الشباب واالهداف التنموية لاللفية فى الوطن العربى UNDP مقدمة الى

UNDESA

ورقة عمل اولية العولمة الشباب العربى و

نسخة اولية مقدمة الى ورشة عمل 23/6 - 22 صنعاء –

مقدمة من :جيهان ابوزيد

باحثة عربية ومديرة تحرير مجلة انهار

1

مقدمة :

شهد العالم فى الحقب األخيرة من القرن الماضى تشكال لنظام عالمى جديد اتضحت معالمه وآلياته تدريجيا حتى وصلت فى تجلياتها العليا إلى ما

يطلق عليه العولمة، التى أصبحت اإلطار الذى يفترض أن تتحرك فيه وتتأثر به كل الظواهر المجتمعية على المستوى المحلى واالقليمى والدولى، كما اعتبرت

آلياتها هى الحاكمة لكل ما سبقها من إنجازات المجتمع الدولى االقتصادية والسياسية والثقافية بحيث أصبحت هذه اإلنجازات مسخرة إلى حد كبير لخدمة

أهداف العولمة سلبية كانت أو إيجابية .

وقد تم تبلور ظاهرة العولمة ومأسستها وتقنينها على مدى الحقبتين الماضيتين من خالل عدد من السياسات التى من شأنها أن تؤدى إلى تحقيق

الهدف االستراتيجى لها، وهو إعادة تشكيل النظام االقتصادى لجميع الدول وتحويلها إلى اقتصاد السوق بهدف إدماجها جميعا فى إطار السوق العالمى،

ولتحقيق هذا الهدف االقتصادى، تشمل العولمة تجليات وآليات ذات أبعاد عكس على الشعوب العربية نساءتن ,سياسية واجتماعية وثقافية وعسكرية

ورجاال من خالل تبنى الحكومات لسياسات وبرامج العولمة وتحويلها إلى سياسات عامة وطنية يؤثر تطبيقها على حياة المواطنين نساء ورجاال، سلبا

وإيجابا . وعلى الرغم من نجاح هذه الظاهرة فى السيطرة على تشكيل وصياغة

ة يتصاعديمعظم المجتمعات على مستوى العالم، إال أنها مازالت ظاهرة خالف الجدل والصراع بين معضديها ومعارضيها يوما بعد يوم كما أن هناك كثير من

التباين فى الرؤى فى داخل كل من المعسكرين . ويرتبط الخالف إلى حد كبير بتحديد ماهية وآليات الظاهرة، ومن ثم

الخطاب األيديولوجى المساند لها، والذى يؤدى إلى إيجاد استراتيجيات مختلفةللتعامل مع العولمة.

أدى االختالف الفكرى والسياسى حول ظاهرة العولمة إلى وجود العديد من التعريفات التى سنحاول، من أجل الوضوح الفكرى، اختزالها فى تعريفين

أساسيين يرتبطان بمقاربتين منهجيتين ويشمال الخطوط العريضة لكل.التعريفات األخرىوهما، التعريف الوظيفى والتعريف البنيوى للعولمة

فيركز على وصف تجليات ومظاهر وإنجازاتى,أما التعريف الوظيف العولمة مثل ، التقدم التكنولوجى غير المسبوق، وثورة المعلومات واالتصاالت،

وقوة وحركية الشركات العابرة للقوميات، والتحوالت الالزمة إليجاد سوق عالمية واحدة تضمن فيها حرية الحركة لرأس المال، والسلع والخدمات، وقوى

العمل البشرية، نشرة غير–) تجليات العولمة فى الوطن العربى ( دراسة منشورة فى المراة والعولمة 6شهيدة الباز ص

2004دار نشر نور لبحوث المراة القاهرة –دورية

2

ويتجلى الخطاب الثقافى األيديولوجى لهذا التعريف فى اعتبار العولمة تعبيرا صار الحضارة الغربية الرأسمالية ومن ثم فهى نهاية التاريخ ، وهىتعن ان

ظاهرة ال مفر منها، من شأنها تحويل العالم إلى قرية كونية، وعلى المجتمعات أن تعيد هيكلة واقعهاSurvivalالتى تود اإلستمرار فى الحياة فى هذا العالم

لتتكيف مع متطلبات االندماج فى السوق العالمى، وهو الهدف االستراتيجى2*للعولمة .

ىوقد تمثلت روشتة تحقيق هذا اإلندماج فى سياسات التكيف الهيكل والتثبيت المالى التى صاغها البنك وصندوق النقد الدوليين، والتى اضطرت

معظم دول العالم الثالث إلى تبنيها للخروج من أزمة الديون التى خنقتها فىالثمانينات من القرن الماضى .

ويالحظ أن المدافعين عن هذه الرؤية يركزون على مطلب الحريات االقتصادية والسياسية وتفعيل الديمقراطية الليبرالية وتعزيز دور المجتمع

المدنى واستقالليته عن الدولة، التى يجب أن يتقلص دورها إلى الدور التقليدى للدولة الحارسة، كما يرحبون باالندماج فى القرية الكونية واالستفادة بكل ما

تقدمه العولمة على أنهم من ناحية أخرى ال يهتمون بقضايا مثل تناقض المصالح وعدم التكافؤ فى عالقات القوى االقتصادية والسياسية بين األجزاء المختلفة من العالم، والنابع من عدم التكافؤ هيكليا وتنمويا بين هذه األجزاء والتى يمكن أن تعطل المشاركة الحقيقية فى العولمة، كما أنهم ال يهتمون

باحتماالت تهميش، أو حتى القضاء على بعض هذه المجتمعات نتيجة للصراعات الدينية والعرقية والقبلية التى تغذيها العولمة والتى تحسم فى النهاية لصالح

الدول الكبرى فى إطار سيادة فلسفة الداروينية االجتماعية " أى البقاء لألقوى. "

على أنه من المهم اإلشارة هنا إلى أنه قد ظهر فى إطار التعريف الوظيفى للعولمة توجيه أكثر انسانية، نادت به منظمات األمم المتحدة، يؤمن

Globalization with aبحتمية العولمة ولكنه ينادى بتطبيقها بشكل إنسانى Human Faceونتيجة لذلك بدأ اهتمام المنظمات الدولية بمواجهة اآلثار

االجتماعية السلبية للعولمة على المجتمعات وعلى القوى االجتماعية المهمشة فى داخل المجتمع الوحد. ويبرز هنا تبنى استراتيجيات الفقر تقليل وتمكين

الفقراء من الحصول على دخل .

أما التعريف البنيوى للعولمة فهو باإلضافة إلى تناوله تجليات العولمة ومظاهرها وإنجازاتها، فهو يتخطى ذلك إلى تحليل بنيتها ومعرفة آليتها ومنطق

تطورها بنيويا فى السياق التاريخى الحالى .

3

وفى هذا اإلطار ينظر التعريف البنيوى إلى ظاهرة العولمة باعتبارها عملية تاريخية جدلية تمثل مرحلة متقدمة من مراحل التاريخ اإلنسانى،

المتطور دائما، من حيث تراكم المعرفة العلمية والتكنولوجية، ولذلك فالعولمة فى إطار هذا التعريف ليست نهاية التاريخ، كما يؤكد هذا التعريف على أن

العولمة تمثل أيضا مرحلة متقدمة فى نمو الرأسمالية تتخطى الحدود القومية من خالل الفاعل الرئيسى فى هذه المرحلة وهو الشركات متعدية الجنسية،

يتها الرأسمالية على أساس التمايز وعدمنولذلك فإن العولمة تقوم بطبيعتها وب التكافؤ فى مستويات تطور ونمو المجتمعات على المستوى الدولى، وفى تطور ونمو القوى االجتماعية فى داخل المجتمع الوطنى الواحد، وفى هذا

اإلطار تنشىء العولمة تقسيما عالميا جديدا للعمل يتسم بعالقات قوى غير متكافئة اقتصادايا وسياسيا وعسكريا، ويؤكد أصحاب هذا التوجه على أن العولمة بهذا المعنى ذات أثر استقطابى يتمثل فى حدوث عمليتى إدماج

واستبعاد فى نفس الوقت على المستوى المحلى والعالمى، وأن منطق التوسع الرأسمالى البد وأن يزيد من عدم المساواة بين أعضاء هذا النظام بشكل

مستمر، ولذلك ال يمكن للبلدان النامية فى هذا العالم اللحاق بالدول المسيطرة على آليات العولمة إال بفك االرتباط والخروج من إسار التبعية

للقوى المسيطرة ، لن يمكن تحقيق ذلك إال بإخضاع عالقات الدول النامية بالسوق العالمى لمتطلبات التنمية الوطنية النابعة من مجتمعاتها، ال لسياسات

3*مفروضة عليها من الخارج

ويرى هذا التوجه أن فك االرتباط بهذا المعنى ال يعنى االنعزالية أو رفض العولمة بكل أشكالها، ولكنه يعنى النضال من أجل أن تصبح الدول النامية فاعال

إيجابيا فى عمليات العولمة التى يجب أن تتكيف هى األخرى تبعا الحتياجات تنمية هذه البلدان، كما يرى أن "التكيف" من طرف واحد، الذى يفرض اآلن

على الدول النامية فى إطار العولمة، من شأنه أن يؤدى بالضرورة إلى تهميش األطراف الضعيفة فى النظام العالمى، وربما القضاء عليها، ويتخطى

أصحاب هذا التوجه استراتيجية تقليل الفقر إلى استراتيجية القضاء على الفقرومواجهته هيكليا .

