data.nur.nudata.nur.nu/kutub/arabic/_docx/ibnqayyim_fawaid-ar.docx · web viewالفوائد...

288
د وائ ف ل ا وب ي ا ن ب ر ك ئ ي ب ا ن ب مد ح م له د ال ب ع ي ب ا ن ب س الد م$ ش ل ب ل ج لم اما لا ل ي ع ر ز ل ا مّ ي7 ق ل ا ن ب ا ئ روف مع ل ا7 ق ي7 ق ح7 ت ل م ح ل ا ي عل مال ك7 اق زر ل د ا ب ع ور ص ن م ر ه ما ساعد م ل ا$ ث ي جد ل س اّ مدر ومه ل ع و$ ث ي جد ل س اّ مدر ر ه ر لا ا7 عه ام ج

Upload: others

Post on 31-Dec-2019

15 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الفوائدلالمام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب

الزرعي المعروف بابن القيّم

تحقيق

الجمل علي كمال الرزاق عبد منصور ماهرالمساعد الحديث مدّرس وعلومه الحديث مدّرس

األزهر جامعة

Page 2: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , القيّم بابن الشهير الله عبد أبو البدعة قامع السنّة محي االمام الشيخ قالعنه : ورضي الله رحمه الجوزيّة

******************

جليلة[ 1] قاعدةوشروطه بالقرآن االنتفاع

, وألف وسماعه تالوته عند قلبك فاجمع بالقرآن االنتفاع أردت اذا , فانّه, , اليه منه سبحانه به تكلّم من به يخاطبه من حضور احضر سمعك

{: , , كان لمن لذكرى ذلك في اّن تعال قال رسوله لسان على لك منه خطاب .} ق سورة شهيد وهو السمع ألقى أو قلب .37له

, , قابل ومحل مقتض مؤثر على موقوفا كان لّما التأثير تمام أن وذلك , , ذلك بيان اآلية تضّمنت منه يمنع الذي المانع وانتقاء األثر لحصول وشرط

. , المراد على وادلّه وأبينه لفظ بأوجز كلّه

} {: السورة أوّل من تقدّم ما الى اشارة لذكرى ذلك في اّن تعالى فقوله. المؤثّر هة وهذا هنا ها الى

, } {: الحّي القلب به والمراد القابل المل هو فهذا قلب له كان لمن وقوله . {: , من لينذر مبين وقرآن ذكر اال هو ان تعالى قال كما الله عن يعقل الذي

} يس حيّا .70-69كان القلب . حي أي

} يقال: } ما الى سمعه حاّسة وأصغى سمعه وّجه أي السمع ألقى أو وقوله. بالكالم, التأثّر شرط وهذا له

. } { : غائب غير حاضر القلب شاهد أي شهيد وهو وقوله

, " : وال بغافل ليس والفهم القلب شاهد وهو الله كتاب استمع قتيبة ابن قال , , عن". وغيبته القلب سهو وهو التأثير حصول من المانع الى اشارة وهو ساه

, . , والمحل القرآن وهو المؤث حصل فاذا وتأّمله فيه والنظر له يقال ما تعقّل , , وهو المانع وانتقى االصغاء وهو الشرط ووخد الحي القلب وهو القابل

, , آخر شئ الى عنه وانصرافه الخطاب معنى عن وذهوله القلب اشتغال. والتذكّر االنتفاع وهو األثر حصل

" " , : في أو أداة دخول وجه فما هذه بمجموع يتم انما التأثير كان اذا قيل فان " " ," هي " التي أو موضع ال الجمع واو موضع والموضع السمع ألقى أو قوله

. الشيئين ألحد

" " : : حال باعتبار أو ب الكالم خرج يقال أن عنه والجواب جيّد سؤال هذا قيلالمدعو المخاطب

2

Page 3: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , , بقلبه, فكّر فاذا الفطرة تام واعيه القلب حي يكون من الناس من فان , , , بما قلبه وشهد الحق وأنه القرآن صّحة على وعقله قلبه دلّه بفكره وجال

, , وهذا الفطرة نور على نورا قلبه على القرآن ورود فكان القرآن به أخبر : هو ربك من اليك أنزل الذي العلم أؤتوا الذين ويرى فيهم قيل الذين وصف

سبأ{ :} 6الحق نوره. مثل واألرض السموات نور الله حقّهم في وقاليوقد دّري كوكب كأنها الزجاجة زجاجة في المصباح مصباح فيها كمشكاة , لم ولو يضئ زيتها يكاد غربيّة وال شرقيّة ال زستونة مباركة شجرة من

األمثال الله ويضرب يشاء من لنوره الله يهدي نور على نور نار تمسسه } النور عليم شئ بكّل والله .35للناس

. , الواعي الحّي القلب صاحب حال وهذا الوحي نور على الفطرة نور فهذا

: كتاب في والعبر األسرار من اآلية هذه تضّمنت ما ذكرنا وقد القيّم ابن قال " ص" والجهميّة المعطّلة لغزو االسالمية الجيوش فصاحب. 8-7اجتماع

, , فهو فيه كتبي قد كأنها فيجدها القرآن معاني وببن قلبه بين يجمع القلب, , . القلب واعي االستعداد تام يكون ال من الناس ومن قلب ظهر عن يقرؤها

, , حياة تبلغ ولم والباطن الحق بين له يميّز شاهد الى فيحتاج الحياة كامل , حصول فطريق الحي الواعي القلب صاحب مبلغ فطرته وذكاء ونوره قلبه

, , , , معانيه وتعقل فيه والتفكر لتأّمله وقلبه للكالم سمعه يفرغ أن هدايته. الحق أنه حينئذ فيعلم

: . صدق: علم من والثاني به وأخبر اليه دعى ما بعينه رأى من حال فاألول , , , مقام من واألوّل االيمان مقام في فهو خبره يكفيني وقال وتيقّنه المخبر

, عين. منزلة الى منه قلبه وترق اليقين علم الى وصل قد وهذا االحسانفي, به ودخل الكفر من به خرج الذي الجازم التصديق معه وذاك اليقين

االسالم.

, , : الدنيا في فالحاصل اآلخرة في ونوع الدنيا في نوع نوعان اليقين فعين . من الرسل به أخبرت وما العين الى الشاهد كنسبة القلب الى نسبته

, , في اليقين عين فهو بالبصائر الدنيا وفي باألبصار اآلخرة في يعاين الغيبالمرتبتين.

[2 ) االيمان[ ) ألصول جامعة ق سورة

, عن ويغني ويشفى يكفى ما االيمان أصول من السورة هذه جمعت وقد , , والمعاد المبدأ تقرير تضّمنت فانها المعقول أهل ومعقول الكالم أهل كالم

, , وفائز شقي هالك الى الناس وانقسام بالمالئكة وااليمان والنبوّة والتوحيد , . وتنزيهه, لله الكمال صفات اثبات وتضّمنت وهؤالء هؤالء وأوصاف سعيد

, . والصغرى الكبر القيامتان فيها وذكر والعيوب النقائص من كماله يضاد عما . , , خلق: فيها وذكر الدنيا عالم وهو واألصغر اآلخرة عالم وهو األكبر والعالمين

, , علم حتى وجه كل من به سبحان واحاطته واعادته ووفاته االنسان, , , بها يتكلم لفظة كل عليه يحصون عليه الحفظة واقامة نفسه بوساوس

, , , فاذا عليه يشهد وشاهد اليه يسوقه سائق ومعه القيامة يوم يوافيه وأنه

3

Page 4: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

,} { : ق عتيد لديّ ما هذا قال الشاهد باحضاره. 23أحضره أمرت الذي هذا أي ,} {: , ق عنيد كفّار كّل جهنّم في ألقيا احضاره عند فيقال أحضرته كما. 24قد

: , : فيقول أحضرته قد فالن هذا فيقال السلطان حضرة الى الجاني يحضر. يستحقّه بما وعاقبوه السجن الى به اذهبوا

هذا يعيد وتعالى سبحانه الله أن على صريحا السورة دلّت كيف وتأّمل , , آمنت التي الروح ينعم كما ويعذّبه فينعمه وعصى أطاع الذي بعينه الجسد , هذه, غير أخرى روحا يخلق سبحانه أنه ال بعينها كفرت التي ويعذّب بعينها , حيث الرسل به أخبرت الذي المعاد يعرف لم من قال كما ويعذبها فينعمها

, النعيم يقع عليه وجه كل من البدن هذا غير بدنا يخلق سبحانه الله أن زعم , هذه, غير روحا فيخلق البدن أعراض من عرض عندهم والروح والعذاب

عليه, ودلك الرسل عليه اتفقت ما غير وهذا البدن هذا غير وبدنا الروحتعالى . الله كتب وسائر والسنّة القرآن

, فانهم المكذبين من أنكره من لقول وموافقة للمعاد انكار الحقيقة في وهذا , كيف وينعمها يعذبها األجسام هذه غير أجسام خلق على الله قدرة ينكروا لم

! الله يخلق وقت فكل شئ بعد شيئا يخلق االنساني النوع يشهدون وهم , شئ من يتعّجبون فكيف فنيت التي األجسام غير وأجساما أرواحا سبحانهوصاروا البلى مّزقهم أن بعد بأعيانهم بعودتهم تعّجبوا وانّما عيانا؟ يشاهدونه

: , , قالوا لهذا للجزاء مبعوثين بأعيانهم هم يكونوا أن فتعّجبوا ورفاتا عظاما } الصافت} لمبعوثون أئنّا ترابا وكنّا متنا { 16أئذا { : ق. بعيد رجع ذلك .3وقالوا

, , بل رجعا وال بعثا ذلك يكن لم هذه غير ألجسام هو انما الجزاء كان ولو,} {: , ق منهم األرض تنقص من علمنا قد لقوله يكن ولم ابتداء كبير. 4يكون

: , األجزاء. تلك يميز انّه وهو مقدّر لسؤال جوابا هذا جعل سبحانه فانه معنى , سبحانه فأخبر تتميّز ال بحيث العناصر الى واستحالت باألرض اختلطت التي

, هو كما وأنه وأشعارهم وعظامهم لحومهم من األرض تنقصه ما علم قد بأنه , خلقا وتأليفها تفّرقها بعد وجمعها تحصيلها على قادر فهو األجزاء بتلك عالم

, , وكمال, قدرته وكمال علمه كمال بذكر المعاد يقرر سبحانه وهو جديدا: أنواع, ثالثة الى تعود كلها له المنكرين شبه فان حكمته

:) معه) يحصل وال يتميّز ال وجه على األرض بأجزاء أجزائهم اختالط أحدها. آخر شخص عن شخص تميز

. :) بذلك) تتعلّق ال القدرة أن الثاني , :) النوع) هذا دوام اقتضت الحكمة أن أو فيه فائدة ال أمر ذلك أن الثالث

. , , أن فأّما آخر جيل خلفه جيل مات كلما أبدأ هكذا شئ بعد شيئا االنساني. ذلك في حكمة فال يحييه ثم كله االنساني النوع يميت

ثالث[ 3] أصول على مبنيّة القرآن في المعاد براهين

{: ) من ) قال من جواب في قال كما سبحانه الرب علم كمال تقرير أحدها . خلق وهوبكل مرة أوّل أنشأها الذي يحييها قل رميم وهي العظام يحي

يس{ . 79-78عليم {: ربك. اّن الجميل الصفح فاصفح آلتية الساعة وإن وقال }. الحجر العليم الخالّق {86-85هو {: ق. منهم األرض تنقص ما علمنا قد وقال

4.

4

Page 5: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{: ) واألرض ) السموات خلق الذي أوليس كقوله قدرته كمال تقرير والثاني } يس مثلهم يخلق أن على :} 81بقادر نسوّي. أن على قادرين بلى وقوله

القيامة{ :} 4بنانه على. وأنّه الموتى يحيي وأنّه الحق هو الله بأن ذلك وقوله} الحج قدير شئ .6كل

{: السموات خلق الذي أوليس قوله في كما األمرين بين سبحانه ويجمع} يس العليم الخالّق وهو بلى مثلهم يخلق أن على بقادر . 81واألرض

{: بينهما: وما واألرض السماوات خلقنا وما كقوله حكمته كمال الثالثالدخان{ {38العبين {: ص. باطال بينهما وما واألرض السماء خلقنا وما وقوله

27 } {: القيامة. سدى يترك أن االنسان أيحسب :} 36وقوله أفحسبتم. وقوله} . المؤمنون الحق الملك الله فتعالى ترجعون الينا وأنكم عبثا خلقناكم أنما

115-116 {: آمنوا. كالذين نجعلهم أن السيئات اجترحوا الذين حسب أم وقوله } الجاثية يحكمون ما ساء ومماتهم محياهم سواء الصالحات .21وعملوا

, الرب كمال وأن الشرع مع بالعقل معلوم المعاد أن الصواب كان ولهذا , منكروه يقوله عّما منّزه وأنه وتوجبه تقتضيه وصفاته أسمائه وكمال تعالى

. والنواقص العيوب سائر عن كماله ينزه كما

أمرهم عليهم اختلط بالحق كذبوا لّما لذلك المنكرين أن سبحانه أخبر ثم } ق} مريج أمر في .5فهم شئ. على منه يحصلون ال مختلط

وحسنه واستوائه وارتفاعه وبنائه العلوي العالم في النظر الى دعاهم ثم , بالبسط, وهيّأها بسطها وكيف األرض وهو السفلي العالم الى ثم والتئامهصنف كل من فيها وأنبت المنافع فيها وأودع بالجبال وثبّتها منها يراد لما

ومنافعه ومقاديره وألوانه أشكاله اختالف على النبات أصناف من حسنعليه, دلت ما تذكر بها وتبّصر المنيب العبد تأّملها اذا تبصرة ذلك وأن وصفاته

, , يتذكر ثم أوال يتبّصر فيها فالناظر والمعاد التوحيد من الرسل به أخبرت مما. وجوارحه, بقلبه الله الى منيب لعبد اال اليحصل هذا وأن ثانيا

ومركبهم ومالبسهم وأقواتهم أرزاقهم مادة في التفكّر الى دعاهم ثم , جنّات به أنبتت حتى فيه وبارك السماء من أنزله الذي الماء وهو وجناتهم

, , وحامض وحلو وأصفر وأحمر وأسود أبيض بين ما والفواكه الثمار مختلفة , على كلها الحبوب به وأنبتت أجناسها وتنوّع منافعها اختالف مع ذلك وبين

. فيه لما النخل أفرد ثم ومقاديرها وأشكالها وصفاتها منافعها واختالف تنوعها { : بعد األرض به فأحيا المتأمل على تخفى ال التي والداللة العبرة موضع من

البقر{ { 164موتها {: ق, الخروج كذلك قال من. 11ثم االخراج هذا مثل أي : غيّبتم ما بعد األرض من خروجكم والحبوب واألقوات والثمار الفواكه األرض

فيها.

5

Page 6: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

كتابنا في القرآن في الواقعة المقاييس من وأمثاله القياس هذا ذكرنا وقد . " األسرار" من فيها ما بيّنا العالمين رب عن الموقعين أعالم أنظر المعالم

والعبر.

, , عن وأبعده لفظ وأوجز تقرير بأحسن النبوّة تقرير الى سبحانه انتقل ثم , وقوم لوط وقوم وثمود وعاد نوح قوم الى أرسل أنه فأخبر وشك شبهة كل

, , الذي وعيده فيهم وصدق الهالك بأنواع فأهلكهم فكذّبوهم رسال فرعون , , من عنهم بذلك أخبر من لنبوّة تقرير وذا يؤمنوا لم ان رسله به أوعدتهم

, مطابقا مفّصال اخبارا به أخبر بل كتاب في قرأه وال معلّم من يتعلّم أن غير. الكتاب أهل عند لما

, لم بأنه الضروريات جحد على والمكابرة البهت سؤال اال هذا على يرد وال, , غيرهم أصابت كما أصابتهم ونكباته الدهر حوادث أن أو ذلك من شئ يكن

به شهد لما جاحد مباهت باهت أنه نفسه يعلممن السؤال هذا وصاحب , وجود, انكار بمنزلة فانكاره قرن بعد قرنا القرون وتناقلته العيان

. النائية والبالد والعلماء الملوك من المشهورين

} { : ق األوّل بالخلق أفعيينا بقوله المعاد اقرار الى سبحانه عاد يقال, 15ثم , : الشاعر قال األمر بهذا فالن به عيي شئ عن عجز من لكل

, كما بأمرهم عيواالحمامة ببيضتها عيت

} {: األحقاف بخلقهن يعَي ولم تعالى قوله يريد. : 33ومنه عبّاس ابن قال. مقاتل, قال وكذلك أفعجزنا

: , , : تقول العرب فان ذلك من أعم وحقيقتها اللفظة بالزم تفسير هذا قلتمعرفته على تقدر ولم لوجهه تهتد لم اذا به وعييت كذا أعرف أن أعياني

. , : هذا والزم عليه تقف ولم له تهتد لم اذا دواؤك أعياني فتقول وتحصيله , . فان المعنى لهذا شاهد به استشهدوا الذي والبيت عنه العجز المعنى , ترمي أين تبيض أن أرادت اذا أعياها ولكن بيضتها عن تعجز لم الحمامة

, تحفظها, أين أعياها باضت فاذا بها ترمي حتى وتجول تدور فهي بالبيضة , تجعل أين وتحار مكان الى مكان من تنقلها فهي تنال ال حتى وتودعها

, يأتيه, أين ومن له يقصد أين من يدر فلم بأمره وعى من حال هو كما مقّرها , تفسير يعرف لم من يظنّه كما التعب اآلية هذه في باالعياء المراد وليس

السورة, آخر في نفسه عن سبحانه نفاه الذي هو المعنى هذا بل القرآن } ق: } لغوب من مّسنا وما .38بقوله

} {: ق جديد خلق من لبس في أنّهم سبحانه أخبر التبس. 15ثم أنهم أي , قدرته آيات أعظم هو ما على نبههم ثم جديدا خلقا الخلق اعادة عليهم

, على األدلة أعظم من فانه االنسان خلق وهو المعاد وأدلة ربوبيّته وشواهد. والمعاد التوحيد

6

Page 7: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, وما وصفاتها وقواها بأعضائها اآلدميّة الصورة تركيب من أوضح دليل وأيواآلالت والمنافذ والرباطات واألعصاب والعروق والعظم اللحم من فيها

. , ماء نطفة من ذلك كل والصناعات واالرادات والعلوم

, ما جميع على بوجوده واستدل نفسه في بفكره الكتفى العبد أنصف فلو. وصفاته وأسمائه الله عن الرسل به أخبرت

, , ثم نفسه به توسوس ما علم حتى به علمه احاطة عن سبحانه أخبر ثمداخل الذي العرق من اليه أدنى ذلك وأن واالحاطة بالعلم اليه قربه عن أخبر

. العرق, ذلك من به والعلم عليه بالقدرة اليه أقرب فهو بدنه

" " : أقرب ونحن نحن بقول المراد تيمية بن االسالم شيخ وهو شيخنا وقال} { : , القيامة , قرآنه فاتبع قرأناه فاذا قال كما مالئكتنا أي الوريد حبل من اليه

18 { : : . يتلقّى. اذ قوله عليه ويدل قال جبريل رسولنا عليك قرأه اذا أيق{ , 17المتلقّيان اآلية. في حجة فال الملكين بتلقّي المذكور القرب فقيد

. معطّل وال لحلولي

, ونبه وأقواله أعماله يكتبان ملكين ويمينه شماله على أن سبحانه أخبر ثم , , وأعظم وقوعا أقل هي التي األعمال كتابة على وكتابتها األقوال باحصاء

. , ونهايتها األقوال غايات وهي األقوال من أثرا

[4 : وكبرى[ صغرى قيامتان القيامة

, , , وهو بالحق تجيء وأنها الموت سكرة وهي الصغرى القيامة عن أخبر ثم , , , والعقاب والثواب عليه الروح وعرض عليه والقدوم وتعالى سبحانه لقاؤه

. الكبرى القيامة قبل لها تعجل الذي

} { : ق الوعيد يوم ذلك الصور في ونفخ بقوله الكبرى القيامة ذكر ثم. 20ثم , وتعالى سبحانه الله يأتي أحد كل وأن اليوم هذا في الخلق أخبار عن أخبر

, , , وغير جوارحه غير وهذا عليه يشهد وشهيد يسوقه سائق ومعه اليوم ذلك. , والمؤمنين رسوله شهادة وغير وعليه له عليها كان التي األرض شهادة

واألمكنة واألنبياء الحفظة العباد على يستشهد وتعالى سبحانه الله فان , , بينهم يحكم وال بها عصوه التي والجلود والشر الخير عليها عملوا التي

. , الحاكمين وأحكم العادلين أعدل وهو علمه بمجّرد

, , البيّنة وشهادة اقرارهم من سمعه بما الناس بين يحكم أنه نبيه أخبر ولهذاغفلة في االنسان أن سبحانه أخبر ثم اقرار؟ وال بيّنة غير من علمه بمجّرد ال

, , وباله ذكره على يزال ال وأن عنه يغفل ال بأن حقيق هو الذي الشأن هذا من} ق:} هذا من غفلة في :} 22وقال , منه, شك لفي وانهم قال كما عنه يقل ولم

هود{ , 22مريب في, يجئ لم وان المصدر في هذا وجاء فيه شك في يقل ولم

7

Page 8: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, فهو منه ابتداء وشكه غفلته كأن منه شككت وال منه غفلت يقال فال الفعل , , جعل فانه فيه وشك عنه غفلة في يقال أن من أبلغ وهذا وشكّه غفلته مبدأ . ثم والشك للغفلة مبدأ ومنشأهما واليقين التذكرة مبدأ يكون أن ينبغي ما

غطاء يكشف كما اليوم ذلك عن يكشف والذهول الغفلة غطاء أن أخبر . , عن الغطاء هذا كشف فنسبة فتنفتح العين وعن فيستيقظ القلب عن النوم

. االنتباه عند عنه النوم غطاء كشف كنسبة المعاينة عند العبد

, , يكتب المالئكة من الدنيا في به قرن الذي وهو قرينه أن سبحانه أخبر ثم : قد. الدنيا في به وكّلتني كنت الذي هذا يحضره لّما يقول وقوله عمله

. , مجاهد قول هذا به وأتيتك أحضرته

: : حاضر وعمله قوله من وأحصيته عليه كتبته ما هذا المعنى قتيبة ابن وقال , به. وكلت الذي الشخص هذا أي األمرين تتضّمن اآلية أن والتحقيق عندي

} {: . ق جهنّم في ألقيا قال فحينئذ عليه أحصيت الذي عمله اما, 24وهذا وهذا , كان وان بعذابه الموكل للملك خطابا أو والشهيد للسائق خطابا يكون أن

, األلف. تكون أو خطابها في العرب مذاهب من معروف مذهب وهو واحدا. , الوقف مجرى الوصل أجرى ثم الخفيفة التأكيد نون عن منقلبة

: صفات ست له فذكر الملقى هذا صفات ذكر ثم

, , ) وصفاته) وأسمائه وتوحيده بدينه كفار وحقوقه الله لنعم كفار أنه أحدها. , ولقائه بكتبه كفار ومالئكته برسله كفّار

. ) وعنادا) جحدا يدفعه للحق معاند أنه الثانية , ) من) نفسه الى احسان هو الذي للخير منعه يعم وهذا للخير مناع أنه الثالثة

, فيه فليس الناس الى احسان هو الذي والخير الله الى والقرب الطاعات. , الخلق أكثر حال هو كما جنسه لبني وال لنفسه خير

, ) بيده) عليهم معتد غشوم ظلوم الناس على معتد للخير منعه مع أنه الرابعةولسانه.

, , , ) ريبة) لكل آت فهو هذا ومع وشك ريب صاحب أي مريب أنه الخامسة. , ريبة: صاحب كان اذا مريب فالن يقال

, , , ) ويحبه) يعبده آخر الها الله مع اتّخذ قد بالله مشرك ذلك مع أنه السادسة, , , , , , فيه ويعادي فيه ويوالي له وينذر باسمه ويحلف له ويرضى له ويغضب

, , أطغاه الذي هو وأنه عليه األمر ويحيل الشيطان من وقرينه هو فيختصم , : ضالل. في كان ولكن وأطغيه أضلّه أن قوّة لي يكن لم قرينه فيقول وأضله

{ : , , كان, وما النار ألهل ابليس قال كما الحق على وآثره لنفسه واختاره بعيد } ابراهيم لي فاستجبتم دعوتكم أن اال سلطان من عليكم .22لي

: . , , بل طائفة وقالت الله عند يختصمان شيطانه هو هنا فالقرين هذا وعلى , , وأنه وطغى عليه كتبه فيما عليه زاد أنه عليه فيدعي الملك هو هنا ها قرينه, , , يتوب حتى يمهله ولم التوبة عن بالكتابة أعجله وأنه كله ذلك يفعل لم

: : التوبة عن أعجلته وال عمل ما على الكتابة في زدت ما الملك فيقول } ق} بعيد ضالل في كان {27ولكن {: ق. لدي تختصموا ال تعالى الرب فيقول

سورتي. 28 في يديه بين والشياطين الكفار اختصام عن سبحانه أخبر وقد

8

Page 9: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

] [38-27الصافّات] األعراف, ] يديه. 39-37و بين الناس اختصام عن وأخبر] الزمر ] سورة سورة. 60-56في في فيها النار أهل اختصام عن وأخبر

] [ 104-96الشعراء] ص, ] .65-59وسورة

{: : , ألمألّن قوله بذلك المراد فقيل لديه القول يبدّل ال أنه سبحانه أخبر ثم} هود أجمعين والناس الجنّة من , 119جهنّم وأن. بالجنة االيمان ألهل ووعده

: . وال طاعتي ألهل خلف لوعدي ما يريد عبّاس ابن قال يخلف وال يبدل ال هذا . : . في القولين أصح وهذا قاض أنا ما قضيت قد مجاهد قال معصيتي أهل

اآلية.

: يغيّر كما والتلبيس بالكذب عندي القول يغيّر ما المعنى ان آخر قول وفيها , . اختيار وهو المختصمين قول بالقول المراد فيكون والحكّام الملوك عند

. : , وقال بالغيب لعلمي عندي مايكذب المعنى الفراء قال قتيبة وابن الفراء : . : ألنه قال منه ينقص وال فيه يزاد وال عندي القول يحرف ما أي قتيبة ابن

. , , القول فعلى عندي يكذب ال قال كما وهذا قولي يقل ولم عندي القول قال } {: ق للعبيد بظالّم أنا وما قوله يكون : } 29األوّل يُبدّل, ما قوله تمام من

} ق لديّ . 29القول , هذا. ومع فعله من بد ال به ووعدت قلته ما أي المعنى في. . بأمرين نفسه وصف قد يكون الثاني وعلى جور وال فيه ظلم ال عدل فهو

: وترويج يديه بين القول تبديل من يمنع واطالعه علمه كمال أن أحدهما. عليه الباطل

. : لعبيده ظلمه من يمنع وغناه عدله كمال أن والثاني

} { : ق مزيد من هل وتقول فوج فيها ألقى كلّما وأنها جهنّم سعة عن خبّر ثم30 , , يردّ. الصحيح والحديث مزيد من ليس أي للنفي ذلك ان قال من وأخطأ

: . عليه الله صلى النبي عن عنه الله رضي أنس عن الحديث التأويل هذا: , قط: " فتقول قدمه يضع حتى مزيد من هل وتقول النار في يلقى وسلّم

البخاري" . 4848,4849رقم 460\8قط أبي وعن مسلم صحيح في وكذلك ", الرب فيضع مزيد؟ من هل وتقول امتألت؟ هل لجهنّم يقال يرفعه هريرة

." : قط قط فتقول عليها قدمه وتعالى تبارك

الجنّة[ 5] ألهل األربع الصفات

, الصفات بهذه اتصفوا أهلها وأن المتقين من الجنة تقريب عن أخبر ثماألربع:

, , ) ومن) طاعته الى معصيته من الله الى رّجاعا أي اوّابا يكون أن األولى. ذكره الى عنه الغفلة

: . : مجاهد وقال منها يستغفر ثم ذنوبه يتذطر الذي األوّاب عمير بن عبيد قال : . هو المسيّب بن سعيد زقال منه استغفر الخفاء في ذنبه ذكر اذا الذي هو

. يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب الذي

9

Page 10: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. : ) وقال) وافترضه عليه الله ائتمنه لما حفيظا يكون أن عبّاس ابن قال الثانية. ونعمته: حقّه من الله استودعه لما حافظ قتادة

, : األواب كان االمساك وقوة الطلب قوة قوّتان لها النفس كانت ولما . والحفيظ وطاعته ومرضاته الله الى رجوعه في الطلب لقوة مستعمال

. ونواهيه معاصيه عن االمساك في الحفظ لقوة مستعمال. , بطاعته الله على المقبل واألوّاب عليه حرم عما نفسه الممسك فالحفيظ

{: ) ق) بالغيب الرحمن خشي من قوله بوجوده, 33الثالثة االقرار يتضمن . االقرار ويتضمن العبد أحوال تفاصيل على واطالعه وعلمه وقدرته وربوبيته , . تصح فال ولقائه ووعيده بوعده االقرار ويتضمن ونهيه وأمره وكتبه برسله

. كله هذا بعد اال بالغيب الرحمن خشية

} ق: } منيب بقلب وجاء قوله : 33الرابعة معاصي. عن راجع عباس ابن قال . الله, طاعة على القلب عكوف االنابة وحقيقة الله طاعة على مقبل الله

. األوصاف هذه به قامت من جزاء سبحانه ذكر ثم عليه واالقبال ومحبته} . ق:} مزيد ولدينا فيها يشاءون ما لهم الخلود يوم ذلك بسالم ادخلوها بقوله

.35و34

أشد كانوا وأنهم قبلهم من أصاب ما الهالك من يصيبهم بأنه خوّفهم ثم , تقلّبوا الهالك عند وأنهم بطشهم شدّة الهالك عنهم يدفع ولم بطشا منهم

. , الله؟ عذاب من ومنجى محيصا يجدون وهل البالد في وطافوا

: . : الزجاج وقال مدركا لهم الله أمر فوجدوا الله أعداء حاص قتادة قال . طلبوا أنهم ذلك وحقيقة الموت عن محيصا يروا فلم وفتشوا طوّفوا

. يجدوه فلم الموت من المهرب

{: ألقى أو قلب له كان لمن لذكرى ذكر الذي هذا في أن سبحانه أخبر ثم} ق شهيد وهو .37السمع

تعب يمسه ولم أيّام ستّة في بينهما وما واألرض السموات خلق أنه أخبر ثم. , , السابع اليوم في استراح انه قالوا حيث اليهود ألعدائه وتكذيبا اعياء وال

, فيه أعداؤه يقول ما على الصبر في وتعالى سبحانه به بالتأسي نبيه أمر ثم " : أذى على أصبر أحد وال استراح انه اليهود قول على صبر سبحانه أنه كما

." األدب في البخاري أخرجه حديث من جزء منه ,6099رقم 10/527يسمعهالمنافقين صفات في المسند, 51رقم 4/2160ومسلم في ,4/395وأحمد

401,405. األشعري موسى ابي حديث من جميعا

طلوع قبل ربه بحمد التسبيح وهو الصبر على به يستعين بما أمره ثم: . . وقيل الوتر هو فقيل السجود وأدبار وبالليل غروبها وقبل الشمس

, . وأبو وعلي عمر قول والثاني عباس ابن قول واألول المغرب بعد الركعتان

10

Page 11: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. عباس ابن وعن عباس ابن عن الروايتين واحدى علي بن والحسن هريرة. المكتوبات الصلوات أدبار باللسان التسبيح أن ثالثة رواية

, أجسادها الى األرواح برجوع المنادي ونداء المعاد بذكر السورة ختم ثم {: يسمعون. يوم أحد كل يسمعه قريب مكان من النداء هذا أن وأخبر للحشر

} ق بالحق { 42الصيحة {: كما, عنهم األرض تشقق يوم الله ولقاء بالبعث : } { : , حشر ذلك بطء وال مهلة غير من سراعا فيخرجون النبات عن تشقق

. سبحانه عليه يسير

, مجازاته يتضّمن وذلك أعداؤه يقول بما عالم أنه وتعالى سبحانه أخبر ثم , لتحقيق وقدرته علمه يذكر سبحانه وهو عليه يخف لم اذا بقولهم لهم

الجزاء.

االسالم على ليجبرهم يبعث ولم قهّار وال عليهم بمسلط ليس أنه أخبره ثم , ينتفع الذي فهو وعيده يخاف من بكالمه يذكر أن وأمره عليه ويكرههم

, ينتفع, فال ثوابه يرجو وال وعيده يخاف وال بلقائه يؤمن ال من وأما بالتذكيربالتذكير.

فائدة[ 6]بدر ألهل فضيلة

": أهل على اطّلع الله أن يدريك وما لعمر وسلم عليه الله صلى النبي قول " : غزوة باب المغازي في البخاري لكم غفرت فقد شئتم ما اعملوا فقال بدر

بدر(, 4274 )592\7الفتح أهل فضل من باب الصحابة فضائل باب في ومسلم4\1941 , , أبو, حديث وومن علي االمام حديث من وأحمد والترمذي داود أبو

بدر , أهل باب الرقاق في الدرامي في, 2761رقم 404\2هريرة وأحمد, 109\2المسند مل., اباحة ظاهره فان معناه الناس من كثير على أشكل

. , قوله من المراد ليس ممتنع وذلك منها شاؤوا فيما وتخييرهم لهم األعمال : , , " فقد" لكم كان عمل أي وتقديره للماضي هو وانما االستقبال اعملوا

: : شيئان: ذلك على ويدل قال غفرته

. : :) لكم ) فسأغفر قوله جوابه كان للمستقبل كان لو أنه أحدهما

. :) لذلك ) وجه وال الذنوب في اطالقا يكون كان أنه والثاني, ذنوبكم من سلف ما الغزوة بهذه لكم غفرت قد اني الجواب هذا وحقيقة

: وجهين من ضعيف لكنه

" . , " " ) قد) وقوله الماضي دون لالستقبال فانه يأباه اعملوا لفظ أن أحدهما " ": : " " " تحقيق غفرت قد قوله فان مثله اعملوا يكون أن يوجد ال لكم غفرت

} { : النحل الله أمر أتى كقوله المستقبل في المغفرة }1لوقوع جاء, والفجر{ .22ربّك ونظائره.

11

Page 12: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, ) على ) وتجسسه حاطب قّصة سببه فان يردّه نفسه الحديث أن ثانيهما , , سبب وهو قبلها ال بدر غزوة بعد وقع ذنب وذلك وسلم عليه الله صلى النبي

, , هذا, أن أعلم والله ذلك في نظن فالذي قطعا منه مراد فهو الحديث , يموتون بل دينهم يفارقون ال أنّهم وتعالى سبحانه الله علم قد لقوم خطاب

, , ولكن الذنوب من غيرهم يقارفه ما بعض يقارفون قد وأنهم االسالم على , وحسنات واستغفار نصوح لتوبة يوفّقهم بل عليها مصريّن سبحانه يتركهم ال

, . فيهم ذلك تحقق قد ألن غيرهم دون بهذا تخصيصهم ويكون ذلك اثر تمحو , . كما بهم تقوم بأسباب حصلت المغفرة كون ذلك يمنع وال لهم مغفور وأنهم

, حصلت قد كانت فلو بالمغفرة وثوقا الفرائض يعطّلوا أن ذلك يقتضي الصيام وال صالة الى ذلك بعد احتجوا لما باألوامر القيام على االستمرار بدون

. , محال وهذا جهاد وال زكاة وال حج وال

, تعطيل يتوّجب ال المغفرة فضمان ذلك بعد التوبة الواجبات أوجب ومن : " : , أى فقال ذنبا عبد أذنب آخر حديث في قوله هذا ونظير المغفرة أسباب , , أذنب ثم يمكث أن الله شاء ما مكث ثم له فغفر لي فاغفر ذنبا أذذنبت رب , , أن الله شاء ما مكث ثم له فغفر لي فاغفر ذنبا أصبت رب فقال آخر ذنبا

: , : علم الله فقال لي فاغفر ذنبا أصبت رب فقال آخر ذنبا أذنب ثم يمكث" , شاء ما فليفعل لعبدي غفرت قد به ويأخذ الذنوب يغفر ربا له أن عبدي

التوحيد باب التوبة, 7507رقم 474\13البخاري قبول باب التوبة في ومسلمالذنوب , 29رقم 2112\3من , , ابو حديث من يعلى أبو المسند في وأحمد

, والجرائم. المحّرمات في له سبحانه منه واذن اطالق هذا في فليس هريرة. تاب أذنب اذا كذلك دام ما له يغفر أنه على يدل وانما

, أذنب كلما وأنه ذنب على يصر ال أنه علم قد ألنه بهذا العبد هذا واختصاص , كما, بذلك له مقطوع العبد ذلك لكن حاله حالته كانت من كل يعم حكم تاب

. بدر ألهل مقطوع هو

بأنه أخبره أو بالجنة وسلم عليه الله صلى الله رسول بّشره من وكذلك , له والمعاصي الذنوب اطالق الصحابة من غيره وال منه يفهم لم له مغفور

, بعد وخوفا وحذرا اجتهادا أشد هؤالء كانوا بل الواجبات بترك ومسامحته. , بالجنة لهم المشهود كالعشرة قبلها منهم البشارة

, , أنهم علموا فانهم عمر وطذلك والمخافة الحذر شديد الصديّق كان وقد , بانتفاء ومقيّدة الموت الى عليها االستمرار بقيود مقيّدة المطلقة البشارة

, من, شاؤوا فيما االذن االطالق ذلك من منهم أحد يفهم ولم موانعهااألعمال.

