xadis.files.wordpress.com€¦  · web viewممن احتج به في الصحيح، ووصف مع...

Download xadis.files.wordpress.com€¦  · Web viewممن احتج به في الصحيح، ووصف مع ذلك بالثقة والصدق، وزعم أبو القاسم ابن عساكر-

If you can't read please download the document

Upload: others

Post on 27-Dec-2019

11 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة (اضغط هنا للانتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على الإنترنت)

الكتاب : شرح سنن ابن ماجه -

الإعلام بسنته عليه السلامالمؤلف : مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي،

أبو عبد الله، علاء الدين (المتوفى : 762هـ)المحقق :كامل عويضةالناشر : مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعوديةالطبعة : الأولى ، 1419 هـ - 1999 معدد الأجزاء : 5مصدر الكتاب : فريق عمل المكتبة الشاملةللكتاب نسخة مصورة في المكتبة الوقفيةhttp://www.waqfeya.com/open.php?cat=33&book=1190[ الكتاب مقابل ومدقق إملائيا وترقيمه موافق للمطبوع]

الكتاب : شرح سنن ابن ماجه - الإعلام بسنته عليه السلامالمؤلف : مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري المصري الحكري الحنفي، أبو عبد الله، علاء الدين (المتوفى : 762هـ)المحقق :كامل عويضةالناشر : مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعوديةالطبعة : الأولى ، 1419 هـ - 1999 معدد الأجزاء : 5مصدر الكتاب : فريق عمل المكتبة الشاملةللكتاب نسخة مصورة في المكتبة الوقفيةhttp://www.waqfeya.com/open.php?cat=33&book=1190[ الكتاب مقابل ومدقق إملائيا وترقيمه موافق للمطبوع]

(/)

بسم الله الرحمن الرحيمترجمة المصنفاسمه ونسبه:هو: الإِمام الحافظ علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد اللّه الحنفي، ولدسنة تسع وثمانين وستمائة من هجرة أبي القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع من الدبوسيوالختني وخلائق، وولي تدريس الحديث بالظاهرية بعد ابن سيّد الناسوغيرها، وله مآخذ على المحدثين وأهل اللغة. ولد سنة تسع وثمانين وستمائة.نشأتَه وطلبه للعلم:نشأ مغلطاي- رحمه اللّه تعالى- في بيت علم وفضل؛ فنشأ نشأة دينيةطاهرة، وتلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته،فحفظ القرآن الكريم وجوّده.وكان- يرحمه اللّه- كثير الاشتغال بمطالعة كتب الحديث والتاريخوالأدب، وهو لا يزال مشتغلا بحفظ القرآن الكريم.وممّا ساعد مغلطاي على طلب العلم والنبوغ المبكّر: وجوده وتربيته في بيتالعلم والفضل، كما أنّ أكثر أهل بلده كانوا- كذلك- من أهل العلموالفضل.واستطاع مغلطاي أن يستفيد من علماء عصره، وما أكثرهم، فأخذيطلب العلم بجميع فنونه على مشايخ عصره، وظلّ ينتقل بين العلماء، يتلقَّىعليهم، ويستفيد منهم، حتى صار إماما يشار إليه بالبنان، ورأسا يرحل إليه؛فقصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه، من اليمن، والهند، وغيرهما حتىصار صيته في جميع البلاد، وانتفع بعلمه كثير من النّاس.

(1/5)

ثناء العلماء عليهصفاته الخلقية كثيرة مشهورة، ومناقبه جمّة، فقد بدأ حياته منقبضا عنالنّاس، لا يتصل بأحد منهم، إلا في طلب العلم ونشره، وكان يرسلفتاواه ويصدر أحكامه دون أن يتقاضى عليها أجرَا.والشّيخ لم تكن الدُّنيا أكبر همّه؛ لأنه كان يعلم أنّ عرضها الزائل لميكن يشغله عن الهدف الأسمى الذي وضعه لنفسه؛ وهو نشر دين اللّهتعالى، وإحقاق الحقّ.ولذلك كان يقدّر أهل العلم والفضل، الذين لا يتكالبون على جمعحطام الدُّنيا، والتقرّب إلى الحكّام، وكان يعش حياة بسيطة مقشفة، فلميسمع منه أحد من تلامذته كلمة مؤذنة بالخضوع لمطلب من مطالب الدُّنيا، لاتصريحَا ولا تلويحَا.وكان- رحمه اللّه تعالى- بارَا بشيوخه وتلاميذه، فتح أمامهم أبوابالعمل، ودافع عنهم، وتشفع لهم عند الأئمة في كل أمر وقعوا فيه.وبالرغم من حدة ذكائه، وجودة ذهنه، فكانت قسوته على الأفكار لاعلى الأشخاص؛ لأنه كان يدرك أنه سبق جيله بأجيال، فترك ثروته الفكريةوالعلمية لتتفاعل مع الزمن، يكشف عن وجهها ما تبديه قرائح العلماء.مصنفاتهكان الإمام مغلطاي عارفَا بالأنساب معرفة جيّدة، وأمّا غبرها من متعلّقاتالحديث فلهَ بها خبرة متوسطة، وتصانيفه أكثر من مائة منها:1- شرح البخاري- لم يكمل.2- شرح أبي داود- ولم يتمه وجمع.3- أوهام الأطراف.4- ذيل على التهذيب.5- ذيل على المؤتلف والمختلف- لابن نقطة.

(1/6)

6- الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم.7- رتب المبهمات على الأبواب.8- رتب بيان الوهم لابن القطّان.9- تخريج زوائد ابن حبان على الصحيحين، وكانت وفاته في رابععشري شعبان سنة اثنتين وستين وسبعمائة من هجرة أبي القاسم صلى اللّه عليهوسلّم.

(1/7)

مقدمة التحقيقالحمد لله رب العالمين، قيوم السموات والأرضين، مُدبِّر الخلائق أجمعين،باعث الرسل- صلواته وسلامه عليهم- إلى المكلَّفين؛ لهدايتهم وبيان شرائعالدِّين، بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. أحمده على جميع نعمه،وأسأله المزيدَ من فضله وكَرَمه. وأشهد أن لا إله إلا اللّه الواحد القهَّار،الكريمُ الغفَّار.وأشهد أنّ سيدنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله، أفضل المخلوقينالمكرَّم بالقرآن العزيز، المعجزة المستمرة على تعاقب السنين، وبالسنن المستنيرةللمسترشدين، المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين، صلوات الله وسلامهعليه وعلى سائر النبيين والمرسلين، وآل كل وسائر الصالحين.أما بعد: فقد يسَّر اللّه بفضله وكرمه، مكتبة نزار الباز بمكة المكرمةوفروعها المختلفة بالمملكة، نعمة خدمة كتب السنن، وتقديمها للناس بهذاالتحقيق، والتخريج المفيد، والتعليق النافع، والطبع الأنيق، والفهرسة المعُينةالميسَّرة، التي تساعد القارئ على استعمال الكتاب، والحصول على جوهرةالعلم الثَّمين في أيسر وقت؛ ليجلى ضالّته التي اختفت عليه في طيَّاتصفحات عديدة، ومجلَّدات كثيرة، يصعب عليه فرزها لحصوله على ما خفيعليه. وجزى بالخير الأخ الأستاذ نزار مصطفى الباز صاحب هذه المكتبة علىما قدّم من خدمة السُّنة المطهرة من حديث رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقوال الصحابةوالتابعين والعلماء والمفتن، وكلّ من نهج نهجهم إلى هذا العصر الذي أرسلاللّه فيه رجالا تحفظ دينه وتنشر سنة نبيّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.واليوم تقدّم مكتبة نزار الباز:"شرح سنن ابن ماجة"لأحد حفاظ عصره:الإمام علاء الدّين مغلطاي الحنفي، رحمه اللّه تعالى وأسكنه فسيح جنَّاته معالنبيين والصديقين والشهداء، ومن نهج نهجهم بصالح الأعمال إلى يوم يبعثالله العباد ليوم الميعاد.

(1/9)

وهذا الكتاب"السنن"، أحد المصادر المعتبرة التي جمعت الكلام النبويالشّريف، والسنّة المطهرة، باتباع منهج سليم واضح، بعيد عن الهوىوالتعصّب، الذي سار عليه بعض أهل الزيغ من الذين وضعوا نصب أعينهمالفكرة المسبقة؛ فهم يجمعون ويصححون تبعا للمذهبية والتقليد. وقد قامالإمام الحافظ علاء الدين مغلطاي بشرح سن ابن ماجة، إلَّا أن المنية اخترمتهقبَل أن يتمّه. وهذا الشّرح الوافر الذي قام به مغلطاي، وضع قواعده على"سنن ابن ماجة"التي ضمّت صحيح البخاري، ومسلم، وسنن أبي داودوالترمذي والنسائي والدرامي، وموطأ مالك، ومسند أحمد، وصحيح ابنخزيمة، والمختارة، وما يماثلها من الكتب التي اعتمدت المنهجية والأمانة والدّقةفي نقل الأحاديث.واليوم أيها المسلم الكريم، نضع بين يديك الطاهرتين:"شرح سنن ابنماجة"لعلاء الدين مغلطاي بما فيه من أحاديث مصححة ومضعفة، أشار إليهاالشّارح بسلسلة طويلة في الجرح والتعديل لسلسلة الإِسناد، وقد قمنا- بفضلاللّه تعالى- بوضع حكم الصحة أو الحسن أو غيرهما لنضع الحكم النهائيعلى الحديث بتخريج وتعديل العلماء كل على حسب جهده، وقد اعتمدنافي ذلك على كتب الجرح والتعديل مثل"التهذيب"و"التقريب"و"الثقات"و"الجرح والتعديل"و"الميزان"و"لسان الميزان " و"الضعفاءالكبير " و"الفوائد"و"اللآلئ"و"الموضوعات"و"المجروحين"و"المغنيفي الضعفاء"وغيرهم من الكتب.ثم نضع حكم"الشّيخ الألباني "، إلا أننا وجدنا بعض الاختلافات فيالحكم على الحديث بين مغلطاي والألباني، تنبهّنا من هذا الاختلاف أنّمغلطاي لم يعتمد على قاعدة ابن حبّان في الجرح والتعديل، حيث يخلطأحيانا في الجرح والتعديل للعلم الواحد، وهذا وجهة الخلاف بينهما- نسألاللّه سبحانه وتعالى أن يحفظنا من الزيغ، ويغفر لنا ذنوبنا، ويرحمنا رحمةواسعة من عنده، ويغفر لصاحب المكتبة التجارية الذي يأتي لنا بكلّ نادرعزيز، وأن يبارك اللّه له في نفسه وأهله والعاملين معه، وصلى اللّه على سيّدنامحمّد وعلى آله وصحبه وسلم.