" االستثمار فى التنمية2005وقد أتجه مشروع األمم المتحدة لأللفية " ـ إتجاها واضحا وجريئا نحو القضاء على معوقات وتحديات التنمية فى دول

العالم الثالث، مستخدما صيغا قاطعة )القضاء على الفقر المدقع والجوع( غاية قد عكستو(، ومتحالفا بصورة واضحة مع التعريف البنيوى للعولمة، ، 1)

استراتيجية المشروع توجها نحو القضاء على الفقر مشيرة فى التوصية األولى من التوصيات العشر إلى أن " تصبح لدى جميع البلدان استراتيجيات إنمائية

، 2006بحلول

4

وحيثما كانت هناك أوراق استراتيجية للحد من الفقر فعال، ينبغى تعديل تلك األوراق بحسب الغايات اإلنمائية لأللفية "فى تعاصر مع تصاعد ظاهرة

العولمة، تزايد االهتمام دوليا ومحليا بعدد من القضايا المتشابكة، ومن أهمها التنمية البشرية كمنطلق أكثر فاعلية لتنمية المجتمعات النامية، وفى هذا

اإلطار تزايد الوعى بضرورة تفعيل دور الشباب فى كل عمليات التنمية باعتباره العمود الفقرى للمجتمعات العربية، وقد أدى هذا الوعى إلى صحوة

نظرية وعملية، كان من نتيجتها ظهور سلسلة من البرامج والمشروعات الدولية واإلقليمية وحتى المحلية التى تهدف إلى تمكين الشباب، وفى هذا

داعيا إلى الكفاح., MDG 2005اإلطار نهض مشروع األمم المتحدة لأللفية العالمى ضد الفقر المدقع، ساعيا إلى تمكين المجتمعات النامية من تفعيل

مواردها البشرية البناءة وعلى رأسها الشباب .

ونود اإلشارة إلى أن تداعيات العولمة ومجاالت تأثيرها على المجتمعات اعتبارها متغيرات متكاملة ومتفاعلة جدليا فىبالعربية تعمل كعناصر متفاعلة

إطار كل )وهو ظاهرة العولمة(، كما أن ناتج العولمة ال يتحقق بشكل كامل إالمن خالل هذا التكامل والتفاعل الجدلى بين كل هذه المتغيرات .

وتسعى هذه الدراسة إلى بحث تداعيات وتأثيرات العولمة على الشباب % من سكان الوطن العربى البالغ تعداده40العربى الذى يشكل أكثر من

مليون، ويعتبر سكان العالم العربى أصغر سنا من سكان العالم بأسره .290 وفى الجزء التالى نبدأ باستعراض سريع لبيئة الشباب العربى تمهيدا

لتناول تداعيات وتأثيرات العولمة على الشباب فى أبعاد محددة .

بيئة الشباب العربى :

إن الشباب العربى ـ بشكل عام ـ وهو يعيد إكتشاف ذاته ليتحقق موضوعيا من حقائق " الوجود " اإلجتماعى / والكوكبى / والكونى، بحثا عن

أدوار فاعلة فى الحياة يتسع حيزها لعطاءاته الحيوية، .. تتلقفه الموجات العاتية : موروث قيمى / دينى ـ طابعه السائد يميل إلى الثابت والجامد ويفزع هلعا

من شبح التغيير: فالمثل األعلى للوجود ـ شكال وموضوعا ـ قد تحقق فى الماضى السحيق / البعيد / القريب )الفرعونى/ المسيحى / اإلسالمى/ ....(

وهو نموذج أبوى / ذكورى يتم تجميده وتمجيده بدءا من قواعد السلوك ومنطق التفكير وإنتهاءا فى قواعد اللغة المعتمدة، والسلطة العليا منعقدة لـ " النص "

بأبجديته المقدسة وشخوصه الملهمة، والحاضر الظاهر يتم تأويله بالغائب الباطن، وقد تغذى هذا الموروث خالل حلقات النمو فى إطار المؤسسات

اإلجتماعية المختلفة )أسرة/ مدرسة/ جامع/ كنيسة( وخاصة أن المؤسسات تة فى ميولها التنويرية ساطعة فى إتجاهاتهاهالرسمية والدينية بالدولة با

المحافظة :

5

فالخطاب الدينى الرسمى يتسم بالسطحية والتلفيقية األمر الذى يتيح الفرصة ـ ضمن عوامل أخرى ـ لبروز التيارات والجماعات الدينية األكثر

مصداقية فى التعبير عن هذا الموروث بصيغته التقليدية، ونظم التعليم المدنية، والمتجاورة والمتداخلة والمتقاطعة مع نظم تعليم دينية ـ تتبنى مناهج وأساليب ووسائل تعليمية تعتمد التلقين والتقليد والتفتيت والتلفيق والحفظ واإلستدعاء، ويتم تأطير ذلك كله فى المنتجات اإلعالمية والثقافية والفنية السائدة بأجهزتها ومؤسساتها المتراخية، والتى ال تخلو ـ وربما فى المنتج الواحد ـ من تناقضات

ظاهرة ومستفزة للكافة .

-وفى الوقت ذاته ـ لم تستطع التيارات التنويرية المتبلورة فى أفكار وكيانات وأنشطة متنوعة ومتعددة، والمتناثرة مكانيا وزمانيا، .. لم تستطع ـ

ألسباب كثيرة ذاتية وموضوعية ـ أن تنجز مهامها التاريخية على نحو مؤثر وفاعل، فظلت فى أغلب الحقب بالمنطقة العربية تفتقد مقومات السيادة واالنتشار، وظلت محاوالتها المتواترة والمتوهجة حبيسة : الذهن/ الكتاب/

النشرة/ الندوة/ الحلقة النقاشية/ ...، إنها جذوة لم تشتعل ولم تنطفى.

-يعيش الشباب العربى فى تنظيم مجتمعى يجمل بذور " وأد الحرية "، إذ يمكن تشبيه هيكل التنظيم المجتمعى فى البلدان العربية، على شدة تنوعه

وتعقد تركيبه بسلسلة متشابكة الحلقات تبدأ من التنشئة فى نطاق األسرة مرورا بمعاهد التعليم وعالم العمل والتشكيلة المجتمعية وإنتهاء بالسياسة فى الداخل والخارج ـ حيث تقتص كل حلقة من الفرد قسطا من الحرية وتسلمه مسلوبا ذلك القسط من الحرية إلى الحلقة التالية، ويشكل تكامل الحلقات

.( 4هذه نظاما قسريا عالى الكفاءة )

-علىصعيد آخر تكرس المؤسسة التعليمية العربية قيم التلقى والخضوع حيث ال تسمح بالحوار الحر والتعلم االستكشافى النشط وال تفتح من ثم الباب

5لحرية التفكير والنقد، بل تضعف القدرة على المخالفة وتجاوز الراهن )يغذيها مؤسسات إعالمية وطنية تعزز قيم الخضوع والفقر المعنوى .(

-يسكن الشباب العربى قلب أوطان تعتمد التمييز بكفاءة بالغة، وتنوع هائل، فالقبلية تفرض تمييزا حاسما يتم وفقه تقسيم المزايا والموارد

والسلطة، والعائالت الكبرى تستحوذ على عناصر القوى، واألثرياء يملكون المال وطاقات الفقراء ومصائرهم، والحضر يتعالى على الريف الفقير، والريف

يتعالى على النجوع . والرجال هم العناصر األرقى من النساء، والفقيرات هن األقل قدرا من

1/10غيرهن، واألسوياء أكثر حظا من األشخاص ذوى اإلعاقة الذين يشكلون المجتمع العربى تقريبا .

6

-كما يعيش الشباب اليوم فى أوطان تتسم باالستبداد السياسى ـ الذى تزداد مالمحه معاصرة، ويلبس االستبداد أقنعة شتى منها شرعية الثورة التى تسمح للنظام الثورى أن يحطم قاعدة سيادة القانون، وشرعية التقاليد التى

تتيح للجماعة الحاكمة استنادا إلى شرعية تاريخية تقوم على االستمراروالوراثة أن تتحكم فى مقاليد االقتصاد واالجتماع والسياسة وفقا إلراد الحاكم .

