المدخل إلى الفقهالعاشرالدرس

راشد الزهرانيالشيخ/ بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أيها اإلخوة واألخواتنبينا محمد

سالم الله عليكم ورحمته وبركاته.. حياكم الله في الدرس العاشر من دروس عمدة الفقه

ضمن برنامج البناء العلمي، وهذه الدروس التي نسأل الله لوجهه الكريم، وأن ينفع بهاجل وعالE أن يجعلها خالصة

. كريم، إنه جوادالمسلمين في كل مكان أرحب بكم وأرحب بإخواني المشاركين معنا في هذا

ا.االستوديو، فحياكم الله جميع طبعا نحن نقدم هذه الدروس ونحاول قدر المستطاع أن

نأتي بزبدة الموضوع في الدرس الذي نقدمه، وكما ذكرنا أن الشرط في طريقتنا في الشرح هو بيان صورة المسألة، ثم

ا فإننابيان المذهب وبيان الدليل، وإذا كان المذهب مرجوح نذكر الراجح بدليله، ألن الله عز وجل تعبدنا بالرجوع إلى

القرآن وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال اللهسولها: E وعلجل EرEه و Eة إذEا قEضEى الل E مؤ_من EانE لمؤ_من وEال ﴿وEمEا ك

Eم_رهم_ ة من_ أ EرE Eهم الخي EكونE ل Eن ي Eم_را أ .[36]األحزاب: ﴾أ ا لما يحب ويرضى أنهفنسأل الله جل وعالE أن يوفقنا جميع

.. كريمجواد ،ا من الخالف باختصارا في بعض المسائل نذكر شيئأحيان

المسائلوالهدف من ذكر الخالف في بعض المسائل خاصة لدى الفقهاءالشائعة، المسائل الكبيرة، والتي فيها حديث

مثل قضية المضمضة واالستنشاق عندما تحدثنا عنها في موضوع الوضوء وغيرها، فكان البد من بيان بعض األقوال في

هذه المسألة.اللقاء الماضي كنا تحدثنا عن باب نواقض الوضوء. وذكرنا يا شيخ سعد أن العلماء رحمهم الله جمعوا

لماذا؟ ألن هناكالنواقض، نواقض الوضوء، أتت مجموعةنواقض للطهارة الصغرى، وهناك نواقض للكبرى.

وذكرنا أيضا أن النواقض التي ذكرها المصنف رحمه الله بذاته، مثل البول والغائط، ومنها ما يكونامنها ما يكون ناقض

ا مثل لخروج الحدث مثل النوم، ومنها ما يكون تعبدمظنةالردة.

، والصحيحنه غير معللإوأكل لحم الجزور عند من قال كما ذكر ذلك اإلمام ابن القيم رحمه الله تعالى فيأنه معلل

إعالم الموقعين. ا من نواقض الوضوء التي تحدثنا عنها.. الشيخنذكر شيئ

سمير.. تحدثنا عن الخارج من السبيلين{}أول شيء

كان الخارج للوضوء باتفاق العلماء، سواءوقلنا هذا ناقضا، طيب الثاني.ا أو نجسطاهر

}الثاني الخارج النجس من غيرهما{ ونحوها، فهذه ذكر، ماء الجروح، الصديد، القيح،مثل الدم

لكنه قيدها بماذا؟ إذا كانت كثيرةالمصنف أنها ناقضة ن الذي رجحه بعضإا قضية الضابط، وقلنا ، وبينفاحشة

العلماء ومنهم الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أن الخارج ا للوضوء إذا كان من غير السبيلينمن البدن ال يكون ناقض

نقل من هذا الوضوء فال يلعدم الدليل على ذلك، وهو متوضئ بمثل الذي دخل في هذا الوضوء، وهذا كالمه رحمهإال ببينة

الله تعالى. للفقهاء في مسألة النوم..امسألة النوم، ذكرنا تفصيل

تفضل يا شيخ.. }قلنا المذهب الذي ينقض النوم غير اليسير، اليسير ال

ينقض{ ا، ورويذكرنا أن بعض العلماء قال النوم ال ينقض مطلق

ا قليلهعن بعض الصحابة، ومنهم من قال ينقض مطلق وكثيره، ومنهم مثل ما ذكر المصنف أنه يفرق بين القليل

باإلدراك، ومنوبين الكثير، اليسير الذي يكون معه شعور العلماء من قال ليست القضية القليل والكثير، القضية تتعلق بالشعور، إذا كان اإلنسان يشعر بنفسه ويحس بنفسه فإنه ال

فيان، ضابط_ا للوضوء، وجعلوا للشعور ضابطييكون ناقض في األفعال، أن يقع القلمااألقوال أن يسمع ما حوله، وضابط

من يده وال يشعر به، فإذا كان المثال من يده أو أي شيء في النوم.يشعر به فمعناه أنه مستغرق

ن المصنفإأيضا تحدثنا عن قضية لمس الذكر، وقلنا نإا، وقلنا رحمه الله يرى أن لمسه ينقض الوضوء مطلق

ا بين األحاديث، جمعالراجح أنه ال ينقض الوضوء، إال بشهوة منك «» إنما هو بضعةالتي جاءت ألن في بعض األحاديث

» منوفي بعض األحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: .مس ذكره فليتوضأ «

المسألة األخيرة التي تحدثنا عنها في الدرس الماضي منقضية لمس المرأة، المصنف رحمه الله يقول: إن

، ومن العلماء من قال:نواقض الوضوء لمس المرأة بشهوة ا ينقض، ومن العلماء وهو الصحيح أن مطلق المرأةإن لمس

ا ال ينقض، والدليل على هذا .. شيخ صهيب..لمسها مطلق ن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الصالةإ}قلنا

فيحرك عائشة أمامه وال يترك الصالة{يغمز رجلها ..