(1/10)

عملنا في الكتاب ووصف المخطوط(1) قمنا بنسخ الخطوط، ووضع خطّة التحقيق أثناء النسخ، حيث الإمام علاءالدين مغلطاي كان واسع الاطلاع، متنّوع الثقافة، متبحرا في سائرالعلوم النقلية والعقلية، والمطلع في كتابه يدرك تنوّع الكتب والمصادر التيأخذ"مغلطاي " منها شرحه هذا، كما يدرك سعة اطلاعه، حيثيحيط بالمسائل الأصولية من جميع جوانبها، بالرجوع إلى كتب اللغة،والحديث، والتفسير، علاوة على أمهات كتب الأصول، الأمر الذيجعل كتابه هذا موسوعة علمية لا يستغني عنها أي باحث.(2) وقد اعتمدنا في النسخ على مخطوطتين، الأولى: مخطوط دار الكتبالمصرية- مكونة من"155"لوحة، مقياس 18* 27 سم. وينتهيهذا المخطوط ب"باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة- وهذاالمخطوط برقم"2750"حديث. والمخطوط الثاني: هو مخطوط"حيدرآباد " بالهند- وفد بدأ بـ " باب تحت كلّ شعرة جنابة"إلى آخر الكتاب- ويقع تحت رقم"1200"حديث، أسطره"17"، مقاسه 40* 20سم.(3) بعد نسخ المخطوط، قسّمنا الكتاب إلى جمل وفقرات، وصحّحنا ما فيهمن اللغة؛ لكي يستطيع أن يستوعبها القارئ العادي.(4) قمنا بتخريج الآيات من المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم للشيخمحمد فؤاد عبد الباقي.(5) قمنا بتخريج الأحاديث من المعاجم والموسوعات المختلفة، والحكم علىالحديث بالصحة أو الضعف بتصحيح سند الحديث، ووضع حكم الشّيخالألباني كلّما أمكن ذلك.

(1/11)

(6) وقمنا بوضع مفردات اللغة التي تساعد القارئ على فهم الكتاب، وذكرالفوائد المشتملة عليها.وأخيرا.....أسأل اللّه العظيم، رب العرش العظيم، أن يجعل عملي هذا خالصالوجهه الكريم، وأن يرحمني يوم لا ينفع مال ولا بنون، إن أريد إلا الإصلاحما استطعت، وما توفيقي إلا بالله.***

(1/12)

صور المخطوط

(1/13)

لوحة الغلاف للجزء الثاني من المخطوطة الأولى

(1/14)

اللوحة الأولى من الجزء الرابع من المخطوطة الثانية

(1/15)

بسم اللّه الرحمن الرحيم (1)/وصلى (2) اللّه على سيدنا محمد (3) وآله (4) وصحبه وسلَّم، قال الإمامالعلامة أبو عبد الله بن ماجة رحمه اللّه تعالى:__________(1) قوله:"بسم الله الرحمن الرحيم"، اختلف العلماء في البسملة، هل هي آية من كلسورة افتتحت بها، أو هي آية مستقلة أنزلت للفصل بها بين السور، وللتبرك بالابتداء بها،والمختار القول الثاني.واتفقوا على أنها جزء آية من سورة النمل، وعلى تركها في أول سورة براءة؛ لأنها جعلت هيوالأنفال كسورة واحدة.وابتدأ بها المصنف لقوله:"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله فْهو أبتر"وفي رواية:"أجذم"، إتحاف (3/466) وكنز (2511) وتذكرة (80) .(2) قوله:"وصلى الله"، الصلاة في اللغة: الدعاء، قال تعالى:"وصل عليهم إن صلاتكسكن لهم"، وأصح ما قيل في صلاة الله على رسوله هو ما ذكره البخاري في صحيحه، عنأبي العالية قال:"صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة"، والمشهور أن الصلاة منالملائكة الاستغفار كما في الحديث الصحيح"والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مجلسهالذي فيه"يقولون: اللهم اغفر له اللهم ارحمه"، ومن الآدميين: التضرع والدعاء. (شرحالعقيدة الواسطية لهراس: ص/12) .(3) قوله:"محمد"، قيل لجده عبد المطلب لِتم سميته محمد وليس من أسماء أبائك ولاقومك؟ فقال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض، وقد حقق الله رجاءه، وإنما خصهبالذكر دون غيره من أسمائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لشهرته وذكره في القرآن أكثر من غيره. (حامدي على الكفراوي)(4) قوله:"وآله"، آل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الإمام الشافعي: أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلبلحديث مسلم في الصدقة:"إنها لا تحلَ لمحمد، ولا لآل محمد"، وقال في حديث رواهالطبراني:"إن لكم في الخمس ما يكفيكم، أو يغنيكم"وقد قسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخمس على بنيهاشم والمطلب تاركا أخويهم بني نوفل، وعبد شمس مع سؤالهم له. (تدريب الراوي: 1/60)

(1/17)

كتاب الطهارة1- باب ما جاء في مقدار الوضوءوالغسل من الجنابة- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي ريحانة، عنسفينة قال:"كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع"هذاحديث رواه مسلم (1) في صحيحه، وخرجه هو والدارمي في مسنده (2)بسماع إسماعيل بن أبي ريحانة. وفي بعض طرقه:"أو قال يطهره المد"،قال: وقد كان كبر وقال: أبي يحدثه، ولفظ العسكري:"كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَيغسله الصاع من الجنابة ويوضيه المد" (3) .وقال فيه أبو عيسى: حسن صحيح، وبنحوه قاله أبو علي الطوسي فيأحكامه، وفيه علة خفيت على من صححه، وهي الانقطاع المنافي للصحةفيما بين أبي ريحانة وسفينة. نص على ذلك أبو حاتم البستي، فإنه لما ذكرهفي الثقات تردد في سماعه من سفينة بعد وصفه إياه بالخطأ !وبنحوه ذكره الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل فإن محمد بن موسى لماسأله عنه قال: ما أعَلم إلا خيرا، قلت: سمع من سفينة! قال: ينبغي هو قديمسمع من ابن عمر، فهذا من أبي عبد الله ظن وحسبان لا قطع ببرهان ولاكل من سمع من شخص ينبغي له السّماع من قرينه، هذا الزهري سمع من__________(1، 2) صحيح. رواه مسلم في الحيض باب:"10"رقم"51"والترمذي (56، 609)وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي في (المياه باب:"14") وابن ماجة (ح/267،268، 269) وفي أحمد (6/121، 133) والبيهقي (1/194، 195) والطبراني (7/96)والقرطبي (5/214) ومعاني (2/50) وأصفهان (1/270) والدارمي (ح 688) وبلفظ:"كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ ويغتسل بالصاع".(3) بنحوه صحيح. رواه مسلم في (الحيض باب"10"رقم"52"وإتحاف (4/55) ومعاني(2/50) .قلت:"إلا أن السند المذكور أعله الشارح بالانقطاع".

(1/19)

جماعة من الصحابة، منهم ابن عمر، ولم يسمع من بعض التابعين، والحسنسمع من علي وأبي عثمان، ولم يسمع ممن توفى بعدهما بنحو من ثلاثين سنةواللّه أعلم، ورواه أبو القاسم في الأوسط من حديث مرجا بن رجاء بنريحانة ثم قال: ولم يروه عن مرجا إلا يعقوب بن إسحاق الحضرمي حديثأبو بكر بن شيبة عن يزيد بن هارون عن همام عن قتادة عن صفية بنت شيبةعن عائشة قالت:"كان رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع".هذا حديث إسناده صحيح متصل، وإلى هذا سار أبو عيسى، وفي كتابأبي داود: رواه أبان عن قتادة قال: سمعت صفية، يعني بذلك ما رواه أبوذكر البيهقي في السن الكبير/، ثنا أبو الحسن علي بن أحمد المقري، ناأحمد بن سليمان، نا جعفر وسالم، نا عفان، نا أبان به في سن الدارقطنيبنحو المد وبنحو الصاع، وقال في العلل، رواه عن قتادة: الدستوائي وابنعروة وعمران القطان والجماعة وابن الزبير، وقيل عن شعبة كلّهم عن قتادةعن شعبة، وقال عمرو بن عامر: عن قتادة عن ابن المسيب عن عائشة، وقالحماد بن سلمة: عن قتادة عن معاذة عن عائشة، وقال شيبان: عن قتادة عنالحسن عن أمه عن عائشة، وأصحها قول من قال قتادة عن صفية، ورواه أبوحصين وإبراهيم بن المهاجر عن صفية، قال: وهو غريب بهذا الإِسناد.ورواه أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب التمييز بإسناد صحيح عن محمدابن عبيد، نا يحيى بن زكريا عن موسى بن عبد اللّه الجهني، وكان ثقة، قاللي مجاهد: بقدح حررته ثمانية أرطال، وقال: أخبرتني عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَكان يغتسل بمثل هذا في مسند أحمد بن منيع البغوي حررته ثمانية أو تسعةأو عشرة أرطال، وفي هذا الحديث بيان لصحة سماع مجاهد من عائشة،وسيأتي بيان ذلك بعد إن شاء اللّه تعالى في قول الدارقطني: وقال حماد عنقتادة عن معاذة عن عائشة نظرا لما قال. رواه الكيني في سننه عن أبي عمر ثناحماد عن قتادة عن صفية أو معاذة- شَك حماد- عن عائشة فهذا كما ترى3- حماد لم ينقل عن واحدة منهما خبرا ما واللّه أعلم. حدثنا هشام بن عمار،نا الربيع ابن بدر، نا ابن الزبير بن جابر أن رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"كان يتوضأ

