، ونطلق النار على المروحية التي كwwانت تدور حولنا وترمينا. حين فرغت من الرصاص، عادت إلى مواقعها ثم أسwwرعنا إلى المرتفعwwات قبwwل وصwwول القwwوة البريwwة. لكن بwwالطبع احتفظنwwا بعwwدد من

الشظايا كتذكار من هذه العملية".

*******

إبراهيم على 135سالم

األسير

مرتضى بارسائيان، مهدي فريدوند

من مwwيزات إبwwراهيم، احترامwwه لآلخwwرين حتى ألسرى الحرب. سمعت إبراهيم مرات عدة يكرر هذا الكالم: "إن أكثر أعwwدائنا هم جهلwwة وغwwير مwwدركين، وعلينwwا أن نwwريهم اإلسwwالم الحقيقي في تصwwرفاتنا، عندها سيعادون حزب البعث وسيفهمون خطأهم الذي يقومون به". لذلك في كثير من العمليات، كان يفكwwر في أسwwر األعwwداء بwwدل أن يطلwwق النwwار عليهم.

وكان سلوكه مع األسرى صحيح�ا جدا.

*******

أحضرنا ثالثة أسرى عراقيين إلى المدينة وال مكان لوضعهم فيه. فأوكلت إلى إبراهيم مسؤولية حراستهم. خالل األيام الثالثة التي كانوا معه، تصwwرف دائم�wwا بطريقة الئقة وجيدة، لدرجة أنه حين أحضروا سwwيارة لنقwwل األسwwرى من تلwwك المنطقة، سألوا إبراهيم إن كان سيرافقهم. وعندما عرفوا أنه لن يwwأتي معهما وبدأوا بالبكاء والتوسل إليه إلبقائهم في "سربل ذهاب" وقwwالوا انزعجوا كثير� له: "اتركنا هنا وسنقوم بأي عمل تريده، نحن مستعدون لمحاربwwة العراقwwيين،

إن طلبت منا ذلك".

إبراهيم على 136سالم

في تلك األيام، كل ما كwwان يصwwل إلينwwا من طعwwام ودعم يوزعwwه إبwwراهيم بيننwwاوبين األسرى وهذا ما جعل الجميع يعجب به حتى هؤالء األسرى.

*******

ما إن طلع صباح إحدى العمليات في مرتفعات "بwwازي دراز"، حتى ذهبنwwا نحن. وابتعدنا عن قواتنwwا. فجwwأة وصwwلنا إلى أحwwد الخنwwادق. االثنان إلى األعلى قليال� كان فيه عدد من العراقيين. أشرت إليهم بسwwالحي فخرجwwوا مستسwwلمين. لم أكن أتصور أنهم كثر بهwwذا العwwدد. حين طلبت منهم التحwwرك نحwwو األسwwفل، لمwwا شخصwwين فقwwط، بينمwwا كwwانوا يقدموا على أي رد فعل؛ بwwل بقwwوا مكwwانهم. كن خمسة عشر. وكنا نتوقع أن يهجموا علينwwا في كwwل لحظwة. لكن على مwا يبwwدو كانوا يعتقدون أننا كثر. صرخت مرة ثانية: "تحركوا" وأشرت لهم بيدي، لكنهم كانوا ينظرون نحو الضwwابط الwذي بwرفقتهم، فكwان يرفwع حاجبيwwه ليمنعهم منا؛ ألنني لم أواجه مشwكلة كهwwذه من قبwwل. للحظwwة فكwwرت التحرك. خفت كثير�: "فألرمهم بالنwwار جميع�wwا وأنتهي منهم"، لكنwwني أعwwرف أنwwه ليس بالعمwwل قائال�

الصحيح. في كل لحظة كنا نتوقع حصول مكروه لنwwا. كنت أضwwغط على سwwالحي بشwwدة بسwwبب الخwwوف. سwwألت اللwwه أن يسwwاعدنا. فجwwأة حضwwر إبwwراهيم من خلwwف الدشمة، وسرى هدوء عجيب في قلبي. قلت لwwه: "يwwا سwwيد أبwwرام، سwwاعدنا".

سألني: "ماذا حصل؟". قلت له: "إن الضابط البعثي ذلك يمنعهم من النزول معنا"، وأشرت لwه بيwwدي إلى الضابط. كانت رتبته واضحة ولباسwwه يمwwيزه عن اآلخwwرين. وضwwع إبwwراهيم سالحه على كتفه، اقترب منه، أمسك ياقته بيد وباليwwد األخwwرى حزامwwه، رفعwwه

عن األرض! وحمله ووقف على أحد المنحدرات فوق جرف.لشدة خوفهم، جلس كل الجنود العراقيين على األرض ورفعوا أيديهم. لم

إبراهيم على 137سالم

يتوقف الضابط البعثي عن األنين من الخوف وعن التوسwwل إلبwwراهيم ويقwwول:"الدخيل، الدخيل، ارحم، ارحم".

ما أجمل ما أراه! كنت أطير من الفرح وقد زال كل خوفي الذي كان يسwwيطر علي منذ لحظات. وها هو إبراهيم يعيد الضابط إلى رفاقه ليتحركوا جميع�ا مع�ا

نحو أسفل المرتفع.

*******

إبراهيم على 138سالم

إبراهيم على 139سالم

النصف من شعبان

مجموعة من أصدقاء الشهيد

عصر يwwوم النصwwف من شwwعبان، جwwاء إبراهيم إلى المقر، وكنا قد فقدنا أي خبر عنه منذ منتصف الليلة السابقة. هwwا

هو يعود ومعه أسير عراقي! سألته: "أخي أبرام، ما الذي حصل معك؟". أجابني بكل هwwدوء: "في منتصwwف الليل، توجهت إلى الجادة الwwتي توصwwل إلى المرتفعwwات، اختبwwأت هنwwاك وكنت أراقب اآلليات العراقية في ذهابها وإيابهwا. حين صwwارت الطريwق خاليwwة، رأيت سيارة جيب تقترب وفيها راكب واحد فأسرعت إلى وسwwط الطريwwق أوقفتهwwا،

أسرت هذا الضابط وأحضرته معي عبر الجبال". قلت في نفسي يومها: "هذه هدية إلمام الزمان|"، لكنني ندمت بعدها بسwwبب

كالمي هذا: "أين نحن من إمام الزمان|". في يوم من تلك األيام، اجتمع الشباب مع�ا وكانوا يتبادلون األحاديث المتنوعwwة

فسأل أحد الشباب إبراهيم: "برأيك من هم أفضل القادة في الجبهة؟". wwر إبwwراهيم قليال� وقwwال: "في شwwباب الحwwرس، لم أر أفضwwل من "محمwwد فك

بروجردي"، لقد قام "محمد" بعمل لم يخطر ببال أحد، أقصد في كردستان،

إبراهيم على 140سالم

على الرغم من كل المشاكل، استطاع تأسيس فرق البيشمركة هناك وتهدئwwة المنطقة بهذه الطريقة. أما بين قادة الجيش، ال أرى أفضwwل من الرائwwد "علي صwwياد شwwيرازي"، إنwwه أكwwثر تواضwwع�ا من المتطwwوعين في الجبهwwة، إنwwه رجwwل مستقيم. فالسيد صwwياد، وقبwwل أن يكwwون في الجيش، هwwو شwwاب حwwزب اللهي

مؤمن. في القوات الجوية، مهما بحثت، لن تجد أفضwwل من النقيب "شwwيرودي"، لقwwد استطاع أن يواجه عدد�ا من الدبابات العراقية وحده من داخل مروحيتwwه. على الرغم من أنه صار قائد القاعدة الجوية إال أنه كwwان يعيش ببسwwاطة ال تصwwدق. مwwا زلت أذكwwر حين أرسwwلوا لنwwا أحذيwwة رياضwwية من منظمwwة الرياضwwة ورعايwwة الشباب، أعطيته حwذاء�؛ فهwو على الwرغم من كونwه قائwد�ا لم يكن لديwه حwذاء

مناسب. ثم سأله شاب آخر: "أخي أبرام، مwا هي أمنيتwwك؟"؛ سwكت الجميwع وانتظwروا اإلجابwwة. قلت في نفسwwي: "بwwالطبع سwwيقول الشwwهادة". لكن إبwwراهيم وبعwwدا لنستشهد، فلwwدينا كثwwير من لحظات من السكوت أجاب: "ما زال الوقت باكر�

األعمال لنقوم بها، لكنني أتمنى أن أستشهد في المعركة ضد إسرائيل".

*******

إبراهيم على 141سالم

الجائزة

قاسم شبان

انتهينwwا من إحwwدى عمليwwات التسwwلل في منطقwwة الغwwرب، وأرسلنا الشباب إلى الخلف. بعد انتهاء العمليات، كنwwا نتفقwwد كwwل خنwwدق على

حدة كي نتأكد من أنه لم يبق أحد هناك. كنا خمسة أفراد، آخر من رجع، عند السwwاعة الواحwwدة والنصwwف بعwwد منتصwwفا ما رأيك الليل. مشينا لبعض الوقت. قلت إلبراهيم: "يا إبراهيم، لقد تعبنا كثير��wwا لwwو نسwwتريح هنwwا إن لم يكن هنwwاك مشwwكلة؟". وافwwق إبwwراهيم، فانتقينwwا مكانا، حتى �wwذ نفسwwا ونأخwwرف أعيننwwا يشبه الدشمة لنستريح فيه. لم تكد تط� مناسب شعرنا أن هناك من يتقدم نحونا قادم�ا من الجهة العراقية. قفزت من مكwwاني. استرقنا النظر من طرف الدشمة؛ األمر صحيح، لقwwد رأيت بوضwwوح تحت نwwور

�ا يقترب منا وهو يحمل على ظهره أحد�ا. القمر، عراقي ناديت إبراهيم بصوت خافت. نظرت حولي بدقة، لم أرm سwwوى العwwراقي. حينا، ا منا، قفزنا من الخندق ووقفنا أمwwام العwwراقي الwwذي خwwاف كثwwير� اقترب كثير� فجلس على األرض مباشwwرة. التفتنwا إلى أنwه يحمwل على ظهwره أحwد شwبابنا

التعبويين! كان قد أصيب وبقي في أرض المعركة.

إبراهيم على 142سالم

ا. وضعت األسلحة على كتفي، وبمساعدة الشباب حملنا الجwwريح. تعجبت كثير� سأله رضا: "من أنت وماذا تفعل هنا؟! أجاب الجندي العراقي: "بعwwد ذهwwابكم،دمت بهwذا الشwwاب. كwwان يتلwwوى من wwادق حيث كنتم، فصwwتفقدت الدشم والخن

ا عليه السالم وإمام الزمان|. التعب وينادي موالنا اإلمام علي قلت في نفسي: "ألجwwل اإلمwwام علي عليwwه السwwالم، وقبwwل أن يطلwwع الصwwباح،

ويأتي العراقيون، ألوصل هذا الشاب إلى أقرب موقع إيراني، ثم أعود!". ثم أكمل: "أرجو أن تفصلوا بين الضباط العراقيين وبيننا نحن الجنwwود الشwwيعةا. قwال إبwراهيم للعwراقي: "إذا دمنا كثwير� wا وصwال". تفاجأنwالمجبرين على القت

كنت تريد ابقm أنتm معنا. أنت أخونا". أخرج الجندي العراقي صورة من جيبwwه وقwwال: "إنهwا عwwائلتي، إذا التحقت بكم سwwيقتلهم صwwدام". ثم نظwwر بتعجب إلى إبwwراهيم وسwwأله: "هwwل أنت إبwwراهيم هادي؟". نظر بعضنا إلى بعض. بالطبع هذه الجملة ال تحتاج إلى ترجمwwة. قwwال لwwه إبwwراهيم وعينwwاه شاخصwwتان: "ومن أين تعwwرف اسwwمي؟" قلت إلبwwراهيما: "لم تقل لنا إن لwديك معwارف في الجيش العwراقي!". قwwال المقاتwل ممازح��ا، أرسلوا صورتك وصwورة عwدد من القwادة إلى كwل العراقي: "منذ شهر تقريب المحاور والكتائب، وقwwالوا: "كwwل من يحضwwر رأس أحwwد منهم ينwwال جwwائزة من

صدام".

*******

في هذه األيام، وصل خwwبر تعwwيين قائwwد لمجموعwwة "أنwwدرزكو" من قبwwل قيwwادة المنطقة الغربية، وها هو قادم إلى "جيالن غرب"، فصرنا ننتظر قدومه. ولكن ال خwwبر عن القائwwد، إلى أن عرفنwwا أن "جمwwال تاجيwwك" التعبwwوي في مجموعwwة "أندرزكو" هو القائد المقصود. ذهبت لرؤيwة "جمwال" أنwا وإبwراهيم، وسwwألناه: "لماذا لم تقل لنا إنك قائد المجموعwwة؟"، نظwwر إلينwwا "جمwwال" وقwwال: "يهwwدف

تحمل المسؤولية إلى تسيير العمل وإنجازه. والحمد لله، إن العمل ينجز هنا

إبراهيم على 143سالم

على أحسن وجه. وأنا سعيد جدا لوجودي معكم. أشكر الله ألنه عرفwwني بكم.كما أرجوكم أال تخبروا الشباب باألمر كي ال تتغير نظرتهم إلي".

بقي "جمال" معنا مدة قصيرة، والتحق بقافلة الشهداء خالل عمليات "مطلwwعالفجر" حين كان قائد�ا لكتيبة االقتحام.

*******

إبراهيم على 144سالم

إبراهيم على 145سالم

أبو جعفر

حسين الله كرم، فرج الله مراديان.

م. وصلتنا أخبار1980إنها األيام األخيرة من العام العمليات الجديدة التي قام بها الشباب في مرتفعwwات "بwwازي دراز". كwwان منا أن يقوم شباب مجموعة "أندرزكو" بعمليات اختراق إلى عمق المفترض أيض�

مواقع األعداء. و"رضا كوديني" وأنا.1اختاروا لهذا العمل، مضاف�ا إلى إبراهيم، "وهاب قنبري"

كما رافقنا "شاهرخ نوراني" و"حشمت كوهبيكر" من شباب المنطقة األكراد. أخذنا معنا الوسائل الالزمة من طعwwام وأسwwلحة، وعwwدد�ا من األلغwwام المضwwادة لآلليات. مع حلول الظالم تحركنا باتجاه المرتفعات. وصلنا بعwwدها إلى منطقwwة "جيالن غرب". مع طلوع الفجر كنا قد استقررنا في مكwwان مناسwwب بعيwwد عن

أعين األعداء. خالل النهار، كنا نستريح ونستطلع في الوقت نفسه مواقع العwwدو في السwwهل أمامنwwا. وضwwعنا خريطwwة ألمwwاكن التسwwلل المحتملwwة. كwwان للتلwwة الwwتي أمامنwwا

طريقان، أحدهما مرصوف باإلسفلت واآلخر ترابي للتحركات العسكرية.

1 . ." الجامعية " شهادته إلى مضاف�ا المحليين األكراد المقاتلين من كان كرمانشاه في الحرس مؤسسي من " " . في كرمانشاه سقوط عدم سبب أن الشباب من كثير يعتبر البالغة ونهج بالقرآن معرفته في ا مميز� كان

" " ." " " برفاقه " التحق عندما وأتعابه عمله أجر وهاب نال وهاب وشجاعة إدارة إلى يرجع كردستان أحداثالشهداء.

إبراهيم على 146سالم

كwwانت المسwwافة بين الطwwريقين حwwوالي خمسwwة كيلومwwترات. في أعلى التلwwة،تتمركز سرية عراقية لتغطية هذين الطريقين والمنطقة المحيطة بهما.

عنwwد المغwwرب، صwwلينا ثم انطلقنwwا. تwwوجهت مwwع "رضwwا كوديwwني" إلى الطريwwق اإلسwwفلتي بينمwwا ذهب اآلخwwرون باتجwwاه الطريwwق الwwترابي. اختبأنwwا على جwwانب الطريwwق. حين خال الطريwwق من السwwيارات واآلليwwات، أسwwرعنا إلى الوسwwط وزرعنا عدد�ا من األلغام في بعض الحفر الموجودة عليها، أخفيناها بالقليل من التراب ثم أسرعنا باتجاه الطريق الترابي. من الواضح أن العراقيين مwwا زالwwواا من اآلليwwات والwwدعم عالقين في معركwwة "بwwازي دراز". يظهwwر هwwذا األمwwر جلي الذي كانوا يرسلونه إلى تلwwك المنطقwwة. لم نكن قwwد وصwwلنا بعwwد إلى الطريwwق الترابي، حين سمعنا دوي انفجwwار رهيب خلفنwwا. من دون وعي منwwا، عwwدنا إلى

الوراء كي نرى ما الذي حصل. داست إحدى الدبابات على لغم وهwwا هي تحwwترق. ثم بwwدأت القنابwwل والwwذخائر الموجودة داخلها باالنفجار واحدة بعد األخwwرى. أضwwيء السwwهل بأكملwwه، جwwراء احتراق الدبابة، كما أصيب العراقيون بصدمة رعب كبيرة فأخذوا بإطالق النار

في جميع االتجاهات من دون هدف محدد.ا. فتوجهنwwا �wwوا عملهم أيضwwد أنهwwحين وصلنا إلى إبراهيم وبقية الشباب، كانوا ق مع�ا نحو المرتفعات مرة ثانية. قال إبراهيم: "لدينا كثير من الوقت حتى يطلwwع الصwwباح، ولwwدينا أسwwلحة وذخwwائر، لننصwwب بعض الكمwwائن لألعwwداء، فwwنرعبهم

بشدة". لم ينwwه إبwwراهيم كالمwwه، حتى سwwمعنا دوي انفجwwار كبwwير من ناحيwwة الطريwwقا ألن الترابي. انفجرت آلية عراقية بعد مرورها على أحد األلغwwام. فرحنwwا كثwwير�

mل العراقيين. لقد عرفوا أننا عمليتنا قد نجحت. ازداد إطالق النار من قب

إبراهيم على 147سالم

تسللنا إلى مواقعهم، فبدأوا بwwرمي القنابwwل المضwwيئة ومwwدافع الهwwاون. عنwwدها أسرعنا الخطى إلى الجبل، وأثناء مسيرنا تفاجأنا بسيارة جيب عراقية تقwwترب منا وها هي أمامنا لدرجة أنه ال مجال للتفكير واتخاذ القرار. بسwwرعة، تموضwwع الشباب في الخنادق وبدأوا يطلقون النار على السيارة. بعد لحظwwات، تقwwدمنا إلى الجيب حيث قتwwل أحwwد الضwwباط العراقwwيين وسwwائقه. بينمwwا جwwرح عامwwل

الذي كان برفقتهما، ووقwwع على األرض. كwانت إصwابته في قدمwwه وال1اإلشارةيتوقف عن األنين والتأوه.

لقم أحد الشباب سwwالحه وتوجwه نحwwو عامwل اإلشwارة. كwان الشwاب العwراقييكرر: "األمان، األمان". صرخ إبراهيم فجأة: "ماذا تريد أن تفعل؟".

- أريد أن أريحه.- يا صديقي، حين كان يطلق النار علينا كان عدونا، لكنه اآلن أسيرنا.

ثم اقترب إبراهيم من األسير العراقي، رفعه عن األرض ثم حمله على ظهwwره وانطلق. نظر الجميع بتعجب إليه. قال أحدنا: "يا إبراهيم، هل أنت مدرك لمwwاا عن مواقعنwwا. هwwل سwwتحمله كwwل هwwذه تفعلwwه؟! تفصwwلنا ثالثwwة عشwwر كيلومwwتر� المسافة؟". التفت إبراهيم إليه وأجابه: "لقد وهبني الله هwwذا الجسwwم القwwوي،

لمثل هذه األيام!". ثم توجه نحwwو الجبwwل. فجمعنwwا أجهwwزة الالسwwلكي واألسwwلحة الموجwwودة داخwwل الجيب وأسرعنا خلف إبراهيم. اسwwترحنا قليال� على سwwفح الجبwwل حيث ضwwمدنا

قدم األسير العراقي المجروحة. ثم أكملنا مسيرنا. بعد سبع ساعات من المسير على الجبwwل وصwwلنا إلى خطوطنwwا األماميwwة. في

الطريق، كان إبراهيم يتكلم دائم�ا مع األسير العراقي، الذي كان بدوره

1 . الالسلكية االتصاالت عامل

إبراهيم على 148سالم

ال يتوقف عن شكره. عند أذان الصبح، صلينا جماعة في أحwwد األمwwاكن. صwwلىاألسير العراقي معنا جماعة. عندها عرفنا أنه شيعي.

منا كwwل مwwا نحملwwه من طعwwام بيننwwا wwام. قسwwا بعض الطعwwالة، تناولنwwد الصwwبع بالتساوي وحصل األسير العراقي على حصة مماثلة لحصصwwنا. عرفنwwا األسwwير�ا من تصرفنا- إلى نفسwwه. فقwwال: "أنwwا أبwwو جعفwwر، العراقي - الذي كان متفاجئا أسكن في كربالء. لم أكن أتوقع أن تكونوا هكذا و...". باختصار، تحwwدث كثwwير� لكننwwا لم نفهم من كالمwwه إال بعض العبwwارات... قبwwل طلwwوع الفجwwر، ذهبنwwا إلى محل قرب غار "بان سيران" فاسترحنا فيه. ذهب "رضا كوديني" إلى مواقعنا كي يحضwwر لنwwا بعض الحاجيwwات. بعwwد سwwاعة، عwwاد مwwع عwwدد من الشwwباب

للمساعدة، فإذا به ينادينا. سألته: "ما الخبر؟". دمت ممwwا رأيت! كwwان أحwwدهم يقwف أمwwام الغwwار wwد�ا. صwwأجاب: "حين كنت عائ وبيده سالح. اعتقدت أنه أحد منكم، لكن حين اقتربت رأيت أبا جعفwر يحwwرس باب الغار. حين رأيته انخطف لون وجهي، لكنه سwwلم علي وأعطwwاني سwwالحه. وقال لي إنكم نيام وإنه رأى دورية عراقية تمر من هناك فوقف ليحرس. وإذا

اقتربوا يرميهم بالنار!". ذهبنا مع الشباب إلى المقر حيث بقي أبو جعفر معنا أيام�ا. بينما دخل إبراهيم المستشفى، بسبب الضغط الكبير الذي تحمله خالل ذلك المسwwير. لكنwwه عwwاد بعد أيام قليلة. فرح جميع الشباب لرؤيته. ناديت إبراهيم وقلت له: "لقwwد جwwاء

شباب "جيالن غرب" لتقديم الشكر لك".- ولماذا؟! ما الذي حصل؟!

- تعال وسترى. ذهبت مع إبراهيم إلى مقر الحرس، وبدأ المسؤول هناك بالكالم: "إن أبا

إبراهيم على 149سالم

جعفر الذي أحضرتموه معكم هو عامل الالسلكي واالتصاالت في مقر الفرقwwة الرابعة في الجيش العراقي. لقد أعطانا معلومات مهمwwة وقيمwwة حwwول توزيwwع القوات وانتشارها، مقر الفيwwالق، القwwادة، طwwرق التسwwلل و... لم يتوقwwف هwwذا األسير عن الكالم منذ ثالثة أيام. وكل معلوماته صحيحة، وقد كان موجود�ا في المنطقة منwwذ األيwwام األولى للحwwرب. كمwwا أطلعنwwا على الطwwرق الwwتي يسwwلكها

لديهم. لذلك جئنا إلى هنا لنشwwكركم على1العراقيون وعلى شيفرة الالسلكي العمل المهم الذي قمتم به". ابتسم إبwwراهيم وقwwال: "ومwwا الwwذي فعلنwwاه؟ إنwwه عمل الله". في اليوم التالي، أرسل أبwwو جعفwwر إلى معسwwكر األسwwرى. سwwعىا إلبقاء أبي جعفر الذي قال إنه يريwwد محاربwwة العراقwwيين، لكن لم إبراهيم كثير�

يوافmق على هذا األمر.

*******

بعwد فwترة، جwاءت مجموعwة من العراقwwيين إلى الجبهwة، أطلقت على نفسwwهااسم "التوابين". كانوا يقاتلون إلى جانب "فيلق بدر".

ا حين جاء أحد شباب المجموعة القwwدامى لرؤيwwتي. قwwال لي كان الوقت عصر� والفwwرح بwwاد على وجهwه: "لwwدي خwwبر جميwwل لwwك. إن أبwwا جعفwwر، ذلwwك األسwwير

العراقي، يعمل اآلن في "فيلق بدر"!". wwا نريwwد بعد انتهاء العمليات، توجهنا مع بعض الشباب إلى مقر "فيلق بwwدر". كن أن نجد أبا جعفر ونضمه إلى مجموعتنا، لكن عند وصولنا إلى مwwدخل المبwwنى، تفاجأنا بمشهد يصعب تصديقه. كانوا يرفعون صwwور شwwهداء "فيلwwق بwwدر" على الحائط عند مدخل المقر، وكانت صورة أبي جعفر بين الشهداء. لقد استشهد

في العملية األخيرة لw"فيلق بدر".

1 . والمقرات الوحدات بين االتصاالت لحماية مرمزة معلومات جداول على تحتوي بطاقات

إبراهيم على 150سالم

ا أنظر1شعرت برأسي يغلي من الصدمة . كانت حالتي عجيبة ووقفت مدهوش� إلى صورته. لم ندخل بعدها المقر. مwwرت الwwذكريات سwwريعة أمwwامي؛ ملحمwwة تلك الليلة، تضحيات إبراهيم، عامل الالسلكي العراقي، مخيم األسرى، "فيلق

�ا له. بدر"، الشهادة. هنيئ

*******

1 . الموضوع استيعاب عدم على يدل مثل

إبراهيم على 151سالم

صديق

مصطفى هرندي

كان قلق�ا جدا، ويظهwwر االنزعwwاج على وجهwwه. سwwألته: "مwwاذا حصwwل؟" أجwwابني بحزن: "ذهبنا الليلة الماضية مwwع الشwwباب في عمليwwة اسwwتطالع. خالل طريwwق

على لغم1العwwودة، وبالضwwبط قwwرب موقwwع العwwدو، داس "ماشwwاالله عزيwwزي"واستشهد. أطلق العراقيون النار، فأجبرنا على االنسحاب".

فهمت سبب انزعاجه. عنwwد حلwwول الظالم، تحwwرك مسwwرع�ا. عwwاد في منتصwwفا: "أيها المسwwعف، أيهwwا المسwwعف، ا ومنشرح الصدر، يردد صارخ� الليل مسرور�

تعال بسرعة! "ماشاالله" على قيد الحياة". سر الشwwباب، ووضwwعوا "ماشwwاالله" في سwwيارة اإلسwwعاف. لكن إبwwراهيم كwwان

ا في زاوية يفكر. جلست بالقرب منه وسألته: "فيمm تفكر؟". جالس� سكت قليال� ثم قال: "لقد سقط "ماشاالله" وسط حقل األلغwwام، بwwالقرب من دشwwمة العراقwwيين. لكن حين ذهبت إلحضwwاره لم يكن هنwwاك. لقwwد وجدتwwه في

الخلف، في مكان آمن وبعيد عن نظر العراقيين. كان ينتظرني".

1 " " " األيام " منذ شارك ، غرب جيالن في والمتقين المخلصين المعلمين من عزيزي ماشاالله العزيز الجريح. . سير حادث أثر على الشهداء برفاقه التحق بعدها بشجاعة كافة العمليات في نهايتها حتى للحرب األولى

إبراهيم على 152سالم

ا، وكأنني تخدرت. فتأكد العراقيون أنwwني ميت. كنت في لقد نزفت قدمي كثير�ا: "يا صاحب الزمان أدركني". حالة ال توصف، رددت مرار�

حل الليل وأظلم المكان، وإذا بشاب جميل نوراني يقف فwwوق رأسwwي. فتحتعيني بصعوبة بالغة.

رفعني بهدوء، حتى إنني لم أشعر بأي ألم. أخرجني من حقل األلغام، ومددنيبروية على األرض في مكان آمن.

ثم قال لي: "سيأتي أحدهم لينقذك. هو صديقنا!". بعد لحظات وصل إبراهيم. بصالبته المعهودة، حملني على ظهwwره وانطلwwق عائwwد�ا. لقwwد أخwwبرني "صwwديق

�ا له. إبراهيم" عن جماله النوراني. هنيئهذا ما كتبه "ماشاالله" في دفتر مذكراته حول جبهة "جيالن غرب".

*******

إبراهيم على 153سالم

مفقود األثر

مصطفى هرندي

عاد قبل أذان الصبح، يحمwwل أحwwد�wwا على وجهwwه. تسwwلم ورقwwة الشwwهداء على ظهwwره. كwwان التعب الشwwديد بادي�wwا وفرح�wwا في المأذونية. وبعد الصwwالة، انطلقنwwا مwwع جثمwwان الشwwهيد. كwwان متعب

الوقت نفسه. قال: "قبل شهر، كنا في عمليwwة في مرتفعwwات "بwwازي دراز". وقwwد بقي هنwwاكهذا الشهيد فقط. واآلن، بعد أن ساد الهدوء، استطعنا بفضل الله أن نعيده". وصل الخبر بسرعة إلى طهران. كان الجميع بانتظار الشهيد. بعد يومين، أقيم

له في "ميدان خراسان" تشييع مهيب. كنا نريwwد البقwwاء في طهwwران، لكن تم إبالغنwwا عن انطالق عمليwwات جديwwدة في

وقت قريب، فقررنا االنطالق عند مساء الغد من أمام المسجد.

*******

كنا نقف أمام المسجد مع إبwwراهيم وبعض الشwwباب. بعwد الصwwالة، رحنwwا نمwwزح ونتكلم ونضحك. تقدم أحد العجائز الذي كنت أعرفه، إنwwه والwwد الشwwهيد الwwذي

أحضره إبراهيم من المرتفعات. سلمنا عليه فرد السالم. صمتm الجميع. كان

إبراهيم على 154سالم

�ا. لكن بعwwد لحظwwات، يتصرف وكأننا غرباء عنه، وكأنه كان يريد أن يقwwول شwwيئا لwwك يwwا سwwيد إبwwراهيم. لقwwد نطwwق بكالم عجيب، حيث قwwال إلبwwراهيم: "شwwكر� تحملت العناء في سبيل ولدي، لكن ولدي!..". صمت الرجل قليال� ثم أضwwاف:

"ولدي منزعج منك". اختفت البسمة عن وجه إبراهيم المنشرح دوم�ا، وتحجرت عينwwاه من التعجب.

ولكن لماذا؟! كان العجوز يختنق بعبرته، وفاضت عيناه بالدموع، كما ارتجwwف صwwوته المتعب

وهو يتكلم:ا البارحة، رأيت ابني في المنwwام. قwwال لي: "في الفwwترة الwwتي كنت فيهwwا مرمي على األرض وكنت مفقود األثر من دون أن يخبر بي أحwwد، كwwانت أم السwwادات السيدة الزهراء عليها السالم تwwزورني كwwل ليلwwة. لكن اآلن. انتهى هwwذا األمwwر. يقولون: "إن الشهداء المجهولين هم الضيوف المميزون للسيدة فاطمة عليها

السالم". لم يكمل العجوز كالمwwه، وسwwاد الصwwمت. نظwwرت إلى إبwwراهيم الwwذي انهمwwرت دموعه من عينيه، وكwأنني اسwwتطعت أن أقwرأ مwwا يجwwول في ذهنwwه. لقwد وجwد

ضالته: أن يصبح شهيد�ا مجهوال� ومفقود األثر.

*******

بعد هذه الحادثة، تغيرت نظرة إبراهيم إلى الحرب وإلى الشهداء. كان يقwwول: "لم يعد لدي أدنى شك. إن مقwwام شwwهدائنا ومجاهwwدينا ال يقwwل أبwwد�ا عن مقwwام أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أمwwير المؤمwwنين عليwwه السwالم.

إن مقامهم عند الله عال جدا.

ا يكرر: "لو تمنى أحدكم أن يكون مع اإلمام الحسين عليه السالم سمعته مرار�في كربالء، فها هو وقت االمتحان".

