بسم الله الرحمن الرحيمالقواعد الفقهية البن سعدي

( والخطأ واإلكراه والنسيان... إلى: أو شرطه فذو فساد أو خلل5)

الشيخ/ خالد بن عثمان السبت

بسم الله الرحمن الرحيم، والصالة والسالم على نبين33ا محم33د، وعلى آل33هوصحبه، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

فقال العالمة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في منظومة القواعدالفقهية:

والخطأ واإلكراه والنسيان *** أسقطه معبودنا الرحمنلل لكن مع اإلتالف يثبت البدل *** وينتفي التأثيم عنه والز

الحمد لله، والصالة والسالم على رسول الله، أما بعد:فيقول الناظم -رحمه الله-:

والخطأ واإلكراه والنسيان *** أسقطه معبودنا الرحمن ،[286]البق55رة: }ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأن33ا{والخطأ واإلكراه والنسيان

، ويقول النبي -ص5لى الل55ه علي5ه وس55لم- كم5ا في ح5ديث أبي(1)))قد فعلت((قال الله: .(2)))من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه((هريرة –رضي الله عنه-:

والخطأ واإلكراه والنسيان *** أسقطه معبودنا الرحمنالخطأ هو: إتيان الشيء ومقارفته من غير قصد.

واإلكراه هو: سلب اإلرادة من المكلف حقيقة أو حكم55ا، أو حمل55ه على الفع55ل ب55القوة،يعني من غير رغبة وال اختيار وال تشه.

والنسيان هو: ذهاب المعلوم من الذهن.هو له اكتنان .(3)ذهاب ما علم قل نسيان *** والعلم في الس

فرق بين السهو والنسيان: أن الس5هو العلم في5ه مكتن عن5د اإلنس5ان لكن5ه غ5اب عن5ه، تقول: سها، لكن النسيان ذهابه، أقول ل55ك: اذك55ر لي القواع55د ال55تي ذكرناه55ا ب55األمس، تقول: نسيتها، تبخرت، لكن السهو العلم موج55ود لكن ق55د يص55اب اإلنس55ان بش55يء من الغفلة عنه، أو الذهول، أو نحو هذا؛ مثل اإلنسان حاف55ظ س55ورة الفاتح55ة، أو أي س55ورة ويقرؤها، وق55د يس55هو، فيخطئ في آي55ة، أو نح55و ه5ذا، أو يس55قط آي55ة، بخالف النس55يان،

نسيها، فهذا هو النسيان.. أسقطه معبودنا الرحمن، يقول: مغتفر، الخطأ واإلكراه والنسيانإذن:

اآلن هل هذا ساقط عن اإلنسان في المأمورات وفي المنهيات بإطالق؟ ك55ل م55ا نس55يهاإلنسان أو أخطأ أو أكره عليه يقال: إنه يسقط عنه في المأمورات وفي المنهيات؟

ال، فالعلماء يفرقون عادة بين فع55ل الم55أمور وارتك55اب المحظ55ور، فيقول55ون: في ب55ابالمأمورات ال يسقط، وفي باب المنهيات -ارتكاب المحظورات- يعفى عنه ويسقط.

بماذا يستدلون في باب المأمورات؟ ، ما قال: تس55قط عن55ه،(4)))من نسي صالة، أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها((

}وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخف33وه{- أخرجه مسلم، كتاب اإليمان، باب بيان قوله تعالى: 1(.126، برقم )[284]البقرة:

(، ومس55لم، كت55اب1933- أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا، برقم )2(.1155الصيام، باب أكل الناسي وشربه وجماعه ال يفطر، برقم )

(.25/ 1- األصل الجامع إليضاح الدرر المنظومة في سلك جمع الجوامع )3 - أخرجه البخاري، كت55اب م55واقيت الص55الة، ب55اب من نس55ي ص55الة فليص55ل إذا ذك55ر، وال يعي55د إال تل55ك4

(، ومسلم واللفظ له، كتاب المساجد ومواضع الصالة، باب قضاء الصالة الفائت55ة،597الصالة، برقم )(.684واستحباب تعجيل قضائها، برقم )

))إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وماوما حدد ذلك بخروج الوقت، بينما: ، الخطأ والنسيان تجاوز عنه، وهل التجاوز هن55ا عن اإلثم أو التج55اوز(5)استكرهوا عليه((

عن الحكم بالكلية؟ أما عن اإلثم فال شك أنه مرفوع عن اإلنسان في حال الخطأ، لكن هل هذا يع55ني رف55ع

الحكم؟ يقال: ليس على إطالقه، في باب المأمورات هو مطالب بها في الجملة؛ مثال: في باب

الصالة لو أنه صلى وتذكر أنه لم يتوضأ، فبماذا نطالبه؟ ماذا نقول له؟نقول: عليك اإلعادة، فاآلن صلى من غير وضوء هل يأثم؟.

يناالجواب: ال يأثم، رفع عنه الخطأ، تجاوز الله عن الخطأ: }ربنا ال تؤاخذنا إن نس33 ما تعمد الصالة وهو غير متطهر، ولكن لو تعمد الصالة وه55و[55 286]البقرة: أو أخطأنا{

من الكبائر.غير متطهر فهذا فالحاصل: أن الصالة من غير طهارة ارتفع عنه فيها اإلثم للنس55يان أو الخط55أ والجه55ل،ولكنه لم ترتفع عنه المطالبة، فالصالة في ذمته، فيطالب باإلعادة، نقول: أعد صالتك.

وفي الصالة في باب المحظ5ورات ل5و أن55ه تكلم ج5اهال، والتفت ج5اهال، فم55ا الحكم فيصالته؟

صحيحة، لو جلس يكلم إنسانا بجانب55ه وه55و يص55لي نق55ول: الص55الة ص55حيحة لجهل55ه، م55االدليل؟

حديث معاوية السلمي: لما عطس وه55و يص55لي ق55ال: الحم55د لل55ه، ثم جلس يتكلم لم55ااه! ما ب55الكم تنظ55رون إلي؟ يق55ول: فجعل55وا جلسوا يرمقونه بأبصارهم، قال: واثكل أمي

، فالرج5ل جلس يتلفت وينظ5ر(6)يض5ربون أفخ5اذهم، فعلمت أنهم يس5كتونني، فس5كت ألعينهم، ويتكلم، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الص55الة لم ي55أمره بإع55ادة الص55الة، وإنما علمه أن هذا ال يصلح في الصالة، فقط، مع أنه في الوقت، بينما حديث المس55يء

))ارج55عصالته لما كان مخال باألركان وهو جاهل قال له النبي -صلى الله عليه وس55لم-: )) ، لماذا مع أنه جاهل؟، ألنه أخل بالمأمور، أخل باألرك55ان، هك55ذا(7)فصل فإنك لم تصل

يستدل العلماء -رحمهم الله- في تقرير هذا الفرق بين المأمورات وبين المنهيات. مثال آخر في الصيام: لو أنه صام يوما من رمضان، أو من القضاء، أو النذر، ولم ي55بيت النية من الليل، وجاءنا بعدما غربت الش55مس وص55ام وانتهى، ولكن ق55ال: أن55ا م55ا ن55ويت

الصوم، لم أنو صوم الفرض أو صوم النذر، فماذا نقول له؟ هل يجزئه هذا اليوم؟ال يجزئه عن الفرض، وال عن النذر، حتى ينوي.

فالنية من باب المأمورات، لكنه لو أكل أو شرب وهو صائم نسيانا أو جهال فما الحكم؟صومه صحيح، للحديث الذي ذكرته آنفا.

قل مثل ذلك في األحك55ام األخ55رى: الحج، ل55و تج55اوز الميق55ات من غ55ير إح55رام وه55و ال يدري، يقول: أنا أول مرة، يقول: تجاوزت اإلحرام وأنا أتحدث مع صاحبي ولم أتنب55ه، أو كنت في الطائرة كنت نائما حينما قاربنا الميق55ات، وص55لت إلى ج55دة ولم أح55رم فم55اذا نقول له؟ هنا ترك مأمورا، نقول له: هذا ت55رك لم55أمور، فعلي55ك أن ترج55ع إلى الميق55ات

وتحرم، فإن لم يفعل نقول: عليك دم؛ ألنك تركت المأمور. ولو أنه ارتكب المحظور، هذا إنسان محرم وجاءنا محرما وعلي55ه ث55وب وش55ماغ وق55ال:

(، والح55اكم في2043- أخرج55ه ابن ماج55ه، كت55اب الطالق، ب55اب طالق المك55ره والناس55ي، ب55رقم )5 (، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الش55يخين، ولم يخرج55اه"، وص55ححه2801المستدرك، برقم )

(.1731األلباني في صحيح الجامع، برقم ) - أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصالة، باب تحريم الكالم في الص55الة، ونس55خ م55ا ك55ان من6

(.537إباحته، برقم ) - أخرجه البخاري، كتاب األذان، باب وجوب القراءة لإلمام والمأموم في الصلوات كله55ا، في الحض55ر7

(، ومسلم، كتاب الصالة، باب وجوب ق55راءة الفاتح55ة757والسفر، وما يجهر فيها وما يخافت، برقم )(.397في كل ركعة، برقم )

اإلحرام بالقلب، نقول له: ال، ال يصلح هذا، اخلع هذا عنك، هل عليه شيء؟ جاه55ل ليس عليه شيء، مثل الرجل الذي تض55مخ ب55الطيب وس55أل الن55بي -ص5لى الل55ه علي5ه وس5لم-

، ولم يرتب عليه جزاء، وكذلك لو أن ه55ذا اإلنس55ان قص أظف55اره أو(8)فأمره أن يغسلهقص شعره جاهال أو ناسيا هل عليه شيء؟.

الجواب: ليس عليه شيء. فالعلماء إذا يفرقون بين المأمورات والمنهيات، من ترك الم55أمور ط55ولب ب55ه فه55و في ذمته، تركه جهال نسيانا، لكنه يرتفع عنه اإلثم لهذا الترك فإن ت55ذكره فه55و مط55الب ب55ه،

لكن لو بقي إلى يوم القيامة وهو ناس هذا الفرض ولم يصله هل عليه شيء؟ليس عليه شيء؛ ألنه ناس.