فائدة[ 7]: تعالى قوله تفسير في صائبة نظرة

12

Page 13: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

واليه} رزقه من وكلوا مناكبها في فامشوا ذلوال األرض لكم جعل الذي هوالملك{ 51النشور

وشقّها وحفرها عليها للوطئ منقادة ذلوال األرض جعل أنه سبحانه أخبر . , وأخبر منها ذلك أراد من على ممتنعة مستصعبة يجعلها ولم عليها والبناء

وظهرها ) ألمواتكم بطنها وكفاتا وفراشا وبساطا مهادا جعلها أنه سبحانه ) ( .) وطجاها الماء منها أخرج دحاها أنه وأخبر الشعبي قول من ألحيائكم

( , , الطريق الفجاج فيها ونهج بالجبال وثبّتها ومرعاها ماءها منها وأخرج , , ) وقدّر فيها وبارك والعيون األنهار فيها وأجرى والطرق الجبلين بين الواسع

. , ومن منها تخرج وأرزاقها وأقواتها كلها الحيوانات أن بركتها ومن أقواتها فيهااألشياء أحسن بطنها من لك وتخرج ظهرها على األذى تحمل أنها بركتها

. تستر, أنها بركتها ومن مليح كل له وتخرج قبيح كل منه فتوارى وأنفعها, , وشرابه طعامه له وتخرج وتؤويه وتضّمه وتواريها بدنه وفضالت العبد قبائح

, أبعد وال منه خيرا التراب من كان فال بالنفع وأعوده لألذى شئ أحمل فهي. الخير من وأقرب منه األذى عن

يقاد كيفما الذي الذلول كالجمل األرض لنا جعل سبحانه أنه والمقصودبكونها. وصفها من تقدّم لما وفجاجا طرقها عن بمناكبها التعبير وحسن ينقاد

, فسرت, ولهذا فيها شئ أعلى وهو مناكبها على يطأ عليها فالماشي ذلوال. أعاليه وهي االنسان كمناكب بالجبال المناكب

. : أيسر سهولها في المشى أن على تنبيه وذلك قالوا

, : االنسان مناكب ومنه والنواحي الجوانب المناكب بل طائفة وقالت . يمشي, الذي الوجه وهذا األعالي بالمنكب المراد أن يظهر والذي لجوانبه

, الكرة سطح فان له المقابل الوجه دون األرض من العالي هو الحيوان عليه , تقدّم, لما بالمناكب عنه التعبير وحسن سطحها في يقع انما والمش أعالها

. ذلول بأنها وصفها من

, , وفتق ووطّأها لهم فذلّلها فيها أودعه الذي رزقه من يأكلوا أن أمرهم ثم , المسكن تهيئة فذكر رزقهم وأودعها فيها يمشون التب والطرق السبل فيها

. , ثم للساكن فيه أودع مما واألكل والذهاب بالمجئ فيها والتقليب لالنتفاع } {: الملك النشور واليه بقوله غير, 15نبّه المسكن هذا في أنّا على

وطنا نتخذه أن يحسن فال سبيل عابري دخلناه بل مقيمين وال مستوطنين , مستقر, ال عبور منزل فهو القرار دار الى منه لنتزوّد دخلناه وانما ومستقّرا

. , ,) مستقر ) وطن وال وممر ومعبر سرور حبور

, , ولطفه وحكمه وقدرته ووحدانيّته ربوبيّته على الداللة اآلية فتضّمنت , , وطنا واتخاذها الدنيا الى الركون من والتحذير واحسانه بنعمه والتذكير

. وجنّته, داره الى السير فيها نسرع بل ومستقرا

13

Page 14: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , والحث بنعمته والتذكير وتوحيده معرفته من اآلية هذه ضمن في ما فلله , , , سبحانه بأنه واالعالم عليه والقدوم للقائه واالستعداد اليه السير على

. , النشور واليه أماتهم بعدما أهلها يحيى وأنه تكن لم كأنها الدار هذه يطوي

فائدة[ 8]الفاتحة سورة الى نظرة

. , : التامة وسعادته ادارية عملية وقوة نظرية علمية قوة قوتان لالنسان . انما العلمية القوة واستكمال واالدارية العلمية قوتيه استكمال على موقوفة

التي الطريق ومعرفة وصفاته أسمائه ومعرفة وبارئه فاطره بمعرفة يكون. عيوبها ومعرفة نفسه ومعرفة آفاتها ومعرفة اليه توصل

. أعرفهم الناس وأعلم العلمية قوته كمال يحصل الخمسة المعارف فبهذه . بمراعات اال يحصل ال االدارية العملية القوة واستكمال فيها وأفقههم بها

, واحسانا ونصحا وصدقا اخالصا بها والقيام العبد على سبحانه حقوقه . , من مستحيى فهو حقّه أداء في هو وتقصيره عليه لمنّته وشهودا ومتابعة

. ذلك ودون عليه يستحقّه ما دون أنها لعلمه الخدمة بتلك مواجهته

. الى يهديه فهو بمعونته اال القوتين هاتين استكمال الى له سبيل ال وأنه , عن الخروج يجنّبه وأن وخاّصت أولياءه اليه هجى الذي المستقيم الصراط

, ,, في بفساد واما الضالل في فيقع العلمية قوته في بفساد اما الصراط ذلك. الغضب له فيوجب العملية قوّته

, سورة تضمنّتها وقد األمور هذه بمجموع اال تتم ال وسعادته االنسان فكمال. {: . العالمين رب لله الحمد تعالى قوله فان انتظام كمال وانتظمتها الفاتحة

} . الفاتحة الدين يوم مالك الرحيم وهو, 4-2الرحمن األوّل األصل يتضّمن. وأفعاله وصفاته أسمائه ومعرفة تعالى الرب معرفة

, وهي الحسنى األسماء أصول هي السورة هذه في المذكورة واألسماء.) والرحمن ) والرب الله اسم

) ( , ) لصفات ) متضّمن الرب واسم األلوهيّة لصفات متضّمن الله فاسم . ) ومعاني, ) والبر والجود االحسان لضفات متضمن الرحمن واسم الربوبية

. هذا على تدور أسمائه

} {: الفاتحة نستعين إيّاك و نعبد إيّاك الطريق, 5وقوله معرفة يتضّمن , , على واستعانته ويرضاه يحبّه بما وحده عبادته اال ليست وأنها اليه الموصلة

عبادته.

} {: الفاتحة المستقيم الصراط اهدنا سبيل, 6وقوله ال العبد أن بيان يتضّمن , الى له سبيل ال وأنه المستقيم الصراط على باستقامه اال سعادته الى له

{: . وال عليهم المغضوب غير وقوله بهدايته اال الصراط على االستقامةالفاتحة{ ,7الضالّين المستقيم, الصراط عن االنحراف طرفي بيان يتضّمن

14

Page 15: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

العلم فساد هو الذي الضالل الى انحراف الطرفين أحد الى االنحراف وأنسببه, الذي الغضب الى انحراف اآلخر الطرف الى واالنحراف واالعتقاد

. والعمل القصد فساد

. النعمة من العبد وحظ نعمة وآخرها هداية وأوسطها رحمة السورة فأوّل , , فعاد الرحمة من حظّه قدر على منها وحظّه الهداية من حظّه قدر على

. ورحمته نعمته الى كلّه األمر

, من وذلك منعما رحيما اال يكون فال ربوبيّته لوازم من والرحمة والنعمة. , , المشركون به وعدل الجاحدون جحده وان الحق االله فهو ألوهيّته موجبات

كماله من فاز فقد وحاال وعمال ومعرفة علما الفاتحة بمعاني تحّقق فمن , عن درجتهم ارتفعت الذين الخاّصة عبوديّة عبوديّته وصارت نصيب بأوفر

. المستعان , والله المتعبّدين عوام

فائدة[ 9]طريقان تعالى لمعرفته

: طريقين من معرفته الى القرآن في عباده يدعو الرب. مفعوالته : في النظر أحدهما

, آياته : وهذه المشهودة آياته فتلك وتدبّرها آياته في التفكير ثانيهما. المعقولة المسموعة

{: والنهار الليل واختالف واألرض السموات خلق في اّن كقوله األوّل فالنوعمن السماء من الله أنزل وما الناس ينفع بما البحر في تجري التي والفلك

الرياح وتصريف دابّة كّل من فيها وبّث موتها بعد األرض به فأحيا ماء } البقرة يعقلون لقوم آليات واألرض السماء بين المسّخر .164والسحاب

{: ألولي آليات والنهار الليل واختالف واألرض السموات خلق في ان وقولهعمران{ آل .190األلباب القرآن, في كثير وهو

} {: النساء القرآن يتدبّرون أفال كقوله .82والثاني} {: المؤمنون القول يدّبّروا أفلم .68وقوله

} {: ص آياته ليدّبّروا مبارك اليك أنزلناه كتاب في, 29وقوله كثير وهوالقرآن.

. , الصفات على دالّة واألفعال األفعال على دالّة فانها المفعوالت فأّما , ومشيئته وقدرته وجوده يستلزم وذلك فعله فاعل على يدل المفعول فان

وال له قدرة ال موجود أو معدوم من االختياري الفعل صدور الستحالة وعلمه. ارادة وال علم وال حياة

, الفاعل ارادة على دالّة المتنوّعة التخصيصات من المفعوالت في ما ثم. متكرر غير واحدا يكون بحيث بالطبع ليس فعله وأن

. تعالى حكمته على دال المحمودة والغايات والحكم المصالح من فيها وما

15

Page 16: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. رحمته على دال والخير واالحسان النفع من فيها وما. غضبه على دال والعقوبة واالنتقام البطش من فيها وما. محبّته على دال والعناية والتقريب االكرام من فيها وما

. ومقته بغضه على دال والخذالن واالبعاد االهانة من فيها وماتمامه الى سوقه ثم والضعف النقص غاية في الشئ ابتداء من فيها وما

. المعاد وقوع على دال ونهايته. المعاد امكان على دليل المياه وتصرف والحيوان النبات أحوال من فيها وما. النبوّات صّحة على دليل خلقه على والنعمة الرحمة آثار ظهور من فيها وما

تلك معطي أن على دليل ناقصة كانت عدمتها لو التي الكماالت من فيها وما. بها أحق الكماالت

, عنه الرسل به أخبرت ما وصدق صفاته على شيء أدل فمفعوالته , باآليات االستدال على منبّهة المسموعات اآليات تصدق شاهدة فالمصنوعات {: يتبيّن. حتى أنفسهم وفي اآلفاق في آياتنا سنريهم تعالى قال المصنوعات

} فّصلت الحق أنّها من. 53لهم يريهم أن بد ال أنّه فأخبر حق القرآن أن أي . شهادته بكفاية أخبر ثم حق المتلوّة آياته أن لهم يبيّن ما المشهودة آياته

. رسوله صدق على والبراهين الدالئل من أقام بما خبره صحة على

, , الشاهد فهو بآياته رسوله بصدق شاهد وهو بصدقه شاهدة فآياته . , كما نفسه على بنفسه الدليل فهو عليه والمدلول الدليل وهو له والمشهود

: شيء؟ كل على لي دليل هو ما على الدليل أطلب كيف العارفين بعض قال. منه أظهر فوجوده عليه طلبته دليل فأي

} {: ابراهيم شك الله أفي لقومهم الرسل قال كل, 10ولهذا من أعرف فهو. دليل, كل من وأبين معروف

واالستدالل النظر في بها عُرف كان وان الحقيقة في به عُرفت فاألشياء . عليه وأفعاله بأحكامه

فائدة[ 10]غم أو هم أصابه من يفعل كيف

: , قال قال مسعود بن عبدالله حديث من حاتم أبي وصحيح المسند في: , " : اللهم فقال حزن وال هم عبدا أصاب ما وسلم عليه الله صلى الله رسول

, , , , , فّي عدل حكمك فّي ماضى بيدك ناصيتي أمتك ابن عبدك وابن عبدك اني , أو, كتابك في أنزلته أو نفسك به سّمت لك هم اسم بكل أسألك قضاؤك

, , , وجالء صدري ونور قلبي ربيع القرآن تجعل أن خلقك من أحدا علّمته.." , , فرحا, مكانه وأبدله وغّمه هّمه الله أذهب اال وغّمي هّمي وذهاب حزني

, " : أن سمعهن ينبغيلمن بلى قال نتعلّمهن؟ أفال الله يارسول قالواص". الكلم في األلباني صححه و .81يتعلّمهن

. أن منها والعبوديّة والتوحيد المعرفة من أمورا العظيم الحديث هذا فتضّمن ," " : يتناول وهذا أمتك ابن عبدك ابن عبدك اني بقوله سؤاله صدّر به الداعي

16

Page 17: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

( , تودد تملّق ذلك وفي وحوّاء آدم أبويه الى وأمهاته آبائه من فوقه منوان( مماليكه وآبائه مملوكه بأنه واعترافه يديه بين واستخذاء له وتلطّف

, أهمله ان سيّده وأن واحسانه وفضله سيّده باب غير باب له ليس العبد. , , ضيعة أعظم يضيع بل عليه يعطف ولم أحد يؤوه ولم هلك عنه وتخلّى

, : به أعوذ أن لي وليس عين طرفة عنك غنى ال أني االعتراف هذا وتحت , مربوب بأنه االعتراف ذلك ضمن وفي عبده أنا الذي سيّدي غير به وألوذ

. , لنفسه االختيار بحكم ال العبوديّة بحكم يتصّرف انما منهي مأمور مدبّر

. واألحرار الملوك شأن بل العبد شأن في هذا فليس

المضافون الطاعة عبيد فهؤالء العبوديّة محض على فتصّرفهم العبيد وأّما } {: الحجر سلطان عليهم لك ليس عبادي اّن قوله في سبحانه ,42اليه

} الفرقان:} هونا األرض على يمشون الذين الرحمن وعباد ومن, 63وقوله, , ملكه الى البيوت سائر كاضافة اليه فاضافتهم والربوبية القهر عبيد عداهم

, هي التي وداره اليه ناقته واضافة اليه الحرام البيت كاضافة أولئك واضافة { : , الله عبد قام لّما وأنّه بقول اليه رسوله عبودية واضافة اليه الجنة

الجن{. .19يدعوه

العبوديّة[ 11] معاني من

" والخضوع " الذل من عبوديته التزام عبدك اني قوله بمعنى التحقيق وفي, , , , اليه, واللجوء اليه االفتقار ودوام نهيه واجتناب سيّده أمر وامتثال والنابة

, , , , اال قلبه يتعلّق ال أن به ولياذه به العبد وعياذ عليه والتوكّل به واالستعانة. ورجاء وخوفا محبّة بغيره

, , : مطيعا وميّتا حيّا وكبيرا صغيرا الوجوه جميع من عبد أني أيضا وفيه. والجوارح, واللسان القلب ومبتلى معافى وعاصيا

. , لسيّده يمتلك وما العبد فان لك ملك ونفسي مالي أن أيضا وفيه

من كلّه فذلك نعمة من فيه أما ما بكّل علّي مننت الذي أنت انك أيضا وفيه. عبدك على انعامك

, ال كما بأمرك اال ونفسي مالي من خوّلتني فيما أتصّرف ال اني أيضا وفيه , وال موتا وال ضّرا وال نقعا لنفسي أملك ال واني سيّده باذن اال العبد يتصّرف

. . حقيقة عبدك اني لي قال فقد ذلك شهود له صّح فان نشورا وال حياة

, ," " لست تشاء كيف تصّرفي في المتصّرف أنت أي بيدك ناصيتي قال ثم. نفسي في المتصّرف أنا

وقلبه بيده وناصيته وسيده ربه بيد نفسه من تصّرف في له يكون وكيف , كله وبالؤه وعافيته وشقاؤه وسعادته وحياته وموته أصابعه من أصبعين بين , , من أضعف سيّده تصّرف في هو بل شيء منه العبد الى ليس سبحانه اليه

17

Page 18: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , وقهره تصّرفه تحت له مالك قاهر سلطان بيد ناصيته حقير ضعيف مملوك. ذلك فوق األمر بل

يصرفهم وحده الله بيد كلها العباد ونواصي ناصيته أن العبد شهد ومتى , , , بل المالكين منزلة ينزلهم ولم يرجهم ولم ذلك بعد يخفهم لم يشاء كيف

, , غيرهم لهم والمدبّر سواهمو فيهم المتصّرف مربزبين مقهورين عبيد منزلة, , له الزما وصفا ربا الى وضرورته فقره صار المشهد بهذا نفسه شهد فمن

, , بهم ورجاءه يعلّقالأمله ولم اليهم يفتقر لم كذلك الناس شهد ومتى {: . , على توكّلت اني لقومه هود قال ولهذا وعبوديته وتوكّله توحيده فاستقام

صراط على ربي ان بناصيتها آخذ هو اال دابّة من ما وربّكم ربي اللههود{ .56مستقيم

" , الكالم :" هذا تضّمن قضاؤك فّي عدل حكمك فّي ماض وقوله. : عبده: في حكمه مضاء أحدهما أمرين

, معنى: وهذا الحمد وله الملك له سبحانه وهو وعدله حكمه يتضّمن ثانيهم { : ,} {: على ربي ان قال ثم بناصيتها آخذ هو اال دابّة من ما هود نبيّه قول

, } بيده نواصيهم عباده في متصّرفا مالكا قاهرا كونه مع أي مستقيم صراط. مستقيم صراط على فهو

وفعله قوله في مستقيم صراط على فهو فيهم به يتصّرف الذي العدل وهو. وعقابه وثوابه ونهيه وقدره وقضائه

, , , عنه نهى والذي مصلحة كله وأمره عدل كلّه وقضاؤه صدق كله فخبره , , لمن وعقابه ورحمته بفضله الثواب يستحق لمن وثوابه مفسدة كله

. وحكمته بعله العقاب له يستحق

بينهما[ 12] والفرق والحكم القضاء

, , , فان للقضاء والعدل للحكم المضاء وجعل ولبقضاء الحكم بين وفرق. , القدري الكوني وحكمه الشرعي الديني حكمه يتناول سبحانه حكمه

, , قد الحكممين تحت مقهور وهو فيه ماضيان العبد في نافذان والنوعان , , , , أما مخالفته يمكنه ال الكوني الحكم لكن أبى أم شاء فيه ونفذا فيه مضيا

. يخالفه فقد الشرعي الديني

, , ونفوذه مضيه بعد يكون انما وذلك واالكمال االتمام هو القضاء كان ولما " عبدك:" في ونفّذته وأتممته أكملته الذي الحكم أي قضاؤك في عدل قال

. فيه منك عدل

, كان فان ينفذه ال وقد تنفيذه يشاء وقد سبحانه به يحكم فهو الحكم أما, , فيه مض سبحانه نفذه فان كونيا كان وان العبد في ماض فهو دينيا حكما

. , يقضي قد وغيره به يقضي ما يقضي سبحانه فهو عنه اندفع ينفّذه لم وان

18

Page 19: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. القضاء فله ويمضي يقضي سبحانه وهو تنفيذه يستطيع ال أمرا ويقدّر بقضاءواالمضاء.

, " ": الوجوه كل من عبده في أقضيته جميع يتضمن قضاؤك في عدل وقوله , , , , وغير وتجاوز وعقوبة وموت وحياة وألم ولذّة وفقر وغنى وسقم صحة من } { : الشورى. أيديكم كسبت فبما مصيبة من أصابكم وما تعالى قال ,30ذلك } الشورى:} كفور االنسان فاّن أيديهم قدمت بما سيئة تصبهم وان .48وقال

. فيه عدل فهو العبد على يمضي ما فكل

! : قضائها؟ في العدل وجه فما وقدره بقضائه عندكم فالمعصية قيل فان , : . أجله ومن شأن له سؤال هذا قيل ظاهر غير عليها العقوبة في العدل فان

: . , الظلم ألن قالوا لذاته ممتنع والظلم المقدور هو العدل أن طائفة زعمت . اال عبده في تصّرفه يكون فال شيء كل له والله الغير ملك في التصّرف هو

عدال.

, منه : حسن فلّما وقدره قضاه ما على اليعاقب أنه العدل بل طائفة وقالت , على جزاؤه هو العدل فيكون وره بقائه ليس أنّه عُلم الذنب على العقوبة

. هؤالء على وصعب اآلخرة في واما الدنيا في اما والذم بالعقوبة الذنب , يقول أن يمكنه لم القدر أثبت من أن فزعموا والقدر العدل بين الجمع

. الجمع, عليهم صعب كما بالقدر يقول أن يمكنه لم بالعدل قال ومن بالعدل , بانكار اال التوحيد اثبات يمكنهم ال أنهم فزعموا الصفات واثبات التوحيد بين

. بالقدر, تكذيبا وعدلهم تعطيال توحيدهم فصار الصفات

, في الشيء وضع هو عندهم والظلم لألمرين مثبتون فهم السنة أهل وأما , في عنه نفسه الله نّزه قد وهذا له ذنب ال ومن المطيع كتعذيب موضعه غير

اآلية يونس سورة في تعالى كقوله كتابه من موضع يظلم:} 44غير ال الله ان, ,.} شاء من ضّل وان سبحانه وهو يظلمون أنفسهم الناس ولكن شيئا , , االضالل وضع ألنه فيه العدل محض فذلك شاء من وألغى بالمعصية وقضى

,. , كل الذي العدل الحسنى أسمائه وكيفالومن به الالئق موضعه في والخذالن , , وأرسل السبل أوضح قد سبحانه وهو وحق وصواب سداد وأحكامه أفعاله

, , والطاعة, الهداية أسباب من ومكّن العلل وأزاح الكتاب وأنزل الرسل , , , وأراد عناية بمزيد يشاء من ووفّق عدله وهذا والعقول واألبصار باألسماع

, , لتوفيقه بأهل ليس من وخذل فضله فهذا ويوفّقه يعينه أن نفسه من , , فقطع, يوفّقه أن نفسه من سبحانه يرد ولم نفسه وبين بينه وخلى وفضله

: . , نوعان وهذا عدله يحرمه ولم فضله عنه

, ) في) عدوه وايثاره عنه اعراضه على للعبد منه جزاء يكون ما أحدهما , , ويتخلى, يخذله أن أهل فهو وشكره ذكره وتناسي عليه والموافقة الطاعة

عنه.

) نعمة) قدر يعرف ال أنه منه يعلم لما ابتداء ذلك له يشاء ال أن ثانيهما , , , لعدم, له يشاؤها فال يحبه وال بها عليه يثني وال عليه يشكره وال الهداية

. محله صالحية

19

Page 20: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{: من عليهم الله مّن أهؤالء ليقولوا ببعض بعضهم فتنّا وكذلك تعالى قال } األنعام بالشاكرين أعلم الله أليس :} 53بيننا خيرا, فيهم الله علم ولو وقال

األنفال { أسمعهم ولو .22ألسمعهم , , كما العدل محض ذلك كان والمعصية بالضالل النفوس بهذه قضى فاذا , ذلك وكان العقور الكلب وعلى العقرب وعلى تقتل بأن الحيّة على قضى . , هذا في الكالم استوفينا وقد الصفة هذه على مخلوقا كان وان فيه عدل

" , والقدر القضاء مسائل في العليل شفاء اسمه والقدر القضاء كتابنا في. والتعليل والحكمة

, ": فّي عدل حكمك فّي ماض وسلم عليه الله صلى قوله أن والمقصود , في", الله أقضية عموم ينكرون الذين القدريّة الطائفتين على رد قضاؤك

, الى, القضاء ويردون وقدره بقضائه كونها عن العباد أفعال ويخرجون عبده" , : . لقوله يبقى فال عدل مقدور كل يقولون الذين الجبريّة وعلى والنهي األمر

, " هو والظلم فعله يمكن ما كل عندهم العدل فان فائدة قضاؤك فّي عدل. . : , بعينه األول هو وهذا قضاؤك فّي ونافذ ماض قال فكأنه لذاته المحال

, " العبد " علم ما كلها بأسمائه اليه توسل آخره الى اسم بكل أسألك وقوله , . التي وأفعاله بصفاته وسيلة فانها اليه الوسائل أحب وهذه يعلم لم وما منها

. أسمائه مدلول هي

: " " : الذي المطر الربيع صدري ونور قلبي ربيع القرآن تجعل أن وقوله, . . بالمطر الله شبهه وكذلك به القلوب لحياة به القرآن شبّه األرض به يحيي

, االنارة به تحصل الذي والنور الحياة به تحصل الذي الماء بين وجمع {: فسالت, ماء السماء من أنزل قوله في سبحانه بينهما جمع كما واالشراقوابتغاء النار في عليه يوقدون ومما رابيا زبدا السيل فاحتمل بقدرها أودية

الرعد...{ :} 17حلية ما, أضاءت فلّما نارا استوقد الذي كمثل مثلهم وقوله } البقرة بنورهم الله ذهب { 17حوله {: البقرة, السماء من كصيّب أو قال ثم

19 }.... النور, :} واألرض السموات نور الله قوله :} 35وفي ترى, ألم قال ثممن يخرج الودق فترى ركاما يجعله ثم بينه يؤلّف ثم سحابا يجزي الله أن

ويصرفه يشاء من به فيصيب برد من فيها جبال من السماء من وينّزله خالله } النور باألبصار يذهب برقه سنا يكاد يشاء من أن, 43عن الدعاء فتضّمن

. قال والنور الحياة له فتجتمع صدره به ينوّر وأن القرآن بربيع قلبه يجييكمن: } الناس بين به يمشي نورا له وجعلنا فأحييناه ميتا كان من أو تعالى

} األنعام منها بخارج ليس الظلمات في .122مثله

, الى منه يسري له الحاصل النور كان القلب من أوسع الصدر كان ولما , . كلها, والجوارح البدن حياة كانت ولما منه أوسع هو لما حصل قد ألنه القلب , , له الحياة سأل الجوارح الى ثم الصدر الى منه الحياة تسري القلب بحياة

. القلب ة حيا يضاد والغم والهم الحزن كان ولما مادّتها هو الذي بالربيع , , ذهبت, أنها وأما تعود أال أحرى فانها بالقرآن ذهابها يكون أن سأل واستنارته

. , ذلك بذهاب تعود فانها ولد أو زوجة أو جاه أو دنيا صحةأو من القرآن بغير

20

Page 21: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, كان وان الحزن أحدث ماض أمر من كان ان القلب على الوارد والمكروه. , , أعلم والله الغم أحدث حاضر أمر من كان وان الهم أحدث مستقبل من

فائدة[ 13]جالله جّل الرحمن عرش وأشرفها الموجودات أنزه

وأوسعها وقدرا ذاتا وأعالها وأشرفها وأنورها وأظهرها الموجودات أنزه . . الى أقرب كان ما وكل عليه الستوائه صلح ولذلك جالله جّل الرحمن عرش

. الفردوس جنّة كانت ولهذا عنه بعد مما وأشرف وأنزه أنور كان العرشهو الذي الرحمن عرش من لقربها وأجلّها وانورها وأشرفها الجنان أعلى . شّر, سافلين أسفل كان ولهذا وأضيق أظلم كان عنه بعد ما وكل سقفها

. خير كل من وأبعدها وأضيقها األمكنة

, المثل عرش فهي وارادته ومحبّته لمعرفته محال وجعلها القلوب الله وخلق {: . يؤمنون ال للذين تعالى الله قال وارادته ومحبّته معرفته هو الذي األعلى

} النحل الحكيم العزيز وهو األعلى المثل ولله السوء مثل وقال, 60باآلخرةفي"} األعلى المثل وله عليه أهون وهو يعيده ثم الخلق يبدأ الذي وهو تعالى

} الروم الحكيم العزيز وهو واألرض :} 27السموات كمثله, ليس تعالى وقالالشورى{ فو. 11شيء المؤمن قلب على مستو وهو األعلى المثل من فهذا

لم دنس كل من وأبعدها وأطيبها وأنزهها األشياء أطهر يكن لم وان عرشه , مثل عليه فاستوى وارادة ومحبة معرفة عليه األعلى المثل الستواء يصلح

, وبعد وأظلم فضاق بها والتعلّق وارادتها ومعرفتها ومحبتها األسفل الدنيا : الرحمن عرش هو قلب قلبين على القلوب تعود حتى وفالحه كماله من

, , الرحمن عرش هو وقلب الخير وذخائر والبهجة والفرح والحياة النور ففيه , ما على حزين فهو والهم والغم والحزن والموت والظلمة الضيق فهناك

. , الحال, في مغموم يستقبل بما مهموم مضى

": اذا قال أنه وسلّم عليه الله صلّى النبي عن وغيره الترمذي روى وقد " , الله؟ رسول يا ذلك عالمة فما قالوا وانشرح انفسح القلب النور دخل , , للموت:" واالستعداد الغرور دار عن والتجافي الخلود دار الى االنابة قال

" التفسير في جرير ابن أخرجه نزوله السنة, 20\8قبل شرح في \6والبغوي72 , ص, والصفات األسماء في والبيهقي نعيم في, 156وأبو األلباني وضعّفه

بقم الضعيفة .965السلسلة

ينفسح فلذلك األعلى المثل آثار من هو انما القلب يدخل الذي والنور. , والضيق, الظلمة فحظّه ومحبّته الله معرفة فيه يكن لم واذا وينشرح

فائدة[ 14]وتعالى سبحانه عظمته

, االمور أزّمة كله الحمد وله كله الملك له ملكا تجد القرآن خطاب تأّمل , , , , تخفى ال ملكه سرير على مستويا اليه ومردّها منه ومصدرها بيده كلها , , على مطّلعا عبيده نفوس في بما عالما مملكته أقطار في خافية عليه

21

Page 22: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , , , ويعطي يمنع ويرى يسمع المملكة بتدبير منفردا نيتهم وعال أسرارهم , , , , ويقضي ويقدر ويحيي ويميت ويرزق يخلق ويهين ويكرم ويعاقب ويثيب

ويدبّر.

, , باذنه اال ذّرة تتحّرك ال اليه وصاعدة وجليلها دقيقها عندها من نازلة األمور, , . نفسه ويمّجد نفسه على يثني تجده كيف فتأّمل بعلمه اال ورقة تسقط وال

, , , ويرغّبهم وفالحهم سعادتهم فيه ما على ويدلّهم عباده وينصح نفسه ويحمد , , ويتحبب, وصفاته بأسمائه اليهم ويتعّرف هالمهم فيه مما ويحذّرهم فيه

, , , تمامها به يستوجبون بما ويأمرهم عليهم بنعمه فيذكّرهم وآالئه بنعمه اليهم , أعد وما أطاعوه ان الكرامة من لهم أعد بما ويذكّرهم نقمه من ويحذّرهم , , كابت وكيف وأعدائه أوليائه في بصنعه ويخبرهم عصوه ان العقوبة من لهم , , , أعدائه ويذم أعمالهم وأحسن أعماله بصالح أوليائه على ويثني هؤالء عاقبة

, , . , والبراهين األدلّة وينوّع األمثال ويضرب صفاتهم وقبيح أعمالهم بسّيء, , , الكاذب ويكذب الصادق ويصدق األجوبة أحسن أعدائه شبه عن ويجيب

, , , وصفاتها أوصافها ويذكر السالم دار الى ويدعو السبيل ويهدي الحق ويقول , , , ويذكر وآالمها وقبحها عذابها ويذكر البوار دار من ويحذّر ونعيمها وحسنها , عنه لهم غنى ال وأنهم وجه كل من اليه حاجتهم وشدّة اليه فقرهم عباده

, , عن بنفسه الغني وأنه الموجودات جميع وعن عنهم غناه ويذكر عين طرفة , , الخير من ذّرة أحد ينال ال وأنه بنفسه اليه فقير سواه ما وكل سواه ما كل

. , وحكمته بعدله اال فوقها فما الشر من ذّرة وال ورحمته بفضله اال فوقها فما , عثراتهم مقيل ذلك مع وأنه عباد ألطف ألحبابه عتابه خطابه من ويشهد , , والمحامي عنهم والدافع فاسدهم ومصلح أعذارهم ومقيم زالتهم وغافر

, , , كرب, كل من لهم والمنجي بمصالحهم والكفيل لهم والناصر عنهم, , الحق موالهم فهو سواه لهم ولي ال الذي وليّهم وأنه بوعده لهم والموفي

. , النصير ونعم المولى فنعم عدوهم على ونصيرهم

شأنه هذا جميال جوادا رحيما عظيما ملكا القرآن من القلوب شهدت فاذا, , , اليه التودد في أنفاسها وتنفق منه القرب في وتنافس تحبّه ال فكيف

, سواه؟ ما كل رضا من عندها آثر ورضاه سواه ما كل من اليها أحب ويكون , وقوتها غذاؤها به واألنس اليه والشوق الحب ويصير بذكره تلهج ال وكيف. , بحياتها؟, تنتفع ولم وهلكت فسدت ذلك فقدت ان بحيث ودواؤها

فائدة[ 15]ضدّه من يفرغ أن فيه يوضع لما المحل قبول من بد ال

. في أنه كما وهذا ضدّه من بتفريغه مشروط فيه يوضع لما المحل قبول . ممتلئا القلب كان فاذا والرادات واالعتقادات هو فكذلك واألعيان الذوات

, , أن كما موضع ومحبّته الحق العتقاد فيه يبق لم ومحبّة اعتقادا بالباطل ,, بما النطق من صاحبه يتمكن لم ينفع ال بما بالتكلم اشتغل اذا اللسان

. اشتغلت, اذا الجوارح وكذلك بالباطل النطق من لسانه فرغ اذا اال ينفعهالقلب فكذلك ضدها من فرغها اذا اال بالطاعة شغلها يمكن لم بغيرالطاعة

, , الله بمحبة شغله يمكن ال اليه والشوق وارادته الله غير بمحبّة المشغول . حركة وال بغيره تعلّقه من بتفريغه اال لقائه الى والشوق وحبه وارادته

22

Page 23: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. , فاذا وخدمته غيره ذكر من فرغها اذا اال بخدمته والجوارح بذكره اللسان , , موضع فيها يبق لم تنفع ال التي والعلوم بالمخلوق بالشغل القلب امتالء

. وأحكامه وصفاته أسمائه ومعرفة بالله للشغل

, , : الله حديث غير الى صغى فاذا األذن كاصغاء القلب اصغاء أن ذلك وسر , , , يبق لم الله محبّة غير الى مال اذا كما لحديثه فهم وال اصغاء فيه يبق لم

, . للنطق محل فيه يبق لم ذكره بغير القلب نطق فاذا محبّته الى ميل فيه. كاللسان بذكره

": حتى قيحا أحدكم جوف يمتلئ ألن قال أنه النبي عن الصحيح في ولهذا ." األدب في البخاري أخرجه شعرا يمتلئ أن من له خير (,6155 )564\10يريه

. , , هريرة , ابو حديث من وجميعا والترمذي داود وأبو الشعر في ومسلموالخياالت والشكوك بالشبه يمتلئ فكذلك بالشعر يمتلئ الجوف أ، فبيّن , , والمضحكات والمفكّهات تنفع ال التي والعلوم لها وجود ال التي والتقديرات

. الذي والعلم القرآن حقائق جاءته بذلك القلب امتالء واذا ونحوها والحكايات , محل الى وجاوزته فتعدته قبوال وال لها فراغا فيه تجد فلم وسعادته كماله به

ال, فانه فيه لها منفذ ال ضدها من مآلن لقلب النصيحة بذلت اذا كما سواه: , , قيل, ولذلك مستوطنة ال مجتازة تمر لكن فيه تلج وال يقبلها

منّزه لكل حل فجنابنا تلقنا سوانا عن فؤادك نّزهفاز الطلسم ذا حّل من وصالنا لكنز طلسم والصبر

بكنزه. التوفيق وبالله

فائدة[ 16]التكائر ألهاكم قي الكالم

, لمن موعظة بها وكفى والتهديد والوعيد للوعد السورة هذه أخلصت } {: فان. فيه تعذرون ال وجه على شغلكم أي ألهاكم تعالى فقوله عقلها

, . وان التكليف محل فهو بقصد كان فان عنه االشتغال هو الشيء عن االلتهاء ": آنفا ألهتني انها الخميصة في وسلّم عليه الله صلى كقوله قصد بغير كان

" الصالة في البخاري صالتي . 391\1ومسلم, 575\1عن صاحبه كان وأبوداود " . عن وسلم عليه الله صلى فلها الحديث وفي النسيان من نوع وهو معذورا

, , األدب" كتاب البخاري حديث من جزء عنه ذهل أي رقم 591\10الصبياآلداب, 6191 في . 29رقم 1692\3ومسلم والبيهقي,

. : . , للقلب: واللهو عنه انصرف اذا عنه ولها به اشتغل أي بالشيء لها ويقال } {: . , أبلغ التكاثر ألهاكم قوله كان ولهذا بينهما يجمع ولهذا للجوارح واللعب

. غير وقلبه يعمل بما جوارحه يستعمل قد العامل فان شغلكم من الذم في . . مكاثرة اي الكثرة من تفعل والتكاثر واعراض ذهول هو فاللهو به اله

ما كل أن وعمومه الطالقه ارادة به المتكاثر ذكر عن وأعرض لبعض بعضكمفهو معاده بنفع عليه يعود وما ورسوله الله طاعة سوى غيره العبد به يكاثر . أو رئاسة أو مال أو جاه من شيء كل في فالتكاثر التكاثر هذا في داخل

. , الكتب في والتكاثر اليه يحتج لم اذا سيّما وال علم أو حديث أو نسوة . أن الرجل يطلب أن والتكاثر وتوليدها وتفريعها المسائل وكثرة والتصانيف

23

Page 24: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , فيه فالتكاثر الله الى يقّرب فيما اال مذموم وهذا غيره من أكثر يكون. اليها ومسابقة للخيرات منافسة

: النبي الى انتهى أنه الشخير بن عبدالله حديث من مسلم صحيح وفي : " : } مالي } آدم ابن يقول قال التكاثر ألهاكم يقرأ وهو وسلم عليه الله صلى , , أو, فأفنيت أكلت أو فأمضيت به تصدّقت ما اال مالك من لك وهل مالي

. والرقائق الزهد فأبليت , 3رقم2273\4لبست والنسائي, الترمذي أخرجه كماوأحمد.