�ا من أن الدفاع المقدس هو مكان الوصول إلى المقصد كان إبراهيم متيقن

إبراهيم على 155سالم

والسعادة والكمال اإلنساني. لذلك أينما ذهب، كwwان يتكلم عن الشwwهداء، ويمwwدح المجاهwwدين والشwwباب في

الحرب. كانت أخالقه وسلوكه يتغيران يوم�ا بعد يوم، ويصبحان أكثر معنوية.�ا في أول الليwwل ثم يسwwتيقظ في مقر "أندرزكو" ذلك، كان ينام ساعتين أو ثالث

ويخرج إلى الخارج. ليعود وقت األذان، يوقظ الشباب لصالة الصبح. ا: "لماذا ال يبقى إبراهيم في الليل هنا؟ فلحقته، ورأيت أنه يذهب تساءلت يوم�

لينام في مطبخ الحرس. في اليwwوم التwwالي، استفسwwرت من الرجwwل العجwwوز الwwذي يعمwwل في المطبخ. عرفت أن شباب المطبخ كلهم من أهل صالة الليل. لذلك كان إبراهيم يwwذهب إلى هناك. أما إذا بقي في المقر، وصلى صالة الليل لعرف الجميع بهذا األمر. في األيام األخيرة تلك، كان سلوكه وحركته يذكراني بقwwول اإلمwwام علي عليwwه

السالم: "إن شيعتنا هم عباد الليل وليوث النهار".

*******

إبراهيم على 156سالم

إبراهيم على 157سالم

فقط لوجه الله

أحد أصدقاء الشهيد

ذهبت لزيارة صديقي الذي جرحت قدمه بشدة في عمليات المنطقة الغربية. شعر بسعادة عارمة لرؤيتي، وبدأ يشكرني ويشكرني. ولم أفهم سبب شكره

لي. قال لي: "يا سيدي العزيwwز، أشwwكرك لكwwل مwwا قمت بwwه. لwwو لم تحضwwرني إلى

الخطوط الخلفية لكنت وقعت في األسر". صدمت حين كنت أسمع كالم والwwد صwwديقي، لكنwwني قلت لهم: "معwwذرة�، هwwل تعرف ما الذي تقوله؟ يوجد خطأ ما، لقد عدت قبwwل البقيwwة بسwwيارة الwwذخيرة

والعتاد من منطقة القتال. وعدت في مأذونية". على الwwرغم من التأكيwwد على كالمي، لكن صwwديقي أصwwر على كالمwwه، وقwwال:، لقد كنت أنت، لقد ضمدتm جرحي! ولكن إصراري على مخالفته القول mأنت"

لم يكن له أي فائدة". مرت فترة زمنية قصيرة. وال زلت أفكر في كالم صديقي. فجأة خطرت ببالي فكرة. ذهبت مسرع�ا إلى بيت إبwwراهيم الwwذي كwwان في مأذونيwwة. ورافقتwwه إلى

بيت صديقي.

إبراهيم على 158سالم

وقلت له: "إن الشخص الذي يجب أن تشwwكره هwwو إبwwراهيم وليس أنwwا، ألنwwني لست الفرد الذي يمكنه حمل أحد على ظهره لمسافة ثمانية كيلومترات وفي تلك الجبال. استطعت أن أعرف من يمكنه القيام بهذا العمل. إنسان ال يتكلما، لديه الطول والقامة نفسهما، وصاحب قدرة بدنيwwة عاليwwة جwwدا ويعرفنwwا كثير�

نحن االثنين، فهمت أنه هو". �ا. قلت له: "يا سwwيد إبwwراهيم، أقسwwم بجwwدي طأطأ إبراهيم رأسه ولم يقل شيئا إذا لم تتكلم وتقل ما الذي حصل في تلك )الرسول(، أنني سأنزعج منك كثير�ا �ا كثwwير� �ا. أقسمت عليه مرة ثانية. كان غاضwwب الليلة". لكن إبراهيم لم يقل شيئ

مني فقال: "يا سيد، ماذا أقول؟". �ا، فرأيتwwه إلى ثم فكر قليال� وقwwال بهwwدوء: "كنت أنسwwحب ولم أكن أحمwwل شwwيئ�wwا. جانب الطريق على األرض. لم يكن ورائي أحد، كنت الشخص األخwwير تقريب في تلك العتمة، حزمت قدمه برباط حذائي وأحضرته إلى الخطwwوط الخلفيwwة. كان طيلة الطريق يناديني السيد، فعرفت أنwwه من أصwwدقاء السwwيد محمwwد. لما وبقي أيام�ا �ا وأوصلته إلى شباب اإلسعاف". غضب إبراهيم مني كثير� أقل شيئ�ا. كنت أعرف السبب؛ ألنه كان يقول دوم�ا إن العمwwل الwwذي ال يتكلم معي شيئ

نقوم به لوجه الله ليس للنقل أو للكالم.

*******

كنwwا في منطقwwة "جيالن غwwرب"، برفقwwة مجموعwwة االسwwتطالع. دخلنwwا منطقwwة العwwدو. حين كنwwا منشwwغلين باالسwwتطالع، التفتنwwا فجwwأة إلى وجwwود قطيwwع من

الخراف بالقرب منا. حين اقترب الراعي، سلم علينا وقال: "أنتم جنود الخميwwني؟". تقwwدم إبwwراهيم نحوه وأجابه: "نحن عباد الله"، ثم سأله: "يا عم، ماذا تفعwwل في هwwذه الجبwwال

والوديان؟".

إبراهيم على 159سالم

أقضي حياتي.

- هل تعاني من مشاكل؟

ابتسم الرجل العجوز وقال: "المشاكل هي التي تمنعني من الرحيل عن هwwذه المنطقة". ذهب إبراهيم إلى مكان الذخائر والمؤونة وأحضر علبة تمر وأرغفة خبز وبعض المواد الغذائيwwة األخwwرى وأعطاهwwا للرجwwل وقwwال لwwه: "هwwذه هديwwة

اإلمام الخميني لك". ا. دعا لنا. تركناه وابتعدنا لنكمل مهمتنا. فرح الرجل كثير�

اعترض بعض الشباب على إبراهيم ألننا كنا سwwنبقى في تلwwك المنطقwwة قرابwwةاألسبوع بينما أعطى هذا الرجل العجوز كمية كبيرة من طعامنا.

�wwا تأكwwدوا من أنwwه بهwwذا ، نحن ال نعwwرف كم سwwنبقى هنwwا، ثاني قال إبراهيم: "أوال�التصرف لن يظهر هذا العجوز العداء لنا أبد�ا".

في تلك المأمورية، على الرغم من الزاد القليل الذي كان معنwwا، أنهينwwا عملنwwافي فترة قياسية وبقي معنا طعام.

*******

إبراهيم على 160سالم

إبراهيم على 161سالم

في محفل العظماء

أمير منجر

كwwانت السwwنة األولى للحwwرب. عwwدنا في مأذونية. ما زلت أذكر أننwwا كنwwا نتوجwwه من سwwاحة "سwwر آسwwياب" نحwwو ميwwدان "خراسان". كان إبراهيم يركب خلفي على الدراجة النارية. كنا نمر أمwام أحwد الشwwوارع حين نwwاداني إبwwراهيم: "أمwwير، قwwف!". فتwwوقفت بسwwرعة أمwwام ذلwwك الشارع وسألته: "ماذا هناك؟". أجابني: "إذا كان لديك وقت، فلنwwذهب لزيwwارة

أحدهم". قلت له: "هيا بنا. ليس لدي عمل خاص". ثم دخلت أنا وإبراهيم إلى أحد البيوت. كرر مرات عدة: "يا الله، يwwا اللwwه"، ثم دخلنا إلى غرفة حيث يجلس عدد من األفراد. في وسط المجلس رجل عجوز

يرتدي عباءة سوداء وعلى رأسه قبعة سوداء صغيرة. سwwلمنا، وجلسwwنا في زاويwwة من الغرفwwة. بعwwد أن أنهى الحwwاج كالمwwه مwwع أحwwد الشباب، نظر إلينا بوجه باسم وقال: "يا سيد إبراهيم، هwwل أضwwعت الطريwwق؟

ما الذي تفعله هنا؟".طأطأ إبراهيم رأسه ثم قال: "يا خجلي، يا حاج، ال وقت لدينا لنزوركم".

حين كان يتحدث الحظت أن هذا الحاج يعرف إبراهيم جيد�ا. تحدث

إبراهيم على 162سالم

الحwwاج مwwع الحضwwور قليال� وحين خلت الغرفwwة نظwwر إلى إبwwراهيم وقwwال بنwwبرةمتواضعة: "يا سيد إبراهيم، انصحنا".

احمر وجه إبراهيم خجال� وقال: "أرجوك يا حاج ال تحرجنا أكثر، أرجwwوك ال تقwwلهذا الكالم".

وبعد لحظات من الصمت قwwال: "أتينwwا لزيwwارتكم وإن شwwاء اللwwه سنحضwwر فيالجلسة األسبوعية". ثم وقفنا، ودعناه وخرجنا.

في طريق العودة، قلت إلبراهيم: "باللwwه عليwwك، لمwwاذا لم تنصwwح هwwذا الرجwwلنصيحة ما؟ األمر ال يحتاج إلى االحمرار واالصفرار من الخجل".

أجابني إبراهيم بغضب: ماذا تقول يا عزيزي "أمير"؟ هل عwwرفت من هwwو هwwذاالرجل؟

- في الحقيقة، ال! من يكون هذا الرجل؟ - هذا الرجwwل من أوليwwاء اللwwه، الwwذين ال يعwwرفهم كثwwيرون. إنwwه الحwwاج المwwيرزا

"إسماعيل الدوالبي". مرت سنوات قبل أن يعرف الناس الحاج "الwwدوالبي". وبعwwد أن قwwرأت كتwwاب

"طوبى المحبة" أدركت كم كانت جملته التي قالها إلبراهيم مهمة وعظيمة.

*******

انتهت إحدى العمليات المهمة في منطقة الغرب. بعwwد التنسwwيق، ذهب معظم الشباب لزيwwارة اإلمwام الخميwwني. على الwرغم من مشwاركة إبwراهيم في تلwwك العمليwwة، إال أنwwه بقي في الجبهwwة، ولم يwwأت معهم إلى طهwwران. ذهبت إليwwه

وسألته: لماذا لم ترافقهم؟ - ال يمكن أن نخلي الجبهة، ال بد من أن يبقى بعض منا.

إبراهيم على 163سالم

- هل حق�ا لهذا السبب لم تذهب؟ سكت قليال� ثم أجاب: "نحن ال نريد قائد�ا كي نتفرج عليwه؛ بwل نريwد قائwد�ا كي�ا نطيعه. ال يهم إن لم أستطع رؤية قائدي؛ بwwل المهم أن أطيعwwه ويكwwون راضwwي

عني". كان إبراهيم دقيق�ا جدا في ما يتعلق بوالية الفقيه. كان رأيwwه باإلمwwام الخميwwنيا لإلعجاب. كان يقول: "لم يملك أحد من العلماء القwwدامى أو قدس سره مثير�mث نwwداء الجدد الجرأة أو الشجاعة التي يملكها اإلمام الخميني". عندما كwwان يب لإلمام الراحل كان يستمع له بكل دقة، وكان يقول: "إذا أردنا الwwدنيا واآلخwwرة،

علينا أن نسمع كالم اإلمام ونطيعه". في الحقيقة، كان إبراهيم ومنذ نشأته، على عالقة بمعظم علماء الحي. عندما كان العالمة الجعفري يسكن في حينا، استفاد منه على أكمل وجه. كان يعتwwبر

الشهيد "مطهري" والشهيد "بهشتي" النموذجين الكاملين.

*******

إبراهيم على 164سالم

إبراهيم على 165سالم

الزيارة

جبار ستوده، مهدي فريدوند

في السنة األولى للحرب، توجهنا برفقة عwwدد من شwwباب مجموعة "أندرزكو" إلى أحwwد المرتفعwwات في شwwمال منطقwwة "جيالن غwwرب". في الصباح الباكر كنwwا في أعلى نقطwwة من التالل المطلwwة على الحwwدود. كwwان المقر الحدودي بيد العراقيين، وكانت السيارات واآلليات العراقيwwة تwwتردد على الطرقات هناك. فتح إبراهيم كتاب الدعاء وقرأنا مع الشباب زيارة عاشwwوراء. بعد ذلك، قلت وأنا أنظر بحسwرة إلى المنwwاطق الwwتي يسwيطر عليهwا األعwداء: "عزيزي أبرام، هل ترى هذا الطريwwق. المتجwwه نحwwو الحwwدود؟ هwwل تwwرى كيwwف يتنقل العراقيون عليه بسهولة؟". ثم أضفت بحسرة: "هل سيأتي اليوم الwwذي

يمكن فيه للناس عبور هذا الطريق والذهاب إلى قراهم ومدنهم؟". كان إبراهيم ينظر إلى البعيد وكأنwwه لم يسwwمع مwwا قلتwwه، لكنwwه فاجwwأني وقwwال: "ماذا تقول!؟ سيأتي ذلك اليوم ونرى أهلنا يذهبون جماعات جماعwwات لزيwwارة

كربالء عبر هذا الطريق". أثناء عودتنwا، سwألت الشwباب: "هwل تعرفwون اسwwم ذلwك المقwر الحwwدودي؟".

أجابني أحد الشباب: "مقر خسروي الحدودي".

إبراهيم على 166سالم

ا، كنا متجهين لزيارة كربالء، وقع نظري على تلك التالل حيث بعد عشرين عام� قرأ إبراهيم زيارة عاشوراء. وكأنني رأيته يودعنwwا من هنwاك. كwانت تلwwك التلwة مطلة مباشرة على مقر خسروي الحدودي. في ذلك اليwwوم، كwwانت الحwwافالتتتحرك على ذلك الطريق وكان أهلنا ذاهبين جماعات جماعات لزيارة كربالء.

*******

�ا، كان برنامج إبwwراهيم في ليwwالي الجمعwwة، زيwwارة حين نحضر في طهران أحيان حرم "الشاه عبد العظيم". كان يقول: "ليلة الجمعة هي ليلة الرحمwwة اإللهيwwة، ليلة زيارة أبي عبد الله الحسين، الليلة التي يذهب األولياء والمالئكة فيهwwا إلى كwwربالء، ونحن نwwذهب إلى مكwwان، قwwال أهwwل الwwبيت يوم�wwا إن لwwه ثwwواب زيwwارة

كربالء". كان يقرأ دعاء كميل هناك، ثم يعود قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليwwل. وبعد أن انطلق برنامج التعبئة في المسجد، كان يرجwع مباشwرة إلى المسwجد

حيث شباب التعبئة. في إحدى الليالي، خرجنا مع�ا من الحرم، لكنني كنت مسwwتعجال� جwwدا، فwwركبت الدراجة وراء أحد الشwwباب وتwwوجهت نحwwو المسwwجد. لكن إبwwراهيم وصwwل بعwwد

ساعتين أو ثالث. سألته: "عزيزي أبرام، لماذا تأخرت؟". �ا على األقwwدام ألزور قwwبر الشwwيخ الصwwدوق. يقwwول أهwwل قال: "لقد ذهبت مشي طهران القدامى إن اإلمام المهدي| يأتي في ليالي الجمعة لزيارة مزار الشيخ

الصدوق". �ا على األقدام؟". قلت له: "لكن لماذا أتيت مشي

: "لقد كنت مستعجال� لتأتي إلى المسجد، لم يجبني بوضوح، فأكملت قائال�

إبراهيم على 167سالم

لكنك مشيت كل هذا الطريق، ال بد من وجود سبب واضح لهذا األمر". بعد الكثير من األسئلة، أجابني: "ما إن خرجت من الحرم، تقدم رجل محتwwاج، فأعطيته كل المال الذي كان معي. حين ركبت سيارة األجرة تwwذكرت أنwwني ال

�ا إلى هنا". أملك ماال� فترجلت. لذلك أتيت مشي

*******

م، كنwwا نwwذهب مع�wwا لزيwwارة "السwwيد عبwwد82في األيام األخwwيرة؛ أي في العwwام العظيم الحسني"، ثم بعد منتصwwف الليwwل نتوجwwه إلى مقwwبرة "جنwwة الزهwwراء"،�wwا داخwwل حيث قبور الشهداء، ويقرأ لنا إبراهيم مجلس عزاء. كwwان يتمwwدد أحيان

القبر ويبدأ بالبكاء، كان يقرأ دعاء كميل بحرقة وحال عجيبة.

*******

إبراهيم على 168سالم

إبراهيم على 169سالم

القنبلة اليدوية

علي مقدم

قبل عمليات "مطلع الفجر"، اجتمع عwwدد منقادة الحرس والجيش في مقر "مجموعة أندرزكو" بهدف التنسيق.

مضاف�ا إلي وإلى إبراهيم، كان ثالثة من قwwادة الحwwرس موجwwودين، وكwwان عwwددمن الشباب في الساحة أمام المقر يقومون بتدريبات عسكرية.

كنا في وسط الجلسة، والكل يتحاور. فجwwأة سwwقطت في أرض الغرفwwة قنبلwwةيدوية!

ا �wwني كنت جالسwwا أنwwة�. بمwwانخطف لوني من شدة الخوف، وانقطع نفسي بره �ا على الحائط في الغرفة، وضعت يwwدي على رأسwwي وجلسwwت القرفصwwاء متكئ

ملتصق�ا بالحائط! البقية مثلي التجأ كل منهم إلى زاوية. mي بهwwwدوء، مwwwرت اللحظwwwات بصwwwعوبة، لكن لم يحصwwwل انفجwwwار. فتحت عين واسwwترقت النظwwر من بين يwwدmي. تفاجwwأت ممwwا رأيت؛ رفعت رأسwwي، نwwاديت

وعيناي مفتوحتان من الذهول: أبرام! فرفع البقية رؤوسهم، كل من زاويته. نظwwر الجميwwع، ووجwwوههم مصwwفرة، إلى

وسط الغرفة.

إبراهيم على 170سالم

�ا. حين زحف الجميع إلى زوايا الغرفwwة، قفwwز إبwwراهيم ورمى كان المنظر عجيببنفسه على القنبلة.

عندها دخل مسؤول التدريب إلى الغرفة، وهو ال يتوقف عن االعتذار: "أعتwwذرمنكم، أنا خجول منكم. إنها قنبلة للتدريب، سقطت خطأ داخل الغرفة".

قام إبراهيم عن القنبلة. وعادت األمور... وحدث كهwwذا لم يكن قwwد حصwwل أليمن الشباب، خصوص�ا أن الحرب كانت في سنتها األولى.بعد ذلك، تناقلت األلسن هذه الحادثة وعرف الجميع بها.

*******

إبراهيم على 171سالم

مطلع الفجر

حسين الله كرم

منذ مدة، عزل "بني صدر" من القيادة العامة للقوات المسwwلحة. ألجwwل كسwwر هيبwwة الجيش العwwراقي، تم التخطيwwط لسلسwwلة عمليwwات في جنwwوب وغwwرب

( انطلقت أولى العمليwwات الكبwwيرة؛ أي عمليwwة2 ت 29وشwwمال الجبهwة. في )"طريق القدس" )عملية تحرير بستان( وتلقى حزب البعث أولى هزائمه.

وفwwق التخطيwwط، سwwتكون العمليwwات الثانيwwة من "جيالن غwwرب" حتى "سwwربل�ا من "بغداد". لذلك جwwرى اسwwتطالع المنطقwwة منwwذ ذهاب" المنطقة األكثر قرب

فترة طويلة مضاف�ا إلى تجهيز القوى. تولت قيادة الحرس في "جيالن غرب" مسؤولية هذه العمليwwات. كwwان شwwباب مجموعwwwة "أنwwwدرزكو" في خضwwwم العمwwwل. أوكلت إلى إبwwwراهيم مسwwwؤولية االستطالع. أنجز هذا العمل بدقwwة وإتقwwان خالل فwwترة قصwwيرة. تقwwدم إبwwراهيم خلف خطوط األعداء لجمع المعلومات يرافقه أحد الشباب األكwwراد. اسwwتطاعا

خالل أسبوع الوصول إلى منطقة "نفط شهر". جهز إبراهيم حينها خرائط جيدة للمنطقة، ثم جاء برفقة أربعة أسرى عراقيين

إلى المركز. وبعد استجوابهم، استكملت الخرائط وعرضmت على القيادة.

إبراهيم على 172سالم

وصل الخبر من المقر، أنه بعد هذه العمليwwات سwwتنطلق العمليwwات الثالثwwة في منطقة "مريوان". نسق العقيد "علي يwwاري" والرائwwد "سwwالمي" من لwwواء "ذومت القwwوات المحليwwة من "سwwربل wwالفقار" في الجيش مع قيادة الحرس، قس ذهاب" إلى "جيالن غرب" على شكل كتائب محددة. تم اختيwwار معظم شwwباب مجموعة "أندرزكو" قادة� لهذه الكتائب، وتwwولى عwwدد من األلويwwة من الحwwرس

والمتطوعين مسؤولية االقتحام األول ليبدأوا العمليات. في االجتماع األخير، اختار القادة إبراهيم قائد�ا للجبهwwة الوسwwطى، األخ "صwwفر خوش روان" قائد�ا للجناح األيسwwر، واألخ "ريwwزه ونwwدي" قائwwد�ا للجنwwاح األيمن. تهwwدف العمليwwات إلى تطهwwير المرتفعwwات المشwwرفة على مدينwwة "جيالن"، والسيطرة على المرتفعwwات الحدوديwwة ومعwwابر "حاجيwwان" و"كwwورك" ومراكwwز

التفتيش الحدودية.ا. جwwرى التنسwwيق على قwwدم تقدر مساحة منطقة العمليwwات بسwwبعين كيلومwwتر� وساق. قبل االنطالق أبلغتنا قيادة الحرس أن العراق يسwwتعد لهجمwwة ارتداديwwة واسعة السترداد "بستان". لذلك عليكم البدء بالعمليwwات مباشwwرة كي يwwتراجع

العراقيون عن فكرة استردادها. م، للبwدء1981 كwانون األول من العwام 11لذلك تم اختيwار اليwوم التwwالي؛ أي

بالعمليات. كنا متحمسين ومتشوقين بشكل كبير. غد�ا تنطلwwق أولى العمليwwات الواسعة في غرب البالد وعلى المرتفعwwات. ال شwwيء يمكن توقعwwه. كwwان وداع

الشباب بعضهم بعض�ا في الليلة األخيرة يستحق المشاهدة. في النهاية، حان اليوم الموعود. بعد الهجوم الواسع الذي قام به الشwwباب من المحاور المختلفة، حررت كثwwير من المنwwاطق المهمwwة واالسwwتراتيجية كمعwwابر "حاجيان وكورك" ومنطقة "برآفتاب" ومرتفعwwات "سwwرتتان، تشwwرميان، ديwwزهكش، فريدون هوشيار" وبعض مرتفعات "شياكوه" وكل قرى سهل "جيالن".

إبراهيم على 173سالم

في الجبهة الوسwwطى، وبعwwد السwwيطرة على عwwدد من التالل واألنهwwر، تقwwدمتالقوات نحو تالل "أنار". كان العدو يقصف المنطقة بجنون.

وصلت بعض الكتائب بعد عبورها التالل إلى مرتفعwwات "شwwياكوه". كمwwا بلغwwوا بعض القمم في هذه المرتفعات. كان العدو يدرك أن خسارة "شياكوه" يعwwني خسwwارة مدينwwة "الخwwانقين" العراقيwwة. لwwذلك أرسwwلm عwwدد�ا من القwwوات نحwwو

المرتفعات إلى منطقة االشتباكات. في منتصف الليل، أعلن عبر جهاز الالسلكي: وصل "حسن بwwاالش" و"جمwwال تاجيك" مع قواتهما إلى "شياكوه" قادمين من الجبهة الوسwwطى وهم يطلبwwون الدعم. بعد لحظات اتصل إبراهيم: "تم تحرير كwwل مرتفعwwات "أنwwار"، مwwا عwwدا إحدى التالل التي تتمwيز بموقwwع اسwwتراتيجي مwا زالت تقwاوم وال قwwوات كافيwwة

لدينا".قوا مwwع الجيش wwوات دعم. نسwwقلت إلبراهيم: "قبل الصباح سألتحق بكم مع ق

وحاولوا بأي وسيلة تحرير تلك التلة". تحwwركت مwwع كتيبwwة نحwwو المنطقwwة الوسwwطى. خالل الطريwwق، وصwwلنا خwبر من الحرس أن العدو قد صرف نظره عن هجومه االرتدادي على "بسwwتان"، لكنwwه أرسwwل قwwوات إضwwافية باتجwwاه جبهتكم، قwwاوموا، وإن شwwاء اللwwه سwwيبدأ فيلwwق "مريوان" بقيادة الحwwاج "أحمwwد متوسwwليان" بالعمليwwات التاليwwة. كمwwا تضwwمنتا للتنسيق المميز بين الحرس والجيش. وقwwالوا: "وفwwق األخبwwار، الرسالة شكر� لقد تكبد الجيش العراقي خسائر فادحة في معwwركتكم، لwwذلك أعطت القيwwادة

العراقية األمر بإرسال االحتياط إلى المنطقة". أوشك الصبح على الطلوع، وصلينا الفجر خالل المسير. لم نكن قد وصلنا بعد إلى منطقة "أنار"، عندما تلقينا، بأسف وحزن، شهادة "غالم علي بيجwwك" في

جبهة "جيالن غرب".

إبراهيم على 174سالم

مwwا إن وصwwلنا إلى مرتفعwwات "أنwwار"، اقwwترب مwwني شwwاب وأخwwبرني بلهجتwwهالمشهدية: حاج "حسين"، هل عرفت أنهم أصابوا إبراهيم؟

فجأة بدأت أرتجف. جف حلقي وسألته: ما الذي حصل؟أصابت إحدى الرصاصات إبراهيم في رقبته.

انخطwwف لwwوني. اختلطت األمwwور علي. ركضwwت بشwwكل ال إرادي إلى الدشwwم والخنادق المقابلة. كنت أسترجع كل ذكرياتي مع إبراهيم. وصwwلت إلى دشwwمة

اإلسعاف. وقفت إلى جانبه.ا من الwwدماء. وجwwدت "جwwواد" أصwwابت الرصاصwwة عضwwالت رقبتwwه. نwwزف كثwwير�

وسألته: ما الذي حصل ألبرام؟سكت قليال� ثم قال: ال أعرف ماذا أقول؟

- ماذا تعني؟ تكلمنا مع قادة الجيش عن كيفية الهجوم على التلة. كان العراقيون يقwwاومون بشدة، وكان لديهم عدد كبير من المقاتلين. لم توصلنا أي خطة إلى نتيجة. كنا نقترب من أذان الصبح وعلينا القيام بعمل ما، لكننا لم نعرف ما نفعله. فجأة،wwة العراقwwيين، ثم وقwwف على صwwخرة خرج إبراهيم من الدشمة، اقwwترب من تلا: "عwwد إلى الخلwwف، سwwيرميك العراقيwwون"، ورفع صوته باألذان. صwwرخنا كثwwير��wwا، وإذ بنwwا نلتفت.. لقwwد توقwwف ولكن من دون فائدة، إلى أن أنهى األذان تقريب إطالق النار من قبل العراقwيين! ولكن في اللحظwة األخwيرة، أطلقت رصاصwة

أصابت إبراهيم. فسحبناه إلى الخلف.

*******

إبراهيم على 175سالم

معجزة األذان

حسين الله كرم

كنا في مرتفعات "أنار". طلع الصباح. ضمد المسعف جرح رقبة إبراهيم، فيما كنت منشغال� بتوزيع الشباب والرد على الالسلكي. فجwwأة وصwwل أحwwد الشwwباب وقال لي: "يا حاج، هناك مجموعة من العراقيين، أفرادها قwwادمون نحونwwا وهم

يرفعون أيديهم مستسلمين"!wwة على التلwwة. قلت له بتعجب: "أين هم؟". ذهبنا مع�ا إلى إحدى الدشwwم المطل�ا، يتقwwدمون نحونwwا وهم يحملwwون علم�wwا أبيض. قلت ما يقارب عشرين عسwwكري

للشباب: "جهزوا أسلحتكم، قد يكون فخا". ا ألننا �ا أنفسهم بينهم قائدهم. فرحت كثير� بعد لحظات، سلم سبعة عشر عراقي أسرنا عراقيين في هذا المحور. فكرت في نفسي أن قوة الشباب وهجwwومهم الجيد أدى إلى خوف العراقيين وبالتwwالي إلى استسwwالمهم. أحضwwرت الضwwابط

العراقي إلى داخل الدشمة، وناديت أحد الشباب الذي يعرف اللغة العربية. سألته كما يفعل المحققون: ما اسمك؟ ما هي رتبتك؟ ما هي مسؤوليتك؟

عرفني إلى نفسه، ثم قال: "أنا عقيد وقائد القوات الموجودة على التلة. أتينwwامن فرقة االحتياط في البصرة".

إبراهيم على 176سالم

- كم تبقى من القوات اآلن على التلة؟- ال أحد.

رددت وعيناي شاخصتان من الذهول: ماذا؟ ال أحد؟ - لقد أتينا وسلمنا أنفسنا. وأرسلت مwwا تبقى من القwwوات إلى الخلwwف. والتلwwة

فارغة اآلن. نظرت إليه بتعجب وسألته: لماذا؟

- ألنهم لم يقبلوا بتسليم أنفسهم معنا.تعجبت أكثر: ما معنى هذا؟

لم يجبني الضابط العراقي؛ بل سألني: أين المؤذن؟ ال تحتاج هذه الجملة إلى الترجمة. قلت له بتعجب: المؤذن؟

اغرورقت عيناه بالدموع، وبدأ يتحدث وصوته يختنق بwwالعبرة والمwwترجم ينقwwل لنا ما يقوله: "لقد قالوا لنا إنكم مجوس، تعبدون النار. قالوا لنا إننا نهجم على إيران في سبيل اإلسالم. صدقوا، إننا جميع�wwا شwwيعة. عنwwدما رأينwwا أن الضwwباطا في مسwwاعدتهم في هwwذه العراقيين يشربون الخمر وال يصwwلون، ترددنwwا كثwwير� الحرب. هذا الصباح، عندما سwwمعنا صwوت األذان الwذي يرفعwه أحwد مقwwاتليكم بصوته الجميل والمؤثر، ارتجف بدني. حين ذكر اسم أمير المؤمwwنين قلت في

نفسي: "أنت تقاتل إخوتك. ماذا لو كانت هذه الحرب مثل كربالء؟!". لم يستطع متابعة كالمه لشدة البكاء، ثم أكمل بعwwد دقwwائق: "لwwذلك قررنwwا أن نسلم أنفسنا. حين طلwwع الصwwباح، جمعت قwwواتي وقلت لهم: "أريwwد أن أسwwلم نفسي لإليرانيين. كل من يريد مرافقتي، فليأت. إن هwwؤالء الwwذين جwwاؤوا معي هم من أتباع عقيwwدتي، وتراجwwع البقيwwة إلى الخلwwف. كمwwا إنwwني أحضwwرت معي المقاتل الذي أطلق النار على المؤذن، إذا أصدرتم األمر أقتلwwه. اآلن، أرجwwوك

قل

إبراهيم على 177سالم

ا؟". لي هل المؤذن ما زال حي كنت كالضائع، وسيطر علي الwذهول وأنwا أسwتمع لكالم الضwابط العwراقي. لم أستطع أن أنطق بكلمة، لكنني قلت له بعد أن خwرجت عن صwwمتي: "نعم إنwwه�ا في إحwwدى حي". خرجنا مع�ا من الدشمة، ذهبنا إلى إبراهيم حيث كwwان ممwwددwwون السwwبعة عشwwر جميع�wwا وقبلwwوا يwwد إبwwراهيم. ارتمى الدشم. اقwwترب العراقي الجندي األخير على قدم إبراهيم، يبكي ويقwwول: "سwwامحني، أنwwا أطلقت النwwار

عليك". ا بعwwبرتي. كwwانت حwwالتي عجيبwwة. نسwwيت عنwwدها الشwwباب �wwا أيضwwاختنقت أن والعمليات. أردت أن أرسل العراقيين إلى الخطوط الخلفيwwة. نwاداني الضwwابط العراقي وقال: "انظر، هناك كتيبة كوماندوس وعwwدد من الwwدبابات الwwتي تريwwد

: "أسرعوا وسيطروا على التلة". التقدم، ثم أكمل قائال� فأسرعت بإرسال مجموعة من شباب مجموعة "أندرزكو" إلى التلwwة. بتحريwwر تلك التلة، تم تطهير منطقة "أنار" بالكامل. هجمت كتيبة الكومانwwدوس علينwwا، لكننا كنا مستعدين؛ لذلك قتwwل معظمهم وبالتwwالي لم تنجح هwwذه الهجمwwة. في األيام الالحقة وبسبب انطالق عمليات محمد رسول الله صلى الله عليwwه وآلwwه

وسلم في "مريوان"، خف الضغط العراقي على "جيالن غرب".ا من أهدافها. حwwررت كثwwير على كل حال، حققت عمليات "مطلع الفجر" كثير� من مناطق بلدنا العزيز. مwwع أنwwه خالل هwwذه العمليwwات رحwwل عwwدد من القwwادة

كw"غالم علي بيجك"، "جمال تاجيك" و"حسن باالش" وأسرعوا للقاء الله. بعد أيام وبعد تماثلwwه للشwwفاء، عwwاد إبwwراهيم إلى المجموعwwة. في ذلwwك اليwwوم، أعلن عن انتهاء عمليات "مطلع الفجر" التي انطلقت تحت الشwwعار المقwwدس "يا مهدي". تم القضاء على أكثر من أربwwع عشwرة كتيبwة من القwوات الخاصwwة

في الجيش العراقي. كما تكبد النظام البعثي خسائر تزيد عن ألفي قتيل

إبراهيم على 178سالم

وجريح ومئتي أسير. وقد أسقطت طائرتwwان عراقيتwwان بعwwد أن صwwوب شwwبابناعليهما بدقة.