وهل هذا الكالم على إطالقه في جميع الصور والحاالت؟ بعض أهل العلم يستثنون منه، فالصالة مثال التي تركتها المرأة تظن أن55ه ال يجب عليه55ا أن تصليها في حال االستحاضة، كثير من النساء تجهله تظن أن الدماء أحكامها واح5دة،

فهي اآلن مستحاضة هل يجب عليها أن تصلي في حال االستحاضة؟ الجواب: نعم، لكن بعض النساء تجهل هذا، فتقول: أنا منذ خمسين سنة وأن55ا ال أص55لي

في حال االستحاضة، وال أصوم، فما الحكم؟ هل نقول لها: تقضين هذا جميعا؟ بعض أهل العلم يقول: نعم، هذا في ذمتها.

لكن هذا فيه مشقة عظيمة جدا عليها. مثل شيخ اإلسالم ابن تيمية -رحمه الله- يقول: ليس عليها قضاء الصالة وال الص55وم إذا

، ما الدليل على أنه ال يجب عليها؟(9)خرج وقت الصالةالدليل: أدلة:

منها: حديث حمنة لما قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إني أس55تحاض وأدع الص55الة ، فما قال لها النبي -صلى الل55ه علي55ه وس55لم-: يجب علي55ك أن تقض55ي ه55ذا(10)والصوم؟

جميع55ا، وهي أخت أم المؤم55نين زينب بنت جحش، والن55بي -ص55لى الل55ه علي55ه وس55لم- عندهم، وباإلمك5ان أن تس5أل أخته5ا فليس العلم بعي5د المن55ال عنه5ا، وم5ع ذل5ك ع5ذرها

لجهلها، ما طالبها باإلعادة.لمي الذي تكلم في الصالة ، م55ا ق55ال ل55ه الن55بي -ص55لى(11)حديث: معاوية بن الحكم الس

الله عليه وسلم-: إن صالتك كلها بهذه الطريقة باطلة، أو على األقل المسيء ص55الته - ألنه ما أقام األركان- ما قال له -صلى الله عليه وسلم-: كل ه55ذه الس55نوات ال55تي كنت تصليها صالتك فيها باطلة؛ ألنك لم تقم صالتك كما أمر الله -عز وجل-، فأعد ك55ل ه55ذه

الصلوات، ما قال له هذا، وإنما علمه. حديث: عمر -رضي الله تعالى عنه- حينما صلى وهو جنب لم يعلم بالتيمم، حديث عمر مع عمار بن ياسر، فالحاصل: أنه صلى وهو جنب، فالنبي -صلى الله علي55ه وس55لم- م55ا

.(12)أمره أن يعيد تلك الصالة، وإنما علمه كيف يفعل فهذه األدلة يستدل بها مثل شيخ اإلسالم على أن اإلنسان في حال الجهل ونح55و ذل55ك،

(.432- أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف، برقم )8(.102-101/ 22- انظر: مجموع الفتاوى )9 (،287- أخرج55ه أب55و داود، كت55اب الطه55ارة، ب55اب من ق55ال إذا أقبلت الحيض55ة ت55دع الص55الة، ب55رقم )10

والترمذي، أبواب الطهارة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ب55اب في المستحاض55ة أنه55ا تجم55ع (، وق55ال محقق55وه:27474(، وأحم55د في المس55ند، ب55رقم )128بين الص55التين بغس55ل واح55د، ب55رقم )

(، وقد ج55اء في البخ55اري، كت55اب561"إسناده ضعيف"، وحسنه األلباني في مشكاة المصابيح، برقم ) (، وفي مس55لم، كت55اب الحيض، ب55اب المستحاض55ة وغس55لها228الوض55وء، ب55اب غس55ل ال55دم، ب55رقم )

( أن السائلة: فاطمة بنت أبي حبيش جاءت إلى النبي -صلى الل55ه علي55ه وس55لم-333) وصالتها، برقم فقالت: "يا رسول الله إني امرأة أستحاض فال أطهر أفأدع الصالة؟"، فقال رس55ول الل55ه -ص55لى الل55ه

))ال، إنم55ا ذل55ك ع55رق، وليس بحيض، ف55إذا أقبلت حيض55تك ف55دعي الص55الة، وإذا أدب55رتعليه وس5لم-: فاغسلي عنك الدم ثم صلي((.

- سبق تخريجه.11

في مثل: الصالة التي خرج وقتها أنه ال يطالب، وهكذا في المرأة التي كانت تجهل أن55هيلزمها الصوم في مثل االستحاضة، وهكذا.

واإلكراه: هل كل إكراه يعتبر في رفع الحرج عن اإلنسان؟ اإلكراه أنواع وليس نوعا واحدا، هناك إكراه يكون اإلنسان فيه مس55لوب اإلرادة تمام55ا، يصير بمنزلة اآللة؛ مثل: لو أن إنسانا أخذ إنسانا وض55رب ب55ه آخ55ر، فقتل55ه أو جرح5ه، أو

نحو ذلك، هل يؤاخذ هذا اإلنسان الوسط؟ الج55واب: ال؛ ألن55ه ص55ار مث55ل اآلل55ة، ال إرادة ل55ه، أخ5ذه وألق5اه على أن55اس في ب55ئر مثال

وسقط عليهم، هل يؤاخذ؟الجواب: ال.

لكن بعض العلم55اء يالحظ55ون فيه55ا ملحظ55ا في قاع55دة س55بقت وهي: "ارتك55اب أخ55ف الضررين"، يقولون: الذي في البئر هؤالء يتف55اوتون إذا فيهم ع55الم وآخ55ر جاه55ل فم55اذا يصنع؟، ينأى بنفسه عن العالم ليقع على الجاهل من ب55اب "ارتك55اب أخ55ف الض55ررين"،

؟هو قاتل واحدا قاتل واحدا، لكن من األخف أنه يقتل الجاهل، فيقولون: ينأى بنفس55ه إلى الجاه55ل، ليم55وت الجاه55ل، ويس55تبقي الع55الم، لكن على كل حال هو مسلوب اإلرادة، فهو غير مؤاخذ، هذا نوع من اإلكراه يك55ون اإلنس55ان

.مثل اآللة، يأخذه ويضرب به النوع الثاني من اإلكراه هو: إكراه معت5بر يش5به ه5ذا، ق5د ال يأخ5ذه ويوص5ل ب5ه الض55رر لآلخر، لكن يسلبه إرادت5ه بحيث ال يس5تطيع أن يمتن5ع، مث5ل: أن يأخ5ذ ام5رأة ويربطه5ا، ويفج55ر به55ا، فهي غ55ير مؤاخ55ذة؛ ألنه55ا ال تس55تطيع أن ت55دفع عن نفس55ها، فهي مكره55ة

مسلوبة اإلرادة. هناك أيضا إكراه معتبر، وهو ما يلحق اإلنسان فيه ضرر معتبر، مث55ل: أن ه55ذا اإلنس55ان يضرب ضربا معتبرا مبرحا، أو يقطع عض55و من أعض55ائه أو يحبس، أو نح55و ذل55ك، إال أن يفعل هذا الشيء، فما حكم هذا اإلكراه؟ هل يعتبر ه55ذا ب55إطالق؟ الح55ظ ل55ه إرادة، م55ع وجود اإلكراه عنده إرادة يهدده بالقتل، يقول له: إن لم تفع55ل ه55ذا الش55يء، فه55ل ه55ذا

يعذر فيه بإطالق؟ الجواب: ال.

لو أنه هدده بالقتل، قال: تقتل فالنا وإال اآلن أقتلك، وهو يعلم أنه قاتله، فهل يج55وز ل55هأن يقدم على قتله؟

الجواب: ال؛ ألن ذاك معصوم، وهو مثله في العص55مة، فال يج55وز ل5ه أن يس55تبقي نفس55هفي سبيل قتل ذلك، فال يجوز، حتى لو قتله ال يجوز أن يقدم على قتل هذا.

لكن لو أنه قال: أقتلك أو تشرب هذه الخمر هل يجوز له أن يشرب؟الجواب: نعم.

فهذا إكراه، لو إنسان صائم رمضان وجاء إنسان وفتح فمه وصب فيه الماء، أو أمسكه وضربه وآذاه، وهدده أن يقتله، أو أن يحبسه، وهو يعلم أنه يفعل أو يغلب على ظنه أنه

يفعل، فهل يجوز له أن يأكل؟ الجواب: نعم.

هل يفطر بهذا األكل؟ الجواب: ال يفطر، صومه صحيح؛ ألن اإلنسان ال يؤاخذ باإلكراه، فالحظ هن55ا ارتف55ع عن55ه

اإلثم، وارتفع عنه الحكم، فاألكل هذا ال يعتبر. لو أنه جاء المرأته وهي صائمة فأخذها وربطها ووطئها، مسلوبة اإلرادة تمام55ا م55ا حكم

صومها؟صحيح.

- أخرجه البخاري، كتاب التيمم، باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت، أو خاف12(.346(، وبرقم )345العطش تيمم، برقم )

لو أنه هددها بالقتل أو الضرب أو نحو ذلك فما الحكم؟صومها صحيح، وال قضاء عليها وال كفارة؛ لوجود اإلكراه.