ثم يخرج للصالة{ه وهو متوضئء}وكان يقبل نسا نه ينقض استدلوا بأيإواستدلوا على قولهم الذين قالوا

ينقضن لمس المرأة بشهوةإ.. شيخ أحمد، الذين قالوا دليلاءEا: E وعلاستدلوا بقول الله جل Eس تم الن Eو_ المEس_ ﴾أ ،[43]النساء: ﴿

ن الصحيح أن المراد بهذه اآلية الجماع.إ :وقلنا نكمل اآلن الحديث عن بقية النواقض، وذكر الناقض األول:

الخارج من السبيلين.الناقض الثاني: الخارج النجس من غيرهما إذا فحش.

الناقض الثالث: لمس الذكر.الناقض الرابع: لمس المرأة بشهوة.

الناقض الخامس: زوال العقل.واآلن الناقض السادس في هذا..

}بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن وااله.. أما بعد.. فاللهم اغفر لنا

ولشيخنا وللحاضرين وللمشاهدين وجميع المسلمين..قال ابن قدامة رحمه الله: والردة عن اإلسالم{

هذا الناقض السادس من نواقض الوضوء، فإذا ارتد الشيخ عن اإلسالم فيجب عليه أن يغتسل، ألن الله جل وعالE قال:

EطEن Eح_ب Eي _تE ل ك Eر Eش_ Eئن_ أ _لكE ل ذينE من قEب Eى ال _كE وEإل Eي EقEد_ أوحيE إل ﴿وEلEلكEمE[65]الزمر: ﴾ع.

منفهذا من النواقض، هل هذا الناقض ألنه خارج ، هذا، نقول ال؟ هذا تعبد أو مظنة حدثالسبيلين مثال أو حدث

النوع الثالث من أنواع النواقض. للحدث، أو يكونا، أو مظنةفالنواقض إما أن تكون حدث

ا. نعم يا شيخ..تعبد }قال: وأكل لحم اإلبل، لما روي عن النبي صلى الله عليه

» نعم، توضئواوسلم، قيل له أنتوضأ من لحوم اإلبل، قال: » إن شئت فتوضأ، قيل أفنتوضأ من لحوم الغنم، قال: منها «

.{وإن شئت فال تتوضأ « جمهور العلماء رحمهم الله تعالى يذكرون أن مسألة أكل لحم الجزور، جمهور الفقهاء رحمهم الله على أن أكل لحم

من نواقض الوضوء، واستدلواور واإلبل ليس بناقضزالج أن آخر األمر من النبي صلى الله عليهعلى هذا بحديث

الوضوء مما مست النار، قالوا: ومما تمسه ناروسلم ترك لحم اإلبل، فجمهور الفقهاء رحمهم الله تعالى على أن لحم

ا للوضوء. اإلبل ليس ناقض ا بهذا الحديث الذياإلمام أحمد رحمه الله تعالى استدالل

للوضوء، وهو ماذكره المصنف، يرى أن لحم الجزور ناقضذهب إليه شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله تعالى.

وهذا القول هو الراجح ألنه يستند على هذا الحديث، النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث قيل له يا رسول الله

، قيل:» نعم، توضئوا منها «أنتوضأ من لحوم اإلبل، قال: » إن شئت فتوضأ وإن شئتأنتوضأ من لحوم الغنم، قال:

.فال تتوضأ « للوضوء من أكل لحما أن فيه إيجابوهذا األسلوب واضح

اإلبل، ولهذا ذهب اإلمام أحمد رحمه الله تعالى وهو ما رجحه من أهل العلم علىشيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله وعدد

ا من نواقض الوضوء، ماأن لحم الجزور أكله يعتبر ناقضالعلة؟

، ومن الفقهاء من قال:من الفقهاء من قال العلة تعبدية ، وأيضا ألنها من وفيها قوة، فيها شدةالعلة أن فيها زهومة

الشيطان، كما جاء في بعض األحاديث، ولهذا أجاز النبي جزصلى الله عليه وسلم الصالة في مرابض الغنم، ولم ي

اطن اإلبل، فكل هذا ذكروا أنه من التعليل فيعالصالة في مهذا األمر.

طيب.. إذا قلنا إن الراجح أن أكل لحم اإلبل ينقض الوضوء، هل هذا األمر يقتصر على لحم اإلبل فقط، أو أنه

يشمل جميع أجزائه؟ من الفقهاء رحمهم الله من قال: إن جميع األجزاء تأخذ حكم اللحم، وإنما عبر عن اللحم ألنه هو الغالب، وإذا عبر

الغالب فإنه ال تخرج تفاصيله منه، اللحم ألنه هوباألمر عن ولهذا الفقهاء رحمهم الله قالوا إن الكبد، وأجزاء اإلبل مثل

من نواقضاللبن الحليب ونحو ذلك كلها تعتبر ناقضة الوضوء، وبهذا القول ذهب أيضا من المعاصرين الشيخ محمد

بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى. ومن الفقهاء المعاصرين من قال ال ينقض سوى اللحم،

ومن العلماء المعاصرين الذين رجحوا هذا القول هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فعلى رأي الشيخ عبد ربالعزيز رحمه الله بن باز أنه ال ينقض سوى اللحم، فإذا ش

من نواقض الوضوء، والمسألةمن ألبانها فإنها ال تعتبر ناقضةفيها الخالف المعروف بين الفقهاء رحمهم الله تعالى.