*******

م،1987مضت خمس سنوات على عمليات "مطلع الفجر". خالل شتاء العام " في "شلمجة". كwwان جwwزء من التنسwwيق بين5كنا منشغلين بعمليات "كربالء

الفwwرق واسwwتطالع العمليwwات في عهwwدتي. تwwوجهت إلى مقwwر "فيلwwق بwwدر"، للتنسيق وإرشاد الشباب. كان من المفwwترض أن يرسwwل شwwباب هwwذا الفيلwwق، الwwذين هم من الشwwباب العwwرب والعراقwwيين المعارضwwين لصwwدام، إلى الجبهwwة

للمشاركة في المرحلة الثانية من هذه العمليات. بعwwد أن تواصwwلت مwwع قwwادة الفيلwwق وقwwادة الكتwwائب، وأنهيت عملي هنwwاك، استعددت للحركة. رأيت من بعيد أحد شباب "فيلق بدر"، ينظwwر إلي ويقwwترب

مني. كنت أوشك على االنطالق عندما وصwwل هwwذا التعبwwوي إلي وسwwلم علي. رددت سالمه وقال لي من دون أي مقدمة وبلهجتwwه العربيwwة: "هwwل كنت في "جيالن

غرب"؟". أجبته بتعجب: "نعم". ظننت أنه من شباب تلك المنطقة.

ثم قال: "هل تذكر عمليات "مطلع الفجر"، مرتفعات "أنار"، التلة األخيرة!". �ا؟ مwwاذا هنwwاك؟". قwwال: "هwwل تwwذكر العراقwwيين ، ثم قلت: "حسwwن فكwwرت قليال�

الثمانية عشر الذين أسروا؟! أجبته بتعجب: "نعم! حضرتك؟"، فأجابني بسعادة: "أنا واحد منهم!!". ازدادت

دهشتي، وسألته: "ماذا تفعل هنا؟". قال: "نحن الثمانية عشر كلنا في هذه الكتيبة. لقد تم اإلفراج عنا

إبراهيم على 179سالم

بضwwمانة السwwيد الحكيم؛ ألنwwه كwwان يعرفنwwا جيwwد�ا. ثم قررنwwا االلتحwwاق بالجبهwwةلنحارب البعثيين!

�ا بالنسبة إلي. قلت له: "بارك الله فيكم، أين قائدكم؟". كان األمر عجيب قال: "إنه مسؤول في هذه الكتيبة. ونحن اآلن نسwwتعد للwwذهاب إلى الخطwwوط

األمامية". قلت له: "اكتب اسم كتيبتكم واسwwمك على هwwذه الورقwwة. أنwwا مسwwتعجل اآلن، سأعود بعد العمليات ألزوركم وأتحدث معكم بهدوء". كان يكتب أسماء رفاقه

حين سألني: "ما كان اسم ذلك المؤذن؟". أجبته: "إبراهيم، إبراهيم هادي".

ا قال: "كنا نبحث عنه خالل هذه المدة. طلبنا من قادتنwwا أن يجwwدوه. نwwود كثwwير�رؤيته مرة ثانية".

. اختنقت بدمعتي. رفع رأسه ونظر إلي. قلت له: "تلتقwwون بwwه في سكت قليال��ا. كتب األسماء واسwwم الكتيبwwة وأعطwwاني الجنة إن شاء الله". انقبض قلبه حزن

إياها.ودعته بسرعة وانطلقت. لم أكن أتوقع هذا التصرف العجيب.

ها قد انتهت العمليات في شهر آذار. أخذ العديد من الشباب مأذونية. في أحداأليام، وجدت بين أغراضي الورقة التي أعطاني إياها ذلك التعبوي العراقي.

ذهبت لرؤية شباب بدر. سألت أحد قادة الفيلق عن الكتيبة الwwتي كتب اسwwمهاعلى الورقة. أجابني ذلك المسؤول: "لقد انحلت تلك الكتيبة".

قلت: "أريد أن ألتقي بشبابها".

إبراهيم على 180سالم

: "إن الكتيبة التي تتحدث عنها، وقفت مع قائدها أمwwام أكمل القائد كالمه قائال� هجوم مضاد واسع جدا للعراقwwيين في "شwwلمجة". استشwwهد كثwwير منهم لكنهم لم يتراجعوا. سكت قليال� ثم أكمwwل: "لم يبwwقm أحwwد من تلwwك الكتيبwwة على قيwwد الحياة؟"، قلت لwwه: "إن هwwؤالء الثمانيwwة عشwwر كwwانوا من األسwwرى العراقwwيين.

أسماؤهم هنا. أتيت لرؤيتهم". . أخذ الورقة من يدي، وأعطاها لشخص آخر. عاد ذلك الشخص بعد تقدم قليال�

دقائق وقال لي: "استشهدوا جميع�ا". لم يعد لدي ما أقوله. جلسwwت وبwwدأت بwwالتفكير. قلت في نفسwwي: مwwاذا فعwwلwwة، نجحت العمليwة، انتقwwل ثمانيwة عشwر فwرد�ا إبراهيم بأذان واحwد؟ حwwررت تل كwww"الحwwر" من قعwwر جهنم إلى الجنwwة. ثم تwwذكرت مwwا قلتwwه لwwذلك العwwراقي : "تلتقون به في الجنة إن شاء اللwwه". رغم�wwا عwwني، سwwالت دمwwوعي، ثم ودعتwwه وخرجت من هناك. ال شك في أن إبراهيم كwwان يعwwرف أين عليwwه رفwwع األذان، ليجعwwل قلب العwwدو يرتجwwف، وليهwwدي أولئwwك الwwذين بقي في قلwwوبهم مكwwان

لإليمان".

*******

إبراهيم على 181سالم

الكوفية

عباس هادي

م، حين جاء إبراهيم في مأذونيwwة. وصwwل إلى الwwبيت1982كنا في أوائل العام ا من المال، فسwwألته: . ثم رأيت في جيبه مبلغ�ا كبير� في آخر الليل. تكلمنا قليال�ا تقwwدم "يwwا أخي، من أين حصwwلت على كwwل هwwذا المwwال؟ وقwwد رأيتwwك مwwرار� المساعدات المالية للناس، وتصwwرف المwwال في هيئwwة العwwزاء. واآلن كwwل هwwذا المwwال في جيبwك؟"، ثم تwwابعت ممازح�wا: "قwwل لي الحقيقwة، هwل عwثرت على

كنز؟". ضحك إبراهيم وقال لي: "ال، يا أخي، إن بعض األصدقاء يعطونني هذا المwwال،

ويحددون لي أين وكيف أصرفه". في اليوم التالي، ذهبنا مع�ا إلى البازار. بعد المرور على عwwدد من السماسwwرة وصلنا إلى أحد المحال. صاحب هذا المحل من التجار القدامى وكبيري السن،ا. بعwwد كما إن وضعه المالي جيد. كان يعwwرف إبwwراهيم جيwwد�ا، فwwرحب بwwه كثwwير�: "يwا حwاج، نريwد بعض الوسwائل السالم والمجامالت، بدأ إبwراهيم كالمwه قwائال�

لشباب الجبهة". ثم أخرج ورقة من جيبه وأعطاها للحاج.سأله الحاج: "مضاف�ا إلى ما كتبته، هل أنتم بحاجة إلى شيء آخر". أجابه إبراهيم: "يا حاج، يقدم الشباب في الجبهة تضحيات كثيرة، وال

إبراهيم على 182سالم

نية لهم سوى رضى الله. لكن للتاريخ ولكي يعwرف النwاس مwا قwام بwه هwؤالء الشباب، نحتاج إلى آلة تصوير )فيديو( وإلى عwwدد من الكوفيwwات". كwwان هنwwاك�ا: "فهمنا حwاجتكم إلى آلwة التصwwوير، لكن رجل آخر في المحل فسأل مستغربيع" wwباب "الصwwلم تحتاجون إلى الكوفيات، هل تريدون أن تحملوا مناديل كالش

في الشوارع؟". أجابه إبراهيم بهدوء: "ليست الكوفية منديل رقبة. حين يتوضأ المقاتwwل تكwwون له منشفة، حين يريد الصwwالة تتحwwول إلى سwwجادة صwwالة، وحين يصwwاب يضwwمد

جراحه بالكوفية والكثير من األمور". في اليوم التالي، كنت واقف�ا أمام البيت. حضر ذلك الرجل العجوز في شاحنة

صغيرة )بيك أب( مليئة بالكوفيات. أسرعت إلى الداخل وناديت إبراهيم. ا من الوسwwائل األخwwرى إبwwراهيم. وقwwال لwwه: أعطى الرجل آلة التصwwوير وكثwwير�

"عزيزي أبرام. هذه سيارة الكوفيات لك". بعد ذلك أخبرنwwا إبwwراهيم أن الشwwباب قwwد اسwwتفادوا من هwwذه الكوفيwwات خاللعمليات "الفتح المبين". فيما بعد صارت الكوفية إحدى ميزات جنود اإلسالم.

*******

إبراهيم على 183سالم

روح الفكاهة

علي صادقي، أكبر نوجوان

wwق كwwان إبwwراهيم جwwاد�ا ودقيق�wwا جwwدا إذا تعل�ا حسwwن المعشwwر األمر بالعمل. لكن في أجwwواء المwwزاح والفكاهwwة كwwان إنسwwان

وكثير المزاح، وأعتقد أن هذا األمر من األسباب التي جذبت كثيرين إليه. كان إلبراهيم أخالق خاصة في تناول الطعام. إذا وجد طعام كwwاف، كwwان يأكwwل

جيد�ا ويقول: "يحتاج جسدنا إلى كثير من الطعام بسبب الرياضة". في إحwwدى المwwرات، ذهب مwwع أحwwد الشwwباب في "كرمانشwwاه" إلى مطعم "كوارع"، وأكال مع�ا ثالث قطع كاملwwة من الكwwوارع وكwwل مwwا يلحwwق بهwا. وهwwذه كمية كبيرة جدا لشابين. أو حين كان أحد الشباب يدعو إبwwراهيم إلى العشwwاء،

ا من األرز و... كان يحضر لثالثة أشخاص ست دجاجات وكثير��ا، ذهبت لعيادته وتوجهنا مع�ا على الدراجwwة الناريwwة إلى حين كان إبراهيم مصاب بيت أحد الشباب لإلفطار. كان صاحب الدعوة من أصدقاء إبwwراهيم المقwwربين وقد دعا عدد�ا من الشباب إلى هذا اإلفطار، كما كان كثير المجاملة واإلصwwرار علينا في تناول الطعام. لم يكن إبwراهيم بحاجwة إلى اإلصwرار، فأكwل قwدر مwا

استطاع وبالتالي لم يبقm على المائدة شيء.

إبراهيم على 184سالم

كان "جعفر جنكروي" هناك. بعد اإلفطwwار كwwان يwwذهب إلى الغرفwwة المجwwاورة، وينادي على أصدقائه، ثم يقول إلبراهيم إن الشباب يحبون أن يسلموا عليwwك، فكان إبراهيم يقف للسالم احترام�ا لهم، وبسبب امتالئه من الطعام من جهwwة،

وإصابته من جهة ثانية، كان يتألم من الوقوف والجلوس. �ا آخwwرين مwwا إن يجلس إبwwراهيم، حتى يwwذهب جعفwwر مwwرة ثانيwwة ويحضwwر شwwباب ليسلموا على إبراهيم وكان جعفر يقف وراءهم ويضwحك ألنwه يwزعج إبwراهيم. تكرر هذا األمwwر مwwرات عwwدة، إلى أن قwwال إبwwراهيم لجعفwwر: "عزيwwزي جعفwwر،

سيأتي دورنا معك"! في وقت متأخر من الليل، عندما أردنا العwwودة، قwwال لي إبwwراهيم وهwwو يwwركب

الدراجة النارية ورائي: "تحرك بسرعة يا أكبر". وكان جعفر وراءنا على دراجته النارية. كانت تفصلنا مسافة كبwwيرة عنwwه، حين، فنادى إبراهيم أحد الشباب وقال لwwه: وصلنا إلى حاجز للتفتيش. توقفت قليال� "يا أخ، تعال". تقدم أحwwد الشwwباب المسwwلحين، وأكمwwل إبwwراهيم: "يwwا صwwديقي العزيز، أنا جريح وهذا الشاب معي صاحب الدراجة من الحرس الثوري.. لكن�ا... لكن انتبهwwوا جيwwد�ا. أعتقwwد وراءنا دراجة نارية و.. من األفضل أال أقول شwwيئ

أنه مسلح". ثم استأذن وذهبنا. بعد حوالي المئة متر، توقفنا على الرصيف. كنا نضحك مع�ا حين وصwwل جعفwwر

شبان مسلحين وحين رأوا مسدسه الشخصي،4على دراجته النارية. وطوقه لم يعطوا أي أهمية ألي شيء يقوله و...

بقي على هذه الحال حوالي النصف ساعة إلى أن جاء مسؤول الشباب وكانا منه وقwwال للشwwباب: "إنwwه الحwwاج "جعفwwر" يعرف الحاج "جعفر"، واعتذر كثير� من قادة فرقة سيد الشwwهداء". اعتwwذر شwwباب المجموعwة من الحwwاج "جعفwر"

�ا. أخذ سالحه وترك المكان من دون أن الذي كان يستشيط غضب

إبراهيم على 185سالم

يتكلم كلمة لشدة انزعاجه. بعد أن ابتعد عن نقطة التفتيش، تفاجأ بنا واقفين على جwwانب الطريwwق ننظwwر إليه ونضحك. عندها فهم ما الذي حصل ولماذا أوقفوه. تقدم إبراهيم، احتضن "جعفر" وقبله. انفرج وجه "جعفر" وبدأ هو أيض�ا بالضwwحك، وانتهى كwwل شwwيء

بابتسامة.

*******

إبراهيم على 186سالم

إبراهيم على 187سالم

األخوان

علي صادقي

توجهنا إلى إحدى البلدات الحدودية للمشاركة في مراسم الشهيد "شهبازي". وفق عادات وتقاليwwد تلwwك المنطقwwة تسwwتمر مراسwwم العwwزاء من الصwwباح حتىا ليغسwwل الضwwيوف ا وإبريق ماء بالسwwتيكي الظهيرة، ثم يحضر أحدهم وعاء� كبير�

أيديهم، وتختتم المراسم بتناول الغداء. حين دخلت إلى المجلس، رأيت إبراهيم و"جواد" يجلسان في الوسط، قwwريب أحدهما من اآلخر. تقwدمت وجلسwت بجwانب إبwراهيم. كwان إبwراهيم و"جwواد"

صديقين مقربين؛ بل كانا كاألخوين. وإبريwwق المwwاء1عنwwد انتهwwاء المراسwwم، أحضwwر شwwاب من أهwwل العwwزاء الوعwwاء

البالستيكي وتوجه مباشرة نحو "جwwواد". أسwwر إبwwراهيم في أذن "جwwواد" بعض الكلمات. فتفاجأ "جwwواد" الwwذي لم يكن يعwwرف عwwادات تلwwك المنطقwwة وقwwال:

�ا من تعجبك اآلن". "حق�ا؟" فأجابه إبراهيم: "بهدوء... وال تظهر شيئ ثم التفت إبراهيم إلي وهو يحاول إخفاء ضحكته. سألته: "ماذا هناك؟ عيب، ال

تضحك".

1 . الطست اللكن،

إبراهيم على 188سالم

- "قلت لجwwواد، حين يحضwwرون الوعwwاء واإلبريwwق البالسwwتيكي، اغسwwل رأسwwكجيد�ا".

بعد لحظات، حصل ما توقعناه، غسل "جواد" يديwwه ثم وضwwع رأسwwه تحت مwwاء اإلبريق البالستيكي و..". ثم بدأ ينظر حوله، والمwwاء يwwنزل على وجهwwه وثيابwwه، والجميwwع متعجب... قلت لwwه: "مwwاذا فعلت يwwا "جwwواد"؟. وهwwل أنت في حمwwام

عمومي؟". ثم أعطيته كوفيتي ليجفف بها رأسه.

*******

في أحد األيام، عرفنا أن إبراهيم و"جواد" و"رضا كوديني"، وبعد غيwwابهم أيام�wwا في المناطق الحدودية، هم في طريق عودتهم عبر المركwwز الحwwدودي. لشwwدة فرحنا بعودتهم سwwالمين، تجمعنwwا أمwwام مقwwر الشwwهيد "أنwwدرزكو". بعwwد دقwwائق وصلت سيارتهم، ترجwwل إبwwراهيم و"رضwwا" واقwwترب الشwwباب منهمwwا يسwwلمون

عليهما ويقبلونهما. سwwأل أحwwد الشwwباب: "ولكن أين "جwwواد"؟". سwwكت الجميwwع لحظwwات. حwwاول إبراهيم الكالم، تردد ثم قال وهو يحبس دمعته: "جواد!"، ثم نظر إلى المقعwwد الخلفي للسيارة، حيث يتمدد أحدهم، وعليه بطانية. سكت الجميع مدهوشين،

وردد إبراهيم: "جواد! جواد!" ثم بدأ بالبكاء. بwwدأ بعض الشwwباب بالبكwwاء والصwwراخ: "جwwواد، جwواد!"، وتوجهwوا نحwwو المقعwwد الخلفي للسيارة. وبينما كان الجميع يبكي ويصرخ، اسwwتيقظ "جwwواد" مصwwدوم�ا وهو يسأل: "مwwاذا حصwwل؟ مwwا األمwwر؟!"، وينظwwر في وجwwوه مmن حولwwه. تفwwرق الشwwباب وقwwد تwwورمت أنwwوفهم ودمعت عيwwونهم، يبحثwwون عن إبwwراهيم. لكن

إبراهيم كان قد توارى داخل المبنى.

*******

إبراهيم على 189سالم

المسدس

أمير منجر

م. بعد أن جمعنا أغراضنا وسwwلمنا السwwالح،1981إنها األيام األخيرة من العام صرنا جاهزين للحركة نحwwو الجنwwوب. نwزوال� عنwwد أمwر القيwwادة، من المقwرر أن تنطلwwق عمليwwات كبwwيرة في خوزسwwتان. لwwذلك، على قwwوات الحwwرس والتعبئwwة

االنتقال إلى الجنوب. تwwوجهت مجموعwwة "أنwwدرزكو" مwwع شwwباب الحwwرس في "جيالن غwwرب" إلى الجنوب. في األيام األخيرة، وصلنا خwبر من الحwرس في "كرمانشwاه" أن األخ

ا ولم يسلمه إلى اآلن. إبراهيم هادي قد أخذ مسدس� لم يتوقف إبراهيم عن إنكار األمر، لكن ال فائدة. قلت إلبراهيم: "ربمwwا أخذتwwهwwر قليال� ثم قwwال: "مwwا زلت أذكwwر أنwwني أعدتwwه. لكنwwني ونسwwيت أن تعيwwده". فك

أعطيته محمد�ا وقلت له أن يسلمه بالنيابة عني". لكن بعد التقصي عن الموضوع، اكتشف أن محمد�ا لم يسلم المسwwدس، وقwwد

عاد إلى طهران منذ أسبوع. �ا عن "محمد". فتشنا عن عنوانه، لكنهم قالوا لنا إنه تwwرك أتينا إلى طهران بحث

منزله وعاد إلى قريته "كوهباية" الواقعة على الطريق بين "أصفهان"

إبراهيم على 190سالم

و"يزد". بما أن إبراهيم كان يولي تسليم السالح أهمية كبwwيرة، طلب مwwني أننذهب مع�ا إلى "كوهباية".

عند المساء، انطلقنا نحو "أصwwفهان"، ثم إلى قريwwة "كوهبايwwة". كwwان الطقس�ا، إلى أين علينا الذهاب؟". . قلت إلبراهيم: "حسن بارد�ا قليال�

- سييسر الله لنا األمور، وسيدلنا على الطريق.ا تتجه نحو بيتها. بما أننا غربwwاء عن ، رأينا امرأة عجوز� مشينا داخل القرية قليال� القريwة، وقفت تنظwر إلينwا. ترجwل إبwراهيم من السwيارة وقwال بصwوت عwال:

"السالم عليك يا أمي". أجابت العجوز بطيبة وحنان: "وعليك السالم يا عمري، هل تبحث عن أحد؟".

- يا أمي، هل تعرفين "محمد كوهبايي"؟ - أي "محمد"؟

�ا من الجبهة، وعمره ما يقارب عشرين عام�ا. - ذلك الذي عاد حديثابتسمت المرأة وقالت: "تعالوا إلى هنا". ثم دخلت بيتها.

قال لي إبراهيم: ""أمير"، أركن السيارة"، ثم مشينا مع�ا. دعتنا المرأة إلى بيتها، ثم أحضرت الفطور واستقبلتنا على أحسن وجه. قالت

لنا: "أنتم جنود اإلسالم، كلوا جيد�ا كي تبقوا أقوياء". ثم قالت: "إن "محمد" هو حفيwwدي. يعيش في بيwwتي. لكنwwه ذهب إلى المدينwwة وسيعود عند المساء". قال لها إبراهيم: "يwwا أمي، لقwwد تصwwرف ابنwwك بطريقwwة

جعلتنا نترك الجبهة ونأتي وراءه".تعجبت المرأة وسألت: "وما الذي فعله؟".

إبراهيم على 191سالم

: "لقد أخذ مسدسي، وقبل أن يسلمه جاء إلى هنwwا، فقwwالوا أكمل إبراهيم قائال�لي إنه علي تسليم المسدس في الحال".

قالت المرأة العجوز: "ماذا أفعل بهذا الصبي وأفعاله؟!".قال إبراهيم: "ال تنزعجي يا أمي العزيزة، لن نأخذ من وقتك أكثر من هذا".

قالت المرأة العجوز: "تعاال إلى هنا!". أمام باب إحدى الغرف أكملت العجwwوز�ا قائلة: "إن أغراض "محمwwد" في هwwذه الخزانwwة. رأيتwwه قبwwل أيwwام أحضwwر شwwيئ

ووضعه هنا. اآلن افتحوا أنتم الخزانة". قال إبwwراهيم: "يwwا أمي، ال يصwwح أن نفتش في أغwwراض اآلخwwرين من دون إذن

منهم". ا قالت العجوز: "لو كنت أسwwتطيع لفتحتwwه بنفسwwي"، ثم ذهبت وأحضwwرت مفك

للبراغي. واستطعت بالضغط على القفل أن أفتح الخزانة. حين فتحنا الخزانة، وجwwدنا المسwwدس ملفوف�wwا بقمwwاش أبيض وموضwwوع�ا فwwوق األغwwراض. أخwwذنا المسwwدس، وخرجنwwا. أثنwwاء توديعنwwا للمwwرأة العجwwوز، سwwألها

إبراهيم: "يا أمي، لماذا وثقت بنا؟". إن جندي اإلسالم ال يكذب. وأنت بهذا الوجه النوراني، هل يعقل أن تكذب.

انطلقنwwا من هنwwاك باتجwwاه "طهwwران". في مسwwيرنا على الطريwwق المحاذيwwة لw"أصفهان"، وقع نظري على ثكنة المدفعية في الجيش، قلت: "يا أبرام، هwwل تذكر ذلك الرجل الذي كان قائwwد�ا للمدفعيwwة في الجيش في "سwwربل ذهwwاب"،

ا". وقد ساعدنا في العمليات كثير�- هل تقصد السيد "مداح"؟

إبراهيم على 192سالم

- نعم، لقwwد صwwار قائwwد المدفعيwwة في "أصwwفهان"، ومن الممكن أن يكwwون هنwwااآلن.

إذن لنذهب لرؤيته. ذهبنا إلى الثكنة أوقفنا السيارة وتوجهنا نحو الحارس الواقwwف أمwwام المwwدخل. سأله إبراهيم: "هل الحاج "مداح" موجود هنwwا؟". نظwwر الحwwارس إلى إبwwراهيم من رأسه حتى قدميwwه؛ رجwwل ببنطwwال كwwردي وقميص طويwwل ومظهwwر بسwwيط يسأل عن قائد الثكنة. قلت له: "يا أخي، نحن من رفاق الحwwاج "مwwداح". أتينwwا

من الجبهة. نريد أن نراه، إذا كان باإلمكان". اتصل الحwwارس وأخwwبرهم عنwwا. بعwwد دقwwائق، حضwwرت سwwيارتا جيب من مكتب القيادة باتجاه المدخل. ما إن رآنا العقيد "مداح" حتى احتضن إبراهيم وقبلwwه. سلم علي بحرارة وشوق وأصر علينwwا لمرافقتwwه إلى الwwداخل، واصwwطحبنا إلى�ا. كwان الحwاج غرفة االجتماعات حيث يوجد ما يقwارب عشwرين قائwد�ا عسwكري "مداح" مسؤول االجتماع، أحضر لنwا كرسwيين وجلسwنا بwالقرب منهم. ثم بwدأ

بالحديث: أيها األصدقاء، كلكم تعرفونني. منذ قبwwل انتصwwار الثwwورة، خالل حwرب التسwwعة أيwwام، في األيwwwام األولى للحwwرب، نلت العديwwwد من نياشwwين الشwwwجاعة ومن الترفيعات. لقد أنجزت مجموعwة المدفعيwwة الwتي كنت أقwود مسwؤولياتها على أحسwwن وجwwه. لقwwد انتصwwرت في كwwل عملياتهwwا. كمwwا إنwwني خضwwعت للwwدورات

التدريبية في داخل البالد وخارجها. لكن هناك بعض�ا ممن شككوني في كل قwwدراتي. على سwwبيل المثwwال: "يقwwول قانون الحروب في العالم: لو كنتم ستهجمون على مكwwان فيwwه مئwwة عسwwكري من األعداء، عليكم أن تهجمwwوا بثالثمئwwة عسwwكري. كمwwا إن ذخwwيرتكم يجب أن تكwwون أكwwثر من ذخwwيرة األعwwداء كي تسwwتطيع االنتصwwار". إن السwwيد هwwادي وأصدقاءه يقومون بأعمال عجيبة ومذهلة، مثال� لقد هجموا على األعwwداء بأقwwل

من مئة

إبراهيم على 193سالم

ا. �wwروا منهم أيضwwمقاتل. لكنهم كبدوا األعداء خسائر أكثر من عددهم هم، وأس وكنت أقwwدم الwwدعم واإلسwwناد لهم. مwwا زلت أذكwwر عنwwدما أرادوا الهجwwوم على منطقة "بازي دراز"، عندما رأيت وضع المهاجمين من قواتنwwا، قلت لصwwديقي: "سيخسرون حتم�ا". لكنني رأيت في تلك العمليات، كيف أوقعوا الخسwwائر في

صفوف العدو الذي تكبد أعداد�ا من القتلى تفوق عدد شبابنا المهاجمين.

�ا يا سwwيد هwwادي، اشwwرح قال أحد القادة الشباب الحاضرين في الجلسة: "حسنلنا كيفية القيام بعملياتكم كي نتعلم منكم".

ا مطأطئ الرأس، فقال: "ال يwwا أخي، نحن لم نقم أما إبراهيم الذي كان جالس��ا؛ بل كل شwwيء ا، أما نحن فلم نفعل شيئ بشيء. لكن األخ "مداح" يمدحنا كثير�

كان من لطف الله". قال الحاج "مداح": "إن مwwا تعلمنwwاه منهم ومن رفwwاقهم أن الwwذخائر والسwwالح والعدد ليس لها فائدة. لكن الكلمة األولى واألخيرة في الحwwرب هي للروحيwwة. لقد أرعبوا األعداء بتكبwwير واحwد، وأخwافوهم أكwثر ممwwا تخيفهم مئwات القنابwل

والدبابات". ثم أكمل: "لقد فهمت من هwwؤالء الشwwباب التعبwwويين المخلصwwين، معwwنى اآليwwة

. لقwwد كwwان1﴾ إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبHHوا مئتين﴿القرآنية: لهم صديق في أول الحرب صغير الجسم لكنه أكبر مما تتصورون في القwwدرة والشهامة، اسمه "أصغر وصالي". استطاع في األيام األولى للحwwرب أن يمنwwع�wwا خرجنwwا من الجلسwwة. العراقيين من التسلل، ونال الشهادة". بعد ساعة تقريب اعتذرنا من الحاضرين وتوجهنا نحwwو "طهwwران". كنت خالل مسwwيرنا أفكwwر في

هذا اليوم وباألحداث التي حصلت معنا. لقد سلم إبراهيم مسدسه المليء بالمغامرات إلى الحرس، ويمم وجهه مع

اآلية 1 األنفال، .65سورة

إبراهيم على 194سالم

شباب "أندرزكو" شطر الجنوب ووصلوا إلى "خوزستان".ا في "جيالن غwwرب" انتهت المرحلة التي استمرت قرابwwة األربعwwة عشwwر شwwهر� بكل ذكرياتها الحلوة والمرة. تلك المرحلة التي كانت حافلة بالمالحم الكبرى. في هذه المwwدة دحwwرت ثالثwwة ألويwwة مجهwwزة للجيش العwwراقي أمwwام مجموعwwة

فدائية صغيرة.

*******

إبراهيم على 195سالم

الفتح المبين

عدد من أصدقاء الشهيد

في "خوزسwتان"، ذهبنwwا أوال� إلى مدينwة "شwوش" وزيwارة النwwبي دانيwwال عليwwه تم تقسwwيمها إلى ألويwwة1السwwالم. هنwwاك أخبرنwwا أن كافwwة القwwوات المتطوعة

وكتائب قتالية وتجهيزها لعمليات كبيرة. ا اسwwتقبلنا بحفwwاوة. خالل �wwو أيضwwلي"، هwwاج "علي فضwwخالل الزيارة، رأيت الح شرحه لنا عن كيفية تقسيم القوات، اصwwطحبنا معwwه إلى لwwواء المهwwدي عجwwل الله تعالى فرجه الشريف، المشكل من كتائب قوات التعبئة وعدد من كتwwائب

الجيش. قسم الحاج "فضلي" مجموعwwة "أنwwدرزكو" بين الكتwwائب، حيث اسwwتلم شwwباب المجموعة مسؤولية االسwwتطالع والمعلومwwات في الكتwwائب كافwwة. كwwان "رضwwا كوديني" في إحداها. و"جواد أفراسيابي" في كتيبة أخرى وإبراهيم في الثالثة. انتهى تنظيم وتجهيز القوات بسرعة. كان شباب المعلومwwات واالسwwتطالع فيا في هذه المنطقwwة حيث تم اسwwتطالع كwwل المنwwاطق الحرس قد أمضوا أشهر� المحتلة من قبل العراقيين. كما تم تحديد أمكنة كل الكتائب واأللوية المجهزة في أول أيام فصل الربيع، وفي الواحwwد والعشwwرين من آذار انطلقت عمليwwات

"الفتح المبين" بنداء: يا زهراء.

1 .) التعبئة ) البسيج تشكيل في الحق�ا نظمت وقد

إبراهيم على 196سالم

في عصر ذلك اليوم، نقwل الحwwرس مسwwؤولي ومعwاوني الكتwائب إلى منطقwة العمليات. أوضحوا عن بعد، ميزات المنطقة وكيفيwwة سwwير العمwwل. أوكلت إلى

كتيبة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف أصعب المهام في العمليات. آذار(، ازدادت حركwwة21مع اقتراب غروب اليwwوم األول من شwwهر فwwروردين )

ونشاط الشباب. وبعد الصالة، بدأ تقدم الشباب. لم أبتعد عن إبwwراهيم لحظwwة واحwwدة. في النهايwwة انطلقت كتيبتنwwا، لكن ألسwwباب عديwwدة بقينwwا في الخلwwف.