أما إذا كان اإلكراه مجرد تهديد فقط، أو أنه هدده ب55أمر ينتظ55ر عائدت55ه في المس55تقبل؛ كأن يكون هذا اإلنسان طبيبا وال يوجد في البلد سواه، فيقول ل55ه: ت55رى إذا مرض55ت أو أحد أوالدك أنا ما أعالجك، ما يعتبر هذا إكراها، أو أن هذا اإلنسان م55ريض، ويق55ول ل55ه: إن لم تفعل هذا الشيء فأنا ال أعالج55ك، ال يعت55بر ه55ذا إكراه55ا؛ ألن الش55فاء منتظ55ر، وال يدري هل يحصل أو ال يحصل، فمثل هذا ال يعتبر، كذلك لو أنه يأتيه من55ه كلم55ة، ش55تمة، ضربة يسيرة، أو نحو هذا، فهذا ال يعتبر، الولد أو البنت أمها تزجرها، أبوها يزجره55ا في مسألة الحجاب، أو نحو هذا، فهذا ال يعت55بر إكراه5ا، ليس من اإلك5راه في ش55يء، أع5ني

شرعا.اإلكراه المعتبر والخطأ واإلكراه والنسيان *** أسقطه معبودنا الرحمن

اآلن فهمنا هذا البيت، ثم البيت الثاني يذكر قيدا لهذه القاعدة، إذا ك55ان اإلنس55ان يع55ذر بالنسيان والجهل واإلكراه، هل ه55ذا في ك55ل ش55يء؟ ه55و من ناحي55ة اإلثم ال ش55ك، لكن أيضا حتى في حقوق الناس التي أتلفها خطأ أو جهال، أو نحو ذلك، لو أنه ص55دم س55يارة إنسان خطأ من غير عمد، يقول: والله أنا مخطئ ولم أقصد صدم سيارتك، والل55ه -ع55ز

ينا أو أخطأن3ا{وجل- يقول: ذنا إن نس3 ))ق55د، ق55ال: [286]البق55رة: }ربنا ال تؤاخ3 ، وإذا كان الل5ه -ع5ز وج5ل- العظيم ق5د عف5ا عن حقوق5ه فم5ا حقوق5ك أنت؟ فأن5ا(13)فعلت((

لست مطالبا بإصالح هذه السيارة. }ربنا ال تؤاخ33ذنا إنقتل إنسانا بالخطأ قالوا له: ه55ات الدي55ة، ق55ال: ال، ه55ذا خط55أ:

، هل هذا بهذه الصورة؟ هو ارتفع عنه اإلثم ألنه غ55ير متعم55د، لكننسينا أو أخطأنا{ بقي الضمان لهذه المتلفات حينم55ا وق55ع عليه55ا عن طري55ق الخط55أ والجه55ل، أو بس55بب

النسيان، فيقول:لل لكن مع اإلتالف يثبت البدل *** وينتفي التأثيم عنه والز

الفرق بين اإلتالف والتلف: التلف قد يكون بسبب فعله، وقد يقع بآفة، يتلف م55ع ط55ولالزمان، أو نحو ذلك، فاإلتالف إذا يكون عادة بالمباشرة أو بالتسبب.

مباشرة: مثل: لو أنه ألقى إنسانا في حفرة، ومات، فهذا إتالف، ألقى دابته في حف55رةفماتت.

والتسبب: مثل: لو أنه حفر في الطريق ب5ئرا وج5اء إنس5ان أعمى أو طف5ل ووق5ع فيه5ايضمن أو ما يضمن؟

يضمن، لكن لو اجتمع المباشر مع المتسبب، هذا إنسان حفر ب55ئرا وج55اء إنس55ان ودف55عإنسانا فيها من الذي يطالب؟ المباشر، لكن إذا عدم المباشر نرجع إلى المتسبب.

حفرت بئرا في الطريق ليس هذا موضع حفر، جاء إنسان أعمى وطاح فيها، جاء طفل وطاح فيها، جاءت سيارة بالليل وطاحت فيها، فتضمن، لكن لو أنه حفر البئر في مكان

للحفر، في مزرعته، هل يضمن من سقط فيها؟الجواب: ال يضمن.

لو أنه أوقف سيارته في مكان ال يصلح للوقوف، وجاء إنسان وصدم هذه السيارة، من الذي يضمن في هذه الحالة؟ هو هذا اإلنسان الذي وقف في هذا المكان الذي ليس له

أن يقف فيه، فتسبب في ضرر آخر.يقول:

لل لكن مع اإلتالف يثبت البدل *** وينتفي التأثيم عنه والز يعني إذا أتلف وه55و مخطئ أو ن55اس أو جاه55ل فإن55ه ال إثم علي55ه، يرتف55ع عن55ه اإلثم لكن يثبت البدل، يطالب، يضمن هذا الشيء الذي أتلفه؛ كما ذكر الله -ع55ز وج55ل- في حكم داود -صلى الله عليه وسلم- في الخصومة ال55تي اختص55م فيه55ا رجالن في ال55زرع ال55ذي

- سبق تخريجه.13

، ف55اآلن ه55ذه غنم -به55ائم-، فل55و أن البهيم55ة[78]األنبي55اء: }نفشت فيه غنم القوم{ذهبت وأكلت زرع هذا اإلنسان والحب، وما إلى ذلك، من يضمن؟

الذي يضمن صاحب البهيمة، فهي ال تضمن.لكن هل هذا بإطالقه؟

الجواب: ليس بإطالقه، أهل الزرع عليهم أن يحفظوا زرعهم في النهار، وأه55ل ال55دواب يحفظونها في الليل، ف55إذا أطل55ق دواب55ه في اللي55ل ودخلت في م55زارع الن55اس، وأكلت،

فيضمن. كذلك لو أنه فرط في أمر من األمور التي يجب عليه أن يحفظها، مف55رط، فخ55رج ه55ذا الطفل الصغير أبو سنتين، وهؤالء الناس يسكنون على الشارع، طريق سريع، ويتركون الباب مفتوحا، فخرج هذا الطفل أبو سنتين وص55دمته س55يارة ه55ل ت55برأ ذم55ة األب واألم

في مثل هذه الحالة؟الجواب: ال، لماذا؟ لوجود التفريط.

55ا -ح55ديث ال55والدة-؟، كثير من الحاالت تسأل النساء تقول: أتيت إلى ولدي فوجدته ميتكيف حدث ذلك؟.

أحيانا تقول: أخذه أخوه أو أخته، فحمله وسقط منه، فينظر أين وضعته؟ هل كان عنده أحد؟ هل تركته في وقت يترك فيه عادة أو ال؟، فينظر إلى المالبسات الواقعة، فيحكم بعد ذل55ك أنه55ا مؤاخ55ذة أو غ55ير مؤاخ55ذة، ه55ل عليه55ا كف55ارة أو ليس عليه55ا كف55ارة مثال،

بحسب الحالة الواقعة في التفريط. حوادث السيارات التي تحصل للناس بالخط55أ، ينظ55ر ل55و ج55اء إنس55ان وق55ال: والل55ه أن55ا أمشي مائ55ة وثم55انين على طري55ق الري55اض، وص55ار لي ح55ادث وص55دمت إنس55انا وم55ات

بسيارة أخرى، فهذا يعتبر مفرطا. لكن لو أن إنسانا يقول: أنا أمشي ومعي خمس55ة في الس55يارة، وأمش55ي مائ55ة، أمش55ي على كوبري، فسقط الك55وبري، فم55اتوا، فه55ذا ال يعت55بر مفرط55ا، وليس علي55ه ال دي55ة وال

كفارة على قول بعض أهل العلم؛ ألنه ال تفريط من جهته ألبتة. والذين يتركون الجم55ال ت55ذهب ب55دون راع، ويص55دمها الن55اس، ه55ل ه55ؤالء يس55لمون من

التبعة إذا صدمها إنسان ومات؟ ال يسلمون من التبعة، لماذا؟

لتفريطهم.هل يطالب الذي صدمها وأتلفها على طريق سيارات بالضمان؟

ال يضمن، بل هو هدر، وهكذا. ويالحظ في قضية الضمان: التفريط وعدم التفريط في بعض الصور؛ مثل لو أن إنسانا وضع عندك أمانة وديعة، وضع عندك غنما أو إبال، أو وضع عندك جهازا، أين وضعت هذا الجهاز؟ وضع عندك ماال، مجوهرات، ماذا تصنع؟ هذه البهائم ف55رطت في س55قيها وفي علفها، وتركت الباب لها مفتوحا، فمنها ما خرج وضاع، ومنها ما مات عطشا، ومنها م55ا

مات جوعا، فتضمنها. لكن إنسان يضع لها الطعام المناسب والمكان المناسب والشراب المناسب ويرعاه55ا،

ويكلؤها، جاءت آفة من الله، جاءها مرض، فماتت هذه البهائم، فال يضمنها. أعطاك هذا اإلنسان جهازا، وقال: هذا وديعة، فتركته عند األطف55ال في متن55اولهم، ه55ذا يحركه، وهذا ينبش، فتلف الجهاز، أو وضعته في غرفة ح55ارة، والجه55از ال يحتم55ل ه55ذا،

فتضمن لوجود التفريط. أعطاك كتابا، وضعت الكت55اب في مك55ان في55ه أطف55ال، فأخ55ذ األطف55ال يخطط55ون على الكتاب، ويمزقون أوراقه، فتضمن؛ ألنك فرطت، وهكذا في األموال التي يأخذها الناس ودائع، مثال أعطاك مجوهرات هذه لها حرز يليق بها، بخالف الكتاب مثال، الكتاب ممكن أن تق55ول الم55رأة: أن55ا وض55عته في ال55درج األعلى في المطبخ، م55ا يص55ل ل55ه األطف55ال،

فاحترق المطبخ، لكن مث55ل المج55وهرات م55ا تض55عها في ال55درج األعلى في المطبخ، ثم تقول: سرقت، ما أدري من أخذها، المجوهرات لها ح55رز يص55لح له55ا، ليس55ت كالكت55اب،

وهكذا. وعبارة المؤلف -رحمه الله- في "القواعد الجامعة" عن ه55ذه القاع55دة هي: "من ت55رك المأمور جهال أو نسيانا لم تبرأ ذمته إال بفعله، ومن فعل المحظور وهو معذور بجه5ل أو

نسيان برئت ذمته وتمت عبادته". وقال في قاعدة اإلتالف في موضع آخر من "القواعد الجامع55ة": "اإلتالف يس55توي في55ه

المتعمد والجاهل والناسي". فمن ترك المأمور ناسيا: فبعض السلف في مسألة التسمية على الذبيحة ي55رى أن55ه إن

ترك التسمية ناسيا أو جاهال أن الذبيحة ال تحل.وبعضهم يرى أن هذا الواجب يسقط بالنسيان.

وبعضهم يرى أن التسمية ليست بواجبة أصال، وإنما من55دوب إليه55ا، ولكن ال ي55ذبح لغ55يرالله -عز وجل.