نعم يا شيخ..}قال رحمه الله:

ومن تيقن الطهارة وشك في الحدث، أو تيقن الحدثوشك في الطهارة فهو على ما تيقن منهما{

فيقبل أن نأتي على هذا الذي ذكرته، بقي مسألة الحديث السابق، الحديث النبي صلى الله عليه وسلم قيل له

، قيل:» نعم « قال: ؟يا رسول الله أنتوضأ من لحوم اإلبل » إن شئت فتوضأ وإن شئت، قال: ؟أنتوضأ من لحوم الغنم

.فال تتوضأ « الفقهاء رحمهم الله تعالى يأتون في هذا الحديث بمسألة

تتعلق بحكم تجديد الوضوء، حكم الوضوء على الوضوء. الفقهاء رحمهم الله، األئمة األربعة يرون أن هذا األمر

ا توضأ لصالة الظهر، وبقي على، فلو أن شخصمستحب ن المستحب واألفضلإه حتى أتت صالة العصر، فنقول ئوضو

فضل الوضوء،بأن تتوضأ، لألحاديث التي وردت فيما يتعلق وأيضا في هذا، النبي صلى الله عليه وسلم حين قيل: أنتوضأ

، وحينما قال له فيمن لحوم اإلبل، فمعناه أنه على وضوء ،» إن شئت فتوضأ وإن شئت فال تتوضأ «لحوم الغنم، قال:

، لكن هل هذا األمر إذا أكله ينقض هذا الوضوءفهو متوضئ

،» إن شئت فتوضأ وإن شئت فال تتوضأ «أو ال، فقال: . على وضوءفمعنى إن شئت فتوضأ، أنه سيتوضأ وضوء

والفقهاء ذكروا كما ذكرنا لكم أنه يستحب تجديد الوضوء بينهما، فمنهم من يقوللما فيه من األجر، لكن على خالف

، ومنهم من يقول البد أن يفصلالبد أن يفصل بينها بمجلس مثل هذا، ومنهم من قال: أن يفصل بينها بصالةبينها بشيء

ركعتين. نه ال يستحب،إلماذا ذكروا هذا، بعض الفقهاء الذين قالوا

قالوا: لو توضأ الوضوء األول وأتى بالسنة، أتى مثال بثالث ، من أعضائه ثالث مرات، غسل كل عضوغسالت لكل عضو

ه األول، فسيكون هذائ أخرى على وضوفإذا توضأ مرة ا، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلما، وخامسالوضوء رابع

عن االعتداء في الوضوء، لكن هذا يحمل على الوضوء الواحد، وإال فإن األئمة األربعة رحمهم الله ذكروا استحباب ما

يسمى اآلن بتجديد الوضوء. قال رحمه الله تعالى: ومن تيقن الطهارة وشك في

الحدث. هذه المسألة مرت معنا في مسألة ماذا؟ نهاية باب اآلنية،

حينما تحدث المصنف رحمه الله عن األمور الشكوك، وأتى بهذه القاعدة، من تيقن الطهارة وشك في الحدث، أو تيقن

الحدث وشك في الطهارة فهو على ما تيقن منهما. وهذه القاعدة قاعدة اليقين ال يزال بالشك، ذكرنا أنها من

التي ترجع لها الشريعة، وهي:ةالقواعد الخمسالقاعدة األول: األمور بمقاصدها.

القاعدة الثانية: الضرر يزال.مة.القاعدة الثالثة: العادة محك

القاعدة الرابعة: المشقة تجلب التيسير.القاعدة الخامسة: اليقين ال يزال بالشك.

وهذه القاعدة قاعدة اليقين ال يزول بالشك، من القواعد في كتاب الله وفي سنة وأحاديث كثيرةالتي دلت عليها آيات

، مثل:أخرىالنبي صلى الله عليه وسلم، ويتفرع عنها قواعد مهمةاألصل بقاء ما كان على ما كان، وغيرها، فهي قاعدة

لطالب العلم أن يتعرف عليها. ا لطالب هذه من الضروري جدةوالقواعد الفقهية الخمس

العلم أن يتعلمها، وأن يضبطها، لماذا؟ لن يستطيع اإلنسان

كرت في كتب الفقهاء،أن يحصي كل المسائل الفقهية التي ذ منها، وقد ينسى، لكن إذا كانت لديه هذهوقد تمر عليه أشياء

التي عليها مدار الشريعة،ةاألصول والقواعد الفقهية الخمس تأتي إليه إلىفإنه يستطيع أن يضبط الفقه بإعادة كل مسألة

هذه القواعد المهمة. وهذه القواعد دل عليها القرآن ودلت عليها سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة رضوان الله عليهم

كعمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضا تكون مثل هذه األمور في حديثه مع الصحابة رضوان الله عليهم، تأتي في بعض

استشهاداته رضي الله عنه. إلى بن جبلالنبي صلى الله عليه وسلم حينما أرسل معاذ

، قال: أقضي بما في كتاب» بم تقضي «اليمن فقال له: ، قال: فبما في سنة النبي صلى«تجد؟لم » فإنالله، قال:

جتهد رأييأ، قال: « تجد؟» فإن لمالله عليه وسلم، قال: وال آلو.