تنبيه[ 17]بأذنه ينتفع لم بعينه ينتفع لم من

. بأذنه ينتفع لم بعينه ينتفع لم من , الذي , الستر هتك فمن الناس وبين بينه وستر الله وبين بينه ستر للعبد

. الناس , وبين بينه الذي الستر هتك الله وبين بينه , قبل ربّه يسترضي أن له فينبغي ساكنه هو وبيت مالقيه هو رب للعبد

. اليه انتقاله قبل بيته ويعّمر لقائه , والدار الله عن تقطعك الوقت اضاعة ألن الموت من أشد الوقت اضاعة

. وأهلها, الدنيا عن يقطعك والموت اآلخرة. , العمر بغم فكيف ساعة غم تساوي ال آخرها الى أولها من الدنيا. , غدا المحبوب يعقبه اليوم ومكروه غدا المكروه يعقبه اليوم محبوب وأنفع بها أولى هو بما وقت كل نفسك تشغل أن الدنيا في الربح أعظم

. معادها في. ساعة شهوة فيها بما الجنّة باع من عاقال يكون كيف, : نفسه على بكاؤه شيئين من وطره يقضي ولم الدنيا من العرف يخرج

. ربّه على وثناؤه , خفته اذا تعالى والرب منه وهربت منه استوحشت خفته اذا المخلوق

. اليه وقربت به أنست نفع ولو الكتاب أهل أحبار سبحانه الله ذم لما عمل بما العلم نفع لو

. المنافقين ذم لما اخالص بال العمل , . , نفعل لم فان الفكرة فدافع فكرة صارت تفعل لم فان الخطرة دافع

, , . لم فان وهّمة عزيمة صارت تفعل لم فان فحاربها شهوة صارت , عليك فيصعب عادة صار بضدّه تتداركه لم فان فعال صارت تدافعها

. عنها االنتقال: مراتب ثالث التقوى

. والمحّرمات: اآلثام عن والجوارح القلب حمية احداها. المكروهات: عن حميتها الثانية

. يعني: ال وما الفضول عن الحمية الثالثة

, , تكسبه والثالثة وقوته صحته تفيد والثانية حياته العبد تعطي فاألولى. وبهجته وفرحه سروره

المحق الخصم ناصر يقلل عنه تذب حين الحق غموضالمدقّ على للمجّل فتقضي قوم فهوم الدقيق عن تضل

24

Page 25: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الناس من لي بشفيع وال بي ال وأدركه أسعى ما أبلغ باللهجانب من مسرعا الرجاء جاء يقطعني اليأس وكاد أيست اذا

اليأس , الله خلقه ومن المكاره من تأتيه هداياها تزل لم للجنّة الله خلقه من

. الشهوات من تأتيه هداياها تزل لم للنار. منها بالخروج عوقب الشجرة جانب من الجنة في الخلود آدم طلب لما

اآليات .24-19اقرأ األعراف سورة منفيها لبث الرؤية صاحب جهة من السجن من الخروج يوسف طلب ولما

. آية يوسف اقرأ سنين .42بضع: مشاهد ستّة فيه فله يكرهه مقدور العبد على جرى اذا

, , الله: شاء وما وخلقه وشاءه قدّره الذي هو الله وأن التوحيد مشهد األوّل. يكن لم يشأ لم وما كان

. , , : قضاؤه فيه عدل حكمه فيه ماض وأنه العدل مشهد الثاني, , وانتقامه: لغضبه غالبه المقدور هذا في رحمته وأن الرحمة مشهد الثالث

. رحمة وباطنه بالء ظاهره أي حشوه ورحمةه , , وال: سدى يقدّره لم ذلك اقتضت سبحانه حكمته وأن الحكمة مشهد الرابع

. عبثا قضاه , جميع: من ذلك على التام الحمد سبحانه له وان الحمد مشهد الخامس

وجوهه. , أحكام: عليه تجري وجه كل من محض عبد وأنه العبوديّة مشهد السادس

, كما القدريّة أحكامه تحت فيصرفه وعبده ملكه كونه بحكم وأقضيته سيّده. , عليه األحكام هذه لجريان محل فهو الدينيّة أحكامه تحت يصرفه

, , , , الذكر وخمول القلب وفساد الحق وخفاء الرأي وفساد التوفيق قلّة , , , اجابة ومنع ربّه وبين العبد بين والوحشة الخلق ونفرة الوقت واضاعة

, , , العلم, وحرمان والعمر الرزق في البركة ومحق القلب وقسوة الدعاء , , , الذين السوء بقرناء واالبتالء الصدر وضيق العدو واهانة الذل ولباس

, , , المعيشة وضنك والغم الهم وطول الوقت ويضيعون القلب يفسدون , ... الزرع يتولّد كما الله ذكر عن والغفلة المعصية من تتولّد البال وكسف

. , النار عن واالحراق الماء عن. الطاعة عن تتولّد هذه وأضداد

فصل[- 18]تعالى له االنصاف معاني من

, , عمله في وأآلفات عامه في بالجهل فأقر ربّه أنصف لمن طوبى . , , آخذه فان معاملته في والظلم حقه في والتفريط نفسه في والعيوب

. , فضله رأى بها يؤاخذه لم وان عدله رأى بذنوبه

, وصدقة فمنّة قبلها فان عليه وصدقته منّته من رآها حسنة عمل وان. به, يواجه أن يصلح كثلهاال فلكون ردّها وان ثانية

25

Page 26: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , , عنه عصمته وامساك له وخذالنه عنه تخلّيه من رآها سيّئة عمل وان , , , فان نفسه في وظلمه ربّه الى فقره ذلك في فيرى فيه عدله وذلك

. وكرمه وجوده احسانه فبمحض له غفرها

أو مسيئا اال نفسه يرى وال محسنا اال ربّه يرى ال أنّه وسّرها المسألة ونكتةوكل اليه واحسانه عليه ربّه فضل من يسّره ما كل مقّصرافيرى أو مفرطا

. فيه الله وعدل ذنوبه من يسوؤه ما

. : اذا المحب وكذلك لسكانها سقيا قالوا أحبّائهم منازل خربت اذا المحبّونوتودده الدنيا في له طاعته حسن حينئذ ذكر التراب تحت األعوام عليه أتت

. البالية األجسام تلك في ساكما كان لمن وسقياه رحمته وتجد اليه

فائدة[ 19]نوعان الغيرة

, : على فالغيرة الشيء من وغيرة الشيء على غيرة غيرتان الغيرة . , فالغيرة عليه يزاحمك أن المكروه من والغيرة عليه حرصك المحبوب , يكون حيث تحمد وهذه المزاحم من بالغيرة اال تتم ال المحبوب على , المشاركة تحسن من وأما كالمخلوق حبه في المشاركة تقبح المحبوب

يتصوّر فال وتعالى سبحانه القريب الحبيب بل والعالم كالرسول حبه في. حسد هو بل عليه المزاحمة غيرة

الى يصرفها أن له محبته على المحب يغار أن حقه في المحمودة والغيرة , أعماله, على يغار أو عليه فيفسدها الغير عليها يطلع أن عليها يغار أو غيره

, محبوبه يكره ما يشوبها أن عليها يغار أو محبوبه لغير شيء فيها يكون أنمنته شهود عن غيبته أو عليها غيره الشراف محبة أو اعجاب أو رياء من

. فيها عليها

. , لله كلها وأفعاله وأعماله أحواله تكون أن يقيضي فغيرته وبالجملة , فهذه محبوبه رضى غير في وقت منها يذهب أ، أوقاته على وكذلكبغار

عن له القاطع المعوق له المزاحم من غيرة وهي العبد جهة من الغيرة. محبوبه مرضاة

محبة الى محبته عن قلبه ينصرف أن كراهية فهي عليه محبوبه غيرة وأما , حّرم, ما العبد يأتي أن الله غيرة كانت ولهذا حبه في يشاركه بحيث غيره

الخلق, ألن بطِن؛ وما منها ظهر ما الفاحشة حّرم سبحانه غيرته وألجل عليه , , المثل ولله جواريه على السيد يغار كما امئه على يغار فهو واماؤه عبيده

, المحبة. تلك تحملهم بحيث لغيره محبتهم تكون أن عبيده على ويغار األعلى. منها الفاحشة ونيل الصور عشق على

, أن* الخلق قلوب في الله وقّره يعصيه أن قلبه في الله وقار عشق منيذلّوه.

26

Page 27: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , فاذا* المحبة شجرة فيه نبتت القلب أرض في المعرفة شروش علقت اذا {: , حين * كل أكلها تؤتي الشجرة تزال فال الطاعة أثمرت وقويت تمكّنت

.} ربّها باذن } . {: األحزاب* وأصيال بكرة وسبّحوه كثيرا ذكرا االه اذكروا القوم منازل أول

الظلمات. * } 41-42 من ليخرجكم ومالئكته عليكم يصلّي الذي هو وأوسطها } األحزاب النور { 43الى {: األحزاب. * سالم يلقونه يوم تحيّتهم .44وآخرها

, االيمان* شجرة غرست فان فيها يغرس لما قابلة رحبة الفطرة أرض , الثمر فكل والهوى الجهل شجرة غرست وان األبد حالوة أورثت والتقوى

مّر. , من* عنه تشرد وال ولسانك وقلبك وسمعك عينك من واطلبه الله الى ارجع

, , عنه شرد من شرد وما منها اال بتوفيقه اليه رجع من رجع فما األربعة هذه , , والمخذول بمواله ويبطش ويتكلّم ويبصر يسمع ماموفق منها اال بخذالنه

. وهواه بنفسه عنه ذلك يصدر , , , ثم* شجرة فصارت غرستها نواة كمثل وتزايدها ونموها الطاعة تولد مثال, , , , ثمره جنيت شيء منها أثمر فكلما نواها وغرست ثمارها فأكلت أثمرت

. , . فمن المثال هذا اللبيب فليتدبّر المعاصي تداعي وكذلك نواه وغرست. , بعدها السيئة السيئة عقوبة ومن بعدها الحسنة الحسنة ثواب

حاجته* مع خدمته يمل وال له ويتعبّد لله يتذلل مملوك من العجب ليس , ويتودد انعامه بصنوف مملوكه الى يتحبب مالك من العجب انما اليه وفقره

. عنه غناه مع احسانه بأنواع اليه

رب لك أنه فخرا بك وكفى عبد له أنك عّزا بك كفى

قيّمة[ 20] فوائدوالمعاصي ايّاك

.} { } أسكن } قطاع وأخرجت اسجدوا عز أذلّت فانها والمعاصي ايّاك الندم بدم يكتب زال ما سنة ألف القلق حرارة أثمرت لحظة من لها يا

, توقيع جاءه حتى األسف أنفاس مع ويرسلها القصص في الحزن سطور.} عليه} فتاب

, اللجة في الغائص هبوط أن علم وما الجنة من آدم بنزول ابليس فرح} { : . البقرة خليفة األرض في جاعل اني آلدم قوله بين كم صعود الدر خلف

30 } السراء, } منهم تبعك فمن اذهب لك .63وقوله ".. " , حديث من جزء تذنبوا لم لو وجوده من المراد هو آدم على جرى ما

التوبة في مسلم لم. " 2739رقم 2106\4أخرجه لو بيده نفسي والذي." لهم فيغفر ويستغفرون يذنبون بقوم ولجاء بكم الله لذهب تذنبوا

} { : األعراف عدو لبعض بعضكم اهبطوا لك قوله من تجزع ال آدم ,24يا. خلقتها ذريتك ولصالح فلك

, علي تدخل واليوم الملوك على الملوك دخول علي تدخل كنت آدم يا. الملوك على العبيد دخول

}.. {: البقرة تكرهوا أن وعسى لك قولي من تجزع ال آدم .216يا, , لك عمارته ألكمل عنه نحيّتك انما غيرك الى اقطاعك اخرج لم آدم يا

}.. السجدة :} جنوبهم تتجافى نفقة العّمال الى .16وليبعث

27

Page 28: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

}.. {: } وال } آدم وعلّم شرف وال اسجدوا عز معصية عند نفعه ما تالله }.. ص :} بيدي خلقت لما :} 75خصيصت من, فيه نفخت لما فخر وال

الحجر..{ ...{ 29روحي {: األعراف. أنفسنا ظلمنا ربنا بذل انتفع ,23وانمامقتل غير في منه العدو سهم وقع الشكر بدن على التوحيد درع لبس لما

يكن لم كأن الجريح فقام كان كما فعاد االنكسار جبار عليه فوضع فجرحه.) (. علّة أي قلبة به

[21) شريف[ ) حديث البيت آل منا سلمان

المستدرك في الحاكم :598\3أخرجه تلخيصه في الذهبي عنه وسكت . الكبير المعجم في والطبراني ضعيف السنة 261\6سنده شرح في والبغوي

5\234 . دينه. ابن اال االنسان ما لعمرك النبوّة دالئل في والبيهقيالنسب على اتكاال التقوى تترك فال

الشرك وضع وقد فارس سلمان االسالم رفع فقدلهب أبا الحسيب

. , بالقيود موثوقة المطرود وأقدام للمراد مهيّأة النجاة نجائب , , فلما الخير ونجم الوجود قتقلب األكوان بيداء في األقدار عواصف هبّت

, علىاحل وسلمان الهالك لجة في غريق طالب أبو اذا الريح ركدتالسالمة.

, , الروم بقافلة قدم قد وصهيب التيه في قومه يقدم المغيرة بن والوليد: , : ينادي وبالل لبيك اللهم لبيك يقول الحبشة أرض في والنجاشي

. , المخلفة رقدة في جهل وأبو النوم من خير الصالةطريق عن التوفيق دليل به عرض سلمان بسابقة القدم في قضى لما

, ,) فلما ) الشرك دين في أباه يناظر فأقبل المجوسية التمجس في آبائه . الباطل أهل يتداوله جواب وهذا القيد اال جواب له يكن لم بالحجة عاله

} {: , غيري الها اتخذت لئن موسى فرعون أجاب وبه عرفوه يوم من.29الشعراء : السياط, على عرضوه لما أحمد االمام الجهمية أجاب وبه

نحن – وها السجن استودعوه حين االسالم شيخ البدع أهل أجاب وبه } { - اآلية من جزء لنبلونكم ضيف به فنزل األثر .155على البقرة سورة

," نية " على ركبا أن فسمع البيت أهل منا سلمان مرتبة باكرامه فنال , ادراك, يرجو العزم رحالة فركب والقطع أبيه من نفسه فسرق السفر

, , نفسه فوقف الوجود بدّرة ليقع البحث بحر في فغاص السعادة مطلب , دولتهم بانقراض الرهبان أحس فلما األذالء وقوف األدالء خدمة على

: ان وقالوا وسلم عليه الله صلى نبينا نبوة على االعالم أعالم اليه سلموا{ , , وشروه به يرفقوا لم رفقة مع فرحل تضل أن فاحذر أطل قد زمانه

} يوسف معدودة دراهم بخس , 20بثمن فلما, بالمدينة يهودي فابتاعه . , هو فبينا النازل بوجد المنزل رب يعلم ولم شوقه حرا تولد الحرة رأى

, رأس في وسلمان البشير بقدوم البشير قدم االنتظار ساعات يكابد {: كانت, ان يوم جرى كما أمسكه الحزم أن لوال يلقيه القلق وكاد نخلة

} القصص قلبها على ربطنا أن لوال به لتلقي, 10لتبدي النزول فعجل: يقول حاله ولسان البشارة ركب

28

Page 29: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الديار تلك من هب فقد الربا على بي قفا نجد من خليلينسيم

. : فقال شغلك الى انصرف مالك؟ سيده به فصاح

شغل داركم في ولي انصرافي كيف

. األطروش سمع لو يترنم حاله لسان أخذ ثم

بداليا ليلى آل من علم اذا منكما أنا ما والله ال خليلي

. فوافقه األصل بكتاب الرهبان نسخة عارض الرسول لقى فلما

, عن سئل اذا طالب أبو سلمان نريد ونحن طالب أبا تريد أنت محمد يا , , عدّ األموال ذكرت واذا باآلباء افتخر انتسب واذا مناف عبد قال اسمه

: , : ابن. قال نسبه وعن عبدالله قال اسمه عن سئل اذا وسلمان االبل , , : كسبه, وعن المسجد قال حانوته وعن الفقر قال ماله وعن االسالم

, , : , السهر قال وساده وعن والواضع التقوى قال لباسه وعن الصبر قال } {: " " : األنعام وجهه يريدون قال قصده وعن منا سلمان قال فخره وعن

52 : , الخلق, امام قال الطريق في دليله وعن الجنة الى قال سيره وعن. األمة وهادي

طيّب بالمنايا كفى امامنا وأنت أدجلنا نحن اذا

حاديا ذكرك , وجهك نور كفانا دليال نجد ولم الطريق أضللنا نحن وان

هاديا

. أدخلنا = أدجلنا

. , مقتل* في وقع جرح ورب جراحات الذنوب. , له* الدولة عادت هواك سلطان من عقلك خرج لو

*. أنها* فاعلم تحل ال نظرة عرضت اذا بعمرك مقامت الهوى دار دخلت }... { : , النور للمؤمنين قل بحجاب منها فاستتر حرب فقد, 30مسعر

} { : الحزاب القتال المؤمنين الله وكفى األثر من الهوى. 25سلمت بحر. , الماء في البصر فتح السابح على المنافذ وأخوف أغرق مد اذا

, تؤنسه أعماله قبره في مفرد من أكرم أحد مامحبسه قبره كعبد ليس روضة في القبر في منعما

يصيبه فيما الصبر عند وتعرف خطوبه تأتي المرء فضل قدر علىنصيبه يرتجيه مما قل فقد اصطباره يتقيه فيما قل ومن

, , نفسك* اشتر المستحصد الزرع ظن فما التمام قبل زرع قطع كم , . ولكن الهوى ورقاد الغفلة سنة من بد ال موجود والثمن قائمة فالسوق

. : الصباح دنا يصيحون البلد فحراس النوم خفيف كن

29

Page 30: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , البصير* فيتلمح الصواب جادة فتلوح الهوى ليل في يضيء العقل نورالنور ذلك في

الفناء* ذلك الى باآلفات المحشو الضيّق الفناء هذا من بالعزم أخرج ," يفقد " وال مطلوب يتعذّر ال فهناك رأت عين ماال فيه الذي الرحب

محبوب.

, , , لقد * فناء الى وحسنه أذى ووصله ضنى حبه من بهوى نفسه بائعا يااألشياء أنفس بعت

, , يوم قدمت اذا حتى الثمن خسة وال السلعة قدر تعرف لم كأنك بخس بثمن, , , مشتريها الله سلعة الله اال اله ال التبايع عقد في الغبن لك تبيّن التغابن

, , كله يساوي ال مما يسير بأذن ببيعها ترضى الرسول والدالل الجنّة وثمنها. بعوضة جناح

صرت من عند بعوض جناح جميعه يساوي ال شيء كان اذاعبده

قدرك الحال ذي على يكون الذي ما كلك منه جزء ويملكعنده

وده زال وقد الحسنى من لديه بما استامها قد نفسا به وبعت

. للبيع= السلعة عرض السوم

, , , نوح* ألجله وناح آدم فيه تعب طريق والطريق أنت أين العزم مخنث يا, , , بخس بثمن يوسف وبيع اسماعيل للذبح وأضجع الخليل النار في ورمى

, , الحصور السيد وذبح زكريا بالمنشار ونشر سنين بضع السجن في ولبث , , الوحش, مع وسار داود بكاء المقدار على وزاد أيوب الضر وقاسى يحيى

أنت, تزها وسلم عليه الله صلى محمد األذى وأنواع الفقر وعالج عيسى. واللعب باللهو

, أهوال ذلك دون ولكن قريب مزارها ان بالحزن دارها فيا

. , فللهزيمة* ركابك حركت فان النظارة في أعزل وأنت قائمة الحرب

) المجد* ) طالب في النهار اشتداد عند النهار نصف الهجير حر يباشر لم من . ) الشرف ) ظالل في القيلولة يقل لم

أطوف للمقام أني تدر ولم بأرضنا أقمت لو سليمى تقول. !! : أريد راحتها فقال نفسك تتعب كم الى العباد لبعض قيل

) مخالفة* ) في يبليهما يخلقهما وهو العافية حلة بعد االيمان بحلة مكرما ياأن, يكره فيما المنعم نعمة استعمل من يستحق السلب؛ تنكر ال الخالق

يسلبها.

30

Page 31: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

على* يؤثرهن أيهم ليبلوهم للناظرين؛ تزينت قد الموجودات عرائس. , ايثاره ينبغي ما آثر التفاوت قدر عرف فمن اآلخرة عرائس

: , الي لى وقالت نحوي أقبلت بدت أن لما الكون وحسانلدي مقصودي أبصرت عندما أرها لم كأن فتعاميت

. زحل* فيها ليس سيارة عزائمهم بروج في العارفين هم كواكب

, الطريق* على نمت اذا ونم الركب أواخر فى كن جادتهم عن انحرف من يا.) المؤخرة ) أي الجيش ساقة الساقة يراعي فاألمير

) ( : معقرة* حمر على ونحن سود أي دهم خيل على القوم سبقنا للحسن قيل. ,) بهم) اللحاق أسرع فما طريقهم على كنت ان فقال مجرحة

فائدة[ 22]الوحدة في ووجده الناس بين بالله أنسه وجد من الصادق المحب

. وجده* ومن ضعيف صادق فهو الوحدة في ووجده الناس بين أنسه فقد من . الخلوة وفي الناس بين فقده ومن معلول فهو الخلوة في ووجده الناس بين

. الصادق المحب فهو الناس وفي الخلوة في وجده ومن مطرود ميت فهو . . كان ومن منها اال مزيده يكن لم الخلوة في فتحه كان ومن حاله في القوي . في فتحه كان زمن معهم مزيده كان وارشادهم ونصحهم الناس بين فتحه

, في مزيده كان استعمله شيء أي وفي أقامه حيث الله مراد مع وقوفه . يختاره ما سوى حالة لنفسك تختار ال ان األحوال فأشرف الناس ومع خلوته

. , منه مرادك مع تكن وال منك مراده مع فكن فيه ويقيمك لك

زيتها* } يكاد الشرائع قبل منيرة الفطرة أصل في الطاهرة القلوب مصابيح } النور نار تمسسه لم ولو .35يضيء

. , قس* بالمسجد معه صلّى وقد أبّي ابن وكفر الرسول رأى وما قس وحد , الله صلى الرسول عن سئل خطبائهم ومن العرب حكماء أحد ساعدة بن

." ": وحدة أمة يحشر فقال وسلم عليه

. , اللجة* في عصشان من وكم ماء وال ري الصب مع

, طفل* فجاء بيتها الى تابوته فسيق آسية وايمان موسى بنبوة العلم سبق . . , كم عبرة من القصة من كم فلله ولد عن خالية امرأة الى أم عن منفرد : , في اال نربيه ال يقول القدر ولسان ولد من موسى طلب في فرعون ذبح

حجرك.

, , اتباع الى نفسه فنازعته عمه فكفله الصغر في يتيما البجادين ذو كان , , فقعد مانعة المرض بقية فاذا بالنهوض فهم وسلم عليه الله صلى الرسول

: , , الوجد ضمير فناداه الصبر نفذ صحته تكاملت فلما العم ينتظر

31

Page 32: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

طريقا وجدت ربما أثرها المضيقا تشكو حبسها كم الى

. لئن والله فقال نشاطا منك أرى وما السالمك انتظاري طال ياعم فقال : . صلى محمد من نظرة الشرق لسان فصاح أعطيتك ما كل ألنتزعن أسلمت

. فيها وما الدنيا من الي أحب وسلم عليه الله

: طواياها في وما الدنيا أم تريد ووصلها ليلى للمجنون قيل ولولبلواها: وأشفى نفسي الى ألذ نعالها تراب من غبار لقال

, الثياب من عمه جرده وسلم عليه الله صلى الرسول الى للسير تجرد فلما , , , وارتدى بأحدهما اتزر نصفين الوصل لسفر فقطعه بجادا األم فناولته

, ال, والمحب األحباب ساقه في يكون أن قنع الجهاد صائح نادى فلما اآلخر: , بعينه المقصود ألن الطريق طول يرى

يريدها من الحمى أكناف وبلغ يريده من الحمى الله أبلغ أال

وجعل لحده له يمهد وسلم عليه الله صلى الرسول نزل نحبه قضى فلما " ليتني:" يا مسعود ابن فصاح عنه فارض راضيا عنه أمسيت اني اللهم يقول

. اسحاق ابن أخرجه القبر صاحب )171\4كنت رقم, االصابة في حجر وابن4795.)

. , تفرزن* نهض فلما البيذق البرقعة في ما أقل العزم مخنث فيا

, ) لو* ) فقال عليه يسقى هجين عربي غير فرس برذونا الحكماء بعض رأى. , ) لركب ) هذا انقاد هملج

. القواطع* سد أيديها بين من اندفع بالسلوك العزم أقدام

, لك* أعوانا انقلبت خضتها فاذا الكاذب من الصادق بها بتبين محن القواطع. المقصود الى توصلك

الدنيا[ 23] مثل

, عليها * ليستحسنوا األزواج تخطب انما زوج مع تثبت ال بغي كامرأة الدنيا. بالدياثة اال ترضى فال

تفي ال بلقباحة المالحة فاذا فعالها جمالها بين ميزتتفي أال لنا حلفت فكأنها عهودنا تخون اال لنا حلفت

, غدير في سباحة فيها والسباحة مسبعة أرض في سير طلبها في السير, . لذاتها, من متولدة آالمها عليه المحزون عين هو منها به المفروح التمساح

. أفراحها من وأحزانها

32

Page 33: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, المشيب في فصارت عذابا أهلها في الشباب في كانت مآربعذابا

, , الهوى* عين أن غير الشرك ترى العقل وعين الحبة يرى الطبع طائرعمياء.

تبدي السخط عين أن كما كليلة عيب كل عن الرضا وعينالمساويا

, , ووقع* بالغيب يؤمنون الذين عنها فغض الطباع ألعين الشهوات تزخرفت { : , هم وأولئك ربهم من هدى على أولئك ف الحسرات بيداء في تابعوها

البقرة{ {5المفلحون {: مجرمون, انكم قليال وتمتعوا كلوا لهم يقال وهؤالء.46المرسالت

, الهوى فيها أماتوا فيها المقام وقلة الدنيا الحياة قدر الموفقون عرف لما , , انتهبه ما بالجد استرجعوا الغفلة نوم من استيقظوا ولما األبد لحياة طلبا

, , , المقصد تلمحوا الطريق عليهم طالت فلما البطالة زمن في منهم العدو {: , , يومكم هذا تذكر لهم حلى الحياة لهم أمرت وكلما البعيد عليهم فقرب

} األنبياء توعدون كنتم .103الذي

, قاتم المطالع مغبر كل على رواقه ملق والليل سروا وركبالعزائم ظهور في سراهم فصار بينها األرض ضاعت عزمات حدوا

, النعائم وهام الشعري عاتق على تبتغونه ما الليل نجوم تريهمالمكارم صدور في العطايا رماح قصفوا الجد معرك في اطردت اذا

. : , والجانب: المقدمة الرواق واللطف الود ملق

فصل

, , عن* تتأخر ثم داعيه تسمع وأن تحبه ال ثم تعرفه أ، األشياء أعجب من . , قدر. تعرف وأن غيره تعامل ثم معاملته في الربح قدر تعرف وأن االجابة

. حديثه, غير في الخوض عند القلب عصرة تذوق وأن له تتعّرض ثم غضبه . , تذوق وأن ومناجاته بذكره الصدر انشراح الى تشتاق ال ثم عنه والحديث , , واالنابة عليه االقبال نعيم الى منه تهرب وال بغيره القلب تعلق عند العذاب

اليه.

, , عنه* وأنت اليه شيء أحوج وأنك منه لك بد ال أن علمك هذا من وأعجب. راغب, عنه يبعدك وفيما معرض

فائدة[ 24]

, : : لو وأنه بربه ظنه سوء احداهما جهتين من اال عليه حرم ما العبد أخذ ما , : , وأن بذلك عالما يكون أن والثانية حالل منه خيرا يعطه لم وآثره أطاعه

33

Page 34: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

,) شهوته ) تغلب لكن منه خيرا أعطاه منه خيرا أعاضه شيئا لله ترك من , . عقله, ضعف من والثاني علمه ضعف من فاألول عقله وهواه صبره

وبصيرته.

, , : وقوي وفاقته ضرورته وصدقت قلبه عليه الله جمع من معاذ بن يحيى قال. دعاؤه, يرد يكاد فال رجاؤه

) فصل)

, , وتملك ألربابه األمل وخداع بأهلها الدنيا سطوة المتيقظون رأى لما , , حصن الى لجأوا األمارة للنفس الدولة ورأوا النفوس قياد الشيطان

. , سيده حرم الى المذعور العبد يأوي كما وااللتجاء التضّرع

, ," فأما " الظاهر على مقصور الجاهل ونظر الخيال لعب ك الدنيا شهوات. الستر وراء ما فيرى العقل ذو

, , الفخ خيط البصائر ألبصار بأن التناول أيدي مدوا فلما المشتهى لهم الح { : , قومي ليت يا الثاني الرحيل الى وصوبوا الحذر بأجنحة فطاروا

يونس{ , 26يعلمون , الرحيل, فأجمعوا المقصود ففهموا الجود القوم تلمح , , في وهم بالفضالت مشتغلون فالناس السبيل سواء في للسير وشمروا

. , الذبح ينتظرون الشبكة وثاق في الهوى وعصافير الفلوات قطع

: : , فقال هذا؟ بعد الملتقى أين لآلخر أحدهم فقال شبكة في ثعلبان وقع. الدباغة في يومين بعد

. , الظفر على حصلوا وقد فاستيقظوا مناما اال األيام كانت ما تالله

. , , بينهما ضائع والوقت أماني منها بقي وما أحالم الدنيا من مضى ما

, , , وصاحب يأمنه ال وجار يعذره ال وولد ترحمه ال زوجة له من يسلم كيف , , , أمارة ونفس معاداته عن ينام ال وعدو ينصفه ال وشريك ينصحه ال

, , , , قاهر, وغضب له غالبة وشهوة مرد وهوى متزيّنة ودنيا بالسوء . , انقهرت اليه وجذبه الله تواله فان عليه مستول وضعف مزين وشيطان

, فكانت عليه اجتمعت نفسه الى ووكله عنه تخلى وان كلها هذه لهالهلكة.

, واعتقدوا اليهما والمحاكمة والسنة الكتاب تحكيم عن الناس أعرض لما , وأقوال واالستحسان والقياس اآلراء الى وعدلوا بهما االكتفاء عدم

, , وكدر, قلوبهم في وظلمة فطرهم في فساد ذلك من لهم عرض الشيوخ, . , عليهم وغلبت األمور هذه هذه وعمتهم عقولهم في ومحق أفهامهم في

. , , فجاءتهم منكرا يروها فلم الكبير عليها وهرم الصغير فيها ربي حتى , , والهوى العقل مقام والنفس السنن مكان البدع فيها قامت أخرى دولة

, , , والجهل المعروف مقام والمنكر الهدى مقام والضالل الرشد مقام , , , والباطل االخالص مقام والباطل االخالص مقام والرياء العلم مقام

34

Page 35: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , , والظلم النصيحة مقابل والمداهنة الشرك مقام والكذب الحق مقام , . اليهم المشار هم وأهلها األمور لهذه والغلبة الدولة فصارت العدل مقام

, , قد وجيوشها نصبت قد وراياته أقبلت قد األمور هذه دولة رأيت فاذا , مكن, خير الجبال وقلل ظهرها من خير والله األرض فبطن ركبت

. الناس, مخالطة من أسلم الوحش ومخالطة السهول

, ظلم من والبحر البر في الفساد وظهر السماء وأظلمت األرض اقشعّرت , , , الحياة, وتكدرت الوحوش وهزلت الخيرات وقلّت البركات وذهبت الفجرة

, الخبيثة األعمال من الليل وظلمة النهار ضوء بكى الظلمة فسق من , كثرة من ربهم الى والمعقبات الكاتبون الكرام وشكا الفظيعة واألفعال

. انعقد قد عذاب بسيل منذر والله وهذا والقبائح المنكرات وغلبة الفواحش . السيل, هذا الطريق عن فاعزلوا ظالمه أدلهم قد بالء بليل ومؤذن غمامه , . غلق وقد وبالرهن أغلق وقد بالباب وكأنكم مفتوح وبابها ممكنة بتوبة

} الشعراء } ينقلبون منقلب أي ظلموا الذين وسيعلم علق وقد .227وبالجناح

, , , , رخيصة والبضائع موجود والثمن قائمة السوق فان اليوم نفسك اشتر.. { : وذلك كثير وال قليل الى فيه تصل ال يوم البضائع تلك على وسيأتي

} التغابن التغابن { 9يوم الفرقان, } يديه على الظالم يعض .27ويوم

قد من الحشر يوم وأبصرت التقى من بزاد ترحل لم أنت اذاتزودا

أرصدا كان كما ترصد لم وأنك كمثله تكون ال أن على ندمت

. ينفعه وال يثقله رمال جرابه يمالء كالمسافر اقتداء وال اخالص بغير العمل , هي التي بأورادها وتهاونت وأثقالها الدنيا هموه القلب على حملت اذا

, يوفيها وال طاقتها فوق دابته يحمل الذي كالمسافر كنت وحياته قوته. به, تقف ما أسرع فما علفها

اخفاق وال ظفران ال حيران عمره ينفق العزمات ومشتتوخيد اليعمالت سير كل فما أمره يملك العجالن السائق هل

وخدود تحتها جباه تداس فانما المطى بأخفاف رويدا

. : , المشي : في أسرعت اذا البعير خد العذرة كثيرا تعمل التي الناقة اليعمل. الصبر مرارة عليه هانت العافية حالوة تلمح من , , , في منتهى العقل نظر في مبدأ الوجود في آخر التقدير في أول الغاية

. الوصول منازل , أنوار لك الحت المعالي ربا هّمتك بك علت فلو العادة عجز ألفت

العزائم.. بالصور ال بالهمم القوم تفاوت انما

, : . العذرة االبل يصيب داء الكساح العذرة جب في داله الكساح همة نزول. , للغائط يقال وكذلك البيت فناء

35

Page 36: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , فصل فاطو خلفه ونزلت يديه بين نزلوا الهرم جبل الفائزين وبين بينك. بالقوم, تلحق منزل

, , في والناس السابق وخفى الغبار انعقد وقد سباق مضمار الدنيا. معقرة حمر وأصحاب وراجل فارس بين المضمار

حمار أو تحتك أفرس الغبار انجلى اذا ترى سوف

. , أوفق والحمية شره الطبع في. الهوى ظالم في اال يمشي ال الحرص لص. , الصبر هان وقد الذبح فتفكر التلف فخ تحت المشتهى حبة , من الحذر وشدة الطلب في االجتهاد توجب األمل بلوغ في الطمع قوة

. المأمول فوت. فقره على يؤجر ال فقير البخيل. , مّن شرعة من الشرب وال الضر عطش على الصبر. , بثدييها تأكل وال الحرة تجوع. , عليه تشنيع سيده غير العبد فسؤال موالك سوى تسأل ال. األنس يثمر الخلوة غرس. , يفارقك ال بمن واستأنس معك يدوم ال مما استوحش. , وسقاؤها حذاؤها فمعها العالم عزلة وأما فساد الجاهل عزلة , بينهم وجرت الفكر واستحضر العزلة بيت في واليقين العقل اجتمع اذا

مناجاة:

ونظامه نثره الينا شهى سماعه يمل ال حديث أتاكظالمه المعنى القلب عن وزال عناؤها زال النفس ذكرته اذا

, , ونسل تلقّحها بمثلها تلحقها فال سفه لفظة عدوك من خرجت اذا. مذموم نسل الخصام

, الخصم أعنت معرفتها حق عرفتها فلو بها الجهل أثر لنفسك حميتكعليها.

. القادح بحراق ابتدأت الغضب نار من االنتقام نار اقتدحت اذا. , أتلف أفلت ان كلب فانه الحلم بسلسلة غضبك أوثق. , الطلب قبل الدليل على دل السعادة سابقة له سبقت من , بماء سقاه ثم التوفيق بذر قلبه أرض في بذر شخصا القدر أراد اذا

, , , العلم حارس له واستخدم المراقبة بأطوار عليه أقام ثم والرهبة الرغبة. سوقه على قائم الزرع فاذا

, , أشرقت العزيمة قمر وردفه البطالة ليل ظالم في الهمة نجم طلع اذا. ربها بنور القلب أرض

, عسكر مقدم في والشوق فالخوف والسهر النوم تغالب الليل جن اذا , على, حمل العزم حمل فاذا الغفلة كتيبة في والتواني والكسل اليقظة

, قسمت وقد اال الفجر يطلع فما التفريط جنود فانهزمت الميمنة. ألهلها الغنيمة وبردت السهمان

, , وحامالت األول في النجائب المجاعة مضمر اال بطيقه ال الليل سفر. األخير في الزاد

36

Page 37: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , فان ردت ولو االعتذار تقطع وال ولوطردت الباب على الوقوف تسأم الالطفيلية دخول وادخل الكذابين هجوم فاهجم دونك للمقبولين الباب فتح

} يوسف } علينا وتصدّق كف . 88وابسط ,) توسع ) كيف مفتاحها أي التقوى اقليد بغير المعاش باب مستفتحا يا

. الزرع ضيق وتشكو الخطايا طريق. مراد يفتك لم التقوى مراد عند وقفت لو," " , يصيبه بالذنب الرزق ليحرم العبد ان و الكسب باب في سد المعاصي

ماجه ابن أخرجه حديث من عن, 277\5وأحمد, 4022رقم 1334\2جزءثوبان.