- ضعف وهشاشة مفهوم المواطنة ,فاإلنسان العربي لم يستوعب أو هو ال أصال فكرة مسؤولية الدولة والمجتمع عن مصائبه بل هي مسألة بينهدبريت

,األمر الذي لم يعد اإلنسان ,وبين ربه الذي بيده هو نجاته أو خسارته في سياق مختلفتكونت,يتعلق األمر ربما بكيفية تشكل الدولة – األمة التي

في بالدنا كتقليد للغرب وبسبب التدخل االستعماريبنيتو,عن السياق الغربي المباشر في تقاسم البلدان وتقسيمها بين القوى االستعماريةحينها، أكثر مما

حصل كتطور مجتمعى طبيعى.

تداعيات العولمة:

تجدر اإلشارة إلى أن تداعيات العولمة )فى تعريفها البنيوى تحديدا( إنما تراكم على بناء قائم واضح ومحدد المالمح ـ فال يجوز أن تتهم العولمة بإشعال

ثورة ثقافية أو اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ـ فالعولمة باعتبارها مرحلة متقدمة من مراحل التاريخ اإلنسانى إنما تستند للمراحل السابقة لها تضيف

إليها وتتفاعل مع عناصر قائمة ـ فمالمح المرحلة السابقة للعولمة هى باألساس التى تتفاعل وتتشابك مع ذلك القادم الجديد " نسبيا " مشكلة تداعيات

جديدة ... هى تداعيات العولمة .

الشباب والتداعيات الثقافية للعولمة :

يمتلك الوطن العربى تراثا ثقافيا ثريا وعميقا بعمق تاريخ المنطقة، بنى من تنوع عناصره البشرية )عرب ـ فراعنة ـ بربر ـ أتراك ـ أفارقة ـ عجم ، ....

الخ(، ومن تعدد الديانات به )اإلسالم ـ المسيحية ـ واليهودية( ومن تنوع الحضارات المؤثرة فيه )اإلسالمية ـ الفرعونية ـ اليونانية ـ الرومانية ...... الخ(

فضال عما تضيفه جغرافية المكان للثقافة العربية .

د أو الجذر الحضارى ألى وطن تبرز أو تختفى المالمح اإليجابية ألىمووفق ال ثقافة ـ وإذا كنا اآلن فى مرحلة جذر حضارى، فإن المالمح اإليجابية لثقافتنا

العربية يحجبها بعض الحجب، مما يسهل األمر كثيرا على ثقافة المرحلة الراهنةوهى العولمة .

تلك المرحلة التى تتبلور مالمحها بحكم تعرض البشر فى كل مكان لرسائل إعالمية وثقافية متشابهة تصدر أساسا من المركز الذى هو اآلن خصوصا

7

الواليات المتحدة األمريكية، وعموما مصادر الثقافة الغربية، ومعنى ذلك أنناأمام اخطار تهدد الخصوصيات الثقافية للوطن العربى .

وعلى صعيد آخر فإن أدوات أخرى أكثر انتشارا وال يحدها بشدة التقسيم الطبقى أو السكانى أو التعليمى، فالقنوات الفضائية وماتبثه من مواد إعالمية "

معولمة " تجد أرضا خصبة فى المنطقة العربية تتفاوت خصوبتها إنطالقا من ب( المستقبل لها، ويمكن تقسيم الشباب إلىشاقوة بناء المورد البشرى )ال

بأدوات العولمة "المعولمة" التكنولوجية :مثالثة فئات رئيسية تبعا لتأثره

شباب حصل على فرص تعليم جيد وأمتلك مهارات متعددة يتقن أكثر من لغة، هذه الفئة بالطبع تنتمى اقتصاديا إلى األثرياء القادرين على شراء خدمات

تعليمية أرقى من المتاح، وفرص تطوير معرفى أضل ـ وبالتالى فإن أسواق العمل أمامهم متاحة وواسعة، تلك الفئة تجيد استخدام تكنولوجيا االتصال

بمهارة وتستفيد منها فى إنجاز أعمالها .

وال تصطدم تلك الفئة كثيرا بالقيم المنبثة عبر القنوات الفضائية وإن كانت تنعكس على مظهرهم وسلوكهم وموسيقاهم وسياراتهم وطبيعة عالقاتهم

بالجنس اآلخر وحتى بمجموعاتهم وأسرهم .

ـ تحكمهمهمفهم شباب تمتع بقدر كبير من حرية االختيار ـ مقارنة بنظرائعالقات أسرية أكثر مرونة وأقل عبئا .

بصورة عامة ال ينشغل شباب تلك الفئة بالقضايا السياسية المحلية وال بتبعات السياسات المتبعة طالما لم تمسه، إال أن األحداث اإلقليمية األخيرة قد

كشفت عن حس عروبى لم يكن متوقعا من هذه الفئة حيث شاركوا وقادوا عشرات المظاهرات فى كافة الدول العربية من الجامعات احتجاجا على

الممارسات األمريكية فى العراق، وعلى العدوان المستمر فى فلسطين . تمتلك هذه الفئة قدرات واسعة على التشبيك على مستوى دولى، فنجد بعض

منهم أعضاء فى شبكات دولية غير حكومية .

أمدت العولمة تلك الفئة بأدوات رفاهية جديدة ـ وإمكانات أعلى للمعرفة وخبرات أوسع وقدرات اتصالية هائلة، األمر الذى أمد,والمتعة وفرص تعلم

هذه الفئة بعالقات إتصالية أعمق بالعالم، فى حين ضعفت الصلة بعالقته بوطنه" إزدواج الجنسية "،

حيث لم تعد هناك فاعليات محلية قادرة على جذبه وانتزاع اهتمامه كتلك اإلحداث الوافدة عبر التكنولوجيا ـ وهى الحالة التى يمكن أن نطلق عليها

االختيارى.العزل

8

الفئة األولى :

هم هؤالء الشباب الذين يتعاطون اإلمكانيات الوطنبة المتاحة التى غالبا ما تكون محددة العطاء ـ باستثناء دول الخليج ـ والتى تتيح له الحصول على

شهادات دراسية متنوعة، إال أنها ال تمدهم بالمهارات والمعارف التى تفتح لهم % من طالبى العمل فى الوطن العربى53سوق العمل وهو ما يفسر أن سنة .25 ـ 15شباب تتراوح أعمارهم ما بين

تضم تلك الفئة شباب الحضر والريف )القادر على تعليم أبنائهم( والذين يدركون من تكنولوجيا العولمة القنوات الفضائية أكثر من االنترنت لسهولة

الوصول لألولى ـ فى حين يكون الثانى غالبا أداة للمتعة واللعب والتمرد علىالمحظورات أكثر من كونه وسيلة كسب معرفية وإتصالية متاحة.

تتلقى هذه الفئة قيم العولمة عبر القنوات الفضائية وعبر تقليد الفئة األولى سلوكيا ـ وساهم ذلك فى تغيير ثقافة هذه الفئة التى استطاعت تخطى

المحظورات الدينية عبر الزواج العرفى ـ وعبر دعم األصدقاء ـ كما ازداد إدراك تلك الفئة لمشكالت سوق العمل، فلم تعد ترى غضاضة فى العمل إلى جانب الدراسة أو فى اإلجازات، خاصة الدول العربية ذات الكثافة السكانية، وتعاظمطموح هؤالء الشباب بالثراء والرغبة فى التمتع بالسلع اإلستهالكية المنتشرة .

اوبقى هذا الشباب على خط وسطى فى عالقته باألسرة يظهر وجها أقل تمرد آخربمن زمالئهم فى المجموعة األولى ويبدى بعض الوالء األسرى ـ ويحتفظ

سرى يمارس به كل ما يستطيع تجاوزه ـ وليس بمستغرب أن هذه الفئة ينتشر بها إرتداء الحجاب الحديث ـ الذى يغطى الشعر أو جزء منه ـ مع احتفاظ

الفتيات بالخطوط الحديثة الضيقة بصورة ملفته ـ فهم فى سعى دائم للوصولإلى حالة توازن بين الثقافة القادمة والثقافة المحلية التى تغلفها بعض القيود .

برغم ذلك، فهؤالء الشباب هم األكثر التصاقا بهموم الوطن ـ وهم العمود الفقرى لمظاهرات الجامعات الوطنية المعبرة عن رفض بعض السياسات

الوطنية )كما حدث فى مصر ولبنان واالردن( فضال عن نشاطهم الفاعل فىالقضايا العربية المطروحة .

هذه الفئة هى األكبر حجما فى الوطن العربى، وهى القوة الشرائية لمنتجاتالعولمة وهى التى تغذى الطموحات االستهالكية .

وإذا كان هناك ثمة صراع ثقافى داخلى يتشكل داخل الفئة األولى، فإن الصراعالداخلى لدى هذه الفئة أعلى صوتا، خاصة صراع البحث عن الهوية .