ا لطالب العلم أن يعرفها، وأن جدةفهذه القواعد مهم ا على ما ساريضبطها، حتى يكون في منهجه الفقهي سائر

عليه الفقهاء رحمهم الله تعالى. قال: ومن تيقن الطهارة وشك في الحدث، فهو على ما

تيقن منهما. توضأ الساعة الواحدة، وصلى الظهر، ثم لمامثال: شخص

حدث؟ فنقولأتت صالة العصر شك هل أحدث أم لم ي الجواب: ما هو اليقين الذي لديه؟ أنه كان على حدث وتوضأ فهذا هو اليقين، فنقول يبني على اليقين وهو الطهارة، طيب العكس، شخص دخل إلى دورة المياه -أكرمكم الله- وقضى

ا إذا خرج يقوم بالوضوء، فشك هنا أنه دائمحاجته، وهو معتاد هل توضأ أم لم يتوضأ، نقول ما هو اليقين لديك؟ قال: اليقين

، فنقول: اليقين هنا الحدث.أنني أحدثت، لكن شككت ا توضأ ثم أحدث، فهو متيقنطيب مسألة: لو أن شخص

أنني توضأت، بالحدث، يقول: أنا متأكدبالوضوء ومتيقن أنني أحدثت، فنقول هو على حاله قبلهما، فإن كانومتأكد

أنه علىمتيقن، هو ، نقول هو طاهرحاله قبلها على طهارة ، نقول هو على، وإن كان حاله قبلها أنه محدثطهارة

الحدث، ولذلك قال هنا: من تيقين الطهارة وشك في الحدث

فهو على ما تيقن، وهو الطهارة، ومن تيقن الحدث وشك فيالطهارة فهو على ما تيقن، وهو الحدث.

لبعض من ابتالهم الله عز وجل خاصةوهذه القاعدة مهمة بموضوع الوسواس، ولعلي هنا أيضا أن أشير إلى هذا األمر

ما يتعلق بالوسوسة في الوضوء وفي الصالة.ا بعض الناس يأتي مثال يمر لصالة الفجر فيدخل -أحيان

أكرمكم الله- إلى دورات المياه في المسجد، فيبقى في ، ثم يعود، ثم يصل إلى^الوضوء، يصل إلى الوجه يقول لم أنو

القدم ويقول أخشى أنني نسيت مسح الرأس، فيبدأ ويبدأ ا من الرسائل التي جدا كبيراا حجمهكذا، ولذلك تجدون أحيان

تصل إلى العلماء في اإلفتاء في البرامج اإلعالمية في مواقع تتعلق بقضية الشك، كبيرةالتواصل االجتماعي، هناك مشكلة

ولهذا العلماء رحمهم الله إذا رأوا من به هذا الداء، يقولون له: اطرح الشك، يقول: والله أنا صليت وانتهى من الصالة،

، جيدولكن بعد ما انتهى يبدأ يفكر قد أكون لم أتوضأ بشكل ، لذلك فيبدأ في وسوسة،قد يكون الماء لم يصل إلى يدي

الفقهاء يقولون: ال تلتفت إلى هذا األمر. وهذا األمر البد أن نعلم أنه من وساوس الشيطان، وقد

ذكر ابن القيم رحمه الله أن الشيطان يأتي على اإلنسان منطريقين: من باب الشهوات ويأتيه من باب الشبهات.

فقد يأتيه في الفواحش والمحرمات إذا لم يستطع عليه فإنه يأتيه من هذا الجانب، ألن اإلنسان إذا كان يتوضأ

عليه،بالساعة وبالساعتين، فستكون العبادة ثقيلة ا تجد أنوسينصرف فيما بعد عن هذه الطاعة، لهذا دائم

ا ثم فالنا ثم فالنا يسأل الشيخ فالنبعض من به وسوسة ، الدواء هو أن لن تجده عند أحدوهكذا، ونقول أعظم دواء

فيما يتعلق بالجوانب العقدية، يأتيتطرح الشك، خاصة الشيطان إلى أحدكم فيقول من خلق السماء؟ فيقول: الله،

من خلق األرض؟ الله، من خلق الجبال؟ الله، قال فيأتيه فيقول هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله، فإذا بلغ اإلنسان

. إلى هذا، فيلستعذ بالله عز وجل ولهذا لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إنه ليأتي أحدنا من األمور ما يخشى أن يتلفظ بها، من هذه الوساوس، قال

» ذاك صريح، قالوا: نعم، قال: «؟» أوقد وجدتموهالنبي: ، النبي صلى الله عليه وسلم عاملها بالنقيض، هواإليمان «

على اإليمان،شك وبدأ يشعر بالقلق صاحبه، قال: هذا دليل ا من الله سبحانه ولم تتلفظ به خوف في أمرEألنك شككت

وتعالى.نعم يا شيخ..

}قال رحمه الله:باب الغسل من الجنابة{باب الغسل من الجنابة..

وهنا أتى المصنف رحمه الله تعالى بالحديث عن الغسل بعد الحديث عن الوضوء، هو تحدث عن الوضوء، وتحدث عن

للماء، من المسح ونحوةصفته، وعن األمور التي تكون بديل ذلك، ثم تحدث عن نواقض الوضوء، وهو اآلن يتحدث عن

الغسل من الجنابة. هذا الترتيب اقتداء بالقرآن الكريم، فالله عز وجل كماو

Eى الصالة فEاغ_سلوافي القرآن: ذينE آمEنوا إذEا قم_تم_ إل هEا ال Eي Eاأ ﴿يافق EرEى المE Eكم_ إل _دي Eي ثم قال: ﴾وجوهEكم_ وEأ ﴿وEإن كنتم_ جنبا

، فقدم الوضوء على الغسل من الجنابة.[6]المائدة: ﴾فEاطهروا وأيضا ألن حاجة الناس للوضوء أكثر، فهم يعانون في

مما يقومون بالغسل، ولذلك قدم الوضوء الذي أكثرالوضوء ا للترتيب القرآني،تمس الحاجة إليه على الغسل، امتثال

وأيضا هذا هو مقتضى الترتيب العقلي في هذا األمر.قال المصنف رحمه الله تعالى: باب الغسل

ا، إذا قيل الغسل يتحدث عنها علماء اللغة أولهنا مسألة ؟ فبعضفهل يشترط في هذا الغسل أن يكون معه دلك

علماء اللغة قال نعم، وبعضهم قال: ال، وهو الصحيح، ولذلك ، وحركته فإنه يصدق في القدر ماءE وضعتEيقولون لو أتيت