مسألة فيما يتعلق باإلتالف: هل يستوي في اإلتالف ما كان متعلقا بحق الل55ه وم55ا ك55انمتعلقا بحق اآلدمي؟

بعض العلماء يقولون: يستوي.واألقرب: أنه ال يستوي.

حقوق الله -عز وجل- مبنية على المسامحة؛ مثاله اآلن لو أن55ه قت55ل الص55يد خط55أ وه55ومحرم، أو في أرض الحرم وهو غير محرم، قتل الصيد فما الحكم؟

يد وأنتم حرم ومن قتل33ه منكمالله -عز وجل- يقول عن الصيد: }ال تقتلوا الصتعمدا{ تعمدا{ اآلية، قال: [95]المائ55دة: م ، فه55ذا القي55د معت55بر، فقت55ل الص55يد عن}م

طريق الخطأ بمفهوم المخالفة في اآلية يفهم: أن من قتله خط55أ فليس علي55ه الج55زاء، فهذا القيد معتبر، وهذا الذي مشى عليه شيخ اإلسالم ابن تيمية وابن القيم وابن جري55ر

الطبري، وجماعة. وذهب كثير من أهل العلم إلى أنه ال يسقط عنه الجزاء إذا ك55ان مخطئ55ا، وإنم55ا ق55الوا: "متعمدا" ألنه الغالب، أن هذا القيد خرج مخرج الغالب، أنه بالعادة أن اإلنسان إذا رأى الصيد استفزه الصيد فعمد إليه فقتله، لكن هذا غير صحيح، وليس ذل55ك خارج55ا مخ55رج الغالب، ومعلوم أن مث55ل ه55ذه األش55ياء أن الن55اس يحت55اجون إليه55ا الس55يما في الزم55ان القديم، وتعم بها البل5وى لك55ثرة الص55يود آن5ذاك، الص55يود ك5انت كث5يرة ج5دا في جزي5رة العرب إلى أن أنشئت قناة السويس، فما صارت تأتي هذه الصيود، وصارت نادرة جدا، وتوشك على االنقراض، فكانت كثيرة جدا، وقريبة من دور الناس وقراهم، ويصادفونها في أسفارهم، بل أدنى ذلك الجراد إذا جاء في وقته وجاءت أسرابه فإنه55ا تك55اد تغطي الناحي55ة ال55تي وقعت فيه55ا كالبس55اط تمام55ا، وإذا ك55ان اللي55ل فه55و ال يك55اد يتح55رك مث55ل البساط، فتأتي الدواب كاإلبل مثال ونحوها فتمشي على هذا الج55راد فتقتل55ه في اللي55ل،

فهل يؤاخذ اإلنسان بهذا؟ تعمدا{الجواب: ال، فالله قال: ، وذكر العمد، فغ55ير[95]المائدة: }ومن قتله منكم م

العمد ال يؤاخذ فيه اإلنسان.ومن مسائل األحكام في التبع *** يثبت ال إذا استقل فوقع

هذه القاعدة عبر عنها المؤلف -رحمه الله- في "القواعد الجامع55ة" بقول55ه: "يثبت تبع55اما ال يثبت استقالال".

وبعض العلماء يعبرون عنها بعبارات مقاربة، يقولون: "الشيء يثبت مع غ55يره، غ55يره المع غيره"، والعبارة األولى أسهل.

وبعضهم يقول: "يجوز تبعا وال يجوز استقالال".ما معنى هذه القاعدة:

ومن مسائل األحكام في التبع *** يثبت ال إذا استقل فوقع يعني يقول: "ومن مسائل األحكام في التبع" أن55ه "يثبت ال إذا اس55تقل فوق55ع" يع55ني أن هناك بعض األمور تغتفر إذا كانت تابعة لغيره55ا وفي ض55منها، لكن ل55و أنه55ا ج55اءت على سبيل االستقالل فإنه يمنع منها، واألمثلة كثيرة جدا: اآلن لو جاء إنس55ان ص55احب وكال55ة دعاية وإعالن وعلق لوحة في المسجد، فما الحكم؟ أو وكال55ة تجاري55ة، عل55ق لوح55ة في

المسجد دعاية للوكالة التجارية، أو وكالة اإلعالن ما الحكم؟ما يجوز، المساجد ما بنيت لهذا، فتنزع هذه اللوحة الدعائية.

لكن ما تقولون في أوراق اإلعالنات للمحاضرات والبرامج الثقافية؟ نالحظ في أسفلها توقيعا، وتحتها أحيانا رقم تليف55ون ج55وال، أو غ55ير ج55وال، أليس55ت ه55ذه دعاي55ة تجاري55ة؟ وأحيانا أكثر من كذا: الرعاة الرسميون، وهي وكاالت وأشياء تجارية، وهذه دعاية، وفي

المسجد، والمساجد ما بنيت لهذا، فما الحكم فيها؟ نقول: "يج55وز تبع55ا م55ا ال يج55وز اس55تقالال" ه55ؤالء أص55حاب وك55االت الدعاي55ة وغيره55ا ل55و وضعوها مس55تقلة نق55ول: م55ا يج55وز، لكن ه55ذه اللوح55ة ال55تي علقت في المس55جد، ه55ل المقصود بها الدعايات التجارية؟ ال، هذه دعوة إلى الخير، دع55وة إلى محاض55رة، ن55دوة، شيء من البرامج المفيدة، فهذه جاءت على سبيل التبع وليست مقصودة، نحن نقول:

األفضل أن ال توضع، لكن إذا وضعت هل يمنع تعليقها في المساجد؟ الجواب: ال، ما يمنع؛ ألنه "يثبت تبعا م55اال يثبت اس55تقالال"، اس55تقالال: ل55و أفردن55ا اإلعالن

تحت هذا حق الوكالة وضعناه، هذا ما يصلح. علب المناديل في المساجد أليس عليه5ا أس5ماء وك5االت؟، أليس5ت ه5ذه دعاي5ة؟، ه5ل

تجوز؟ هل المقصود هو الدعاية لها أو المقصود المنديل؟المقصود المنديل "يثبت تبعا ماال يثبت استقالال"، "يجوز تبعا ما ال يجوز استقالال".

زنامة، التقويم، أليس عليها دعاية تجارية؟، وإنما يفعلها أصال عادة أصحاب الوكاالت الرالتجارية، والمؤسسات، دعاية لمؤسساتهم، هل يمنع وضعها في المساجد؟

555الجواب: ال، لماذا؟ ألنها جاءت على سبيل التبع، والمقصود هو التقويم، ف "يج55وز تبع55ا ما ال يجوز استقالال"، اآلن في مسائل البيع لو ق55ال: أن55ا أبيع55ك الحم55ل ال55ذي في بطن هذه الدابة، فال يجوز، لماذا؟ ألنه مجهول، لكن لو باعه الدابة وهي حامل ج5ائز، لم5اذا؟

"يجوز تبعا ماال يجوز استقالال". لو أنه باعه البستم الذي في داخل ماكينة السيارة وه5و مخت55ف م55ا ه55و بظ55اهر، هك55ذا،

قال: أنا أبيعك هذا البستم، وهو ما هو بظاهر مثال يجوز؟ ال، لكنه لو أنه باعه السيارة ببساتمها، ما رأى البساتم، لكنه يعرف السيارة، وشاهدها، ف5"يجوز تبعا ماال يجوز استقالال"، لو قال: أبيعك اللستك الذي بداخل هذا الكفر، يجوز؟

ال، حتى يراه. لكن لو باعه السيارة أو الكفر بكامله فإن ذلك يجوز، "يجوز تبعا ما ال يجوز استقالال".

وقل مثل ذلك في بيع اآلالت وكثير من األشياء لو باع جزءا منها مجه55وال، ف55إن ال55بيع ال يجوز، لكن لو باعها بالجملة، هكذا، وفيها هذا الجزء فإنه يغتفر، "يجوز تبعا م55ا ال يج55وز

استقالال". العلماء –رحمهم الله- حتى تعرف نعمة الله علينا فقط- مثل شيخ اإلسالم ابن تيمي55ة – رحمه الل55ه- يتكلم عن روث الف55أر، يق55ول: ه55ذا ال يمكن التح55رز من55ه في الطع55ام، في وقتهم روث الفأر طبيعي أنه يوجد في العجينة والطحين، يق55ول: ال يمكن التح55رز من55ه، ف5 "يجوز تبعا ما ال يجوز استقالال"، يعني لو أن إنسانا أراد فقط أن يأكل هذا المستقذر

الخبيث، يجوز؟ ال.

لكن لو أنه يأكل الخبز، ويوجد فيه مثل هذا، نقول: "يجوز تبعا ما ال يجوز استقالال".وقل مثل ذلك في: أكل الديدان، ما حكم أكل الدود؟ يجوز؟.

ما يجوز، لكن لو أنه أكل فاكه55ة بم55ا فيه55ا من ال55دود، فيج55وز، "يج55وز تبع55ا م55ا ال يج55وزاستقالال".

وهل يصلي أحد عن أحد؟ جاء إنسان يصلي ركعتين يقول: هذه عن جدي، يجوز؟الجواب: ال.

لكن لو أنه طاف عن غيره، ثم صلى ركعتي الطواف، الركعتان لمن؟ للذي طاف عنه.

كيف صلى عنه ركعتين؟نقول: "يجوز تبعا ما ال يجوز استقالال" هي تابعة للطواف.

وقل مثل ذلك أيضا لو أنه خرج الجنين ميتا من بطن الدابة، يجوز أكله؟ دابة أس55قطتالجنين خرج ميتا يجوز أكله؟

ال، لكن لو ذبح الشاة ثم لما شق بطنها وجد فيه جنينا، والجنين ه55ذا م55ات ي55وم ذبحت، لم55اذا؟ ألن "ذك55اة الج55نين ذك55اة أم55ه"، فج55از تبع55ا م55ا ال يج55وز فيجوز أكل هذا الجنين،

استقالال. وقل مثل ذلك في الصالة اآلن لو جاء إنسان متعمدا وكبر للظهر، ثم جلس بعد الركعة

األولى للتشهد، ما الحكم؟نقول: هذا ال يصح.