9

الفئة الثانية :

شباب هذه الفئة هم أبناء الطبقة الوسطى بكل سماتها الحافظة للثقافة انها فئة) ويصف د. نادر فرجانى تلك الفئة قائال :المحلية والناقلة لها .

اجتماعية ملتبسة تقوم بدور وسطى بين القمة وبين القاعد ة,فئة يسكنهاالتوتر

ا الجتماعى وتعانى من الضمور النسبى نتيجة االفقار الذى صاحب االقتصادات العربية, ويضيف بان الفئة الوسطى تميل للعمل فى قضايا النهضة فى مراحل

المد القومى , هذه الفئة من الشباب هم فى الغالب القوة الشبابية الفاعلة فى منظمات المجتمع المدنى العربى خاصة الجمعيات ومنظمات حقوق اإلنسان ـ وهم

*5(القوة المرصودة من قبل اإلجهزة الحكومية الشبابية الستقطابها

أو أولئك الحاصلين علىا أو لم يتخرجواوهم الشباب الذين لم يتعلمو مؤهالت متوسطة والخارجين من عمق الفقر واإلهمال ـ خاصة القادمين من

القرى الفقيرة والمناطق الحضرية الفقيرة ومناطق العشوائيات، هؤالء إما محرومين حرمانا تاما من تكنولوجيا العولمة أو مستهلكين للمواد اإلعالمية

المنبثة عبر اإلعالم المرئى والمسموع ـ وهم فئة واسعة يختلف حجمها من بلد تقدمجديدة هذا التعرض الكثيف لقيم , هو إال أن أخطر مشكالتها ,آلخر

بواسطة أنداد لهم من شرائح أخرى، األمر الذى يدفع شباب تلك الفئة إلى التقليد بدون االستناد إلى بناء فكرى نقدى يقلص من التقليد ، فتكنولوجيا

العولمة تكرس الشعور بالدونية والحرمان لدى تلك الفئة من الشباب، وتدفع القوة األساسية( للجريمة ـ( بهم إلى اليأس أو العنف ـ هذه الفئة تشكل

وللمخدرات ـ وللعنف المنظم فى كل أشكاله .

, وقدرات عاجزة,تلك الفئة من الشباب التى تختنق بين تطلعات مستحيلة تدفع ضريبة التداعيات االقتصادية للعولمة، فال تتعاطى مع تداعيات العولمة الثقافية إال بمنطق " الفرصة المسروقة " وهم أكثر العناصر تداوال لالفالم

ة والتقليد األجوف، وهم غالبا أبطال حوادث االغتصاب بكافة أنواعه .لالمخ

اشار بحث علمى اجرته د.زينب عبده استاذة االجتماع بكلية الخدمة حول مشكالت الشباب فى2004االجتماعية جامعة حلوان بمصر

المجتمعات العشوائية

% قيد ضدهم جرائم17% من عينة البحث وقعت فى االدمان و 1,الى ان % منهم56% صدرت فى حقهم احكام اخرى , بينما اتضج ان 22سرقة , و

إن التداعيات الثقافية للعولمة لم توفر لهؤالء إال مناخا مستفزا ـ ولماميين .أخالقى، ولم تعترف بهم كفئة قائمة باألساس .التتصل بهم سوى من جانبها ال

10

الفئة الثالثة :

فى العولمة ال يتم بصورة واحدة لدى الفئات المختلفة للشباب الشباب إن .األمر الذى يعزز ويعمق نوعين من اإلزدواجية

: تفسرها مشاهد متعددةإزدواجية داخل المجتمعات العربية ذاتهامثل :

ـ القتل تحت مسمى جرائم الشرف / المطالبة اإلعالمية والقانونيةباالعتراف بأبوة طفل بدون زواج .

ـ التسلط واالرهاب الحكومى / المطالبة باالعتراف بشرعية الحكومات .ـ الفساد اإلدارى / الدعوة لالنتماء للوطن .

ـ سحق كرامة المواطنين / المطالبة بدعم الحكومات .

: تعكسها مظاهر منها :إزدواجية داخل الشباب ذاته

ـ اإلندفاع فى عالقات خارج الزواج / التنديد واالذالل للفتيات خارجالزواج .

ـ التدين / السرقة المقنعة / الفساد .الة فى المظهر .اـ الفقر / المغ

كال النوعين من اإلزدواجية يتقدم ويتراجع بناءا على قوة الكيانالمجتمعى أو قوة كيان الفرد .

وبصفة عامة، فإن الوعى فى عملية االتصال الثقافى يحتم توفر النضج النفسى واالجتماعى والمعرفى واالطالع بما يحدث فى العالم، وهو األمر الذى

يتطلب بحثا لآلليات التى تحقق هذا الوعى .

إن الشاب العربى اليوم مضطر إلى اإلنخراط فى العولمة، لكن مشكلة اإلنخراط هى التى تحدد لنتائج ومدى القدرة على التكيف والمشاركة فى أوجه

النشاط داخل الوسط االجتماعى المحلى .

إن الشاب العربى اآلن تحكمه حالتان :

مع التكنولوجيا القادمة والتدفق اإلعالمى والمعلوماتى التفاعل األولى : دم إليه عبر االنترنت واالقمار الصناعية والقنوات الفضائية واألدواتاالق

التكنولوجية اليومية .

حفاظ على الهوية العربية للشاب العربىل عن التكولوجيا وااإلنعزال الثانية :بخصويته الثقافية .

11

والحقيقة أن الشباب العربى يعيش كال الحالتين، إنطالقا من أن هذا الشاب- ورسم مالمحه، فالشباب,وليس كيان كتلى يسهل توصيفه,مجموع متنوع :العربى ينتمى

إقتصاديا إلى فئة قادرةاقتصادية وهم القلة القليلة، وفئة متوسطة تتقلص إلىالثلث والقطاع األكبر وهم الفقراء .

والحضر% من سكان الوطن العربى,45.4ل الذى يمثإلى الريف وسكانيا بتنوع إمكانات كل منهما واختالف القيم %56.6 الذى يشكل العربى

المؤسسة لكل منهم .

وتشير البيانات إلى أن التعامل مع أدوات العولمة والتى غالبا ال تتوفر إال- شخص1000 حاسوبا لكل 18للقادرين وبعض المنتمين للطبقة الوسطى يبلغ

لكل ألف شخص، بينما78,3فى المنطقة العربية مقارنة ببمتوسط عالمى إلى أن عدد مستخدمى االنترنت فى الدول2002يشير تقرير التنمية البشرية

من سكان الوطن العربى،1,6 مليون مواطن يشكلون 4,2العربية وصل إلى ، وتميل بقوة للزيادة- من حيث عدد مستخدمى الشبكةت ,ورغم وجود تفاو

فإن الوطن العربى فى مجمله يأتى ضمن أدنى مناطق-فى منطقة الخليج العالم بهذا الخصوص، وثمة عوامل تفسر إنخفاض عدد مستخدمى االنترنت

فى العالم العربى منها انتشار األمية اإلبجدية ) التى قدرها تقرير التنمية مليون أمى بالغ، وأمية استخدام الحاسب اآللى ـ60 بــ 2002البشرية

بدرجات متفاوتة ـ خاصة أن استخدام االنترنت يتطلب معرفة اللغة االنجليزية باعتبار الغالبية العظمى من المواد على الشبكة باالنجليزية، فضال عن تواضع

مستويات الدخل لدى القطاع األكبر من المواطنين فى الوطن العربى ممايحول دون قدرتهم على إستخدام االنترنت .