شترط للغسلعليك أنك قمت بغسله، فالصحيح أنه ال ي تفصيل الفقهاء رحمهم الله فيالدلك، وسيأتي معنا بعد قليل

حكم دلك أعضاء الوضوء.. لغويةهذا من ناحية

قال هنا رحمه الله تعالى: باب الغسل من الجنابة. سؤال: أليس الغسل أيضا يكون من الحيض ويكون من

النفاس، ويكون في الموت، ويكون أيضا في الردة عن اإلسالم، ويكون في اإلسالم لمن ذكر ذلك من العلماء رحمهم

الله تعالى، فلماذا ذكر هنا فقط الجنابة، في هذا الباب لميتحدث سوى عن الجنابة؟

المصنف رحمه الله قيد هذا الباب، قيده فقال: باب:نقول الغسل من الجنابة، فذكر األحكام المتعلقة بهذا األمر، وفيما

في باب الحيض سيتحدث عنها، وفيما بعديأتي من أحكام كذلك في باب الصالة سيتحدث في كتاب الجنائز ونحو ذلك

عن بعض األحكام المتعلقة بهذا الباب.قال رحمه الله تعالى: والموجب له، الضمير يعود للغسل.

ا: خروج المني.قال: أول ا في باب المياه،قبل الحديث عن موجباته، قلنا لكم سابق

، وطهارة ماذا؟ن الطهارة على نوعين، طهارة حدثإ ، والطهارة البد أن تكون وخبثالنجاسة على نوعين: حدث

.، وطهارة خبثطهارة حدث ى يقوم بالبدن يمنع من اتصف بهوقلنا إن الحدث هو معن

أعيانومن الوضوء والصالة وما يستباح له، وأن الخبث ه ا، تقوم بالبدن، والثوب، والبقعة، يجب على شرعمستقذرة

اإلنسان أن يطهرها. إذا أتينا إلى الحدث، فالحدث طهارته على نوعين: طهارة

كبرى، والطهارة الصغرى تحدثنا عنها، واآلنصغرى، وطهارةسيتحدث رحمه الله عن موجبات الطهارة الكبرى.

واضحة المسألة، شيخ صهيب.. إن شاء الله واضح.ا: خروج المني.قال: والموجب له أول

، الله عز وهذه من المسائل المبينة في كتاب الله عز وجل﴾وEإن كنتم_ جنبا فEاطهرواوجل يقول: ، والنبي صلى[6]المائدة: ﴿

الله عليه وسلم لما قالت له أم سليم: يا رسول الله إن الله إذا هيال يستحي من الحق، هل على المرأة من غسل

، الماء «_» نعم، إذا رأتاحتملت، قال صلى الله عليه وسلم: فهذا األمر من األمور المبينة في كتاب الله وفي سنة النبي

صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله: وهو، يبين ما المراد بهذا، وسبق الحديث

، ولهذا حكم المني أنه طاهرعن هذا في باب اآلنية، وقلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم كانت عائشة تفركه من ثوب

النبي صلى الله عليه وسلم ويبقى أثره، هنا خروجه موجبللغسل.

، جاءت قرآنيةقال: وهو الماء الدافق، وهذه العبارة عبارةان مم خلقE *في كالم الله سبحانه وتعالى، Eنظر اإلنسE _ي ﴿فEل

ائب Eر _ب وEالت _ن الصل Eي Eخ_رج من_ ب ]الطارق: ﴾خلقE من ماء دEافق * ي

، قالوا: الصلب هو من الرجل، والترائب سئل بعض[7- 5الصحابة فوضع يده على صدره وقال: الصدر هو الترائب.

فهذا المني إذا خرج من الرجل أو من المرأة فإنه يكون ؟ هذا أو بغير لذة للغسل، هل يشترط أن يكون بلذةاموجب للغسل بين الفقهاء، من العلماء من قال: هو موجبخالف

ا، ولذلك لو أن مريض أو بغير لذة كان بلذةبخروجه سواء خرج منه ولم يتلذذ قالوا أيضا يوجب عليه الغسل، ومنهم من

، ألنه كما يخرجغسل للاشترط اللذة، والصحيح أنه موجب ومع ذلكمن المستيقظ قد يكون أيضا من المحتلم وهو نائم

لما سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليهالغسل.

أيضا قال هنا رحمه الله تعالى: والموجب له خروج المني. الخروج ضد الدخول، وخروج المني من اإلنسان يكون

على نوعين: المرحلة األولى: خروجه من صلبه، يشعر به أنه خرج من

صلبه.والمرحلة الثانية: أن يخرج إلى الخارج.

بين العلماء، هل لو تحرك في صلبهوهنا أيضا خالفيوجب عليه الغسل، أو أنه البد أن يخرج؟

الصحيح أنه البد من خروجه، ألنه بهذا يحكم عليه أنه قدأجنب، كما جاء عن الفقهاء رحمهم الله تعالى.

أيضا من المسائل المتعلقة أن هذا األمر يتعلق كما ذكرتلكم بالرجال وبالنساء.

نعم يا شيخ.. }قال رحمه الله: والموجب له خروج المني، وهو الماء

الدافق، والتقاء الختانين{ اسؤال: قبل الحديث عن الموجب اآلخر، لو أن شخص خرج منه المني، ثم قام واغتسل، وبعد الغسل خرج منه

بقيته، فما حكمه؟ من الفقهاء رحمه الله تعالى من قال يجب عليه الغسل،

ألنه كما أوجبه في المرة األولى، فإنه يوجبه في المرة له، ومن الفقهاء من قال إن الواجب فيهالثانية، فهو تبع

بينهما.الوضوء، على خالفنعم يا شيخ..