(1/20)

بالمد ويغتسل بالصاع"هذا حديث في إسناده علّتان، الأولى: ضعف الربيع (1)ابن بدر الملقب عليلة، فإن أبا إسحاق الجوزجاني وهاه، وقال أبو حاتم الرازي:ذاهب الحديث، وقال النسائي والأزدي والدارقطني، متروك الحديث، وقالالبستي: كان يقلب الأسانيد ويروى عن الثقات المعلومات، وعن الضعفاءالموضوعات، وقال أبو داود: لا يكتب حديثه، وقال يعقوب بن سفيانالفسوي في تاريخه الكبير: لا يُكتب حديثه، وقال في موضع آخر: ضعيفمتروك، وقال البخاري في الأوسط: مخالف، وذكره الساجي والعقيليوالبلخي وأبو أحمد بن عدي وأبو العرب القيرواني وأبو إسحاق الحربي/فيالضعفاء، الثانية: الاختلاف في سماع محمد' بن مسلم بن بدر بن أبي الزبيرعن جابر، حتى قال أبو الحسن القطان وغيره: كما لم يصرح فيه بالسماع،ولم يكن من رواية الليث عنه منقطع، ورواه أبو القاسم في الأوسط منحديث الربيع بن صباح عن أبي الزبير وقال: لم يروه عن الربيع إلا الوليد بنمسلم. تفرد به محمد بن أبي التبري، ومن حديث أبي جَص محمد بنعلي بن الحسين عن جابر بمثله، وقال: لم يروه عن شعبة- يعني عن مخول بنراشد- عن جعفر عنه إّلا سعد بن عامر الضبعي: ولفظه عن جابر في المعجمالكبير:"يجزئ من الغسل صاع ومن الوضوء مد" (2) وأرسله ابن أبي شيبةفي المصنف. رواه عن عبد الرحمن بن سليمان عن الحجاج عن أبي جعفر به،وقد وقع لنا هذا الحديث من طرق صحيحة سوى ما أسلفناه، ذكرها أبوعبد اللّه في مستدركه عن أبي بكر بن إسحاق، نا محمد بن عبد اللّهالحضرمي، نا هارون بن إسحاق، نا محمد بن فضيل عن حُصَير عن سالم عنسالم بن أبي الجعد عن جابر وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه__________(1) الربيع بن بَدر عُلَيلَة السعدي، عن ثابت. قال الدارقطني وغيره :"متروك". وضعْفه أبوداود. روى له الترمذي وابن ماجة.( المغني في الضعفاء: 1/227/2087) .(2) مرسل. رواه ابن أبي شيبة في"مصنفه" (1/65) وابن خزيمة في"صحيحه" (117)وأحمد في"المسند" (3/370) . والبيهقي في"الكبرى" (1/195) .

(1/21)

بهذا اللفظ، ولما ذكره أبو داود في سننه من حديث أحمد نا هشيم نايزيد بن أبي زياد عن سالم به، ضعفه أبو محمد المنذري يزيد بقوله: لا يحتجبه، وفيه نظر في موضعين، الأول: اضطرابه في يزيد؛ فتارة يحسن حديثا هوفيه، وتارة يضعفه كما فعل هذا، وتارة يسكت عنه موهما صحته، وسنبيّنه،إن شاء اللّه تعالى- في أليق المواضع به، وليس لقائل أن يقول فعله ذلك لمايقصده من متابع أو شاهد أو عدمهما، لما أسلفناه من متابعة الربيعين وابنالحسن وحصين، الثاني: محمد بن فضيل الثقة العدل رواه عن يزيد وحصنعن سالم فسلم الحديث من طعن إن كان في يزيد. ذكر ذلك أبو بكرالبيهقي عن الحاكم، نا أبو العباس، نا أحمد بن عبد الجبار نا بن فضيل به،وعلى البيهقي في هذا الإسناد استدراك ؛ لأجل ضعف أحمد بن عبد الجباروعدوله عن حديث الحاكم المذكور إلى هذا، ورويناه في كتاب الحافظ أبيبكر بن خزيمة عن هارون بن إسحاق الهمداني في كتابه، نا ابن فضيل عنهما/يذكره حدثنا محمد بن الصباح وعباد بن الوليد قالا: حدثنا بكر بن يحيى بنزيان، نا حبان بن علي عن يزيد بن أبي زياد عن عبد اللّه بن محمد بنعقيل بن أبي طالب عن أبيه عن جدّه قال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يجزي منالوضوء مد ومن الغسل صاع، فقال رجل: لا يجزينا فقال: من كان يجزئمن هو خير منك وأكثر شعرا، يعني النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبهوسلم" (1) هذا حديث في إسناده ضعفان. الأول: حبان (2) بن علي العنزي بنعلي الكوفي- رحمه اللّه وغفر له- روى عن التابعين، قال فيه حجر بن عبدالجبار: ما رأى فقيها بالكوفة أفضل منه، وقال يحيى بن معين: صدوق، وفي__________(1) ضعيف الإسناد. رواه ابن ماجه: (ح/270) . وفي الزوائد: إسناده ضعيف لضعفحبان بن يزيد. قلت: ولكن الحديث له طرق صحيحة. صححها الشيخ الألباني في صحيحابن ماجة.(2) حبان بن علي العَنزِي، عن التابعين، ضعفه النسائي وجماعة، ولم يترك. وقال ابنحجر: ضعيف من الثامنة ، وكان له فقه وفضل. روى له ابن ماجة) المغني في الضعفاءللذهبي: 1/145/1277) .

(1/22)

رواية: ليس حديثه بشيء، وقال ابن نميرة: في حديثه وحديث أخيه مندلبعض الغلط، وقال أبو زرعة: ليّن، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتجبه، وسئل عنه ابن المديني فضعفه، وقال الدارقطني: متروك رموه، قال،ضعيف ويخرج حديثه، وقال أبو الحسان الزيادي توفى سنة اثنتين وسبعينومائة، ويقال سنة إحدى فإن مولده سنة إحدى عشرة، وقال البخاري: ليسهو عندهم بالقوي: وقال النسائي : ضعيف، وكذلك قاله ابن سعيد، وقالالعجلي: صدوق، وقال الخطيب: كان رجلا صالحا دينا، وقال أبو داود: لاأحدّث عنه، وقال المرزباني قال حبان لأخيه مندل وكان يسمى عمرا:عجبا يا عمرو من غفلتنا ... والمنايا مقبلات عنفاقاصدات نحونا مسرعة ... تتخللن إلينا الطرقاوإذا أذكر فقدان أخي ... أتقلب في فراشي أرقاوأخي ابن أخ مثل أخي ... قد جرى في كل خير سبقاوقال ابن قانع: ضعيف، وبنحوه قاله ابن طاهرٍ .الثاني: يزيد (1) بن أبي زياد، وقد اختلف فيه فأمّا البخاري في الأوسطفإنه قال: ابن زياد أو ابن أبي زياد عن الزهري منكر الحديث، وتتبع ذلكعليه أبو محمد بن أبي حاتم فقال: قال أبو زرعة: إنّما هو يزيد بن أبي زياد،وسمعت أبي يقول كما قال انتهى. فعلى ما أسلفناه في التاريخ الأوسط لاوهم عليه،/وكذا فرّق النسائي بين ابن زياد وابن أبي زياد وقال في ابن زياد:متروك الحديث، وقال الآجري: سألت أبا داود عن ابن أبي زياد فقال: ثبت لاأعلم أحدا يترك حديثه وغيره أحب إليّ منه، وقال ابن سعد: كان ثقة فينفسه إلا أنّه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب، وقال ابن المديني وابنمعين: ضعيف الحديث لا نحتج به، وقال ابن المبارك: أرْمَ به، وقال أبو حاتمالرازي: ضعيف الحديث، كل أحاديثه موضوعة وباطلة، وقال ابن حبان: كان__________(1) يزيد بن أبي زياد، ويقال ابن زياد الشامي، عن الزهري. قال البخاري:"منكرالحديث". وقال النسائي:"متروك".( المغني في الضعفاء للذهبي: 2/749/7102) .