لي تطوي األرض وجدت اال زائرا جئتكم ما تاللهبأذيالي عثرت اال بابكم عن عزمي انثنى وال

, كمن لالستفراخ أعد ما وليس األبراج في كاألطيار األشباح هي األرواح . للسباق هيىء

من يوليه ماذا فلينظر السلطان عند قدره يعرف أن العمال من أراد من. يشغله شغل وبأي العمل

. , األم يتبع الوليد فان الدنيا أبناء من تكن وال اآلخرة أبناء من كن. , خلفها؟ تعدو فكيف اليها أقدامك نقل تساوي ال الدنيا . , االجتماع األوطان من تطلب انما واألوطار وطن واآلخرة مجاز الدنيا

: قسمان بالخوان , : من أرجح مضّرته فهذا الوقت وشغل الطبع مؤانسة على اجتماع أحدهما

. الوقت, ويضيع القلب يفسد أنه فيه ما وأقل منفعته : بالحق والتواصي النجاة أسباب على التعاون على بهم االجتماع ثانيهما

: , آفات, ثالث فيها ولكن وأنفعها الغنيمة أعظم من فهذا والصبر. لبعض: بعضهم تزين األولى

: . وعادة: شهوة ذلك يصير أن الثالثة الحاجة من أكثر والخلطة الكالم الثانية. المقصود عن بها ينقطع

والنفس, للقلب واما األمارة للنفس امل لقاح والخلطة فاالجتماع وبالجملة, , ثمرته, طابت لقاحه طاب فمن اللقاح من مستفادة والنتيجة المطمئنة , , وقد الشيطان من لقاحها والخبيثة الملك من لقاحها الطيّبة األرواح وهكذا

. , ذلك وعكس للطيبات والطيبين للطيبين الطيبات بحكمته سبحانه الله جعلاآلية . 26اقرأ النور سورة من

[25) قاعدة[ )الغائبة واألسباب المشهودة األسباب

, سبب يؤثر ال بل بالتأثير مستقل واحد سبب الممكن من الوجود في ليس . األسباب في هذا تأثيره يمنع مانع وانتفاء اليه آخر سبب بانضمام اال البتة

, الشمس كتأثير المعنوية األسباب و الغائبة األسباب وفي بالعيان المشهودة , محل وجود من أخر أسباب على موقوف فانه والنبات الحيوان في

. على, , موقوف الولد حصول وكذلك السبب ذلك الى تنضم أخر اسباب قابل

37

Page 38: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , ما فكل مسبباتها مع األسباب جميع وكذلك الفحل وطء غير أسباب عدةمستقل غير سبب جزء يكون أن غاياته فأعلى المخلوقات من ويرجى يخاف

, أن ينبغي فال القهّار الواحد الله اال غيره على تأثيره توقف دون وحده بالتأثير . والخوف الرجاء تعلق أن على قطعي برهان وهذا غيره يخاف وال يرجى , لكانت بالتأثير وحده مستقل سبب ذلك أن فرض لو فانه باطل بغيره

, , وال حول ال فانه بها يفعل قوة نفسه من له فليس منه ال غيره من سببيته , التي والقوة فالحول كلها والقوة كله الحول بيده الذي فهو بالله اال قوة

. يخاف فكيف الحقيقة في وبيده لله هما انما ويخاف المخلوق ألجلهما يرجى , أسباب ورجاؤهىأحد المخلوق خوف بل قوة وال له حول ال من ويرجى

, غير من خوفك قدر على فانه ويخافه يرجوه المكروهةبمن ونزول الحرمان , , الخلق حال وهذا الحرمان يكون لغيره رجائك قدر وعلى عليك يسلط الله

, لم, وما بد وال كان الله شاء فما وحاال علما أكثرهم عن ذهب وان أجمعه. الخليقة عليه ولواتفقت يكن لم يشأ

وأوليائه[ 26] أعدائه مفزع التوحيد

: الدنيا كرب من فينجيهم أعدائه فأما وأوليائه أعدائه مفزع التوحيدنّجاهم: } فلما الدين له مخلصين الله دعوا الفلك في ركبوا فاذا وشدائدها

} العنكبوت يشركون هم اذا البّر كربات. 65الى من فينجيهم أولياؤه وأما , . تلك من الله فنّجاه يونس اليه فزع ولذلك وشدائدها واآلخرة الدنيا

رقم , آية األنبياء اقرأ مما. 88-87الظلمات به فنجوا الرسل أتباع اليه وفزع . اليه فزع ولما اآلخرة في لهم أعد وما الدنيا في المشركون به عذب

, , رقم, اآلية اقرأ ينفعه لم الغرق وادراك الهالك معاينة عند 92-90فرعون. . , عباده في الله سنة هذه يقبل ال المعاينة عند االيمان ألن يونس سورة من

* . بالتوحيد الكرب دعاء كان ولذلك التوحيد بمثل الدنيا شدائد دفعت مما . * فال بالتوحيد كربه الله فّرج اال مكروب بها دعا ما التي النون ذي ودعوة

, مفزع فهو التوحيد اال منها ينجي وال الشرك اال العظام الكرب في يلقى. . التوفيق وبالله وغياثها وحصنها وملجؤها الخليقة

الدعوات* في البخاري أخرجه الكرب ومسلم, 6345برقم 149\11دعاء : . يدعو وسلم عليه الله صلى النبي كان قال عباس ابن عن وأحمد والترمذي

, " : السموات رب الله اال اله ال الحليم العظيم الله اال اله ال يقول الكرب عند." العظيم العرش ورب واألرض

اال* } اله ال تعالى قوله هو المقصود والدعاء السالم عليه يونس سيدنا وهو , } بن سعد عن الحديث في صح وقد الظالمين من كنت اني سبحانك أنت ": : ألعلم اني يقول وسلم عليه الله صلى الله رسول شهدت قال وقّاص أبيفنادى السالم عليه يونس أخي كلمة عنه الله فّرج اال مكروب يقولها ال كلمة

.} {: الظالمين من كنت اني سبحانك أنت اال اله ال أن الظلمات في

[27) فائدة[ )للمحبة تابعة اللذة

38

Page 39: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , في الرغبة كانت فكلما بضعفها وتضعف بقوتها تقوى للمحبة تابعة اللذةوالشوق والمحبة أتم اليه بالوصول اللذة كانت أقوى اليه والشوق المحبوب

, , رجع فاذا أكمل محبته كلنت أتم به العلم كان فكلما به والعلم لمعرفته تابع , بالله يؤمن كان فمن والحب العلم الى اللذة وكمال اآلخرة في النعيم كمال

, , اليه بالوصول لذته وكانت أحب له كان أعرف ودينه وصفاته وأسمائه . وسرور ونعيم لذة وكل أتم كالمه وسماع وجهه الى والنظر ومجاورته

, لذة عقل له من يؤثر فكيف بحر في كقطرة ذلك الى باالضافة وبهجة ! العبد وكمال اآلباد؟ أبد دائمة عظيمة لذة على باآلالم مشوبة قصيرة ضعيفة , , : الحب وأعلى بالله العلم العلم وأفضل والحب العلم القوتين هاتين بحسب

. . , المستعان والله بحسبهما اللذة وأكمل له الحب

[28) قاعدة[ )منجيان حبسان

. قلبه حبس بحبسين اال وطلبه سيره له يستقيم ال اآلخرة والدار الهه طالب . , ال عما لسانه زحبس غيرة الى االلتفات عن وحبسه ومطلوبه طلبه في

. جوارحه, وحبس ومعرفته ايمانه في يزيد وما الله ذكر على وحبسه يفيده , , يفارق فال والمندوبات الواجبات على وحبسها والشهوات المعاصي عن

. ومتى وأطيبه فضاه أوسع الى السجن من فيخلصه ربه يلقى حتى الحبسذلك أعقبه الشهوات فضاء الى منهما وفر الحبسين هذين على يصبر لم

, من متخلص اما الدنيا من خارج فكل الدنيا من خروجه عند الفظيع الحبس. . التوفيق وبالله الحبس الى ذاهب واما الحبس

, : عليه ليست المتقى فان الله بتقوى عليك فقال رجال عون ابن ودّعوحشة.

. : : كرهوا وان الناس أحبه الله اتقى من يقال كام أسلم بن زيد وقال , : الناس اتقيت وان الناس كفاك الله اتقيت ان ذئب أبي البن الثوري وقال

. شيئا الله من عنك يغنوا لن , : مما وعلّمنا يؤتوا لم ومما الناس أوتي مما أوتينا داود بن سليمان وقال

, السر في الله تقوى من أفضل شيئا نجد فلم يعلموا لم ومما الناس علّم. , والغنى, الفقر في والقصد والرضا الغضب في والعدل والعالنية

" : اال دونى بمخلوق اعتصم مخلوق من ما الهي أثر أحمد لالمام الزهد وفي , , لم دعاني وان أعطه لم سألني فان دونه واألرض السموات أسباب قطعت

. اال, خلقي دون بي اعتصم مخلوق من وما له أغفر لم استغفرني وان أجبه, , , أجبته دعاني وان أعطيته سألني فان رزقه واألرض السموات له ضمنت

" الكبير الجامع مسانيد في السيوطي ذكره له غفرت استغفرني .123\2وان

[29) جليلة[ ) فائدة

, تقوى ألن الخلق وحسن الله تقوى بين وسلم عليه الله صلى النبي جمع. , خلقه وبين بينه ما يصلح الخلق وحسن ربه وبين العبد بين ما تصلح الله

. , محبته الى الناس يدعو الخلق وحسن الله محبة له توجب الله قتقوى

39

Page 40: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

[30) جليلة[ ) فائدة

: وحكم مواعظ

, : نفسه عن خطوة بخطوتين تقطع قنطرة والجنة الله وبين العبد بين , , ويسقط الناس وبين بينه فيما ويلغيها نفسه فيسقط الخلق عن وخطوة

, وعلى الله على دله من الى اال يلتفت فال الله وبين بينه فيما ويلغيهم الناس} {: . حسابهم للناس اقترب واعظ بالصحابة صاح اليه الموصلة الطريق

, } 1األنبياء أودية, فسالت العيون الحذر من فجرت قلوبهم للخوف فجزعتالرعد{ .17بقدرها

." " : فيك لي رجعة ال ثالثا طالق أنت فقال عنه الله رضي لعلي الدنيا تزينت , جواز للهوى يتصور لئال الثالث جمع لكنه للسنة واحدة تكفيه وكانت

, أحد. وهو كيف المحلل من يأنفان السليم وطبعه الصحيح ودينه المراجعة " المسند " في أحمد المحلل الله لعن حديش ,107,121, 87\1رواة والنسائي,

. , , في فاتخذه خلوة موضع الدار هذه في ما والبيهقي الترمذي يعلى وأبو , تضرك. وال حذر على منها وكن فاعرفها الجواذب تجذبك أن بد ال نفسك

. فيها وأنت منها خلوت اذا الشواغل

. , عنه تعشو أن البصائر لخفافيش فيحق الشمس نور من أضوأ الحق نور

, وهو الشهوات يتبعون الذين ومن الشك أهل من خال الله الى الطريق { , أئمة منهم وجعلنا كاألعالم الطريق على وهو والصبر اليقين بأهل معمور

} السجدة يوقنون بآياتنا وكانوا صبروا لما بأمرنا .24يهدون

[31) قاعدة[ )السيئات تكفير في الموت عند الله اال اله ال أن شهادة تأثير

السيئات تكفير في عظيم تأثير الموت عند الله اال اله ال أن لشهادة , منه, ماتت قد بمضمونها عارف بها موقن عبد من شهادة ألنها واحباطها

, بعد وأقبلت واستعصائها ابائها بعد وانقادت المتمردة نفسه والنت الشهوات, , وفضولها الدنيا على حرصها منها وخرج عزها بعد وذلت اعراضها

ما وأرجى له كانت ما أذل الحق وموالها فاطرها ربها يدي بين واستخذت , الشرك أسباب بانقطاع التوحيد منها وتجرد ورحمته ومغفرته لعفوه كانت , , واجتمع بها مشغولة كانت الي المنازعات تلك منها فزالت بطالنه وتحقق , بكليته وجهه العبد فوجه اليه والمصير عليه بالقدوم أيقنت من على همها

, . واستوى, وباطنا ظاهرا وحده فاستسلم عليه وهمه وروحه بقلبه وأقبل اليه . " " : من قلبه تخلص وقد قلبه من مخلصا الله اال اله ال فقال وعالنيته سره . . قد قلبه من كلها الدنيا خرجت قد سواه ما الى وااللتفات بغيره التعلق

, , , شهوته نيران وخمدت ربه على القدوم وشارف قلبه من كلها الدنيا خرجت, , , ظهره وراء الدنيا وصارت عينيه نصب فصارت اآلخرة من قلبه وامتالء , , على وأدخلته ذنوبه من فطهّرته عمله خاتمة الخالصة الشهادة تلك فكانت , عال, وسرها باطنها ظاهرها وافق خالصة صادقة بشهادة ربه لقي ألنه ربه

40

Page 41: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

من, الستوحش الصحة أيام في الوجه هذا على الشهادة له حصلت فلو نيتها , , , بها شهد لكنه سواه ما دون به وأنس الناس من الله الى وفر وأهلها الدنيا

, بطلب مملوءة ونفس وأسبابها الحياة وحب بالشهوات مشحون بقلب . لها لكان الموت عند كتجردها فلوتجردت الله غير الى وااللتفات الحظوظ

. المستعان والله البهيمي عيشها سوى آخر وعيش آخر نبأ

" , اصبعين بين وقلبه بيده ونفسه الله بيد ناصيته من أمره من يملك ماذا " القدر في مسلم أخرجه صحيح حديث من جزء يشاء كيف يقلبه أصابعه من

: " 2654برقم , كلها آدم بني قلوب ان ونّصه العاص بن عمرو بن عبدالله عن ." بيده وحياته يشاء حيث يصرفه واحد كقلب الرحمن أصابع من اصبعين بين

وأفعاله وأقواله وسكناته وحركاته بيده وشقاوته بيده وسعادته بيده وموته. , . بمشيئته اال واليفعل باذنه اال يتحرك فال ومشيئته باذنه

. , وان وخطيئة وذنب وتفريط وضيعة عجز الى وكله نفسه الى وكله ان , وال حياة وال موتا وال نفعا وال ضرا له يملك ال من الى وكله غيره الى وكله . له. غنى ال فهو له أسيرا وجعله عدوّه عليه استولى عنه تخلى وان نشورا , ذراته من ذرة كل في األنفاس مدى على اليه مضطر هو بل عين طرفة عنه

, . , يتبغض عنه معرض عنه مختلف فهو ذلك ومع اليه تامة فاقته وباطنا ظاهرا, , , نسيا لذكره صار قد وجه كل من اليه الضرورة شدة مع بمعصيته اليه

. , موقفه يديه وبين مرجعه واليه هذا ظهريا وراءه واتخذه

, واألجل الرزق فان لك ضمن بما تشغله وال به أمرت بما للهم خاطرك فرغ , . بحكمته عليك سد واذا آتيا الرزق كان باقيا األجل دام فما مضمزنان قرينان

. , الجنين حال فتأّمل منه لك أنفع طريقا برحمته لك فتح طرقه من طريقا ,) ( , , فلما السّري الحبل السّرة وهو واحدة طريق من الدم وهو غذاؤه يأتيه

, , له وأجرى اثنين طريقين له فتح الطريق تلك وانقطعت األم بطن من خرج . , الرضاع مدة تمت فاذا سائغا خالطا لبنا األول من وألذ أطيب رزقا فيهما

, : وشرابان طعامان منها أكمل أربع طرقا فتح بالفطام الطريقان وانقطعت , يضاف وما واأللبان المياه من والشرابان والنبات الحيوان من فالطعامان

. . لكنه األربعة الطرق هذه عنه انقطعت مات فاذا والمالذ المنافع من اليهما , - الثمانية – الجنة أبواب وهي ثمانية طرقا سعيدا كان ان له فتح سبحانه

. يشاء أيها من يدخل

أفضل ويؤتيه اال الدنيا من شيئا المؤمن عبده يمنع ال سبحانه الرب فهكذا, . . الخسيس األدنى الحظ يمنعه فانه المؤمن لغير ذلك وليس له وأنفع منه

. النفيس األعلى الحظ ليعطيه به له يرضى وال

, , يعرف ال ولطفه وحكمته ربه بكرم وجهله نفسه بمصالح لجهله والعبد . كان وان العاجل بحب مولع هو بل له ادخر ما وبين منه منع ما بين التفاوت , . له, وأنى ربه العبد أنصف ولو عليا كان وان اآلجل في الرغبة وبقلة دنيئامن, وأعظم ونعيمها ولذاتها الدنيا من منعه فيما عليه فضله أن لعلم بذلك

, , , وال ليعافيه اال ابتاله وال ليعطيه اال منعه فما ذلك من آتاه فيما عليه فضله , , ليتأهب اال الدار هذه الى أخرجه وال ليحييه اال أماته وال ليصافيه اال امتحنه

41

Page 42: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{ . والنهار الليل جعل ف اليه الموصلة الطريق وليسلك عليه للقدوم منها } الفرقان شكورا أراد أو يذّكّر أن أراد لمن اال, } 62خلفة الظالمون فأبى و

االسراء{ .99كفورا المستعان, والله

, ربهاشتغل* عرف ومن الناس عيوب عن باصالحها اشتغل نفسه عرف من. نفسه هوى عن به

, , فال المنّة بشهود نفسك وعن بالخالص الناس عن فيه تغيب أن العمل أنفع. الخلق ترى وال نفسك فيه ترى

: أبواب* ثالث من النار الناس دخل

. على الهوى تقديم أورثت شهوة وباب الله دين في شكا أورثت شبهة باب. . خلقه على العدوان أورث غضب وباب ومرضاته طاعته

. : : أصاره* ما الى ابليس أصار الذي وهو الكبر ثالث كلها الخطايا أصول : . ابني: أحد جّرأ الذي وهو والحسد الجنة من آدم أخرج الذي وهو والحرص

. أخيه على آدم

, . من والمعاصي الكبر من فالكفر الشر وقى فقد الثالثة هذه شر وقي فمن. الحسد, من والظلم والبغي الحرص

, , اذا* لشيء آله وباطنة ظاهرة آدم ابن أجزاء من جزء كل بحكمته الله جعل . . . آلة واألنف للسماع آلة واألذن للنظر آلة فالعين كماله فهو فيه استعمل

. . . . للمشي. والرجل للبطش واليد للنكاح والفرج للنطق واللسان للشم . . والتدبر للتفكر آلة والعقل للمحبة والروح والمعرفة للتوحيد والقلب

ينبغي ما واهمال ايثاره ينبغي ما وايثار والدنيوية الدينية األمور لعواقباهماله.

, اشتغل* من منه أخسر بل بنفسه الله عن اشتغل من صفقة الناس أخسر. بالناس نفسه عن

كلها* " األعضاء فان آدم ابن أصبح اذا يرفعه سعيد أبي حديث من السنن في , , , : , وان استقمنا استقمت فان بك نحن فانما الله اتق تقول اللسان تكفر

" الزهد في الترمذي أخرجه حسن حديث اعوججنا رقم 523\4اعوججت2407. , , , والسيوطي, والبيهقي نعيم وأبو السني وابن المبارك وابن وأحمد

: , : ," لما:" الصحابة ان الحديث وفي له تخضع معناه قيل اللسان تكفر قوله , النجاشي على الصحابة دخول حديث له يكفروا لم النجاشي على دخلوا

المسند في أحمد , 290\5, 202\1أخرجه وابن, صحيح باسناد سلمة أم عن . . بن عمرو له قال ولذلك ويخضعوا له يسجدوا لم أي السيرة في هشام

. لك : يكفرون ال انهم الملك أيها العاص

42

Page 43: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

وبين بينه والواسطة وترجمانه القلب بريد ألنه للسان خضعت وانما ": , ," ": فان. قالت ولهذا بك وهالكنا بك نجاتنا أي بك نحن انما وقولها األعضاء

." اعوججنا اعوججت وان استقمنا استقمت

الطلب[ 32] وأجملوا الله فاتقوا

": في وأجملوا الله فاتقوا قوله في وسلم عليه الله صلى النبي جمعالكفارات" في ماجه ابن أخرجه الدنيا(. 2144 )725\2الطلب مصالح بين

, . وترك, والبدن القلب وراحة الله بتقوى ينال انما ولذاتها ونعيمها واآلخرة, الدنيا طلب في والشقاء والكد والعناد والتعب الشديد والحرص االهتمام

, , ونعيمها اآلخرة بلذة فاز الله اتقى فمن الطلب في باالجمال ينال انما. , المستعان فالله وهمومها الدنيا نكد من استراح الطلب في أجمل ومن

يسمع من الخلق ذا في كان لو نفسها على الدنيا نادت قديجمع ما فرقت وجامع أهلكته بالعيش واثق كم

) فائدة) , المأثم فان والمغرم المأثم بين تعوذه في وسلم عليه الله صلى النبي جمع

. , الدنيا خسارة يوجب والمغرم اآلخرة خسارة يوجب

[33) فائدة[ )

} { : العنكبوت سبلنا لنهديّنهم فينا جاهدوا والذين تعالى الله علق. 69قال , , الجهاد وأفرض جهادا أعظمهم هداية الناس فأكمل بالجهاد الهداية سبحانه , , , هذه جاهد فمن الدنيا وجهاد الشيطان وجهاد الهوى وجهاد النفس جهاد , الجهاد ترك ومن جنته الى الموصلة رضاه سبل الله هداه الله في األربعة

. الجهاد من عطل ما بحسب الهدى من فاته , : وال االخالص سبل لنهدينهم بالتوبة فينا أهواءهم جاهدوا والذين الجنيد قال

, نصر فمن باطنا األعداء هذه جاهد من اال الظاهر في عدوه جهاد من يتمكن. , عدوه عليه نصر عليه نصرت ومن عدوه على نصر عليها

والشر[ 34] الخير بين العداوة

, العقل بين والعداوة الملك وبين الشيطان بين العداوة سبحانه الله ألقى . , بذلك العبد وابتلى القلب وبين األمارة النفس بين والعداوة الهوى وبين , , سجاال الحرب تزال فال وأعوان بجنود حزب كل وأمد هؤالء بين له وجمع

, , مقهورا اآلخر ويكون اآلخر على أحدهما يستولي أن الى الفريقين بين ودوالواللذة. والنعيم السرور فهناك والملك والعقل للقلب النوبة كانت فاذا معه

. بالغنائم والفوز الصدر وانشراح الحياة وطيب العين قرة والفرح والبهجة

والهموم الغموم فهنالك والشيطان والهوى للنفس النوبة كانت واذا . بملك ظنك فما الملك ةحبس الصدر وضيق المكاره وأنواع واألحزان

وبين بينه وحال وحبسه وأسره ملكه سرير عن فأنزله عدوه عليه استولى

43

Page 44: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , ثأره لطلب الملك يتحرك فال هذا ومع له وصيّرها وخدمه وذخائره خزائنه . , ال قاهر ملك الملك هذا وفوق ينجده بمن يستنجد وال يغيثه بمن يستغيث وال

, : , , نصرتك, استنصرتني ان اليه فأرسل يذل ال وعزيز يغلب ال وغالب يقهر , , وأويت الي هربت وان بثأرك أخذت الي التجأت وان أغثتك بي استغثت وان

. أسرك تحت جعلته عدوك على سلطتك الي

, : رباطي وأحكم وثاقي عدوي شد قد المأسور الملك هذا قال فان , , , الى والمسير اليك والفرار اليك النهوض من ومنعني بالقيود مني واستوثق

, , من, ويخرجني قيودي ويفك وثاقي يحل عندك من جندا أرسلت فان بابك , , كسر, وال محبسي مفارقة يمكنني لم واال بابك أوافي أن أمكنني حبسه

قيودي.

, , هو بما ورضا لرسالته ودفعا السلطان ذلك على احتجاجا ذلك قال فان . , ذلك قال وان تولى ما وواله وحاله األعظم السلطان خاله عدوّه عند فيه

, , اليه يسير أن من وأعجز أضعف وأنه وذله لعجزه واظهارا اليه افتقارا , , تمام, من وأن وقوته بحوله منه ويتخلص عدوه حبس من ويخرج بنفسه

, , ومماليكه جنده من يمده أن الرسالة هذه اليه أرسل كما عليه ذلك نعمة. , , قيوده ويفك محبسه باب ويكسر الخالص على يعينه بمن

, , , منعه وال يظلمه فلم عنه تخلى وان عليه انعامه أتم فقد ذلك به فعل فان , , سيما وال محبسه في وتخليته منعه اقتضى وحكمته رحمته وأن له هو حقا

, , مماليكه من مملوك حبسه الذي العدو هذا وأن حبيه الحبس أن علم اذا , , ملتفت غير فهو ومشيئته باذنه اال يتصرف ال بيده ناصيته عبيده من وعبد

, , , بل, ضر وال نفع بيده وال األمر من شيئا له أن معتقد وال منه خائف وال اليه , , بالخوف أفرده وقد بيده ناصيته ومن أمره ومتولى مالكه الى ناظر هو

, , النصر, جيوش تأتيه فهناك والرهبة والرغبة وااللتجاء اليه والتضّرع والرجاءوالظفر.

, , الله عن والفهم والسنة الكتاب علم طلب العلم طلب في الهمم أعلى , . , قصر العلم طالب هموه وأّخس المنزل حدود وعلم المراد نفس ورسوله

, , , همته كانت أو واقع هو وال ينزل لم وما المسائل شواذ تتبع على همته , , من الصحيح معرفة الى همة له وليس الناس أقوال وتتبع االختالف معرفة

. . بعلمه هؤالء من واحد ينتفع أن وقّل األقوال تلك

والوقوف الله بمحبة متعلقة الهمة تكون أن االرادة باب في الهمم وأعلى . من صاحبها مراد مع واقفة الهمة تكون أن وأسفلها األمري الديني مراده مع

, ويريد, الله يريد فاألول منه الله لمراد ال منه لمراده يعبد انما فهو الله. : ارادته, عن فارغ وهو الله من يريد والثاني مراده

ويدعونهم بأقوالهم الناس اليها يدعون الجنة باب على جلسوا السوء علماء: : : , ال أفعالهم قالت هلموا للناس أقوالهم قالت فكلما بأفعالهم النار الى

, . في فهم له المستجيبين أول كانوا حقا اليه دعوا ما كان فلو منهم تسمعوا . ومرادك حظك وحده الله كان اذا طرق قطّاع الحقيقة وفي أدالء الصورة

44

Page 45: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , تنال ما حظك كان واذا به تبدأ أنواعه أي اليك يزدلف لك تابع كله فالفضل, , , لك, حصل فاذا أفعاله من فعل له تابع بيده ألنه عنك موقوف فالفضل منه

, , لم مقصودك الفضل كان واذا والتبع الضمن بطريق الفضل لك حصل , , , ثم به وأنست عرفته قد كنت فان والتبع الضمن بطريق الله يحصل

. , الفضل وفاتك الله ففاتك لك عقوبة اياه حرمك الفضل طلب الى سقطت

وانتصاره[ 35] وسلم عليه الله صلى الرسول صبر

حصر في دخل العدو حصر من وسلم عليه الله صلى الله رسول خرج لما, , اآلفاق, في ذكره فطار األطراف في بالنصر سراياه أيدي فبعثت النصر

: أقسام ثالثة معه الخلق فصار

{: . , , كما فاصبر مزرعة في الصبر ألقى منه وخائف له ومسالم به مؤمن } األحقاف الرسل من العزم أولوا :35صبر بخزامى, تهتز النبات أغصان فاذا

} البقرة} قصاص .194والحرمات

, ال واألنصار المهاجرون حوله بعده وال قبله أحدا دخله ما دخوال مكة فدخل. الحدق اال منهم يبين

, , وبين بينه يتردد وجبريل رؤوسهم فوق والمالئكة مراتبهم على والصحابة , اليوم, هذا بين قايس فلما سواه ألحد يحله لم الذي حرمه له أباح وقد ربه} {: األنفال يخرجوك أو يقتلوك أو ليثبتوك كفروا الذين بك يمكر واذ يوم وبين

30 . لمن, وذال خضوعا سرجه قربوس تمس وذقنه دخل اثنين ثاني فأخرجوهاليه ومدت رؤوسها الخليقة فيه اليه رفعت الذي العز هذا ثوب ألبسه

. . منصورا مؤيدا مكة فدخل أعناقها الملوك

, فنشر الفتنة جمر على الرمضاء في يجر كان أن بعد الكعبة فوق بالل وعال , ." ": فأجابته باألذان صوته ورفع أحد أحد قوله يوم من القوم عن طوى بزا , , أفواجا الله دين في فدخلوا الصوت يؤمون فأقبلوا ناحية كل من القبائل

. آحادا يأتون ذلك قبل وكانوا

, , قط عنه نزل وما العز منبر على وسلم عليه اله صلى الرسول جلس فلما, . البالد مفاتيح اليه سلم من فمنهم اليه بالخضوع أعناقها الملوك مدت

. , ومنهم والصغار بالجزية أقر من ومنهم والصلح الموادعة سأله من ومنهم , الغنائم جمع على يزد لم أنه يدر ولم للحرب والتأهب الجمع في أخذ من

. اليه األساري وسوق

{ : لك فتحنا انّا منشور ةوجاءه األمانة وأدى الرسالة وبلّغ نصره تكامل فلماويهديك عليك نعمته ويتم تأّخر وما ذنبك من تقدم ما الله لك ليغفر مبينا فتحا

} الفتح عزيز نصرا الله وينصرك مستقيما : } 3-1صراطا جاء. اذا توقيع وبعدهالنصر { أفواجا الله دين في يدخلون الناس ورأيت والفتح الله .1,2نصر

, ربه لقاء فاختار لقائه وبين الدنيا في المقام بين يخيره ربه رسول جاءه

45

Page 46: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, يوم المدينة كزينة ال الكريمة روحه قدوم ليوم الجنان فتزينت اليه شوقا. الملك قدوم

* بقدوم واستبشارا فرحا أتباعه بعض لموت اهتز قد الرحمن عرش كان اذا , ويا, الجناب هذا غير الى منتسبا فيا الخالئق؟ سيّد روح بقدوم فكيف روحه

{ : , تبلى يوم عليها تكون سريرة أي الحشر يوم ستعلم الباب هذا بغير واقفاالطارق{ سعد. * 9السرائر الجليل الصحابي هو الرحمن عرش له اهتز الذي

": عرش اهتز وسلم عليه الله صلى النبي عن الحديث في جاء فقد معاذ بن ." األنصار مناقب في البخاري معاذ بن سعد لموت (,3803 )154\7الرحمن

الصحابة فضائل في , 124-123 )1915\4ومسلم ماجه( وابن والترمذيوأحمد.

باألماني[ 36] مغرور يا

, آدم وأخرج بها أمر واحدة سجدة بترك العز منزل من وأهبط ابليس لعن, , آدم من مف بملء عيانا رآها أن بعد القاتل وحجب تناولها بلقمة الجنة من

, بايساع وأمر يحل ال فيما األنملة قدر بايالج القتالت أشنع الزاني بقتل وأمر , أعضائك من عضوا وأبان مسكر من بقطرة أو قذف بكلمة سياطا الظهر

,) أن ) تأمنه فال دراهم ثالثة مقداره ما سرق اذا السارق يد قطع دراهم بثالثة } {: الشمس عقباها يخاف وال معاصيك من واحدة بمعصية النار في يحبسك

15.

, " في " البخاري أخرجه صحيح حديث من جزء هرة في النار امرأة دخلتالخلق التوبة(, 3318 )409\6بدء في وأحمد(, 20 )2110\4ومسلم ماجه وابن

. هريرة أبو حديث من

بين " ما أبعد النار في بها يهوي باال لها يلقي ال بالكلمة ليتكلم الرجل وان ," الرقاق في البخاري أخرجه حديث معنى والمغرب رقم )314\11المشرق

6477 ": في( بها يزل فيها يتبين ما بالكلمة ليتكلم العبد ان هريرة أبي عن ," الزهد في ومسلم المشرق بين ما أبعد .2988النار

) ( , ظلم " جار الموت عند كان فاذا سنة ستين الله بطاعة ليعمل الرجل وان ." الوصايا في داود أبو أخرجه النار فيدخل عمله بسوء له فيختم الوصية في

رقم, 2868برقم : " 2118والترمذي ليعمل, الرجل ان هريرة أبو حديث منالوصية في فيضاران الموت يحضرهما ثم سنة ستين الله بطاعة والمرأة

." النار لهما فتجب

[37* بخاتمته[ والعمل بآخره العمل

, غروب قبل أفطر ومن صالته من مضى ما بطل السالم قبل أحدث من. , الوجه بذلك ربه لقي عمره آخر في أساء ومن ضائعا صيامه ذهب الشمس

. , الشره يؤذيك ولكن وجدتها لقمة قدمت لو

46

Page 47: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

ولعل " سوف بواب فرده بالباب فوقف اليك يسعى الثواب جاء كموعسى".

, , , عائد وال له طبيب ال ومرض زائد وأمل ناقص ايمان بين الفالح كيف , , , , في سابحا سكرته في عهما غمرته في ساهيا راقد وعقل مستيقظ وهوى, , , , وقوته فاكهته الناس ذكر بخلقه مستأنسا ربه من مستوحشا جهله لّجة

. , , لغيره ويقينه وقلبه ظاهره من يسير جزء منه لله وموته حبسه الله وذكر

العذل اليه بها السبيل يجد بقية اسواك من كان ال

القدر في البخاري أخرجه حديث من في, 6607رقم 507\11جزء وأحمد.335\5المسند

السالم[ 38] عليه آدم وآخرها القلم المخلوقات أول كان لماذا

," " , أخرجه القلم الله خلق ما أول أن بلفظ ورد القلم المخلوقات أول كانالسنة في داود بن 2156والترمذي, 4700أبو عبادة عن المسند في وأحمد

, ذلك, وفي المخلوقات آخر آدم وجعل كونها قبل المقادير ليكتب الصامتحكم.

. الساكن: قبل األرض تمهيد األولىوالشمس: واألرض السموات من سواه ما ألجلها خلق التي الغاية أنه الثانية

. والبحر والبر والقمربأساسه: يبدؤه كما وغايته بأحسنه عمله يختم الصنّاع أحذق أنه الثالثة

ومبادئه. , موسى: قال ولهذا دائما واألواخر النهايات الى متطلعة النفوس أن الرابعة

} { : يونس ملقون أنتم ما ألقوا أوال للسحرة السالم الناس , 80عليه رأى فلما . بعده يأتي ما الى تطلعوا فعلهم

الزمان: آخر الى واألمم واألنبياء الرسل أفضل أّخر سبحانه الله أن الخامسة , , قول بين فكم البدايات من أكمل والنهايات األولى من خيرا اآلخرة وجعل

{ : ,} {: , اليوم تعالى قوله وبين بقارىء أنا ما فيقول اقرأ للرسول الملك } المائدة دينكم لكم .3أكملت

, الصغير: العالم فهو آدم في العالم في فرقه ما جمع سبحانه أنه السادسة. الكبير العالم في ما وفيه

. , الموجودات: بعد خلقه يكون أن فناسب وثمرته الوجود خالصة أنه السابعةوآالت: وحوائجه مصالحه له هيأ أنه خالقه على كراماته من أن الثامنة. , عتيد حاضر كله وذلك اال رأسه رفع فما حياته وأسباب معيشته

عليه: المخلوقات سائر على وفضله شرفه يظهر أن أراد سبحانه أنه التاسعة : , أكرم خلقا يخلق فلن شاء ما ربنا ليخلق المالئكة قالت ولهذا الخلق في

. عليهم وشرفه فضله ظهر له بالسجود وأمرهم آدم خلق فلما منا عليه , نسخ قد الفضل ذلك أن المالئكة ظنت الذنب في وقع فلما والمعرفة بالعلم

, , , العبودية بتلك وأتى ربه الى تاب فلما الكامنة التوبة عبودية على تطلع ولم. سواه يعلمه ال سرا خلقه في لله أن المالئكة علمت

47

Page 48: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

أحسن: من كان بالقلم العالم هذا خلق اقتتح لما سبحانه أنه العاشرة. , , العالم هو واالنسان العلم آلة القلم فان االنسان بخلق يختمه أن المناسبة

. دونهم به اختص الذي المالئكة على آدم فضل سبحانه أظهر ولهذا

األرض[ 39] الى هبوطه قبل آدم عذر كتابة

المالئكة ونبه األرض الى هبوطه قبل آدم عذر سبحانه كتب كيف وتأمل {: األرض في جاعل اني بقوله ايجاده قبل باسمه ونوه وشرفه فضله على

البقرة{ .30خليفة , قبل عذره وأقام وجوده قبل له والية وتلك بالخالفة وسمه كيف وتأمل

-} { : قبل المحبوب عذر يقيم والمحب األرض في بقوله الهبوطالوقوف. المحب دأب ألن سنة أربعين الجنة باب على صوره فلما جنايته

} {: , االنسان شيئا يكن لم الذل طريق به ورمى حبيبه باب يعجب, 1على لئال : .} قد } ألمر ويقول منه فيعجب جسده على يمر ابليس وكان اسجدوا يوم

: ألهلكنك, علي سلطت لئن ويقول دبره من ويخرج فيه من يدخل ثم خلقت . , مجموعا طينا رأى يده على هالكه أن يعلم ولم ألعصينك علي سلطت ولئن

فاحتقره.

, مات الروح فيه نفخ فلما الحسد داء فيه دب صورة الطين صور فلما , , فاستحضر. المخلوقات عليه عرضت العز بساط له بسط فلما الحاسد

.} بينة } { } عنه الوكيل أخفى وقد أنبئوني حاكم الى نسبح ونحن مدعي . } التفضيل} منادي فقام االقرار صدور على الدعاوى رؤوس فنكسوا وعلم

} { ,} {: بماء ونحن دعوى حدث من تطهروا اسجدوا ينادي المالئكة أندية في , ناحية } {, ابليس وقام التسليم طهارة على فسجدوا لنا علم ال آنية في العذر

. , , تتالفى نجاسته كانت وما االعتراض بنجاسة تلون وقد خبث ألنه يسجد لم : , وجه, على جمال خال من بد ال قيل آدم كمال تم فلما عينية ألنها بالتطهير

. , ,} الذل} في العبودية أثر ليتبين بالذنب القدر فجرى اسجدوا

: ! لم شره ذو فضل كيف الحاسدون لقال اللقمة تلك عن لك عفى لو آدم يا , . رسائل نزلت وال األنفاس صعداء تصاعدت ما نزولك لوال شجرة على يصبر

": * " الى" ليلة كل وتعالى تبارك ربنا ينزل حديث يقصد ولعلّه سائل من هل ".. التوحيد في البخاري الدنيا هريرة, 7494برقم 473\13السماء أبي عنرقم ) المسافرين صالة في فم(. " 758ومسلم ولخلوف روائح فاحت وال

وابن" والنسائي والترمذي ومسلم البخاري أخرجه حديث من جزء الصائم ( أحمد و والدرامي التناول.(, 407,457, 393, 232\2ماجه ذلك أن حينئذ فتبين

. شره عن يكن لم

. , , لنا التكليف دار في وبكاؤك لك الجنة في ضحكك آدم يا

. , االنكسار ببدن العز خلعة تليق انما فضلي جبره اذا عزي كسره من ضر ما . استولى حتى تعاده األكلة تلك زالت ما أجلي من قلوبهم المنكسرة عند أنا

, أطباء أيدي على الدواء الخبير اللطيف اليهم فأرسل أوالده على داؤه } طه:} يشقى وال يضل فال هداي اتبع فمن هدى مني يأتينكم فاما الوجود

48

Page 49: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

123 , , أخالطهم. واستفرغ باألمر القوة وحفظ بالمناهي الطبيب فحماهم. , ناحية كل من العافية فجاءت بالتوبة الرديئة

, , على صبر وال احتمى وما مرضه في وخلط يحفظها ولم القوة ضيّع من فيا . , , ساعد لو الفساد الى مترام فالداء الهالك قرب تنكر ال االستفراغ مرارة

بأنواع ظفرت خسيسة شهوة من بالحمية نفسك على الطبيب فأعنت القدر , . فظننت البصيرة عين غطى الشهوة بخار ولكن المشتهيات وأصناف اللذات

, , . ساعة صبر من جزعت عمياء بصيرة من لها يا بالنقد الوعد بيع الحزم أن , . عن وقعدت زائلة عنها وهي الدنيا طلب في سافرت األبد ذل واحتملت

. راحلة اليها وهي األخرة الى السفر

. , سفيه بأنه فاعلم بالحقير العظيم ويبيع بالنفيس الخسيس الرجل رأيت اذا

وحده[ 40] بالله االيمان فائدة

, ": بقراب لقيتني لة آدم ابن الذنب فيه يقدح لم العبودية أصل آدم سلم لما " , أخرجه مغفرة بقرابه لقيتك شيئا بي تشرك ال لقيتني ثم خطايا األرض

والدعاء الذكر في . 22 )2068\4مسلم الترمذي( ماجه وابن ذر أبي عن. , القاف, بكسر مألها يقارب ما هو األرض وقراب وأحمد

, حكمته في قدحا وال لمخالفته قصدا يكن لم عبده ذنب أن السيد علم لما } { : البقرة عليه فتاب كلمات ربه من آدم فتلقى اليه يعتذر كيف .37علمه

, غلبات ولكن محارمه على الجرأة وال سيده مخالفة بمعصيته يريد ال العبد , , , ورجاء, بالعفو والثقة الهوى وقهر والشيطان النفس وتزيين الطبع

. العبد, جانب من هذا المغفرة

, العبودية وذل الربوبية عز واظهار الحكم فجريان الربوبية جانب من وأما : , والتوّاب والغفور كالعفو الحسنى األسماء آثار وظهور االحتياج وكمال

, لمن, الشديد البطش وذي والعدل والمنتقم نادما تائبا جاء لمن والحليم.) والجناية ) االثم المعّرة ولزم أصر

. , اليه وحاجته العبد ونقص بالكمال تفرده عبده يري أن يريد سبحانه فهو , , بره وكمال ورحمته وعفوه مغفرته وكمال وعزته قدرته كمال ويشهده

, , وأنه, معارضة ال اليه احسان به رحمته وأن وصفحه وتجاوزه وحلمه وستره *, الذي الحديث في ورد لما محالة ال هالك فانه وفضله برحمته يتغّمده لم ان

المرض في البخاري :" 109\10أخرجه أحد, يدخل لن يرفعه هريرة أبي عن. . , برحمته الله يتغمدني أن اال أنا وال قال أنت وال قالوا الجنة عمله منكم

, مصلحة من للعبد التوبة تحقيق مع فيه وكم حكمة من الذنب تقدير في كم , سبب. كانت علة ورب للعليل الدواء كشرب الذنب من التوبة ورحمة

الصحة.