}قال رحمه الله: والتقاء الختانين{

التقاء الختانين، المراد به الجماع، إدخال الرجل أو مجامعة الرجل لزوجته بإدخال ذكره، وهذه من موجبات الغسل،

وكان في بداية اإلسالم، طبعا التفاصيل ممكن أن توجد في مثل هذه القضايا بما يناسب الحال في البث الفضائي، لكن

بداية اإلسالم أن هذا األمر ال فيا في اإلسالم،كان سابق يوجب الغسل، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم حينما أتى

إلى منزل أحد األنصار فخرج األنصاري فعلم النبي صلى الله » لعلنا أقحطناك، أوعليه وسلم أنه كان مع أهله، فقال:

» الن له النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ثم بيأعجلناك « » إنما الماء من الماء، وأيضا يستدلون بحديث: غسل عليك «

». فقالوا: البد أن يكون هناك خروج، فمجرد معاشرة الرجل

ا للغسل في أن يكون موجبألهله، ليس في حد ذاتها كافيةحتى يخرج منه.

والصحيح: أن هذا األمر كان في بداية اإلسالم، لهذا لما اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في مجلس عمر بن

، ومنهم من قال: أنهنه منسوخإالخطاب، فمنهم من قال: ، أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أم المؤمنينباق

عائشة يسألها في هذا األمر، فقالت عائشة رضي الله عنها » إذا التقىوأرضاها تقول لهم قال صلى الله عليه وسلم:

.ن فقد وجب الغسل أنزل أو لم ينزل «االختان فهذا هو الموجب الثاني من الموجبات المتعلقة بالغسل،

باإلمكان الحصول عليهاوكما ذكرت أن فيها تفاصيل كثيرةفي كتب الفقهاء رحمهم الله تعالى.

نعم يا شيخ.. }قال رحمه الله: والواجب فيه النية، وتعميم بدنه

بالغسل{ اآلن المصنف رحمه الله يتحدث عن صفة الغسل،

والغسل له صفتان: .، وصفة كمالصفة إجزاء

، أو سنة وصفة كمالا حينما نقول صفة إجزاءلألسف أحيان بما يتعلق بالكمال، نجد أنه ليس عند البعض اهتماموواجب

واالقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتخاذ سنته، والواجب ن نفسه على متابعةعلى المسلم أن يحرص على أن يوط

النبي صلى الله عليه وسلم، فكل الخير في ما أتى به عليهالصالة والسالم.

وخير األمور السالفاتعلى الهدى

وشر األمور المحدثات واتباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته من أعظمالبدائع

القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، وقد : ذينE آمEنواأوجبها الله في كتابه، فقال عز وجل هEا ال Eي Eاأ ﴿ي

Eم_ر منكم_ سولE وEأو_لي األ Eطيعوا الر هE وEأ Eطيعوا الل ،[59]النساء: ﴾أ يجب على مستقلةفطاعة النبي صلى الله عليه وسلم طاعة

المسلم أن يحرص عليها.الصفة األولى: صفة اإلجزاء

وأولها قال: والواجب في ذلك النية، وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم، أنه يجب على المسلم أن ينوي رفع

الحدث، وهذا األمر دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وكما ما نوى «» إنما األعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ

تعلمون أن اإلنسان قد يغتسل بالماء وال تكون نيته رفع الحدث، فقد يكون نيته مجرد التبرد، أو اللهو، أو نحو ذلك،

، ولهذا الفقهاء رحمهم الله تعالىفالبد أن يكون هناك نية وهي: األمور شرعية على قاعدةاجعلوا هذا الحديث دليل

بمقاصدها، وقالوا إن هذه القاعدة وهذا الحديث، جعلوا النية تفرق بين العادة وبين العبادة، وبين العبادات بعضها، فتفرق

ا من النية.الفريضة، فالبد أولوبين النافلة قال رحمه الله تعالى: والواجب فيه النية، وتعميم بدنه

بالغسل مع المضمضة واالستنشاق، هذا ما يسمى بالغسلالمجزئ، صفته:

أن يعم بدنه بالماء، ينغمس في الماء، ثم يخرج، ويتمضمض ويستنشق كما ذكر المصنف رحمه الله هنا فيكون

بهذا قد أتى بالغسل المجزئ. أو لديها إذا كان لديه عملوهذا قد يحتاجه اإلنسان أحيان

ونحو ذلك، فيحتاج إلى معينة في الذهاب إلى جهةاستعجال أن يتخفف بمثل هذه الصفة التي جاءت عن النبي صلى الله

عليه وسلم. لبدن اإلنسان بالماء.وهذه الصفة فيها تعميم

قال رحمه الله تعالى: مع المضمضة واالستنشاق، ما حكم ، سبق الحديث، وذكرنا أن المضمضة؟المضمضة واالستنشاق

واالستنشاق بعض الفقهاء ذكروا أنها في الوضوء مثال أنها ، ألن الله أمر بغسل الوجه والوجه هو، وليست بواجبسنة

» توضأما تحصل به المواجهة، والنبي لما أتاه األعرابي قال: ، فأخذ بظاهر القرآن، ومن العلماء من قال:كما أمرك الله «

في الطهارة الصغرى، والكبرى.هي واجبة في الطهارة الكبرى، وهذا ماومنهم من قال هي واجبة

، لماذا؟ قالوا: ألن تعميمذكره المصنف رحمه الله أنها واجبة الجسد بالماء يشمل ما ظهر، ونحن نأتي إلى المضمضة

واالستنشاق هل هي من الباطن أو من الخارج، فنقول لو أتينا إلى مسألة الصيام، هل يجوز للصائم أن يشرب الماء فيدخل إلى جوفه، لكن هل يجوز له أن يتمضمض؟ يجوز،