(1/23)

صدوفا إّلا انه لما كبر ساء حفظه وتغيّر، وكان يلقّن ما لقن فوقعت المناكير فيحديثه فسماع من سمع منه قبل التغيّر صحيح، وبنحوه ذكره الساجي، وذكرابن الجوزي يزيد بن زياد ويقال ابن أبي زياد ويقال أبو زياد اسمه، واسم ابنه:ميسرة في ترجمة واحدة وبنحوه ذكره ابن سرور المقدسي وذكر أنّ مسلماروى له وقال ابن نمير: ليس بشيء، وقال الترمذي: ضعيف في الحديث،الثالث: عبد الله (1) بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أبو محمد الهاشميالمدني سمع جماعة من الصحابة، كان أحمد بن حنبل وإسحاق يحتجانبحديثه، ولكن ليس بالمتين عنهما. قاله الحاكم، وقال ابن سعد: منكرالحديث لا يحتج بحديثه، وكان كثبر العلم، ومات سنة خمس وأربعين ومائة.وقال أبو معمر: كان ابن عيينة (2) لا يحمد حفظه، وقال ابن معين: ليسبذاك، وفي رواية: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليّن الحديث ليس ممن يحتج بحديثهونكتب حديثه، وهو أحب إلينا من تمام بن نجيج، وسئل عنه أبو زرعة فقال:يختلف عليه في الأسانيد، وقال العجلي: جائز الحديث، وقال الترمذي:صدوق لكن تكلّم فيه بعضهم من قبل حفظه، وقال الفسوي: صدوق وفيحديثه ضعف، وقال ابن عدي: نكتب حديثه وقال ابن حبان: كان رديءالحفظ يحدث على التوّهم فيجئ بالخبر على غير سننه فوجب مجانبة أخباره،وأما الحاكم فإنه صحّح حديثه في مستدركه، وذكره أبو عبد اللّه البرقي فيكتاب الطبقات، في باب من ينسب إلى الضعف ممن يُكتب حديثه، وروى لناعن القطان أنه قال: عاصم عندي/نحو ابن عقيل في الضعف، الرابع: أبوعبد اللّه بن محمد عقيل وهو مجهول لا يُعرف حاله، ولا نعرف بأي من__________(1) عبد الله بن محمد بن عقيل، ابن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد، المدني، أمه زينببنتُ عَلي، صدوق، في حديثه لين، ويقال تغبر بآخره ، من الرابعة، مات بعد الأربعين.روى له البخاري وا بو داود والترمذي وابن ماجة.( تقريب: 1/447/607) .(2) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، أبو محمد الكوفي الأعور. أحد أئمةالإسلام. قال ابن المديني: ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن عيينة. وقال الشافعي: لولاماَلك وسفيان لذهب علم الحجاز. مات بمكة أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة.) طبقات الحفاظ: ص/119) .

(1/24)

روايته عن أبيه ورواية ابنه عنه واللّه أعلم، ومع هذا فباعتبار مجموعالأحاديث المتقدّمة يكون حسنا؛ لما أسلفناه من الاختلاف في حال إسناده،وفيه زيادة على ما قاله الترمذي: أنّ حديث سفينة في الباب المتقدّم عن عائشةوجابر وأنس بن مالك، وأغفل أيضَا حديث أم سلمة من رواية الحسن عن أمهعنها. ذكره الطبراني في الأوسط، وقال: لم يروه عن أشعث بن عبد المالك-يعني عن الحسن- إلا سيف بن محمد. تفرد به جمهور بن منصور،وحديث أنس عند البخاري:"يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمدّ"وحديث ابن عباس من عنده أيضا مرفوعا:"يجزئ في الوضوء مد وفيالغسل صاع" (1) .وقال: لم يروه غير حصين عن عكرمة عنه إلا عبد العزيز بن عبد الرحمنالباسلي. تفرّد به، وذكره أبو الحسن الدارقطني في كتابه الأفراد من حديثإسرائيل عن مسلم الأعور عن مجاهد وإسناده عالي. تفرّد إسرائيل به،وحديث أبي عمارة عن أبي داود"يرفعه قدر ثلثي المد" وإسناده صحيح،وحديث زينب بنت أبي سلمة سمعناه. ذكره القشيري، وحديث أبي أمامة.ذكره الطبراني في المعجم الكبير وابن عدي في الكامل من حديث الصلت بندينار عن شهر بن حوشب، وضعفه بهما، وخرجه ابن أبي سعيد مرفوعَا منمسند ابن أبي أسامة من حديث عطية عنه، وكان الشافعي وأحمد يقولان:ليس معنى هذا الحديث على الترتيب أنه لا يجوز أكثر منه ولا أقل منه؛ بلهو قدر ما يكفي، واللّه أعلم:"لا يقبل اللّه صلاة بغير طهور" (2) نامحمد بن بشار، نا يحيى بن سعيد، نا محمد بن جعفر ح، ونا بكر بن خلفأبو بشر ختر المقري، نا يزيد بن بريع بالراء، نا شعبة عن قتادة عن أبي المليح بنأسامة عن ابنه أسامة عن عمير الهذلي قال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يقبل اللّه__________(1) ضعيف. وتقدم روايته عند ابن ماجة (ح/270) .(2) حسن. رواه أبو داود (ح/59) والنسائي في (الطهارة، باب"103"وفي الزكاة باب489" (وللترمذي (ح/1) وقال: هذا حديث حسن. وأحمد في"المسند" (2/20، 39،51، 57، 53) والدارمي (1/175) . وحسنه الشيخ الألباني.( الإِرواء: 1/267) .

(1/25)

صلاة من غير طهور، ولا يقبل صدقة من غلول"نا أبو بكر بن أبي شيبة، ناعبيد بن سعيد وسرابة بن سوار عن شعبة نحوه في مسند أبي داود الطيالسي،ثنا/شعبة عن قتادة قال أبا المليح يحدث عن أبيه فذكره. هذا حديث صحيحخرجه ابن حبان (1) في كتابه من جهة قتادة، وقال البغوي فيما رويناه عنهفي شرح السنة: هذا حديث صحيح ألزم الدارقطني الشيخين إخراجه، وخرّجهالإسفرايني في صحيحه في كتاب البيهقي أن اللّه لا يقبل. وأبو المليح اسمه:عامر بن أسامة بن عمير بن عباس بن أقيش، واسمه عمِر خرجا حديثه فيصحيحيهما، قال ابن شعبة: توفى سنة ثنتي عشرة ومائة، وقال الفلاس: توفىسنة ثمان وتسعين. ذكر مسلم في كتاب الوحدات والعسكري والطبري فيالمزيل: أنه لم يرد عن أبيه غيره، وكذلك قال ابن بنت منيع في معاوية وابنعبد البر، نا على بن محمد، نا وكيع، نا إسرائيل عن سماك ح، وحدّثنامحمد بن يحيى، نا وهب بن جرير، نا شعبة عن سماك بن جرير عنمصعب بن سعد عن ابن عمر قال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا يقبل اللّه صلاة إلابطهور، ولا صدقة من غلول" في كتاب مسلم عن سماك عن مصعب: دخلابن عمر على ابن عباس- يعني عبد اللّه- يعوده وهو مريض فقال: ألا تدعوالله لي يا ابن عمر فقال لي: سمعت النبي- عليه السلام- يقول: فذكره،وفي آخره وكنت على البصرة، وفي صحيح ابن خزيمة عنه: فجعلوا يبنون عليهوابن عمر ساكت، فقال: أما إني لست باعثهم لك ولكن النبي- عليهالسلام- قال: فذكره، ولما ذكره الترمذي قال: هذا الحديث أصح شيء فيهذا الباب وأحسن شيء ذكره أبو القاسم، في الأوسط من حديث مندل عنعبد الله بن عمر عن نافع عنه بلفظ: " لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاةلمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، وإنما موضع الصلاة من الدينكموضع الدائر من الحد " (2) لم يروه عن ابن عمر إّلا مندل، ولا عن مندل__________(1) صحيح. رواه ابن حبان: (ح/145) .(2) حسن. رواه أحمد في"سنده" (3/135، 154، 210، 251) والطبراني في"الكبير"(8/230، 10/280) وابن أبي شيبة في"المصنف" (11/11) والمجمع (1/292) وعزاهإلى الطبراني في"الأوسط"و"الصغير"من حديث ابن عمر، وقال: تفرد به الحسين بن

(1/26)

إّلا حسن أبو زهير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أني حبيب عن سنان بنسعد عن أنس بن مالك سمعت رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:"لا يقبل اللّه/صلاةبغير طهور، ولا صدقة من غلول"وهذا حديث أخرجه أبو عوانة (1) فيصحيحه، من حديث سهل بن أبي سهل واسمه، زنجلة، روى عنه جماعة،وقال أبو حاتم: صدوق وأبو زهير بن عبد الرحمن بن مغر بن الحرث بنعبد الله بن وهب الكوفي قاضي الأردن، سئل عنه وكيع فقال: طلب الحديثقبلنا وبعدنا. وكان أبو خالد الأحمر يحسن إلينا عليه، وقال أبو زرعة:صدوق، وتكلّم ابن المديني في روايته عن الأعمش وسنان بن سعد لما ذكرهابن حبان في كتاب الثقات قال: حدّث عنه المصريون وهم يختلفون فيه،فيقولون سنان بن سعد وسعد بن سنان، وأرجو أن يكون سنان بن سعد، وقداعتبرت حديثه فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات ماروى عن سعد بن سنان فيه المناكير، فكأنهما- واللّه أعلم- اثنان، وصححالبخاري قول من قال سنان وكذلك ابن يونس وسئل عنه ابن معين فقال:ثقة، وكذلك قاله الدارقطني. قال النسائي في كتاب التمييز: ضعيف وبنحوهقال الإِمام أحمد.وقال أبو داود: قلت لأحمد بن صالح: سنان بن سعد سمع أنسا! فغضبمن إجلاله له، وقال العجلي: سعد بن سنان مصري تابعي ثقة نا محمد بنعقيل نا الخليل بن زكريا، نا هشام بن حسان عن الحسن عن أبي بكرة، ناقال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لا يقبل اللّه صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"هذا حديث قال ابن عدي: رواه الخليل بن زكريا عن هشام عن الحسن، ورواهعن الحسن أيضا المنهال بن حسن وبه يعرف، والخليل أضعف من منهال،وذكره في باب محمد بن عبد العزيز الزبيري عن منهال وقال: هذا بهذاالإِسناد باطل فذكر محمد عن منهال، ورواه الخليل، والمنهال خير من الخليل،__________الحكم الجبري. والتمهيد (9/255) وشرح السنة (1/75) والمشكاة (35) والكنز(5501) والحلية (3/220) وابن عدي في"الكامل" (3/1112، 6/2221) والخفاء(2/485) . قلت: وللحديث طرق وشواهد أخرى يرتقى بها تفرد الهيثمي إلى درجة الحسن.(1) صحيح. رواه أبو عوانة (1/236) . وللحديث متابعات صحيحة بنحوه.