لكن لو أنه كان مسبوقا وصلى مع اإلمام، اإلمام طبيعي سيجلس بع55د الركع55ة الثاني55ة، وبالنسبة لهذا المسبوق تعتبر الركعة األولى، المس55بوق فاتت55ه ركع55ة، فإن55ه يجلس بع55د

الركعة األولى بالنسبة إليه للتشهد، ما الفرق بين الصورة األولى والصورة الثانية؟"يجوز تبعا ما ال يجوز استقالال"؛ ألنه تبع لإلمام.

وهكذا في سجود السهو، ه55ذا المص55لي م55ا س55ها، ب55ل الس55هو وق55ع لإلم55ام في الركع55ةاألولى، وهذا جاء في الركعة الثالثة، واإلمام سجد للسهو هل يسجد معه أو ال يسجد؟

يسجد بناء على هذه القاعدة، وهكذا.والعرف معمول به إذا ورد *** حكم من الشرع الشريف لم يحد

نص هذه القاعدة عند المؤلف -رحمه الله- في "القواع55د الجامع55ة": "الع55رف والع55ادةيرجع إليه في كل حكم حكم به الشارع ولم يحده بحد".

م55ة"، ه55ذا نص ويمكن أن نختصر هذه القاعدة بعبارة قصيرة جدا، يق55ال: "الع55ادة محكالقاعدة، ما هي العادة؟

ا عندهم. العادة ما اعتاده الناس، أي تتابعوا على فعله حتى صار ذلك مستقروالعرف ما تعارف عليه الناس، أو استمر عليه العمل عندهم.

ما الفرق بين العادة وبين العرف؟بعض العلماء يقول: العادة هي العرف.

وبعضهم يجعل أحدهما في األقوال واآلخر في األفعال، وهذا فيه نظر.لكن يمكن أن يقال: إن العادة أعم من العرف، كيف تكون العادة أعم من العرف؟

اآلن اإلنسان لو أنه معت5اد أن يفع5ل عمال من األعم5ال بش5كل مس5تمر، ع5ادة بالنس5بةإليه، عادة أنه ينام بعد صالة العصر كل يوم، هل هذا يعتبر عرفا عند الناس؟

الجواب: ال، العرف أن الناس في العصر ينتشرون، ال ينامون، ينامون في الليل. لو أن إنسانا ينام في النهار ويسهر في الليل إلى أن يصبح، دائم5ا هك5ذا، فه5ذه عادت5ه،

لكن هل هذا عرف؟ ال، العرف أن الليل هو مكان النوم، هو محل النوم، وقت النوم، والنهار محل االنتش55ار،

فهذا يسمى عادة، وال يسمى عرفا. إذن ما اختص باإلنسان يقال له: عادة، بينما العرف يك55ون ذائع55ا عن55د الن55اس، متعارف55ا

بينهم.وهذا العرف هل هو على وتيرة واحدة -على وزن واحد- أو أنه يتفاوت؟

العرف متفاوت، أنواع: هناك عرف للناس عموما، مثل الن55وم في اللي55ل، واليقظ55ة في النهار، فلو أنه استأجر أجراء في أي مكان في الع55الم، ثم فاج55أهم لم55ا ج55اءوا وق55دموا

للبلد، قال: الشغل عندنا بالليل، والنهار ما عندنا عمل؟ يقولون: ال، يا أخي عندنا عرف عام، نظام عالمي أن العمل يكون في النهار إال بشرط واتفاق مسبق، أما أن تأتي وتتفق معنا على أن نعمل عندك ثماني س55اعات ثم تفاجئن55ا أنها بالليل فهذا غير مقبول، فلو اختصموا يرجع إلى العرف، هذا عرف عام عند الناس، العرف العام الذي ال يختص ببل55د أو بناحي55ة أو بطائف55ة، فه55و ع55رف ع55ام، هن55اك ع55رف خاص في بعض البلدان دون بعض، يعني مثال لو فرضنا أن الناس في هذا البلد اإلع55داد للزواج، نفقات الزواج، تك55اليف ال55زواج على أه55ل البنت، وفي منطق55ة أخ55رى تك55اليف الزواج على أهل الولد مثال، هذا عرفهم، أو على الزوج، فج55اء إنس55ان وت55زوج من تل55ك

الناحية التي عرفهم فيها أن التكاليف على الزوج، فما الحكم إذا اختصموا؟ ينظر في عرفهم، فيقال: عرفك أنت غير معتبر، أنت جئت إلى بلد ع55رف الن55اس فيه55ا

أن تكاليف الزواج على الزوج، فأنت الذي تتحمل هذه األشياء. إذا العرف قد يكون عاما، وقد يكون خاصا، خاصا بأهل بل55د، بطائف5ة من الن55اس، بأه5ل فن من الفن55ون، ول55ذلك ال55ذي يق55رأ في كتب العلم55اء -رحمهم الل55ه- ينبغي أن يع55رف اصطالحهم، يعني اآلن مسألة العادة عند األصوليين لها معنى، وعند الفقهاء لها مع55نى، الشك -الذي ذكرناه سابقا- عند األصوليين مستوي الط55رفين، وعن55د الفقه55اء م55ا دخل55ه

االحتمال فيقال له: شك. لو شك صلى ثالثا أو أربعا، ال يشترط أن يكون مستوي الطرفين، فمن يق55رأ أله55ل فن يجب أن يعرف عرفهم فيحاكمهم إلى هذا العرف، ه55و يق55رأ لألص55وليين تعري55ف مع55نى الفقه أو السنة، ويقرأ للمحدثين تعري55ف مع55نى الس55نة، ه55ؤالء تع55ريفهم يختل55ف، فه55ذا اإلنسان معتاد أن يقرأ في كتب الح55ديث، فالس55نة عن55د أه55ل الح55ديث هي م55ا ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من ق55ول أو فع55ل أو ص55فة خلقي55ة أو خلقي55ة، إلى آخ55ره، لكن عند األصوليين: ما أمر به الشارع أمرا غير جازم، أو ما يستحق فاعله الث55واب، وال يستحق تاركه العقاب، هذه السنة عند األصوليين، فال يأتي إنسان ويعل55ق على الكت55اب ويقول: هذا غلط، والصحيح أن السنة ما ثبت عن الن5بي -ص5لى الل55ه علي5ه وس55لم- من قول أو فعل أو تقرير أو وصف، أنت تقرأ لألص55وليين اآلن الب55د أن تع55رف اص55طالحهم، فهذا قصدهم، وهكذا أهل المذهب أحيانا يكون لهم اصطالحات، وهذا كثير، فالمفروض

إذا قرأ اإلنسان ألهل اصطالح أن يراعي ذلك.مة" عرفنا ما هي العادة، والله -عز وج55ل- ق55د أح55ال فالمقصود أن قاعدة "العادة محك

}وعلى المول33ود ل33ه رزقهنعلى الع555رف في الكث555ير من األم555ور؛ كم555ا ق555ال: م55ا ح55دد كم ي55دفع، لم55اذا؟ ألن ه55ذا يختل55ف[55 233]البق55رة: وكسوتهن بالمعروف{

باختالف الزمان والمكان والحال من غنى وفقر، فقد يكون ه55ذا اإلنس55ان النفق55ة ال55تيتصلح لزوجته غير النفقة التي تصلح لزوجة فالن، هذا غني وهذا فقير، ولهذا الفقه55اء - رحمهم الله- يتكلمون في النفقات فيمن تزوج امرأة غنية وهو غني، أنه ما يسكنها في

خرابة، يسكنها فيما يصلح لمثلها.لو أنه كان فقيرا وهي غنية، فالتوسط، مهما كان، ما يسكنها في خرابة.

ا لو أنها فقيرة وهو غني، إذا كان فقيرا ال يكلف الله نفسا إال وس55عها، لكن إذا ك55ان غني }ال يكلف الله نفسا إال ما آتاها{وهي فقيرة، فالتوسط، إذا هو فقير وهي غنية:

.[7]الطالق: لو أنه كان متوسط الحال فيسكنها وينفق عليها نفقة الئقة بحال55ه، كم55ا ق55ال الل55ه -ع55ز

عته{وج55ل-: عة من س33 ، فه55ذا يختل55ف بحس55ب الع55رف،[7]الطالق: }لينفق ذو س33ة دائم55ا أو هن55اك ش55روط ح55تى مة"، هل هذه العادة على إطالقه55ا محمك ف5"العادة محك

نعتبر هذه العادة؟.

مة" إذا ك55انت جاري55ة على وف55ق الش55رع، بعض العلماء يقيد هذه القاعدة: "العادة محكوالطبع السليم.

مة"، لو إنسان جاء واقترض من إنسان ماال، ويوم ج55اء وقت الوف55اء يعني "العادة محكقال الدائن: أريد اثنين ونصف بالمائة، هذا شيء متعارف في البلد.