» وبالغ في المضمضة واالستنشاق إال أن تكونولهذا قال: ، فعلم من هذا أن المضمضة واالستنشاق هي منا «صائم

في عليه ذكروا أنها واجبةالظاهر وليست من الباطن، وبناء. كثيرالغسل، وللعلماء في هذا تفصيل

نعم يا شيخ..}قال رحمه الله: وتسن التسمية، ويدلك بدنه بيديه {

بين الفقهاء رحمهم الله تعالى،التسمية هي محل خالف وذكرنا الحديث في باب الوضوء، وأتينا باألحاديث الواردة في

، لكن هل، وليست بواجبةنها سنةإهذا األمر، وقلنا الراجح الغسل أيضا يسن له التسمية، المصنف رحمه الله تعالى قال

ا على الطهارة الصغرى، ولكن حينما نتأملذلك، لماذا؟ قياس في وصف غسل النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة

أن النبيارضي الله عنها أو من ميمونة، نجد أنه لم يذكرو صلى الله عليه وسلم سمى، ولهذا ذكر بعض الفقهاء رحمه الله أن هذا األمر من األمور المستحبة والله أعلم في هذه

المسألة. قال رحمه الله تعالى: وأن يدلك بدنه بيده، هذه مسألة

سبق أن تحدثنا عنها، هل الغسل البد أن يكون معه الدلك أم ال؟ الصحيح من أقوال أهل العلم أن الدلك ال يجب، إال في

ا، فهنا يحتاج إلى الدلك ليتأكد، إذا كان الماء قليل واحدةحالة من وصول الماء إلى كافة أعضائه، وحينما نتأمل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فالذي روي في ذلك أنه كان

يتوضأ بالمد، وهو قدر الكفين المعتدلتين، ويغتسل بالصاع، بملء كفي الرجل المعتدل، وهذا حينمايعني أربعة أمداد

اا، ولهذا ذكروا أنه هنا إذا كان الماء قليل جد قليلتتأمل ماء تأكد من وصول الماء، لكن إذا كان الماءيالبد من الدلك حتى

كوضعنا اآلن ولله الحمد والمنة، ونسأل الله عز وجلاكثير.اأن يديم علينا فضله ورحمته، فإن الدلك ال يكون واجب

وهذا أيضا يعرف بها اإلنسان فضل الله عز وجل عليه فيمثل هذه األمور.نعم يا شيخ..

}قال رحمه الله: ويفعل كما روت ميمونة، قالت: سترت النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسل من الجنابة، فبدأ فغسل يديه ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه وما أصابه، ثم ضرب بيده على الحائط واألرض، ثم توضأ وضوءه للصالة، ثم

أفاض على بدنه، ثم تنحى فغسل رجليه{. المصنف رحمهتحدثاللهم صل وسلم على رسول الله،

صفة اإلجزاء، واآلن يتحدث عن صفة الكمال. الله عن ما هي صفة الكمال؟ لمن أراد أن يغتسل وأن يقتدي في

اغتساله بالنبي صلى الله عليه وسلم. ا يسمي، ويدلك بيديه، ويفعل كما روت ميمونةقالوا: أول

رضي الله عنها، ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين زوج النبيصلى الله عليه وسلم.

قالت: سترت النبي، وتحدثنا عن االستتار يجب على اإلنسان، حتى في موضوع الوضوء أنه يبتعد، وذكرنا تفاصيل

فيما يتعلق باستتار اإلنسان عن أعين الناس، وعن أسماعهم، حتى يقضي هذا األمر، وكذلك األمر يتعلق بالغسل، والنبي

صلى الله عليه وسلم أيضا لما كان في حجة الوداع، اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم واستتر، وأيضا اغتسل النبي

صلى الله عليه وسلم وكانت تستره فاطمة رضي الله عنها على أهمية مشروعية أن يستتروأرضاها، فكل هذا دليل

المسلم. قالت رضي الله عنها: فاغتسل من الجنابة، هي اآلن

ستصف لنا غسل النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: فبدأ فغسل يديه، أول األمور بعد التسمية أن يغسل يديه، قال

اليد هي اآللة التي ترفع بها الماء فالبد أنألنالفقهاء: قال ثم صب بيمينه، وفي حديث عائشه ،تكون طاهرة

، وهنا وحثا ثالث حثيات،تفصيل ثم أفاض الماء على رأسه

يذكر بعض األطباء أن بدأ الغسل بصب الماء على الرأس فيهو أفضل من ناحية الجسم،ولهذا سبحان الله خاصة

األيام شديدة البرد، إذا بدأ اإلنسان برأسه يكون تحمله كم^للماء أكثر من لو بدأ بغيره من األعضاء. وفي ذلك ح

. كثيرةوأسرار ، قال: ثمإذن يبدأ فيفيض الماء على رأسه ثالث حثيات

صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه، هذا قبلها طبعا.. ا: يبدأ بغسل يديه، ثم صب بيمينه على شماله، لماذا؟أول

ألنه ال يجوز أن يمس فرجه بيمينه، والشمال هي التي تكون لمثل هذه األمور،ويجب على اإلنسان أن يكرم يمينه عن هذا

األمر. قال: فغسل فرجه وما أصابه، ثم ضرب بيده على الحائط

طهر يديه عليه أفضل الصالةواألرض، لماذا؟ من أجل أن ي ا؟ أووأتم السالم، هل يشرع هذا األمر، هل فعله النبي تعبد

.، الصحيح أنه كان لحاجةأن هذا األمر كان لحاجة قال: فغسل فرجه وما أصابه ثم ضرب بيده على الحائط

واألرض، قالت رضي الله عنها: ثم توضأ وضوءه للصالة. اآلن انتقل إلى مرحلة الوضوء للصالة، لماذا الوضوء