(1/27)

ولما ذكره أبو نعيم في كتابه فقال: هذا حديث مشهور (1) لا يعرف الأمرحديث ابن عقيل بهذا اللفظ من حديث علي. انتهى.وهو معلَل بأشياء منها: محمد بن عقيل، وإن كان الحاكم قال فيه: هومن الثقات مات سنة سبع وخمسين ومائتين، فقد ذكر أنه أنكر عليه حديثان،والخليل وإن قال فيه جعفر/الصائغ (2) : كان ثقة مأمونا، فقد كذبه القاسم بنزكريا: وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير، وقال العقيلي: يحدثبالبواطيل، وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث، وسماع الحسن بن أبيبكرة مختلف فيه، فمن أنكره أبو الحسن الدارقطني قال: هو عن أبي بكرةمرسل لم يسمع منه، ذكره في سؤالات الحاكم له، وفي صحيح البخاري فيكتاب الفتن، قال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: فذكر حديثا وفيكتاب الصلح أيضا قال: سمعت أبا بكرة يقول: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:"إن ابني هذا سيد وسيصلح اللَه به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" (3) قالأبو عبد اللَه: قال ابن المديني: إنما يثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذاالحديث، وفي كتاب ابن بطال: وزعم الداودي أنّ راوي هذا عن أبي بكرة__________(1) الحديث المشهور: ما رواه ثلاثة فأكثر ولم يبلغ حد التواتر، مثاله. قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"المسلم من سلمالمسلمون من لسانه ودمه". صحيح متفق عليه. رواه البخاري (1/9، 8/127) ومسلم في الإِيمان (ح/65) والترمذي (ح/2627) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود (ح/2481) والنسائي (8/105) وأحمد في"المسند" (2/163، 192، 195، 203، 205، 209) والدارمي (2/300) والبيهقي في"الكبرى" (10/187) والحاكم في"المستدرك" (1/10، 3/517) وابن حبان فيصحيحه (26) والطبراني (1/356، 18/309، 19/176) والحميدي (595) والمشكاة (6/33) والبغوي (1/27) وللترغيب (3/522) والمغني عن حمل الأسفار للعراقي (2/191) والحلية لأني نْعيم(4/333) والخطيب في"تاريخه" (5/139، 11/416) .(2) جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، أبو محمد البغدادي، ثقة، عارف بالحديث، منالحادية عشرة، مات في آخر سنة تسع وسبعين، وله تسعون سنة. روى له أبو داود.أتقريب: 1/96/132) .(3) صحيح. رواه البخاري"تعليقا"في: الصلح، باب"9"، وأبو داود (ح/4662) والترمذي (ح/3773) والنسائي في (الجمعة، باب"26") والجوامع (6058) وابن عساكرفي"التاريخ" (4/226) وأذكار النووي (321) والنبوة للبيهقي (6/442) والمشكاة (5/617) والقرطبي في"تفسيره" (4/77، 104، 7/32) وشرح السنة للبغوي (14/136) .

(1/28)

إنما هو الحسن بن علي ابن أبي طالب- رضى الله عنهم- وفي كتابالمراسيل لابن أبي حاتم: عن بهز سمع الحسن من أبي بكرة شيئا قال: لا، قالالباجي في إسناد رجال البخاري: أخرج البخاري حديثا فيه، قال الحسن:سمعت أبا بكرة فأولّه الدارقطني وغيره من الحفاظ على أنه الحسن بن علي؛لأن الحسن البصري عندهم لم يسمع من أبي بكرة، ولما ذكره الحاكم فيالتاريخ رواه عن محمد بن علي بن عمر بن محمد بن عقيل، نا الخليل به،وزاد بعد قوله:"ولا صدقة من غلول، وابدأ بمن تعول"وفيه ردّ لما قالهالترمذي وزيادة علَّته وكذا حديث عمران بن حصين قال: قال عليه الصلاةوالسلام:"لا يقبل اللّه صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول"رواهالحاكم في تاريخ بلده عن أبي الفضل محمد بن أحمد القاضي، نا أبو سعيدعبد الرحمن بن الحسين، نا أحمد بن عبيد اللّه، نا زيد بن حباب عن شعبةعن قتادة عن أبي البرار عنه، وحدّث علي نحوه، ذكره ابن أبي عروة فيمسنده، وحديث أبي هريرة الذي أشار إليه، ذكره الحافظ أبو بكر بن حزم-رحمه اللّه تعالى- فيما رويناه عنه في صحيحه فقال: نا ابن عمار الحسين بنحريث، نا عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير وهو زيد- عن الوليد- وهوابن رباح- عن أبي هريرة، فذكره، ولما ذكر ابن عدي هذا الحديث من جهةابن سلمة وابن سيرين قال: لا أعلم مربعه إلَّا/غسّان بن عبيد الموصلي،ورواه عثمان بن أبي حنيفة مرفوعا، وغيرهما أوقفه، وهذا بهذا الإِسناد باطل.انتهى. وما أسلفناه من عند ابن حرمة يرد قوله، ولما ذكره الطبراني فيالأوسط قال: لم يروه عن الأعمش يعني عن أبي مسافع عنه إلا أبو مريم وابنفضل وابن عاصم، وأغفل أيضا حديث جابر بن عبد اللّه، ذكره الطبراني فيالمعجم الأوسط من حديث سليمان بن قدم عن أبي يحيى القتات عن مجاهدعنه مرفوعا، نا المصري الصالح موسى الحنفي الكردي- رحمه الله- أبو نصرنا زنجويه نا محمد بن أسلم، نا يعلي بن عبيد، نا يحيى بن عبيد اللّه عن أبيهعن أبي هريرة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لا يقبل اللّه صلاة بغير طهور، ولاصدقة من غلول"ورواه ابن المنذر في كتاب الإقناع عن الربيع أنبأ ابنوهب، أخبرني سليمان بن بلال، أخبرني ابن عبد اللَه بن عمير عنه وحدّثه أبو

(1/29)

عوانة في صحيحه، وحديث أبي سعيد الخدري مرفوعَا:"لا يقبل اللّه صدقةمن غلول، ولا صلاة بغير طهور"ورواه الأسفرايني في صحيحه وأبو القاسمفي الأوسط من حديث مكحول عن رجاء بن حيوة عنه وقال: لم يروه عنمكحول إلا محمد بن سليمان بن أني داود، تفرد به محمد بن عبيد اللّه بنيزيد القردواني عن أبيه، ورواه ابن أبي أسد في مسنده عن محمد بن فضيلعن أبي سُفيان السعدي عن أبي نضرة عنه ولفظه:"مفتاح الصلاة الطهور،وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم" (1) ، وفي كل ركعتين تسليمة، ولا صلاةلكل من لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة في الفريضة وغيرها، وحديثأبي بكر الصديق، قال عليه السلام:"لا يقبل اللّه صدقة من غلول، ولاصلاة بغير طهور، وابدأ بمن تعول"ذكره أبو عوانة في صحيحه، وحديثعبد الله بن عباس ذكره أيضا من حديث نافع مولى يوسف السلمي عن عطاءبن عباس يرفعه، وقال: لم يروه عن عطاء غير نافع، ولا عن نافع إّلا سعيد أنّابن يحيى تفرد به سليمان بن عبد الرحمن ولا يروى عن ابن عباس إّلا بهذاالإِسناد. انتهى كلامه، وفيه نظر لما ذكره الحاكم في تاريخ بلده أبو بكرالجوزي، نا إبراهيم بن محمد بن يزيد السكري، نا عبد العزيز بن زينبالمروذي، نا إسحاق بن عبد الله بن أبان عن عكرمة فذكره، ولما ذكره ابنأبي شيبة أيضا في مصنفه في ابن خالد الأحمر عن ابن كرب عن أبيه عنابن عباس/مرفوعا، وحديث الزبير بن العوام عنده أيضا وقال: لم يروه عنالليث بن سعد، يعني عن هشام عن أبيه عن الزبير إلا أبو قتادة الحراني ولايروى عن الزبير إلا بهذا الإِسناد، وقال القزاز: سمى بذلك لأن الرجل كانإذا أخذ منه شيئَا ستره في متاعه، فقيل للخائن: غال ومغل من هذا يعنيقوله على الماء والسيل: يغل غللا وغلولا إذا جرى من الشجر، وغللت الشيء__________(1) صحيح. رواه أبو داود في (الطهارة، باب"31"، ح/61) والترمذي (ح/3، 238) وقال: هذاالحديث أصح شيء في هذا للباب وأحسن. والدارس (1/175) وابن أفط شيبة في"مصنفه" (1/229) الدارقطني في"السنن (1/359، 379) وعبد الرزاق في"مصنْفه" (2539) والمجمع (2/104) رابن عدي في"الكامل" (4/1448، 6/2405) والتمهيد (9/185) وإتحاف (2/303، 3/41) وتلخيص (1/216) . وصححه الشيخ الألباني. (الإرواء: 2/9) .