-يرى نادر فرجانى ان التغيير الحقيقى فى الوطن العربى سوف ياتى من تضامن وتحالف العناصر النشطة لكل الفئات والشرائح االجتماعية ,ففى كل

شريحة اجتماعية هناك جزء اكثر قابلية للحركة ,واذا ما تحالفت العناصرالنشطة من كل شريحة اجتماعية امكن تحقيق تحالف راسى

من ناحية اخرى ,يمكن ان يكون هناك تحالف واسع لكافة القوى السياسية , واحدى البدائل الهامة التى يطرحها نادر فرجانى هى فى صيغة التحالف

الوطنى *التحالف الرأسى ,ويؤكد ان تشجيع التحالف بين الفئات االجتماعية وعبر الحركات السياسية هى احدى المداخل المهمة للتغلب على حالة الركود

6iالسياسى القائم فى المنطقة*

: لدين والعولمة ا تهتم المنظمات الدينية االسالمية والمسيحية اهتماما خاصا بالتداعيات الثقافية

تماعية للعولمة ولعلها تكون المؤسسات الحكومية االكثر اهتماما وحركةدواالج نحو متابعة ورصد تداعيات العولمة فالجامعات االسالمية والمسيحيةواالجهزة

12

الحكومية الدينية والمنظمات غير الحكومية ـ والدعاة علي اختالف توجهاتهم.توقفوا لمناقشة وبلورة موقف ديني مناسب

" وفي السعودية اكد المشاركون في ندوة " العولمة واولويات التربية التي عقدت بجامعة الملك سعود بالرياض في يوليو من العام الماضي علي ضرورة صياغة مشروع حضاري لحفظ الهوية االسالمية مع تنمية روح الناشئة وتحفظ المشاركون علي ما أسموه عولمة االخالق ودعوا

الي ضرورة وجود بديل اخالقي يتم الدعوة اليه . والتصاقا بالواقع يتجه عدد من الدعاة,علي صعيد آخر وعلي نحو ىخر واقعي

، يعترف بالتداعيات الجديدة وال يرفضها بل يشيربراجماتىالي صياغة خطاب بذكاء الي سبل التداول الديني معها منها ما اطلقة الشيخ " عبد المجيد

.الزنداني " من فتوي حول ما أسماه " زواج فرند " فرند " والذي يسمح للشباب الصغير بالجامعات ومواقع العمل بالزواج بدون

تبعات ولفترة مؤقتة حتي تكتمل قدرات الطرفين العلمية والعملية وقد افتي الشيخ الزنداني بأن هذا الزواج يتوفر فيه كافة الشروط االسالمية وهي الولي

والشاهد ـ قبول الطرفين ـ المهر ) رمزي ( عزز الموافقون بأن هذا النظام هو ما يحدث في اوروبا اال انه يحدث خارج

مظلة الزواج واالفضل ان يطبق في الوطن العربي بطبيعة شرعية متفقة معديننا وثقافتنا

فوجىء المراقبون بتلك الفتوي ذات المضمون الغربي والرداء االسالمي والتي- تعكس تأثرا واضحا بثقافات وافدة دفعت ببعض رجال الدين الي االعتراف

الصريح بالتعامل مع االلحاح الجنسي للشباب ، وهو أمر جديد في ظل ثقافة تتجه الي اعتماد قمع الرغبات والعبر وتقوية الجوانب الروحية والدينية

للسيطرة علي الغرائز ,

لقد حملت فتوي الشيخ زنداني اشارات ودالئل هامة حول تنامي تيار ديني- واقعي ، ويعترف بمعطيات الواقع وال يصادر عليها ـ وقبل عقود قليلة كانت

اغلب الفتاوي بهذا الشأن تدعو الي الصبر والصيام او الي حتمية الفصل بينالجنسين لتفادي االقتراب ..

13

التداعيات االجتماعية للعولمة:

يشير تقرير التنمية اإلنسانية العربية لبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي لعام حول تشخيص الثغرات األساسية في التنمية البشرية, أن الناس في2002

المنطقة العربية كانوا اقل استمتاعا بالحرية على الصعيد العالمي وان االستفادة من قدرات المرأة سياسيا واقتصاديا ما زالت هي األقل في العالم

وان اكتساب المعرفة وتوظيفها في بناء القدرات البشرية محدودة ال تدعم ( هذه الثغرات هي2002الرفاة اإلنساني ) برنامج األمم المتحدة اإلنمائي

مؤشرات دقيقة لتفسير بعض عوامل التقهقر اإلنساني واالجتماعي للوطن العربي ، ولكن البد من فهمها ضمن السياق العام وربطها بشكل جدلي مع مشروع الهيمنة األمريكية الذي سلب الوطن العربي فرصته الحقيقية في تقرير مصيره وبناء ذاته. فحتى شعار نقص الحريات وتمكين المرأة كما هو شعار اإلصالحات الديموقراطية جاء أوال في مضمون الشروط لالندماج في

مشروع العولمة فاقتصاد السوق المبني على الخصخصة يرتكز بالمقابل على تغيب مفهوم دولة الرعاية المسئولة عن االستجابة لالحتياجات األساسية

.للفقراء بما فيهم النساء في مضمون االستغالل المبني على عدم تكافؤ الفرصت إذا ماذا تعني الحريا

على أساس الطبقة والنوع االجتماعي أو اإلصالحات الديموقراطية في شكلها البرغماتي والتي ال ترتكز على العدالة االجتماعية وحقوق اإلنسان بل على

خدمة النظام العالمي؟االسرة فى ظل العولمة :

هناك عدة تغيرات على مستوى متطلبات الجيل الجديد من األهل بشكل عام،و فىرصد لبعض هذه التغيرات ومنها مواضيع النزاع بين الجيلين الجديد

والقديم يعرف,تمع كالمجتمع المغربي جموجود بشكل ملموس في مالالتغير ان

حراكا مهما، نالحظ انه اقل حدة أو هو غير واضح بعد ، في مجتمع كالمجتمع اليمني أو الخليجي عامة حيث ال تزال العادات والممارسات التقليدية هي

السائدة.

لمس لتغير، فإذا كانت مواضيع النزاع بين الجيلين تطال الخروجنمع ذلك ومواعيد أو رفقة الجنس اآلخر أو اللباس وعصريته في بلدان مثل تونس

المجتمع اليمني ثابت إذ نالحظ أن اللثمة مثال أو حجاب,والمغرب ولبنان إال أن الوجه هي موضع تساؤل من الكثيرين من الجنسين في بلد كاليمن وحتى أن البعض يجد أنها تدعو الفتنة والسلوك المنحرف وهناك شكوى في اليمن من

14

سن الزواج المبكر وكثيرا ما تعبر بعض الفتيات عن أنها ظلمت هي وزوجها عاما بينما ال يوجد طلب فعلي للسماح بالصداقة16و15بسبب تزويجهما بعمر

بين الجنسين في اليمن ، إال أن هذا تطلب يجده الجيل الجديد محققا في بلدان واالختالط موجود بدرجة أكبر في المغرب على ماومصر.مثل تونس ولبنان

يبدو. على صعيد اخرفان المدن تتعرض لوتيرة سريعة من التغير أكثر من األرياف،

فالعالقات بين األقارب عند سكان المدن أقل حميمة وشيوعا وتنحو نحو التراخي والفتور حتى ما بين األخوة ويسود نمط عالقات عصري حديث طابعه

االلتجاء إلى كنف األسرة النواتية أكثر فأكثر. لكن يختلف األمر نوعا ما فياألوساط الشعبية.

ففي مقابالت ظهر جليا ندرة العالقات الواسعة والتكافلية أو المحافظة على وشائج القرابة في األسر وفي حال وجود عالقات متماسكة نالحظ أن وفاة

الجدين عامة أو أحدهما يضعف الروابط بين األسر حتى في الريف. من المواضيع التي تخضع للتغير وللتفاوض بين الجنسين مسألة تقسيم العمل أو من يقوم بالمهام المنزلية فمن المالحظ ان العمل المنزلي ال يزال بشكل

تمضي وقتا أطول بكثير من المراهق في ذلك.شابعام منوطا بالمرأة وان ال في لبنان خاصة بدأت تعترض على هذا النوعةلكن هناك تغيرات عدة فالفتا

من التمييز ولو ان الفتاة الريفية والمدينية الفقيرة أقل اعتراضا. لكن من الالفت ان التغيير يحل عند جيل المتعلمات اللواتي اصبحن أكثر تطلبا وظهر

جليا في المسح القومي الذي تم في مصر فلقد ابرز هذا التقرير ميل الفتيات %8.71التى تطلب المساعدة والمشاركة فيما يتعلق بميزانية األسرة )

الفتاةرفض األوالد وتربية% للفتيان( ومشاركة الزوج في ت3.53للفتيات وفرصة للتميز السائد ضد المرأة وألفضلية الذكور على اإلناث في المعاملة..