بالعلل األجساد صحت وربما عواقبه محمود عتبك لعل

49

Page 50: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. العجب من آدم ابن لهلك الذنب تقدير لوال

. عليه بها يدل طاعة من اليه أحب به يذل ذنب

. االنكسار شمعدان من تنزل انما النصر شمعة

, , , تعبها بمثل يريحها وال ذلها بمثل يعزها وال اهانتها بمثل نفسه العبد يكرم ال: قيل كما

النفس كرم في النفس هوان فان راحة أصادف أو نفسي سأتعب

, , وحشتها بمثل يؤنسها وال خوفها بمثل يؤمنها وات جوعها بمثل يشبعها وال: , قيل كما اماتتها بمثل يميتها وال وفاطرها بارئها سوى ما كل من

يمت يحيا أن شاء من حياتها النفوس موت

,) ( خنق تذكر منم الحلق من الغصة الشرق يورث ولكنه حلو الهوى شراب. الحبة هجران عليه هان الفخ

. !) ( الشبكة خرقت وقد عزم السريع العدو جمزة الهوىّ شرك في معرقال يا

, . واستقرض لألرض السموات ملك له للسلم فاجنح القدر نفوذ من بد ال. , بها عينيك فقحطت دمعة منها وأحب أبحر سبعة وخلق بها فبخلت حبة منك

, , ال والمعبود كعبة والقلب المنظور صورة القلب في ينفش البصر اطالق. األصنام بمزاحمة يرضى

, سوء من يعجبن العين والحور عليك غلبت وقد كسوداء الدنيا لذات , البصيرة عين في سفت ثارت اذا الهوى زوبعة أن غير عليهن اختيارك

. الجادة فخفيت

, , رب وتعّرف المهر تحصيل في فجدوا للخطّاب الجنة تزينت الله سبحانمشغول وأنت اللقاء على فعملوا وصفاته بأسمائه المحبين الى العزة

بالجيف.

الكاذب الوداد مع اللسان ولك قلبه منه لسواك من مكن ال

, اال عليه يطرب ال نشيد والمحبة مقرب اال عليه يطأ ال بساط المعرفة. مغرم محب

. , وارده قل فلهذا جادة بها ليست صحراء في غدير الحب

50

Page 51: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الحوت كهرب بذكره واألنس بمحبوبه والخلوة العزلة الى يهرب المحب. أمه الى والطفل الماء الى

خاليا بالسر القلب عنك أحدث لعلني البيوت بين من وأخرج

. , المزيد يوم اال قرار للمحب وال طوبى شجرة تحت اال مستراح للعابد ليس. الموت بعد ما يكفك الحياة في به اشتغل

, أضر أعدائك في ليس منه والبعد حبيبه مخالفة في العمر بضاعة منفقا يا. منه عليك

نفسه من الجاهل يبلغ ما جاهل من األعداء يبلغ ما

, يدي بين التقادم وقدم الحبيب للقاء صاحبحه استعد من العليّة الهمة {: أنكم, واعلموا الله واتقوا ألنفسكم وقدّموا القدوم عند فاستبشر الملتقى

} البقرة المؤمنين وبّشر .223مالقوه

, الشيطان أن تظن فال الولي عنك تولى أن بعد اال العدو عليك عدا ما تالله. أعرض, الحافظ ولكن غلب

, , من أكرمها ما فوالله تهادنها وال منها اال قط بالء أصابك فما نفسك احذر , , , لم من أراحها وال يكسرها لم من جبرها وال يذلها لم من أعزها وال يهنها لم

. , يحزنها, لم من فرحها وال يخوفها لم من أمنها وال يتعبها

) ( , , لخمر اناء باطية وباطنك التقوى بلباس متجمل ظاهرك الله سبحان , منك, فتباعد تحته من المسكر رائحة فاحت الثوب طيبت فكلما الهوى

. الفاسقون, اليك وانحاز الصادقون

, فال له طردا منك يرى فال التعبد زاوية في وأنت الهوى لص عليك يدخل. المسجد من يخرجك حتى بك يزال

. النعونة جاءتك وقد الطلب في أصدق

. : , : بالتعليم تجيء ال المحبة فقال المحبة علمني لمعروف رجل قال

حبيبه بلقيا صبا يعد لم اذا الفتى مقتل على مدلوال الشوق هو

. , يحبهم قوله من العجب انما يحبونه قوله من العجب ليس

, محسن من العجب انما اليه محسنا يحب مسكين فقير من العجب ليس. مسكينا فقيرا يحب

كالمه[ 41] في بصفاته لعباده يتجلى الله

51

Page 52: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , جلباب في يتجلى فتارة بصفاته لعباده فيه الله تجلى وقد الله كالم القرآن ) , الهيبة) والصفة والصورة الهيئة بالجلباب المراد وانما ظاهره على ليس

, , , , األصوات وتخشع النفوس وتنكسر األعناق فتخضع والجالل والعظمة , , الجمال صفات في يتجلى وتارة الماء في الملح يذوب كما الكبر ويذوب

, , على, الدال األفعال وجمال الصفات وجمال األسماء كمال وهو والكمال , , عرفه ما بحسب كلها الحب قوة العبد قلب من حبه فيستنفد الذات كمال

, , , أراد فاذا محبته اال فارغا عبده فؤاد فيصبح كماله ونعوت جماله صفات من: قيل , كما االباء كل ذلك وأحشاؤه قلبه أبى به المحبة تلك يعلق أن الغير منه

الناقل على الطباع وتأبى نسيانكم القلب من يراد

. واللطف والبر الرحمة بصفات تجلى واذا تكلفا ال طبعا له المحبة فتبقى , , , وسار طمعه وقوى أمله وانبسط العبد من الرجاء قوة انبعثت واالحسان

, . , العمل في جد الرجاء قوي وكلما سيره ركاب يحدو الرجاء وحادي ربه الى , ضعف واذا بالبذر أرضه غلق المغل في طمعه قوي كلما الباذر أن كما

. البذر في قصر رجاؤه

, انقمعت والعقوبة والسخط والغضب واالنتقام العدل بصفات تجلى واذاواللعب واللهو والغضب الشهوة من قواها ضعفت أو وبطلت األمارة النفس , , حظها المطية فأحضرت رعوناتها أعنة انقبضت المحرمات على والحرص

. والحذر والخشية الخوف من

وانزال الرسل وارسال والوصية والعهد والنهي األمر بصفات تجلى واذا , , , والتبليغ ألوامره والتنفيذ االمتثال قوة منها انبعثت الشرائع وشرع الكتب

, , , , للطلب, واالمتثال بالخير والتصديق وتذكرها وذكرها بها والتواصي لها. للنهي واالجتناب

, , الحياء قوة العبد من انبعثت والعلم والبصر السمع بصفات تجلى واذا , , في يخفي أو يكره ما منه يسمع أو يكره ما على يراه أن ربه من فيستحي

, بميزان موزونة وخواطره وأقواله حركاته فتبقى عليه يمقته ما سريرته. والهوى, الطبيعة حكم تحت مرسلة وال مهملة غير الشرع

, , وسوق العباد بمصالح والقيام والحسب الكفاية بصفات تجلى واذا , , , , ومعيته لهم وحمايته ألوليائه ونصره عنهم المصائب ودفع اليهم أرزاقهم

, , , به والرضا اليه والتفويض عليه التوكل قوة العبد من انبعثت اهم الخاصة . , والتوكل سبحانه هو به يرضى مما فيه ويقيمه عبده على يجريه ما كل في

, , , به وثقته لعبده اختياره وحسن الله بكفاية العبد علم من يلتئم معنى. له ويختاره يفعله بما ورضاه

, اليه وصلت ما المطمئنة نفسه أعطت والكبرياء العز بصفات تجلى واذا , , , القلب وخشوع لكبريائه والخضوع لعزته واالنكسار لعظمته الذل من

52

Page 53: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , وسمته وجوارحه ولسانه قلبه في والوقار السكينة فتعلوه له والجوارح. وحدته وقوته طيشه ويذهب

, : وبصفات تاّرة الهيته بصفات العبد الى يتعرف سبحانه أنه ذلك وجماع , , الى والشوق الخاصة المحبة االلهية صفات شهود له فيوجب تارة ربوبيته

, , , والتودد, قربه في والمنافسة بخدمته والسرور به والفرح واألنس لقائه , , , همه وحده هو ويصير اليه الخلق من والفرار بذكره واللهج بطاعته اليه

, , . اليه واالفتقار عليه والتوكل الربوبية صفات شهود له ويوجب سواه ما دون. , له واالنكسار والخضوع والذل به واالستعانة

, , في وحمده ربوبيته في والهيته الهيته في ربوبيته يشهد أن ذلك وكمال , , , وعطاءه, بالئه في ونعمته وقدره قضائه في وحكمته عفوه في وعزه ملكه

, , , انتقامه في وعدل قيوميّته في ورحمته واحسانه ولطفه وبره منعه في . أمره في ونعمته حكمته ويشهد وتجاوزه وستره مغفرته في وكرمه وجوده

, , , وغناه, اقباله في وكرمه امهاله في وحلمه وغضبه رضاه في وعزه ونهيه. اعراضه في

, بآراء عليه تقضي وأن التحريف من وأجرته القرآن تدبرت اذا وأنت, , عرشه على سماواته فوق قيوما ملكا أشهدك المتكلفين وأفكار المتكلمين

, , , , ويرضى الكتاب وينزل الرسل ويرسل وينهي يأمر عباده أمر يدبر , , , , ويرى, ويرفع ويخفض ويذل ويعز ويمنع ويعطي ويعاقب ويثيب ويغضب

, , , بكل موصوف يريد لما فعّال والعالنية السر ويعلم ويسمع سبع فوق من , , ورقة, تسقط وال باذنه اال فوقها فما ذّرة تتحرك ال عيب كل عن منزه كمال

. , , شفيع وال ولي دونه من لعباده ليس باذنه اال عنده أحد يشفع وال بعلمه اال

[42 " القلب[ " تقوى معنا الله ان تحزن ال

الصحابة فضائل في البخاري أخرجه حديث من ومسلم(, 3652)10\7جزءالصحابة فضائل المسند(, 1)1854\4في في .3\1وأحمد

الى بالهجرة الصحابة أمر العقبة أهل وسلم عليه الله صلى الرسول بايع لما , فأعملت, سيمنعونه وأنهم كثروا قد أصحابه أن قريش فعلمت المدينة

. , , النفي رأى من ومنهم الحبس رأى من فمنهم الحيل استخراج في آراءها , يفارق أن وأمره السماء من بالخبر البريد فجاء القتل على رأيهم اجتمع ثم . بيوت, فارقا فلما السفر لرفقة الصديّق ونهض مكانه علي فبات المضجع

يذكر وتارة أمامه فيسير الرصد يذكر فجعل بالصدّيق الحذر اشتد مكة , الى انتهيا أن الى شماله عن وتارة يمينه عن وتارة وراءه فيتأخر الطلب

. الله, وأنبت مؤذ ثم كان ان له وقاية ليكون بدخوله الصدّيق فبدأ الغار , , عنكبوت وجاءت الطالب وأضلّت المطلوب فأظلّت قبل تكن لم شجرة

, الشقة فأحكمت الستر منوال عن نسجها ثوب فحاكت الغار وجه فحازت , عشا هناك فاتخذتا حمامتين الله وأرسل المطلب القائف على عمي حتى , القوم مقاومة من االعجاز في أبلغ وهذا غشاوة الطالبين أبصار على جعل

بالجنود.

53

Page 54: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الله صلى الرسول بسمع كالمهم وصار رؤوسهم على القوم وقف فلما , : , أن لو الله رسول يا القلق به اشتد وقد الصدّيق قال والصدّيق وسلم عليه

. صلى الله رسول فقال قدميه تحت ألبصرنا قدميه تحت ما الى نظر أحدهم " " : الله رسول رأى لما ثالثهما؟ الله باثنين ظنك ما بكر أبا يا وسلم عليه الله

, , ببشارة قلبه قوي نفسه على ال لكن اشتد قد حزنه وسلم عليه الله صلى } اآلية} التوبة معنا الله ان تحزن المعية. 40ال في االقتران هذا سر فظهر

: , وسلم, عليه الله صلى الله رسول يقال اذ ومعنى حكما ظهر كما لفظا: , قيل وسلم عليه الله صلى مات فلما عنه الله رضي الله رسول وصاحب

. : المؤمنين , أمير فقيل بموته الخالفة اضافة انقطعت ثم الله رسول خليفة

: لم دخوال لتدخلنها يقول القدر ولسان منه خرجا ثم ثالثا الغار في فأقاما . لحقهما البيداء على استقال فلما بعدك من ألحد ينبغي وال قبلك أحد يدخله

, عليه الله صلى الرسول عليه أرسل الظفر شارف فلما مالك بن سراقة, , بطنها الى األرض في فرسه قوائم فساخت الدعاء سهام من سهما وسلم

مفاتيح رد قد من على المال يعرض أخذ عليهما له سبيل ال أنه علم فلما ," أخرجه " ويسقيني يطعمني ربي عند أبيت شعبان الى الزاد ويقدم الكنوز

الصوم في المسند(, 1964-1961 )234\4البخاري في وأحمد عن8\3ومسلمو سعيد .126\6أبي عائشة عن

, , االسالم في الثاني فهو الجميع دون للصديق مدخرة اثنين ثاني تحفة كانت , وفي العمر وفي الخالفة وفي الصحبة وفي الزهد وفي النفس بذل وفي

أثر عن مات قد وسلم عليه الله صلى الرسول ألن الموت؛ سبب : الله,* صلى الله رسول كان قالت عائشة عن تعليقا البخاري يروي السم

": ألم أجد أزال ما عائشة يا فيه مات الذي مرضه في يقول وسلم عليه , ذلك من ابهري انقطاع وجدت ما أوان وهذا بخيبر أكلت الذي الطعام

التاريخ". ) في الطبري جرير ابن روى فمات سم بكر وأبو :419\3السم قال . ..... أرّزة في سمته اليهود أن وفاته سبب وكان

: عوف بن الرحمن وعبد والزبير وطلحة عثمان العشرة من يديه على أسلم . أحوج فأنفقها درهم ألف أربعون أسلم يوم عنده وكان وقّاص أبي بن وسعد , " , مال نفعني ما مال نفعني ما عليه نفقته جلبت فلهذا اليها االسالم كان ما

" المقدمة في ماجه ابن أخرجه حديث من جزء بكر وأحمد( 94)36\1أبيايمانه. يكتم كان ذلك ألن فرعون؛ آل مؤمن من خير فهو والسيوطي

} { , ساعة جاهد ذلك ألن ؛ يس آل مؤمن من وخير به أعلن والصدّيق. سنين جاهد والصديق

{: الله يقرض الذي ذا من ويصيح االيثار حب حول يحوم الفاقة طائر عاين } البقرة حسنا واستلقى, 245قرضا الرضى روض على المال حب له فألقى

, على عال ثم المضاعفة حوصلة الى الحب الطائر فنقل الفقر فراش على: , يتلو االسالم محاريب في قام ثم المدح بفنون يغرد الصدق شجرة أفنان

} , الليل} يتزكى ماله يؤتي الذي األتقى بفضله. 18و17وسيجنّبها نطقت. واألنصار المهاجرون بيعته على واجتمع واألخبار؛ اآليات

54

Page 55: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. , الصغار عليهم عال فضائله تليت كلما نار ذكره من قلوبكم في مبغضيه فيا } التوبة } الغار في هما اذ اثنين ثاني الكفّار الروافض يسمع لم دعي. 40أترى

, , في وصبر كبا وال زال فما المحّجة على وسار أبى وال تلعثم فما االسالم الى , تخلل حتى قاا فما االنفاق في وأكثر الشبا وقوع على العدى مدى من مدته

.) تعالى ) ربه وجه لقي أي بالعبا

} الغار } في هما اذ اثنين ثاني دينار دينار كل في السبك على زاد قد تالله. . أصحابه من االيمان الى سبق الذي ذا من شبابه في النبي قرين كان من

, آخر ومن معه؟ صلّى من أوّل من جوابه في سريعا بحضرته أفتى الذي منالرسول ) بجوار دفن ترابه في الموت بعد ضاجعه الذي من به؟ صلّى من

. ,) الجار حق فاعرفوا عائشة السيدة حجرة في

, حديد عن دق معنى الكتاب نص من وأبان واستيقاظ بفهم الردة يوم نهضيفر, أن الرافضي حسرة يغتاظ والمبغض بفضائله يفرح فالمحب االلحاظ

, . , والمال بالنفس الرسول وقى كم الفرار؟ أين ولكن ذكره مجلس من .) ( جلية فضائله القبر تراب الرمس في ضجيعه وهو حياته في به أخص وكان

! . نصف في الشمس ضوء عين يغطي من عجبا يا اللبس عن خليّة وهي, , الحوادث, خوف من الصديق فاستوحش البث يسكنه ال غارا دخال لقد النهار

." ": فنزلت الثالث والله باثنين ظنّك ما وسلم عليه الله صلى الرسول فقال . . مؤذن فقام الماكث عيش وطاب القلق فزال الحادث خوف فارتفع السكينة.} { : الغار في هما اذ اثنين ثاني األمصار منائر رؤوس على ينادي النصر

. , الصحابة خير فهو الطوية خبث على يدل وبغضه الحنيفية رأس والله حبه ... . مهال, الحنفية ابن قال ما امامته صحة لوال قوية ذلك على والحجة والقرابة

. فار !! قد الروافض دم فان مهال

, , علي بقول أخذنا ولكن هوانا غيره في نعتقد وال لهوانا أحببناه ما والله , " : لقد تالله لدنيانا نرضاك أفال لديننا الله رسول رضيك كفانا عنه الله رضي

" ص القرآن اعجاز بالثأر الروافض من حق . 145-143أخذت وجب لقد تالله ( , الذي الضوء السنى من به نقر بما ونقر بمدائحه نقضي فنحن علينا الصدّيق

. : , ) أعذار لي وليقل الينا يعد فال رافضيا كان فمن عينا اليرق يصحب

[43) تنبيه[ )رسوله وسنة الله كتاب أهل يعادي من اجتناب

. من احترز خسرانه يعديك لءال والسنة الكتاب أهل يعادي من اجتنب, : قوله وزخرف بشبهاته الله سبيل عن صادّ الخلق أكثر بهما هلك عدوين

. ورئاسته بدنياه ومفتون

, , فيه القوة تلك استعمال في لذته كانت لشيء واستعداد قوة فيه خلق من , من ولذة فيه قوته واستعمال للجماع واستعداد قوة فيه خلقت من فلذة , ومن متعلقها في الغضبية قوته استعمال والتوثب الغضب قوة فيه خلقت

55

Page 56: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. فيه خلقت ومن فيهما قوته باستعمال فلذته والشرب األكل قوة فيه خلقت . خلقت ومن العلم الى وصرفها قوته باستعمال فلذته والمعرفة العلم قوة

, , , , اليه والشوق عليه بالقلب والعكوف اليه واالنابة لله الحب قوة فيه . , دون اللذات وسائر ذلك في القوة هذه استعمال ونعيمه فلذته به واألنس

. , عليه وال له ال تكون أن عاقبتها وأحمد فانية مضمحلة اللذة هذه

[44) تنبيه[ )والحكم المواعظ من

, ستر وراء من عملك عورة يرى فانه المتقى فراسة احذر األعزل أيها يا " التفسير" في الترمذي أخرجه المؤمن فراسة (.3127)278\5اتقوا

: الله سبحان

, , , , وجرأة ثمود وطغيان عاد وعتو قابيل وحسد ابليس كبر النفس في ,) ( , , بلعام, وهوى لؤم أي هامان وقّحة قارون وبغى فرعون واستطالة نمرود

,) أصحاب) وحيل يلعن ولم فبارك اسرائيل بني ليلعن ملك أرسله عّراف. , جهل, أبي وجهل الوليد وتمّرد السبت

, , , الطاووس ورعونة الكلب وشره الغراب حرص البهائم أخالق من وفيها, , , , , األسد وصولة الفهد ووثوب الجمل وحقد الضب وعقوق الجعل ودناءة

, , , , , وخفة الثعلب ومكر النملة وجمع القرد وعبث الحية وخبث الفأرة وفسق. الضبع, ونوم الفراش

. من فهو طبعه مع استرسل فمن ذلك تذهب والمجاهدة الرياضة أن غير} { : , أنفسهم المؤمنين من اشترى الله ان لعقد سلعته تصلح وال الجند هذا

, 111التوبة بلد, الى طبعها من فخرجت االيمان هذبها سلعة اال اشترى فما. العابدون التائبون سكانه

, المشتري علم قد المشتري يقبله فال يدك في يتلف أن قبل المبيع سلم. , الرد من واألمان لك فسلمها يشتريها أن قبل السلعة بعيب

, , , عليها والمنادي فيها المبذول والثمن مشتريها بقدر يعرف السلعة قدر , , , السلعة كانت جليال والمنادي خطيرا والثمن عظيما المشترى كان فاذا

نفيسة.

, , لم الفوات قبل البيع ذا ترجعت اس لو الهوان بيع نفسه بائعا ياتخب

, منتهب اآلالم من عيش بطيف خطر ماله عيش طيب وبائعا , !! الحرب غاية تلقى التغابن يوم ولدى فاحشا غبنا والله غبنت , بالكذب ليس حقا الورد أمامك كدر كله عيش صفو وواردا

, العطب من تدني داهية لكل منتصبا الظلماء في الليل وحاطبعطب من جاء ببرء سمعت فهل مرض بها بأحداق الشفاء ترجو

56

Page 57: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

مستلب فيه جمال للطخ وصفا أقبحهم إثر في نفسه ومفنيا , تهب لم النفس قدر تعرف كنت لو سفها ذا مثل من نفسه وواهبا

, , والعب اللهو بين وقتك وضاع يشب لم بعد والتصابي الصبا شاب , لم الشرقي األفق في والفيء لها الغروب حان قد عمرك وشمس

يغب , والسحب الليل ظلمات أفقه عن وانقشعت جد قد من بالوصل وفاز

, , الطلب في وافتك قد ربك ورسل ارتحلت قد والدنيا التخلف ذا كم , , أرب وال شكر من للصب تهواه من ركائب سارت وقد الديار في ما

, والحقب األشواق صاحب قاله ما وقل التراب ذياك الخد فأفرش , الخرب ربعك من له أشهى غيالن به يطيف محفوفا مية ربح ما

الترب خدّك من ناظري الى أشهى ضرج من أدمين ولو الخدود وال , كثب عن الوصل منال كان أيام ويألفها يهواها كان منازال

, الصبب في الماء هوى اليها يهوى له الربوع تلك جليت فكلما , يجب لم للسلوان القلب دعا فلو بها العهود تذكار الشوق له أحييرغب, من الدهر سواها في له وما يألفه األرض في منزل وكم هذا

, فاغترب الحب شأن بعض بثثته ان يريحك وجد أخو الخيام في ما , والحطب بالعود ال الطيب بنفخة مهتديا الليل غمرات في وأسر

, , الحرب في تلقيك ال النفس وحارب ومعجزة جبن أخي كل وعادبالرتب األنوار الورى اقتسام يوم به تستضيء نورا لنفسك وخذ

******بدنى للضنا وحل حالي بسوء فرضا رحمتي صبري يوجب كان انالثمن الى ووافقري رضاك اال ثمنا لها أبغي ال الروح منحتك

******فأجيب الهوى يدعوني وبالليل صبابة النهار بأطراف أحن

******الجميل غير عشق العجز فمن بد العشق من يكن لم واذا

******فيه أنا ما بعض منه كفاني معجل لعيش أسعى ما أن فلو

بمالقيه أكن لم ان أسفا فوا مخلد لملك أسعى ولكنكما******

, األكوان خلقت انما نفسك؟ قيمة عرفت هل الخبرة أرباب من هو من يا. لك كلها

, , وأنت شجرة األشياء كل األلطاف بأيدي وقلب البر بلبان غذى من يا. , , الزبد, وأنت ومخيض الدر وأنت وصدف المعنى وأنت وصورة الثمرة

. , ضعيف استخراجك ولكن الخط واضح لك اختيارنا منشور

, , من تطلبني وال قريبا تجدني منك اطلبني عندك فاطلبني طلبي رمت متى. منه اليك أقرب فأنا غيرك

57

Page 58: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, لم اذ ابليس أبعدنا انما بالمعاصي أهنتها ما عندنا نفسك قدر عرفت لو ! , , في كان لو وتركتنا صالحته كيف فواعجبا أبيك صلب في وأنت لك يسجد

. جسدك على أثرها لبان محبة قلبك

منك األعضاء أرى ألست كذبتني قالت الحب ادعيت ولماكواسيا

. الشهوات بطنة عنه لذهبت بالمحبة القلب تغذى لو

األكل كثرة الهوى وأنساك بطينا تكن لم الصبابة عذري كنت ولو

. يدعي لمن واعجبا بالحبيب يذكرك ال ممن الستوحشت محبتك صّحت لو . , في, ما أقل بمذكر اال يذكره فال بمحبوبه يذكره من الى ويحتاج المحبة

. المحبوب تذكر تنسيك ال أنها المحبة

لساني ذكر الذكر في ما وأيسر ساعة نسيتك أني ال ذكرتك

, , مقدمة في الحب فكان معه جنوده ركبت محبوبه للقاء المحب سافر اذا , , على, يجمعها والخوف يسوقها والشوق بالمطى يحدو والرجاء العسكر

. , باللقاء, الحبيب تقادم خرجت الوصل بلد قدوم شارف فاذا الطريق

مضرمه أنت بقلب غراما وأبرد متلفه أنت بجسم سقما فداوأنت فصبري الضعيف صبري الى الديار بعد على تكلني وال

تعلمهتقدمه واألشواق لقائك الى عجال أرسلته فقد قلبي تلق

, أيسكن ليمتحن ناحية كل من الخلع عليه أفيضت الحبيب على دخل فاذا. , اياها ألبسه من الى التفاته يكون أم حظه فتكون اليها

, السحر رياح هبت فلما الملك على اال تنفق ال متاعا القلوب مراكب مألوا. , بالميناء وهي اال الفجر طلع فما المراكب تلك أقلعت

, , السفر من قدموا حتى القليل اال كان فما الجد بأقدام الهوى بادية قطعوا. , األبد ربح حازوا وقد الوصل بلد فدخلوا التلقي طريق في الراحة فأعقبهم

, فأقاموا المحبة سرادقات فيها فضربت الشواغل من قلوبهم القوم فّرغ. أخرى وترش تاّرة تحرس العيون

. فارغ نزه قاع في اال يضرب ال المحبة سرداق

منّزه لكل حل فجنابنا وألقنا سوانا من فؤادك نّزه , بكنزه فاز الطلسم ذا حل من وصالنا لكنز طلسم والصبر

58

Page 59: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. الفائت مقدار يدري من بكاء وابك منك ضاع ما قدر اعرف. بعدك على المأتم ألقمت األحباب قرب تخيلت لو

. المخمور قلبك منك ألفاق األسحار ريح استنشقت لو. مشيه ضعف الطريق استطال من

, , المفاوز بعيد أو الليالي طوال بيننا قلت ان بالمشتاق أنت وما

. : عزمه عينيه بين ألقى هم اذا الصادق أن علمت أما. العين في آذار حل القلب في آب نزل اذا

. الملك بسمع أصواتهم أن علموا لما الحّراس سهر هان . نسي الصيد للباشق الح اذا الدنيا فراق عليه هان اآلخرة حال له الح من

. الكف مألوف . مر عليك يهن الوصال حالوة تذكر القليل بقي احملي الصبر أقدام يا

المجاهدة.

. صاحبها استعد من همة الهمم أعلى تسر لها فاحد المنزل أين علمت قد: , , قدوم عند بالرضا فاستبشر الملتقى يدي بين القادم وقدم الحبيب للقاء

, .} عنك} تندفع والنار الفرائض بأداء منك ترضى الجنة ألنفسكم وقدموا. , الروح ببذل اال منك تقنع ال والمحبة المعاصي بترك

. !! االشتياق أرض على الطاعة أقدام فيه تسعى زمان أحلى ما لله

, الطبع خالف على الوفاق علمها الشرع رائض الى النفوس القوم سلم لما. , معها دارت كيف الطاعة مع فاستقامت

عجول بالرفاق حاد وثوب مطيهم رقاب اصطكت اذا وانيفأميل ملثم أني وأنظر الحشا على الراحتين بين أخالف

: أخرى وحكم مواعظ , , وخوفا لنعمتك احتراما صاده ما تناول في شهوته يترك فهو كلبك علمت

. , تفبل ال وأنت الشرع معلم علمك وكم سطوتك من

, لهوى أعماله الذي الجاهل ظن فما لنفسه والممسك الجاهل صيد حرمنفسه.

, , , عليك للغالب وأنت الشيطان وهوى البهيمة وشهوة الملك عقل فيك جمع , : غلبكك وان ملك مرتبة على زدت وهواك؛ شهوتك غلبت ان الثالثة من

. : كلب مرتبة عن نقصت وشهوتك هواك

. , صاده ما حرم نفسه على أمسك ولما صيده أبيح لربه الكلب صاد لما

من والمذمومة الممدوحة والصفات والشر الخير من العبد في ما مصدر, . االسمين هذين مقتضى بين عباده يصّرف سبحانه فهو المانع المعطي صفة

59

Page 60: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , المنع عند واالفتقار العطاء عند الشكر بهما عبوديته من الصادق العبد فحظ. , , فقيرا شكورا يزال فال اليه ليفتقر ويمنعه ليشكره يعطيه سبحانه فهو

} { : الفرقان ظهيرا ربه على الكافر وكان تعالى ألطف. 55قوله من هذا , وهواه نفسه على الله مع دائما المؤمن ان و معانيه وأشرف القرآن خطاب

, . مع فهو وأوليائه وجنده الله حزب من كونه معنى وهذا ربه وعدو وشيطانه , له ويغضبهم ويعاديهم بحاربهم عنه والخارج فيه الداخل عدوه على الله

, منه. والبعيدون أعدائه حرب على معه الملك خواص يكون كما سبحانه , , على وهواه وشيطانه نفسه مع والكافر به مهتمين غير ذلك من فارغون

. تدور. هذا على السلف وعبارات ربه

: عونا قال جبير بن سعيد عن دينار بن عطاء عن حاتم أبي ابن ذكر. والشرك باعداوة ربه على للشيطان

: عليها يعينه الله معصية على الشيطان يظاهر قال مجاهد عن الليث وقالالتفسير في جرير ابن .17\19ذكره

: التفسير في كثير ابن ذكره مواليا أي ظهيرا أسلم بن زيد .322\3وقال , له معينا عدوه مع فيكون به والشرك معصيته على عدوه يوالي أنه والمعنى

. ربه مساخط على

والفاجر الكافر لهذا صارت قد والهه ربه مع للمؤمن التي الخاصة فالمعية {: , ويعبدون بقوله اآلية صدّر ولهذا وقربانه وهواه نفسه ومع الشيطان مع

} الفرقان يضرهم وال ينفعهم ماال الله دون المواالة, 55من هي العبادة وهذه , الله أعداء فظاهروا الخاصة لمعيتهم المتضمنة بمعبوديهم والرضا والمحبة , , نفسه على معه فانه سبحانه وليه بخالف ومساخطه ومخالفته معاداته على

, . وبالله وعقله فهمه لمن القرآن كنوز من المعنى وهذا وهواه وشيطانهالتوفيق.

} { : وعميانا صّما عليها يخّروا لم ربهم بآيات ذكّروا اذا والذين تعالى قوله,73الفرقان : يسمعوه. لم صما عليه يقعوا لم بالقرآن وعظوا اذا مقاتل قال

: . , لم عباس ابن وقال به وأيقنوا وأبصروا سمعوا ولكنهم يبصروه لم وعميانا : . , عليها يخّرون الكلبي وقال خاشعين خائفين كانوا بل وعميانا صما يكونوا

: . حالهم على يقعدوا لم القرآن عليهم تلي واذا الفراء وقال وبصرا سمعا : . , قعد تقول العرب وسمعت الخرور فذلك يسمعوه لم كأنهم األولى

: : , : لم, ذكر ما على والمعنى يشتمني وأقبل يشتمني قام كقولك يشتمني : : . خروا عليهم تليت اذا المعنى الزجاج وقال وعميلنا صما عندها يصيروا : : يتغافلوا لم أي قتيبة ابن وقال به أمروا كما مبصرين سامعين وبكيا سجدا

. يروها لم وعمي يسمعوها لم صم كأنهم عنها

, , : القلب خرور هو وهل عليه النفي وتسليط الخرور ذكر أمران هنا ها قلت : وعمه صمم عن خرورهم يكن لم المعنى وهل للسجود؟ البدن خرور أو

, , وعبر خرور هناك ليس أو سجودا البدن أو خضوعا القلب خرور عليها فلهمالقعود؟ عن

60

Page 61: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, : , , وطاعة الله بغير القلب تعلق ثالثة وصغارها كبارها كلها المعاصي أصول . , , فغاية والفواحش والظلم الشرك وهي الشهوانية والقوة الغضبية القوة

. . القتل الغضبية القوة وغاية آخر اله معه يدعى وأن شرك الله بغير التعلق . في الثالثة بين سبحانه الله جمع ولهذل الزنا الشهوانية القوة طاعة وغاية

اال:} الله حّرم التي النفس يقتلون وال آخر الها الله مع يدعون ال والذين قوله } الفرقان يزنون وال . 68بالحق

, , والفواحش الظلم الى يدعو قالشرك بعض الى بعضها يدعو الثالثة وهذه {: , لنصرف كذلك تعالى قال صاحبه عن يصرفهما والتوحيد االخالص أن كما

} يوسف المخلصين عبادنا من انه والفحشاء السوء ,24عنه : العشق. فالسوء. الزنا: والفحشاء

, , كما الظلم أظلم الشرك فان والفاحشة الشرك الى يدعو الظلم وكذلك , , . ولهذا الشرك قرين والظلم التوحيد قرين فالعدل التوحيد العدل أعدل أن

{: . هو اال اله ال أنه الله شهد قوله ففي األول أما بينهما سبحانه يجمع } عمران آل بالقسط قائما العلم وأولوا فكقوله. 18والمالئكة الثاني وأما

} لقمان: } عظيم لظلم الشرك ان الشرك. 13تعالى الى تدعو والفاحشةواالستعانة, الظلم من بنوع اال تحصل ولم ارادتها قويت اذا سيما وال والظلم

{ : . الزاني قوله في والشرك الزنى بين سبحانه جمع وقد والشيطان بالسحرذلك وحّرم مشرك أو زان اال ينكحها ال والزانية مشركة أو زانبة اال ينكح ال

} النور المؤمنين .3على

. كان كلما ولهذا ببعض بعضها ويأمر بعض الى بعضها يجر الثالثة فهذهبالصور تعلقا وأعظم فاحشة أكثر كان شركا وأعظم توحيدا أضعف القلب

{: . الدنيا الحياة فمتاع شيء من أوتيتم فما تعالى قوله هذا ونظير لها وعشقايجتنبون * والذين يتوكلون ربهم وعلى آمنوا للذين وأبقى خير الله عند وما

} الشورى يغفرون هم غضبوا ما واذا والفواحش االثم أن. 37-36كبائر فأخبر {: . , والذين قال ثم التوحيد هو وهذا عليه وتوكل به آمن لمن خير ماعنده

: . } قال ثم الشهوانية القوة داعي اجتناب فهذا والفواحش االثم كبائر يجتنبون , ,} التوحيد} بين فجمع الغضبية القوة مخالفة فهذا يغفرون هم غضبوا ما واذا

. كله الخير جماع هي التى والعدل والعفة

[45) فائدة[ )أنواع القرآن هجر

. : اليه واالصغاء به وااليمان سماعه هجر أحدهما. , : به وآمن قرأه وان وحرامه حالله عند والوقوف به العمل هجر والثاني

: ال أنه واعتقاد وفروعه الدين أصول في اليه والتحاكم تحكيمه هجر والثالث. ,, العلم تحّصل ال لفظية أدلته وأن اليقين يفيد

. : منه به المتكلم أراد ما ومعرفة وتفهّمه تدبّره هجر والرابع, : وأدوائها القلوب أمراض جميع في والتداوي االستشفاء هجر والخامس: , , قوله في داخل هذا زكل به التداوي ويهجر غيره من دائه شفاء فيطلب

61

Page 62: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

} الفرقان} مهجورا القرآن هذا اتخذوا قومي ان رب يا الرسول .30وقال. بعض من أهون الهجر بعض كان وان

. منه الصدر في الذي الحرج وكذلك. الله عند من حقا وكونه انزاله من حرجا يكون تاّرة فانه

, ألهم مخلوقاته بعض من مخلوقا كونه أو به المتكلم جهة من يكون وتارة. به تكلم أن غيره

, معه هممحتاجون با العباد اليكفي وأنه وعدمها كفايتها جهة من يكون وتارة. , السياسات أو اآلراء أو واألقيسة المعقوالت الى

, , الخطاب عند منه المفهومة حقائقه به أريد وما داللته جهة من يكون وتارة. , مشتركة مستكرهة تأويالت الى حقائقها عن واخراجها تأويلها بها أريد أو

, في ثابتة فهي مرادة كانت وان الحقائق تلك كون جهة من يكون وتارة. , المصلحة من لضرب مرادة أنها أوهم أو األمر نفس

, نفوسهم من ذلك يعلمون وهم القرآن من حرج صدورهم في هؤالء فكل . من حرج قلبه وفي اال قط دينه في مبتدعا تجد وال صدورهم في ويجدونه . حرج صدره وفي اال فاجرا ظالما تجد ال أنك كما بدعته تخالف التي اآليات

. ارادته وبين بينه تحول التي اآليات من. تشاء بما لنفسك ارضى ثم المعنى هذا تدبّر

[46) فائدة[ )المطلوب النفس كمال

: أمرين تضمن ما المطلوب النفس كمال

. : لها الزمة وصفة راسخة هيئة يصير أن أحدهما

, . : فال كماال يكن لم كذلك يكن لم فاذا نفسه في كمال صفة يكون أن الثاني, , فوته على األسف وال عليه المنافسة نفسه كمال في يسعى بمن يليق

لها صالح ال الذي الحق والهها ومعبودها وفاطرها بارئها معرفة اال ليس وذلك, , , اليه الموصلة الطريق وسلوك وجهه وارادة بمعرفته اال لذة وال نعيم وال

. . عدا وما الزمة راسخة هيئة لها فيصير ذلك تعتاد وأن وكرامته رضاه والى , وما يكملها وال ينفعها ال ما بين فهي واألعمال واالرادات العلوم من ذلك , , تتعذب فانها لها راسخة هيئة صار اذا سيما وال وألمها ونقصها بضررها يعود

. لها لزومه بحسب به وتألم

والجاه والمساكن والمراكب كالمالبس عنها المنفصلة الفضائل وأما , , فتتألم, المعير فيها يرجع ثم مدة أعيرتها عوار الحقيقة في فتلك والمال , غاية في هي كانت اذا سيما وال بها تعلقها بحسب فيها برجوعه وتتعذب

يريد, من فليتدبر والحسرة واأللم النقص أعظم أحضرت سلبتها فاذا كمالها , حرمان في يسعون انما الخلق هذا فأكثر النكتة هذه ولذتها نفسه سعادة

يريدون أنهم يظنون حيث من ونقصها وحسرتها وألمها وألمها نفوسهم. ونعيمها سعادتها

62

Page 63: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. وحسرتها والسلوك والمحبة المعرفة تلك من لها حصل ما بحسب فلذتها , , . . لم منه وخال ذلك عدم ومتى ذلك عدم ومتى ذلك من فاتها ما بحسب

, , , ويغضب وينكح ويشرب يأكل بها التي الفسانية البدنية القوى اال فيه يبقى , . , بل فضيلة وال شرف جهتها من يلحقه وال حياته ومرافق لذاته شائر وينال

. بجنسها ويتصل البهائم القوى بتلك يناسب انما كان اذا ومنقصة خساسة . واختصت عليها تناولها في زادت وربما كأحدها ويصير جملتها في ويدخل

, كمال ال الذي الحقيقي الكمال الى تهجره أن حقيق العاقبة بسالمة دونه. التوفيق, وبالله سواه

[47) جليلة[ ) فائدةتعالى الله اال همه وليس أصبح من

حوائجه سبحانه الله تحمل وحده الله همه وليس وأمسى العبد أصبح اذا , , , وجوارحه, لذكره ولسانه لمحبته قلبه وفرغ أهمه ما كل عنه وحمل كلها

وغمومها. همومها الله حمله همه والدنيا وأمسى أصبح وان لطاعته , , عن! ولسانه الخلق بمحبة محبته عن قلبه فشغل نفسه الى ووكله وأنكادها

, , كدح يكدح فهو وأشغالهم بخدمتهم طاعته عن وجوارحه بذكرهم ذكره. , غيره نفع في أضالعه ويعصر بطنه ينفخ كالكير غيره خدمة في الوحش

المخلوق بعبودية بل ومحبته وطاعته الله عبودية عن أعرض من فكل { : . شيطانا له نقيّض الرحمن ذكر عن يعش ومن تعالى قال وخدمته ومحبته

} الزخرف قرين له : 36فهو مشهور. بمثل تأتون ال عيينة بن سفيان قال " : . أخاك أعط القرآن في فأين قائل له فقال القرآن من به جئتكم اال للعرب

{ : " ذكر عن يعش ومن قوله في فقال جمرة؟ فأعطه يقبل لم فان تمرة.} شيطانا له نقيّض الرحمن

[48) فائدة[ )هما وما والعمل العلم

. : النفس في واثباتها الخارج من المعلوم صورة نقل العلم

. : الثابت كان فان الخارج في واثباتها النفس من علمية صورة نقل والعمل . يثبت ما وكثيرا صحيح علم فهو نفسها في للحقيقة مطلقا النفس في

, في أثبتها قد الذي فيظنها حقيقي وجود لها ليس صورة النفس في ويتراءى. . , الباب هذا من الناس علوم وأكثر لها حقيقة ال مقدرة هي وانما علما نفسه

: النفس تكمل نوع نوعان فهو الخارج في للحقيقة مطابقا منها كان وما , وأمره وكتبه وأفعاله وصفاته وأسمائه بالله العلم وهو به والعلم بادراكه

, ال. فانه به الجهل يضر ال علم كل وهو كمال به للنفس يحصل ال ونوع ونهيه. به العلم ينفع

, من جزء ينفع ال علم من بالله يستعيذ وسلم عليه الله صلى النبي وكانوالدعاء الذكر في مسلم أخرجه , 73)2088\4حديث والنسائي(, داود وأبو

. التي المطابقة الصحيحة العلوم حال أكثر وهذا وأحمد ماجه وابن والترمذي

63

Page 64: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , الكواكب وعدد ودرجاته ودقائقه بالفلك كالعلم شيئا بها الجهل يضر ال. ذلك. نحو وما ومسحتها وألوانها الجبال بعدد والعلم ومقاديرها

. اال ذلك وليس اليه الحاجة وشدة معلومه شرف بجسب العلم فشرف . الديني الله لمراد مطابقته عدم فآفته العلم وأما ذلك وتوابع بالله العلم

, , االرادة فساد ومن تاّرة العلم فساد من ذلك ويكون ويرضاه الله يحبه الذيوليس. لله محبوب مشروع هذا أن يعتقد أن العلم جهة من ففساده تاّرة , يتقرب, أنه فيظن مشروعا يكن لم وان الله الى يقّربه أنه يعتقد أو كذلك

. , مشروع أنه يعلم لم وان العمل بهذا الله الى

, بل اآلخرة والدار الله وجه به يقصد ال فانه القصد جهة من فساده وأما. والخلق الدنيا به يقصد

ما بمعرفة اال منهما السالمة الى سبيل ال والعمل العلم في اآلفتان وهاتانفي اآلخرة والدار الله وجه وارادة والمعرفة العلم باب في الرسول به جاء

. علمه فسد االرادة وهذه المعرفة هذه من خال فمتى واالرادة القصد بابوعمله.