(1/30)

أغلّه غلا: سترته، والطهور بالفتح: الماء الذي يتطهر به، وبالضم: الفعل، وقالسيبويه: بالفتح يقع على الماء والمصدر معَا، وقال الخليل: الفتح في الفعل والماءولم يعرف الضم وحكى الضم فيهما جميعَا مفتاح الصلاة الطهور أنبأ على بنمحمد، نا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بنالحنفية عن أبيه- رضى اللّه عنه- قال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مفتاح الصلاةالطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"هذا حديث خرجه الترمذي منحديث سفيان عن ابن عقيل وقال: هذا الحديث أصح شيء في هذا البابوأحسن، وابن عقيل صدوق، وقد تكلّم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه.انتهى. وقد تقدّم الكلام في ابن عقيل قبل وذكر حديثه هذا الحافظ ضياءالدين المقدسي في الأحاديث المختارة من حديث وكيع عن سفيان عنه وخرّجهالإِمام أحمد بن حنبل في مسنده عن وكيع وشرطه معروف، وقال ابن العربيفي الأجودي: إسناد أبي داود أصح من مسند الترمذي ولا وجه لما قاله؛ لأنمداره على ابن عقيل، وقد جاء التكبير في غير ما حديث عن أبي هريرة فيالصحيحين:"كان النبي- عليه السلام- إذا أقام إلى الصلاة يكبر حينيقوم" (1) وفي حديث المسيء صلاته:"إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوءثم استقبل القبلة فكبر" (2) وحديث عمران بن حصين وابن عباس، وكلهم فيالصحيح، وابن عمر عند الفسوي وابن مسعود، صححه الترمذي، والتسليمكذلك. رواه ابن مسعود وسعد بن أبي وقاص، وهما في الصحيح، وسهل بنسعد عند أحمد ووائل بن حجر وحذيفة وغيرهم، وسيأتي الكلام على ذلك__________(1) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (1/200) ومسلم في (الصلاة باب"10"رقم "28،29") والنسائي (2/233) وأحمد في"المسند" (4/45) والبيهقي في"الكبرى" (2/67 ، 93 ، 127) وإتحاف (5/94) وشرح السنة (3/91) وصححه الشيخ الألباني.(2) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري (8/69، 169) ومسلم في (الصلاة، ح/45،46) وابن ماجة (ح/447، 1060) والبيهقي في"الكبرى" (2/15، 126، 372، 373) وابن خزيمة في"صحيحه" (454) وشرح السنة (3/3) والمشكاة (790) والترغيب (1/340) وتلخيص (1/218) وابن أبي شيبة في"مصنفه" (1/288) . وصححه الشيخالألباني. (الإِرواء: 1/321) .

(1/31)

في موضعه- إن شاء الله تعالى- ولفظ أبي نعيم في تاريخ أصبهان"مفتاحالصلاة الوضوء" (1) ثنا سويد بن سعيد، ثنا علي بن مسهر/عن أبي سفيان بنسعيد طريف السعدي ح ونا أبو كريب، نا أبو معاوية عن أبي سفيان السعديعن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"مفتاح الصلاةالطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم". وخرجه الترمذي بزيادة:"ولاصلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة في فريضة (2) أو غيرها"هذا حديث رواهبحشل في تاريخ واسط عن محمد بن حسان البرجلاني، نا محمد بن يزيد،نا أبو شيبة إيراهيم بن عثمان بن أبي سفيان ولفظه:"مفتاح الصلاة الوضوء،وتحريمها التكبير، وأدائها التسليم""ولا يجزى صلاة لا يقرأ فيها بأمالقرآن" (3) وبغيرها من القرآن، وإذا ركع فليضع يده على ركبتيه وليسظهره، ولا يذبح بذبيح الحمار، وحديث علي أجود إسنادا وأصح منحديث أبي سعيد، وخالف ذلك الحاكم لما ذكره من جهة الثوري عن أبيسفيان عن أبي نضرة به، هذا حديث صحيح الإِسناد على شرط مسلم ولميخرجاه عن أبي سفيان عن أبي نضرة كبرة فقد رواه أبو حنيفة وحمزةالزيات وأبو مالك النخعي، وأشهر إسنادا فيه حديث ابن عقيل. انتهى. وفيماقاله نظر، وذلك أن أبا طريف لم يخرج مسلم له شيئا، وسيأتي الكلام علىضعفه، ورواه البزار في مسنده عن علي بن المنذر، نا محمد بن فضيل أبوسفيان أنه زاد في كل ركعة قراءة بفاتحة الكتاب وسورة، قال: وهذا الكلاملا نعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا أبو سعيد بهذا الإِسناد، وإن كان همّام قد__________(1) حسن. رواه الترمذي (ح/4) وأحمد في "المستدرك" (1/129) والبيهقي في "الكبرى" (2/180، 380) وابن عدي في"الكامل" (2/783، 784) والحاكم في"المستدرك" (1/132) وصححه. وشفع (193) وأصفهان لأني نعيم (176، 275) والعقيلي (2/137) .(2) حسن. رواه الترمذي (ح/238) ونصب الراية (1/363) .(3) صحيح متفق عليه. رواه البخاري (1/192) ومسلم في (الصلاة باب"11 دارقم 34،36) وأبو داود في (الاستفتاح باب"22") والترمذي (ح/247، 311) وصححه. وأحمدفي"المسند" (5/322) والبيهقي في الكبرى" (2/374) والدارقطني في"سننه" (1/322) وعبد الرزاق في"مصنفه" (2623) ونصب الراية (1/338) والكنز (19664) وأبوعوانة في"صحيحه" (2/124، 125) .

(1/32)

روى عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي عليه الصلاة والسلام:"أمر أن يقرأ في الصلاة بفاتحة الكتاب وما تيسر" (1) .فحديث همام يؤيّد حديث أبي سفيان وإن كان بغير لفظه. انتهى. وخرّجهالدارقطني (2) بلفظ:"مفتاح الصلاة الوضوء"، أبو سفيان اسمه طريف بنشهاب الأشبل، وقال البخاري: كان عطارديا، وقال أيضا أبو معاوية طريفبن سعد ويقال: طريف بن سفيان، وجمع أبو عمر بين السعدي والعطاردي،وهو الصحيح؛ لأن عطارد وهو من عواد بن كعب بن سور بن زيد مناه بنتميم، وقال: أجمعوا على أنّه ضعيف الحديث. انتهى. أبو إسحاق الحربي يفهممن كلامه غير ما قاله أبو عمرو ذلك أنه لما/ذكره في كتاب العلل قال: ليسهو أوثق الناس، وتقدّم تصحيح الحاكم حديثه، وقال ابن عدي: أسانيدهمستقيمة، وفي كتاب الدارقطني حديث عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد عنالنبي- عليه السلام- مثل حديث ابن عقيل، وإسناده لا بأس به، وذلك أنهرواه عن محمد بن عمر وابن البحيري، قال الخطيب: كان ثقة ثبتا عنأحمد بن الخليل، وقد وثّقه النسائي والحاكم محمد بن نعمان الضبيّ عنالواقدي ومحمد بن عمر، وقد أثنى عليه مالك ووثقه غيره من الأئمة، وسيأتيالكلام عليه مستوفي- إن شاء اللّه تعالى- عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبيصعصعة- وهو مذكور في كتاب الثقات- لابن حبان عن عباد بن تميم عنعمه عبد الله بن يزيد، ورواه البيهقي في كتاب السن الكبير عن أبي عبد اللّه__________(1) صحيح متفق عليه. رواه البخاري (1/192) ومسلم في (الصلاة، باب"11"رقم"34") وأبو داود (ح/822) والترمذي (ح/247، 311) وصححه. والنسائي (2/137،138) وأحمد في"المسند" (5/314) والبيهقي في"الكبرى" (2/38، 61، 164، 375) وابن أبي شيبة في"مصنفه" (1/360) والدارقطني في"سننه" (1/321، 322) وتغليق(1904) وا بو عوانة (2/124) والمشكل (822) وشرح السنة للبغوي (3/83) ونصب الراية(1/365) . وصححه الشيخ الألباني. (الإرواء: 2/10، 11) .(2) صحيح. رواه الدارقطني في"سننه" (1/359) والشافعي في"مسنده" (ح/34) وشرح السنة للبغوي (3/17) .

(1/33)

الحافظ، نا أبو بكر بن إسحاق، نا الحسن بن علي بن زياد، نا إبراهيم بنموسى الرازي، نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: نا شعبة عن حبيب ابن زيدعن عباد بن تميم، وقال أبو زرعة الرازي: يسند متابع لما تقدّم، ولما ذكره أبوالقاسم في الأوسط قال: تفرّد به الواقدي ولا يروى عن ابن زيد إّلا بهذاالإِسناد، حديث ابن عمارة أصح، يعني الحديث المذكور من عند أبي داودقبل واللّه أعلم، وخالف في ذلك الحافظ أبو بكر بن خزيمة؛ فرواه فيصحيحه عن أبي كريب، نا يحيى فذكره بلفظ أتى بثلثي مد فتوضأ فجعلبذلك ذراعه، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وفيهرد لما ذكره أبو عيسى من أن حديث علي أصح شيء في هذا الباب، لكنه ردّعليه أيضَا في قوله، وفي الباب عن علي وعائشة وكذا حديث جابر بنعبد اللّه المذكور عند أبو القاسم في الأوسط من حديث سلمان بن قرمز عنأبي يحيى القتات عن مجاهد عنه يرفعه:"ومفتاح الصلاة الوضوء "،وحديث ابن عباس مرفوعَا:"مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير،وتحليلها التسليم " المذكور عنده من حديث نافع مولى يوسف السلمي عنعطاء عنه، وقال: لم يروه عن عطاء إّلا نافع، ولا عن نافع إّلا سعد أن ابنيحيى تفرّد به سليمان بن عبد الرحمن، ولا يروى عن ابن عباس إلّا بهذاالإِسناد، وأما الصحابة فقد/روى عن جماعة منهم ذلك موقوفا، منهم ابنمسعود وابن عباس وإسناد حديثهما وعائشة، قال الطحاوي: ذهب قوم إلىأنّ الرجل إذا انصرف من صلاته بغير تسليم فصلاته باطلة، وخالفهم في ذلكآخرون، وافترقوا على قولن؛ فمنهم من قال: إذا قعد قدر التشهد فقد تمّتصلاته وإنْ لم يسلم، ومنهم من قال: إذا رفع رأسه من أخر سجدة منصلاته فقد تمت صلاته وإن لم يتشهّد ولم يسلم، فكان من الحجة للفريقينعلى أهل المقالة الأولى ما روى عن النبي- عليه السلام-: لا تحليلهاالتسليم ، إنما روى عن على وقد روى عنه من رأيه في مثل ذلك، ما يدلعلى أن معنى ذلك عنده على غير ما حمله عليه أهل المقالة الأولى وهو ما