نزاعات حول المالبس فمالبس الفتياتوجودكذلك نالحظ في هذه البلدان تنحو ألن تقلد المالبس الشائعة عالميا )فلم يعد مناسبا ان نسميها غربية!( بينما

يتطلب األهل بشكل عام احتشاما أكثر، ولو أن مفهوم االحتشام مطاط وغير رض فتاةت قد تع,كمامحدد وهو يتغير بتغير مكان السكن والفئة االجتماعية

على السماح ألخيها بالسهر حتى الثانية عشرة ليال بينما تمنع هيحضريةلبنانية فقيرة من حي شعبي أو أخرى ريفية تطلبحضريةعن ذلك، في مقابل فتاة

مجرد السماح لها بالخروج حتى نهارا من دون مرافقة أخيها كما أن لعدم االحتشام معن مختلفا لفتاة مدينية يطلب منها األهل مجرد عدم "كشف بطنها"

7وبين أخرى ريفية تمنع من ارتداء البنطلون الضيق دون تغطيته بتنورة.*

ظواهر الحقة:

في العالم العربي اعلي معدالت البطالة في العالم وقدبطالة الشبابتعتبر اشار تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية بعنوان " اتجاهات التشغيل في

الي تفوق معدل البطالة دول الشرق االوسط وشمال افريقيا2003العالم

15

% وتعاني النساء من بطالة اكثر من25.6حيث تبلغ نسبة البطالة بين الشباب % 31.7الذكور حيث يبلغ معدل بطالة االناث

% يليها االردن30وتعتبر لبنان هي الدولة االعلي في معدل البطالة والتي تبلغ % 6.2 % في حين تعتبر الكويت هي النسبة االقل 24 % ثم البحرين 24

وقد اشار التقرير الي ان السمات المشتركة المميزة لبطالة الشباب تلخصفي:

* بطالة الشباب اكبر من بطالة البالغين * االناث اكثر تعرضا للبطالة

* الشباب اكثر عرضة لظاهرة نقص التشغيل * بطالة الشباب هي بطالة الداخلين الول مرة الي سوق العمل بالدرجة

شباب واالناثالاالساسية وغالبا ما يكون تشغيلهم ضمن اجور متندية ، كما ان منهم علي وجه التحديد يعتبرون من اكثر الفئات االجتماعية تعرضا لمخاطر

التهميش االجتماعي وقد اكد الهدف الثالث من االهداف االنمائية لاللفية عليوجوب " تخفيض الفجوة الجندرية وتمكين المرأة " .

وجدير بالذكر ان بطالة الشباب ايضا ال تعني مجموع الشباب بل تبقي وفقا للتقسيم االول حول الشباب وهم اولئك الشباب الذين حرموا من عناصر

التمكين المالئمة للمرحلة الراهنة بما يعني القدرة علي التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والتأقلم معها وامتالك لغة اجنبية او اكثر وهو ما يعزز التهميش

االجتماعي واالقتصادي ويدفع بهم نحو مخاطر مريعة مثل المخدرات او.الهجرة أو الجريمة

المخدرات: ةويشير مكتب االمم المتحدة االقليمي لمكافحة الجريمة والمخدرات لمنطق

ينطبقالشرق االوسط الي ان هناك ما يقرب من نصف مليون شاب عربي عليهم صفة " مدمن " .

، في رفع كفاءة تهريب المخدرات اآلليات اإلتصالية للعولمةلقد استخدمت مناطق والتى تجاورتحديدا – الدول النامية والدول العربيةإلىخاصة بو

" مثل او منافذ عبور منظمة"افغانستان" مثلا بإنتاج المخدرات عالميمعروفة اسرائيل "

ذات مكافحة المخدرات والجريمة تعتبر العديد من االنظمة العربيةكما أن لصالح مكافحة االرهاب ـ استجابةاولوية ثانية ، حيث أن األولوية األولى

.لتوجهات الواليات المتحدة االمريكية

البطالة والفقر واالحباط واليأس والفراغتقدم للشباب العربيةإن الساحة ، أىالنفسي والوطني فضال عن وسائل اعالمية فقيرة ومنخفضة المصداقية

أنها تقدم البيئة النموذجية لنمو ظاهرة إدمان المخدرات .

متوسطبأن " - 2001صادر من نفس المكتب لعام عن مصر - تقرير وقد أفاد عام26اعمار المدمنين بلغت بينما متوسط عمر مستخدمي المخدرات للمرةا

نفذها المركز القومي ...1996وفي دراسة عن عام " ، سنة 16االولي كان % من20 % من السكان واشارت الي ان 0.2 محافظات استهدفت 3شملت

% تعاطوا المخدرات14العينة جربت المخدرات مرة واحدة في حياتها ، % شهريا لتكون نسبة من تعاطوا او جربوا38 % اسبوعيا ، 28يوميا ،

16

% من العينة بينما اشارت دراسة3 ، شكلت الفتيات نسبة 15 : 1المخدرات شبيهة صادرة من مكتب االمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات طبقت

الي ان تعاطي العقاقير المهدئة منتشرة بين طلبة2002في االردن عام 10.6 % بين الشباب من الذكور ، 14.8المدارس العليا والجامعات بنسبة % من3 % من الشباب في مقابل 22.5لإلناث يليه الكحول الذي يتعاطاه

الشابات .

الهجرة : % من الشباب العربي ،51 فإن 2002حسب تقرير التنمية االنسانية العربي

% من المراهقين االصغر سنا عبروا عن رغبتهم في الهجرة . ضيقا من54 االوضاع السائدة بالنسبة لفرص التعليم والعمل وحيث يعانون قلقا نحو

: اليتنقسم العربىهجرة الشبابو ،المستقبل

هجرة من الريف الي الحضر النسبة األضخم من المساحة والسكان معا ،يشكل الريف في الوطن العربي

تدنى مستوى الخدمات المتعارف عليها ، ومن اجماال من هذا الريفويعاني ، االمر الذي يغذي رغبةالتعليمية والتنموية ه مؤسساتقصور وتخلف معظم

الشباب الريفي في الهجرة نحو مجتمع اكثر انفتاحا واقل قيودا حيث يمكناالستمتاع بالكثير من المستجدات الحضرية

ال تؤدي الهجرة الي خلل ديموجرافي فحسب ، بل ايضا الي خلل قيمي انعكسفي اتساع هوة الغربة داخل الشباب

:هجرة من الداخل الي الخارج تجتذب الدول الغربية الشباب العربي الواعد ,بطرق واساليب متعددة حيث

يتاح لهم فرص دراسية وبحثية افضل, ومناخ علمي ومهني اكثر استقرارا ويندر ان توجد كفاءة شابة عربية, خاصة العلمية منها ال يراودها حلم التحقق في بيئة

مواتية, وهكذا تخرج الكفاءات العربية الشابة والقادرة علي تشكيل المستقبل هاربة

فقرمن فقر علمي وبحثي او من اما من مناخ اداري خانق او فاسد او اقتصادي .

ان لهجرة العقول العربية دوافع كثيرة متداخلة يصعب معها الجزم بحتمية تأثير احدها دون االخر . ونظريا تقع هذه الدوافع ضمن وجود قوي اما دافعة لهذا

الشباب الي خارج الوطن العربي او جاذبة تستقبل هذه العقول . ان تحليل دفع الشباب الي خارج الوطن العربي ال يتم اال بتحليل قطاع عريض

من الواقع العربي تنشط بداخله مسارات النظم السياسية والتقدم المهنيوانظمة البحث العلمي .

من ناحية اخرى ,تشيع في الوطن العربي حاالت من التحوالت السياسية علي الفكر ,ومحاوالت لصهر المفكرين فيالرسميةوالحروب االهلية والرقابة

اجهزة المؤسسات الحكومية, وهي عوامل دفع قوية للشباب العربي لدرجة,

17

تجعل منه, الجئا اكثر منه عقال مهاجرا ,هذا في ظل عجزه عن مواجهةالتحديات الكبري التي تحدق باالمة العربية بسبب هذه العوامل وغيرها.

اما في مجال انظمة البحث العلمي والسياسات التقنية فيدفع بالشباب العربى الي الخارج, بطء التطور في التعليم الجامعي الرفيع المستوي. بسبب عدم توفير االقتصاد العربي سوقا للبحث والتطوير ذلك في ظل الخلل االكاديمي الواضح في الجامعات العربية وعجز المجتمع العربي عن استيعاب الطاقات

االبداعية ان اثر هذه العوامل في دفع الشباب العربى الي خارج الوطن العربي يختلف

من قطر عربي الي آخر . ويبقي بعد ذلك ان عوامل الطرد االقتصادية وتلك المتعلقة باالوضاع االكاديمية

واالبحاث التقنية هي التي تسهم بصورة كبيرة في تشكيل قوي دفع االدمغة الي خارج الوطن العربي . كما ان الخلل االكاديمي يؤيد وجوده وجود شبكات

ومجموعات للعلماء العرب في المهجر يسعون الستقطاب طالب الدكتوراه والدراسات العليا في العلوم االجتماعية والتطبيقية . ويمكن القول ايضا ان

الحضور الفاعل للمفكرين والباحثين والكتاب والعلماء العرب في اوروبا والواليات المتحدة يشكل جزءا مهما في فهم طبيعة دوافع الهجرة وفيه داللة

علي ان المجتمع العربي ال يزال قاصرا عن استيعاب هذه الطاقات واالستفادةمن معارفها وخبراتها في تحقيق تقدمه .

ويتضح من التحليل في دوافع ظاهرة هجرة الشباب العربى, انها نتيجة حتمية لوجود عوامل طرد ممثلة بصفة رئيسية في الخلل االكاديمي بالجامعات العربية

وعدم ثقة الشباب العربي في المؤسسات الثقافية الرسمية وعجز المجتمعالعربي عن استيعاب الطاقات االبداعية .