, االيمان يورثان وهما االرادة وصحة المعرفة صحة يورثان واليقين وااليمانصحة. عن النحرافهم االيمان عن الناس أكثر انحراف يتبين هنا ومن ويمدانه

. االرادة وصحة المعرفة

, عن االرادة وتجريد النبوة مشكاة من المعرفة بتلقي اال االيمان يتم وال, , الوحي مشكاة من مقتبسا علمه فيكون الخلق وارادة الهوى شوائب , الذين األئمة من وهو وعمال علما الناس أصح فهذا اآلخرة والدار لله وارادته. أمته في وسلم عليه الله صلى الله رسول خلفاء ومن الله بأمر يهدون

وباطن[ 49] ظاهر له االيمان

. , وباطنة الجوارح وعمل اللسان قول وظاهرة وباطن ظاهر له االيمان . الدماء به حقن وان له باطن ال ظاهر ينفع فال ومحبته وانقياده القلب تصديق , أو بعجز تعذّر اذا اال له ظاهر ال باطن يجزىء وال والذريّة المال به وعصم

. فساد على دليل المانع عدم مع ظاهرا العمل فتخلف هالك خوف أو اكراه. , , قوته دليل وقوته نقصه دليل ونقصه االيمان من وخلوّه الباطن

. . ال وعمل علم وكل ولبه االيمان قلب واليقين ولبه االسالم قلب فااليمان. , فمدخول العمل على يبعث ال ايمان وكل فمدخول قوة واليقين االيمان يزيد

بينهما) ويفصلون والحقيقة بالشريعة يقولون الذين المتصوفة على رد فيه.) بالتقية يقولون الذين الشيعة على رد كذلك وفيه

[50) قاعدة[ )نوعان الله على التوكل

64

Page 65: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, : دفع أو الدنيوية وحظوظه العبد حوائج جلب في عليه توكل أحدهما. الدنيوية ومصائبه مكروهاته

: االيمان من ويرضاه هو يحبه ما حصول في الله على التوكل والثاني. اليه والدعوة والجهاد واليقين

. في العبد عليه توكل فمتى الله اال يحصيه ماال الفضل من النوعين وبين . في عليه توكل ومتى الكفاية تمام األول النوع كفاه توكله حق الثاني النوع , يحبه فيما المتوكل علقبة له يكون ال لكن أيضا كفاه الثاني دون األول النوع

ويرضاه.

, , الرسول ومتابعة التوحيد وتجريد الهداية في التوكل عليه التوكل فأعظم. , أتباعهم وخاّصة الرسل توكل فهذا الباطل أهل وجهاد وسلم عليه الله صلى

, أزرا وال ملجأ العبد يجد ال بحيث والجاء اضطرار توكل يكون تارة والتوكل , ملجأ ال أن وظن نفسه عليه وضاقت األسباب عليه ضاقت اذا كما التوكل اال

. , توكل يكون وتارة البتة والتيسير الفرج عنه يتخلف ال وهذا اليه اال الله من , السبب, كان فان المراد الى المفضى السبب وجود مع التوكل وذلك اختيار

, , , . أيضا تركه على ذم التوكل وترك بالسبب قام وان تركه على ذم به مأمور. , , بينهما والجمع بهما القيام والواجب القرآن ونص األمة باتفاق واجب فانه

, , في حقه في السبب وتوحد مباشرته عليه حرم محرما السبب كان وان , حصول, في األسباب أقوى من التوكل فان سواه سبب يبق فلم التوكل

. , االطالق, على األسباب أقوى هو بل المكروه ودفع المراد

يضعفه؟ ال أو التوكل به قيامك يضعف هل نظرت مباحا السبب كان وان , يضعفه لم وان أولى فتركه همك وشتت قلبك عليك وفرق أضعفه فان

تعطل فال المسبب ربط اقتضت الحاكمين أحكم حكمة ألن أولى؛ فمباشرته , , أتيت قد فتكون عبودية فعلته اذا سيما وال بها القيام أمكنك مهما حكمته . , والذي القربة به المنوي بالسبب الجوارح وعبودية بالتوكل القلب بعبودية

, أن كما توكله يصح لم عطلها فمن بها المأمور باألسباب القيام التوكل يحقق , بها يقم لم فمن رجاءه يحقق الخير حصول الى المفضية باألسباب القيام

. , توكال وعجزه عجزا توكله يكون عطّلها من أن كما تمنيّا رجاؤه كان

, مباشرة يضره فال وحده الله على القلب اعتماد هو وحقيقته التوكل وسر : , توكلت قوله ينفعه ال كما اليها والركون االعتماد من القلب خلو مع األسباب , , شيء السان فتوكل به وثقته اليه وركونه غيره على اعتماده مع الله على

, , وتوبة شيء القلب اصرار مع اللسان توبة أن كما آخر شيء القلب وتوكل , : . مع الله على توكلت العبد فقول آخر شيء اللسان ينطق لم وان القلب

, : , معصيته على مصر وهو الله الى تبت قوله مثل غيره على قلبه اعتماد. لها مرتكب

[51) فائدة[ )الله من الجاهل شكوى

65

Page 66: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , اليه والمشكو بالمشكو الجهل غاية وهذا الناس الى الله يشكو الجاهل . , بعض ورأى اليهم شكا لما الناس عرف ولو شكاه لما ربه عرف لو فانه

, : , زدت ما والله هذا يا فقال وضرورته فاقته رجل الى يشكو رجال السلف: , قيل ذلك وفي يرحمك ال من الى يرحمك من شكوت أن على

يرحم ال الذي الى الرحيم تشكو انما آدم ابن الى شكوت واذا

. الى شكواه جعل من العارفين وأعرف وحده الله الى يشكو انما والعارف , , فهو عليه الناس تسليط موجبات من يشكو فهو الناس من ال نفسه من الله

} {: الشورى أيديكم كسبت فبما مصيبة من أصابكم وما تعالى قوله الى ناظر30 } {: النساء, نفسك فمن سيئة من أصابك وما :} 79وقوله لما, أو وقوله

} آل أنفسكم عند من هو قل هذا أنّى قلتم مثليها أصبتم قد مصيبة أصابتكم.165عمران

, : نفسك تشكو أن وأعالها خلقه الى الله تشكو أن أخسها ثالثة فالمراتب. , اليه خلقه تشكو أن وأوسطها الله الى

[52) جليلة[ ) قاعدةالكريمة اآلية حول

} وللرسول} لله استجيبوا آمنوا الذين أيها يا

{ : لما دعاكم اذا وللرسول لله استجيبوا آمنوا الذين أيها يا تعالى الله قال } األنفال تحشرون اليه وأنه وقلبه المرء بين يحول الله أن واعلموا يحييكم

24 : , تحصل, انما النافعة الحياة أن أحدها أمورا اآلية هذه فتضمنت , , وان له حياة فال االستجابة هذه له تحصل لم فمن ورسوله له باالستجابة

. فالحياةالحقيقية الحيوانات أرذل وبين بينه مشتركة بهيمية حياة له كانت . األحياء هم فهؤالء وباطنا ظاهرا والرسول لله استجاب من حياة هي الطيبة

. , الناس أكمل كان ولهذا األبدان أحياء كانوا وان أموات وغيرهم ماتوا وان , دعا ما كل فان وسلم عليه الله صلى الرسول لدعوة استجابة وأكملهم حياة

, , الحياة من وفيه الحياة من جزء فاته منه جزء فاته فمن الحياة ففيه اليه. وسلم عليه الله صلى للرسول استجاب ما بحسب

: , } { : فيه القرآن هذا هو قتادة وقال للحق يعني يحييكم لما مجاهد قال : . االسالم هو السدي وقال واآلخرة الدنيا في والعصمة والنجاة والثقة الحياة : . الزبير بن جعفر بن محمد عن اسحاق ابن وقال بالكفر موتهم بعد أحياهم

66

Page 67: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

} {: : الله أعزكم التي للحرب يعني يحييكم لما له واللفظ الزبير بن عروة عن , , منهم القهر بعد عدوكم من بها ومنعكم الضعف بعد وقوّاكم الذل بعد بها

كثير. ابن من كلها وهي. 297\2لكم واحدة حقيقة عن عبارات هذه وكل. وباطنا ظاهرا الرسول به جاء بما القيام

. } {: : وهو الجهاد هو يحييكم لما قوله معنى أن على واألكثرون الواحدي قال. المعاني أهل أكثر واختيار اسحاق ابن قول

: يقوي انما يريد عدوكم بجهاد أمركم احياء الى دعاكم اذا الفراء قال. , عدوهم عليهم واجترأ أمرهم ضعف الجهاد تركوا فلو والجهاد بالحرب

. : أما اآلخرة وفي البرزخ وفي الدنيا في به يحييهم ما أعظم من الجهاد قلت. بالجهاد لعدوهم وقهرهم قوتهم فان الدنيا في

{ : الله سبيل في قتلوا الذين تحسبن وال تعالى قال فقد البرزخ في وأما } عمران آل يرزقون ربهم عند أحياء بل .169أمواتا

أعظم ونعيمها حياتها من والشهداء المجاهدين حظ فان اآلخرة في وأما . } { : . وقال الشهادة يعني يحييكم لما قتيبة تبن قال ولهذا غيرهم حظ من

. } { : الحياة وفيها الحيوان دار فانها الجنة يعني يحييكم لما المفسرين بعض. . الجرجاني علي أبو حكاه الطيبة الدائمة

, الحياة القلوب تحيي والجهاد والقرآن االيمان فان كله هذا تناول واآلية , , فهو. الجنة والى االيمان الى داع والرسول الجنة في الحياة وكمال الطيبة

: . الحياة من نوعين الى مضطر واالنسان واآلخرة الدنيا في الحياة الى داع . ومتى يضّره ما على ينفعه ما ويؤثر والضار النافع يدرك بها التي بدنه حياة

. حياة كانت ولذلك ذلك بحسب والضعف األلم من ناله هذه فيه نقصتحياة دون والذل والفقر والخوف والغم الهم وصاحب والمحزون المريض

. والباطل الحق بين يميز بها التي وروحه قلبه وحياة ذلك من معافى هو من . , الحياة هذه فتفيد ضده على الحق فيختار والضالل والهوى والرشاد والغي . قوة وتفيد واألعمال واالرادات العلوم في والضار النافع بين التمييز قوة

. , للباطل والكراهة البغض وقوة للحق والحب واالرادة االيمان

, البدن أن كما الحياة هذه من نصيبه بحسب ونفرته وحبه وتمييزه فشعوره , النافع الى ميله ويكون أتم والمؤلم بالنافع واحساسه شعوره يكون الحي

, . حياة بحسب وذاك البدن حياة بحسب فهذا أعظم المؤلم عن ونفرته . قوة. فيه يكن لم تمييز نوع له كان وان تمييزه بطل حياته بطلت فاذا القلب

, . الملك فيه ينفخ حتى له حياة ال االنسان أن كما الضار على النافع بها يؤثر ,) من ) الله بأمر االنسان في الروح ينفخ الذي الملك الله رسول هو الذي

. . ال, وكذلك األموات جملة من ذلك قبل وكان النفخ بذلك حيا فيصير روحهالروح من وسلم عليه الله صلى الرسول فيه ينفخ حتى وقلبه لروحه حياة

{ : , يشاء من على أمره من بالروح المالئكة ينزل تعالى قال اليه ألقى الذي } النحل عباده {2من عباده, :} من يشاء من على أمره من الروح يلقي وقال

67

Page 68: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

:} 15غافر الكتاب, ما تدري كنت ما أمرنا من روحا اليك أوحينا وكذلك وقال } الشورى عبادنا من نشاء من به نهدي نورا جعلناه ولكن االيمان .52وال

, الرسول نفخ على موقوفة واالستنارة فالحياة ونور روح وحيه أن فأخبرله, حصلت البشري الرسول ونفخ الملكي الرسول نفخ أصابه فمن الملكي

الحياتان.

الحياتين احدى له حصلت الرسول نفخ دون الملك نفخ له حصل ومن {: , به يمشي نورا له وجعلنا فأحييناه ميتا كان من أو تعالى قال األخرى وفاتته

} األنعام منها بخارج ليس الظلمات في مثله كمن الناس له, 122في فجمع . قال والظلمة الموت بين كتابه عن أعرض لمن جمع كما والحياة النور بين . : كثير ابن تفسير فهديناه ضاال كافرا كان المفسرين وجميع عباس \2ابن

172.

: } {: أمورا يتضمن الناس في به يمشي نورا له وجعلنا وقوله , كمثل: ومثلهم فمثله الظلمة في وهم بالنور الناس في يمشي أنه أحدهما

. في يمشي نور معه وآخر للطريق يهتدوا ولم فضلوا الليل عليهم أظلم قوم. فيها يحذره ما ويرى ويراها الطريق

. النور: الى لحاجتهم منه يقتبسون فهم بنوره فيهم يمشي أنه وثانيها

الشرك: أهل بقي اذا الصراط على القيامة يوم بنوره يمشي أنه وثالثها. ونفاقهم شركهم الظلمات في والنفاق

} {: األنفال وقلبه المرء بين يحول الله أن اعلموا في. 24وقوله المشهور . , بين ويحول االيمان وبين الكافر وبين الكفر وبين المؤمن بين يحول أنه اآلية

, , ابن قول وهذا طاعته وبين معصيته أهل وبين معصيته وبين طاعته أهل. المفسرين وجمهور عباس

عليه تخفى ال قلبه من قريب سبحانه أنه المعنى أن آخر قول اآلية وفي , . أنسب, هذا وكان قتادة عن الواحدي ذكره قلبه وبين بينه فهو خافية

, القلب, دون بالبدن االستجابة تنفع فال بالقلب أصلها االستجابة ألن بالسياقأضمر وهل قلبه له استجاب هل فيعلم قلبه وبين العبد بين سبحانه الله فان

. خالفه أضمر أو ذلك

, وأبطأتم االستجابة عن تثاقلتم ان أنكم المناسبة فوجه األول القول وعلمن ذلك بعد يمكنكم فال قلوبكم وبين بينكم الله يحول أن تأمنوا فال عنها

: , قوله فيكون واستبانته الحق وضوح بعد تركها على لكم عقوبة االستجابة } األنعام} مرة أول به يؤمنوا لم كما وأبصارهم أفئدتهم :110ونقلّب وقوله.

} الصف} قلوبهم الله أزاغ زاغوا :} 5فلما كذّبوا. بما ليؤمنوا كانوا فما وقوله } األعراف قبل وان. 101من بالقلب االستجابة ترك عن تحذير اآلية ففي. بالجوارح استجاب

68

Page 69: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , : االستجابة وهو به واألمر الشرع بين لهم جمع أنه وهو آخر سر اآلية وفي * { : , وما يستقيم أن منكم شاء لمن تعالى كقوله فهي به وااليمان القدر وبين

} التكوير العالمين رب الله يشاء أن اال :} 28,29تشاءون شاء, فمن وقوله } المدثر. الله يشاء أن اال يذكرون وما .55,56ذكره أعلم, والله

[53) جليلة[ ) فائدة} لكم} خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسى

{: وهو شيئا تكرهوا أن وعسى لكم كره وهو القتال عليكم كتب تعالى قوله} تعلمون ال وأنتم يعلم والله لكم شّر وهو شيئا تحبوا أن وعسى لكم خير

:} 216البقرة ويجعل, شيئا تكرهوا أن فعسى كرهتموهن فان وجّل عّز وقوله } النساء كثيرا خيرا فيه القوة. 19الله كمال هو الذي الجهاد في األولى فاآلية

, القوة كمال هو الذي النكاح في والثانية منه نفسه على خشية الغضبيةالشهوانية.

, وهذا منه نفسه على خشية الغضبية بقوته عدوه مواجهة يكره فالعبد , , وهذا والمتاركة الموادعة ويجب ومعاده معاشه في له خير المكروه

. ومعاده معاشه في له شر المحبوب

ال كثير خير امساكها في وله أوصافها من لوصف المرأة يكره وكذلكال. كثير شر امساكها في وله أوصافها من لوصف المرأة ويحب يعرفه

, يجعل. أن ينبغي فال جهول ظلوم خالقه به وصفه كما فاالنسان يعرفه , ذلك على المعيار بل وبغضه ونفرته وحبه ميله وينفعه يضّره ما على المعيار

. ونهيه بأمره له الله اختاره ما

, األشياء وأضر وباطنه بظاهره ربه طاعة االطالق على له األشياء فأنفع , وعبوديته بطاعته قام فاذا وباطنه بظاهره معصيته االطالق على عليه

, طاعته عن تخلى واذا له خيرا يكون يكره مما عليه يجري ما فكل له مخلصا . ربه معرفة له صحت فمن له شر هو محبوب من فيه هو ما فكل وعبوديته

, والمحن تصيبه التي المكروهات أن يقينا علم وصفاته أسمائه في والفقه, وفكره علمه يحصيحا التيال والمنافع المصالح من ضروب فيها به تنزل التي

. يحب فيما منها أعظم يكره فيما العبد مصلحة بل

, وأسباب مضارها عامة أن كما مكروهاتها في النفوس مصالح فعامة . غرس بالفالحة خبير الجنات من جنة غارس الى فانظر محبوباتها في هلكتها

, يفصل عليها فأقبل أشجارها أثمرت حتى واالصالح بالسقي وتعاهدها جنة, ثمرتها تطب لم حالها على خليّت لو أنها لعلمه أغصانها ويقطع أوصالها

, وأعطت والتحمت بها اتحدت اذا حتى الثمرة طيبة شجرة من فيطعمها , ألم ويذيقها قوتها تذهب التي الضعيفة أغصانها ويقطع يقلمها أقبل ثمرتها

. , الملوك بحضرة تكون أن ثمرتها لتصلح وكمالها لمصلحتها والحديد القطع

69

Page 70: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, ويسقيها وقتا يعطشها بل وقت كل الشرب من طبعها ودواعي يدعها ال ثم . ثم, لنباتها وأسرع لورقها أنضر ذلك كان وان دائما الماء عليها يترك وال وقتا

, ألن منها كثيرا عنها فيلقي األوراق من بها زينت التي الزينة تلك الى يعمدشجر في كما واستوائها نضجها كمال وبين ثمرتها بين تحول الزينة تلك

, , . وذلك زينتها من كثيرا عنها ويلقي بالحديد أعضاءها يقطع فهو ونحوه العنب , . افساد ذلك أن لتوهمت كالحيوان وادراك تمييز ذات أنها فلو مصلحتها عين

. , مصلحتها عين هو وانما بها واضرار لها

, في مصلحته رأى اذا بمصلحته العالم ولده على الشفيق األب وكذلك . , وان الشديد األلم وأذاقه عروقه وقطع جلده بضع عنه الفاسد الدم اخراج ,) رحمة ) ذلك كل قطعه أي عنه أبانه أعضائه من عضو قطع في شفاءه رأى

. ولم يعطه لم العطاء عنه يمسك أن في مصلحته رأى وان عليه وشفقة به . , يمنعه وكذلك وهالكه فساده الى األسباب أكبر ذلك أن لعلمه عليه يوسع

. عليه بخال ال ومصلحة له حمية شهواته من كثيرا

, بعباده أرحم هو الذي العالمين وأعلم الراحمين وأرحم الحاكمين فأحكم , لهم خيرا كان يكرهون ما بهم أنزل اذا وأمهاتهم آبائهم ومن بأنفسهم منهم , , من مكنوا ولو بهم ولطفا اليهم واحسانا لهم منه نظرا بهم ينزله ال أن من

, لكنه وعمال وارادة علما بمصالحهم القيام عن لعجزوا ألنفسهم االختيار , أم أحبوا ورحمته وحكمته علمه بموجب أمورهم تدبير تولى تعالى سبحانه

من, شيء في يتهموه فلم وصفاته بأسمائه الموقنون ذلك فعرف كرهوا, , تدبيره, فنازعوه وصفاته وبأسمائه به الجهال على ذلك وخفى أحكامه

, , الفاسدة بعقولهم حكمه وعارضوا لحكمه ينقادوا ولم حكمته في وقدحوا , , لمصالحهم وال عرفوا لربهم فال الجائرة وسياساتهم الباطلة وآرائهم

. الموفق, والله حصلوا

يشبه ال جنة في اآلخرة قبل الدنيا في سكن المعرفة بهذه العبد ظفر ومتى , , الدنيا جنة والرضا ربه عن راضيا يزال ال فانه اآلخرة جنة نعيم اال نعيمها

, هي التى المقادير من عليها يجري بما النفس طيب فانه العارفين ومستراح , , ربا بالله الرضا هو وهذا الدينية أحكامه الى وطمأنينته له الله اختيار عين

. . ذلك له يحصل لم من االيمان طعم ذاق وما رسوال وبمحمد دينا وباالسالم, اختياره وحسن ورحمته وحكمته الله بعدل معرفته بحسب هو الرضا وهذا

. بين دائر عبده في سبحانه الرب فقضاء أرضى به كان بذلك كان فكلما , صلى قال كما البتة ذلك عن يخرج ال والرحمة والحكمة والمصلحة العدل , , " : ابن عبدك ابن عبدك اني اللهم المشهور الدعاء في وسلم عليه الله

, , , اسم, بكل أسألك قضاؤك في عدل حكمك فّي ماض بيدك ناصيتي أمتك , , , , أو خلقك من أحدا علّمته أو كتابك في أنزلته أو نفسك به سميت لك هو

, , , صدري ونور قلبي ربيع القرآن تجعل أن عندك الغيب علم في به استأثرت , , وغمه همه الله أذهب اال قط أحد قالها ما وغمي همي وذهاب حزني وجالء

" : : ." ينبغي بلى قال الله؟ رسول يا نتعلمهن أفال قالوا فرجا مكانه وأبدله ,". المسند في أحمد أخرجه يتعلمهن أن يسمعهن وابن, 391,452\1لمن

ص والليلة اليوم عمل في .339,340رقم 104السني وغيرهم,

70

Page 71: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

," على " يقضيه قضاء كل يتناول وهذا قضاؤك فّي عدل قوله والمقصود , وقضى بالسبب قضى الذي فهو ذلك وسبب ألم أو عقوبة من عبده

. صلى قال كم للمؤمن خير القضاء وهذا القضاء هذا في عدل وهو بالمسبب ": كان اال قضاء للمؤمن الله يقضي ال بيده نفسي والذي وسلم عليه الله

". , المسند في أحمد للمؤمن اال ذلك وليس له بن, 117,184\3خيرا أنس عنمالك.

" " : يدخل هل تيمية ابن الجليل االمام شيخنا فسألت القيم ابن العالمة قال " " , : ما بشرطه لفظة في فأجمل بشرطه نعم فقال الذنب؟ قضاء ذلك في

والندم واالنكسار التوبة من لله المحبوبة اآلثار من الذنب على يترتب. ذلك وغير والبكاء والذل والخضوع

[54) فائدة[ )بالدنيا الزهد تقتضي اآلخرة في الرغبة

, اال الدنيا في الزهد يستقيم وال الدنيا في بالزهد اال اآلخرة في الرغبة تتم ال: صحيحين نظرين بعد

, وألم وخّستها ونقصها واضمحاللها وفنائها زوالها وسرعة الدنيا في النظر, , واألنكاد والنغص الغصص من ذلك في وما عليها والحرص عليها المزاحمة , ال فطالبها واألسف الحسرة من يعقب ما مع واالنقطاع الزوال ذلك وآخر

. , , فواتها بعد وحزن وغم بها الظفر حال في وهم حصولها قبل هم من ينفك. النظرين أحد فهذا

, , ) وشرف ) وبقائها ودوامها بد وال ومجيئها واقبالها اآلخرة في الثاني النظركما فهي هنا ها ما وبين بينه الذي والتفاوت والمسرات الخيرات من فيها ما

} {: األعلى وأبقى خير واآلخرة سبحانه ,17قال دائمة. كاملة خيرات فهي . ما آثر النظران هذين له تم فاذا مضمحلة منقطعة ناقصة خياالت وهذه

. , أن على مطبوع أحد فكل فيه الزهد يقتضي فيما وزهد ايثاره العقل يقتضيالغائبة واللذة اآلجل النفع الى الحاضرة واللذة العاجل النفع يترك ال

, , من, واحد وكل األفضل في رغبته لعدم واما له الفضل تبين اذا اال المنتظرة . في الراغب فان والبصيرة العقل وضعف االيمان ضعف على يدل األمرين

وأفضل أشرف هناك بأن يصدّق أن اما لها المؤثر عليها الحريص الدنيا , , وان, رأسا لاليمان عادما كان بذلك يصدق لم فان يصدّق ال أن واما وأبقى

. لنفسه االختيار سيء العقل فاسد كان ذلك صدّق

. فايثار منه القسمين أحد من العبد ينفك ال ضروري حاضر تقسيم وهذا . , ما أكثر وما العقل فساد من واما االيمان فساد من اما اآلخرة على الدنيا . هو ظهره وراء وسلم عليه الله صلى الله رسول نبذها ولهذا منهما يكون , , يميلوا ولم وهجروها يألفوها ولم واطرحوها قلوبهم عنها وصرفوا وأصحابه

, . منها, لنالوا أرادوها ولو الزهد حقيقة فيها فزهدوا جنّة ال سجنا وعدّوها اليها . كنوزها مفاتيح عليه عرضت فقد مرغوب كل الى منها ولوصلوا محبوب كل

, بها, اآلخرة من حظهم يبيعوا ولم بها فآثروا أصحابه على وفاضت فردّها

71

Page 72: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , سرور دار ال عبور دار وأنها ومستقر مقام دار ال وممر معبر أنها وعلموا , آذن حتى الزيارة استتم ما طيف وخيال قليل عن تنقشع صيف سحابة وأنها

الرحيل.

, " : في قال كراكب أنا انما وللدنيا مالي وسلم عليه الله صلى النبي قال " الزهد في الترمذي أخرجه وتركها راح ثم شجرة وابن(, 2377)508\4ظل

": . أحدكم يدخل كما اال اآلخرة في الدنيا ما وقال والسيوطي وأحمد ماجه ." الجنة في مسلم أخرجه ترجع بما فلينظر اليم في ]55رقم 2193\4اصبعه

2858. ماجه[, وابن والترمذي

{ : السماء من أنزلناه كماء الدنيا الحياة مثل انما سبحانه خالقها وقالاألرض أخذت اذا حتى واألنعام الناس يأكل مما األرض نبات به فاختلطنهارا أو ليال أمرنا أتاها عليها قادرون أنهم أهلها وظّن واّزيّنت زخرفها

يتفكّرون * لقوم اآليات نفّصل كذلك باألمس تغن لم كأن حصيدا فجعلناها } يونس مستقيم صراط الى يشاء من ويهدي السالم دار الى يدعو والله

24,25. , اليها, ودعا السالم دار عن وأخبر فيها وزهد الدنيا خسة عن فأخبر

{: السماء من أنزلناه كماء الدنيا الحياة مثل لهم واضرب تعالى وقالشيء كل على الله وكان الرياح تذروه هشيما فأصبح األرض نبات به فاختلطربك * عند خير الصالحات والباقيات الدنيا الحياة زينة والبنون المال مقتدرا

} الكهف أمال وخير .45,46ثوابا

{: وتكاثر بينكم وتفاخر وزينة ولهو لعب الدنيا الحياة أن اعلموا تعالى وقالثم مصفّرا فتراه يهيج ثم نباته الكفار أعجب غيث كمثل واألوالد األموال في

الحياة وما ورضوان الله من ومغفرة شديد عذاب اآلخرة وفي حطاما يكون } الحديد الغرور متاع اال .20الدنيا

{: والقناطير والبنين النساء من الشهوات حب للناس زيّن تعالى وقالمتاع ذلك والحرث واألنعام المسوّمة والخيل والفضة الذهب من المقنطرة

للذين * ذلكم من بخير أؤنبئكم قل المآب حسن عنده والله الدنيا الحياةمطهّرة وأزواج فيها خالدين األنهار تحتها من تجري جنّات ربهم عند اتقوا

} عمران آل بالعباد بصير والله الله من .14,15ورضوان

} {: متاع اال اآلخرة في الدنيا الحياة وما الدنيا بالحياة وفرحوا تعالى وقال.26الرعد

وغفل بها واطمأن الدنيا بالحياة رضى لمن الوعيد أعظم سبحانه توعّد وقد {: , بالحياة ورضوا لقاءنا يرجون ال الذين ان فقال لقاءه يرج ولم آياته عن

بما * النار مأواهم أولئك غافلون آياتنا عن هم والذين بها واطمأنوا الدنيا } يونس يكسبون .7,8كانوا

72

Page 73: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{ : , ما آمنوا الذين أيها يا فقال المؤمنين من بالدنيا رضي من سبحانه وعيّربالحياة أرضيتم األرض الى اثّاقلتم الله سبيل في انفروا لكم قيل اذا لكم

} التوبة قليل اال اآلخرة في الدنيا متاع فما اآلخرة من .38الدنيا

الله طاعة عن تثاقله يكون بها ورضاه الدنيا في العبد رغبة قدر وعلى {: , متّعناهم ان أفرأيت تعالى قوله الدنيا في الزهد في ويكفي اآلخرة وطلب

} يمتّعون * * كانوا ما عنهم أغنى ما يوعدون كانوا ما جاءهم ثم سنين.207-205الشعراء

} {: بينهم يتعارفون النهار من ساعة اال يلبثوا لم كأن يحشرهم ويوم وقوله.45يونس

{ : فهل بالغ نهار من ساعة اال يلبثوا لم يوعدون ما يرون يوم كأنهم وقوله } األحقاف الفاسقون القوم اال .35يهلك

. . {: ذكراها من أنت فيم مرساها أيّان الساعة عن يسألونك تعالى وقولهاال . . يلبثوا لم يرونها يوم كأنهم يخشاها من منذر أنت انما منتهاها ربك الى

} النازعات ضحاها أو .46-42عشية

} {: الروم ساعة غير لبثوا ما المجرمون يقسم الساعة تقوم ويوم وقوله55.

* { : يوم بعض أو يوما لبثنا قالوا سنين عدد األرض في لبثتم كم قال وقوله } المؤمنون * تعلمون كنتم أنكم لو قليال اال لبثتم ان قال العادّين -112فاسأل

114.

* {: يتخافتون زرقا يومئذ المجرمين ونحشر الصور في ينفخ يوم وقولهان * طريقة أمثلهم يقول اذ يقولون بما أعلم نحن عشرا اال لبثتم ان بينهم

} طه يوما اال .104-102لبثتم

. التكالن وعليه المستعان والله

[55) قاعدة[ )تعالى شاءه بما تؤمن أن الخير أساس

. , فتيقن يكن لم يشأ لم وما كان الله شاء ما أن تعلم أن خير كل أساس, , , عنك يقطعها ال أن اليه وتتضّرع عليها فتشكره نعمه من الحسنات أن حينئذ

, , يكلك وال وبينها بينك يحول أن اليه فتبتهل وعقوبته خذالنه من السيئات وأن . أن على العارفون أجمع وقد نفسك الى السيئات وترك الحسنات فعل في

, , أن وأجمعوا لعبده خذالنه فأصله شر وكل للعبد الله بتوفيق فأصله خير كل , وبين بينك يخلي أن هو الخذالن وأن نفسك الى الله يكللك ال أن التوفيق

, , فمفتاحه, العبد بيد ال الله بيد وهو التوفيق فأصله خير كل كان فاذا نفسك . هذا العبد أعطى فمتى اليه والرهبة والرغبة اللجأ وصدق واالفتقار الدعاء

73

Page 74: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, مرتجا الخير باب بقي المفتاح عن أضلّه ومتى له يفتح أن أراد فقد المفتاحدونه.

: هم أحمل ال اني عنه الله رضي الخطاب بن عمر المؤمنين أمير قال . , مية, قدر وعلى معه االجابة فان الدعاء ألهمت فاذا الدعاء هم ولكن االجابة

. فالمعونة واعانته سبحانه توفيقه يكون ذلك في ورغبته ومراده وهمته العبد, ورهبتهم ورغبتهم وثباتهم هممهم قدر على العباد على تنزل الله من

, وأعلم الحاكمين أحكم سبحانه فالله ذلك حسب على عليهم ينزل والخذالن , , أتي, وما الحكيم العليم وهو به الالئقة مواضعه في التوفيق يضع العالمين

, من ظفر وال والدعاء االفتقار واهمال الشكر اضاعة قبل من اال أتى من . ومالك والدعاء االفتقار وصدق بالشكر بقيامه اال وعونه الله بمشيئة ظفر

, فال الرأس قطع فاذا الجسد من الرأس بمنزلة االيمان من فانه الصبر ذلك. للجسد بقاء

******

. الله عن والبعد القلب قسوة من أعظم بعقوبة عبد ماضرب. القاسية القلوب الذابة النار خلقت. القاسي القلب الله من القلوب أبعد. العين قحطت القلب قسا اذا : والنوم األكل الحاجة قدر جاوزت اذا أشياء أربعة من القلب قسوة

. الطعام فيه ينفع لم مرض اذا البدن أن كما والمخالطة والكالم. المواعظ, فيه ينفع لم بالشهوات مرض اذا القلب فكذلك والشراب

. شهوته على الله فليؤثر قلبه صفاء أراد من. بها تعلقها بقدر الله عن محجوبة بالشهوات المتعلقة القلوب. , وأصفاها وأصلبها أرقها اليه فأحبها أرضه في الله آنية القلوب , معاني في لجالت اآلخرة والدار بالله شغلوها ولو بالدنيا قلوبهم شغلوا

وطرف الحكم بغرائب أصحابها الى ورجعت المشهودة وآياته كالمهالفوائد.