م55ة"، نق5ول: الع5ادة لكن هذا ق5رض، ال يج5وز، أنت تط5البني برب55ا؟ ق55ال: "الع5ادة محك فاسدة، عادة البلد الذي تتحدث عنه غير صحيحة، إذا ك55ان ه55ذا ع55رفهم أن من أق55رض أحدا يدفع اثنين ونصف زي55ادة، فه55ذا م55ا يج55وز، ه55ذه الع55ادة غ55ير معت55برة، فهي ملغ55اة

شرعا، لماذا؟ ألنها تخالف الشرع. لو أنه تزوج امرأة في بلد ومن عادتهم أن الرجل يخرج أمام النساء في منص55ة، فه55ذه

العادة ما حكمها؟ عادة فاسدة، فإذا ط55البوه واختص55موا، أو طلب55وا خ55روج ابنتهم، يق55ول لهم: ه55ذه ع5ادة فاس55دة مخالف55ة للش55رع، وهك55ذا إذا أرادوا حمل55ه على م55ا ال يلي55ق أله55ل الم55روءات،

ويقولون: هذه عادتنا ال شيء فيها، نقول لهم: هذه عادة فاسدة ال يلتفت إليها. فالحاصل: أن العادة إذا كانت مخالفة للش55رع فإن55ه ال يعت55د به55ا، وال يلتفت إليه55ا، ه55ذه

العادة البد أن تكون غير مخالفة للشرع. األمر الثاني: البد أن تكون عادة فعال مطردة، ما تكون عادة عند أهل ه55ذا ال55بيت، عن55د

شخص معين، عادة عندك يا أخي، ليست عادة عند الناس. واألمر الثالث: أال تك55ون جدي55دة طارئ55ة بع55د انعق55اد الحكم، س55واء الحكم ال55ذي ابت55دأه

الشارع، أو الذي عقده المكلف.دقاتابتدأه الشارع: مثل اآلن الله -عز وجل- يقول في مصارف الزكاة: }إنم33ا الص33

ق33اب ة قل33وبهم وفي الر اكين والع33املين عليه33ا والمؤلف33 للفقراء والمس33 ، فهذه أشياء مضبوطة حددها الشارع، لو[60]التوبة: والغارمين وفي سبيل الله{

55ا ف55أكثر، أنه طرأ بع55د ذل55ك في ع55رف الن55اس: أن المس55كين ه55و ال55ذي ال يمل55ك مليون يقولون: هذا فقير اليوم، الذي ما عنده أكثر من مليون هذا يعتبر فقيرا، هل هذا صحيح

لو وجد عرف بهذا الشكل؟ هذا غير صحيح، الفقير معروف، هو ال55ذي ال يج55د حاجت55ه األص55لية مثال، أو ق55وت يوم55ه، فهذه العادة غير معتبرة، فال يقال: والله الذي ما عن5ده ملي55ون ه5ذا يعطى من الزك5اة،

بناء على عرف البلد، نقول: هذا عرف غير صحيح. وقل مثل ذلك في األعراف الحادثة، لو طرأ بعد ذلك قالوا عرفنا: "في سبيل الله" ه55و

العلم، فهل تدفع الزكاة فيه؟ الجواب: ال، وإنما مقصود الشارع إذا ذكر "في سبيل الل55ه" فالمقص55ود ب55ه الجه55اد، فال

يعتبر هذا العرف الحادث الطارئ.إذن يشترط في العرف أن ال يكون طارئا.

فيما يعقده المكلف: لو قال: داري هذه وق5ف لأليت5ام، ثم بع5د م5رور مائ5ة س5نة، تغ5ير عرف الناس، وصار اليتيم عندهم من فقد أمه، هذا العرف، فهل هذا العرف صحيح، أو ننظر في حكم الشارع، وننظر أيضا في ال55وقت ال55ذي عق55د في55ه ه55ذا ص55احب الوق55ف، اليتيم في بني آدم من فقد أباه دون البلوغ، هذا هو اليتيم، بعض الن55اس يس55أل يق55ول: عندنا واحد يتيم، فع55ل ك55ذا وك55ذا، ثم ف55ر، وه55و غ55ير موج55ود اآلن في البل55د؟ قلت: كم عمره؟ قال: عمره سبعة وعشرون، يسمونه: يتيما، فهذا ال يعتبر ح55تى ل55و ك55ان عرف55ا

عندهم، فهو ال يعتبر، غلط، فال تنطبق عليه األحكام. وقل مثل ذلك في أمور كثيرة، لو كان العرف عند الناس مثال في وقت من األوقات لو قال الواقف مثال: هذه البئر س55بيل، وك55ان الع55رف في وقت55ه "س55بيل" معناه55ا: ص55دقة، وتغير العرف هذا فيما بعد، بعد مضي سنين طويلة تغير العرف، وصار "سبيل" معناه55ا خاص بالجهاد مثال، أو بسبيل خاص بطالب العلم، لو وجد هذا العرف، فهل هذا الع55رف

يعتبر؟ أو يعتبر الحال التي أوقف فيها أو الوقت الذي أوقف فيه صاحب هذا الوقف؟يعتبر الوقت الذي أوقف فيه، فالعرف الذي طرأ بعده ال يعتبر.

وهكذا في أمثلة كثيرة، هذا العرف يرجع إليه فيما لم يحده الشرع، ويشترط فيه أن اليصادم أحكام الشرع، هذا شرط البد منه.

ال يص55ادم أحك55ام الش55رع، ه55ذه العب55ارة دقيق55ة، ليس55ت المص55ادمة أن يك55ون مخالف55االستعمال الشارع في األلفاظ، واإلطالقات فحسب، بل الحكم.

}إنمامث55ال: الي55تيم ه55و من فق55د أب55اه وه55و دون البل55وغ، فه55ذا ي55ترتب علي55ه أحك55ام: دقات للفقراء{ إلى آخره، فمن كان بعد البلوغ أو فق55د أم55ه فإن55ه ال[60]التوبة: الص

يكون يتيما، فهذا لو صار العرف أن من فقد أمه فهو يتيم، فهذا ال يعتبر، ال تنطبق عليهدقات للفقراء{األحكام: ، إلى آخرها، إال أن يكون فقيرا فه5ذا[60]التوبة: }إنما الص

شيء ثان. أما إذا كان هذا مخالفا لمجرد اللفظ واالستعمال واإلطالق والتسمية فقط فإن الع55برة

بعرف هذا المتكلم، لو قال مثال: والله ال أستظل مع فالن تحت سقف واحد؟ الله -عز وجل- سمى السماء: سقفا، فهل يحنث، هو البد أن يكون تحت السماء مع55ه؟

فهل يحنث؟ أو أنه ينظر إلى العرف: تحت سقف واحد، يعني سقف بيت؟هذا هو المقصود، فال ننظر الستعمال الشارع هنا.

ولو أنه قال: والله ال أجلس م55ع فالن على بس55اط، األرض الل55ه س55ماها: بس55اطا، فه55ليحنث؟

الجواب: ال، ينظر إلى عرف الناس، العرف إذا قال هذا يقصد البساط المعروف. فإذن تسمية الشارع للشيء إذا اختلفت مع عرف الناس فإن المعتبر ه55و الع55رف، أم55ا إذا اختلف حكم الش55ارع م55ع الع5رف فالمق55دم حكم الش55ارع، ويلغى الع5رف المخ55الف

للحكم. في مسألة مراعاة األعراف -وه5ذه أمثل55ة عليه5ا-: ل5و أن رجال ق5ال: والل5ه ال أط5أ بيت فالن، والله ال أضع رجلي في بيته، فأدخلوه محموال، قالوا: خالص م55ا تض55ع رجل55ك أنت

على يمينك، فأدخلوه محموال، فما الحكم؟ يحنث أو ال يحنث؟يحنث؛ ألن مقصوده أال يدخل في بيت فالن.

ولو أن55ه ق55ال: والل55ه ال أركب داب55ة، الداب55ة في أص55ل معناه55ا في اللغ55ة وفي اس55تعمالماوات وما في األرض منالشارع أيضا في التسمية: }ولله يسجد ما في الس

، ك55ل من دب على األرض، وإذا ق55ال: "والل55ه ال أش55تري داب55ة"، فم55ا[49]النح55ل: دآبة{المقصود به؟

ذوات األربع؛ ألن هذا هو معناها في العرف، فلو اشترى طائرا فإنه ال يحنث ب55ه م55ع أن الطائر دابة في معناها العام، وإن كان إذا ذكر في مقابل الدابة فإنه يقال: طائر وداب55ة

أمم أمثالكم{ ]األنع55ام: }وما من دآبة في األرض وال طائر يطير بجناحيه إال والعلماء تكلموا على هذه اآلية في الطيور ال55تي ال تط55ير، أو ال55تي من ش55أنها أن،55 [38

تمشي عادة. ولهذا قالوا: القاضي إذا ذهب إلى بلد يجب أن يعرف عرف البل55د، ذهب إلى بل55د وعين قاضيا وكان العرف عندهم تسمية الصداق بشيء آخر، لو قالوا مثال: صداقها خمس55ون من اإلبل مثال، هذا عرف عندهم، لكن العرف عندهم هو قيمة هذه اإلب55ل، ف55تزوج ه55ذه البنت، وراح واشترى خمسين، وجاء بها، قالوا: نحن لسنا بأهل إبل، وال نستطيع القيام عليها، وال حاجة لنا بها، نحن نري5د قيم5ة اإلب5ل، ق5ال: نص العق5د بي5ني وبينكم: تزوجه5ا

على خمسين من اإلبل، فاختصموا عند القاضي فما الحكم؟ يرجع إلى عرفهم في البلد، فإذا كان في عرفهم تسمية الصداق باإلبل، ويقص55دون ب55ه قيمة هذه اإلبل، قيمة خمسين، فإنه يرجع إلى العرف، ف55القول ق55ولهم، فالب55د إذن من

معرفة أعراف الناس.

لو قال: والله ال آكل لحما، وأكل سمكا، فما الحكم؟ ال يحنث؛ ألن العرف أن اللحم هو اللحم األحمر، ال األبيض، قال: والله ال آكل لحما، مع

،[14]النح55ل: }لتأكلوا منه لحما طريا{أن الله -عز وجل- سمى لحم السمك: لحما فالحظ هنا اس55تعمال الش55ارع للف55ظ والتس55مية والع55رف، فق55دمنا الع55رف، لم55اذا؟ ألن استعمال الشارع ال ينبني عليه حكم، العبرة أن ال يخالف الحكم، وهكذا، وهذه القاعدة

تدخل في أعمال كثيرة جدا، مما يلم بنا. والعلماء يذكرون لهذه القاعدة شروطا أخرى، وبعضها يدخل في بعض ما ذكرت55ه، لكن مما يحسن ذكره أيضا هنا: أن ال يخالف العرف شرطا أو تصريحا، العرف عن55دهم ك55ذا، العرف أن يوم الجمعة أجازة، جاء وتعاقد مع موظفين عمال م55ا بين55ه وبينهم تفاص55يل، ثم لما جاء يوم الجمعة قال لهم: اشتغلوا، قالوا: ما نشتغل، لم55اذا م55ا تش55تغلون؟ أنتم

في بلدكم تشتغلون يوم الجمعة؟ قالوا: العبرة بالعرف هنا، العرف هنا أن العم55ال ال يعمل55ون ي55وم الجمع55ة، فم55ا نعم55ل، لكن لو كان بينه وبينهم تصريح أو شرط، قال لهم: العمل سبعة أيام في األسبوع، فهنا

ال إشكال. العرف في نظام العمل مثال: أن العامل يأخذ عمل ثماني س55اعات، ل5و ج5اء وق5ال: أن55ا