تحركنا حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل. في عتمwwة الليwwل، وصwwلنا إلى سwwهل، حيث كwwان شwwباب الكتيبwwة جالسwwين يسwwتريحون. سwwألهم إبwwراهيم: "مwwاذا تفعلwwون هنwwا؟ عليكم أن تهجمwwوا على

األعداء". قالوا: "إنه أمر القيادة". تقدمنا مع إبراهيم إلى األمام. قال للقائد: "لماذا أوقفتم الشباب هنا؟ مwwا هي إال لحظwwات ويwwبزغ الفجwwر، وال ملجwwأ لwwديهم أو دشwwم يحتمwwون فيهwwا، وهم في

مرمى األعداء". لدينا. اتصwwلنا بwwالمركز، فقwwالوا إن1قال القائد: "أمامنا حقل ألغام وال مخربين

شباب التخريب في طريقهم إلينا". قال إبراهيم: "ال مجال لالنتظار"، ثم نظر إلى الشباب وقال: "نريwwد عwwدد�ا من المتطwwوعين الجwwاهزين لتقwwديم أرواحهم، ليwwأتوا معي فنفتح الطريwwق أمwwام

الشباب". ركض بعض الشباب خلفه. دخل إبراهيم حقل األلغام؛ كان يسحب قدمه على التراب ويتقدم، والبقية مثله. كنت أنظر إلى إبراهيم وأفكwwار كثwwيرة تwwراودني،

mفmسي. حتى انقطع نكنت أقف بالقرب من شباب الكتيبة وهو في حقل األلغام. انخطف اللون

1 .) والمتفجرات ) األلغام ونزع زرع التخريب اختصاص في شباب

إبراهيم على 197سالم

من وجهي، كنت أنتظwwر صwwوت االنفجwwار واستشwwهاد إبwwراهيم في كwwل لحظwwة. مرت اللحظات ثقيلة، لكنهم وصلوا إلى نهايwة المسwwير. الحمwد للwwه، لم تwزرع

األلغام في هذا المسير. في تلك الليلة، وبعد عبwور حقwل األلغwام، هجمنwا على دشwم العwدو وسwيطرناا. قبwwل الصwwباح، جwwرح إبwwراهيم بشwwظية أصwwابته في عليها، لكننا لم نتقدم كثير�

جنبه، فسحبه الشباب إلى الخطوط الخلفية. كانوا يريدون نقله بالطائرة إلى المستشفى في إحwwدى المwwدن، لكنwwه بإصwwرار شديد، نزل من الطwwائرة في اللحظwwات األخwwيرة، ثم ذهب وضwwمد جراحwwه في

أحد مستوصفات المنطقة وعاد إلى الجبهة ليبقى بالقرب من الشباب. في الليلة األولى، أثناء الهجمة أصيب قائد الكتيبة والمعاونون. لذلك تم اختيار "علي موحد" قائد�ا لكتيبتنا. في ذلك اليwwوم، شwwكلت جلسwwة بحضwwور عwwدد من القwwادة من بينهم "محسwwن وزوايي"، وتم إبالغ القwwادة بالمرحلwwة الالحقwwة من

العمليات. من اإلنجازات المهمة لهذه العمليات، السيطرة على المدفعيwwة الثقيلwwة للعwwدو�wwا طwwويال� على وعبور جسر "رفائية". عمل شباب المعلومwwات في الحwwرس وقت

هذا المشروع، كما ارتبط نجاح المراحل الالحقة بالنصر في هذه المرحلة. عند المساء، استأنف الشباب التقدم مwwرة ثانيwwة. تحwwركت مجموعwwة التخwwريب أمام الجميع، يتبعهم "علي موحد" وإبراهيم وبقيwwة الشwwباب. مشwwينا مسwwافات طويلة، لكننا لم نصل إلى خنادق العدو ومواقع مدفعيتwwه. بعwwد قطwwع أكwwثر من ستة كيلومترات، وصwwلنا متعwwبين منهكين إلى منطقwwة في وسwwط سwwهل. كwwان إبwwراهيم و"علي موحwwد" يتنقالن من مكwwان إلى آخwwر، لكن ال أثwwر لمدفعيwwة

األعداء. لقد ضللنا طريقنا بين السهل ومواقع األعداء. على الرغم من ذلك، كان الشباب يشعرون بهدوء عميق غريب، لدرجة

إبراهيم على 198سالم

أنهم غطوا في نوم عميق لمدة نصف ساعة. فيمwwا بعwwد، أثنwwاء مقابلwwة أجرتهwwا مجلwwة "رسwwالة الثwwورة" مwwع إبwwراهيم في عwwددها الصwwادر في آذار من العwwام

م. صرح:1982 "في تلwwك الليلwwة، وفي تلwwك الصwwحراء، أينمwwا توجهنwwا لم نwwرm سwwوى الصwwحراء. سجدنا هناك دقائق، وأقسمنا على اللwwه بحwwق السwwيدة الزهwwراء عليwwه السwwالم واألئمة المعصومين عليهم السالم. في تلك الصحراء، كنا نحن وإمwwام الزمwwان عجل الله تعالى فرجه الشwريف، كنwwا نناديwه ونطلب منwwه المسwwاعدة. لم نكن

نعرف ماذا نفعل.الشيء الوحيد الذي خطر ببالنا هو التوسل به".

*******

لم يعرف أحد ما الذي حصل في تلك الليلة،ما الwwذي أسwwروا بwwه إلى اللwwه في تلك السجدة. لكن إبراهيم توجه بعد دقائق باتجاه يسار الشwwباب الwwذين كwwانوا

يرتاحون وسط السهل. بعد طي حwوالي الكيلومwتر الواحwد، وصwل إلى خنwwدق كبwير جwدا. نظwر خلwwف

الخندق، كان هناك عدد كبير من المدفعيات واألسلحة الثقيلة. كانت القوات العراقية تسwwتريح بطمأنينwwة كاملwwة. يوجwwد عwwدد قليwwل فقwwط من الحwwراس والراصwwدين في محيwwط الباحwwة. عwwاد إبwwراهيم مسwwرع�ا إلى شwwباب

الكتيبة. روى "علي موحwwد" مwwا رآه؛ أحضwwروا الشwwباب إلى خلwwف الخنwwدق، وكwwانوا يوصwwونهم طيلwwة الطريwwق: "ال تطلقwwوا النwwار إال عنwwدما نعطيكم األمwwر. أثنwwاء

المعركة حاولوا قدر المستطاع أسر العراقيين". من جهwwة أخwwرى، هجمت كتيبwwة "حwwبيب" بقيwwادة "محسwwن وزوايي" على مقwwر

المدفعية العراقية. في تلك الليلة، استطاع الشباب بأقل وقت من االشتباكات، وبنداء "الله أكبر"

و"يا زهراء"، السيطرة على مقر المدفعية العراقية وأسر عدد كبير من

إبراهيم على 199سالم

الجنود، ما خلق مشكلة حقيقية للجيش العراقي في "خوزستان". مباشرة، أدار الشباب أفواه المدافع باتجwwاه العwwراق. لكن بسwwبب عwwدم وجwwود

المتخصين، لم تستعمل هذه المدفعية. تمت السwwيطرة على المدفعيwwة، وبwwدأنا بتطهwwير المنطقwwة بwwالقرب منهwwا. بعwwد

دقائق، جاء إبراهيم ومعه ضابط عراقي، سلمه إلى شباب الكتيبة. سألته: يا أبرام، من هذا؟

كنت أجول حول المقر، عندما رأيت هذا الضابط يتقدم نحوي فجأة. المسكينا، لكنwwه لم يكن يعلم أننا حررنا المنطقة. فقلت له أن يستسwwلم ويصwwبح أسwwير�ا، ثم كبلت �wwه أرضwwه ورميتwwارعت معwwهجم علي. لم يكن يحمل أي سالح، فتص

يديه وأحضرته إلى هنا. صلينا الصبح بالقرب من المدفعية. مع وصول قوات الدعم، أكملنا تقwwدمنا في

السهل، لكننا لم ننه تطهير المنطقة أمامنا بالكامل. فجأة�، رأينا دبابتين عراقيتين تتقدمان منا، لكنهما مwwا لبثتwwا أن اسwwتدارتا وبwwدأتا بالفرار. ركض إبراهيم مسwwرع�ا باتجwwاه واحwwدة منهمwwا، قفwwز إلى أعلى الدبابwwة�ا باللغة العربية، فتوقفت الدبابة وترجwwل من كwwان فيهwwا ورفع الغطاء. قال شيئ

معلنين استسالمهم. لم يطلع الصباح بعد. تم تقسيم الشباب من جديد، وتقwwدمنا إلى األمwwام. قلت

إلبراهيم: "هل التفت إلى أننا هجمنا على مقر المدفعية من جهة الخلف؟". : "لقwد كwان العwدو أجابني بتعجب وقال: "ال، مwا الwذي حصwل؟". أكملت قwائال�ا من القوات. لكن الله أراد أن نأتيهم من ينتظرنا من األمام وقد حشد لنا كثير�

جهة أخرى فوصلنا إلى المدفعية من الخلف".

إبراهيم على 200سالم

لهذا السبب استطعنا أن نأسwwر هwwذا العwwدد من العراقwwيين ونحصwwل على هwwذه الغنائم. كما إنهم كwwانوا في حwwال اسwwتنفار حتى السwwاعة الثانيwwة بعwwد منتصwwف

الليل. وبعد ذلك استراحوا وناموا فهجمنا عليهم. جمmعنا األسرى العراقيين وأرسلناهم مwع مجموعwة إلى الخطwوط الخلفيwة. ثم

تحركنا مع بقية الشباب إلى األمام إلتمام المرحلة األخيرة.

*******

إبراهيم على 201سالم

اإلصابة

مرتضى بارسيان، علي مقدم

تركت الكتائب كافة أماكنها وتقwwدمت إلى األمwwام. كwwان علينwwا تخطي المواقwwع�ا جدا مع طلوع الصباح. المقابلة والخنادق والدشم، لكن هذا األمر صار صعب

في إحدى المرات، واجهنا معضلة كبيرة بالقرب من جسر "رفائية". كان أحwwد العراقيين يرمي من داخل إحدى الدشم ومنعmنا من التقwwدم. مهمwwا حاولنwwا، لم

نستطع أن نهدم الدشمة اإلسمنتية حيث العراقي. ناديت إبراهيم ودللته على الدشمة اإلسمنتية. نظر إليها جيد�ا وقال: "إن الحل الوحيد هwو االقwتراب منwه ورمي قنبلwwة يدويwة داخwل الدشwwمة". ثم أخwذ مwني

قنبلتين وزحف باتجاه الدشم األمامية، ولحقته أنا أيض�ا. اختبأت في إحدى الدشم، كان إبراهيم يتقwwدم وأنwwا أنظwwر إليwwه. وجwwد إبwwراهيم�ا في إحدى الدشم القريبة من الرامي العwwراقي، لكن حصwwل أمwwر �ا مناسب مكان

غريب فجأة. أحد التعبويين من صغار السن، أصwwيب بنوبwwة عصwwبية. فصwwوب الكالشwwن على

إبراهيم وهو يصرخ: "سأقتلك أيها العراقي". رفع إبراهيم يديه وهو جالس، ولم يتلفظ بأي كلمة. انحبست أنفاس

إبراهيم على 202سالم

الجميع، ولم نكن نعرف ماذا نفعل. لم ينقطع صوت الرشاش لحظة. تقwwدمت زحف�ا إلى األمwwام، ووصwwلت إلى تلwwك الدشwwمة. كنت أدعwwو فقwwط: "إلهي، أنت ساعدنا، لم نواجه أي مشكلة مع العدو منذ البارحة، وها نحن اليوم نواجه هذا

الوضع". فجأة صفع إبراهيم ذلك الشwwاب على وجهwwه وأخwwذ منwwه سwwالحه. ثم احتضwwنه! وكأن ذلك الشاب قد عاد إلى وعيه وصار يبكي. ناداني إبراهيم وسلمني ذلwwك التعبوي وقال: "لم أصفع يوم�ا أحد�ا على وجهه، لكن األمر هنا كwwان يسwwتوجب

الصفع"، ثم توجه نحو الرامي العراقي. رمى القنبلwwة اليدويwwة األولى ولكن من دون فائwwدة. ثم وقwwف وركض خwwارج الدشمة ورمى القنبلة الثانية وهو راكض. بعد لحظات انهwwدمت الدشwwمة حيث كان الرامي. وقف الشباب وهم يكبرون وبدأوا بالتقwwدم. نظwwرت إلى الشwwباب والفwwرح يغمwwرني، لكن فجwwأة، بإشwwارة من أحwwد الشwwباب، نظwwرت إلى خwwارج

الدشمة. انخطف لون وجهي ويبست البسمة على وجهي. كان إبراهيم غارق�ا في دمائه

على األرض. رميت سالحي، وركضت اتجاهه. لحظة انفجwwار القنبلwwة، دخلت إحwwدى الرصاصwwات إلى فمwwه وأصwwابت رصاصwwة أخرى قدمه من الخلف. كان يwwنزف بشwwدة. وقwwع على األرض وهwwو بحwwال من

�ا. صرخت بأعلى صوتي: "إبراهيم". الغيبوبة تقريب بمساعدة أحد الشباب، نقلنا إبراهيم وعدد�ا من الجرحى في إحدى السwwياراتا خالل كwwل مراحwwل العمwwل إلى المستوصف في "دزفول". كان إبراهيم حاضر� وقد أصيب في المرحلة النهائية بعد السwwيطرة على الدشwwم األخwwيرة لألعwwداء.wwه جwwرح في �ا جدا وأبكي طيلة الطريwwق. ال سwwمح اللwwه... ال...كمwwا إن كنت حزين

ا. ال نعرف اآلن إن كان سيصمد. الليلة األولى للعمليات، ونزف كثير�قال طبيب المستوصف في "دزفول": "إن الرصاصة التي دخلت في فمه،

إبراهيم على 203سالم

خرجت بشwwكل إعجwwازي من رقبتwwه. ولم تwؤذ أي مكwwان. لكن الرصاصwwة الwتي أصابت قدمه، سلبته القwwدرة على الحركwwة. لقwwد تفتت العظم الخلفي لقدمwwه. لذلك يجب نقله إلى "طهران". كما إن جرحه في خاصرته قد انفتح مرة ثانية

وهو ينزف". ا في مستشwwفى "نجميwwة"، حيث تم نقwwل إبwwراهيم إلى "طهwwران". بقي شwwهر� أجريت له عمليات عديدة وتم سحب عدد من الشظايا الكبيرة والصwwغيرة من جسمه. قال إبراهيم للصحفي الذي جاء إلجراء مقابلة معwwه في المستشwwفى: "على الرغم من الجهد الذي بذله الشباب في االسwwتطالع والمعلومwwات ألجwwل هwwذه العمليwwات. لكن بلطwwف اللwwه وعنايتwwه، لم نقم بwwأي عمليwwات في "الفتح المبين". كنا نمشي في مسيرة وشعارنا يwwا زهwwراء. كwwل مwwا حصwwل هنwwاك هwwو

بفضل وعناية السيدة الصديقة الزهراء عليها السالم".: "حين كنا في الصحراء، نأخذ الشباب في هذا االتجاه، ثم وأكمل إبراهيم قائال� في ذاك االتجاه وهم متعبون، سجدت وتوسلت بإمام الزمانعجwwل اللwwه تعwwالى فرجه الشريف وطلبت منه أن يرينا الطريق. حين رفعت رأسي بعد السجدة، كان الشباب هادئين، وأكثرهم نيام�ا. كما هب نسيم عليل، فمشيت مwwع مسwwير

ا فإذا بي أصل إلى خندق بالقرب من مقر المدفعية". النسيم. لم أمش كثير� في النهاية عندما سأله الصحفي: "هل لديك كلمة توجهها إلى الناس؟"، قwwال: "نحن خجلون من الناس الذين يتبرعون من خبز عشائهم إلى الشباب، أما أنا

�ا كي أستطيع أن أرد جميل الناس". �ا إرب فيجب أن يتقطع جسمي إربا على الحركة بسwبب كسwر عظwام قدمwwه. بعwد مwدة من لم يكن إبراهيم قادر� مالزمة المستشفى، عاد إلى البيت وبقي ستة أشهر بعيwwد�ا عن الجبهwwة، لكنwwه لم يغفwwل عن النشwwاطات الثقافيwwة واالجتماعيwwة والدينيwwة مwwع شwwباب الحي

والمسجد.

*******

إبراهيم على 204سالم

إبراهيم على 205سالم

مجالس العزاء

أمير منجر، جواد شيرازي

س إبwwراهيم، حين كwwان في المرحلwwة الثانويwwة، لجنwwة "شwwباب الوحwwدة wwأس اإلسالمية" الحسينية للعwwزاء، الwwتي صwwارت مصwwدر خwwير للعديwwد من الشwwباب. وكان يوصي األصدقاء دوم�ا بتأسwwيس هwwذه اللجwwان في األحيwwاء لحفwwظ الwwروح

الدينية لهذه الفئة، وخاصة تلك التي تكون المحاضرة محورها األساس. ينقل أحد أصدقاء إبراهيم: "بعwwد سwwنوات من شwwهادة إبwwراهيم، كنت مسwwؤول العمل الثقافي في أحد المسwwاجد. في يwwوم من األيwwام، كنت أفكwwر في كيفيwwة

جذب األطفال والشباب إلى المسجد وكيف نحافظ على األنشطة الثقافية. في تلك الليلة، زارني إبراهيم في منامي، حيث اجتمwwع كwwل شwwباب المسwwجد. قال: "احفظوا األطفال والشباب من خالل تشكيل وتأسيس اللجان الحسwwينية

العزائية". ثم أوضح كيفية القيام بهذا العمل. وبالفعل، قمنا بما قاله إبwwراهيم. في البدايwwة، لم نكن نتوقwwع النجwwاح، لكن مwwع

�ا بالشباب بفضل هذه اللجان". مرور السنوات، ما زلنا نلتقي أسبوعي

*******

إن أسلوب وطريقة إبراهيم في التعاطي مع شباب الحي تقتضwwي في البدايwwةجذبهم إلى الرياضة، ثم "سحبهم" إلى المجالس الحسينية والمسجد

إبراهيم على 206سالم

وكان يقول: "حين تضع يد الشباب بيwد اإلمwام الحسwين عليwه السwالم سwتحلمشكلتهم، وسينظر اإلمام بعين اللطف إليهم".

بدأ إبراهيم قراءة مجالس العزاء منذ المرحلة الثانوية، وكان يقرأ من دون أي تكلف أو ادعاء، ويشجع اآلخرين على القراءة أيض�ا. كwwان يشwwارك كwwل أسwwبوع

مع "عبد الله مسكر" في لجنة شباب الوحدة اإلسالمية، ويقرأ مجلس عزاء. سابق�ا، كانت هذه المجموعة أكثر من لجنwwة، فقwwد كwwان لهwwا التwwأثير الكبwwير في

والوعي السياسي للشباب.1الرشد والنمو العقائدي من نشاطات هذه المجموعة، دعوة بعض العلماء الكبار كالعالمة "الجعفري"، والشwwيخ "نجفي" وبعض السياسwwيين إللقwwاء المحاضwwرات. لwwذلك كwwان رجwwال السافاك في ذلك الزمن يراقبwwون هwwذه اللجنwwة بدقwwة وقwwد حwwالوا مwwرات دون

انعقاد جلساتها أو قيامها بالنشاطات. بدأ إبراهيم قراءة مجالس العزاء من هذه اللجنwwة الحسwwينية وكwwذلك حين بwwدأ بالرياضة التراثية. ثم وصل األمر إلى أوجه خالل الثورة وبعwwد انتصwwارها. لكنwwه طيلة هذه الفترة كان يراعي نقطة مهمة، قال مرة: "إنني أقرأ العwwزاء ألنwwني أحب هذا األمر، وأحاول أن أستفيد أنا من هذه القراءة وال أدخل نية غير اللwwه

في المجالس الحسينية".

*******

ا جميلwwة جwwدا في إحدى المرات كنwwا على الدراجwwة الناريwwة، وبwwدأ يقwwرأ أشwwعار� ومwwؤثرة موجهwwة للسwwيدة فاطمwwة الزهwwراء. طلبت من إبwwراهيم أن يقwwرأ هwwذه األشعار بالطريقة نفسها التي كان يقرأها لكنه لم يفعل وقwwال: "لwwديهم قwwارئ

، لذلك انسm األمر...". هنا، وصوتي ليس جميال�

العقدي. 1

إبراهيم على 207سالم

لكنني كنت أعرف كلما صار الحديث عن شيء غير الله، أو عن حب الظهwwور، كان إبراهيم يتحاشى هذا األمر ويتركه. كان إلبراهيم في قراءة العزاء عwwادات خاصة؛ إذ لم يكن يعير أي اهتمام لمكبر الصوت، مرات عديدة كwwان يقwwرأ من دون مكبر صوت. كلما أحس أن الواجب يفرض عليه، كwwان يقwwرأ الموالwwد في�ا آخwwر األعراس أو المراثي في مراسم العزاء. لكنه إذا ما عرف أن هناك قارئ موجwwود�ا، يمتنwwع هwwو عن القwwراءة؛ ويسwwعى لالسwwتفادة من المجلس. أمwwا في مراسم اللطم، لم أره يلطم بصدر عwwار أبwwد�ا، لكنwwه كwwان يلطم بقwwوة ويقwwول: "لقد قدم أهل الwwبيت كwwل وجwwودهم ألجwwل اإلسwwالم، ونحن نسwwتطيع أن نلطم،

فلنلطم بشكل جيد". "من بكى أو أبكىكان إبراهيم مصداق�ا لحديث اإلمام الرضا عليه السwwالم:

على مصابنا، ولو واحدا، كان أجره على الله. يا دعبHHل، من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا، حشHHره اللHHه معنHHا

.1"في زمرتنا عادة ما يكون مرتاح�wwا خالل مجwwالس العwزاء. كwwان العديwwد يستأنسwwون بوجwwود إبراهيم ويتحمسون لقراءته العزاء ولبكائه وتتغير أحوالهم. كان إبراهيم يحول�wwا كمwwا أي مكان يحضر فيه إلى كربالء، فكان بكwwاؤه وأنينwwه يخلقwwان جwwو�ا عجيب

م، في هيئwwة1982هwww.ش./ 1361حwwدث في األربعين الحسwwيني من العwwام )مجلس( عشاق الحسين عليه السالم. ال ينسى الشباب ذلك اليوم أبد�ا، كيف أتى إبراهيم على ذكر السيدة زينب عليها السالم وكيف أضwwفى على المجلس شوق�ا وحماسة.. إلى أن غاب عن الوعي. في ذلك اليوم، كانت حال الشwwباب ال تنسى، قل ما رأيناها فيمwwا بعwد، ونحن متأكwwدون أن حرقwwة إبwwراهيم وروحwه

الدافئة هي التي جعلت المجلس على هذه الحال.

ج 1 النوري، الميرزا الوسائل، ص 1مستدرك ،386.

إبراهيم على 208سالم

كان يتكلم عن المجwwالس كالم�wwا مختلف�wwا. كwwان يقwwول: "على قwwارئ العwwزاء أن يحافظ على ماء وجه أهل البيت في مجلسه، وال يتحدث كيفمwwا كwwان، وإذا لم تكن الظwwروف مناسwwبة للتwwأثير في مجلس العwwزاء، فال داعي لقwwراءة العwwزاء

عندها".�ا للعزاء أبد�ا، لكنه أينمwwا قwwرأ كwwان يخلwwق الحماسwwة لم يكن يحسب نفسه قارئ

الحقيقية. لم يكن ينسى ذكر الشهداء أبد�ا، كان قwwد جهwwز عwwدد�ا من أبيwwات الشwwعر فيهwwا أسماء الشهداء، وخاصة "أصغر وصwwالي" و"علي قربwwاني"، وصwwار يقرأهwwا في

معظم المجالس.

*******

إنه يوم "تاسوعاء". أقيمت مراسم عزاء مهيبة في المسجد. في البدايwwة كwwانا في إحدى الزوايا إبراهيم يلطم بشكل قوي وجيد، لكنني فيما بعد رأيته جالس�يلطم بهدوء. وقد طال لطم الشباب؛ فقد انتهى المجلس في منتصف الليل. أثناء تناول العشاء، اجتمع الشباب حول إبراهيم. قلت: "ما أجملwwه من عwwزاء! لقد لطم الشباب جيد�ا". نظر إبwwراهيم نظwwرة ناقwwدة إلى الشwwباب وقwwال لهم:

"احتفظوا بعشقكم ألنفسكم!". : "لقwwد جwwاء هwwؤالء النwwاس ليؤمنwwوا حين رأى الدهشة على وجوهنا، أكمل قائال� على حياتهم للسنة القادمة. حين يطول مجلس عزائكم، سwwيتعبون. عليكم أن توزعوا العشاء بعد انتهاء المجلس مباشرة�، ثم الطموا قدر ما شئتم. ال تدعوا

الناس يتعبون في مجلس أهل البيت عليهم السالم".

إبراهيم على 209سالم

مجلس السيدة الزهHHراء عليHHهالسالم

عدد من أصدقاء الشهيد

ذهبنwwا إلى جلسwwة "مجمwwع الwwذاكرين" في مسwwجد الحwwاج "أبwwو الفتح". كwwانوا�ا من الشعر في ذكر فضائل السيدة الزهراء عليwwه السwwالم، وكwwان يقرأون أبيات إبراهيم يكتبها على دفتره. في ختام الجلسة، بدأ الحاج "علي إنساني" بقراءة�ا، وتغwwيرت أحوالwwه وبwwدأ البكwwاء بصwwوت مجلس عزاء. وضع إبراهيم دفتره جانبا لتصرف إبراهيم. حين انتهت الجلسwة، توجهنwا نحwو الwبيت. عال. تعجبت كثير�wwا في مجلس السwwيدة في طريق العودة قال إبwwراهيم: "حين يكwwون الواحwwد من الزهراء عليها السالم، عليه أن يشعر بحضورها هنwwاك؛ ألن الجلسwwة لهwwا". ولم

يتلفظ بعدها بأي كلمة.

*******

في إحwwدى الليwwالي، ونwwزوال� عنwwد رغبwwتي، ذهبنwwا إلى مجلس أسwwموه "عيwwدا بهwwذا المجلس لشwwدة عشwwقه الزهراء". كنت أظن أن إبwwراهيم سwwيفرح كثwwير� للسيدة الزهراء. كان القارئ هناك، وألجل رضى السيدة الزهراء، يتكلم كالم�wwاwwزن. في وسwwط المجلس أشwwار علي إبwwراهيم بwwالخروج، وتركنwwا �ا وغير مت مؤذي

المجلس. قلت له: "أظن أنك منزعج جدا".

إبراهيم على 210سالم

قال لي إبراهيم بانزعاج وغضب لم أعهده، وهو يهز يده: "في هذه المجالس،ا إلى األماكن التي فيها ذكر الله وأهwwل الwwبيت". وكwwرر ال مكان لله، اذهب دوم� هذه الجملة مرات عدة. فيمwwا بعwwد، حين سwwمعت وجهwwة نظwwر العلمwwاء ورأيهم بهذه المجالس وضرورة حفظ وحدة المسwwلمين، اقتنعت أكwwثر بwwرأي إبwwراهيم

الثاقب.

*******

في عمليwwات "الفتح المwwبين"، حين جwwرح إبwwراهيم، نقلنwwاه إلى المستشwwفى العسكري في "دزفول"، وبما أن المكان كان يعج بالجرحى، بقينا مع إبwwراهيم

في الممر بين الغرف. كwwان االزدحwwام شwwديد�ا والجwwرحى يئنwwون ويتwwأوهون. في النهايwwة وجwwدنا زاويwwة

لنمدده على األرض، حيث عالجت الممرضات جراحه في رقبته وقدمه. في تلك اللحظات عندما كان التوتر سيد الموقwwف وصwwوت الجwwرحى ال يهمwwد.ا في وصwwف السwwيدة الزهwwراء بدأ إبراهيم بصوته الجميل المwwؤثر، يقwwرأ أشwwعار�

عليها السالم والتي كان اسمها عليها السالم كلمة السر في تلك العمليات. ساد صمت عجيب دقائق. لم يعwwد يسwwمmع صwwوت أي جwwريح، وكwwأن كwwل شwwيء يسير على أحسن ما يرام، أينما أجلت نظرك، هدوء وسكون، وقطwwرات دمwwع تسيل على وجوه الجرحى والممرضات. هدأ الجميع. عندما توقف إبراهيم عن قراءة شعره، تقدمت إحدى الطبيبات المسنات، ولم تكن محجبة بشكل جيد،ا. تقدمت نحwwو إبwwراهيم وقwwالت: "ال يهمwwني الحالل والحwwرام، لكنها تأثرت كثير�

أنت مثل ابني". وقبلت إبراهيم على جبينه وقالت: "فديتكم أيها الشباب". ليتكم كنتم ورأيتم إبراهيم، احمرت أذناه. ولشدة خجله سwwحب الغطwwاء ليخبئ

وجهه.

*******

إبراهيم على 211سالم

كان إبراهيم يقwwول دوم�wwا: "بعwwد التوكwwل على اللwwه، إن التوسwwل بالمعصwwومينعليهم السالم وخاصة السيدة الزهراء عليها السالم هو حالل المشاكل".

�ا في مستشwwفى "نجميwwة" في "طهwwران". كنwwا ذهبنwwا لعيادتwwه حين كwwان مصwwاب مجتمعين مع�ا. استأذن إبراهيم وبدأ بقراءة مجلس الزهراء عليها السالم. جwwاءا: "مwاذا هنwاك؟"، قwاال: "لقwد طبيبان ينظران إليه من بعيد. سألتهما مستفسر� كنا معه في الطائرة حين نقل إلى هنا. كان يغيب عن الوعي باستمرار. لكنwwه لم يتوقف بصوته الجميل هذا عن قراءة األشعار في وصwwف السwwيدة الزهwwراء

عليها السالم".

*******

إبراهيم على 212سالم

إبراهيم على 213سالم

م.1982صيف العام

مرتضى بارسيان

في الصيف، كان إبراهيم يتwابع مسwائل التربيwwة والتعليم. شwارك خالل خدمتwه في عدد من الدورات التكميلية. كما أنجز عدد�ا من البرامج واألنشطة الثقافية

في تلك المدة القصيرة. كان يتحرك على الدرج صعود�ا ونزوال� وهو يحمل العكwwاز تحت إبطwwه. اقwwتربت

منه، سلمت عليه وقلت:- يا أبرام، ماذا هناك؟ إذا كان لديك عمل، قل لي أنا أنهيه لك.

- ال. إنه واجبي أنا. ثم تنقل من غرفة إلى غرفة إلمضاء ورقة. بعد أن أنهى عمله، أراد أن يخwwرج

من المبنى. سألته: ما هي هذه الورقة لتزعج نفسك إلى هذا الحد؟ ت إلى اآلن. wwه لم يثب - أحwwدهم، قwwد مضwwت سwwنتان على مباشwwرته التعليم، لكن

فأتيت أتابع وضعه.- من شباب الجبهة؟

- ال أعتقد، لكنه طلب أن أتابع له الموضوع. وبمwا أنwني قwادر على مسwاعدته،أتيت إلى هنا.

إبراهيم على 214سالم

ثم أكمل: "على اإلنسان أن يساعد عباد الله في أي عمwwل يمكنwwه القيwwام بwwه، وخاصة ناسنا الطيبين. علينا القيام بwwأي عمwwل نقwwدر عليwwه ألجلهم. ألم تسwwمع

قول اإلمام: إن الناس أولياء نعمتنا".

*******

كان الجميwwع يعwرف إبwراهيم في الحي. كwل من يتعامwل معwه يعشwق سwwلوكهوأخالقه.

كان بيت إبراهيم يعج دوم�ا بشباب الجبهة الذين يمرون عليه قبل الwذهاب إلىبيوتهم.

في أحد الصباحات لم يأت إمام جماعة مسجد "محمديwwة" )مسwwجد الشwwهداء(إلمامة الصالة، فأصر الناس على إبراهيم ليؤم صالتهم.

ا، لwwو كنت �wwا أيضwwال: "أنwwا وق حين عرف إمام الجماعwwة هwwذا األمwwر، فwwرح كثwwير�موجود�ا الفتخرت بالصالة خلف إبراهيم".

******* مرة� رأيت إبراهيم يتوكwwأ على عكwwازه ويمشwwي في الزقwwاق. نظwwر مwwرات إلى

السماء. اقتربت منه وسألته: "ماذا حصل يا أبرام؟"

، لكن بعد إصراري قال: "كل يوم وحتى هذه الساعة، يراجعني لم يجبني بداية� عادة� عدد من الناس، وكنت أسعى لحwwل مشwwكالتهم بwwأي طريقwwة. لكن اليwwوم ومنذ الصباح لم يقصدني أحد! أخاف أن أكwwون قwwد قمت بعمwwل، سwwلبني اللwwه

هذا التوفيق على أثره". *******

إبراهيم على 215سالم

أسلوب التربية

جHHHواد مجلسHHHي راد، مهHHHديحسن قمي.