, , , العجائب ورأى الدغل من ونقي بالتفكّر وسقي بالتذكر القلب غذي اذا. الحكمة وألهم

, أهل بل أهلها من كان وانتحلها والحكمة بالمعرفة تحلى من كل ليس . قلبه قتل من وأما الهوى بقتل قلوبهم أحيوا الذين والحكمة المعرفة

. , لسانه على عارية والحكمة فالمعرفة الهوى فأحيى. , والذكر الخشية من وعمارته والغفلة الزمن من القلب خراب تلك أهل بين اآلخرة موائد على قعدت الدنيا موائد في القلوب زهدت اذا

. الموائد, تلك فاتتها الدنيا بموائد رضيت واذا الدعوة. الدنيا وهج عنه يروح القلب على يهب نسيم ولقائه الله الى الشوق , , اضطرب الناس في أرسله من واستراح سكن ربه عند قلبه وطّن من

. القلق به واشتد سم في الجمل يدخل كما اال الدنيا حب فيه قلب في الله محبة تدخل ال

االبرة., , لعبادته واستخلصه لمحبته واجتباه لنفسه اصطنعه عبدا الله أحب اذا

. , , بخدمته وجوارحه بذكره ولسانه به همه فشغل

74

Page 75: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

القلب[ 56] مرض

, , كما ويصدأ والحميّة التوبة في وشفاؤه البدن يمرض كما يمرض القلب , , , ويجوع التقوى وزينته الجسم يعرى كما ويعرى بالذكر وجالؤه المرآة تصدأ

, واالنابة والتوكل والمحبة المعرفة وشرابه وطعامه البدن يجوع كما ويظمأوالخدمة.

سواه كل ومن أمدا وأنفاسك وأليامك أجال لحياتك جعل عمن والغفلة ايّاك. منه لك بد وال بد

االختيار[ 57] ترك

أو نقصان خوف في أو جاه أو دنيا زيادة طلب في والتدبير االختيار ترك من, , له اختياره وحسن له بتدبيره وثقة الله على توكال عدو من التخلص في

, , , من استراح له يقضيه بما ورضي اليه األمر وسلم يديه بين كنفه فألقى. واألحزان والغموم الهموم

, , فال والتعب الحال وسوء والنصب النكد في وقع لنفسه تدبيره اال أبى ومن

. , , , , تدوم راحة وال يقوم أمل وال يزكو عمل وال يفرح قلب وال يصفو عيش

, رضي فمن بالتدبير عنه وحجبهم اليه السبيل لخلقه سهّل سبحانه والله , , , , فأفضى الحجاب ذلك أزال لحكمه وسلّم اختياره الى وسكن له الله بتدبير

. , وسكن اليه واطمأن ربه الى القلب

الله[ 58] مع يدخر وال الله على يرد وال الله غير يسأل ال المتوكل

. , نفسه عن شغل بربه شغل ومن غيره عن شغل بنفسه شغل من صاحبه به يعجب وال فيفسده عدو وال فيكتبه ملك يعلمه ال ما هو االخالص

فيبطله.. األحكام مجاري تحت القلب سكون الرضا . بها هممهم قدر على معذّبون الدنيا في الناس. , : عالية وثالثة سافلة ثالثة لها سابع ال فيها يجول مواطن ستة للقلب

. , , مواطن: فهذه له يوسوس وعدو تحدثه ونفس له تتزين دنيا فالسافلة. بها تجول تزال ال التي السافلة األرواح

. , , : جوّالة والقلوب يعبده واه يرشده وعقل له يتبين علم العالية والثالثة. المواطن هذه في

, عن يعمي الهوى اتباع فان فساد كل مادة األمل وطول الهوى اتباع. , , لها االستعداد عن ويصد اآلخرة ينسي األمل وطول وقصدا معرفة الحق

. , غيره يداهن أو نفسه ويداهن الصدق رائحة عبد يشم ال

75

Page 76: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , جوّادا غيره ذنب عن ممسكا بذنبه معترفا جعله خيرا بعبد الله أراد اذا , , , شرا به أراد وان غيره ألذى محتمال غيره عند فيما زاهدا عنده بما

. عليه ذلك عكس: أشياء ثالثة حول حائمة تزال ال العليّة الهّمة

. وارادة محبة بمعرفتها تزداد العليا الصفات من لصفة تعرف . هذه بسوى الهّمة تعلّقت فاذا وخشية توبة بتذكره تزداد لمنة ومالحظة

. والخطرات الوساوس أودية في جالت الثالثة وعبيدها خدمها من فصيرته عند قدرها الى نظرت الدنيا عشق من

. له. وذلّت فخدمته قدره كبر الى نظرت عنها أعرض ومن وأذلّته , حاد فاذا الليل وسير الجادّة بلزوم المسافر ويصل السفر يقطع انما

, , مقصده؟ الى يصل فمتى كله الليل ونام الطريق عن المسافر

[59) جليلة[ ) فائدةدنياه في الزاهد العابد فتوى قبول

, غير الله على يقول أن بد فال واستحبها العلم أهل من الدنيا آثر من كل , , ما كثيرا سبحانه الرب أحكام ألن والزامه خبره في وحكمه فتواه في الحق

. , يتبعون والذين الرئاسة أهل سيما وال الناس أغراض خالف على تأتي , كان فاذا كثيرا ودفعه الحق بمخالفة اال أغراضهم لهم تتم ال فانهم الشهوات

, , بدفع اال ذلك لهما يتم لم للشهوات متبعين للرئاسة محبين والحاكم العالم, , , والشهوة الشبهة فتتفق شبهة له قامت اذا سيما وال الحق من يضاده ما

. , , ال ظاهرا الحق كان وان الحق وجه وينطمس الصواب فيخفى الهوى ويثور . : , وفي التوبة من مخرج لي وقال مخالفته على أقدم فيه شبهة وال به خفاء

{ : واتبعوا الصالة أضاعوا خلف بعدهم من فخلف تعالى قال وأشباههم هؤالءمريم{ .59الشهوات

{: يأخذون الكتاب ورثوا خلف بعدهم من فخلف أيضا فيهم تعالى وقاليؤخذ ألم يأخذوه مثله عرض يأتهم وان لنا سيغفر ويقولون األدنى هذا عرض

والدار فيه ما ودرسوا الحق اال الله على يقولوا ال أن الكتاب ميثاق عليهم } األعراف تعقلون أفال يتقون للذين خير .169اآلخرة

وقالوا عليهم بتحريمه علمهم مع األدنى الغرض أخذوا أنهم سبحانه فأخبر , , وذلك ذلك على مصرون فهم أخذوه آخر عرض لهم عرض وان لنا سيغفر

, حكمه هذا فيقولون الحق غير الله على يقولوا أن على لهم الحامل هو , يعلمون ال أو ذلك خالف ودينه وشرعه حكمه أن يعلمون وهم ودينه وشرعه , وتارة يعلمون ال ما الله على يقولون فتارة وحكمه؟ وشرعه دينه ذلك أن , اآلخرة الدار أن فيعلمون يتقون الذين وأما بطالنه يعلمون ما عليه يقولون

, على الدنيا يؤثروا أن على والشهوة الرئاسة حب يحملهم فال الدنيا من خير , بالصبر. ويستعينوا والسنة بالكتاب يتمسكوا أن ذلك وطريق اآلخرة

, , وهؤالء, ودوامها اقبالها واآلخرة وخستها وزوالها الدنيا في ويتفكروا والصالة , فان األمران لهم فيختمع العمل في الفجور مع الدين في يبتدعوا أن بد ال

76

Page 77: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , فيرى ينكسه أو والبدعة السنة بين يميز فال القلب عين يعمى الهوى اتباع . , بدعة والسنة سنة البدعة

. , اآليات وهذه والشهوات الرئاسات واتبعوا الدنيا آثروا اذا العلماء آفة فهذه { : فأتبعه منها فانسلخ آياتنا آتيناه الذي نبأ عليهم واتل قوله الي فيهماألرض * الى أخلد ولكنه بها لرفعناه شئنا ولو الغاوين من فكان الشيطان } األعراف يلهث تتركه أو يلهث عليه تحمل ان الكلب كمثل فمثله هواه واتّبع

175-176. علمه. بخالف يعمل الذي السوء عالم مثل فهذا

: , وجوه من وذلك ذمه من اآلية هذه تضمنته ما وتأّمل. , جهال: ال عمدا االيمان على الكفر واختار العلم بعد ضل أنه أحدها

, اآليات: من انسلخ فانه أبدا اليه يعود ال من مفارقة االيمان فارق أنه وثانيها , , ينسلخ, لم شيء منها معه بقي ولو قشرها من الحية تنسلخ كما بالجملة

منها.: , , قال: ولهذا وافترسه به ظفر بحيث ولحقه أدركه الشيطان أن وثالثها , , ,} أبلغ} وهو ولحقه أدركه أتبعه معنى فان تبعه يقل ولم الشيطان فأتبعه

. ومعنى لفظا تبعه من , : . وهوأخص: والقصد العلم في الضالل والغي الرشد بعد غوي أنه ورابعها

. أفرد فاذا واالعتقاد العلم بفساد أخص الضالل أن كما والعمل القصد بفساد. , ذكر ما فالفرق اقترنا وان اآلخر فيه دخل أحدهما

, لم: ألنه هالكه سبب فكان بالعلم يرفعه أن يشأ لم سبحانه أنه وخامسها. , لعذابه وأخف له خيرا لكان عالما يكن لم فلو عليه وباال فصار به يرفع , على: األدنى األسفل اختار وأن همته خسة عن أخبر سبحانه أنه وسادسها

. األعلى األشرف , عن: كان ولكنه نفس وحديث خاطر عن يكن لم لألدنى اختياره أن وسابعها

, , على اللزوم االخالد وأصل هناك ما الى بكليّته وميل األرض الى اخالد : , : بالمكان, فالن أخلد يقال هذا ومن األرض الى الميل لزم قيل كأنه الدوام:) ( , األزور بن ضرار قتله مرتد نويرة بن مالك قال به االقامة لزم اذا

فأخلدوا أقاموا يربوع بن وعمرو مالك قبائل من حي بأبناء , فيها وما األرض هي الدنيا ألن األرض الى باخالده الدنيا الى ميله عن وعبّر

. والمتاع الزينة من منها يستخرج وما , , , به: يقتدي له اماما هواه فجعل هواه واتبع هداه عن رغب أنه وثامنها

ويتبعه., , نفسا: وأسقطها الحيواناتهمة أخس هو الذي بالكلب شبهه أنه وتاسعها

. , كلبا سمي ولهذا كلبا وأشدها وأبخلها, , , لفقدها: وجزعه عنها صبره وعدم الدنيا على لهثه شبه أنه وعاشرها

, , بالطرد عليه والحمل تركه حالتي في الكلب بلهث تحصيلها على وحرصه. , كذلك. فهو وزجر وعظ وان الدنيا على لهثان فهو ترك ان هذا وهكذا

. الكلب كلهث حال كل في يفارقه ال فاللهث

: الكلب اال عطش أو اعياء من يلهث فانما يلهث شيء كل قتيبة ابن قال , , , ,) فضربه ) العطش وحال الري وحال الراحة وحال األكل الكالل حال في

, , : وان ضال فهو تركته وان ضال فهو وعظته ان فقال الكافر لهذا مثال الله

77

Page 78: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. , وهذا لهث حاله على تركته وان لهث طردته ان كالكلب ضال فهو تركته , , يكون ما أخس وذلك الالهث بالكلب وقع وانما كلب بكل يقع لم التمثيل

وأشنعه.

الجاهل[ 60] العابد وفتنة الفاجر العالم فتنة احذروا

, من فآفته الجاهل العبد وأما اآلخرة على الدنيا المؤثر العالم حال فهذا. نفسه تهواه وما ووجده وذوقه خياله وغلبة وأحكامه العلم عن اعراضه

, : العابد وفتنة الفاجر العالم قتنة احذروا وغيره عيينة بن سفيان قال ولهذا, , وموجبه, العلم عن يصد بجهله فهذا مفتون لكل فتنة فتنتهما فان الجاهل

. الفجور الى يدعو بغيّه وذاك

{ : قال اذ الشيطان كمثل بقوله اآلخر النوع مثل سبحانه الله ضرب وقدالعالمين * رب الله أخاف اني منك بريء اني قال كفر فلما أكفر لالنسان } الحشر الظالمين جزاء وذلك فيها خالدين النار في أنهما عاقبتهما -16فكان

17 , , فأوقعه, بجهل الله عبادة على أمره أساس بنى فانه معروفة وقصته, . , يدري وال يكفر جاهل عابد كل امام فهذا بجهله وكفّره بجهله الشيطان

. , اآلخرة على الدنيا يختار فاجر عالم كل امام وذاك

, , آياته معرفة عن وغفلته وطمأنينته بالدنيا العبد رضى سبحانه جعل وقد , , , بالدنيا الرضا أعني هذان يجتمع وال وهالكه شقائه سبب بها والعمل وتدبرها , رب لقاء يرجو وال بالمعاد يؤمن ال من قلب في اال الرب آيات عن والغفلة

, , اطمأن, وال الدنيا رضي لما بالمعاد االيمان في قدمه رسخ فلو واال العباد. الله, آيات عن أعرض وال اليها

الناس على الغالب هو الضرب هذا وجدت الناس أحوال تأملت اذا وأنت , . أشد من وهو ذلك خالف على هو من عددا الناس وأقل الدنيا عّمار وهم

, , , غير وارادته علومهم غير علمه شأن وله شأن لهم بينهم غربة الناس{ : , , ان, تعالى قال واد في وهم واد في فهو طريقهم غير وطريقه ارادتهم

آياتنا عن هم والذين بها واطمأنوا الدنيا بالحياة ورضوا لقاءنا يرجون ال الذينيونس * { يكسبون كانوا بما النار مأواهم أولئك .8,7غافلون

{ : وعملوا آمنوا الذين ان بقوله وعاقبتهم ومآلهم هؤالء ضد وصف ذكر ثمجنات في األنهار تحتهم من تجري بايمانهم ربهم يهديهم الصالحات

يونس { .9النعيم , ودوام اليها والطمأنينة بالدنيا الرضا عدم أورثهم الله بلقاء ايمانهم فهؤالء , , به االيمان عدم مواريث وتلك بالمعاد االيمان مواريث فهذه آياته ذكر

. عنه والغفلة

[61) عظيمة[ ) فائدةالقلب ويحّصله النفس تكسبه ما أفضل االيمان العلم

78

Page 79: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , الدنيا في الرفعة العبد به ونال القلوب وحصلته النفوس اكتسبته ما أفضل { : , وقال, قوله في بينهما سبحانه الله قرن ولهذا وااليمان العلم هو واآلخرة

يوم فهذا البعث يوم الى الله كتاب في لبثتم لقد وااليمان العلم أوتوا الذينالروم{ :} 56البعث العلم. أوتوا والذين منكم آمنوا الذين الله يرفع وقوله

المجادلة{ , 11درجات للمراتب, والمؤهلون ولبه الوجود خالصة هم وهؤالءاللذين, وااليمان العلم مسمى حقيقة في غالطون الناس أكثر ولكن العالية

. , معها ما أن تظن طائفة كل أن حتى حقيقتهما وفي والرفعة السعادة بهما , أكثرهم بل كذلك وليس السعادة تنال به الذي هذا هو وااليمان العلم من

, العلم طرق نفوسهم على سدوا قد بل يرفع علم وال ينجي ايمان معهم ايس, األمة اليهما ودعا وسلم عليه الله صلى الرسول بهما جاء اللذين وااليمان

. وآثارهم منهاجهم على وتابعوهم بعده من وأصحابه هو عليهما وكان

زبرا } بينهم أمرهم فتقطعوا به وفرحت معها العلم أن اعتقدت طائفة فكل } المؤمنون فرحون لديهم بما حزب وآراء, 53كل كالم عندهم ما وأكثر

: : اليوم, العلم أليوب قلت زيد بن حّماد قال كما الكالم وراء والعلم وخرص! : أكثر تقدم فيما والعلم أكثر اليوم الكالم فقال تقدّم؟ فيما أو أكثر

. والجدال والكالم جدا كثيرة فالكتب والكالم العلم بين الراسخ هذا ففرق , , الرسول به جاء ما وهو أكثرها عن بمعزل والعلم كثيرة الذهنية والمقدرات {: جاءك ما بعد من فيه حاّجك فمن سبحانه الله عن وسلم عليه الله صلى

}.. عمران آل العلم :} 61من من, جاءك الذي بعد أهواءهم اتبعت لئن وقالالبقرة..{ { 120العلم {: النساء, بعلمه أنزله القرآن في وفيه, 166وقال أي

علمه.

هواجس يتخذوا أن الى الناس من بكثير األمر آل العلم بهذا العهد بعد ولما , , فيها وأنفقوا الكتب فيها ووضعوا علما واآلراء الخواطر وسوانح األفكار

, , , سوادا, والقلوب مدادا الصحف بها ومألوا الزمان فيها فضيعوا األنفاس , وأن علم والسنة القرآن في ليس أنه منهم الناس من كثير صرح حتى

, . فيهم الكلمة بهذه الشيطان وصرخ علما وال يقينا تفيد ال لفظية أدلتهما , , القلوب بها فانسلخت لقاصيهم دانيهم أسمعها حتى أظهرهم بين بها وأذن

. , البسه عن والثوب قشرها من الحية كانسالخ وااليمان العلم من

: عن أصحابنا بعض أخبرني ولقد القيم ابن الدين شمس العالمة االمام قاليحفظ ولم كتبهم بعض في يشتغل رآه أنه هؤالء تالميذ أتباع أتباع بعض

: , : القرآن, في وهل فقال أولى كان أوال القرآن حفظت لو له فقال القرآنعلم.

: : ال البركة ألجل الحديث نسمع اننا هؤالء أئمة بعض لي وقال القيم ابن قالفهموه ما على فعمدتنا المؤونة هذه كفانا قد غيرنا ألن العلم منه لنستفيد

: القائل, قال كما فهو العلم من مبلغه هذا كان من أن شك وال وقرروه

منزل أبعد بالبطحاء ونزلت هاشم قبائل في بمكة نزلوا

79

Page 80: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

: : هؤالء وصف في مرة شيخنا لي وقال قال

, على دليال ويكفيك الطلب بأخس ففازوا المذاهب أرباب على طافوا انهم , واالختالف التناقض من فيه ترى ما الله عند من ليس عندهم الذي هذا أن

{ : , فيه لوجدوا الله غير عند من كان ولو تعالى قال لبعض بعضه ومصادمة } النساء كثيرا ال, 82اختالفا سبحانه عنده من كان ما أن على يدل وهذا

, اآلراء, تكون وكيف عنده من فليس وتناقض اختلف ما وأن يختلف , سبحانك ورسوله الله على به ويحكم به يدان دينا األفكار وسوانح والخياالت

. عظيم بهتان هذا

المختلفين هؤالء علوم غير فيه يتذاكرون الذي الصحابة علم كان وقد : , كان قال البخاري الله عبد أبي ترجمة في الحاكم حكى كما الخّراصين

ربهم كتاب يتذاكرون انما اجتمعوا اذا وسلم عليه الله صلى الرسول أصحاب: . , القائل أحسن ولقد قياس وال رأي بينهم ليس نبيهم وسنة

, بالتمويه ليس الصحابة قال رسوله قال الله قال العلمفقيه رأي وبين الرسول بين سفاهة للخالف نصبك العلم ما

والتشبيه, التمثيل من حذرا ونفيها الصفات جحد وال كال

ومحبة[ 62] واقرار وعلم معرفة المفصل االيمان

{ : , , حرصت ولو الناس أكثر وما يدعونه كلهم أو الناس فأكثر االيمان وأمايوسف{ , 103بمؤمنين وأما, مجمل ايمان عندهم انما المؤمنين وأكثر

وعلما معرفة وسلم عليه الله صلى الرسول به جاء بما المفصل االيمان , األمة خواص ايمان فهذا وبغضه وكراهيته بضده ومعرفة ومحبة واقرارا

. , وحزبه صادق ايمان وهو الرسول وخاصة

, هو وحده وأنه الصانع بوجود االقرار االيمان من حظهم الناس من وكثير , األصنام عبّاد ينكره يكن لم وهذا بينهما وما واألرض السموات خلق الذي

. ونحوهم قريش من

, لم أو عمل معه كان سواء بالشهادتين التكلم هو عندهم االيمان وآخرون. خالفه, أو القلب تصديق وافق وسواء يكن

خالق سبحانه الله بأن القلب تصديق مجرد االيمان عندهم وآخرونولم باللسان يقره لم وان ورسوله عبده محمدا وأن واألرض السموات , , وحدانية يعتقد وهو عظيمة بكل وأتى ورسوله الله سب ولو بل شيئا يعمل

. مؤمن فهو رسوله ونبوة الله

عرشه على علوه من تعالى الرب صفات جحد هو االيمان عندهم وآخرون, وبغضه وحبه وارادته وقدرته ومشيئته وبصره وسمعه ومتبه بكلماته وتكلمه

, وسلم عليه الله صلى رسوله به ووصفه نفسه به وصف مما ذلك وغير

80

Page 81: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

آراء تقتضيه ما مع والوقوف وجحده كله ذلك حقائق انكار عندهم فااليمانبعضهم وينقض بعض على بعضهم يرد الذين المخرصين وأفكار المتهوكين

: , أحمد واالمام الخطاب بن عمر قال كما هم الذين بعض قول

." , , الكتاب" مفارقة على متفقون للكتاب مخالفون الكتاب فى مختلفون

تهواه وما ومواجيدهم أذواقهم بحكم الله عبادة االيمان عندهم وآخرون. الرسول به جاء بما تقييد غير من نفوسهم

كائنا االتفاق بحكم وأسالفهم آباءهم عليه وجدوا ما عندهم االيمان وآخرون. : , , وأبائنا أسالفنا قول هذا أن احداهما مقدمتين على مبني ايمانهم بل كان ما

. الحق: فهو قالوه ما أن والثانية

الوجه وطالقة المعاملة وحسن األخالق مكارم االيمان عندهم وآخرون. وغفالتهم الناس وتخلية أحد بكل الظن واحسان

منها القلب وتفريغ وعالئقها الدنيا من التجرد االيمان عندهم وآخرون , . كان وان االيمان أهل سادات من جعلوه هكذا رجال رأوا فاذا فيها والزهد

. مجرد هو االيمان جعل من هؤالء من وأعلى وعمال علما االيمان من منسلخا. عمل يقارنه لم وان العلم

: , أنواع وهو بهم قام وال به قاموا وال االيمان حقائق يعرفوا لم هؤالء وكل , يعتبر ال ما االيمان جعل من ومنهم االيمان يضاد ما االيمان جعل من منهم , , ومنهم حصوله في يكفي وال فيه شرط هو ما جعله من ومنهم االيمان في

, منه ليس ما فيه اشترط من ومنهم ويضاده يناقضه ما ثبوته في اشترط منبوجه.

, الرسول به جاء ما معرفة من مركبة حقيقة وهو كله ذلك وراء وااليمان , , , له واالنقياد نطقا به واالقرار عقدا به والتصديق وسلم عليه الله صلى

, , بحسب اليه والدعوة وتنفيده وظاهرا باطنا به والعمل وخضوعا محبة, , لله والمنع لله والعطاء الله في والبغض الله في الحب في وكماله االمكان

. رسوله متابعة تجريد الى والطريق ومعبوده الهه وحده الله يكون وأن , ورسوله الله سوى الى االلتفات عن القلب عين وتغميص وباطنا ظاهرا

. , التوفيق وبالله وسلم عليه الله صلى

, , عن بالله اشتغل ومن نفسه مؤونة الله كفاه نفسه عن بالله اشتغل من , , الى, الله وكّله الله عن بنفسه اشتغل ومن الناس مؤونة الله كفاه الناس

. , اليهم, الله وكله الله عن بالناس اشتغل ومن نفسه

[63) جليلة[ ) فائدةتعالى لله ارضاء المألوف ترك في مشقة ال

81

Page 82: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. من أما الله لغير تركها من والعوائد المألوفات ترك في المشقة يجد انماأول في اال مشقة تركها في يجد ال فانه لله قلبه في مخلصا صادقا تركها

, قليال المشقة تلك على صبر فان كاذب أم تركها في هو أصادق ليمتحن وهلة. لذة استحالت

: فوجده شيئا عبدالله ترك ما بالله يحلف شريحا سمعت سيرين ابن قالفقده.

, " ": أنواع والعوض حق منه خيرا الله عوضه شيئا لله ترك من وقولهم , , وقوته, به القلب وطمأنينة ومحبته بالله االنس به يعوض ما وأجّل مختلفة

. تعالى ربه عن ورضاه وفرحه ونشاطه

. المنزل قارب وقد سفره آخر في ضل من الناس أغبى

وسلم عليه الله صلى الرسول به جاء ما أن ترى بالتوفيق المؤيدة العقول . ترى بالخذالن المضروبة والعقول والحكمة للعقل الموافق الحق هو

والشرع . والحكمة والنقل العقل بين المعارضة

, , والباطن الظاهر في معها والوقوف السنة مالزمة الله الى الوسائل أقرب , , أحد وصل وما واألفعال باألقوال وحده وجهه وارادة الله الى االفتقار ودوام

عن أو عنها بانقطاعه اال أحد عنه انقطع وما الثالثة هذه من اال الله الىأحدها.

, , فمن ضد منهما واحد ولكل ثالثة العبد سعادة عليها انبنى التي األصول , . وضدها والسنة الشرك وضده التوحيد ضده على حصل األصل ذلك فقد

. المعصية, وضدها والطاعة البدعة

, : عنده وفيما الله في الرغبة من القلب خلو وهو واحد ضد الثالثة ولهذه. عنده ومما منه الرهبة ومن

[64) جليلة[ ) قاعدة

} {: األنعام المجرمين سبيل ولتستبين اآليات نفّصل وكذلك تعالى ,55قالسبيل:} غير ويتبع الهدى له تبين ما بعد من والرسول الله يشاقق ومن وقال

} النساء تولّى ما نولّه سبيل. 115المؤمنين كتابه في بين قد نعالى والله , , , وأعمال مفّصلة هؤالء وعاقبة مفّصلة المجرمين وسبيل مفّصلة المؤمنين

, وتوفيقه لهؤالء وخذالنه هؤالء وأولياء هؤالء وأولياء هؤالء وأعمال هؤالء , , وجال, هؤالء بها خذل التي واألسباب هؤالء بها وفق التي واألسباب لهؤالء , , حتى البيان غاية وبيّنهما وأوضحهما وكشفهما كتابه في االمرين سبحانه

. والظالم للضياء األبصار كمشاهدة البصائر شاهدتهما

, يفصيلية معرفة المؤمنين سبيل عرفوا ودينه وكتاب بالله فالعالمون , يستبين كما السبيالن لهم فاستبانت تفصيلية معرفة المجرمين وسبيل

82

Page 83: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. , الهلكة الى الموصل والطريق مقصوده الى الموصل الطريق للسالك , , وبذلك الهداة األدالء وهم لهم وأنصحهم للناس وأنفعهم الخلق أعلم فهؤالء

. القيامة يوم الى بعدهم أتى من جميع على الصحابة برز

الى الموصلة والسبل والشرك والكفر الضالل سبيل في نشأوا فانهم , الى الظلمات تلك من فأخرجهم الرسول جاءهم ثم مفّصلة وعرفوها الهالك

, , الى الشديدة الظلمة من فخرجوا المستقيم الله وصراط الهدى سبيل , , , الى الغي ومن العلم الى الجهل ومن التوحيد الى الشرك ومن التم النور

, , والبصائر, الهدى الى والعمي الحيرة ومن العدل الى الظلم ومن الرشاد . , يظهر الضد فان فيه كانوا ما ومقدار به وظفروا نالوه ما مقدار فعرفوا

. , انتقلوا فيما ومحبة رغبة فازدادوا بأضدادها األشياء تتبين وانما الضد حسنة , وااليمان, للتوحيد الناس أحب وكانوا عنه انتقلوا لما وبغضا ونفرا اليه

. , التفصيل على بالسبيل عالمين لضده الناس وأبغض واالسالم

, عالم غير االسالم في نشأ من فمنهم الصحابة بعد من جاء من وأما, , المجرمين بسبيل المؤمنين سبيل تفاصيل بعض عليه فالتبس ضده تفصيل

بن عمر قال كما أحدهما أو بالسبيلين العلم ضعف اذا يقع انما اللبس فانال :" من االسالم في نشأ اذا عروة عروة االسالم عرى تنتقض انما الخطاب

, " يعرف لم اذا فانه عنه الله رضي عمر علم كمال من وهذا الجاهلية يعرفوسلم عليه الله صلى الرسول جاء ما خالف ما كل وهو وحكمها الجاهلية

, , من فهو الرسول خالف ما وكل الجهل الى منسوبة فانها تاجاهلية من فانهالجهل.

, , بعض في يظن أن أوشك له تستبن ولم المجرمين سبيل يعرف لم فمن , في كثيرة أمور من األمة هذه في وقع كما المؤمنين سبيل من أنها سبيلهم

وأعداء والكفار المجرمين سبيل من هي والعمل والعلم االعتقاد باب, , اليها, ودعا المؤمنين سبيل في سبيلهم من أنها يعرف لم من أدخلها الرسل

, , أهل ألكثر وقع كما ورسوله الله حرمه ما منه واستحل خالفها من وكفّر, , بدعة ابتدع ممن وأشياههم والروافض ولخوارج والقدرية الجهمية من البدع

. , خالفها من وكفّر اليها ودعا

: فرق أربع الموقع هذا في والناس : على المجرمين وسبيل المؤمنين سبيل له استبان من األولى الفرقة

. , الخلق أعلم وهؤالء وعمال علما التفصيل , : بسبيل وهؤالء األنعام أشباه من السبيالن عنه عميت من الثانية الفرقة

. , أسلك ولها أحضر المجرمين : فهو ضدها دون المؤمنين سبيل معرفة الى عنايته صرف من الثالثة الفرقة

, المؤمنين سبيل خالف ما كل وأن والمخالفة الجملة حيث من ضدها يعرف , سبيل خالف مما شيئا سمع اذا بل التفصيل على يتصوره لم وان باطل فهو

, , , بطالنه وجه ومعرفة بفهمه نفسه يشغل ولم سمعه عنه صرف المؤمنينولم بقلبه تخطر فلم الشهوات ارادت من نفسه سلمت من بمنزلة وهو , , نفوسهم اليها وتميل يعرفونها فانهم األولى الفرقة بخالف نفسه اليها تدعه

. لله تركها على ويجاهدونها

83

Page 84: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

: أفضل أيهما المسألة هذه عن يسألونه الخطاب بن عمر الى كتبوا وقد , فتركها نفسه اليها نازعته رجل أو بباله تمر ولم الشهوات له تخطر لم رجل

: : من وجل عز لله ويتركها المعاصي نفسه تشتهي الذي ان عمر فكتب لله؟ ,} كثير} ابن ذكره عظيم وأجر مغفرة لهم للتقوى قلوبهم الله امتحن الذين

التفسير ألن 207\4في منقطع واسناده الزهد كتاب في أحمد لالمام وعّزاه. الخطاب بن عمر عن يسمعه لم جبر بن مجاهد

, وحذرها لله فأبغضها وطرقه والباطل والشرك البدع عرف من وهكذا , , , شبهة تورثه وال ايمانه وجه تخدش يدعها ولم نفسه عن ودفعها منها وحذّر

, , ونفرة لها وكراهة له ومحبة الحق في بصيرة بمعرفتها يزداد بل شكا وال . وتصورت, بقلبه مرت كلما فانه بقلبه تمر وال بباله تخطر ال ممن أفضل عنها

. , أن كما بها ايمانه فيقوى به وسرورا بقدره ومعرفة للحق محبة ازداد لهضدها الى عنها فرغب به مرت كلما والمعاصي الشهوات خواطر صاحب

, , سبحانه الله ابتلى فما عليه وحرصا له وطلبا فيه ورغبة لضدها محبة وازدادبها ليسوقه اال اليها نفسه وميل والمعاصي الشهوات بمحبة المؤمن عبده , , تركها على نفسه وليجاهد وأدوم وأنفع له وخير منها أفضل هو ما محبة الى

. , فكلما األعلى المحبوب الى الوصول المجاهدة تلك فتورثه سبحانه له : ذلك صرف اليها وشوقه لها ارادته واشتدت الشهوات تلك الى نفسه نازعته

, أشد له طلبه فكان الدائم العالي النوع الى واالرادة والمحبة الشوق , , كانت وان فانها ذلك من الخالية الباردة النفس بخالف أتم عليه وحرصه

. الى مشى من أن ترى أال عظيم فرق الطلبين بين لكن لألعلى طالبة! النجائب على راكبا اليه مشى ممن أعظم والشوك الجمر على محبوبه

الى منازعتها عدم مع آثره كمن نفسه مع منازعه على محبوبه آثر من فليس , , له, حاجبا أو عنه له حجابا اما بالشهوات عبده يبتلي سبحانه فهو غيره

. وكرامته وقربه رضاه الى يوصله

: وسبيل مفصلة والكفر والبدع الشر سبيل عرفت فرقة الرابعة الفرقة , أهل ومقاالت األمم بمقاالت اعتنى ممن كثير حال وهذا مجملة المؤمنينعليه, الله صلى الرسول به جاء ما يعرف ولم التفصيل على فعرفها البدع . , ومن األشياء بعض له تفصلت وان مجملة معرفة عرفه بل كذلك وسلم

. والظلم الشر بطريق عارفا كان من وكذلك عيانا ذلك رأى كتبهم تأمل , يكون األبرار سبيل الى عنها ورجع تاب اذا لها سالكا التفصيل على والفساد

في عمره أفنى من معرفة التفصيل على بها عارف غير مجمال بها علمه. وسلوكها تصرفها

, وتبغض لتتجنب أعدائه سبيل تعرف أن يحب سبحانه الله أن والمقصود . من المعرفة هذه وفي وتسلك لتحب أوليائه سبيل تعرف أن يجب كما

سبحانه ربوبيته عموم معرفة من الله اال يعلمه ال ما واألسرار الفوائدآلثارها واقتفائها بمتعلقاتها وتعلقها وصفاته أسمائه وكمال وحكمته

وبغضه. وحبه والهيته وملكه ربوبيته على الداللة أعظم من وذلك وموجباتها. , أعلم والله وعقابه وثوابه

84

Page 85: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, تامحبون وأولياؤه حوائجهم قضاء يسألون الملك باب على الحوائج أرباب , واحد حاجة قضاء أراد فاذا وخواصه جلساؤه ومرادهم همهم هو الذين له

وكرامة له رحمة فيه يشفع أن وخاصته جلسائه لبعض أذن أولئك من . البعد, بسياط مضروبون الباب عن مطرودون الناس وسائر للشافع

بها[ 65] ينتفع ال ضائعة أشياء عشرة

, , فال منه ينفق ال ومال اقتداء وال فيه اخالص ال وعمل به يعمل ال علم , , من فارغ وقلب اآلخرة الى أمامه يقدمه وال الدنيا في جامعه به يستمتع , , ومحبة وخدمته طاعته من معطل وبدن به واألنس اليه والشوق الله محبة

, , , فارط استدراك عن معطل ووقت أوامره وامتثال المحبوب برضاء تتقيد ال , , الى خدمته تقربك ال من وخدمة ينفع ال فيما يجول وفكر وقربة بر اغتنام أو

, الله, بيد ناصيته لمن ورجاؤك وخوفك دنياك بصالح عليك تعود وال الله , وال حياة وال موتا وال نفعا وال ضرا لنفسه يملك وال قبضته في وهوأسير

. ضائع, سعي نشورا

: القلب اضاعة اضاعة كل أصل هما اضاعتان االضاعات هذه وأعظم , , الوقت واضاعة اآلخرة على الدنيا ايثار من القلب فاضاعة الوقت واضاعة

, , والصالح األمل وطول الهوى اتباع في كله الفساد فاجتكع األمل طول من. , المستعان والله للقاء واالستعداد الهدى اتباع في كله

له ليقضيها الله الى فيها وهمته رغبته فيصرف حاجة له تعرض ممن العجبداء من وشفائه واالعراض الجهل موت من قلبه لحياة للسؤال يتصدى وال

. , بمعصيته يشعر لم القلب مات اذا ولكن والشبهات الشهوات

العباد[ 66] على الله حقوق

, , بها ينعم ونعمة عليه يقضيه وقضاء به أمره أمر عبده على سبحانه لله. الثالثة هذه من ينفك فال عليه

. : معائب واما مصائب اما نوعان والقضاء

, عرف من اليه الخلق فأحب كلها المراتب هذه في عبودية عليه وله . , منه وأبعدهم اليه الخلق أقرب فهذا حقها ووفاها المراتب هذه في عبوديته

. وعمال علما فعطلها المراتب هذه في عبوديته جهل من

عليه الله صلى الله برسول واقتداًء اخالصا امتثاله األمر في فعبوديتهوسلم.