أشغلهم اثنتي عشرة ساعة، نقول: العرف. ولو كان بينهم تصريح، قال لهم: العمل عندي اثنت55ا عش55رة س55اعة، ه55ذا العق55د، ق55الوا: طيب، فهنا ليس لهم أن يرجعوا إلى العرف، فهذا التصريح بم55ا يخ55الف الع55رف يجع55ل

هذا العرف غير معتبر. وقل مثل ذلك في األشياء ال55تي أحيلت على الع55رف: على الق55ول ب55أن ال55دم نجس م55ا

مقدار الدم النجس؟ يقولون: الكثير، ما مقدار الكثرة؟، الخواف النقط55ة الص55غيرة عن55ده تعت55بر ش55يئا ه55ائال، يغمى عليه، واإلنسان الشجاع القوي يرى الدم الكثير، ويقول: هذا ش55يء بس55يط، كم55ا يقول بعض الن55اس آلخ55ر: عيب علي55ك تخ55اف من الرصاص55ة؟، رج55ل من البادي55ة يق55ول لصاحبه: تخاف من الرصاصة؟، أطلق عليهم شخص من بعيد، فهذا ابتعد، فه55ذا يلم55زه

يقول: تخاف من الرصاصة؟ وهي تخرق ثوب اآلخر!. فالحاصل: أن هذا متهور ال يعتبر فعله، فالمقصود أنه يرجع إلى العرف مقدار ال55دم م55ا

هو؟ نقول: ما كان كثيرا في العرف. طول الفصل في مسألة الصالة: لو أنه صلى الظهر ركعتين وال أح55د ت55ذكر، ثم ت55ذكروا

فيما بعد، فما الضابط في هذه المسألة؟نقول: أن ال يطول الفصل، حتى يلحق بها النقص، يصلي ركعتين زيادة.

ولو أنهم راحوا وتغدوا وجلسوا حتى الساعة الثانية والنصف اتصل عليه واحد، قال: قدصلينا الظهر ركعتين، هنا نقول له: صل ركعتين زيادة؟

الجواب: ال.نقول: أعد الصالة؛ ألنه طال الفصل عرفا.

مسألة الطهارة: يشترط فيها المواالة، لو انقطع انقطاعا يسيرا، ال بأس، لكن ال يطولذلك عرفا.

نفقات الزوجات، نفقات األوالد، نفقات األقارب، صلة الرحم، بحسب العرف، رجل أمه في البلد: العرف أن اإلنسان الذي أمه في البلد أنه يأتيها ك55ل ثالث55ة أي55ام، ك55ل ي55ومين، كل يوم، حسب العرف، فإذا كان عرفهم أن اإلنسان يصل أمه إذا كانت في البلد عنده في كل ثالثة أو أربعة أيام مرة، فإذا كان ال يأتيها إال مرة باألسبوع وهو في البل55د يعت55بر

هذا من العقوق، بناء على العرف. ما تحصل به الصلة هل تحصل بالمهاتفة؟

نعم، فإذن يكون قد وصل رحمه لو اتصل عليهم، أو سافر إليهم، وهكذا.

التفري55ط ال55ذي يؤاخ55ذ ب55ه اإلنس55ان -ال55ذي تح55دثنا عن55ه في القاع55دة الس55ابقة- م55ا ح55دالتفريط؟

نقول: بحسب العرف، كل شيء بحسبه.وهكذا العيوب التي في السلع، الغبن الفاحش عرفا، والغبن القليل يقدر بالعرف.

، تزوج فالنة، وما اتفقوا على مه55ر ف55يرجع إلى الع55رف، وهكذا في المهر الذي لم يسمكم العرف في البلد؟ العرف والله المهر يعطى مثال أربعين ألفا، نطالبه بأربعين ألفا.

ذهبت للحالق حلقت ش55عرك وم55ا اتفقت على قيم55ة وبع55دما خ55رجت، ق55ال ل55ك: تع55ال الحلق هذا بمائة ريال، ي5ا أخي أن5ا أحل55ق بخمس5ة ري5االت على الم5وس، ق5ال: ال، ه5ذا المحل يختلف كما ترى، الديكورات هذه طالعة علينا بمليون، والمحل راق، ما هو مث55ل

الحالقين الذين أنت تحلق عندهم في أرصفة منى. تقول له: يا أخي ه55ذا الكالم م55ا ه55و ص55حيح، فهن55ا نرج55ع إلى الع55رف، نق55ول: تس55تحق

خمسة رياالت إذا كان هذا هو العرف الشائع. خياطة الثوب: أعطى الخياط قماشا، وقال: خط لي ه5ذا القم55اش، لم5ا ج5اء ق55ال ل5ه:

بمائتي ريال، قال: عجيب! فنرجع إلى العرف، كم العرف؟العرف مثال خمسون رياال.

طيب: خذ هذه خمسين وليس لك شيء آخر.بذمتك يوم القيامة؟

قال: خلها بذمتي في يوم القيامة، الحمد لله. المعروف عرفا كالمشروط شرطا، المتع5ارف بين التج55ار كالمش55روط بينهم، الس55عي: ذهبت اشتريت أرضا، وبعدما اشتريتها بمائة ألف، قال لك: يا أستاذ ب55اق علي55ك خمس55ة عشر ألفا هذه سعي، خمسة عشر ألفا سعي ماذا؟ ه55ذا ش55أنك أنت والب55ائع أن55ا م55الي عالق5ة فيكم، ال، الع5رف أن المش5تري ه5و ال5ذي ي5دفع الس55عي، ف55إذا ك5ان الع5رف أن المشتري يدفع السعي يدفعها المشتري ويلزم ب55ذلك، إذا ك55ان الع55رف على الب55ائع في بلد آخر فالبائع هو الذي يدفع، إال إذا اشترط، لو اشترط قال: العرف أن المشتري ه55و

الذي يدفع السعي، لكن أنا أشترط أن السعي على البائع، وقبلوا، فهنا ال إشكال. فهذا في كثير من المسائل، األجرة: لو ركبت مع سيارة اآلن ليوصلك ناحية أخ55رى في البلد وما اتفقت معه على شيء، العادة بعشرة رياالت، ثم قال ل55ك: أن55ا أري55د س55بعين، لماذا سبعون؟ قال: أنت عارف اآلن الظهر سيارات األجرة قليل55ة، وتع55رف أنت نظ55ام خضوع هذه األشياء للعرض والطلب، ففرق بين أن تكون سيارات األجرة ت55تزاحم عن55د الس5وق، وبين أن5ك م5ا تج55د أح5دا يوص5لك، فتعطي5ني اآلن مائ5ة وخمس5ين، نق5ول ل5ه:

"المعروف عرفا كالمشروط شرطا"، لك عشرة فقط، وهكذا. معاجل المحظور قبل آنه *** قد باء بالخسران مع حرمانه

نص عليه55ا الن55اظم -رحم55ه الل55ه- في القواع55د: "من تعج55ل ش55يئا قب55ل أوان55ه ع55وقب بحرمانه"، هذه هي العبارة المش55هورة عن55د العلم55اء، والن55اس يس55تعملونها على س55بيل المثل: "من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه"، هذه القاعدة مختلف في أصلها،

ومختلف في تفاصيلها، بعض العلماء يرد القاعدة برمتها.وبعضهم يخالف في كثير من التفصيالت الداخلة تحتها.

وهي ليست من القواع5د الكب55يرة، بخالف القاع5دة ال5تي قب55ل قلي55ل فهي من القواع5دمة"، تدخل فيها قواعد كثيرة، فاآلن "من تعجل شيئا قبل الخمس الكبرى: "العادة محك

أوانه".معاجل المحظور قبل آنه *** قد باء بالخسران مع حرمانه

اآلن من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه، الواقع أن ه55ذه القاع55دة منه55ا م55ا يص55حتطبيقها عليه من األمثلة والتطبيقات، ومنها ماال يصح.

مما يصح مثال وهي من أجلى صور هذه القاعدة: لو أنه قتل مورثه فما الحكم؟ إنس55انسيرث من إنسان -هو الوارث، وهذا يملك أمواال- فقتله، فما الحكم؟

يحرم من الميراث، "من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه" يمن55ع القات55ل منالميراث.

لو قتل الموصي، إنسان أوصى له إذا مات بعشرة ماليين، أنا ما أدري متى يموت، هذا ال زال في أول شبابه اآلن، وكم سأبقى أنتظره، ربما أموت قبله، دعني أقتله، وأعج55ل

به، فقتله، فهل يعطى؟الجواب: ال يعطى، "من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".

))ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربهاويدل علي هذا: (.14)في اآلخرة((

وبعض أهل العلم مثل شيخ اإلسالم ابن تيمية وابن القيم، وعليه بعض السلف: أن ذلك }أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها{: (15)ال يختص بالخمر

، وهو ظاهر حال عمر -رضي الله عنه-: أن من تمتع بالطيبات -ولو[20]األحقاف: مباحة- في الدنيا كان ذلك نقصا في مرتبته في اآلخرة، هذا قاله هؤالء، وقاله

، وهذا(16)الشاطبي أيضا: "التوسع في المباحات نقص في حظ صاحبها في اآلخرة" ليس على إطالقه، إذا أخذ من هذه المباحات أخذها من حلها، ولم تشغله عن طاعة

م زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات منالله -عز وجل- فقل: }من حرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة{ ]األعراف: الر

، والحلو البارد، ولبس -صلى(17)، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب الحلوى[32 الله عليه وسلم- ألبسة حسنة، فهذا ال يكون نقصا في مرتبة صاحبه بإطالق في

اآلخرة، لكن إن كان ذلك مشغال له مثقال له عن طاعة الله فإن ذلك ال شك أنه يؤثر في مرتبته في اآلخرة، ولذلك مثل ابن القيم يقول عن الذي يزني مثال: إنه ال ينكح

، إلى آخره، لكن هذا الكالم يحتاج إلى دليل، إنما ورد الحديث في الخمر.(18)الحور هناك صور قد ال تنطب55ق عليه55ا القاع55دة؛ مث55ل: اآلن ل55و أن الم55رأة اس55تعجلت الحيض، استعجلت العادة، فأكلت دواء ينزل العادة، ينزل الدم لغرض أو آلخر، فما الحكم؟ ه55ل