يقع بيتنا بwwالقرب من مwwنزل إبwwراهيم. كنت في السادسwwة عشwwرة من العمwwر، وكل يوم كنت أنا وشباب الحي ألعب الكرة الطائرة. كنت أقضي فترة ما بعد الظهر على سطح البيت في تطيwwير الحمwwام. كwwان لwwدي قرابwwة مئwwة وسwwبعين حمامwwة. وقت األذان، كwwان أخي يwwذهب للصwwالة في المسwwجد، لكنwwني لم أكن

ملتزم�ا بهذا األمر. في عصر أحد األيام كان السيد إبراهيم واقف�ا أمام بيتهم يشاهدنا ونحن نلعب.�ا على عكwwازة تحت إبطwwه. أثنwwاء اللعب، طwwارت كwwان مجروح�wwا ويمشwwي متكئ الطابة لتقع أمwwام إبwwراهيم. ذهبت إلحضwwارها. كwwان إبwwراهيم يمسwwكها بيwwده ثم

أدارها على إصبعه بشكل جميل، ثم قال لي: "تفضل، يا سيد جواد". ا من كونwwه يعwwرف اسwwمي، وكنت طيلwwة المبwwاراة أنظwwر إليwwه بين تعجبت كثwwير�

الحين واآلخر، وأفكر من أين يعرف اسمي؟ بعد أيام، كنا نلعب في الزقاق، حين جاء وقال: "يwwا رفwwاق، هwwل تسwwمحون لي

باللعب معكم؟".- العفو! وهل تجيد لعب الكرة الطائرة؟

إبراهيم على 216سالم

- إذا كنا ال نعرف، نتعلم منكم. �ا، وبدأ باللعب على الرغم من مشيته العرجاء. ثم وضع العصا جانب

�ا يلعب الكرة الطائرة بهذا الجمwwال والمسwwتوى. لم أكن قد رأيت من قبل العب كان يضرب بشكل جيد، ويجمع الكرات بشكل جيد على الرغم من اضwwطراره

إلى الوقوف في مكان واحد بسبب إصابته. في المساء، قلت ألخي: "هل تعرف السيد إبراهيم هذا؟ طريقwwة لعبwwه الكwwرة

الطائرة رائعة ومميزة". ضwwحك أخي وقwwال: "أنت لم تعرفwwه أبwwد�ا، إنwwه بطwwل الكwwرة الطwwائرة لبطولwwة

الثانويات، كما كان بطال� في المصارعة أيض�ا". �ا؟". �ا: "أصحيح ما تقول؟ لكن لماذا لم يقل شيئ قلت متعجب

أجابني أخي: "ال أعرف، لكن اعرف أنت أنه إنسان عظيم". بعد أيام، كنا مشغولين باللعب، عندما جاء إبراهيم مرة ثانية.

mحmب كل من الطرفين أن ينضم إبراهيم إلى فريقه. ثم بwwدأنا اللعب. يwwا إلهي، أ ما أجمل طريقة لعبwwه. مwwا إن انتهينwwا حتى ارتفwwع صwwوت األذان من المسwwجد. التقwwط إبwwراهيم الكwwرة، وسwwألنا: "يwwا شwwباب، مwwا رأيكم في أن نwwذهب إلى المسجد؟" قلنا: "هيا بنا". ثم ذهبنا وصلينا جماعة. بعwwد أيwwام عwwدة، صwwرنا من عشاق إبراهيم. دعانا مرة� إلى الغداء، ومرة أخرى إلى مجلس عزاء في بيتwwه

ا في السهرة. وتناولنا بعده العشاء وتحدثنا كثير� بعدها، صرت أسأل عن إبراهيم كل يوم. وإذا مر يوم من دون أن أراه أشتاق. وقwwد ذهبنwwا مع�wwا مwwرتين إلى الرياضwwة التراثيwwة.. ا وكنت أنwwزعج فعال� إليه كثwwير�

باختصار صرت عاشق�ا ألخالق وسلوك إبراهيم.في األيام األخيرة للمأذونية التي أعطيت إلبراهيم بسبب اإلصابة، كنا

إبراهيم على 217سالم

جالسين في الزقاق، وكwwان يخwwبرني عن الشwwباب الwwذين لم تتجwwاوز أعمwwارهمالثالث عشرة أو األربع عشرة سنة وشاركوا في عمليات "الفتح المبين".

، إلى أن ختم كالمه بهذه الجملة: "أولئك الشwwباب مwwع أنهم أصwwغر mوتكلم mتكلم ا وجسمهم أضwwعف من جسwwمك، إال أنهم وبالتوكwwل على اللwwه صwwنعوا منك سن المالحم والبطwwوالت. وأنت هنwwا تنظwwر إلى السwwماء، لwwترى مwwا الwwذي تفعلwwه

طيورك". في اليوم التالي، أطلقت كل الحمامات، وتوجهت إلى الجبهة. مwwرت سwwنوات على تلك األحداث، وها أنا اليوم اخصائي تربwwوي وأعwwرف مwwدى دقwwة إبwwراهيمwwة ومwwدى صwwحتها، وكيwwف كwwان يwwأمر ومهنيتwwه في أعمالwwه التربويwwة والتعليمي

بالمعروف وينهى عن المنكر على أحسن وجه.

*******

كنا في أواسط شهر شعبان. وقد مضىت أشهر على انتصار الثورة. وصلنا مwwع إبwwراهيم إلى الحي وكwwانت اإلضwwاءة حسwwنة. تجمwwع بعض الشwwباب في نهايwwة

الزقاق. اقتربنا منهم، فإذا بهم يلعبون الورق مع رهان...�ا. اقتربت منهم وعرفتهم إلى إبwراهيم: غضب إبراهيم بشدة، لكنه لم يقل شيئ "هذا إبراهيم، صديقي، بطwwل في الكwwرة الطwwائرة وفي المصwwارعة"، فسwwلموا

عليه. أعطاني إبراهيم ماال� من دون أن ينتبه أحwwد لألمwwر وقwwال لي: "اذهب إلى أول

الشارع، واشتر عشر مثلجات وعد بسرعة". في تلك الليلة، استطاع إبراهيم بعشر مثلجات وبعدد من الكلمات واألحwwاديثwwmدخل إلى قلب شwwباب الحي، وحين عرفwwوا حرمwwة لعب الwwورق، مزقwwوا أن ي

أوراقهم من دون تردد ورموها في قناة المياه.

*******

إبراهيم على 218سالم

إبراهيم على 219سالم

التصرف السليم

عدد من أصدقاء الشهيد

شwwهريور"17كنت مwwع إبwwراهيم نعwwبر شwwارع " على الدراجة النارية، عندما خرج من أحwwد األزقwwة شwwاب على دراجتwwه الناريwwة والتف أمامنا فاضطر إبراهيم إلى التوقف فجأة. صرخ الشاب الذي كان يwwدل

وقال: "هادي، ماذا تفعل؟"، ثم ترجل ونظر إلينا1مظهره "السيئ" على حالهبغضب.

الكل يعرف أنه المخطئ. كم تمنيت لو ترجل إبwwراهيم بجسwwمه القwwوي ولقنwwها. لكن إبراهيم ابتسم ابتسامة� مليحة وقال: "السالم عليكم، عافwwاك اللwwه درس�

يا أخي". تسمر سائق الدراجة النارية الغاضب مكانwwه، وكأنwwه لم يتوقwwع هwwذا التصwwرف،

سكت قليال� ثم قال: "السالم عليكم، أعتذر منكم، العفو". ثم تحرك وذهب. أكملنا نحن أيض�ا طريقنا. أثناء الطريق، بwwدأ إبwwراهيم بwwالكالم وكwwان يجيب عن التساؤالت التي خطرت ببالي فقال: "هل رأيتm ما الذي حصwwل؟ لقwwد خمwwدت نار الغضب عند ذلك الشاب؛ ما أدى بwwه إلى تقwwديم االعتwwذار. لwwو صwwرخت أنwwا

mيت إال التوتر ألعصابي والسوء ألخالقي". أيض�ا وتشاجرنا مع�ا، لما جن

*******

1 . الديني االلتزام أو التدين على يدل ال مظهره أن أي

إبراهيم على 220سالم

ا جwwدا. على كان أسلوب إبراهيم في األمر بالمعروف والنهي عن المنكر مميز� سبيل المثال، إذا أراد أن يقول ال تقم بهذا العمل، كwwان يسwwعى لwwذلك بشwwكل غير مباشر. كان ألجل تبيان قبيح عمل ما، يحضر األضرار الطبيwwة، االجتماعيwwة ومwwا شwwاكل... إلى أن يصwwل الشwwخص بنفسwwه إلى النتيجwwة المطلوبwwة. بعwwدها

يتحدث معه حول أوامر الدين ونواهيه. كان أحد معارف إبراهيم ال يتوقف عن استراق النظwر إلى الفتيwwات الشwwابات، وكان يقوم بتصرفات غير أخالقية. لم يستطع أصدقاؤه ثنيه عن هذا التصرف، حتى بالشجار وقطع العالقة معwwه. وعلى الwwرغم من أن الجميwwع ابتعwwدوا عنwwه، وتجنبوا رفقته، بقي إبراهيم على عالقة وطيدة بwwه، وكwwان يصwwطحبه معwwه إلى

الw"زورخانه"، ويتعمد إظهار االحترام له أمام الجميع. بعد مدة من الزمن بدأ يتكلم معه في الموضوع. في البداية أثار نخوته وقwwال: "ماذا تفعل إذا نظر أحد إلى أمك أو أختwwك وآذاهمwwا بتصwwرفاته؟"؛ أجwاب ذلwwك

الشاب بغضب: "أقلع له عينيه". �ا يا رفيقي، إذا كان لديك نخوة إلى هذا الحwwد قال إبراهيم عندها بهدوء: "حسن

حين يتعلق األمر بعائلتك، لماذا تقوم بأعمال تعرف أنها خاطئة؟". wا على حwريم اآلخwرين، سwينهار المجتمwع ولن ثم أكمل: "إذا تجرأ كل واحد من

يبقى حجر فوق حجر". ا من األدلwwة ع إبراهيم بالكالم عن حرمة هذا التصwwرف، وقwwدم لwwه كثwwير� mر mثم ش

وا أبصHHاركمحول بشاعة هذا األمر. ثم ذكر له حديث الرسول األكرم: "غض.1"تروا العجائب

في النهاية قال له: "األمر يعود لك، إذا أردت أن نبقى أصدقاء، عليك أن

ج 1 المجلسي، العالمة األنوار، ص 101بحار ،41.

إبراهيم على 221سالم

تترك هذا الحرام". أدى تصرف إبراهيم الالئق معه، مع األدلة الكثيرة التي أوردها له، إلى التغيwwير الكامل في سلوك وتصرفات هذا الشاب، وتحول إلى أحد الشwwباب الممwwيزينwwرهم إبwwراهيم من خالل تصwwرفه في الحي. كwwان هwwذا الشwwاب مثwwاال� للwwذين غي

الحسن وكالمه المناسب معهم، في الوقت المناسب.ا على لوحة في أحد شوارع حينا.1صار اسم هذا الشاب محفور�

*******

م، كنwwا متجهين نحwwو ميwwدان "آزادي" لنوصwwل إبwwراهيم1982في خريف العام إلى "ترمينال غرب" )المحطة الغربية( للذهاب من هناك إلى الجبهة.

wwا، فwwإذا بwwالمرأة الجالسwwة قwwرب أثناء الطريق، مرت سيارة فخمة بwwالقرب من�ا. السائق وغير المحجبة بطريقة شرعية، تنظر إلى إبراهيم وتقول كالم�ا سيئ

قال إبراهيم: "أسرع خلف هذه السwwيارة". فأسwwرعت خلwwف السwwيارة وأشwwرناا معركة محترمة". �ا. قلت في نفسي: "سنشهد أخير� إلى السائق بالتوقف جانب توقفت السيارة إلى جانب الطريwwق. ووقفنwwا نحن بwwالقرب من بwwاب السwwائق. كنت أنتظwwر أن يwwنزل إبwwراهيم. لكنwwه وهwwو جwwالس على الدراجwwة، سwwلم علىwwه السائق وسأله عن أحواله. لم يكن السائق يتوقع هذا السلوك منا، خاصة أن يرى شكلنا وقد شاهد أيض�ا تصرف زوجته. بعد أن رد السwwالم، قwwال إلبwwراهيم:wwل اعتwwذاري، لكن زوجتwwك "مwwاذا حصwwل يwwا سwwيد؟". قwwال إبwwراهيم: "أرجwو تقب

شتمتني وشتمت معي كل الملتحين، أريد أن أعرف...". �ا كهذا، كالم إبwwراهيم وقwwال: "زوجwwتي �ا حسن قطع السائق الذي لم يتوقع سلوك

مخطئة، تصرفها ليس الئق�ا".

1 . بالشهادة حياته ختمت الذي

إبراهيم على 222سالم

قال إبراهيم: "ال يا سيد، ال تتكلم هكذا، أريد أن أعرف فقط إذا كwان لزوجتwكحق عندي، أو إذا كنت قد أخطأت معها لتتصرف معي بهذه الطريقة؟".

ترجل السائق، الذي لم يتوقع أن نتصرف معwwه بهwwذه الطريقwwة، من السwwيارة،wwل إبwwراهيم وقwwال: "ال يwwا سwwيدي العزيwwز، أنت لم تقم بwwأي خطwwأ، نحن وقبا منكم". انفصل بعضwwنا عن بعض بعwwد أن اعتwwذر منwwا المخطئون وخجلون كثير�

أشد االعتذار.

كwwانت تصwwرفات إبwwراهيم وسwwلوكه في تلwwك الفwwترة الزمنيwwة بالwwذات، مثwwيرة� للدهشة، لكنه علم الناس وعلمmنwwا، نحن أصwwدقاءه، كيwwف نتعامwwل مwwع مواقwwف

كهذه. كان يقول لنا: "في هذه الحياة، اإلنسان األنجح هwwو ذلwwك الwwذي يسwكن غضwwبه

ويسيطر عليه، ويتحلى بالصبر مع اآلخرين". لم يكن يقوم بعمل غير منطقي، وهذا سبب نجاحه في عالقاته مع اآلخرين.

ون على األرض﴿يذكرنا سلوكه بهذه اآلية: HHحمن الذين يمش وعبHHاد الHHر.1﴾هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سالما

*******

اآلية 1 الفرقان، .63سورة

إبراهيم على 223سالم

قصة الثعبان

مهدي عموزاده

كانت الساعة العاشرة مساء. كنا نلعب كرة القدم في الزقاق. كنت قد سمعت سابق�ا اسم إبراهيم من الشباب في الحي، لكنني لم

أكن قد التقيت به أبد�ا. كنا مشغولين باللعب. رأيت أحدهم قادم�ا نحونا يتكئ على عكwwاز. عwwرفت أنwwه

إبراهيم من لحيته الطويلة وإصابته. وقف إلى جانبنا وبدأ يشwwاهدنا. سwwأله أحwwد الشwwباب: "سwwيد أبwwرام، هwwل تلعب

معنا؟". قال: "بهذه القدم، ال أستطيع. لكن يمكنني أن أقف حارس مرمى".

كنت ألعب بشكل جيد جدا. لكنني مهما حاولت لم أستطع أن أدخل هwwدف�ا في مرمى إبراهيم. كان يلعب كالمحترفين. بعد نصwwف سwwاعة، حين كwwانت الكwwرة تحت قدمه قال: "أيها الشباب، أال تعتقدون أن الوقت متأخر؟ الناس يريwwدون النوم. جمعنا المرمى والكرة، ثم جلسنا حول إبراهيم. ثم سwwألناه: "إذا أمكن،

حدثنا عن ذكريات الجبهة". في تلك الليلة سمعت قصة عجيبة لن أنساها أبد�ا. قال إبراهيم: كنت

إبراهيم على 224سالم

في المنطقة الغربية مع "جواد أفراسياب" في مهمة استطالع منتصفm الليwwل.اختبأنا بالقرب من الدشم العراقية.

حين طلع الفجر، كنا غارقين في استكمال االستطالع وجمع المعلومات حwwول�wwا ا جدا يتقدم باتجwwاه مخبئنwwا. لم ألمح ثعبان �ا كبير� مواقع العدو. فجأة رأيت ثعبان

بهذا الحجم في حياتي. انحبست أنفاسنا. ال يمكن القيام بأي رد فعل. فلو أطلقنا النار باتجwwاه الثعبwwان، عwwرف العراقيwwون أننwwا هنwwا، ولwwو هربنwwا، رآنwwا

العراقيون وكان الثعبان يقترب بسرعة منا، فال وقت التخاذ القرار.mي وقلت: "بسwwم اللwwه، ثم أقسwwمت بلعت ريقي، كنت خائف�ا جدا، أغمضwwت عين

على الله بالسيدة الزهراء المرضية".mي، كان الثعبان يلتف مبتعد�ا عنا. مر الوقت ببطء. هزني "جواد"، فتحت عين

ا. في تلك الليلة، أضاف إبراهيم بعض الذكريات المضحكة. فضحكنا كثير� ثم قال لنا: "حاولوا أال تلعبوا في وقت متwwأخر من الليwwل؛ ألن النwwاس يريwwدون

أن يستريحوا". منذ اليwwوم التwwالي، صwwرت أفتش دوم�wwا عن إبwwراهيم. حتى عنwwدما عwwرفت أنwwه

يذهب إلى المسجد لصالة الصبح، صرت ألجله أقصد المسجد. �ا لدرجة صرنا نصلي مثله بهدوء ودقة. كان تأثير إبراهيم على الشباب قوي

بعد مدة، حين ذهب إلى الجبهة، لم نستطع تحمل ابتعاده فلحقناه إلى هناك.

*******

إبراهيم على 225سالم

رضى الله

عباس هادي

من الصفات التي كان يتميز بهwwا إبwwراهيم، أنه ال يطلع أحد�ا على ما يفعله وال يتحدث إال عنwwد الضwwرورة. لطالمwwا أشwwارت عباراتwwه إلى هwwذه الفكwwرة: "إذا كwwان العمwwل للwwه، فال داعي لإلخبwwار عنwwه" أو

"المشكلة أننا نقوم باألعمال لكسب رضى الجميع، إال الله".ر قلبه نظر الله اليه"يقول اإلمام علي عليه السالم : .1"من طه

يؤكد العرفwwاء الكبwwار في معظم كالمهم عن اإلخالص، أن العمwwل إذا كwwان للwwه اكتسwwب قيمwwة كبwwيرة, وعلى اإلنسwwان أن يقwwوم بكwwل األعمwwال حتى الخاصwwةmفmس والشخصwwية في سwwبيل كسwwب رضwwى اللwwه. أو كwwانوا يقولwwون: "إن كwwل نا به في اآلخرة". يتنفسه اإلنسان في هذه الدنيا لغير رضى الله، سيكون مضر في الفترة التي جرح فيها إبراهيم، ذهبنا مع�ا إلى الw"روزخانه" في "طهwwران"، جلسنا في إحدى الزوايا نشاهد التمارين. كلما دخwwل أحwwد الالعwwبين القwwدامى، كان المرشد يدق جرس الحلبة، فيتوقف اللعب لحظwwات، ويلwwوح القwwادم بيwwده للحاضرين، ثم يجلس في إحدى الزوايا وهو يبتسم. كنت وإبراهيم ننظر بدقwwة

: "انظر إلى إلى الرياضيين والناس وإلى حركاتهم، عندما التفت إلي قائال�

ص 1 اآلمدي، الواحد عبد الحكم، .906غرر

إبراهيم على 226سالم

: "إن بعض الناس يحبwwون هؤالء الناس الفرحين بصوت الجرس". وعقب قائال� جرس الw"روزخانه"، لو كانوا يعشقون الله كعشقهم لهذا الجwwرس، لمwwا كwwانواا هي �wwدنيا أيضwwل: "الwwاآلن على األرض؛ بل كانوا يمشون في السماء". ثم أكم كذلك، ما دام اإلنسان يعشق الدنيا ويتمسك بها سwwيكون حالwwه ورزقwwه هكwwذا،wwد أما إذا رفع رأسه قليال� إلى السماء وصار يقوم بأعماله ألجل رضى اللwwه، تأك أن حياته ستتغير وسيعرف عندها معwwنى الحيwwاة". وهنwwاك أكمwwل حديثwwه: "في الw"روزخانه" يريد كثwwيرون معرفwwة من األقwwوى، ومن يwwتراجع ويتعب في وقت أسرع؛ أما إذا صرتm في يوم من األيام حكم�wwا للعبwwة مwwا، مwwا إن تwwرى أن أحwwدر اللعبwwة بسwwرعة. أنwwا لم أقم بهwwذا الالعبين قد تعب، حاول ولوجه اللwwه أن تغي العمل من قبل، بالطبع لم أقصد هذا األمwwر، لكن من دون سwwبب صwwرت مهما

بين الشباب، لكن أنت ال تقم بهذا األمر". كان إبراهيم يردد: "على البشر أن يقوموا بكل األعمال حتى الخاصة منها في

سبيل الله". ومن لطيف الشعر: "انتبه إلى عالم الوجود الذي خلق بأفضل شكل ألجلك

�ا غير الله لن تحصل على شيء" إذا ما أردت شيئ

*******

في صبيحة يوم جمعة، وصل إبراهيم إلى البيت بثيwwاب ملطخwwة بالwwدماء. بwwدل ثيابه بهدوء وبعد صالة الصبح قwwال لي: "عبwwاس، أرجwwو أال يزعجwwني أحwwد"، ثم

صعد الطابق األعلى لينام. عند الظهر، بدأ أحwwدهم يwwدق البwwاب من دون توقwwف. ذهبت أمي لتفتح. كwwانت جارتنا. بعد أن سلمت بعصبية وغضب، قالت: "هل إبwwراهيم ابنكم بعمwwر ابwwني

كي يأخذه معه على الدراجة النارية ويخرجا مع�ا، ثم على أثر

إبراهيم على 227سالم

حادث يكسر ابني قدمه؟". ثم أكملت: "يا سيدة، لقد أرسلت ابني إلى أفضلا مثل ابنك و...". الثانويات وال أريده أن يرافق أناس�

ا �ا عن الموضوع، اعتذرت منها كثير� ا، وبما أنها ال تعرف شيئ انزعجت أمي كثير� وقwwالت: "أنwwا ال أعwwرف عمwwا تتكلمين لكن على رأسwwي، سwwأنقل كالمwwك إلى

إبراهيم، نعتذر منك...". بما أنني سمعت كل كالمهما، أسرعت إلى األعلى وأيقظت إبراهيم وقلت له:

"يا أخي، ما الذي فعلته؟". - لماذا تسأل، ماذا هناك؟

- هل اصطدمت البارحة بالدراجة النارية؟وقف بسرعة وسأل: اصطدام؟ ماذا تقول؟

- أوmلmم تسمع؟ جاءت والدة "محمد" إلى بيتنا وبدأت تصرخ وتهدد. �ا، الحمد لله، ليس باألمر المهم". فكر إبراهيم قليال� ثم قال: "حسن

بعwwد الظهwwر جwwاء والwwدا "محمwwد"، وبأيwwديهما باقwwة ورد وعلبwwة حلwwوى، لعيwwادة إبراهيم. كانت الجارة ال تتوقف عن االعتذار، قwالت لهwا أمي: "ال أفهم كالمwك

اآلن، كما إنني لم أفهم تصرفك في الصباح". اندفعت الجارة بالقول: "والله، ال أعرف ماذا أقول لشدة الخجل، لقwwد أخبرنwwا "محمد" كل ما جرى. لوال إبراهيم، ال نعرف مwwا الwwذي كwwان سيحصwwل. حتى ال نقلق، قال لنا الشباب إن "محمد" خرج مع إبراهيم ثم جراء حwwادث اصwwطدام

على الدراجة النارية، كسر قدمه.ا ألنني تسرعت في إصدار األحكام، أرجوك سwwامحيني. يا حاجة، أنا أعتذر كثير� قلت لوالد "محمد": "إن إبراهيم قد جرح منذ أشwwهر، ولم تشwwفm قدمwwه بعwwد،

ولم نزره إلى اآلن، لذلك نزعجكم بزيارتنا".

إبراهيم على 228سالم

سألت أمي: "وما القضية؟ ما الذي حصل؟". حوالي منتصف ليلة الجمعة، كان شباب التعبئة ينwwاوبون أمwwام المسwwجد. كwwان إبراهيم مع رفاقه وسط الشارع، حين وضع "محمد" يwwده بالخطwwأ على الزنwwاد

وخرجت رصاصة من السالح وأصابته في قدمه. ارتبك الشباب، ولم يعرفوا ماذا يفعلwwون. وقwwع، وقدمwwه مجروحwwة، في وسwwطا من الwwدماء. حين وصwwل السwwيد إبwwراهيم على دراجتwwه الطريwwق، ونwwزف كثwwير� النارية. استطاع بمساعدة أحد الشباب أن يضمد جرح "محمwwد"، لينقلwwه فيمwwا

بعد إلى المستشفى. �wا من بعد أن أنهت الجارة كالمها، نظwرت إلى إبwراهيم الwذي كwان يجلس قريب الغرفة، وكأنه كان يعرف أن من يقوم بعمل ما في سبيل رضwwى اللwwه، ال يهتم

بما يقوله الناس أبد�ا.

*******

إبراهيم على 229سالم

اإلخالص

عباس هادي

في إحدى المرات كنا نتحدث حول الرياضة مع�wwا، فقwwال لي إبwwراهيم: "عنwwدما أبدأ بالرياضة أو بمباريات المصارعة، أكون على وضوء دوم�wwا. قبwwل المباريwwات

أيض�ا، أصلي ركعتين". - وما الصالة التي تصليها؟

- ركعتان مستحبتان، ألطلب من الله أن ال أحرج أحد�ا خالل اللعب. لكن أهم مwwا يجعwwل إبwwراهيم مثwwاال� وقwwدوة لبقيwwة أصwwدقائه هwwو ابتعwwاده عن المعصية. فهو لم يكن يقترب من المعصية أبد�ا. حتى إنه إذا حضwwر في مكwwان

يدور الحديث فيه عن المعصية، كان يغير الحديث مباشرة.�ا، عندما يرى الشباب مشغولين باغتياب أحدهم كwwان يقwwول: "صwwلوا على أحيان

محمد وآل محمد"، أو يغير الموضوع بأي طريقة. لم يكن يتحدث بالسوء أبد�ا عن أي شخص، إال إذا أراد اإلصالح. ال يرتwwدي أبwwد�ا

�ا ضيقة أو أكمامها قصيرة. ثياب كان يشغل نفسه بأعمال صعبة، وحين نسwwأله عن السwwبب كwwان يجيب: "هwwذه

األمور ضرورية لنفس اإلنسان".

إبراهيم على 230سالم

: "في إحدى المwwرات، بعwwد مجلس روى لنا "جعفر جنكروي" هذه الحادثة قائال� العزاء، جلسنا وتكلمنا مع الشباب، وكان إبراهيم في غرفة أخرى وحwwدmه. حين انصرف الشwwباب، جئت إلى إبwwراهيم الwwذي لم ينتبwwه لwwدخولي الغرفwwة. تعجبت حين رأيته يحمل في يده إبwwرة وبين الحين واآلخwwر يwwوخز وجهwwه وجفونwwه بهwwا.

قلت له مباشرة: "ما الذي تفعله يا أخي أبرام؟". في تلك اللحظة، انتبه لحضوري فقفز من مكانه وقال: "ال شيء، ال شيء".

قلت: "أقسم بحياتك يwwا أبwwرام، لن أتركwwك وشwwأنك. لمwwاذا كنت تwwوخز وجهwwك باإلبرة؟". تمهل قليال� وأجابني والعبرة تخنقه: "هذا جزاء العين التي تنظر إلى

غير المحرم".ا الحwwديث مwwع من الصفات الواضحة في شخصية إبراهيم أنه كان يتجنب كثwwير� النساء من غير محارمه. عندما كان يريد الكالم مع امرأة من غير المحارم لم يكن يرفع وجهه أو ينظر إليها، وكمwwا كwwان بعض األصwwدقاء يقولwwون ممwwازحين: "يعاني إبراهيم حساسية� من النساء". وما أجمل ما قاله اإلمام الصwwادق عليwwه

!1"النظر سهم من سهام إبليس"السالم:

*******

ا إلطعwwام اآلخwwرين وإشwwباعهم، فكwwان يwwدعو كان إبwwراهيم يwwولي اهتمام�wwا كبwwير�باستمرار األصدقاء إلى منزله.

�wا يجهwwز الطعwام، في الفترة التي قضاها في المنزل بسبب إصwابته، كwان يوميا بهwwذا وكلما جاء صديق لعيادتwwه، كwwان يتنwwاول الطعwwام معwwه. كwwان يفwwرح كثwwير�

العمل، ثم يقول: "نحن وسيلة، هذا رزقكم، رزق المؤمنين كله بركة". كان يقوم بالعمل ذاته في مجالس العزاء والجلسwwات الدينيwwة. فحين يwwرى أن

صاحب البيت مثال� لديه مشكلة في تجهيز الطعام، يقوم هو، من دون أي

ج 1 المجلسي، العالمة األنوار، ص 104حار ،40.

إبراهيم على 231سالم

تكلف، بإحضار الطعام لكل الضيوف. كان يقول: "يجب أن يكون مجلس اإلمام الحسين كامال� من كل النواحي".

في معظم ليالي الجمعة، بعد برنامج التعبئة، كان يجهز العشاء للشباب، وبعwد تناول الطعام كانوا يتوجهون بشكل جماعي إلى زيwwارة عبwwد العظيم الحسwwني

أو إلى مقبرة "جنة الزهراء". لن ينسى شباب التعبئة وشباب مجالس العزاء تلك الفwwترة أبwwد�ا، على الwwرغم

ا. من أن ذلك الزمان الجميل لم يطل كثير� سألت إبراهيم مرة�: "من أين لك كل هذا المال؟ إن الراتب الذي تحصل عليهمن التعليم ال يتخطى األلفي تومان، وأنت تقدم لآلخرين أضعاف هذا المبلغ". نظر إلي وقال: "الله هو الرازق، وأنwwا وسwwيلة. طلبت من الكwwريم أن ال تفwwرغجيوبي من المال. وها هو ألجل عمل الخير يرسل لي من حيث ال أحتسب".

*******

إبراهيم على 232سالم

إبراهيم على 233سالم

حاجات الناس ونعم الله

مجموعة من أصدقاء الشهيد

كنت برفقwwة إبwwراهيم، عائwwدين إلى الwwبيتا يقwwف �wwا، عنwwدما رأينwwا رجال� عجwwوز� على الدراجة الناريwwة من مكwwان بعيwwد تقريب برفقة عائلته بجانب الطريق. أومأ لنا بيwwده، فتwwوقفت. سwwألنا عن عنwwوان مwwا، وعندما أجبناه بدأ يشكو أوضwwاعه الصwwعبة. ال يبwwدو عليwwه أنwwه متسwwول. ترجwwل. قwwال لي: "أمwwير، هwwل لwwديك إبراهيم وبدأ يبحث في جيوبه لكنه لم يجwwد مwwاال�

�ا". شيء". فتشت في جيوبي، لكنني لم أجد شيئ�wwا، لم أجwwد أي مwwال أو قال إبراهيم: "بالله عليك، فتش مwwرة ثانيwwة". ولكن عبث

شيء ينفmق في جيوبي. اعتwwذرنا من ذلwwك الرجwwل العجwwوز، وأكملنwwا طريقنwwا. في مسwwير العwwودة، حين نظرت في المرآة، رأيت إبراهيم يبكي. لم يكن الطقس بارد�ا كي تنزل دمwwوع إبwwراهيم بسwwبب لفحwwة الهwwواء. لwwذلك تwwوقفت إلى جwwانب الطريwwق وقلت لwwه:

"عزيزي أبرام، أنت تبكي؟". مسح دموعه وقال: "لم نستطع مساعدة رجل محتاج".

�ا. لم نرتكب معصية. - لكننا لم نكن نملك شيئ

إبراهيم على 234سالم

- أعرف، لكن قلبي احترق لوضعه، لم نوفق لمساعدته. سwwكت قليال� ثم أكملنwwا طريقنwwا وكنت دائم التفكwwير من إبwwراهيم وحالwwه الwwتي

أغبطه عليها. في اليوم التالي، حين التقيت إبراهيم قلت له: "بعد اآلن، لن أخرج من البيت

من دون مال أبد�ا كي ال يتكرر ما حصل البارحة". wwر في أخالق وأعمwwال إبwwراهيم أتwwذكر حwwديث سwwيد فيمwwا بعwwد، حين كنت أفك

: "اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعمالشهداء عليه السالم أنه قال.1الله عليكم فال تملوا النعم فتتحول إلى غيركم"

*******

�wwا وبعwwد في األيام األخيرة حين كان إبراهيم يتعافى من إصابته. اتصل بي هاتفي السالم والسؤال عن األحوال سألني: "يا سwwيد، هwwل أنت بحاجwwة إلى سwwيارتك

اليوم؟". - ال، ها هي مرمية أمام البيت.