(1/34)

رواه أبو عوانة عن الحكم عن عاصم عن علي قال:"إذا رفع رأسه من أخرسجدة فقد تمت صلاته".وقد روى عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الرحمن بن رافع وبكر بنسوادة عن ابن عمر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"إذا رفع رأسه من أخر السجود فقدمضت صلاته إذا هو أحدث" (1) وفي بعض ألفاظه:"إذا قضى الإِمامالصلاة فقعد فأحدث هو أو أحد ممن أتمّ معه الصلاة قبل أن يسلم الإِمام، فقدتمّت صلاته، فلا يعود فيها" (2) قال أبو جعفر: فهذا معناه غير معنى الحديثالأوّل، وقد روى بلفظ أخر:ا إذا رفع المصلي رأسه من آخر الصلاة وقضىتشهده ثم أحدث، فقد تمت صلاته فلا يعود" (3) واحتج الذين قالوا: لا تتمالصلاة حتى تقعد قدر التشهد، نا فهد، نا أبو نعيم وأبو غسان قالا: نا زهيرعن الحسن بن الحرجة ابن القاسم بن مخيمر قال: أخذ علقمة بيدي فحدّثنيأنَّ ابن مسعود أخذ بيده"أن رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بيده فعلّمه التشّهد" (4) وفال فيه: فإذا فعلت هذا أو قضيت هذا فقد تمت صلاتك، إنْ شئت أن تقمفقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد، وقد روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدل على أنَّ تركالتسليم غير مفسد للصلاة وهو أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"صلى الظهر خمسَا، فلما ختمثنى رجله فسجد سجدتن" (5) فهذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل في الصلاة أمه/من__________(1) المنحة: (468) .(2) حسن. رواه أبو داود (617) والبيهقي في"الكبير" (2/167) والدارقطني في"سننه(1/379) و"شرح السنة للبغوي (3/276) ونصب الراية (2/63) والكنز (19900) .(3) انظر: الحاشية رقم"1".(4) صحيح، متفق عليه. رواه البخاري في (الاستئذان، باب 27، 28) ومسلم في (الصلاة،ح 59. 60، 61) ورواه النسائي في (التطبيق، باب (100، 103، 104"، والسهو باب"42، 45" (وابن ماجة (ح/899) وأحمد في"المسند" (1/292، 394، 413، 414،422، 450، 459، 5/363) .(5) صحيح. رواه البخاري في (السهو باب"3" (والنسائي في (الإمامة، باب"17" (وابن ماجة (ح/1205) وأحمد في (المسند" (1/463، 2/499، 3/237، 4/59،

(1/35)

غيرها قبل السلام ولم ير ذلك مفسد للصلاة، ولو رأى ذلك منه مفسدا لهالأعادها لا عادها فلما لم يعدها، وقد خرج منها إلى الخامسة لا بتسليم؛ دَلَّذلك على أن السلام ليس من حلتها، ألا ترى أنّه لو كان جاء بالخامسة وقدبقى عليه مما قبلها سجدة كان ذلك مفسدا للأربع؛ لأنه خلطهن بما ليسمنهن، ولو كان السلام واجبَا كوجوب السجود لكان حكمه أيضا كذلك،ولكنّه بخلافه فهو سنّة. انتهى. وعليه فيه مآخذ، الأول، قوله: إنما روى عنعلي يريد انه لم يروه غيره وقد قدمنا حديثين منها غير روايته أحدهما صحيح،والثاني: ردّه المرفوع بالموقوف (1) الذي هو من رواية عاصم بن ضمرة وهومتكلّم فيه حتى قال ابن عدي: ينفرد عن علي بأحاديث باطلة لا تتابعه الرواةعليها والعلية منه، وقال ابن حسان: كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يرفع عنعلي قوله كثيرا، فلما فحش ذلك منه استحق الترك، وعلى تقدير صحته يكونالعمل بروايته لا برأيه هذا هو مذهب أكثر العلماء، الثالث: ابن أنعم وابنرافع ضعيفان، وحديث عبد الرحمن عن ابن عمرو منقطع (2) فيما ذكره ابنأبي حاتم مع ضعفه ونكارة حديثه فيما قاله البخاري، وبكر بن سوادة- وإنكان ثقة- فحديثه عن ابن عمرو لم أر أحدا صرح به ولا ذكر له رواية عنهفيما أعلم، والذي وصفه به ابن يونس: روى عن سهل بن سعد والتابعين،الرابع: حديث ابن مسعود:"فإذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك"وهي زيادةذكر الخطيب وغيره أنها مدرجة وليست من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.__________60، 288، 413، 5/112، 6/10) وابن أبي شيبة في"المصنف" (4/164) .(1) الحديث الموقوف: وهو المروي عن الصحابة قولا لهم أوْ فعلا أو نحوه مُتصلا كان أومنقطعا، ويستعمل في غيرهم مقيدا ، فيقال: وقفه فلان على الزهري ونحوه، وعند فقهاءخراسان تسمية الموقوف بالأثر، والمرفوع بالخبر، وعند المحدثين: كل هذا يُسمى أثرا. (تدريبالراوي: 1/184- 185) .(2) الحد المنقطع: ما حذف من أثناء سنده راويان وقد يراد به: كل ما لم يتصل سنده فيشمل الأقسامالأربعة كلها- منها المعضل، والمرسل، والمعلق-. (مصطلح الحديث لابن عثيمين: ص/14) .

(1/36)

المحافظة على الوضوءنا على بن محمد، نا وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبيالجعد عن ثوبان قال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"استقيموا ولا تحصوا، واعلموا أنخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" (1) . هذا حديثقال فيه أبو عبد اللّه النيسابوري لما خرّجه من حديث منصور عن سالم ومنحديث الأعمش عن سالم بلفظ:"واعلموا أن خير دينكم الصلاة "،صحيح على شرط الشيخين./ولم أعرف علة من العلل يُعَلَّل مثلها هذاالحديث، إلَّا وهم من وهم أبي بلال الأشعري؛ فإنه وهم فيه على أبي معاويةفيما حدثناه أبو بكر بن إسحاق الفقيه، نا الحسن بن بشار الخياط، نا أبو بلالالأشعري، نا أبو حازم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"استقيموا ولا تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يواظب علىالوضوء إّلا مؤمن". انتهى كلامه، وليس كما قال: فإن هذا حديث منقطع،والمنقطع ليس صحيحا، وممن صرح بذلك الإِمام أحمد قائله قال: سالم بن أبيالجعد لم يسمع من ثوبان، بينهما معدان بن أبي طلحة، وقال أبو حاتمالرازي: لم يدركه، وبنحوه قاله ابن حبان، وأما تحسين الترمذي حديثه عنثوبان يرفعه والذين يكنزون الذهب والفضة، فالكلام معه كالكلام معالحاكم، وقد وضع أيضا حديث ثوبان متصل سند صحيح، ذكره أبو حاتم بنحبّان في كتابه الصحيح فقال: نا أبو يعلي، نا شريح بن يونس وأبو خيثمةقالا: نا الوليد بن مسلم، نا ابن ثوبان، نا حسان بن عطية أن أبا البشرالسلولي حدّثه أنّه سمع ثوبان قال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"سددوا وقاربوا واعلموا__________(1) ضعيف الإسناد. رواه ابن ماجة (ح/277، 278) وأحمد في"المسند" (5/277،282) والدارمي (1/168) والبيهقي في"الكبرى" (1/82، 457) والحاكم في"المستدرك"(1/30) والموطأ (34) والطبراني (2/98، 7/28) وفي"الصغير" (1/11، 2/88) والمشكاة (292) وابن كثير (5/458) والخطيب في"تاريخه" (1/293) والمنحة (46) والترغيب (1/162، 557) وكشاف (95) والعقيلي (4/168) . فلت: ولكن الحديث قدصحح إسناده من قبل الشيخ الألباني.

(1/37)

أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" (1) قال أبوحاتم: خبر سالم عن ثوبان منقطع فلذلك كتباه، وفي مسند الطيالسي إشارةإلى حديث ابن حبان هذا، وأله لما ذكر خبر سالم قال: ويروى هذا الحديثعن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن ثابت عن حسان عن أبي كبشة عنثوبان عن النبي- عليه السلام- ورواه الدرامي عن يحيى بن بشر، نا الوليدفذكره، نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب، نا المعتمر بن سليمان عن ليث عنمجاهد عن عبد الله بن عمرو قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " استقيموا، ولن تحصوا،واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلامؤمن" (2) . هذا الإِسناد لا بأس به؛ لأن إسحاق هذا قال فيه أحمد: صدوق،وقال الدارقطني فيه: مأمون وتابعه على ذلك الحسين بن علي عند ابن أبيشيبة في مسنده عن زائدة عن ليث ومحمد بن أبي شيبة عند ابن طاهر فيكتاب صفة التصوف، وليث (3) ابن أبي سليمان حاله في الضعف مشهورة،ومع ذلك قال عبد الغني: خرّج حديثه الشيخان ومجاهد، فمنصوص علىسماعه من ابن عمرو، واللّه أعلم./ثنا محمد بن يحيى، نا ابن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، حدثنيإسحاق بن أسيد عن أبي حفص الدمشقي عن أبي أمامة يرفع الحديث قالصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"استقيموا، ونعما إذا استطعتم، وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظعلى الوضوء إلّا مؤمن " (4) . إسحاق بن أسيد وإن كان مذكورا في كتابالثّقات لابن حبان، فقد وصفه بالخطأ معِ ذلك، وقال ابن حبان: ليس__________(1) صحيح. رواه الترمذي في الترغيب (1/162) والكنز (5399) وابن حبان (164) وأحمد (3/362) . وصححه السيوطي في"الجامع الصغير" (1/37) .(2) تقدم ص 37.(3) انظر ترجمته في:"المغني للضعفاء للذهبي: 2/536/5126".(4) ضعيف. رواه ابن ماجة: (ح/279) . في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف التابع.وضعّفه الشيخ الألباني. انظر: ضعيف ابن ماجة (ح/57) ، والإرواء (2/137) ، والروض(177)