للطهارة الصغرى علىللصالة؟ قال بعض الفقهاء: هو تقديم ألعضاء الوضوء، قال: ثم تنحىالكبرى، والصحيح أنه تكريم

فغسل رجليه، اإلنسان يتوضأ، ثم يتنحى ويغسل رجليه لماذا؟ آخرتقلون إلى مكاننألنهم كانوا يتوضئون فيأتي الطين، في

فيغسلون فيه القدمين. ولذلك هل يشرع لإلنسان أن يغسل قدميه بعد الغسل، أم أنه في البداية مع الوضوء؟ نقول في هذا الزمان ليس هناك

ا في بداية هذا الغسل.ا كامل لهذا األمر، فيتوضأ وضوءحاجة قال: ثم أفاض الماء على بدنه، وفي بعض األحاديث أنه

بدأ بيمامنه، ثم بشماله، حتى أتم الغسل عليه الصالةوالسالم.

والفقهاء هنا يقولون: ينبغي للمسلم أن يحرص على غين،ف، فيوصل الماء إليها والرالمغابن التي تكون مخفية

اللذين هما أعلى الفخذ ونحو ذلك، وتحت الركبتين، فيتأكدمن وصول الماء إليها.

نعم يا شيخ..

الشعر في غسل الجنابةض}قال رحمه الله: وال يجب نقإذا روى أصوله{

، هل إذا كانت المرأة شعرها ضفائر، مهمةهذه مسألة وأرادت أن تغتسل من الجنابة، فهل يشترط لها أن تقوم

بنقض شعرها، أم أنها تكتفي أن يصل الماء إلى رأسها، إلىي أصوله كما جاء في الحديث.روجلدة الرأس، ت

الصحيح أنه ال يجب عليها نقض الشعر، طيب ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال لي النبي صلى الله

، وجاء في الحديث» انقضي رأسك وامشطي «عليه وسلم: » ال إنما يكفيك أن تحثي علىاآلخر، في حديث أم مسلمة

، قالوا: إن نقض الماء «^ ثم تفيضين عليكرأسك ثالث حثيات وهذا هو الصحيح من أقوال وليس بواجبالشعر مستحب

في طهارة الحيض والنفاس أوأهل العلم، وهذا األمر سواء في الجنابة، الصحيح من أقوال أهل العلم أنه ال يجب نقض

شعر الرأس.نعم يا شيخ..

}قال رحمه الله: وإذا نوى بغسل الطهارتين أجزأ عنهما، وكذلك لو تيمم للحدثين والنجاسة على بدنه أجزأ عن

جميعها{ قال رحمه الله تعالى: وإذا نوى بغسله الطهارتين أجزأ

حتى ال يداهمنا الوقت تفصيل العلماءعنهما، سأذكر باختصارفي هذه المسألة.

قالوا: إذا اغتسل فإما أن ينوي رفع الحدثين جميعا، الحدث األصغر واألكبر، والصحيح من أقوال أهل العلم أنه يرتفع

الحدثان، الثاني: أن ينوي األكبر ويسكت عن األصغر، وهناالصحيح أيضا من أقوال أهل العلم: أن الجميع يرتفع.

باح، هو ال ينوي رفع الحدث،الحالة الثالثة: أن ينوي ما ال ي ولكنه ينوي الصالة، فما دام أنه نوى الصالة فإنه يرتفع ألن

الصالة ال تتم إال بارتفاع الحدث. لكن لو أنه اغتسل ونيته أن يستبيح قراءة القرآن مثال،

وليس الصالة، فهنا بعض الفقهاء رحمهم الله تعالى قالوا البد أخرى إذا أراد الصالة، لكن حتى ال يدخلأن يغتسل مرة

إذا الحالةاإلنسان في دائرة الشكوك والوساوس في هذه نوى رفع الحدث فإن الحدث يرتفع األصغر واألكبر وما تستباح

له العبادات بالوضوء والغسل.

قال: وكذلك لو تيمم للحدثين والنجاسة. ، ويريد أن يتيمم للحدث األصغر، ليس لديه ماءإنسان

والحدث األكبر وللنجاسة، قال: تجزئ عنها، وإن نوى بعضها فليس له إال ما نوى، هذا كالم المصنف، بمعنى أنه لو نوى

رفع الحدث األكبر فال يرتفع األصغر، ولو نوى رفع األصغر ال يرتفع األكبر، ولو نوى بالتيمم إزالة النجاسة مثال، فإنه ال

يستبيح به الصالة ونحو ذلك، وإذا نوى بالتيمم رفع الحدث األكبر فال يستبيح به األصغر، ألنه قال: وإن نوى بعضه فليس

له إال ما نوى. لكن الصحيح كما ذكرت لكم، أنه إذا نوى رفع الحدثين،

فالصحيح أنه يرتفع، وإذا نوى رفع األكبر فالصحيح أن الطهارة الصغرى تدخل في الطهارة الكبرى، كما دخلت

العمرة في الحج. ، ووضوءوأيضا الحالة الثالثة: أن ينوي ما ال يباح إال بغسل

إالوقلنا الصحيح أيضا أن الحدث يرتفع ألن الصالة ال تتمبارتفاع الحدث.

هذا مجمل ما ذكره الفقهاء رحمهم الله تعالى في هذه المسائل.. لعلنا أن نكتفي بهذا ونسأل الله عز وجل لكم

ا لك شيخ سعد، شيخ أحمد، شيخالتوفيق والسداد، شكر صهيب، شيخ سمير، وأيضا إلخواننا المتابعين، ونسأل الله جل

من رياض الجنة، وأن يجعلناوعالE أن يجعلنا وإياكم في روضة وإياكم ممن يجتمع في الحياة على طاعته، ويوم القيامة في

جنته، السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.