فجاء واستعار السيارة وقال: "سأرجعها قبل العصر". ا، سألته: إلى أين كنت تريد الذهاب؟ عندما أحضر السيارة عصر�

�ا. - ال، كنت أعمل على الخط وأنقل ركابقلت له وأنا أضحك: "أنت تمزح؟".

- ال أمزح. واآلن إذا كنت غير مشغول، قم لنذهب مع�ا إلى عدد من األماكن. كنت أهم بالدخول إلى البيت، عندما قال لي: "إذا كان لديك شيء لست

ج 1 المجلسي، العالمة األنوار، ص 74بحار ،318.

إبراهيم على 235سالم

بحاجة إليه أحضره معك، لنأخذه لعدد من األشخاص المحتاجين". أحضwwرت بعض األرز والسwwمن، ثم ذهبنwwا إلى دكانwwة واشwwترى إبwwراهيم لحم�wwا

ا و... وركب السيارة وانطلقنا. عwwرفت من الفكة الwwتي أعطاهwwا للبwwائع1ودجاج� أنه المwwال الwwذي جنwwاه من عملwwه على سwwيارة األجwwرة. ثم توجهنwwا إلى جنwwوب "طهwwران" ومررنwwا على بيwwوت لم أكن أعرفهwwا. كwwان يwwدق البwwاب ويعطيهم المشتريات ويقول لهم: "أتينا من الجبهة، وهذه حصتكم". كان إبwwراهيم يتكلم

بطريقة ال تحرج الشخص المقابل ولم يكن يذكر اسمه على اإلطالق. فهمت بعدها أن البيوت الwwتي زرناهwwا، هي لعوائwwل بعض الشwwباب الموجwwودين

على المحاور. وبما أن الرجال في الجبهة، كان إبراهيم يهتم بها. "مشي المسHHلمتذكرني أعمال إبراهيم بحديث اإلمام الصادق عليه السالم

.2"في حاجة المسلم خير من سبعين طوافا بالبيت الحرام كان هذا الحديث نور الطريق في حياة إبراهيم، وكان يبذل قصارى جهwwده كي

يحل مشكالت الناس.

*******

في المرحلة الثانويwwة، حين كwwان إبwwراهيم يعمwwل في البwwازار ويجwwني مصwwروفه بعرق جبينه، التفت إلى أن عائلة أحد الجيران األيتام تعاني من مشكلة ماديwwة كبwwيرة، وعلى الwwرغم من وفwwاة األب، لم يكن هنwwاك من يسwwاعدها في تwwأمين

الحاجات األساسية.

لذلك كان إبراهيم عندما يتسلم راتبه الشهري، يؤمن حاجات تلwwك العائلwwة منا، ال بwwد من إرسwwال دون أن يخبر أحد�ا. كلما كان الطعام في منزل أهلwwه كثwwير�

كمية منه إلى تلك العائلة. استمر هذا الوضع حتى شهادة إبراهيم، ولم يكن

1 . النقود ورقةج 2 المجلسي، العالمة األنوار، ص 74بحار ،311.

إبراهيم على 236سالم

أحد يعرف باألمر إال والدته. جwwاء إليwwه رجwwل كwwان يعمwwل سwwابق�ا في تقwwديم الشwwاي والقهwwوة في إحwwدى المؤسسات، وطلب منه مساعدة مالية ألنه فقد عمله. بدل تقديم المwwال لwwه،�ا. كwwان يقwwوم بكثwwير من راجع إبراهيم عدد�ا من األصدقاء ووجد له عمال� مناسwwب األعمال المشابهة. من جهة أخرى، كان يبادر، بما يستطيع، إلى قضwwاء حwwوائج الناس. وإن لم يحل المشكلة مباشرة يلجأ إلى أصدقائه لمساعدته. لكنه كان يراعي نقطة مهمة جدا وهي عدم تعويwwد النwwاس على التسwwول. كwwان إبwwراهيمwوا مشwكلة المحتwwاج، قبwل أن يwأتي هwو يكرر دوم�wا ألصwدقائه: "عليكم أن تحلا يبادر إلى مساعدة أصدقائه الذين يعانون من مشاكل، إليكم". لذلك كان دوم� أو الذين يظن أن لديهم مشwwكلة، بسwwرية ومن دون أن يعwرف أحwد. ثم يقwول�wwا، أقرضwwكم إيwwاه إلى أن تسwwتطيعوا لهم: "أنا لست بحاجة إلى هذا المال حالي

إرجاعه. هذا المال هو القرض الحسن". مع أن الجميع كان يدرك أن هذا المال لن يعادm أبد�ا، لكن إبراهيم أيض�ا لم يكن يعتمد عليه مطلق�ا. كان إبراهيم يولي ماء وجه الناس عناية خاصة، لذلك كwwان

يتعاطى بطريقة بحيث ال يشعر الطرف المقابل بأي إحراج.

*******

يوصي العلماء الكبار بالسعي لحل مشكالت النwwاس إذا أراد اإلنسwwان أن تحwwلمشكلته. كما يوصون بإطعام الناس لتحل كثير من المشاكل.

قبل غروب أحد أيام شهر رمضwwان المبwwارك، وصwwل إبwwراهيم إلى الwwبيت، أخwwذ طنجرة ثم توجه إلى مطعم "الكوارع". تبعته وأنا أقول: "الكوارع، ما ألذه من إفطار". أجابني: "صحيح، ولكني ال أشتريها لي". ثم اشترى كمية من الكوارع

. حين خرج من المطعم،1الكاملة وعدد�ا من أرغفة خبز "السنكك"

1 . الساخنة الحجارة على مخبوز

إبراهيم على 237سالم

وصل "إيرج" على دراجته النارية. ركب إبراهيم خلفه وودعني وانطلقا مع�ا. قلت في نفسي: ال بد أنه سيتناول اإلفطار مع بعض األصدقاء. وقwwد انwwزعجت ألنه لم يدعني إلى الذهاب معهم. لكن في اليwwوم التwwالي، سwwألت إيwwرج: "إلى

أين ذهبتما ليلة البارحة؟".�wwا في نهايwwة الزقwwاق، قرعنwwا البwwاب40قwwال: "خلwwف حديقwwة " تن"، قصwwدنا بيت

وأعطيناهم "الكوارع". شكر األطفال والرجل العجوز السwwاكنون ذلwwك الwwبيت،ا. كانوا يعرفونه جيد�ا. إنها عائلة فقيرة جwwدا. ثم أوصwwلت إبwwراهيم إبراهيم كثير�

إلى البيت وذهبت".

*******

كان قد مر على شهادة إبراهيم ست وعشرون سنة، عندما شاهدته في عالم الرؤيا يقود آلية عسكرية وقد جwwاء إلى "طهwwران". لشwwدة شwwوقي، لم أعwwرفا. ركضت إليه واحتضنته. كنت أصرخ من شwwدة ماذا أفعل. كان وجهه يشع نور� فwwرحي وأقwwول: "يwwا شwwباب تعwwالوا، لقwwد عwwاد السwwيد أبwwرام". لم أتوقwwف عن

الصراخ. قال إبراهيم: "هيا اركب، فلدينا كثير من العمل". توجهنا مع�wwا إلى أحwwد األبنيwwة العالية قيد اإلنشاء. اقترب المهندسون وصاحب المبنى وسلموا على إبراهيم. كان الجميع يعرفه جيد�ا. وجwwه إبwwراهيم كالمwwه إلى صwwاحب المبwwنى وقwwال لwwه: "أتيت كي أوصيك بالسيد، سجل إحدى شقق هwwذا المبwwنى باسwwمه". ثم أشwwار

إلى أحد الواقفين بعيد�ا. قال صاحب المبنى: "يا سيد إبراهيم، هذا الرجل ال مال لديwwه وال يسwwتطيع أن يؤمن قرض�ا، كيف أعطيwwه شwwقة". فwwأكملت أنwwا كالم الرجwwل وقلت: "يwwا سwwيدأبرام، لقد ولى زمن هذه األعمال، وجاء زمن المال". نظر إلي إبراهيم نظرة

إبراهيم على 238سالم

عميقة وقال: "لقد عدت ألحل مشاكل عدد من األشwwخاص مثwwل هwwذا الرجwwل،وإال ما نفع عودتي؟".

ثم توجه نحو السيارة. ذهبت معه أيض�ا، وإذا بي أسwwتيقظ على صwwوت هwwاتفيالخلوي.

*******

إبراهيم على 239سالم

الخمس

مصطفى هرندي

من العلماء الكبار الذين كان إبراهيم يكن لهم محبة خاصwwة، المرحwwوم الشwwيخ "هرندي". كان هwwذا العwالم يعمwل في بيwwع األقمشwwة، بwwالطبع في غwwير أوقwات

الصالة. م، رافقت إبwwراهيم إلى دكwwان الشwwيخ، واشwwترى1982في أواخر صيف العwwام

ا لخياطwwة قميصwwين. بعwwد أسwwبوعين، جwwاء إبwwراهيم إلى المسwwجد وقت �wwقماش الصwwالة، ثم ذهب إلى الشwwيخ، فأسwwرعت ألرى مwwاذا يحصwwل. كwwان إبwwراهيم مشغوال� بحساباته المالية السنوية وما يترتب عليwwه من خمس. بمwwا أنwwني كنت أعرف أن إبراهيم ال يترك أي مال لwwه، تعجبت: خمس أي مwwال سwwيدفع؟ قwwام

تومwwان". ثم400الشيخ بحساب خمس إبراهيم وقال له: "يتوجب عليك دفwwع أكمل: "لكن طالما لدي إجازة من العلمwwاء وانطالق�wwا من معرفwwتي بwwك، فwwأنت

مسامح بهذا المال". لكن إبراهيم أصر على دفع المال. ودفعه بالفعل. اذكرني عمل إبراهيم هذا بحديث لإلمwwام الصwwادق؛ إذ يقwwول: HHمن منع حق"

.1لله أنفق في باطل مثليه"ا لقميصين بعد الصالة، ذهبنا إلى دكان الشيخ، وطلب إبراهيم منه قماش�

ج 1 الكاشاني، الفيض ص 10الوافي، ،24.

إبراهيم على 240سالم

كالمرة السابقة. نظر إليه الشيخ وقال: "يا بني، منwwذ مwwدة قصwwيرة، اشwwتريتا وأنت تعرف أن هذا القماش حكومي، ال يسمح لنا أن نبيعه كيفما يريwwد قماش��ا، لكنني وبما أنني أعwرف مwا القضwwية، أوضwحت الزبون". لم يقل إبراهيم شيئ للشwwwيخ أن إبwwwراهيم قwwwد أهwwwدى القميصwwwين السwwwابقين. هنwwwاك شwwwباب في�ا بأكمام قصيرة ووضwwعهم المwwالي سwwيئ، فأهwwدى الw"روزخانه" يرتدون قمصان إبراهيم القميصين لهم. كان الشيخ يستمع لي بتعجب. نظر إلى إبراهيم بتأمل وقال له: "هذه المرة سأقص هwwذا القمwwاش لwwك، وال يحwwق لwwك إهwwداؤه ألحwwد.

أرسل كل من يحتاج إلى قميص إلى هنا".

*******

إبراهيم على 241سالم

نحن نحبك

جواد مجلسي

، توجهنا مرة ثانية نحو الجبهة. كان حwwديث الجميwwع،1م1982في خريف العام توسل إبراهيم بالسيدة الزهراء عليها السالم. حيثمwwا ذهبنwwا، نسwwمع كالم�wwا عن إبراهيم. كان كثير من الشباب ينقلون بطوالته وقصصwwه في العمليwwات والwwتي

كانت بسبب توسله بالسيدة الزهراء عليها السالم. ذهبنا إلى منطقة "سومار" وكلما وصwwلنا إلى نقطwwة معينwwة أو إلى خنwwدق مwwا، كان الشباب يطلبwwون من إبwwراهيم أن يلطم لطميwwة تتعلwwق بالسwwيدة الزهwwراء عليها السالم. في إحدى الليwwالي، وفي جمwwع من شwwباب إحwwدى الكتwwائب، بwwدأ إبراهيم باللطم وبالكالم عن السيدة الزهراء عليه السالم. ولكن بسبب التعبا. بعد انتهاء الشديد وكثرة قراءة المجالس واللطم، كان صوت إبراهيم مبحوح� المجلس، قال بعض الشباب من أصدقاء إبراهيم كالم�ا ممازحين، لكنه أغضwwبها. اسwwتاء إبwwراهيم وقwwال: "أنwwا لسwwت مهما، لكنهم يسwwخرون من مجwwالس كثير�ا وقلت لwwه: "ال السيدة الزهراء، لذلك لن أقرأ مجالس بعد اآلن". حاولت كثير� تأخwwذ كالمهم على محمwwل الجwwد يwwا إبwwراهيم". لكن ال فائwwدة. حين عwwدنا في

: "لن أقرأ مجالس العزاء بعد اآلن". المساء إلى المقر، أقسم قائال�نمنا قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، والتعب قد أردانا.

1 1361. ش. wه

إبراهيم على 242سالم

اسwwتيقظت على أحwwدهم يهwwزني. فتحت عيwwني بصwwعوبة، ورأيت وجwwه إبwwراهيم النوراني فوقي وهو يقول لي: "استيقظ، إنwwه وقت األذان". قلت في نفسwwي: "يا إلهي، وكأنه ال يعرف معنى التعب". كنت أعرف بالطبع أنه مهما تwwأخر في

السهر، سيستيقظ قبل األذان ليصلي. نwwwادى إبwwwراهيم بقيwwwة الشwwwباب وأذن ثم صwwwلى بهم جماعwwwة. بعwwwد الصwwwالة والتسبيحات، بدأ إبراهيم بقراءة الدعاء ثم قرأ مجلس السwwيدة الزهwwراء عليwwهwرت األشwعار الجميلwwة الwتي قرأهwا إبwراهيم في الشwباب، فسwالت السwالم. أثم إبwwراهيم الليلwwة الماضwية، mwwسmمعت قwwني سwwا أنwwني وبمwwرارة. لكنwwدموعهم بح

�ا. ا لكن لم أقل شيئ تعجبت كثير� بعد تناول الفطور، توجهنا مع الشباب إلى "سومار". كنت طيلة الطريق أفكر في أفعال إبراهيم المستغربة. فجأة� نظر إلي نظwرة ذات مغwwزى وقwwال: تريwwد

أن تعرف لماذا قرأت مجلس عزاء على الرغم من قسمي البارحة؟ نعم، طبع�ا، لقد أقسمتm البارحة على...

: "ما سأقوله لك اآلن، ال تتفوه به ألحwwد طالمwwا أنwwا على قيwwد قطع كالمي قائال� الحياة". ثم أكمل: "لم أستطع النوم بسهولة ليلة البارحة، ولكن بعwد منتصwwف، فرأيت السيدة الزهراء عليه السالم في منامي. قwwالت لي: الليل غفوت قليال�ا، اقرأ "ال تقل لن أقرأ مجالس العزاء، نحن نحبك، كلما طلب منك أحد مجلس�

له". لم يسمح لنا البكwwاء بإكمwال الحwwديث. بعwدها، بwwالطبع لم يتوقwwف إبwراهيم عن

قراءة مجالس العزاء.

*******

إبراهيم على 243سالم

عمليات زين العابدين عليه السالم

جواد مجلسي

كنwwا في أواخwwر شwwهر تشwwرين الثwwاني عwwام . أينما ذهب إبwwراهيم، اسwwتقبله الجميwwع بحwwرارة وشwwوق. لقwwد سwwمع1م1982

معظم القwwادة عن شwwجاعة إبwwراهيم وإقدامwwه. في إحwwدى المwwرات، جwwاء إلى كتيبتنا. تكلمنا مع�wwا، وطwwال حwwديثنا. اسwwتعد الشwwباب للwwذهاب، بينمwwا عwwدت أنwwا

وسألني قائدي: أين كنت؟- لقد جاء أحد أصدقائي ليراني. وها هو يرحل في تلك السيارة.

نظر إلي وسأل: ما اسمه؟- إبراهيم هادي.

- إبراهيم! ذاك الذي يتكلمون عنه؟ - نعم، ولمm تسأل؟

أضاف وهو ينظر إلى السيارة التي تبتعد: "إنه من القدامى في هwwذه الحwwرب،�ا، هو من شباب حينا". من أين تعرفه؟"، فأجبته بافتخار خاص: "حسن

إبراهيم على 244سالم

سwwكت لحظwwات ثم أضwwاف: "اطلب منwwه الحضwwور إلى المقwwر، ليتكلم مwwعالشباب".

ا، لكنwwني سwwأتكلم معwwه ونwwرى مwwا قلت له بنوع من الغرور: "إنه مشغول كثwwير�الذي يحصل".

في اليوم التالي، ذهبت إلى مقwر المعلومwات والعمليwات للقwاء إبwراهيم. بعwد السwwالم والكالم، قwwال لي: "مwwا رأيwwك في أن أوصwwلك إلى المقwwر وأتكلم مwwع قائدك؟". ذهبنا في سيارة تويوتwwا إلى مقwwر الكتيبwwة. في الطريwwق، وصwwلنا إلى جwwدول مwwاء كبwwير، كلمwwا أردنwwا عبwwوره، كwwانت السwwيارة تعلwwق. قلت: "عزيwwزي

إبراهيم، لنذهب من الطريق في األعلى وإال سنعلق". - ليس لدي وقت، سأمر من هنا.

- ال ضرورة إليصالي، أشكرك وسأتابع الطريق وحدي. - ابقm مكانك، أريد أن أقابل قائدك.

ثم انطلق. قلت في نفسي: "كيف يريد أن يعبر كل هذا المwwاء؟" ضwwحكت فيwه نwادى بwأعلى صwوته: ". لكن سري وقلت: "يا ليته يعلق هنا، ألشwمت بwه قليال� اللwwه أكwwبر، ثم قwwال بسwwم اللwwه، ثم على الدرجwwة األولى للسwwرعة، وصwwلنا إلى الجهة األخرى. قال: "ما زلنا ال نعرف قوة الله أكwwبر، لwwو عرفناهwwا لحلت كثwwير

من مشاكلنا".

*******

استعدت الكتيبة بشكل كامل للبدء بالعمليات الجديدة، وها نحن ننطلق باتجاه "سومار". وقفت على مفترق الطرق األول، قال لي إبراهيم: "سأكون عندكم قبل غروب الشمس". وها أنا بانتظاره. كانت كتيبتنا تتحwwرك باسwwتمرار، وكنت

بين الحين واآلخر أنظر إلى آخر الطريق، إلى أن الح وجه

إبراهيم على 245سالم

إبراهيم الجميل من بعيد. ا ببنطاله الكردي ومن دون سالح. لكن في هذه المwwرة، وعلى كان يحضر دوم�ا. اقتربت خالف المرات السابقة، كان يرتدي بزة عسكرية ويحمل سالح�ا فردي

ا يا إبراهيم؟". منه وقلت: "وتحمل سالح� ابتسم وقال: "إن إطاعة األمر واجب. أمرني قائدنا بwwذلك، فهwwا أنwwا على هwwذه

الحال". - هل تسمح لي بأن أبقى مع مجموعتكم؟

- ال، ابقm مع مجموعتكم وسأتحرك خلفكم، سنرى بعضنا بعض�ا بالطبع. مشينا كيلومترات عwwدة، ووصwwلنا تحت جنwwاح الظالم إلى منطقwwة األعwwداء. أنwwا رامي "آر بي جي"، ولذلك كنت في المقدمة مع قائد الكتيبwwة. كwwانت األحwwوالwwا نمwwر عwwبر شwwيار سيئة وكنت قلق�ا. سكون عجيب يسwwيطر على المنطقwwة. كن ضيق بانحدار بسيط ونصعد باتجاه القمة. كانت الخنادق العراقية تبدو واضwwحةجدا من األعلى، حيث كان المطلوب مني أن أرمي هذه الخنادق ما إن أصل. جلت بنظري على المشهد؛ كانت الخنادق تمتد حwwول سwwفح التلwwة وتصwwل إلى القمwwة. كwwان العراقيwwون يتوقعwwون قwwدومنا من هwwذا الشwwيار. حبسwwت أنفاسwwي ومشيت بطريقة كي ال يسمع أي صوت، وكان البقية مثلي. انحبست األنفاس

في الصدور. لم نكن قد وصلنا إلى التلة بعد، عندما أطلقت قنبلة مضيئة، فأضwwيء المكwwان فوق رؤوسwwنا، ثم أمطwwرت علينwwا قwwذائف ورصwwاص من ثالث جهwwات. انبطحنwwا جميع�ا أرض�ا، حيث كنا تحديد�ا في مرمى األعداء، تسقط علينwا في كwل لحظwة

قنبلة أو رصاصة، فارتفع صوت أنين الشباب الجرحى.لم يكن بمقدوري القيام بأي عمل في تلك العتمة. تمنيت لو تنشق األرض

إبراهيم على 246سالم

وأختفي داخلها. رأيت الموت أمامي. في هذه األوضwwاع، اقwwترب مwwني شwwخص، لم أصwwدق مwwا يزحwwف على األرض، وسwwحب قwدمي. حين رفعت رأسwwي قليال�

رأيت: إنه وجه إبراهيم النوراني. قال لي فجأة�: "هذا أنت؟"، ثم أخwwذ مwwني الwww"آر بي جي" وتقwwدم إلى األمwwام. وقف ونادى بأعلى صوته: "يا شيعة أمير المؤمنين، انهضوا! يد موالنا تحمينا". ثم بنداء الله أكبر، رمى الw"آر بي جي"، وانهدمت الدشمة التي كwwانت أمامنwwا.

إنها النقطة التي انطلق منها أكبر عدد من الرصاص والقنابل علينا. ارتفعت معنويات الشباب. ناديت عندها "الله أكبر"، فوقفوا من بعدي، وبwwدأوا بإطالق النار. الذ أغلب الجنود العراقيين بالفرار. بعwwد لحظwwات، رأيت إبwwراهيم

يقف على قمة التلة! تمت السيطرة على هذه التلة العراقية بسرعة، أسرنا عدد�ا من قوات العwwدو،ا، كنت أقwwول في �wwة أيضwwة في المقدمwwد الكتيبwwع قائwwدمنا. كنت مwwا تقwwوأكملن نفسي: ال أستغرب بعد اآلن، لماذا يحب الشباب أن يكونwوا مwع إبwراهيم خالل

العمليات. ما أشجعه! في منتصف الليل، التقيت إبراهيم مرة ثانية. قال: "هwwل رأيت لطwwف المwwولى

وعنايته. كان األمر يحتاج إلى "الله أكبر" واحدة ليفر األعداء".

*******

انتهت العمليwwات في محورنwwا، وعwwادت الكتwwائب كلهwwا إلى الخلwwف. لكن بعض الكتائب تwwركت عwدد�ا من جرحاهwwا وشwwهدائها في أرض المعركwة. عنwwدما كwان�ا بصwwوت عwwال، ولم أكن قwwد رأيت إبراهيم يتكلم مwwع مسwwؤوليها، صwwرخ غاضwwب

غضبه من قبل. قال ألحدهم: "حين أردتم العودة ومعكم الدعم والذخائر، لماذا لم تفكروا في

شبابكم؟ لماذا تركتم الجرحى هناك؟ لماذا؟".

إبراهيم على 247سالم

ق مwwع مسwwؤول المحwwور الwwذي كwwان من أصwwدقائه، فتسwwلل مwwع "جwwواد wwنس أفراسيابي" وعwwدد من الشwwباب إلى عمwwق منطقwwة األعwwداء، ونقلwwوا الجwwرحى وبعض الشهداء خالل ليال إلى الخلwwف. بسwwبب وضwwع المنطقwwة الحسwwاس، لم

يستطع األعداء أن يطهروا محيطها بشكل جيد. تمكن إبراهيم و"جواد"، حتى الليلة العاشرة من كانون األول، من إخراج واحدا، وتسعة شهداء من منطقة األعداء. كما إنهم سحبوا جثمان أحد وستين جريح� الشهداء من مسwwافة تبعwد عشwwرة أمتwwار عن دشwwمة العراقwwيين ونقلwwوه بدقwwة

كبيرة إلى الخلف.. عwwدنا مع�wwا إلى "طهwwران،" حيث بقي بعد هذه العمليات، مرض إبwwراهيم قليال�

أسابيع، تابع خاللها نشاطه الثقافي والديني.

*******

إبراهيم على 248سالم

إبراهيم على 249سالم

األيام األخيرة

علي صادقي، علي مقدم

كنا في األسبوع الثwwالث من كwwانون األول. عwwدت مwwع إبwwراهيم إلى "طهwwران"،ا جدا على الرغم من تعبه الشديد. كان يقول: "لم يبق أي جريح وكان مسرور� أو شwwهيد في أرض العwwدو"، ثم أضwwاف: "في هwwذه الليلwwة، مwwا أكwwثر العيwwون المنتظرة التي أسعدناها! كلما ذهبت أم أحwwد الشwwهداء الwwذين أحضwwرناهم إلى

قبر ابنها الشهيد سيصل الثواب إلينا أيض�ا". عندها اسwwتغللت الفرصwwة وقلت لwwه: "إبwwراهيم، إذ�ا لمwwاذا تwwدعو اللwwه أن تبقى

مجهوال� بعد شهادتك؟". لم يكن يتوقع هذا السwwؤال. سwwكت لحظwwة� ثم أجwwابني: "لقwwد تكلمت مwwع أمي ووضwwعتها في الجwwو، قلت لهwwا أال تنتظwwرني. كمwwا طلبت منهwwا أن تwwدعو لي أن

"، لكنه لم يعطني إجابة شافية. أستشهد وأبقى مجهوال� بقيت مع إبراهيم في "طهران" ألسابيع. بعد انتهاء العمليات وبسwwبب مرضwwه، كان الشباب يجتمعون عنده كل ليلة. أينما يكون إبراهيم، يجتمع شباب الجبهة

والشباب المتدينون حوله.

*******

إبراهيم على 250سالم

ا من wwل كثwwير� ا، قل كنا في أواخر شهر كانون األول، تغيرت أحوال إبراهيم كثwwير� كالمه الشعبي ونكاته المضحكة. كان معظم الشباب ينادونه بالشwwيخ إبwwراهيم.

ا كالسابق. على الرغم من أنه قصر لحيته، إال أن وجهه ما زال يشع نور�كان ألمنية الشهادة التي يتمناها كل الشباب، معنى� آخر عند إبراهيم.

كنا نسير في الليل مع�ا. سألته: "أنت تتمنى الشهادة، صحيح؟". ابتسم. وبعد لحظات من السwwكوت قwwال: "إن الشwwهادة هي ذرة ممwwا أتمنwwاه. أريد أال يبقى شيء من جسمي، مثل سيدي الحسين عليه السwwالم الwwذي بقي من دون كفن وأقطع قطعة قطعة مثله. ال أريwwد أن يعwwود جثمwwاني. أتمwwنى أن

." أبقى مجهوال� كنت قد سمعت منه سwwبب أمنيتwwه هwwذه، حين قwwال: ألن أم السwwادات فاطمwwة

عليها السالم ال قبر لها. ال أريد أن يكون لي قبر. ثم ذهبنا بعدها إلى الw"زورخانه"، ودعا كل الشباب إلى تنwwاول الغwwداء. توجهنwwا ظهيرة اليوم التالي إلى منزلهم حيث أقيمت صالة الجماعة قبل الغداء ودفعنا إبراهيم إلمامة الصالة. كان بحال مختلفة أثناء الصالة، وكأنه لم يكن في هwwذه

الدنيا، كان وجوده كله يسير في الملكوت. بعد الصالة، قرأ بصوته الجميل دعاء الفرج. قال لي أحد الشباب يومها: "صار

�ا جدا، لم أره من قبل يبكي بهذه الطريقة خالل الصالة". إبراهيم عجيب في مجالس العزاء، كان إبراهيم يتوسل بالصديقة الطwwاهرة عليwwه السwwالم، ثم: "لنتذكر كل الشهداء المجهwwولين الwwذين هم كwwأم السwwادات ال قwwبر يكمل قائال�

لهم". في المجالس كان يذكر دائم�ا الجبهات والمجاهدين.

*******

إبراهيم على 251سالم

كنا في أوائل شهر شباط، الساعة التاسعة مساء، سمعت أحwدهم ينwwادي: "يwا حاج علي، هل أنت في الwwبيت؟"، اقwwتربت من النافwwذة، رأيت إبwwراهيم و"علي

نصر الله" على الدراجة النارية أمام البيت، فتوجهت إلى المدخل. بفرح كبير، احتضنت إبwwراهيم وعلي وقبلتهمwwا، ثم دخلنwwا الwwبيت. كwwان الطقس بارد�ا جwwدا، وكنت حينهwwا وحwwدي. سwwألتهم: "هwwل تتنwwاولون العشwwاء؟"، فأجwwاب

إبراهيم: "ال، ال تتعب نفسك". رت عشwاء بسwيط�ا، وقلت لهم: wwا". ثم حض �wأقلي بيضwل، سwه: "ال تجامwقلت ل "عائلتي وأوالدي ليسوا في البيت الليلwwة، إذا لم يكن لwwديكما عمwwل ابقيwwا هنwwا،

جاهزة". فوافق إبراهيم. 1والكرسي قلت لwwه ممازح�wwا: "أخي أبwwرام، في هwwذا الwwبرد القwwارس، كيwwف ترتwwدي هwwذا

الشروال الكردي الخفيف؟ أال تشعر بالبرد؟". ا وأجابني: "ال تقلق، أنا أرتدي أربعة. ثم خلع ثالثwwة منهwwا وجلس ضحك هو أيض�

تحت الكرسي". أكملت حديثي مع "علي". ولم أعرف إن كان إبراهيم قد غفا أم ال، لكنه فجأة: "يا حاج "علي". أقسم لwwك بحيwwاتي أصwwدقني قفز من مكانه، ونظر إلي قائال�

القول! هل تظهر مالمح الشهادة على وجهي؟". لم أتوقع هذا السؤال. نظرت إلى وجwwه إبwwراهيم، ثم أجبتwwه بهwwدوء: "إن حالwwة بعض الشباب قبل شهادتهم تصwwبح عجيبwwة. لكن أنت يwا عزيwwزي أبwرام، لwديك

هذه الحال العجيبة دائم�ا".

ويجلس 1 سميك، بقماش وتغطى الغرفة وسط في توضع الطاولة، تشبه التي اإليرانية المواقد من نوع. للتدفئة �ا طلب الغطاء تحت أقدامهم ويمدون حولها، الناس

إبراهيم على 252سالم

ساد الصمت في الغرفة. وقف إبراهيم وقwwال لwww"علي": "هيwwا، قwwف. يجب أننذهب بسرعة". سألته بتعجب: "إبراهيم، إلى أين؟!".

أجwwابني: "علينwwا الwwذهاب إلى المسwwجد بسwwرعة". وارتwwدى سwwراويله الكرديwwةوخرج.

*******

إبراهيم على 253سالم

"فكة" الميعاد األخير

علي نصر الله

وصwwلنا إلى المسwwجد عنwwد منتصwwف الليwwل. ودع�wwا أن تwwدعو لwwه. في الشwwباب، ثم ذهب إلى الwwبيت. ودع أمwwه وطلب منهwwا راجي الصباح الباكر، انطلقنا نحو الجبهة. كان قليل الكالم ومشwwغوال� أكwwثر بالwwذكر أو

بالقرآن. وصلنا إلى مخيم الفرقة في شمال فكة، حيث كانت الكتائب مشغولة بالقيwwاما لسماعهم خبر عودة إبراهيم بمناورات استعداد�ا للعمليات. فرح الشباب كثير�

وجاؤوا جميع�ا للترحيب به. لم تكن تخلو الخيمة لحظة� منهم. ا برؤيته إبراهيم. بعد السالم والسؤال جاء الحاج "حسين" أيض�ا الذي فرح كثير� عن األحوال استفسر إبراهيم: "يا حاج "حسين"، كل الشباب في حال نشاط،ا مwwا الخwwبر؟". أجابwwه الحwwاج: "سwwنتحرك غwwد�ا ألجwwل العمليwwات، سنسwwعد كثwwير�

بمرافقتك لنا". أكمل الحاج: "في هذه العمليات علينا تقسيم شباب المعلومات بين الكتwwائب. في كل كتيبة، يجب أن يحضر مسؤوالن من شwwباب المعلومwwات والعمليwwات".