(1/38)

بالمشهور ولا يشتغل به، وقال أبو أحمد بن عدي: هو مجهول- يعني بذلكجهالة الحال لا العين. وذلك أنه روى عن جماعة منهم حيوة بن شريح،والليث بن سعد بن سعيد بن أبي أيوب، وعقبة بن نافع، ويحيى بن أيوب،ذكر أبو محمد بن سرور أنّ جماعة رووا حديثه إلَّا مسلفا، وروى ذلك أبوالحسن بن القطان فقال: هو ممن يجب على مسلم إخراج حديثه، وأيضافالبخاري لم يخرج حديثا صحيحا به إنّما روى عنه تعليقا. بَيَّنَ ذلك أبو نصرالكلاباذي- رحمهم اللّه تعالى-. أبو حفص الدمشقي لم يذكره ابن أبيحاتم ولا البخاري، وذكر أبو عمر في كتاب الاستفتاء: أنّه روى عن مكحولقال: وروى عنه إسحاق بَن أسيد حديثا منكرا، وقد قيل: انّه عثمان بن أبيالعاتكة وليس ممن تقوم به حجة. انتهى. فعلى هذا تكون روايته عن أبي أمامةمنقطعة مع ضعفها، قال أبو عمر: يعني استقيموا على الطريقة الهجة؛ التينهجت لكم، وسددوا وقاربوا فإنكم لن تطبقوا الإِحاطة في أعمال البر، ولابدّللمخلوق من ملال وتقصير في الأعمال، فإن قاربتم ووفقتم كنتم أجدر أنتبلغوا ما يراد منكم.

(1/39)

2- باب الوضوء شطر الإِيماننا عبد الرحمن بن إبراهيم، نا محمد بن شعيب بن شابور، أخبرنيمعاوية بن سلام عن أخيه أنه أخبره عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بنغنم عن أبي مالك الأشعري أن رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"إسباغ الوضوء شطرالإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، والتسبيح والتكبير ملء السموات، والأرض،والَصلاة فور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك وعليك، كلّالناس تغدوا فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها"خرجه/مسلم (1) عن إسحاق بنمنصور، نا حيان بن هلال، نا أبان، نا يحيى أن زيدا حدّثه أن أبا سلام حدّثهعن أبي مالك به، وتتبع ذلك الدارقطني عليه، وزعم أن الصواب ما قالهمعاوية بن سلام، يعني بذلك المذكور عند ابن ماجة والفسوي، والترمذي، قالالمازري: يحتمل قوله:"الطهر شطر الإِيمان"وجهين، الأول: أنه يحتملتضعيف الأجر به إلى نصف أجر الإيمان من غير تضعيف، وهذا إلى حدالتأويلات في قوله عليه السلام أن:"قَل هو اللّه أحد تعدل ثلث القرآن" (2) ،الثاني: أن يكون معناه أن الإِيمان يجب ما قبله من الآثام، وقد أخبر عليهالسلام أن الوضوء أيضا يذهب عن الإنسان الخطايا إلا أنه قد قام الدليل أنَّالوضوء لا يصح الانتفاع به إلا مع مضَامة الإيمان له، فكأنه لم يحصل به رفعإلا مع مضامة شيء ثان، ولما كان الإيمان مَحو الآثام المتقدّمة عليه بانفرادهصار الطهور في التشبيه كاله على الشَطر منه، وفي هذا الحديث حجة علىهن يرى أن الوضوء لا يفتقر إلى نية.__________(1) صحيح. رواه مسلم في (الطهارة ح لم 41) قوله:"كل الناس يغدوا إلخ"فمعناه: كلإنسان يسعى بنفسه. فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعهاللشيطان والهوى باتباعها فيوبقها، أي يهلكها.(2) صحيح. رواه مسلم في (صلاة المسافرين، باب"45"رقم"295") والترمذي (ح/2894، 2899) والنسائي (2/172، 250) وابن ماجة (ح/3787، 3788) وأحمد في"المسند" (3/23، 4/122، 5/418، 6/404) والطبراني في"الكبرى" (4/198، 10/172، 12/82، 405) وعبد الرزاق في"الصنف (6003) ، ومشكل الآثار (2/82) والمشكاة (2169) وابن كثير في"تفسيره" (8/480، 541) .

(1/40)

3- باب ثواب الطهورنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبيهريرة قال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إنَّ أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتىالمسجد لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعه اللّه بها درجة، وحطعنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد " أخرجاه في الصحيح بلفظ:"صلاةالرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشريندرجة، وذلك أنَّ أحدكمَ إذا توضأ فأحسن الوضوء وأتى المسجد لا يريد إلاالصلاة ولا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفع اللّه له بها درجة، وحطَّعنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ماكانت الصلاة في حبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسهالذي صلى فيه يقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه، اللهم مالم يزد فيه أو يحدث فيه " (1) قوله ينهزه: أي لا يبغته ولا يشخصه وبهانتهاء الغرمة وهو الانبعاث لها والمبادرة، وهي بفتح الياء نهز الرجل/ينهز،وحُكى فيه ضم الياء ومنه أنّ هذه المعاني أسباب الدرجات، وأضيف إلى ذلكأمور أخر وردت في ذلك من الدعاء عند دخول المسجد، والخروج منه،والسلام على أهل المسجد وتحمِته، وغير ذلك نقل أن التضعيف لمجرّد الجماعةوهي كلّها زيادة على الدرجات. نا سويد بن سعيد، نا حفص بن ميسرة،حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد اللّه الصنابحي عن رسولاللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"من توضأ فتمضمض واستنشق خرجت خطاياه من فيهوأنفه، وإذا غسل وجهه خرجت خطاياه من وجهه حتى تخرج من تحت أشفارعينيه، فإذا غسل يديه خرجت خطاياه من يديه، فإذا مسح برأسه خرجت__________(1) صحيح متفق عليه. رواه البخاري (1/166) ومسلم في (المساجد، باب"49"رقم"272") وأبو داود في (الصلاة، باب"49") وابن ماجة (ح 786، 787، 790) والدرامي (1/192) والطبراني في"الكبير" (8/41) وابن حبان (431) وإتحاف (3/14) وابن كثير في تفسيره (6/69) والقرطبي في "تفسيره" (1/250، 12/276) والكنز

(1/41)

خطاياه من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت خطاياه منرجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجدنافلة" (1) . هذا حديث مختلف في إرساله، وقد خرج مسلم معناه منحديث عمرو بن عنبسة، وفيه طول، وفي آخره: وحدَّث عمرو بهذا الحديث،أما أمامة صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: نا عمرو بن عنبسة: انظر ما تقول في مقامواحد يعظم هذا الرجل، فقال عمرو: لقد كبر سني ورقّ عظمي، وكما رواهحفص هنا رواه عن مالك في الموطأ يحيى بن يحيى والقعنبي وجمهور الرواة،وقالت طائفة منهم مطرف وإسحاق بن عيسى الطباع: عن مالك عن زيد عنعطاء عن أبي عبد اللّه الصنابحي، واختلف عن زيد بن أسلم في ذلك،فقالت طائفة: عنه كما قال مالك في أكثر الروايات عنه: وقالت طائفة أخرى:عن زيد عن عطاء عن عبد اللّه الصنابحي، قال أبو عمر: ما أظن هذاالاضطراب جاء إلا من زيد بن أسلم، والصواب فول من قال: فيه أبو عبداللّه وهو عبد الرحمن بن عسيلة تابعي ثقة ليست له صحبة، وروى زهر بنمحمد عن زيد عن عطاء عن عبد اللّه الصنابحي قال: سمعت رسول اللّهصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فذكر قوله:"إنّ الشّمس تطلع ومعها قرن الشيطان لما الحديث،وهو خطأ عند أهل العلم، والصنابحي لم/يلق رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزهير بنمحمد لا يحتج به إذا خالفه نميزة، وقد روى عن ابن معين أنه يسأل عنعبد اللّه الصنابحي يروى عنه المدنيون فقال: يشبه أن يكون له صحبة، وأصحمن هذا عن ابن معين أنه سئل عن أحاديث الصنابحي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقاللمن سأله: ليست له صحبة، وبنحوه قال الترمذي في كتاب العلل الكبير عنالبخاري- رحمهما اللّه تعالى-، وأما قول أبي عمر أن زهير بن محمد لايحتج به، فليس ذلك؛ لأنه ممن خرج حديثه الشيخان في صحيحيهما، ومنكانت هذه حاله لا يقال فيه ما ذكره لا سيما مع عدم الحالة المصرَح بها، بل__________(1) صحيح. رواه النسائي في (الطهارة، باب"84") وابن ماجة (ح/282) ومالك فيالموطأ (طهارة/ح/30) وأحمد في"المسند" (1/348، 349) . وصححه الشيخ الألباني.كما في صحيح ابن ماجة.

(1/42)

هو في المعنى متابعة مالك، وفي ذلك عتبة، واللّه أعلم، قال أبو عمر: صدقابن معين ليس في الصحابة أحد يقال له: عبد اللّه الصنابحي وإنما فيهمالصنابحي بن الأعسر الأحمسي، كوفي روى عنه قيس بن �