تنطبق عليها أحكام العادة فتترك الصالة والصوم؟ الج55واب: نعم، هي ح55ائض اآلن، هي تري55د أن تفط55ر في رمض55ان ف55أكلت دواء ف55نزلت

عليها العادة، نقول: تأثم، لكن هل تصوم وهي حائض؟ ما تصوم.والعكس لو أكلت دواء يرفع العادة من أجل أن تصوم، فانقطع الدم عنها، فما الحكم؟

صومها صحيح، وال إثم عليها إذا كان ال يضرها، فهذه استعجلت الشيء قبل أوانه. لكن الحظ عبارة المؤلف هنا: "من استعجل المحظ55ور" الع55ادة العلم55اء يقول55ون: "من اس55تعجل الش55يء قب55ل أوان55ه ع55وقب بحرمان55ه" ال يقيدون55ه ب55المحظور، الش55يخ قي55ده

بالمحظور. ومن أمثلتها التي قد ال تنطبق عليها: لو أن المرأة تريد أن تطل55ق من زوجه55ا ال تري55ده، والطالق بيد الزوج، فارتدت عن اإلسالم من أجل أن ينفسخ العق55د، ويف55رق بينهم55ا، ثم رجعت لإلسالم بعد ذلك، فهذه بعض العلماء يقول: تحرم على غيره من األزواج، عقاب55ا

لها.وبعضهم يقول: ال، مع إثمها بهذا الفعل وردتها.

فهذا المثال غير داخل في القاعدة تماما، إال على قول بعض الفقهاء.(.2003- أخرجه مسلم، كتاب األشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، برقم )14 (، وحادي األرواح إلى بالد343(، وروضة المحبين ونزهة المشتاقين )ص: 233/ 1- االستقامة )15

(.240األفراح )ص: (.244/ 5- الموافقات )16(، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح".24316- أخرجه أحمد في المسند، برقم )17(.241- 240- ينظر: حادي األرواح، ص: )18

وهناك أمثلة متعددة كثير منها ال يدخل تحت هذه القاعدة: "من استعجل الش55يء قب55ل أوانه ع55وقب بحرمان55ه"، لكن كث55ير من الحي55ل داخل55ة في ه55ذا، مث55ل: إنس55ان لعب في الصباح في رمضان ورياضة وك55ذا، ثم عطش، راح األخ وش55غل الس55يارة ومش55ي ح55تى وصل إلى مائة كيلو، مائة وخمسين كيلو، س55فر في ع55رف الن55اس، ثم بع55د ذل55ك رج55ع

ووقف عند محطة واشترى ماء وشرب وأكل، ما الحكم؟ ال يجوز له أن يأكل؛ ألن هذه حيلة على الفطر.

لو أنه أراد أن يطأ امرأته، فحتى ال يكون عليه كفارة صيام شهرين، راح وأكل وشرب،ثم بعد ذلك وطئها في نهار رمضان، فما الحكم؟

نقول: عليه كفارة؛ ألن المحتال يعاقب بضد قصده، "من اس55تعجل الش55يء قب55ل أوان55ه عوقب بحرمانه"، ولهذا العلماء يتكلمون: لو طلق امرأته في مرض الم55وت المخ55وف، مرض الموت تعرفون قد يكون شهورا، وقد يكون سنوات، في مرض الموت المخ55وف طلقها من أجل أن ال ترث، ولهذا يذكر الفقهاء لغ55زا من األلغ55از الفقهي55ة، وه55و: "م55تى يرث الرجل ثماني نسوة" -ميراث الزوجات-؟، أقصى حد أربع زوجات، فمتى يرثه هذا

القدر من الميراث الذي هو الربع أو الثمن -ميراث الزوجة-؟ متى يرثه ثماني نسوة؟ يقول: لو عنده أربع نساء ثم طلقهن بمرض الموت المخ55وف، من أج55ل حرم55انهن من الميراث، وراح وتزوج بنات أعمامه األربع، من كل عم واح55دة، وق55ال: يك55ون الم55يراث ألبناء عمي أفضل من الناس اآلخرين، فيرثه في هذه الحالة ثماني نسوة، وهك55ذا "من

استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".وإن أتى التحريم في نفس العمل *** أو شرطه فذو فساد وخلل

نص القاعدة عند الناظم -رحمه الله-: "إذا ع55اد التح55ريم إلى نفس العب55ادة أو ش55رطها.فسدت، وإذا عاد إلى أمر خارج لم تفسد وصحت مع التحريم، ومثل ذلك المعاملة"

هذه القاعدة يعبرون عنه55ا ع55ادة : "النهي يقتض55ي الفس55اد"، ه55ذا نص القاع55دة، عن55دف تفصيل القاعدة يقع خالف بين العلم55اء، القاع55دة ص55حيحة في الجمل55ة، لكن التفاص55يل هي التي فيها إشكال وخالف، فمثال: النهي إما أن يعود إلى ذات الشيء أو إلى وصفه، والوصف بعضهم يجعله على قس55مين يقول55ون: الوص55ف إم55ا الزم وإم55ا وص55ف منف55ك، يعني منفك الجهة عن الشيء الذي اتص55ل ب55ه، يع55ني يتص55ور ه55ذا من غ55ير ذاك، هك55ذا

يقولون، والوصف قسمان : وصف ذاتي -الزم-، ووصف منفك. فيقولون في قضية: النهي يقتض55ي الفس5اد: إذا ك5ان يع5ود إلى ذات5ه فه5و فاس55د، مث5ل العقود الربوية، ولو جاء وقال: أنا أريد أن أزيل هذا البند الذي فيه الربا الذي اعترض55تم

عليه؟نقول: العقد فاسد، سو له عقدا من جديد، لماذا؟ ألن عقود الربا منهي عنها لذاتها.

طبعا العلماء يختلفون، بعضهم يقول: هذا وصف الزم يقتضي الفساد. وبعضهم يقول: هذا وص55ف منف55ك، مث55ل األحن55اف، يقول55ون: يمكن أن نلغي ه5ذا البن55د،

والعقد صحيح، ال يحتاج تجديدا، وهذا غير صحيح.فالحاصل: لو أنه باع الميتة أو باع الكلب أو باع الخنزير، فما الحكم؟

هذا ال يصح، منهي عنه لوصفه. لو صلى وهو سكران، اآلن السكر وصف للمص55لي، الص55الة معقول55ة لوح55دها، والس55كر

معقول، لكن هذا وصف الزم، فصالته غير صحيحة. الوصف المنفك: مثل: لو أن55ه توض55أ بإن55اء من ذهب، الوض55وء بالم55اء مب55اح، ب55ل واجب، واإلناء الذهب هو الوعاء الذي يحوي هذا الم55اء، فنق55ول: ي55أثم باس55تعمال ال55ذهب، لكن

الوضوء صحيح. ولو توضأ بماء مسروق أو مغصوب، بعض العلماء يقول: ما يصح؛ ألن هذا وص55ف الزم،

لماذا فسدت صالته؟ يقولون: ألنه توضأ بماء مغصوب، والطهارة وصف الزم.

وهذا فيه نظر؛ ألن صالته صحيحة، ويأثم لغصب هذا الماء، فالصالة ج55اء به55ا مس55توفيةللشروط واألركان.

وقل مثل ذلك فيما يذكرون فيما لو صلى بثوب منسوج بال5ذهب، أو ث5وب حري5ر، بعض العلماء يقولون: هذا وصف الزم، ما تتصور الصالة إال به، وهو ج55الس ب55الثوب، فص55الته

غير صحيحة.والبعض يقول: وصف منفك.

والراجح: أنه وصف منفك، الصالة صحيحة مع اإلثم. لو صلى وعليه خاتم ذهب، فالصالة صحيحة، هذا وصف منفك، جاء بالش55روط والص55الة

مستوفية للشروط واألركان. بل بعض أهل العلم -وهو قول للمالكية- يق55ول: ل55و نظ55ر للمح55رم أثن55اء الص55الة بطلت

صالته، وهذا غير صحيح؛ ألن هذا يأثم بهذا الفعل، لكن صالته صحيحة.5ا، س5رقه، وص5لى في5ه، فم5ا حكم وهكذا لو أن5ه ص5لى في مك5ان مغص5وب، غص55ب بيت

الصالة؟. بعضهم يقول: هذا وصف الزم، ما تصح؛ ألنه يتحرك في نفس المكان، فحركاته غصب،

من جنس الغصب. واألقرب: أنه وصف منفك، فعادة الفقهاء يعبرون به55ذا، والمس55ألة فيه55ا خالف طوي55ل، أعنى مسألة: النهي يقتضي الفساد، ويعبرون عنها بعبارات، ول55و قي55ل: إن المنهي عن55ه الوارد في العبادة ما كان النهي فيه مرتبطا بالعمل فهو للفساد، وم55ا ع55دا ذل55ك فليس

للفساد.الة وأنتم سكارى{مرتبط بالعمل: مثل: ، فالص55الة في[43]النساء: }ال تقربوا الص

حال السكر غير صحيحة، لكن إذا كان غير مرتبط مثل الظلم، أدل55ة عام55ة على تح55ريم الظلم والغصب، الصالة مأمور به55ا، فص55لى في مك55ان مغص55وب، الص55الة ص55حيحة م55ع

اإلثم.الحرير منهي عنه مطلقا للرجال، لو صلى بثوب حرير، فما حكم الصالة؟.

من أج55رالصالة مستوفية للشروط واألركان، فص55الته ص55حيحة م55ع اإلثم، فينقص ذل55كالصالة.

هذه القاعدة ليس55ت من القواع55د الفقهي55ة، وإنم55ا هي من القواع55د األص55ولية، قاع55دة: "النهي يقتضي الفساد"، وهي في العب55ادات وفي المع55امالت، وال أحت55اج أن أذك55ر فيه55ا أكثر مما ذكرت، فليس55ت من قواع55د الفق55ه، وكم55ا أش55رت في البداي55ة: أن بعض ه55ذه

.القواعد ليست من قواعد الفقه، فهذه واحدة منها