ثم وضع الئحة أمام إبراهيم وقال: "ما رأيك بهؤالء الشباب؟". نظwwر إبwwراهيم إلى الالئحwwة وصwwار يعطي رأيwwه في كwwل واحwwد منهم. ثم سwwأل:

�ا يا حاج، ما وضع توزيع القوات؟". "حسن

إبراهيم على 254سالم

أجابه الحاج: "قسمنا القوات إلى فيالق، وكwwل فيلwwق يتشwwكل من ثالث فwwرق. تسلم الحاج "همت" مسwwؤولية الفيلwwق الحwwادي عشwwر "القwwدر". كwwانت فرقwwة

"الرسول" تحت إمرة هذا الفيلق وقد أوكلوا إلينا مهمة المعلومات فيه". عصر ذلك اليوم، حنى إبراهيم لحيته ورتبها وقص شعره، فغدا وجهwwه الجميwwل

�ا أكثر من ذي قبل. ملكوتي عند الغwwروب، قصwwدنا إحwwدى نقwwاط الرصwwد. كwwان يسwwتطلع منطقwwة العمليwwات

بمنظار خاص، ويكتب بعض المالحظات على ورقة. جاء عدد من الشباب إلى هذه النقطة وهم يقولون: "هيا هيwwا نريwwد أن نشwwاهد المنظر هنا". انزعج إبwwراهيم وهwwو يقwwول: "وهwwل يوجwwد سwwينما هنwwا؟ علينwwا أن

نخطط للغد ونحدد المسير الذي يجب أن نسلكه". ترك المكان هناك وهو غاضب. قال لي: "أنا لست مرتاح�ا جدا"، فقلت له: "ال

تقلق، سيكون األمر على ما يرام". توجه نحو أحد قادة "فيلق القدر" وقال له: "يwwا حwwاج، إن حwwال هwwذه المنطقwwة غير عادية، أرضها رملية وناعمة، وستكون حركة الشباب فيها صعبة جدا. كمwwا إن العراقwwيين قwwد مألوهwwا بwwالموانع والعراقيwwل. برأيwwك، هwwل سwwتنجح هwwذه

العمليات؟". أجابwwه القائwwد: "عزيwwزي أبwwرام، هwwذا أمwwر القيwwادة. وكمwwا يقwwول اإلمwwام: نحن

مأمورون بالقيام بالتكليف، والنتيجة بيد الله".

*******

wwwائب الwwل من الكتwwلمت كwwباب. تسwwز الشwwفي11في عصر اليوم التالي، تجه محمد رسول اللwwه" حصwwتها من الwwذخائر والمؤونwwة. واسwwتعد الكwwل27فرقة "

للتحرك نحو "فكة".

إبراهيم على 255سالم

ا، أكwwثر من بعيد، الح لي وجwwه إبwwراهيم. ارتجwwف قلwwبي. كwwان وجهwwه يشwwع نwwور� ملكوتية وأكثر بياض�ا من العwwادة. كwwان يضwwع الكوفيwwة العربيwwة ويرتwwدي معطف�wwا

. اقترب منا وسلم على الجميع فرد�ا فرد�ا. جميال�

�ا جدا". �ا وقلت له: "أخي أبرام، لقد صرتm نوراني نحيته جانبا، تنفس بعمق، ثم قال لي بحسرة: "حين استشهد الشهيد بهشتي حزنت كثير��ا له، خسwwارة أن يمwwوت ميتwwة طبيعيwwة. وقwwد رحwwل لكنني قلت في نفسي هنيئ "أصغر وصالي"، "علي قرباني"، "قاسم تشكري" وكثير من األصدقاء، لدرجة

صار أصدقاؤنا في مقبرة "بهشت زهراء" أكثر منهم في "طهران"!". سكت قليال� ثم أكمwwل: "وهwwا هي "خرمشwwهر" قwwد تحwwررت. أنwwا خwwائف من أنwwل على اللwwه". ثم تنتهي الحرب ونخسر فرصة الشهادة. على كwwل حwwال التوك

ا عميق�ا وقال: "أتمنى أن أستشهد ولكنني أريد أجمل شهادة". تنفس نفس� نظرت إليه بتعجب. كانت قطرات الدمع تسيل من عينيه، ثم أكمل: "أن تبقى في مكان حيث ال يصل إليك أحد، ال يعرفك أحwwد. أنت واإلمwwام عليwwه السwwالم،

يحضر عند جسدك، يأخذ برأسك ويتكفل بك. هذه هي الشهادة األجمل". wwرت الحwwديث، قلت له: "بالله عليك يا أخي أبwwرام، ال تقwwل هwwذا الكالم"، ثم غي قلت له: "تعال نذهب مع القادة في المقدمة، هكذا أفضwwل، نقwwدم المسwwاعدة

حين يستلزم األمر". ال. أريد أن أكون مع شباب التعبئة.

ثم تحركنا. وتقدمنا باتجاه الكتائب التي ستقتحم في المقدمwwة. كwwانوا يضwwعون اللمسات األخيرة على التقسwيمات العسwكرية، حين سwwألته: "أخي أبwwرام، مwwا الذخائر التي تريدني أن أعطيك إياها؟"، أجابني: "فقط قنبلتwwان يwwدويتان، وإذا

احتجنا إلى أسلحة نأخذها من العراقيين".

إبراهيم على 256سالم

كان الحاج "حسين" ال يميل نظره عن إبراهيم. توجهنا نحوه وهو كالمسwwحور. فجأة، ومن دون أي مقدمات احتضنا بعضهما بعض�ا واستمرا على هwwذه الحwwال لحظات، وكأنهما يشعران أنه اللقاء األخwير. ثم خلwwع إبwراهيم سwwاعته من يwwده

وقال: "خذ يا حاج "حسين"، هذه الساعة تذكار لك". فاضت عينا الحwwاج "حسwwين" من الwدموع، ثم قwwال: "ال يwا عزيwwزي أبwرام، قwد

تحتاج إليها. أجابه إبراهيم بهدوء خاص: "ال، ال حاجة لي بها". wwر الموضwwوع وقwwال لwwه: "يwwا أخي أبwwرام، يوجwwد تبدل وضwwع الحwwاج بسwwرعة. غي طريقان للعبور. سيعبر شwwباب التعبئwwة من الطريwwق األول، بينمwwا يعwwبر القwwادة

وشباب المعلومات من الطريق الثاني. تعال معنا".- سأذهب من الطريق األول، مع شباب التعبئة. هل توجد مشكلة في ذلك؟".

- ال، على راحتك. تحرر إبراهيم من آخwwر التعلقwwات الماديwwة، ثم ذهب إلى شwwباب الكتيبwwة الwwذين

سيقتحمون الخطوط األمامية وجلس بالقرب منهم.

*******

إبراهيم على 257سالم

عملية "والفجر التمهيدية "

علي نصر الله

"كميwwل" و "حنظلwwة" همwwا الكتيبتwwان اللتwwان ستقتحمان الخطوط األمامية. جاء أحد قwwادة الفرقwwة وبwwدأ يتكلم مwwع الشwwباب

: قائال� أيها اإلخوة، سنتوجه الليلة إلى "فكة" في عمليات "والفجر". لقد حفwwر العwwدو ثالث قنوات كبيرة بموازاة الحدود ليمنعكم من العبور، ونصwwب حwwواجز أخwwرى لمنعكم من التقدم، لكن إن شاء الله بعwwد عبwwوركم هwwذه القنwwوات والحwwواجز،

سنبدأ العمليات. بعwwد تمركwwزكم في جwwوار النقwwاط الحدوديwwة "طاووسwwيه" و"رشwwيديه" تكwwون المرحلwwة األولى قwwد تمت. بعwwدها سwwتمر بwwالقرب منكم قwwوات فرقwwة "سwwيد الشهداء" الجديدة، وألجل إكمwwال المهمwwة سwwيتوجهون نحwwو مدينwwة "العمwwارة"

العراقية، وإن شاء الله سيكون النصر من نصيبكم. أخذ يشرح كيفية العمل والموانع والمعابر، ثم قال: "إن طwwريقكم ضwwيقة تمwwر بين حقول ألغام. إن شاء اللwwه، ستصwwلون أنتم - ثالثمئwwة مقاتwwل - بعwwد فتحكم

الحدود الجنوبية إلى األهداف المنشودة". بعد انتهاء كالمه، بدأ إبراهيم مباشرة بقراءة مجلس عزاء، لكن ليس كما

إبراهيم على 258سالم

ا. امتزجت قراءته بغربة كبيرة ولم يتوقف عن ذرف الwwدموع، ثم بwwدأ يقرأ دوم� باللطم. كwwانت المwwرة األولى الwwتي أسwwمع فيهwwا هwwذا الwwبيت الجميwwل: )ترجمwwة

البيت(يا ويلي من قلب زينب كيف تقرح قلب زينب

كان الشwwباب يwwرددون معwwه وهم يلطمwwون، ثم قwwرأ مجلس عwwزاء حwwول أسwwر السيدة زينب عليها السالم، وشهداء كربالء. بعدها قال: "يwwا شwwباب، في هwwذه الليلة، إما إنكم ستلتقون بالحبيب أو إن عليكم تحمل عذابات األسر مثل عمة

.1السادات. وفي كلتا الحالتين عليكم المقاومة ببطولة" بعwwد مجلس العwwزاء، وقwwف الشwwباب ووجwwوههم غارقwwة في الwwدموع، وصwwليناwwه، ال أفارقwwه المغرب والعشwwاء. بعwwد أن عwwاد إلينwwا إبwwراهيم، كنت أرافقwwه كظل

لحظة. حملت معه أحد الجسور المتنقلة الثقيلة وتحركنا جميع�ا. �wwا جwwدا، خاصwwة� مwwع أوزان �ا ومتعب wwة" الرمليwwة صwwعب كان التنقwwل على أرض "فك الذخائر التي كwwان يحملهwwا كwwل فwwرد منwwا والwwتي تتجwwاوز العشwwرين كيلوغرام�wwا.�ا كالتwwابوت على رؤوسwwنا. كنwwا ا خشبي مضاف�ا إلى أني وإبراهيم كنا نحمل جسر� يمشي بعضwwنا خلwwف بعض في خwwط واحwwد في ممwwر تم اسwwتحداثه بين حقwwول

األلغام. ا. وصلنا إلى القناة األولى في جنوب فكة. مشينا ما يقارب اثني عشر كيلومتر� لم يبق رمwwق في الشwwباب ليسwwاعدهم على الحركwwة. كwwانت السwwاعة التاسwwعة والنصف، وكنا في السابع من شباط. عبرنا القنwwوات على الجسwwور المتحركwwة والساللم التي كنwwا نحملهwا والwتي وضwعناها على عwرض القنwwاة. يلwف سwwكون عجيب المنطقwwة. لم يكن العراقيwwون يطلقwwون أي رصاصwwة. بعwwد ربwwع سwwاعة وصلنا إلى القنwاة الثانيwwة، وأخبرنwا القيwادة بهwذا األمwر عwبر الالسwwلكي. مwرت دقائق قليلة وهwwا نحن نصwwل إلى القنwwاة الثالثwwة. كwwان إبwwراهيم مشwwغوال� طيلwwة

الوقت، يساعد

إما 1 جميع�ا غدوا قد العزاء، مجلس إبراهيم لهم قرأ الذين وكميل حنظلة كتيبتي أفراد جميع أن هنا، المدهش. أسرى وإما شهداء

إبراهيم على 259سالم

ا؛ ألن المكwان حwول القنwوات الشباب على قطع القناة الثانية، ينتبwwه لهم كثwير�مليء باأللغام والحواجز.

الوصwwول إلى القنwwاة الثالثwwة، معنwwاه التمركwwز بwwالقرب من النقwwاط الحدوديwwة للعراقيين، وبالتالي بدء العمليwwات. لكن قائwwد الكتيبwwة أوقwwف الشwwباب، وقwwال:ا، "وفق الخريطة، كان علينا المشي أكثر، لكن األمر الغريب أننwwا وصwwلنا بwwاكر��ا القنwwاة وال خبر عن الحواجز والنقاط الحدودية! لقد عبر معظم الشباب تقريب الثانية". فجأة، أضيئت سماء "فكة" كما لو كنا في وضwwح النهwwار، وكwwأن العwwدو انتظرنا بكامل قواه وعديwwده. ثم بwwدأوا بقصwwفنا بالقwwذائف، والهwwاون والمwwدافع

. كانوا يرمون علينا من كل الجهات. وبالرشاشات التي كانت بعيدة قليال� لم يكن الشwwباب قwwادرين على القيwwام بwwأي عمwwل. كwwانت العوائwwق المتشwwعبة وحقول األلغام تحول دون حركتهم. استطاع عwدد قليwwل من الشwwباب الwدخول إلى القناة الثالثة، بينما علق كثwير منهم في الرمwال. كwانوا يركضwwون في كwل اتجاه؛ أراد بعضهم، ومن خالل تخطيهم العوائق والموانع اإلسمنتية والحديدية،�ا التمركwwز في الحقwwول، لكنهم استشwwهدوا بسwwبب األلغwwام. كwwان المكwwان مليئ باأللغwwام، وألن إبwwراهيم أدرك هwwذا األمwwر، بwwدأ يwwركض باتجwwاه القنwwاة الثالثwwة. وبهتافاته وصراخه الدائم، منع شبابنا من الذهاب داخل الحقwwول من الجهwwتين. انبطح الجميع على األرض وحاولوا التحرك زحف�ا. ال مجwwال للقيwwام بwwأي عمwwل. كانت المدفعية العراقيwة تعwرف من أين سwنعبر. أمطwر قصwفها المعwبر بدقwة�ا. في تلك العتمة كبيرة، واختلط الحابل بالنابل. القنوات هي المكان األكثر أمن والفوضى، أضعت إبراهيم. تقدمت إلى القناة الثالثة، لكن من الصعب العثwwور

على أحد، رأيت أحد األصدقاء، فسألته: "هل رأيت إبراهيم؟". قال لي: "منذ دقائق مر من هنwwا". وهكwwذا صwwرت أذهب في كwwل اتجwwاه. رآني أحد القادة، عرفني وقwwال لي: "عwد بسwwرعة إلى المعwبر واطلب من الشwباب

هناك

إبراهيم على 260سالم

االنسحاب إلى الخلف. الوضع غwwير آمن في هwwذه القنwwوات، وال المكwwان يتسwwعلهم. اذهب بسرعة ثم عد إلى هنا".

تنفيذ�ا ألمر القائد، أعدت الشباب الذين كانوا في القنwwاة الثانيwwة والwwذين كwwانوا يسيرون نحونا إلى الخلف، كما ساعدت في الوقت نفسه على نقل الجwwرحى�wwا. أردت العwwودة إلى إلى الخطوط الخلفية. طwwال هwwذا العمwwل سwwاعتين أو ثالثwwه غwwير ممكن". ولمwا سwwألتهم القناة الثالثة، لكن شباب الفرقwwة قwwالوا لي: "إنا: "ولماذا؟"، قالوا: "لقد صدر أمر االنسحاب، وحwwتى الصwwباح سwwيعود مستنكر�

الشباب جميع�ا". �ا. �ا فشwwيئ �ا، صليت صالة الصبح، وبدأ ضوء الصباح باالنبالج شwwيئ بعد ساعة تقريب�ا وفاقد�ا لألمل. كنت أسwwأل الشwwباب العائwwدين عن إبwwراهيم، لكن لم كنت متعب

يكن لديهم أي خبر عنه. بعد دقائق، رأيت "مجتبى"، الذي كان وجهه ملطخ�wwا بالوحwwل والwwتراب والتعبmرwwبى"! ألم تwwأس: ""مجتwwألته بيwwة، سwwوط الخلفيwwود إلى الخطwwه، يعwwاد عليwwب

إبراهيم؟". أجابني وهو يقترب: "منذ ساعة، كنا مع�ا". قفزت من مكاني من شدة فرحي.

تقدمت نحوه وسألته مرة ثانية: "إذ�ا أين هو اآلن؟". أجابني: "ال أعرف. قلت لwwه إن أمwwر االنسwwحاب قwwد صwwدر وعلينwwا العwwودة فيwwه قwwال العتمة. إذا طلع الصباح، ال نتمكن من الحركة أو القيام بwwأي عمwwل، لكن

لي إن الشباب موجودون في القنوات، سأذهب إليهم لنعود مع�ا". : "حين كنت أتكلم معwwه، وصwwلت كتيبwwة من فرقwwة ثم أكمwwل "مجتwwبى" قwwائال� "عاشوراء"، فتكلم إبراهيم مع قائدها وأخبره بأمر االنسwwحاب. وألنwwني أعwwرف

الطريق جيد�ا أرسلني معهم ألدلهم على طريق العودة. ثم حمل قذيفتي

إبراهيم على 261سالم

"آر بي جي" وعدد�ا من القنابل وتوجه نحو القنwwاة. ومنwwذ ذلwwك الwwوقت ال خwwبرلدي عن إبراهيم".

*******

بعد ساعة، رأيت "ميثم لطيفي" يتوجه نحو الخطوط الخلفية برفقwwة عwwدد منالجرحى. أسرعت في مساعدتهم، وسألته: "ما الخبر؟".

كنت مع هؤالء الجرحى ما بعwwد قنwwاة كتيبwwة "كميwwل"، وقwwد ارتمينwwا في أسwwفلالتلة. إلى أن جاء أبرام هادي إلنقاذنا.

�ا: "أخي أبرام!؟ وما الذي حصل بعدها؟". فوقفت فجأة وسألته متعجب استطاع إنقاذنا بصعوبة كبيرة. استغل الفجر لسحبنا إلى الخلف. أثناء مسيرنا وصwwلنا إلى إحwwدى القنwwوات، كwwانت أرضwwها مليئwwة بwwالقطران والبwwنزين، وكwwان عرضها يقارب ثالثة أمتار. أحضر إبراهيم لوحين خشبيين كبwwيرين، قفwwز داخwwل القناة، وأوصل القطران والبنزين إلى ركبتيه، ثم وضع أحد اللوحين على كتفه األولى واللوح اآلخر على كتفه الثانية، ووضع طرف األلواح على جانبي القناة.

وكالجسر عبرناهما وعدنا إلى الخلف. ثم تقدم هو إلى األمام".ا. كان مقر الفرقة في "فكة"، يضwwج بالقwwادة. كwwان إنها الساعة العاشرة صباح�

كثير منهم يقول إن عدد�ا من الكتائب محاصر من األعداء.

*******

إبراهيم على 262سالم

إبراهيم على 263سالم

قناة كميل

علي نصر الله

سwwألت أحwwد قwwادة المعلومwwات: "مwwا معنى أن بعض الكتائب قد حوصرت؟ في األساس لم يتقدم العدو. والشwwباب

ما زالوا في القناتين الثالثة والثانية!". أجابني القائwwد: "إن القنwwاة الثالثwwة الwwتي اسwwتطلعناها سwwابق�ا تختلwwف عن هwwذه القناة. إن هذه القناة وعدد�ا من القنwwوات الصwwغيرة اسwwتحدثها العراقيwwون في األيام الثالثة األخيرة. لقد استحدثوا هذه القنوات بموازاة الحدود. على الwwرغم

من حجمها الصغير إال أنها مليئة بالموانع والحواجز".

ثم أكمل: "لقد لجأ شباب طليعة الكتائب إلى القنwwوات لالحتمwwاء من القصwwف العراقي. لكن بعد أن طلع النهار، اقتربت الدبابات العراقيwwة وسwwدت الطريwwق

على طرفي القنوات. وبدأت بإطالق النار عليها". سكت قليال� ثم أكمل: "لقد وضع العراقيون ستة عشر نوع�ا من العوائwق أمwام الشwwباب. كwwان عwwرض الحwwواجز الممتwwدة يقwwارب أربعwwة كيلومwwترات، كمwwا إن

المنافقين قد أعطوا كل المعلومات المتعلقة بهذه العمليات لألعداء".ا، وسألته: "وما الذي سنفعله اآلن؟". انقبض قلبي كثير�

إذا استطاع الشباب الصمود والمقاومة، سننجز المرحلة الثانية من

إبراهيم على 264سالم

العمليات، وسنعيدهم إلى هنا. : "وصل خwwبر من الكتwwائب في هذا الوقت، نادى عامل اإلشارة في المقر قائال� المحاصرة". سكت الجميع. قال عامwwل االتصwwاالت: "يقولwwون، لقwwد سwwلم األخ

"ياري" على األخ "فشرده"". هذا الخبر القصير يعني أن قائد كتيبة "حنظلة" قwwد استشwwهد. في عصwwر ذلwwك اليوم وصل خبر استشwwهاد الحwwاج "ثwwابت نيwwا" قائwwد الكتيبwwة ومسwwاعده الحwwاج

"حسيني". عم الحزن والغم، وكانت األجواء هناك عجيبة. *******

في التاسع من شwwباط، اسwتأنف الشwwباب االسwwتعداد للهجwwوم مwwرة ثانيwة علىمنطقة "فكة". رأيت أحد األصدقاء يأتي من المقر. سألته: ما الخبر؟

لقد اتصل اآلن عامل اإلشارة في كتيبة "كميwwل" وتحwwدث مwwع القائwwد "همت". الالسwwلكي يوشwwك على االنتهwwاء استشwwهد كثwwير من الشwwباب1قال: إن شwwحن

ادعwwوا لنwwا، وأوصwwلوا سwwالمنا إلى اإلمwwام، قولwوا لwwه إننwwا قاومنwwا حتى اللحظwwةاألخيرة".

قلت له بقلب مكسور وحزن كبير: "ما هو تكليفنا؟ ماذا علينا أن نفعل؟". قال: "االتكال على الله. اذهب وجهز نفسك، ستنطلق الليلwwة المرحلwwة الثانيwwة

من العمليات". عند الغwwروب، رمى شwwباب المدفعيwwة في الجيش خنwwادق العwwدو بدقwwة كبwwيرة. عاودت الكتائب حركتها من جديwwد، وتقwwدمنا نحwwو قنwwاتي "كميwwل" و"حنظلwwة". اسwwwتطاع بعض الشwwwباب المحاصwwwرين الخwwwروج في ظالم الليwwwل من القنwwwاة

وااللتحاق بنا. ا، وعwwدنا قبwwل الصwwباح إلى دشwwمنا وخنادقنwwا. لكن �wwة أيضwwذه الحملwwلم تنجح ه

القصف الدقيق الذي قام به شبابنا، حطم عدد�ا من آليات العدو.

*******

1 . الجهاز بطارية

إبراهيم على 265سالم

كان العاشر من شباط، وال يزال يسمع صوت إطالق نار من داخل القناة. من الواضح أن الشباب ما زالوا يقاومون, لكن لم نفهم بأي سالح كwانوا يقwاومون بعد أربعة أيام. عند غروب هذا اليوم، أعلن عن انتهاء العملية وانسحبت جميع القوات إلى الخلف. رأيت أحد الشباب الذي خرج البارحة من القناة، قال لي: "ال يمكنك تصور الوضع الذي كنا فيwwه، لم يكن لwwدينا مwwاء وال طعwwام والwwذخائر واألسلحة قليلة جwدا، واألرض على طwwرفي القنwاة مليئwwة باأللغwام. كنwwا نطلwwق الرصاص بين الحين واآلخر ليعرفوا فقط أننwا مwا زلنwwا أحيwwاء. كwان العراقيwون

يأمروننا عبر مكبر الصوت باالستسالم". كانت لحظwwات الغwwروب حزينwwة جwwدا. صwwعدت إلى تلwwة صwwغيرة وصwwرت أرقب المكان عبر المنظار. ما زالت بعض االنفجارات المتفرقة تشwwاهد بwwالقرب من�ا. في القناة. كان صديقي وحبيب قلبي إبراهيم هناك وال أستطيع أن أفعل شيئ

تلك الليلة، استرحت قليال� ثم عدت إلى المنطقة في اليوم التالي.

*******

.1كان العراقيون شwwديدي الحساسwwية بالنسwwبة إلى الحwwادي عشwwر من شwwباط كثفوا نيرانهم. أفwwرغت دشwwمنا األماميwwة من الشwwباب بالكامwwل، وقwwد انسwwحب الجميwwع إلى الخلwwف. قلت في نفسwwي: "ربمwwا يريwwد العراقيwwون التقwwدم، لكن

أستبعد هذا األمر؛ ألنهم وضعوا موانع وحواجز تعيقهم هم أيض�ا من التقدم".�ا يمكنwwني من . أخذت المنظار بيدي، واخترت مكان ا، تضاءل القصف قليال� عصر��ا ال يصwwدق؛ يغطي القنwwاة دخwwان كwwثيف، رؤية القناة بشكل أفضwwل. رأيت شwwيئ ويسمع باسwwتمرار صwwوت انفجwwارات. تwوجهت بسwرعة إلى شwwباب االسwwتطالع والمعلومwwات وقلت لهم: "يبwwدو أن العراقwwيين يعملwwون على إنهwwاء مسwwألة

القناة!". شاهدوا القناة بالمنظار؛ ال شيء سوى النار والدخان.

1 22. اإلسالمية الثورة انتصار ذكرى بهمن،

إبراهيم على 266سالم

أما أنا فبقي لدي أمل. قلت في نفسي: "لقد مر إبwwراهيم في أوضwwاع أصwwعبمن هذه". لكنني تذكرت كالمه قبل العمليات فارتجف قلبي.

عاد شباب المعلومات إلى دشمتهم، فيما راقبت القنwwاة مwwرة ثانيwwة بالمنظwwار. كنا نقترب من وقت الغروب عندما شعرت أن أحدهم يتقدم من بعيد. وعندما

دققت النظر أكثر، بدا األمر واضح�ا جدا. هناك ثالثة شبان يركضون في اتجاهنا. كانوا يقعون باستمرار ثم يقفون، يبwwدو أنهم جرحى ومتعبون. ومن الواضح أنهم قادمون من منطقة القنwwاة. صwwرخت ونwwاديت الشwwباب. صwعدنا المرتفwع بwwالقرب منwا، وصwwرنا نشwاهدهم من بعيwد. طلبت من الشباب عدم إطالق النار، وفي حمرة الشفق وصwwل هwwؤالء الثالثwwة

إلينا. wwوا حتى ركضwwت إليهم وسwwألتهم: "من أين أتيتم؟". لم يكن لwwديهم مwwا إن أطل قدرة على الكالم. طلب أحدهم الماء، فأعطيته المطرة بسرعة. كwwان الثwwاني

يرتجف من الجوع والتعب، بينما تلطخ الثالث بالدماء من رأسه حتى قدميه. بعد أن وعوا حقيقة ما يحصل معهم، قالوا لنا: "نحن من شباب كتيبة "كميل".

سألتهم بقلق: "وما الذي حصل مع بقية الشباب؟". أجابني وهو يحاول بصعوبة رفع رأسه: "ال أعتقwwد أن أحwwد�ا غيرنwwا مwwا زال على�ا: "خالل هذه األيام الخمسة، كيف استطعتم قيد الحياة". بعدها سألته مستغرب

الصمود؟". wwا ال قدرة لديه على الكالم، أطرق قليال� ثم قال: "خالل اليwwومين الماضwwيين، كن مختبئين تحت أجساد الشهداء، لكن هناك شخص لم يعرف التعب طيلwwة هwwذه الفترة". التقط أنفاسه ثم أكمل: "يا له من شاب! يwwرمي الwww"آر بي جي" من

جهة ومن الجهة األخرى يرمي بالرشاش، يملك قدرة عجيبة". قطع صديقه

إبراهيم على 267سالم

wwه جمwwع أجسwwاد الشwwهداء وصwwفهم إلى جwwوانب القنwwاة، كالمه وأضاف: "كما إن وقسم المؤونة والماء بين الجميع، واهتم بالجرحى أيض�ا، وكأن هwwذا الشwwاب ال

يعرف التعب".mم يستشwwwهد قwwwادة الكتيبwwwتين ومسwwwاعدوهم جميع�wwwا؟ إذ�ا عمن قلت لهم: "أوmل

تتكلم؟". �wwا". أضwwاف قwwال: "إنwwه شwwاب ال أعرفwwه، شwwعره قصwwير، ويرتwwدي سwwرواال� كردي الشاب اآلخر: "في اليوم األول، كان يضع حول رقبته كوفية عربية. مwwا أجمwwل

صوته! كان يقرأ لنا العزاء، ويرفع معنويات الشباب". كادت روحي تخرج من جسwwمي، ودار رأسwwي، ابتلعت ريقي وأنwwا أفكwwر: "إنهwwا ميزات إبراهيم". جلست واالضطراب باد على وجهي، أمسwwكت يديwwه وعينwwاي

مسمرتان من الذهول وقلت له: "إنه أبرام، أليس كذلك؟ أين هو اآلن؟". قال: "أعتقد هذا. كان بعض الشباب القدامى ينادونه بإبراهيم". رفعت صوتي

هاتف�ا: "أين هو اآلن؟". قال أحدهم: "حتى اللحظة األخيرة، حين كان العراقيون يرمون نيرانهم علينا، كان إبراهيم على قيد الحياة. قال لنا: لقد سحب الجيش العراقي قواته، كأنwwه يريwwد أن يقصwwفنا بالسwwالح الثقيwwل. إذا كwwان لwwديكم القwwدرة اسwwتغلوا ذهwwابهم وانسحبوا إلى الخلف، ثم توجه ليهتم بالجرحى، وهwwا نحن قwwد جئنwwا إلى هنwwا". لكن رفيقه قال: "لقد رأيت كيف رموه. لقد وقع على األرض بعد االنفجwwارات

األولى". تراخى جسمي رغم�ا عني. سالت دموعي، وبدأت كتفwwاي تهwwتز من البكwwاء. لم أستطع بعدها أن أتمالك نفسي. وضعت رأسwwي على الwwتراب وصwwرت أنتحب. مwwرت كwwل الwwذكريات الwwتي كwwانت لي مwwع إبwwراهيم في حيwwاتي: من حلبwwة

الw"زورخانه"، إلى "جيالن غرب"...

إبراهيم على 268سالم

اختلطت رائحwwة البwwارود القويwwة بأصwwوات االنفجwwارات، تwwوجهت نحwwو طwwرف الخنwwدق، أردت الwwذهاب إلى القنwwاة، لكن أحwwد الشwwباب وقwwف في طwwريقي: "ما الذي تفعلwwه؟ لن يعwwود إبwwراهيم إذا ذهبت إلى هنwwاك، انظwwر ومنعني قائال�

إلى النار التي تنهمر على تلك المنطقة". في تلك الليلة، نقلونا جميع�ا من "فكة" إلى الخطwwوط الخلفيwwة. كwwانت أحwwوال الشباب جميع�ا تشwبه حwالتي. حين وصwلنا إلى "دوكوهwwه"، كwان صwوت الحwاج

"صادق آهنكران" يبث في األجواء: )ترجمة الشعر( أيها العائدون من السفر أين شهداؤكم، أين شهداؤكم

ترقرقت الدموع أكثر فأكثر. انتشر خwwبر شwwهادة إبwwراهيم وعwwدم العثwwور عليwwه بسرعة بين الشباب. جاء أحد المقاتلين الذي التحق مع ابنه بالجبهة وقال لي: "كلنا محزونون على إبراهيم. والله، لو استشهد ابني، لما حزنت كحwwزني اآلن

على إبراهيم، ال أحد يعلم أي إنسان عظيم كان". في اليوم التالي، أرسلوا شباب الفيلق جميع�ا في مأذونية، وعwwادت مجموعتنwwاا إلى "طهران". لم يتجرأ أحد على إعالن خبر شهادة إبراهيم، لكنه انتشر أيض�

في كل مكان.

*******

إبراهيم على 269سالم

األسر

أمير منجر

مر أسwwبوع على فقwwدان أثwwر إبwwراهيم. قبwwل الظهwwر، أتيت إلى المسwwجد. كwwان "جعفwر جنكwروي" هنwاك، وكwان مفجوع�wا. لم يصwwدق أحwد هwذا الخwwبر. وصwلا، وصwwرنا نتحwwدث عن إبwwراهيم. فجwwأة، وصwwل "محمwwد آغwwا �wwطفى" أيضwwمص" تراشكار"، ومن دون خبر عن أي شيء، سألنا: "يا شباب، هwwل تعرفwwون أحwwد�ا

باسم إبراهيم هادي؟". فجأة سكتنا جميع�ا، ونظرنا بتعجب بعضنا إلى بعض. تقدمنا نحوه وسألناه: "ما

الذي حصل؟! ماذا تقول؟!". ا. قال: "ال شwwيء، فقwwد أخwwو زوجwwتي منwwذ أشwwهر. صwwرت صدم المسكين كثير� أسمع كل ليلwwة في منتصwwف الليwwل راديwwو بغwwداد، فwwالعراقيون يعلنwwون أسwwماء األسرى في الساعات األخيرة من كل ليلwwة! كنت أسwwتمع الليلwwة الماضwwية إلى األسماء. فجأة، قطع المwwذيع العwwراقي الwwذي يتكلم باللغwwة الفارسwwية برنامجwwهwwه تم أسwwر إبwwراهيم هwwادي، أحwwد القwwادة وبث الموسwwيقى. ثم أعلن بفwwرح أن

اإليرانيين في الجبهة الغربية".�ا، فقدت تركيزي ا ألن إبراهيم ما زال حي شعرت أنني أطير، فرحت كثير�

إبراهيم على 270سالم

ولم أعرف ماذا أفعل.mبm الحاج "علي صادقي" الصwwليب األحمwwر، ذهبنا بسرعة إلى بقية الشباب؛ كات وتوجه "هوريار" إلى مwنزل إبwwراهيم وأخwبر أخwاه بwاألمر. فwرح الجميwwع لكwون

إبراهيم ما زال على قيد الحياة.