التداعيات االقتصادية للعولمة:

من توصيات مشروع االمم المتحدة لاللفية انه ينبغي ان2تقرر التوصي رقم تدعم استراتيجية الحد من الفقر المستندة الي الغايات االنمائية لاللفية عملية تصعيد االستشارات العامة وبناء القدرات وتعبئة الموارد المحلية والمساعدة

االنمائية الرسمية

" من الغايات االنمائية لاللفية علي حتمية اقامة شراكة8وتقرير الغاية " عالمية من اجل التنمية وذلك عبر اقامة نظام تجاري ومالي تبسم باالنفتاح والتميز باالضافة الي ضرورة معالجة االحتياجات الخاصة القل البلدان نموا

وتشمل قدرة صادرات اقل البلدان العربية نموا علي الدخول معفاة من التعريفات الجمركية والخضوع للحصص وبرنامجا معززا لتخفيف عبء الديون

الواقع علي البلدان الفقيرة المثقلة بالديون والقاء الديون الرسمية وتقديم

18

المساعدة االنمائية الرسمية بصورة اكثر نماءا للبلدان التي اعلنت التزامهابتخفيف وطأة الفقر

ان التركيز علي التداعيات االقتصادية للعولمة بتلك الصورة المكثفة منق قبل ( يؤكد عمق وحيوية التداعيات االقتصادية M D G . s مشروع االلفية )

علي الوطن العربي واعتراف بان المراكز المتقدمة " امريكا ـ اوروبا الغربية ـ اليابان " تستهدف تحقيق مصالحها االقتصادية عبر اعادة صياغة العالم اقتصاديا

، وهكذا فإن الرأسمالية الدولية تمحور كل نشاطاتها خاصة االقتصادية منهاحول القيمة المحورية وهي "القيمة السلعية "

ان التداعيات االقتصادية للعولمة لم تشكل الشباب العربي بصورة واحدة ففي حين ساهمت في استبعاد فئات من الشباب فإنها دمجت آخرين الي اسواق العمل علي ان المستبعدين من الشباب في الوطن العربي تأثرا بالتداعيات االقتصادية هم نفس الفئات المتأثرة من التداعيات االجتماعية ـ فاالستبعاد

والتهميش االقتصادي ولد التهميش االجتماعي كشباب الريف وشباب عشوائيات الحضر ومناطقها الفقيرة والشباب من ذوي االحتياجات الخاصة

وابناء العمال والصناع الذين لم ينالوا حظا كافيا من التعليم قد همشوا اقتصاديا حتي الخروج النهائي من سوق العمل او االلتحاق بالمهن الهامشية علي ان

هناك استبعادا من نوع اخر وهو االستبعاد من اسواق العمل االيجابي تلك االسواق التي تنمي قدرات الشباب العامل وتضيف اليه وتعمل علي تطوير

مهاراته وبنائه مهنيا وهي المقابل لالسواق السلبية التي تتضمن المهنالهامشية واالعمال الموسمية .

ان استراتيجية الحرب ضد الفقر المقدمة من قبل المنظمات الدولية تشتمل علي عنصرين ال يتغيران ، اولهما القيام بتوفير الخدمات االجتماعية االساسية

وهي مسئولية السلطات العامة ولكن من الممكن لها ان تعهد بها للقطاع والثاني هو ان الحرب ضد, او الفقراء انفسهم ,لخاص او الجمعيات المحليةا

التي تقترحها المنظمات الدولية تتمشي بدقة مع صفات العولمة وانفتاح,الفقر والحكم الرشيد والخصصة والبيئة المناسبة لالستعمارات االجنبية,االسواق

وسوق العمل المفتوح بال تقنين .

لىوفي المنطقة العربية فإن اغلب الدول العربية تتعامل مع عنصري الحرب ع مستجيبة بصورة اكبر لمقترحات المنظمات الدولية ـ وفيما يخص,لفقرا

الشباب فإن أكثر المقترحات التي القت رواجا وشيوعا للحرب علي الفقر في المجتمعات العربية النامية وغير النامية هي المشروعات المدرة للدخل والمشروعات الصغيرة من خالل اقراض الشباب قروضا نادرا ما تكون

ميسرة .i

19

:الية العالج المقترحة دوليا ة طرحت من قبل المنظمات الدولية لعالجيان المشروعات المدرة للدخل كأل

والعمالة المسرحة والنساء,مشكلة البطالة والتدهور االقتصادي للشباب من اكثر االليات قسوة وارباكا للمجتمعات المحلية العربية لالسر,الفقيرات

العربية فالتطبيق العشوائي من قبل الحكومات وتيسير تدخل المنظمات غير الحكومية

للعمل في اقراض الشباب ساهم لحد بعيد في تقليص العائد االقتصادي للقروض فقد تبنت الدول المطبقة ـ وهي اغلب بل كل الدول العربية بما فيها

الدول الغنية ـ دول الخليج ـ آلة توزيع القروض علي الشباب بدون رسم استراتيجية عامة لتوظيفها وبدون دراسة حقيقية الحتياجات االسواق المحلية

واالهم بدون تأهيل مسبق لتلك الكوادر البشرية المديرة للقروض ـ فانتقل الشباب فجأة من انتظار لوظيفة ادارية مهداة من الحكومة الي ادارة قرض

خطر ـ يذهب في احسن االحوال ـ اذا ما فشل ـ الي الهروب من مسكنهللحفاظ حريته وتفادي السجن

قادرة علي دمج الشباب في,ان القروض, راضوعلي حين زعم متبنوا االق اسواق العمل جاءت النتيجة لتدمج فئة قليلة منهم واستبعاد النسبة االكبر من

الواقع االجتماعي ذاته .فى وصفه لمعدل نجاح المشروعات المدرة للدخل ذكر مدير منظمة االمداد-

احدى المنظمات االسالمية العاملة فى مشروع االكتفاء الذاتى – واحد من % من هذة25المشروعات االقتصادية المدرة للدخل فى لبنان : يقول ان

المشروعات قد حققت نجاحا ولم تشمل حسابات المدير تكلفة العمل والمنحالتى قدمتها المنظمات غير الحكومية لهذة المشروعات.

يعد مشروع صناعة الخبز من بين انجح مبادرات المنظمة حيث بلغت نسبة % وكثير من مخازن البقالة المحلية استمرت فى التوسع حتى80نجاحة

وصلت الى نقطة لم تسطتع سداد قرودها. عندئذ فقط كفت عن التوسع و استقرت على عائدات مستقرة يمكن ان تغطى تكاليف معيشتها دون سداد القروض.و فى جميع هذه الحاالت لم تحسم المنظمات تكاليف المتابعة، و

التدريب و اجراء دراسات الجدوى اآلولية و ال حتى القروض المعدومة المتراكمة لدى األسرة، عند تقييم مدى نجاحها. و ان تثير ما حققته هذه

المنظمة من نتائج دهشة من اعتادوا العمل فى او القراءة عن المشاريع المدرة للدخل. فالواقع ان هناك اتفاقا عاما على انه من غير المعتاد ان تؤدى

هذه المشاريع

الى زيادة هامة فى دخل المشاركين فيها،بل ان األكثر ندرة ان تغطى المنافى .*األقتصادية الحقيقة تكاليف هذه المشاريع خاصة عندما تستهدف افقر السكان

ؤ :الشباب والتداعيات السياسية للعولمة

20

الخريطة السياسية : فهناك بعض الدول العربية مثلان خريطة النظام االقليمى العربى بالغة التعقيد

تها من بعد االنقالباتبمصر وسوريا ولبنان والعراق مرت بتجربة ليبرالية اكتس العسكرية ، حيث سادت فيها نظم شمولية أو سلطوية، وبعضها تسعى اآلن

إلى العودة إلى الليبرالية ومن أبرز هذه الدول مصر. وهناك دول تسودها نظم ليبرالية مقيدة مثل تونس والمغرب تسعى تحت

الضغوط الدولية من ناحية ،وخضوعا لمقتضيات التحديث السياسي من ناحيةأخرى، لتطوير هذه الليبرالية المقيدة.

وهناك نظم سياسية شمولية بالكامل مثل العراق وليبيا . وهناك نظم سياسية تقليدية تسود في بعض البالد العربية مثل السعودية وعمان ، وهناك نظم تطبق

الشريعة اإلسالمية بطريقتها الخاصة مثل السودان. ولعله يظهر من هذه اللوحة متى تعقد وتشابك صورة النظم السياسية العربية

المعاصرة . ولكن بغض النظر عن تعدد األنماط، فان هناك ضغوطا عالمية تدفع الى الحداثة السياسية، غير ان استجابات الدول العربية تتفاوت في مدى

سرعة وعمق االستجابة لهذا المثير العالمي. كل قطرب الخاصحسب التاريخ , تأثيرات العولمة ستختلف ناوبالتالى ف

عربي. ومما ال شك فيه ان هذا التاريخ االجتماعي هو الذي سيحدد مستقبلالتحديث السياسي في كل بلد عربي على حد.*

بحالة من االغتراب والغموض لما يخبئه االن ان الوطن العربي بشكل عام يمر الدالئل والحقائق تعبر عن بروز خطين متعارضين سيسود أحدهمافالمستقبل,

وسيشكل اإلطار المرجعي لعملية التنمية المستقبلية سيفرز مشروع تنمية يبنى علي أساس صيانة وحماية األمةفالخط األول

العربية ألهدافها الوطنية والديموقراطية وذلك من خالل تحديثها ومقاومتها لمشروع الهيمنة والعولمة األمريكية، فيصبح تحدى ومقاومة المشروع هو جزء ال يتجزأ من المشروع التنموي والحل الوحيد لألمة العربية لكي تحيا من خالله

المجتمعات المدنية وتقوم بهدفها في ارتقاء الشعوب وصيانة حقهم في العيش فيسعنىاالندماج الكامل بأيدلوجية العولمة, وتحويلالثاني أما الخطالكريم.

األنظمة العربية بشكل طوعي, الى أدوات ترويج للنظام العالمي االستهالكي والذي يعبر عن نمط من الحياة اليمت بصلة الىالمجتمعات العربية وتكون

أدواته األساسية هي الشركات العمالقة التي يصب هدفها األساسي على الربحمن خالل استغالل كل ما هو إنساني.

ان البيئة السياسية العربية شانها شان اى بيئة سياسية تتشكل من مواطنين, واطر حزبية.- او تكاد تكون- ومجتمع مدنى , وبقدر فاعلية ووعى هذة الكيانات

بقدر تطور الممارسات السياسية وتفاعل المواطنين فيها ,وفى الواقع السياسى العربى بنظمه الحالية فان المشاركة السياسية للمواطن

العربى ,بالغة الضعف خاصة الشباب منهم .فاالحزاب الساسية فى اغلبها

21

ضعيفة او هرمة, واالستبداد السياسى افرغ مفهوم المشاركة اساسا, وبالتالىفان االمل مازال متعلق ,بقدر بمؤسسات المجتمع المدنى

المجتمع المدنى :

اال ان المجتمعات المدنية العربية حديثة التشكل اجماال وان كان لبعض البالد العربية تراث عميق فان عدد اخر من الدول يخطو خطواته االولى لتكوين

المجتمع المدنى او لتحديث المجتمع المدنى . ويعتبر المجتمع المدنى العربى الحديث من المرتكزات االساسية للديمقراطية

. حيث ال يمكن تصور وجود ديمقراطية مستقرة دون وجود منظمات غير حكومية فاعلة تعمل كحلقات وصل مؤسسية بين الحاكم والمحكوم وتقوم

دورها فى تدريب بدور فى عملية التنشئة االجتماعية والسياسية ,فضال عن االمواطنين على المشاركة ,و تجميع المصالح والتعبير عنها واعداد الكوادر الساسية والنقابية , وبالمقابل يصعب ان ينمو المجتمع المدنى ويزدهر فى ظل غياب الديمقراطية وهكذا تبدو العالقة جدلية ومعقدة بين الديمقراطية

2والمجتمع ,* والمؤكد ان المنظمات االهلية هى االكثر قدرة على التاثير نظرا لتخلصها

التلقائى من قدر من جمود االطر التنظيمية العربية كالنقابات واالحزاب التىيسطير عليها فى االغلب كوادر هرمة.

فاالوعية القادرة حاليا على استيعاب طاقات الشباب هى المنظمات غير الحكومية ,التى انطلقت منها اغلب الحركات الشبابية العربية المناهضة

للعولمة. فما الذى جعل حركات الشباب تنتشر فى معظم الدول العربية ؟:قدمت عدة تفسرات

قد اسهم في شيوع حركاتالتقليد او المحاكاةاول هذه التفسيرات ان عامل الشباب وثوراتهم من مجتمع الخر

الذي, وقلة الصبر واالحتمال الشباب الي الطيشميلوهناك تفسير اخر وهو يتميز به الشباب ويشيرهذا التفسير الي عدم تسامح الشباب حين يواجهون

باالعراف السائدة الجامدة التي يقبلها من هم اكبر سنا منهم . وهناك تفسير ثالث يرد حركات الطلبة الي رغبتهم في تعديل اوضاعهم ونظم

االمتحانات وغيرها . غير ان هذا التفسير ال يصلح لتفسير كل حركات الطلبةفي مختلف البالد .

المجتمعية الحاليةاالزمة الي الشبابحركات توهناك تفسير بالغ االهمية يرد والتى تخنق طاقات الشباب

المفاهيم القديمة عن ضرب في القيادةاستخدمه الشباب ان االسلوب الذي لم تعد مقبولة . والنمط حيث" الزعيم االوحد " او " السلطة االبوية "

السياسي الشباب ينظر لنفسه باعتباره واحدا من كل ، وانه قابل ,انالجديد

22

للتغيير والتبديل وكذلك ينظر اليه زمالؤه . واذا تكلم فهو اليعبر عن وجهة نظره .الشخصية كفرد ، ولكنه يتحدث باعتباره صوتا معبرا عن زمالئه

ومن ابرز السمات التي لوحظت مرونة وكفاءة الشباب فهؤالء الشباب الذين كانوا يتهمون بالسلبية وعدم االكتراث ، اظهروا مقدرة فائقة علي العمل

والتنظيم . لقد ظهرت كل المنظمات الشبابية بصورة جادة , فاجأت المجتمعات العربية , بقوة تنظيم المظاهرات وتنوع مشاركيه من الشباب , واالليات الجديدة المتبعة

للحفاظ على النظام العام وعدم االحتكاك بالسلطات االمنية وقد كانت فى مصر والجزائر ولبنان2005اسباب المظاهرات االخيرة التى نفذت لعام

واليمن. وفالحين ومعظممال لمواجهة التشريعات التي تعصف بحقوق الفقراء من ع

فئات الطبقات الوسطى, فضال عن ثورة الشباب لمقاومة الفساد السياسى.والتدخل العسكرى والسياسى .

إال أنهم يمثلون عدداالعربى,برغم تزايد جهود الشباب في المجتمع المدني و

الذي مازال معظمه ال يشارك في أي عمل الوطن العربى,قليال جدا من شباب اجتماعي مدني أو تطوعي خاصة في القرى الريفية التي تفتقر ألي نشاط

مدني. ان اغلب القضايا التى يعمل عليها الشباب فى الوطن العربى تتعلق بالسعى

الى تدعيم بعض من حقوق المواطنة المنقوصة , والتى يتراوح معدل تناقصها بين العدم كما فى ليبيا والعراق المحتل حاليا , وبين ضوء صعيف خجل كما

فى المغرب واالردن ومصر ولبنان. ان الشباب العربى فى سعيه لحفر موقع له فى المجتمع المدنى العربى يسعى الثبات حقوقه االولية فى دولته الحديثة , حقه فى المشاركة الفعالة , حقه فى

التعبير عن رايه , حقه فى تكوين تنظيمات , حقه فى تعديل السياسات ,

مبادرات إيجابية للعمل األهلي الحكومي المشترك في الوقت الذي لم تحدث فيه تطورات إيجابية ملموسة باتجاه تحديث وتطوير األطر القانونية التي تنظم العمل األهلي؛ بحيث تفسح الطريق أمام

ظهور مؤسسات ومنظمات جديدة تعمل في مختلف المجاالت، يكشف التقرير عن وجود عدد ال بأس به من المبادرات اإليجابية للتعاون والعمل

المشترك بين الدولة ومنظمات المجتمع األهلي، وخاصة في مكافحة الفقر،وفي تنفيذ بعض المشروعات التنموية.

23

فضال عن أن هذه المنظمات قد أتيحت لها فرصة المشاركة في وضع إستراتيجيات مواجهة الفقر والبطالة وتعبئة الموارد لخلق فرص عمل جديدة،

وتحسين مستوى معيشة الفئات المهمشة. ويذكر التقرير أن أبرز مبادرات الشراكة في هذا الميدان شهدتها كل من السودان، والمغرب، واألردن،

ومصر.

: المنظمات الشبابية العربية اشكاليات

اوال المنظمات الحكمومية

- تسيس المنظمات الحكومية الشبابية - التعامل مع الشباب ككيانات مفعول بها و تكثيف جهود المنظمات فى تنمية الشباب رياضيا

و سلوكيا و ربما سياسيا )فى اطار سياسة الحكومة( - التميز ضد الفتيات

- ضعف امكانيات المنظمات الشبابية- ضعف الصلة بين المنظمات الشبابية و باقى اجهزة الدولة

- األدارة الروتينية التقليدية لمنظمات الشباب- سيادة القيم الثقافية

ثانيا المنظمات الغير الحكومية

24