*******

بعد مدة، وصل جواب الرسالة عبر الصليب األحمر وكان كالتالي: "أنا إبراهيما كwwالعراقيين قwwد15هادي، عمري �wwسنة، من نجف آباد في أصفهان. أنتم أيض

� أحد القادة في الجبهة الغربية!". ظننتموني خطأا من الشwwباب بقwwوا ينتظwwرون على الwwرغم من جwwواب الرسwwالة، إال أن كثwwير�

إبراهيم إلى أن تحرر األسرى جميع�ا. وكلما ذكر اسم إبwwراهيم، كwwان شwwباب هيئwwة العwwزاء يقwwرأون مجلس الصwwديقة

الزهراء عليه السالم لذكراه ويرتفع صوت البكاء.

*******

إبراهيم على 271سالم

الفراق

عباس هادي

مwwر شwwهر على فقwwدان إبwwراهيم. لم تكن أحوال أي من رفاقه على مwwا يwwرام. أينمwwا اجتمعنwwا، كنwwا نتحwwدث عنwwه ونwwذرف

الدموع. ذهبنا لزيارة أحد الشباب في المستشفى، حيث كان "رضwwا كوديwwني" موجwwود�ا أيض�ا. حين رآني، تجددت أحزانه، قال: "يا شباب، إن الwwدنيا من دون إبwwراهيم،�wwا للحيwwاة. تأكwwدوا من أنwwني سأستشwwهد في العمليwwة األولى الwwتي ليسwwت مكان

سأشارك فيها!".ا للwwه. كwwان �wwقال شاب آخر: "لم نكن نعرف من كان إبراهيم؛ كان عبد�ا مخلص بيننا، عwwاش معنwwا لفwwترة كي نعwwرف معwwنى عبوديwwة اللwwه". وقwwال آخwwر: "كwwان

�ا". إبراهيم فتوة وبطال� بكل ما للكلمة من معنى. كان عارف�ا حقيقي

*******

مرت خمسة أشهر على شwwهادة إبwwراهيم. كwwانت أمي تسwwألنا: "لمwwاذا ال يأخwwذإبراهيم مأذونية؟".

كنا نغير الموضوع بwwذرائع متعwwددة، فنقwwول: "اآلن ثمwwة عمليwwات، وال يسwwتطيع�ا ما. المجيء...". وباختصار كل يوم نقول لها شيئ

إبراهيم على 272سالم

إلى أن رأيتها مرة تدخل الغرفة وتجلس أمwwام صwwورة إبwwراهيم وتبكي بشwwدة.اقتربت منها وقلت لها: "ما بك يا أمي؟ ما الذي حصل؟".

قالت: "إنني أشم رائحة إبراهيم. إن إبراهيم اآلن في هذه الغرفة... ها هنا"..، قالت: "أنا متأكدة أن إبراهيم قد استشهد". حين خف بكاؤها قليال�

ا. مهمwا wر إبwراهيم كثwير� ثم أكملت: "في المرة األخwيرة الwتي حضwر فيهwا، تغي أصررت عليه لنخطب له، كان يجيبني: ال يا أمي، أنا متأكد من أنني لن أعwwود.

ال أريد أن تنتظرني عيون دامعة في زاوية البيت!". بعد أيام، جلست مرة ثانية أمام صورة إبراهيم وصwwارت تبكي، إلى أن أجبرنwwا

على إحضار خالي وإخبارها بحقيقة األمر. في ذلك اليوم، انهارت أمي. اشwwتدت أزمتهwwا القلبيwwة، وأدخلناهwwا المستشwwفى

حيث وضعوها في العناية الفائقة. فيما بعد، حين كنا نأخذ أمي إلى مقبرة "بهشت زهراء"، كانت تفضل القطعة الرابعwة واألربعين، حيث تجلس بwالقرب من قبwwور الشwهداء المجهwولين. على الwwرغم من أن البكwwاء مضwwر بهwwا، لكنهwwا كwwانت تفضwwفض عن نفسwwها وتبwwوح

بمكنونات قلبها مع الشهداء المجهولين.

*******

إبراهيم على 273سالم

البحث عن الشهداء

سعيد قاسمي وأخت الشهيد

م، عwwwاد األسwwwرى إلى1990في العwwwام ، ولكن تبدد أمل الشباب.1الوطن. كان بعضهم ال يزال ينتظر إبراهيم

في العام التالي، توجه عدد من رفاق إبراهيم إلى منطقwwة العمليwwات وقصwwدوا "فكة". في هذه الرحلة، وجد الشباب عدد�ا من أجساد الشwwهداء ونقلوهwwا إلى

"طهران". ذهبنا مرة لزيارة عائلة أحد الشهداء. قالت لنا أم الشهيد:

هل تعرفون في أي منطقة استشهد ابني؟ نعم. لقد كنا مع�ا.

بما أن الحرب قد انتهت، أال يمكنكم العثور على جثمانه وإعادته؟ا. لقد جعلني كالم األم أفكر كثير�

في اليوم التالي، تكلمت مع عدد من القادة والمحروقين بنار الحرب، واتفقنwwا على البحث عن أجساد أصدقائنا. بعد مدة، توجهنwا مwع عwدد من الشwwباب إلى

"فكة".

1 . المحررين العائدين مع االسم بهذا شابان هناك كان بالفعل

إبراهيم على 274سالم

بعد البحث والتفتيش، وجدنا أجساد ثالثمئة شهيد ومن بينهم ابن هذه السيدة. بعد ذلك، تأسست فرقة االستقصاء والتفتيش عن الشwwهداء الwwتي تعمwwل على

طول الحدود حيث كانت جبهة الحرب. إن عشق شهداء "فكة" المظلومين دفعنا لتوسعة عملنا هناك على الرغم منا من الشباب الذين يعرفون إبwwراهيم صعوبة العمل في تلك المنطقة. إن كثير� يعتبرونه هو مؤسس فرقة البحث واالستقصاء ألنه كان يwwذهب بعwwد العمليwwات

للبحث عن أجساد الشهداء. بعد خمس سنوات من نهاية الحرب، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة، بwwدأ العمل في القناة المعروفة بقناة "كميل". كنا نجد الشهداء واحwwد�ا تلwwو اآلخwwر، وفي آخر القناة، كان الشهداء موضوعين بعضwwهم قwwرب بعض، فتم إخwwراجهم

بسهولة من هناك. لكن ال خبر عن إبراهيم. كان "علي محمودوند" قائد مجموعة االستقصاء في الفرقwwة، وهwwو من الwwذين

mل األعداء داخل القناة في عمليات "والفجر التمهيدية". حوصروا من قب�ا إلبراهيم، ويكرر: "ال أحwwد يعwwرف غربwwة "فكwwة". كم يعتبر "علي" نفسه مديون من الشwباب المظلwومين في هwذه القنwاة! إن رائحwwة غربwة كwربالء تفwوح من

تراب "فكة"". في أحد األيام، خالل البحث، تم العثور على جثمان أحwwد الشwwهداء. ووجwwد بين أغراضه دفتر مذكراته، وبعد كل هwwذه السwwنوات مwwا زال الخwwط مقwwروء�ا. كتب

في الصفحة األخيرة: "اليوم هو اليوم الخامس لمحاصرتنا. وزعنا الطعام والماء. الشwwهداء في آخwwر القناة. اآلن ال يشعر الشهداء بالعطش. روحي فداء شwwفاهك العطشwwى يwwا بن

فاطمة!".

إبراهيم على 275سالم

حين قرأ الشباب هذا الwwدفتر، تبwwدلت أحwwوالهم وأكملwwوا البحث عن الشwwهداء.وعلى الرغم من العثور على أكثر الشهداء، ال خبر عن إبراهيم.

جاء أحد أصدقاء إبراهيم إلى "فكة"، وقال لنا وهو يسترجع ذكرياته: "ال تبحثوا، أستبعد أن تعثروا عليwwه، لقwwد عن إبراهيم، لقد أراد أن يبقى مفقود�ا ومجهوال�

ا لسالكي طريق النور". بقي إبراهيم في "فكة" كي يصير شمس� في أواخر التسعينات، استؤنف البحث واالستقصاء مرة ثانية في "فكة"، حيث

تم العثور أيض�ا على شهداء داخل القناة، لكن معظمهم مجهولو الهوية. خالل عملية البحث هwwذه، التحwwق "علي محمwwود ونwwد" برتwwل الشwwهداء، وبعwwده

بقليل "بازوكي". نقلت أجساد الشهداء المجهولي الهوية إلى مركز االستقصاء. سيتم تشwwييعهم

، وبعد مسيرة طويلة في أنحاء الوطن، يدفنون في نقطة1في األيام الفاطميةما من تراب إيران.

في الليلwwة الwwتي كwwان من المفwwترض أن يشwwيع خاللهwwا هwwؤالء الشwwهداء في "طهران"، زارني إبراهيم في المنwwام، كwwان يقwwف أمwwام بwwاب الwwبيت، قwwال لي

بشوق خاص وحماسة: "ها نحن قد عدنا أيض�ا! وبدأ يلوح لي بيده". رأيت إبراهيم في منامي مرة ثانية. إنه أثنwwاء تشwwييع آخwwر لشwwهداء مجهwwولين،

تحرك أحد التوابيت على الناقلة الكبيرة وخرج إبراهيم منه وصار يبتسم لنا. في اليوم التالي، خwwرج النwwاس المعظمwwون للشwwهداء بحماسwwة وشwwوق خwwاص�ا. بعدها أرسل الشهداء إلى مدن متعددة ليwwدفنوا الستقبالهم. كان تشييع�ا مهيب

فيها. أعتقد أن إبراهيم قد عاد مع الشهداء المجهولين في ذكرى شهادة الصديقة

1 . السالم عليها فاطمة السيدة شهادة ذكرى

إبراهيم على 276سالم

ا الطاهرة عليها السالم، ليزيل غبار الغفلة عن وجوهنwا. لwذلك كلمwا زرت قwبر�لشهيد مجهول، أتذكر إبراهيم وأقرأ الفاتحة له ولكل إبراهيم في هذا الوطن.

*******

إبراهيم على 277سالم

الحضور

من أهم األعمال التي أنجwwزت في المنطقwwة، رسwwم وجwwه م. في األيwwام1997إبwwراهيم تحت جسwwر جwwادة "الشwwهيد محالتي" في العwwام

األخيرة لوضwwع اللمسwwات األخwيرة على مجموعwwة الشwwهداء، ذهبت إلى السwwيدوقلت له: يا سيد، سمعت أنك أنت من رسم صورة إبراهيم!

- نعم، لماذا؟ا - ال شيء، أريد فقط أن أشكرك؛ ألن إبراهيم، بهذه الصورة، سwwيبقى حاضwwر�

في الحي. �ا ألرسwwم صwwورته، لكن بعwwد القيwwام بهwwذا - أنا ال أعرف إبراهيم، لم أطلب شwwيئا من العمل، أنزل الله بركة على حياتي ال يمكن حسابها. كما إنني رأيت كثwwير�

األشياء بسبب هذا الرسم.؟ - مثال�

- حين رسمت هذه الصورة، وانطلق معرض "تجلي الشwwهداء"، جwwاءت امwwرأةعwwوا هwwذه الحلwwوى هنwwا عن روح هwwذا ليلwwة الجمعwwة إلي وقwwالت: "يwwا سwwيد، وز الشهيد". اعتقwwدت أنهwwا تعرفwwه، لwwذلك سwwألتها إن كwwانت من أقwwارب الشwwهيد،�wwا أكملت قائلwwة: "إن بيتنwwا بwwالقرب من هنwwا. فقالت: "ال!". وحين رأتwwني متعجب

كنت أعاني من أزمة صعبة في حياتي. منذ أيام،

إبراهيم على 278سالم

حين كنت ترسم الصورة، مررت من هنا، قلت في نفسي: "يwwا إلهي، إن كwwان للشهداء مقام لديك، أرجوك بحق هذا الشwwهيد حwwل مشwwكلتي، وأنwwا أعwwدك أن أصلي في أول الوقت. ثم قرأت الفاتحة لهذا الشwwهيد الwwذي ال أعwwرف اسwwمه.

لن تصدق، تحقق طلبي بسرعة كبيرة، وأتيت اآلن ألشكره". ثم عقب السwwيد: "في السwwنة الماضwwية، كwwانت أوضwwاع عملي غwwير مسwwتقرة. عانيت من مشكالت كثيرة. عندما مررت أمام صwwورة إبwwراهيم، التفت إلى أن ألوانها قد بهتت بمرور الزمان. جهزت "سقالة بناء" وأحضرت األلوان وبwwدأت بترميمها وتحسينها. كان األمر ال يصwwدق. في الwwوقت الwwذي أنهيت فيwwه عملي،

عرض علي مشروع كبير. فحلت معظم مشكالتي المالية يومها". �ا لwدى اللwwه. مwwا زلنwwا ال نعwwرفهم حwق ثم أكمل: "إن لهؤالء الشهداء مقام�ا عاليالمعرفة. إذا قمتm بعمل بسيط لهم، يعطيك الله بدال� عنه أضعاف�ا مضاعفة".

*******

كنت في المسwجد، عنwدما جwاء شwخص يبحث عن أصwدقاء إبwراهيم، يريwد أنيسألهم عنه. استفسرت منه: "ماذا تريد؟ قد أستطيع مساعدتك".

- ال شيء. أريد أن أعرف من كان هذا الشهيد؟ وأين قبره؟ ترددت ماذا أقول. بعwwد لحظwwات من السwwكوت، قلت لwwه: "إن إبwwراهيم هwwادي شهيد مجهول وككل الشهداء المفقودي األثر والمجهولين فهو ال قبر لwwه. لكن

لماذا تسأل عنه؟". تغيرت حال ذلك الرجل، ثم قال:

يقع بيتنا بالقرب من صورة الشهيد هادي. ولدي ابنwwة صwwغيرة تمwwر كwwل صwwباح بالقرب من صwwورته لتwwذهب إلى المدرسwwة. سwwألتني مwwرة: "أبي من هwwو هwwذا

الرجل؟"، قلت لها: "ذهب هؤالء لمقاتلة األعداء ومنعوهم من الهجوم علينا،

إبراهيم على 279سالم

ثم استشهدوا". ومنذ أن سwwمعت ابنwwتي هwwذا األمwwر، صwwارت تلقي التحيwwة كwwل صباح على الصورة. منذ ليال، رأت ابنتي الشهيد هادي في منامهwwا. قwwال لهwwا:wwك "أيتها الفتاة الصغيرة، كلما ألقيت التحيwwة علي، أرد السwwالم وأدعwwو لwwك؛ ألن على الرغم من صغر سwwنك تحwwافظين جيwwد�ا على حجابwwك". فwwابنتي اآلن تريwwد

معرفة من هو الشهيد هادي وأين قبره؟ اختنقت بعبرتي، لم يكن لwدي مwwا أقولwwه. قلت لwwه: "قwwل البنتwwك، إذا أردت أنا، اهتمي بصالتك وحجابك". ثم رحت أخبره عدد�ا يدعو لك الشهيد إبراهيم دوم�

من الذكريات عن إبراهيم.

*******

أذكر جملة كتبت على لوحة كبيرة: "إن العالقة مع الشwwهداء متبادلwwة. إذا كنتمعهم، سيكونون معك". ما أكثر المعاني الموجودة في هذه الجملة!

م، تwwوجهت إلى "جيالن غwwرب"2009ه.ش- آذار 1388في النوروز من العام الستكمال معلومات الكتاب. في الطريق، وصلت إلى مدينة "إيوان".

�ا جدا. فأنا أقود منذ الصباح ولم أعثر هنا على اقترب وقت الغروب وكنت متعبفندق أو نزل.

ر لي األمwwور، wwك. يسwwا ألجلwwراهيم، أتيت إلى هنwwيد إبwwا سwwبي: "يwwقلت في قل بمشيئة الله".

ارتفwwع صwwوت األذان، فقلت في نفسwwي: "لwwو كwwان إبwwراهيم هنwwا، ألسwwرع إلى الصالة". توجهت إلى المسجد وصليت المغرب جماعwwة. بعwwد الصwwالة، اقwwترب مني رجل خمسيني، سلم علي بأدب وسwwألني: "أنت قwwادم من "طهwwران"؟"،

أجبته بتعجب: "نعم، لماذا تسأل؟".: "بيتنا قريب، كwwل شwwيء قال: "لقد عرفت من نمرة سيارتك". ثم أكمل قائال�

جاهز، شرفنا".

إبراهيم على 280سالم

- أشكرك جزيل الشكر، علي أن أذهب. - استرح الليلة، وتنطلق غد�ا صباح�ا.

لم أشأ القبول. ثم تقدم خادم المسجد منا وقال لي: "إنه السwwيد "محمwwدي"،من مسؤولي البلدية هنا. اسمع كالمه ورافقه".

�ا لدرجة جعلتني أقبل. عشاء فwwاخر، أفضwwل ضwwيافة و... كنت أودعwwه كنت متعب في الصباح بعد تناول الفطwwور عنwwدها سwwألني: هwwل يمكنwwني أن أعwwرف سwwبب

قدومك إلى هذه المدينة؟إنني ذاهب إلى "جيالن غرب"، الستكمال مذكرات أحد الشهداء.

�ا: "أنا من "جيالن غرب"، من هو الشهيد الذي تبحث عنه". قال لي متعجب أجبته: "أنت ال تعرفه". ثم أخرجت صورة من حقيبتي وأعطيته إياها. نظر إلي بتعجب: "أليس هwwذا السwwيد إبwwراهيم!! كنت وأبي من قواتwwه، كنwwا مع�wwا في

العمليات وفي االستطالع، في السنة األولى من الحرب". wwق. اختنقت بعwwبرتي؛ منwwذ ، ولم أعwwرف بمwwاذا أعل نظرت إليه مصدوم�ا مwwذهوال� الليلة السابقة تم استضافتي على أفضل نحwwو، وكwwان مضwwيفنا من أصwwدقائك!

ا جزيال� لك يا إبراهيم. صليت أول الوقت بسببك. أما أنت... شكر� ذكر في القرآن الكريم أن الشهداء أحياء. إنهم الشهداء على هذا العالم. هwwذا

. لقwwد حwwل إبwwراهيم1ما لمسناه بوضوح خالل األحداث األخيرة بعwwد االنتخابwwاتضيف�ا على رفاقه في مناماتهم ودلهم على الطريق الصحيح.

*******

عام 1 الرئاسية االنتخابات فتنة .2009أحداث التزوير وادعاء ،

إبراهيم على 281سالم

سالم على إبراهيم

عندما أردنwwا القيwwام بعمwwل حwول إبwwراهيم، بwwذلنا قصwwارى جهدنا لننجزه بعون الله على أفضwwل وجwwه؛ مقتنعين بwwأن

هذا الكتاب لم يستطع إظهار قطرة من بحر كماالت وعظمة إبراهيم. بداية�، أشكر الله ألنه عرفني إلى أحد عباده األطهار والمخلصين، كما أشكره؛ ألنه اختارني لهذا اإلنجwwاز. في هwwذه الفwwترة، شwwعرت بكثwwير من التغwwيرات في

حياتي. سنتان من الجهد المستمر، ستون مقابلة، عدد من األسفار ومرات من إعادة�ا للكتاب ينسجم مع أحwwوال إبwwراهيم تنظيم النص. أحببت أن أختار اسم�ا مناسب

وشخصيته.التقيت بالحاج "حسين"، سألته: ما االسم الذي تقترحه للكتاب؟

ا من شwwباب الجبهwwة، يعرفونwwه من خالل أذانwwه، ذلwwك األذان "األذان"؛ ألن كثير�العجيب.

بينما اقترح أحد الشباب الجملة التي أطلقها مرة� الشهيد "إبwwراهيم حسwwامي" على الشهيد إبراهيم هادي: "العارف الفتوة"، لكنني اخترت في قرارة نفسي

العنوان اآلتي: "معجزة األذان". كان الوقت ليال� عندما كنت أفكر في هذا الموضوع. لفت نظري قرآن على

إبراهيم على 282سالم

الطاولة بالقرب مني. أخذت الكتwwاب الكwwريم، ورددت في قلwwبي: "إلهي، لقwwد كان هذا العمل ألحد عبادك الصالحين والمجهwwولين. أريwwد أن أسwwتخرج عنwwوان

الكتاب من بين صفحات القرآن". ثم أكملت: "كل العمل إلى اآلن مwwدين للطفwwك. فأنwwا ال أعwwرف إبwwراهيم، ولم أكن بعمر يسمح لي بالذهاب إلى الجبهة، لكن محبتك شملتني كي أنجwwز هwwذا

العمل.إلهي، أنا ال أعرف كيف أستخير، وال أستطيع استنباط معنى اآليات".

ثم قلت: "بسwwم اللwwه"، وقwwرأت سwwورة الحمwwد، وفتحت المصwwحف الشwwريف.ووضعته على الطاولة.

نظwwرت بدقwwة إلى الصwwفحة الwwتي فتحت أمwwامي، وانخطwwف لwwون وجهي لمwwارأيته...

شعرت بwwدوار في رأسwwي. ومن دون إرادة مwwني، اغwwرورقت عينwwاي بالwwدموع. وما بعwwدها من سwwورة الصwwافات: قwwدس سرهسwwالم على109ظهرت اآليات

إبراهيم. كذلك نجزي المحسنين. إنه من عبادنا المؤمنين دام ظله.

*******

إبراهيم على 283سالم

ملحق: ملف الصور

� ولد في ربيعي ما زلت جذرا فأزهرت وردة� حمراء في بستان

عشقييموت الليل والغروب والزبد والريح والموج

وأنت خالد في هدوء ضفافي

إبراهيم على 284سالم

إبراهيم مع شباب ال "زورخانه ".الحاج "حسن توكل"، العجوز الجالس في الصف األعلى.

الحضور األخير إلبراهيم في "زورخانه" الحاج "حسن توكل ".

إبراهيم على 285سالم

"سربل ذهاب"، األيwwام األولى للحwwرب. "أصwwغر وصwwالي" الجwwالس في الجهwwةاليمنى.

إبراهيم األول من اليمين، واقف بالقرب من سيارة "أصغر "" البيكان ". )معظم هؤالء الشباب التحقوا بقافلة الشهداء(.

حائط الشعاراتفي مقر الحwwرس في "جيالن غwwرب"، حائط كتب عليه شعار خاص بكل قائد. الشعار الذي كتب عليه إلبراهيم : مقاتل بميزات "بوريا الولي ".

الشهداء: "مرادي"،"إبراهيم هwwادي"،"جهwwان بين" بwwالقرب من جثمانwwا لشwwهيد"وصالي ".

إبراهيم على 286سالم

السالم عليك يا علي بن موسى الرضا عليه السالم

لذكرى القادة والشهداء الغرباء وصانعي المالحم والبطوالت في "جيالن غرب."

في مقر مجموعة "أندرزكو": الشهيد "علي أوسط" معwwاون لwwواء "مسwwلم بنعقيل" هو الجالس على يسار إبراهيم.

إبراهيم على 287سالم

مقwر مجموعwة "أنwwدرزكو"، لم ينتwwه الش بwwاب من تناول الغداء عندما حان وقت الصالة. فخرج إبراهيم إلى الحديقة ورفع صwwوته

باألذان.

الشwwهيد "رضwwا دسwwتواره" )نwwائب قائwwدا لفرقwwة( وجهه إلينا والشهيدان "حسن زماني" )مسwwؤول المحwwور( و "رضwwا تشwwراغي"

في مقابله.

ا من اليمين الشهيد "حسwwن بwwاالش"، الشwwهيد "هwwادي"،"بwwزرك زاده" و جلوس� "حسwwين اللwwه كwwرم" والشwwهيد "حسwwين بسwwيطي". وقوف�wwا من اليسwwار "رضwwا

كوديني" والحاج "علي صادقي ".

إبراهيم على 288سالم

�ا عسکرية مرقطة وذهب إلى الشباب. عندما عاد كwwان يرتwwدي ثيwwاب لبس ثياب المتطوعين. سألته: "يا إبراهيم، أين ثيابwwك؟ قwwال: "لقwwد أعجب أحwwد الشwwباب

األكراد بثيابي فأعطيته إياها ".

إبراهيم بالقرب من الحاج "حسين اللwwه كwwرم" والشwwهيدين "رضwwا كوديwwني" و"جمال تاجيك ".

إبراهيم على 289سالم

شباب المجموعة في مقر الشهيد "أندرزكو"، يستعدون لالنطالق إلى "مطلwwعالفجر ".

الشهيد "رضا كوديني"، يحمل القرآن فوق رأس الشهيد "جمال تاجيك ". بعد س اعات قليلة، يلتحق "جمال" الwwذي كwwان قائwwد كتيبwwة االقتحwwام، بقافلwwة الش هداء على مرتفعات "شياكوه". كwwان "رضwwا" من القwwادة الشwwجعان ومن أصدقاء إبراهيم المقربين جدا. لم يستطع تحمل فراق إبراهيم، فاستشهد بعد

شهرين في منطقة "فكة" أيض�ا عندما كان قائد كتيبة "حنين ".الشهداء "هادي ""خرمدل"،"تاجيك"،"كاظمي" و...

إبراهيم على 290سالم

"جيالن غرب"، إبراهيم هادي وقوف�ا والشهيد "رضا تشwwراغي" )قائwwد الفرقwwة(ا لجهة اليمين. جالس�

بعد مدة على حادثة األذان في مطلع الفجر، ها هو إبراهيم يرجع إلى الشwبابورقبته ملفوفة باألبيض.

إبراهيم على 291سالم

الشهيد "جواد افراسيابي"، الشهيد "إبراهيم هwادي"، الشwwهيد "رضwwا كوديwwني")إلى اليسار(.

"جواد أفراسيابي" من القادة المجهwwولين والشwwجعان خالل الwwدفاع المقwwدس.

قدم إحدى قدميwwه خالل الجهwwاد، لكنwwه كwwان يقطwwع المرتفعwwات بقwwدم واحwwدة. شارك مع إبراهيم وش بwwاب الشwwهيد "أنwwدرزكو" في عمليwwات االسwwتطالع. لم يسwwتطع تحمwwل بعwwد إبwwراهيم، واسwwتش هwwد بعwwد أشwwهر حين كwwان نwwائب قائwwد

المعلومات في الفرقة.قدمت عائلته الكريمة مضاف�ا إلى جواد أربعة شهداء.

إبراهيم على 292سالم

الشباب بعد مباراة كرة الطائرة مwwع إبwwراهيم. الشwwهيد "جwwواد صwwراف" )قائwwدكتيبwwwwwwwwة الشwwwwwwwwهادة( هwwwwwwwwو الرابwwwwwwwwع لجهwwwwwwwwة اليمين وقوف�wwwwwwwwا.

مستشفى نجمية بعد عمليات "الفتح المبين ".

إبراهيم على 293سالم

م.1982" شباط 7الصور األخيرة إلبراهيم في معسكر "تشنانه" في "فكة الشهيد "علي خرمدل" )الجالس بقبعة بيضاء(

الخوف كلمة ال معنى لها في قاموس علي. في إحدى المرات، حين كwwان مwwع الشباب في عملية استطالع، التفت إلى نفاد المؤونة. في منتصف الليل تwwرك علي الشباب وعاد بعد ساعات وفي يده وعاء مليء بالwwدجاج المسwwلوق. بعwwد ذلك عرفنا أنه أحضر هذا الدجاج من مطبخ العراقيين. كwwان مwwع إبwwراهيم منwwذ أيام ال "زورخانه" وخالل الجبهة لم يفترق لحظة عنه. التحwwق "علي" برفاقwwه

م.1986الشهداء في العام

إبراهيم بين شباب المعلومات في الفرقة )منطقة "فكة"(.

إبراهيم على 294سالم

الشهيد "علي محمود وند" )مسؤول التفتيش عن الشهداء في فرقة الرسول) صلى الله عليه وآله خالل التفتيش والبحث عن شهداء قناة "كميل ".

شباب التفتيش خالل البحث عن شهداء "فكة ".mم إلى السwwماء، قنwwاة "كميwwل" )قب ل عمليwwة البحث والتفwwتيش عن ل wwا سwwهن

الشهداء() إبراهيم إلى جانب الحاج "حسين الله كرم" )مرتفعات "جيالن غرب" (

إبراهيم على 295سالم

الشwwwهيد "إبwwwراهيم حسwwwامي" )الجwwwالس في الوسwwwط). إذا جمعتم الثبwwwات، الشجاعة والشهامة وكل العبارات المشابهة مع بعضها بعض�ا ستحصwwلون على الوجه المنير ل "إبراهيم حسامي". كwwان الشwwهيد "حسwwامي" يرافwwق الشwwباب في العمليات وفي االستطالع، على الرغم من قدمه المبتورة، وكان يرفع من معنويwwات الشwwباب ويبث فيهم قwwوة القلب. في إحwwدى المwwرات، عنwwدما كwwان الشباب يتحدثون عن إبراهيم، قال الشهيد "حسامي":"إن كبار رجال الحwwرب عندنا، هم صغار أمام أخي "أبرام" والكثير منهم كانوا تالميذه. س معت فيمwwا بعwwد عبwwارات تش بwwه هwwذه على لسwwان الشwwهيد "مهwwدي خنwwدان" )قائwwد لwwواء عمwwار) والش هwwداء الحwwاج "جعفwwر جنكwwروي"،"حسwwين إسwwكندر لwwو"،"أحمwwد

نوزاد"،"علي جزماني" و...

"دوكوهwwة" بwwع د عمليwwات "والفجwwر التمهيديwwة"، من اليمين الشwwهيد "عليخرمدل"، الشهيد "إبراهيم حسامي"، الجريح العزيز "علي نصر الله ".

عندما كانت المجموعات تتوجه لالس تطالع داخل مواقwwع األعwwداء، كwwان كثwwير من الشباب يحبون مرافقة "علي نصر اللwwه". كwwان حضwwوره في أي مأموريwwة يبث الشجاعة في قلوب الشباب. حين أصيب في رأسه في منطقة "مهwران" لم يكن أحد يتخيل أن يعيده الله إلى صwwفوف الشwwباب. إن الحwwاج "علي" من

إبراهيم على 296سالم

الشهداء األحياء في وحدة األمن الذي رافق إبwwراهيم منwwذ أيwwام ال "زورخانwwه"ولم يفترق عنه أبد�ا.

إبراهيم على 297سالم

الشهداء "جواد أفراسيابي"،"إبراهيم هادي" و "ماشالله عزيزي ". كان "ماشالله" من المقاتلين األكراد الشجعان في مجموعة "أندرزكو"، وكانا. وقد التحق بإخوته الشهداء بعد سنوات من نهاية الحرب. يحب إبراهيم كثير�

جبهة "جيالن غرب" الجالس في األمام بثياب الحرس هو القائد الشهيد "رضwا

ستوده ".

إبراهيم على 298سالم

بالطة ضwwريح الشwwهيد إبwwراهيم هwادي الwتي وضwwعت على مwwزار أحwد الشwهداء في مقبرة "بهشت زهراء ".26المجهولين في القطعة

إبراهيم على 299سالم

ما زالت ذكرى الشهيد إبراهيم حية؛ واسمه خالد. م.2008 شباط 11المراسم األولى إلحياء ذكرى الشهيد إبراهيم هادي

إبراهيم على 300سالم

سلسلة سادة القافلة:تصدر عن دار المعارف االسالمية الثقافية

. تراب كوشك الناعم1 . كاوه - معجزة الثورة2 . قائدي3 . كتيبة كميل4

إبراهيم على 301سالم

إبراهيم على 302سالم

إبراهيم على 303سالم

يصدر قريبا:

(1 . دا - أمي )ج1(2 دا - أمي )ج

. الهداية الثالثة)هدايت سوم(2 . جوهرة هامون )نگين هامون(3

قيد الترجمة

. القرآن في خنادق الجهاد1 . تل جافيدي وسر أشلو )تپ? جاويدي وراز اشلو(2 . نور الدين ابن ايران3 . كوچ? نقاش ها4 . ملحمة تل برهانى )حماسه تپ? برهاني(5 . الفصيل األول )دسته يك(6 . نهج األخيار )رسم خوبان(7