, المصائب قضاء في وعبوديته ومحبة واجالال منه خوفا اجتنابه النهي وفي , من أعلى وهو عليها الشكر ثم منه أعلى وهو بها الرضا ثم عليها والصبر

له, اختياره حسن وعلم قلبه من حبه تمكن اذا مه يتأتى انما وهذا الرضا

85

Page 86: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

في والوقوف والتبرأ منها كره وان بالمصيبة اليه واحسانه به ولطفه وبره, , , سواه شرها يقيه وال هو اال يرفعها ال بأنه عالما واالنكسار االعتذار مقام

, , ال الذي الضر من فيراها بابه من وطردته قربه من أبعدته استمرت ان وأنها. , البدن ضر من أعظم ليراها انه حتى غيره يكشفه

, , , مستجير منه وبه عقوبته من وبعفوه سخطه من برضاه عائذ فهو , فعنده نفسه وبين بينه وخلى عنه تخلى اذا أنه يعلم اليه منه وملتجىء

, , وأن واعانته بتوفيقه اال والتوبة االقالع الى له سبيل ال وأنه منها وشر أمثالها, , أ نفسه يوفق أن من وأقل وأضعف أعجز فهو العبد بيد ال سبحانه بيده ذلك

, , متضرع اليه ملتجىء فهو واعانته ومشيئته اذنه بدون سيده بمرضاة يرضى , , , , شيء أذل له مستخذ ببابه طريح يديه بين نفسه ملق مسكين ذليل

, , , , في متصرف بدنه له وأحبه فيه وأرغبه اليه وأحوجه وأفقره له وأكسره, , منه, وال به وال له وال فيه خير ال أنه يعلميقينا يديه بين ساجد وقلبه أشغاله

, , غير من بها ومبتدئه نعمته ولي فهو ومنه وبه يديه وفي لله كله الخير وأن , فحظه, ومعصيته وغفلته باعراضه اليه تمقته مع عليه ومجريها استحقاق

, , استأثر قد والعيب والنقص الذم العبد وحظ والثناء والشكر الحمد سبحانه , , كله فالحمد والعيوب والنقائص المالمة العبد وولى والثناء والمدح بالمحامد

, , فمنه له كلها والمنة له كله والثناء له كله والفضل يديه في كله والخير له , , العبد, ومن بنعمه العبد الى التودد ومنه االساءة العبد ومن االحسان

. , , معاملته في له الغش العبد ومن لعبده النصح ومنه بمعاصيه اليه التبغض

, قلبه في يقع أن به العياذ ثم أوال بها واالعتراف فمعرفتها النعم عبودية وأما, . ومقيمه مسببه فهو األسباب من سببا كان وان سواه الى واضافتها نسبتها

, وشكره عليها ومحبته عليه بها الثناء ثم اعتبار وجه بكل وحده منه فالنعمة. طاعته في يستعملها بأن

, شكره كثير ويستقل عليه قليلها يستكثر أن بالنعم التعبد لطائف ومن , منه, وسيلة وال فيها بذله ثمن غير من سيده من اليه وصلت أنها ويعلم عليها

, , , تزيده فال للعبد ال لله الحقيقة في وأنها لها منه استحقاق وال اليه بها توسل . لها أحدث نعمة له جدد وكلما للمنعم ومحبة وتواضعا وذال انكسارا اال النعم

, , وكلما رضى له أحدث قبضا له أحدث كلما وذال وخضوعا ومحبة عبودية . والعاجز الكيّس العبد هو فهذا واعتذارا وانكسارا توبة له أحدث ذنبا أحدث

. , التوفيق وبالله ذلك عن بمعزل

توكله[ 67] حق الله على توكل

صحة طلب أو نقصان أو خوف أو زيادة رجاء في والتدبير االختيار ترك من , , المتفرد وأنه قليل شيء كل كل على الله أن وعلم سقم من فرار أو

, , أعلم وأنه لنفسه العبد تدبير من خير لعبده تدبيره وأن والتدبير باالختيار , , منه للعبد وأنصح منه وتحصيلها جلبها على على وأقدر العبد من بمصلحته

. , ال, أنه ذلك مع وعلم بنفسه منه به وأبر لنفسه منه به وأرحم لنفسهله تدبيره عن يتأخر وال واحدة خطوة تدبيره يدي بين يتقدم أ، يستطيع

, , نفسه فألقى متأخر وال وقدره قضائه يدي بين له متقدم فال واحدة خطوة

86

Page 87: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , ضعيف مملوك عبد انطراح يديه بين وانطرح اليه كله األمر وسلم يديه بين , , وليس يشاء ما بكل عبده في لبتصرف له قاهر قوي عزيز ملك يدي بين

, والغموم الهموم من حينئذ فاستراح الوجوه من بوجه التصرف للعبد , وال بحملها يبالي ال من ومصالحه وحوائجه كله وحّمل والحسرات واألنكاد

, من فيها واحسانه ولطفه وبره لطفه وأراه دونه فتوالها بها يكترث وال يثقله , اليه كله اهتمامه صرف قد ألنه منه اهتمام وال نصب وال العبد من تعب غير

, , قلبه وفرغ دنياه ومصالح بحوائجه اهتمامه عنه فصرف همه وحده وجعله. وفرحه, سروره وأعظم قلبه أنعم وما عيشه أطيب فما منها

, , , , ربه حق دون بحظه واهتمامه لها واختياره لنفسه تدبيره اال أبى وان , , والخوف والنكد والحزن والغم الهم فحضره تولى ما وواله اختاره وما خاله

, , , أمل وال يزكو عمل وال يصفو قلب فال الحال وسوء البال وكسف والتعب , , مسرته, وبين بينه حيل حيل قد بل بها يهنأ لذة وال بها يفوز راحة وال يحصل

, , , وال بأمل منها يظفر وال الوحش كدح الدنيا في يكدح فهو عينه وقرة وفرحه. لمعاد منها يتزود

, , بالنصح بأمره قام فان ضمانا له وضمن بأمر العبد أمر قد سبحانه والله , الرزق من له ضمنه بما سبحانه الله قام واالجتهاد واالخالص والصدق

, , عبده لمن الرزق ضمن سبحانه فانه الحوائج وقضاء والنصر والكفاية, , ومراده همه هو كان لمن والكفاية به واستنصر عليه توكل لمن والنصر, , , به ووثق طلبها في صدقه لمن الحوائج وقضاء استغفره لمن والمغفرة

. بأمره يهتم انما الكيّس فالفطن وجوده فضله في وطمعه رجاؤه وقوي} { , , الله من بعهده أوفى ومن الصادق الوفي فان بضمانه ال وتوفيته واقامته

.111التوبة ضمانه. دون الله أمر الى اهتمامه صرف السعادة عالمات فمنوخشيته وحبه بأمره االهتمام من قلبه فراغ الحرمان مات عال ومن

. , المستعان والله بضمانه واالهتمام

, : : يعبد فالعابد وصديق وزاهد عابد ثالثة اآلخرة أهل الحارث بن بشر قال , , الرضا على يعبده والصديق العالئق ترك على يعبده والزاهد العالئق مع الله

. , تركها, تركها أراه وان أخذها الدنيا أخذ أراه ان والموافقة

في تكون أن فاحذر جانب في وسلم عليه الله صلى ورسوله الله كان اذا , , ومنه أصلها وهذا والمحادة المشاقة الى يفضي ذلك كان فان اآلخر الجانب

, أن, والمحادة شق في يخالفه ومن شق في يكون أن المشقة فان اشتقاقها. حد في هو ويكون حد في تكون

. , كثيره الى يدعو وقليله غايته الى تجر مبادئه فان هذا تستسهل وال

, كان وان وسلم عليه الله صلى ورسوله الله فيه الذي الجانب في وكن , العواقب أحمد هي عواقب لذلك فان اآلخر الجانب في كلهم الناس

, الخلق, وأكثر آخرته قبل دنياه في ذلك من أنفع شيء للعبد وليس وأفضلها , , ال فهناك والرهبة الرغبة قويت اذا سيما وال اآلخر الجانب في يكونون انما

, بل وسلم عليه الله صلى ورسوله الله فيه الذي الجانب في أحدا تجد تكاد

87

Page 88: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , الجنون الى نسبوه وربما لنفسه االختيار سيىء العقل ناقص الناس يعدّه. الرسل أعداء مواريث من وذلك

شق في والناس وجانب شق في كانوا لما الجنون الى نسبوهم فانهم. آخر وجانب

به جاء بما راسخ علم الى يحتاج فانه ذلك على نفسه وطّن من ولكن , تام صبر والى فيه عنده ريب ال له يقينا يكون وسلم عليه الله صلى الرسول

, الله في قوية برغبة اال ذلك يتم وال المه من ولومة عاداه من معاداة على , , ويكون منها عنده وآثر الدنيا من اليه أحب اآلخرة تكون بحيث اآلخرة والدار

, شيء وليس سواهما مما اليه أحب وسلم عليه الله صلى ورسوله الله , وطبعه وهواه نفسه فان األمر مبادىء في ذلك من االنسان على أصعب , فاذا العاجل الى يدعونه الجانب ذلك من ومعاشريه واخوانه وشيطانه

, ذلك وصار الله من العون جاءه وثبت صبر فاذا لحربه تصدوا خالفهم, , , ورسوله الله الى تحيزه لذة يزيقه أن بد فال لذة األلم وذلك سهال الصعب

, , , بقوته ويظفر قلبه به ويبتهج وغبطته سروره به فيشتد ذلك كرامة ويريه - - , ومسالم له هائب بين ذلك على له محاربا كان من ويبقى وسروره وفرحه

. , , العدو جند ويضعف جنده ويقوى وتارك ومساعد له

, فان وحك كنت ولو والرسول الله الى والتحيز الناس مخالفة تستصعب وال. , وصبرك يقينك امتحن وانما لك وحفظه وكالءته بعينه وأنت معك الله , فمتى والفزع الطمع من التجرد الله عون بعد هذا على لك األعوان وأعظم

, الجانب في دائما وكنت ورسوله الله الى التحيز عليك هان منهما تجردت , وال األمر في تطمع فال والفزع الطمع بك قام ومتى ورسوله الله فيه الذي : . ومن الطمع من التجرد على أستعين شيء فبأي قلت فان به نفسك تحدث

الفزع؟

, , : هو اال بالحسنات يأتي ال بأنه وعلمك بالله والثقة والتوكل بالتوحيد قلت. , شيء الله مع ألحد ليس لله كله األمر وأن هو اال بالسيئات يذهب وال

[68) نصيحة[ )الجنة في ومجاورته الله على الدخول الى هلم

وال تعب وال نصب بال السالم دار في ومجاورته الله الى الدخول الى هلم , , في وهو وقتين بين وقت في أنك وذلك وأسهلها الطرق أقرب من بل عناء

, , مضى فالذي يستقبل وما مضى ما بين الحاضر وقتك وهو عمرك الحقيقة , , وال نصب وال فيه عليك تعب ال شيء وذلك واالستغفار والندم بالتوبة تصلحه

, , , الذنوب من يستقبل فيما وتمتنع قلب عمل هو انما شاق عمل معاناة , هو وانما معاناته عليك يشق بالجوارح عمال هو وليس وراحة ترك وامتناعك

, , وما بالتوبة تصلحه مضى فما وسرك وقلبك بدنك تريح جازمة ونية عزم , وال نصب هذين في للجوارح وليس والنية والعزم باالمتناع تصلحه يستقبل

أضعته, فان الوقتين بين الذي وقتك وهو عمرك في الشأن ولمن تعب , , وبعده قبله اللذين الوقتين اصالح مع حفظته وان ونجاتك سعادتك أضعت

88

Page 89: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. ما اصالح من أشق وحفظه والنعيم واللذة بالراحة وفزت نجوت ذكر بما , وأعظم لها وأنفع بها أولى هو بما نفسك تلزم أن حفظه فان بعده وما قبله , . أيامك والله فهي تفاوت أعظم الناس تفاوت هذا وفي لسعادتها تحصيال , , فان النار الى واما الجنة الى اما لمعادك الزاد فيها تجمع التي الخالية

, هذه في األكبر والفوز العظمى السعاد بلغت ربك الى سبيال اليها اتخذت, , والراحات الشهوات آثرت وان األبد الى لها نسبة ال التي اليسيرة المدة

, , الذي الدائم العظيم األلم وأعقبتك بسرعة عنك انقضت واللعب واللهو, الله محارم عن الصبر معاناة من وأدوم وأصعب أشق ومعاناته مقاساته

. , ألجله الهوى ومخالفة طاعته على والصبر

االرادة[ 69] صحة عالمة

, وحزنه للقائه واستعداده ربه رضا المريض هم يكون أن االرادة صحة عالمة . , أن ذلك وجماع به واألنس قربه على وأسفه مرضاته غير في مر وقت على

. غيره هم له وليس ويمسي يصبح

تعالى[ 70] بالله الناس عن استغن

, أنت فافرح بالدنيا فرحوا واذا بالله أنت استغن بالدنيا الناس استغنى اذا , وكبرائهم, بملوكهم تعرفوا واذا بالله أنسك فاجعل بأحبابهم أنسوا واذا بالله

, تنل اليه وتودد الله الى أنت فتعرف والرفعة العزة بهم لينالوا اليهم وتقربوا. والرفعة غاية بذلك

: ال ساعة عليه تأتي والنار بالجنة سمع أحدا أن علمت ما الزهاد بعض قال : . أكثر اني الرجل له فقال احسان أو قراءة أو بصالة أو بذكر فيها الله يطيع

: وأنت. تبكي أن من خير بخطيئتك مقر وأنت تضحك ان انك فقال البكاء : . : . , دع فقال أوصني فقال رأسه فوق عمله يصعد ال المدل فان بعملك مدل

, , أكلت ان كالنحلة الدنيا في وكن ألهلها اآلخرة هم تركوا كما ألهلها الدنيا , ولم, تكسره لم شيئ على سقطت وان طيبا أطعمت أطعمت وان طيبا

تخدشه.

الزهد[ 71] أقسام

. : بحسب وهو الشبهات؛ في وزهد عين فرض وهو الرام؛ زهد أقسام الزهد. , , مستحبا كان ضعيفا كان وان بالواجب التحقت قويت فان الشبهة مراتب

. في وزهد وغيره واللقاء والسؤال والنظر الكالم من يعني ال فيما وزهد . لذلك. جامع وزهد الله في نفسه عليه تهون بحيث النفس في وزهد الناس

. , عنه شغلك ما كل وفي الله سوى فيما الزهد وهو كله

. , وبين بينه والفرق الحظوظ في الزهد وأصعبه الزهد اخفاء الزهد وأفضل , من ضرره يخشى ما ترك والورع اآلخرة في ينفع ماال ترك الزهد أن الورع

. ورع. وال زهد له يصح ال بالشهوات معلق والقلب اآلخرة

89

Page 90: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

: : ويترك مثله مخلوقا بعمله يرائي رجل ثالث من عجبت معاذ بن يحي قال, , شيئا منه يقرضه فال منه يستقرضه وربه بماله يبخل ورجل لله يعمله أن

, صحبته الى يدعوه والله ومودتهم المخلوقين صحبة في يرغب ورجلومودته.

[72) جليلة[ ) فائدةالنهي ارتكاب من أعظم الله عند األمر ترك

, : آدم ألن النهي ارتكاب من أعظم الله عند األمر ترك عبدالله بن سهل قال , فلم آلدم يسجد أن أمر وابليس عليه فتاب منها فأكل الشجرة أكل عن نهي

. عليه يتب فلم يسجد

من الله عند أعظم األوامر ترك أن وهي شأن لها عظيمة مسألة هي قلت: , عديدة وجوه من وذلك المناهي ارتكاب

. :) ابليس) الله وعدو آدم شأن من سهل ذكره ما األول الوجه

, :) والحاجة) الشهوة الغالب في مصدره النهي ارتكاب ذنب ان الثاني الوجه " , كان من الجنة يدخل ال و والعزة الكبر الغالب في مصدره األمر ترك وذنب

," زنى وان التوحيد على مات من ويدخلها كبر من ذرة مثقال قلبه فيوسرق.

, :) على) دل كما المنهي ترك من الله الى أحب المأمور فعل ان الثالث الوجه ": الصالة الله الى األعمال أحب وسلم عليه الله صلى كقوله النصوص ذلك

" المواقيت في البخاري أخرجه وقتها في, 527رقم 12\2على ومسلم, 140-137رقم 90 89\1االيمان : عند. وأزكاها أعمالكم بخير أنبئكم أال وقوله

, , وخير, والورق الذهب انفاق من لكم وخير درجاتكم في وأرفعها مليككم : ." , , يا بلى قالوا أعناقكم ويضربوا أعناقهم فتضربوا عدوكم تلقو أن من لكم

, " " : . الدعوات في الترمذي أخرجه الله ذكر قال الله (,3377 )428\5رسولاألدب في ماجه القرآن( 3790 )1245\2وابن كتاب الموطأ في \11ومالك

211(24( ," " : برقم(. ماجه ابن أخرجه الصالة أعمالكم خير أن واعلموا وقولهبرقم( 277 .277 276\2وأحمد, 661والدرامي النصوص. من ذلك وغير

, المحبة سبحانه علّق ولهذا الفعل عن النفس كف فانه عمل المناهي وترك

,} { : الصف صفا سبيله في يقاتلون الذين يحب الله ان كقوله األوامر بفعل4 } عمران, } آل المحسنين يحب :} 134والله يحب, الله ان وأقسطوا وقوله

الحجرات{ { 9المقسطين عمران, } آل الصابرين يحب .146والله

{: بحب ال والله كقوله للمحبة النفي جاء ما فأكثر المنهي جانب في أماالبقرة{ { 205الفساد { : الحديد, فخور مختال كل يحب ال والله ,23وقوله

} البقرة: } المعتدين يحب ال الله ان تعتدوا وال :} 190وقوله يحب, ال وقولهالنساء { ظلم من اال القول من بالسوء الجهر :} 148الله ال, الله ان وقوله

} النساء فخورا مختاال كان من .36يحب

90

Page 91: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{ : , عند سيئه كان ذلك كل كقوله ويسخطها يكرهها أنه آخر موقع في وأخبر } االسراء مكروها { 38ربك {: محمد, الله أسخط ما اتبعوا بأنهم ذلك وقوله

28.

. يكرهه ما يقدر ولهذا بالذات مقصود سبحانه يحبه ما ففعل هذا عرف اذا , لما والفسوق والكفر المعاصي قدر كما يحب ما الى الفضائه ويسخطه. الشهداء واتخاذ الجهاد من لوازمها من يحبه مما تقديرها على ترتب

وعفوه عدله واظهار واالستكانة اليه والتضّرع العبد من التوبة وحصول , . التي اآلثار من ذلك وغير ألجله والمعاداة المواالة وحصول وعزه وانتقامه

, وهو أسبابها بارتفاع ارتفاعها من اليه أحب يكره لما تقديره بسبب وجودهاما يقدر كما ويسخطه يكرهه ما حصول الى الفضائه يحب ما يقد ال سبحانه

الفضائه يكرهه ما يقدر كما ويسخطه يكرهه ما حصول الى الفضائه يكرهه. , يكرههه مما اليه أحب يحبه ما فعل أن فعلم يحبه ما الى

: مقصود المنهي وترك لذاته مقصود المأمور فعل ان الرابع الوجه يوضحه , أو المأمور بفعل يخل كونه ألجل عنه منهي فهو المأمور فعل لتكميل

, والميسر الخمر عن النهي في ذلك على سبحانه نبه كما وينقصه يضعفهاآلية في تعالى قال كما الصالة وعن الله ذكر عن يصدان من 91بكونهما

عن , أو المأمورات فعل عن صادة وموانع قواطع فالمنهيات المائدة سورة , باب, من بالواجبات واألمر لغيره المقصود باب من عنها فالنهي كمالها

. لنفسه المقصود

: االيمان قوة حفظ باب من المأمورات فعل ان الخامس الوجه يوضحهويخرجها االيمان قوة يشوش عما الحمية باب من المنهيات وترك وبقائها

, , دفعت قويت كلما القوة فان الحمية على مقدم القوة وحفظ االعتدال عن , لغيرها مرادة فالحمية الفاسدة المواد غلبت ضعفت واذا الفاسدة المواد

, دفعت االيمان قوة قويت كلما ولهذا وبقاؤها وزيادتها القوة حفظ وهي , ضعفت واذا وضعفها القوة بحسب وكثرتها غلبتها من ومنعت الرديئة المواد

. . الوجه هذا فتأمل الفاسدة المواد غلبت

: وسروره وزينته وغذاؤه القلب حياة المأمورات فعل ان السادس الوجه , من شيء له يحصل ال ذلك بدون المنهيات وترك ونعيمه ولذته عينه وقرة

ولم, بها المأمور واألعمال بااليمان يأت ولم المنهيات جميع ترك لو فانه ذلك. النار في مخلدا خالدا وكان شيئا الترك ذلك ينفعه

: ناج اما فهو والمنهيات المأمورات فعل من ان السابع بالوجه يتبين وهذا , على ويعاقب الحق منه يؤخذ أن بعد ناج واما سيئاته حسناته غلبت ان

. المأمور بفعل وذلك النجاة الى فمآله سيئاته

بفعل اال ينجو وال ناج غير هالك فهو والمنهيات المأمورات ترك ومن. التوحيد وهو المأمور

91

Page 92: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

: , : في يكفي قيل الشرك وهو المحظور بارتكاب هلك انما فهو قيل فان, الشرك في وجودي بضد يأت لم وان به المأمور التوحيد نفس ترك الهالك

معه يعبد لم وان هالك فهو الله يوحد فلم رأسا التوحيد من قلبه خال متى بلوفعل, به المأمور التوحيد ترك على عذب غيره عبادة اليه انضاف فاذا غيره

. عنه المنهي الشرك

: : أكذب وال أصدق ال قال اذا االيمان الى المدعو أن الثامن الوجه يوضحه , الترك بمجرد كافرا كان غيره أعبد وال أعبده وال أبغض وال أحب وال

: ما, وأفعل به وأؤمن وأحبه الرسول أصدق أنا قال اذا ما بخالف واالعراضنهاني, ما أترك تدعني ال علي حاكمة وطبعي وارادتي شهوتي ولكن أمرني

, عنه لي صبر ال ولكن المنهي فعل لي وكره نهاني قد أنه أعلم وأنا عنه الله , , وتارك وجه من مطيع هذا فان األول؛ حكم حكمه وال كافرا بذلك يعد ال فهذا

. بوجه مطيعا يعد ال جملة المأمور , : وبالنهي أصال باألمر تتعلق انما والمعصية الطاعة ان التاسع الوجه يوضحه {: , , يعصون, ال تعالى قال المأمور تارك والعاصي المأمور ممتثل فالمطيع تبعا

} التحريم أمرهم ما : } * 6الله ,ّ أال ضلوا رأيتهم اذ منعك ما ألخيه موسى وقال } طه أمري أفعصيت .93 92تتبعن

, : اال اله ال ولكن فعصيت أمرتني الذي أنا موته عند العاص بن عمرو وقالأنت.

: الشاعر وقالفعصيتني حازما أمرا أمرتك

, أوامره بامتثال اال تحصل وال المرسل اطاعة الرسل ارسال من والمقصود . المناهي اجتنب لو ولهذا ولوازمه األوامر امتثال تمام من المناهي واجتناب

, المأمورات أتى لو ما بخالف عاصيا وكان مطيعا يكن لم به أمر ما يفعل ولم , . عاص األمر بامتثال مطيع فانه مذنبا عاصيا عد وان فانه المناهي وارتكب

. خاصة المنهيات باجتناب مطيعا يعد ال فانه األمر بخالف النهي بارتكاب

, : التي العبادة وتلك وخدمة وتقرب عبودية األمر امتثال أن العاشر الوجه} { : ليعبدون اال واالنس الجّن خلقت وما تعالى قال كما الخلق ألجلها خلق

اليهم, , 56الذاريات أرسل انما وكذلك للعبادة خلقهم انما أنه سبحانه فأخبر . ولم لها خلقوا التي الغاية هي فالعبادة ليعبدوه كتبه عليهم وأنزل رسله

, بخالف عدم هو حيث من كمالفيه ال عدمي أمر فانه الترك لمجرد يخلقوا. الحصول مطلوب وجودي أمر فانه المأمور امتثال

: وهو الفعل عدم بالنهي المطلوب أن وهو عشر الحادي بالوجه يتبين وهذا , , األمر فمتعلق وجودي أمر وهو فعل ايجاد باألمر والمطلوب عدمي أمر

تضّمن, اذا اال فيه كمال ال أمر وهو العدم أو االعدام النهي ومتعلق بااليجاد , اذا اال مصلحة وال فيه كمال ال عدم هو حيث من العدم فان وجوديا أمرا

, فعادت به مأمور مطلوب الوجودي األمر وذلك مطلقا وجوديا أمرا تضمن

92

Page 93: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, األمر من النهي ضمن في ما به المطلوب وأن األمر الى النهي حقيقة. به المطلوب الوجودي

: المطلوب في اختلفوا الناس أن وهو عشر الثاني بالوجه يتضح وهذا: أقوال على بالنهي

, , : أمر وهو عنه وحبسها الفعل عن النفس كف به المطلوب أن أحدها. , : مقدور. غير المحض والعدم بالمقدور يتعلق انما التكليف ألن قالوا وجودي

. الجمهور قول وهذا

, : المقصود يحصل ولهذا الفعل عدم المطلوب بل وغيره هاشم أبو وقال, , , عنه الكف يقصد أن فضال فعل بباله يخطر لم وان العدم على بقائه من

, يمدحون الناس وألن به يأت لم اذ عاصيا لكان الكف المطلوب كان ولو . قولي أحد وهذا عنه والكف فعله بباله يخطر لم من القبيح فعل بعدم

) ( الفعل عدم ان التزم وألجله القرآن اعجاز كتاب صاحب بكر أبي القاضي : , العدم على االبقاء بالنهي والمقصود قال الكسب تحت وداخل للعبد مقدور

. مقدور وهو األصلي

: المقصود وهو المقدور هو فانه الضد فعل بالنهي المطلوب طائفة وقالت , عن, ونهاه بها المأمور وهي للعفة طلبا الفاحشة عن نهاه انما فانه للناهي

, وهكذا به المأمور للصدوق طلبا الكذب وعن به المأمور للعدل طلبا الظلم , . فعاد عنه المنهي لضد الطلب النهي حقيقة أن هؤالء فعند المنهيات جميع

. المأمور بفعل تعلق انما الطلب أن الى األمر

, : ومطلوب به المأمور وهو لنفسه مطلوب نوعان المطلوب أن والتحقيق , المضادة المفسدة من فيه لما عنه المنهي وهو به المأمور لمضدته اعدامه

. على استمر بل اليه نفسه دعته وال المكلف بباله يخطر لم فاذا به للمأمور , وتركه لله عنه نفسه وكف بباله خطر وان تركه على يثب لم األصلي العدم

. , وجودي فعل فانه وامتناعه نفسه كف على أثيب اختيارا

مع تركه وان المحض العدم دون الوجودي األمر على يقع انما والثواب , الفاعل عقوبة يعاقب لم وان فهذا عجزا تركه لكن فعله على الجازم عزمه

. عجزا مرادها تخلف انما التي الجازمة وارادته عزمه على يعاقب لكن

: , تعالى كقوله خالفه ما الى يلتفت فال الكثيرة النصوص ذلك على دلت وقديشاء} لمن فيغفر الله به يحاسبكم تخفوه أو أنفسكم في ما تبدوا وان

} البقرة يشاء من .284ويعذّب

} {: البقرة قلبه آثم فانه الشهادة كاتم في :} 283وقوله ولكن, وقوله } البقرة قلوبكم كسبت بما {225يؤاخذكم {: السرائر, تبلى يوم وقوله

.9الطارق

93

Page 94: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{ : فالقاتل سيفهما في المسلمان تواجه اذا وسلم عليه الله صلى وقوله " : , : ,} قتل أراد انه قال المقتول؟ بال فما القاتل هذا قالوا النار في والمقتول

االيمان" في البخاري الفتن, 31رقم 106\1صاحبه في رقم 2213\4ومسلم14-15.

: ": فهو فالن بعمل لعملت ماال لي أن لو قال ورجل اآلخر الحديث في وقوله " رقم الزهد في الترمذي سواء الوزر في وهما ماجه, 2326بنيته وابن

وأحمد.

, : المقصود فان كذلك ليس الضد فعل بالنهي المطلوب ان قال من وقول , مقصود غير فهو به اال الواجب يتم ماال فان بالضد والتلبس الفعل عدم

, يمنعه عما نهى الذي المأمور األول بالقصد المقصود كان وان األول بالقصد , به, والمأمور والذرائع الوسائل طلب اعدامه مطلوب عنه فالمنهي ويضعفه

. والغايات المقاصد طلب ايجاده مطلوب

. : النفس كف بباله يخطر لم وان يحمد القبائح تارك ان هاشم أبي وقول , عليه ويجب بذلك عليه يثني أن أراد وان فصحيح يذم ال أن بحمده أراد فان

( . مقطوع أي المجبوب يحمدون ال الناس فان صحيح فغير الثواب واستحق , يحمدون( وانما والسب الغيبة عدم على األخرس وال الزنا ترك على الذكر

. الفعل الى وداع قدرة عن الممتنع القادر

, النفس كف به أراد فان مقدور األصلي العدم على االبقاء القاضي وقول. , كذلك فلبس العدم مجّرد أراد وان فصحيح ومنعها

: من ضده عن نهي بالشيء األمر ان وهو عشر الثالث بالوجه يتبين وهذا , فعل مقصوده انما األمر فان الطلبي القصد ال العقلي اللزوم طريق

, هو. وهذا لغيره مقصودا تركه صار الضد ترك لوازمه من كان فاذا المأمورال؟ أم ضده عن نهي هو هل بالشيء األمر مسألة في الصواب

. عن النهي وكذلك والطلب القصد جهة من ال اللزوم جهة من عنه نهي فهومشتغال, وكونه عنه المنهى عن االنتهاء األول بالقصد الناهي مقصود الشيء

, كما به أمر ما يضاد عما نهى انما لكن العقلي اللزوم جهة من جاء بضده. الموضعين, في األول بالقصد المقصود هو المأمور فكان تقدم

: ضرورته من هو ولما بالذات له طلب الشيء طلب أن المسألة وحرفضرورة, من هو ما ولفعل بالذات لتركه طلب الشيء عن والنهي باللزوم

. , , وجودي أمر وكالهما وكف فعل الموضعين في والمطلوب باللزوم الترك

: واالثبات النفي نظير الطلب باب في والنهي األمر ان عشر الرابع الوجه, , ثبوتا يتضمن لم ان المحض بالنفي يحصالن ال والثناء والمدح الخبر باب في

, فيه المدح صح ثبوتا تضمن فاذا مدح وال فيه كمال ال عدم كاسمه النفي فان . والتعب واالعياء اللغوب ونفي وبيانه العلم لكمال المستلزم النسيان كنفي

. الحياة لكمال المستلزم والنوم السنة ونفي والقوة القدرة لكمال المستلزم. والربوبية, والملك الغنى لكمال المستلزم والصاحبة الولد ونفي والقيّوميّة

94

Page 95: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

والتفّرد التوحيد لكمال المستلزم االذن بدون والشفيع والولي الشريك ونفي . ادراك ونفي العدل لكمال المتضمن الظلم ونفي والملك وااللهية بالكمال

, واال األبصار رأته وان يدرك أن من أجّل وأنه لعظمته المتضمن له األبصار. , كذلك المحض العدم فان الوجوه من بوجه مدح يرى ال كونه في فليس

, يمدح لم ثبوتيا وجوديا أمرا يتضمن لم ان عنه فالمنهي هذا عرف واذ , والثناء, المدح يستحق ال كما الترك بمجرد والثناء الثواب يستحق ولم بتركه

. العدمي الوصف بمجرد

: أمثال عشرة المأمورات جزاء جعل سبحانه الله ان عشر الخامس الوجهاليه, أحب به أمر ما فعل أن على يدل وهذا واحد مثل المنهيات وجزاء فعلها

. أمثالها بعشرة السيئة لكانت بالعكس األمر كان ولو عنه نهى ما ترك من. تساويا أو بواحدة والحسنة

, : في يدخل ال وأن اعدامه المقصود عنه المنهي ان عشر السادس الوجه . , فالمقصود, يخطر لم أو بباله خطر وسواء ينوه لم أو ذلك نوى سواء الوجود

. . وفعال نية به والتقرب وايجاده كونه فالمقصود به المأمور وأما يكون ال أن

, اعدامه طلب ما عدم من اليه أحب ايجاده طلب ما وجود أن المسألة وسر , أعظم به أمر ما لفعل فمحبته يبغضه ما وجود من اليه أكره أحبه ما وعدم

. عنه نهى ما لفعل كراهته من

: وما وجزاءه عليه واالعانة يحبه ما فعل ان عشر السابع الوجه يوضحه . يترتب وما وجزاءه يكرهه ما وفعل رحمته من والثناء المدح من عليه يترتب

. غالبة غضبه على سابقة ورحمته غضبه من والعقاب واأللم الذم من عليه , فانه, الغضب صفة من كان لما غالب فهو الرحمة صفة من كان ما وكل له

, وسمعه وحياته وقدرته كعلمه ذاته لوازم من ورحمته رحيما اال يكون ال, . , غضبه كذلك وليس ذلك خالف على يكون أن فيستحيل واحسانه وبصره

, بل انفكاكه يتصور ال غضبا دائما غضبان يكون وال ذاته لوازم من ليس فانه " : لم غضبا اليوم غضب قد ربي ان القيامة يوم به الخلق وأعلم رسله يقول " في البخاري أخرجه حديث من جزء مثله بعد يغضب ولن مثله قبله يغضب

} قومه } الى نوحا أرسلنا ولقد وجل عز الله قول باب األنبياء رقم 428\6تابااليمان, 3340 في عن 327رقم 184\1ومسلم هريرة أبو حديث من

, الرحمة . نفسه على كتب سبحانه وهو شيء كل وسعت ورحمته الرسول , كل يسع ولم وعلما رحمة شيء كل ووسع الغضب نفسه على يكتب ولم

. وانتقاما غضبا شيء

منه كان وما الغضب على غالبة وآثارها ولوازمها بها كان وما فالرحمة. الغضب. لوازم من كان ما وجود من اليه أحب بالرحمة كان ما فوجود وآثاره

. , االنتقام من اليه أحب والعفو العذاب من اليه أحب الرحمة كانت ولهذا , فوات في كان اذا سيما وال مكروهه فوات من اليه أحب محبوبه فوجود

, المحبوبة اللوازم تلك فوات يكره فانه لوازمه من يحبه ما فوات المكروه. المكره الملزوم ذلك وجود يكره كما

95

Page 96: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

: يحبه بما زواال أسرع المنهيات وهو يكرهه ما آثار ان عشر الثامن الوجه , يزيلها وقد الزوال سريعة كراهته فآثار يكرهه بما يحبه ما آثار زوال من

, الصالحة واألعمال واالستغفار بالتوبة وتزول والتجاوز بالعفو سبحانه , ذنوب بلغت ولو السيئات يذهبن والحسنات والشفاعة المكفرة والمصائب

, ثم خطايا األرض بقراب لقيه ولو له غفر استغفره ثم السماء عنان العبدوان الذنوب يغفر سبحانه وهو مغفرة بقرابها ألتاه شيئا به يشرك ال لقيه

, نصوح وتوبة العبد من سعي بأدنى آثارها ويبطل فيبطلها يبالي وال تعاظمت , نصوح وتوبة العبد توبة من يحبه ما لوجود اال ذاك وما فعل ما على وندم

, وطاعته العبد توبة من يحبه ما لوجود اال ذاك وما فعل ما على وندم. له, وأرضى اليه أحب ذلك وجود أن على فدّل وتوحيده

: من ويكرهه يبغضه ما قدر سبحانه أنه وهو عشر التاسع الوجه يوضحه

. سبحانه فانه المأمورات من به ويفرح يحبه مما عليها يترتب لما المنهيات . , , وقد الوارد والظمآن الوالد والعقيم الواجد الفاقد من عبده بتوبة أفرح

صحيح ) في مثال العبد لتوبة لفرحته وسلم عليه الله صلى الله رسول ضرببها والفرح التوبة على الحض في باب التوبة كتاب في رقم )2104\4مسلم

7 "... في( " وهو اليه يتوب حين عبده بتوبة فرحا أشد لله مالك بن أنس عن , ). انما الفرح وهذا منه أبلغ به المفروح في ليس آخر بلفظ البخاري صحيح

, الفرح هذا من عليه يترتب لما الذنب فقدر التوبة وهو به المأمور بفعل . كل أن بذلك المراد ولبس يكره ما فوات من اليه أحب وجوده الذي العظيم

تكون حتى يكره مما فرد كل فوات من اليه أحب يحب ما أفراد من فرد , فعل جنس أن المراد وانما المسلم قتل فوات من اليه أحب الضحى ركعتي

, على الذكر فضل اذا كما المحظورات ترك جنس من أفضل المأمورات. , األعيان عموم ال الجنس فالمراد الملك على واالنس األنثى

على يدل التوبة مأمور بفعل يشبهه فرح ال الذي الفرح هذا أن والمقصودوأثرها التوبة به تفوت الذي المحظور فوات من اليه أحب المأمور هذا أن

ومقتضاها.

: , : قيل بالترك الفرح فكان المنهى ترك ألنها بالتوبة الفرح انما قيل فان. , المدح وال الثواب وال بل الفرح هذا يوجب ال المحض الترك فان كذلك ليس

, , وجودي فعل هي وانما لوازمها من الترك كان وان تركا التوبة وليست . ذلك لوازم ومن طاعته والتزام اليه وانابته ربه على التائب اقبال يتضمن

} {: , اليه توبوا ثم ربّكم استغفروا وأن تعالى الله قال ولهذا عنه نهى ما ترك, 3هود مجردا. تركا الذنب ترك من فان يحب الىما يكره عما رجوع فالتوبة

, واقبال رجوع فالتوبة تائبا يكن لم تعالى الرب يحبه ما الى عنه يرجع ولم. محض ترك ال وانابة

, : وهي للعبد المطلوبة الحياة فاتت فات اذا به المأمور ان العشرون الوجه {: اذا وللرسول لله استجيبوا آمنوا الذين أيها يا فيها تعالى الله قال التي

} األنفال يحييكم لما : } 24دعاكم له, وجعلتا فأحييناه ميتا كان من أو وقال } األنعام الظلمات في مثله كمن الناس في به يمشي في, 122نورا وقال

96

Page 97: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

} {: النحل أحياء غير أموات الكفار : } 21حق تسمع, ال انك وقالالنحل{ .8الموتى

, خير السقم مع وحياة المرض يوجد أن فغايته وجد فاذا عنه المنهي وأما. موت من

. : الشرك وهو الهالك يوجب ما عنه المنهي ومن قيل فان

, : فقد فلما الحياة به الذي به المأمور التوحيد بعدم حصل انما الهالك قيل. , به بالمأمور اتيانه عدم من اال هلك فما الهالك حصل

: يوجب ما المأمورات في أن وهو المسألة في وعشرون حاد وجه وهذا. , ذلك يقتضي ما المنهيات في وليس الدائم والشقاء الهالك فواته

: فعل اذا عنه المنهي ترك يقتضي المأمور فعل ان والعشرون الثاني الوجه {: , الصالة ان تعالى قال فيه لله والنصح والمتابعة االخالص من وجهه على

} العنكبوت والمنكر الفحشاء عن يقتضي. 45تنهى ال المنهي ترك ومجرد. يستلزمه وال المأمور فعل

, : بصفاته متعلّق فهو المأمورات من يحبه ما ان والعشرون الثالث الوجه , بيان الى يحتاج دقيق وجه وهذا بمفعوالته فمتعلق المنهيات من يكرهه وما

فنقول:

, الى وتفضي خير والمأمورات الشرور الى وتفضي شرور المنهيات , في, يدخل ال الشر فان اليه ليس والشر سبحانه بيديه والخير الخيرات

, شر أنه مع المفعوالت في هو وانما أسمائه في وال أفعاله في وال صفاته , الخالق الى ونسبته اضافته حيث من واال العبد الى والنسبة باالضافة

. شرا يوجب أن المنهي ارتكاب فغاية الجهة هذه من بشر فليس سبحانه . فيفوت المأمور فوات وأما بشر ليس نفسه في أنه مع العبد الى باالضافة

, الى أحب المأمور كان وكلما الشر من ضده يحصل بفواته الذي الخير به. وااليمان كالتوحيد أعظم بفواته الحاصل الشر كان سبحانه الله

, , : محبوبه ووقوع مكروهه والمنهي محبوبه به المأمور أن الوجوه هذه وسر, , مكروهه وقوع من اليه أكره محبوبه وفوات مكروهه فوات من اليه أحب

. أعلم والله

والشكر[ 73] الذكر قاعدتين على الشكر مبني

{: , : أذكركم فاذكروني تعالى وقال والشكر الذكر قاعدتين على الدين مبني } البقرة تكفرون وال لي :"152واشكروا وسلم. عليه الله صلى النبي وقال

ذكرك على أعني اللهم صالة كل دبر تقول أن تنسى فال ألحبك اني والله " الصالة في داود أبو أخرجه عبادتك وحسن (,1522رقم )86\2وشكرك

. وأحمد والنسائي

97

Page 98: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. وذكره واللساني القلبي الذكر بل اللسان مجردالذكر بالذكر المراد وليس , يستلزم وذلك كالمه وذكر ونهيه أمره وذكر وصفاته اسمائه ذكر يتضمن

. المدح بأنواع عليه والثناء جالله ونعوت كمال وبصفاته به وااليمان معرفته . ذكر ويستلزم كله ذلك يستلزم الحقيقي فذكره بتوحيده اال يتم ال وذلك

. خلقه الى واحسانه وآالئه نعمه

ظاهرا المحبة بأنواع اليه والتقرب بطاعته له القيام فهو الشكر وأما , , وشكره, لمعرفته مستلزم فذكره الدين جماع هما األمران وهذان وباطنا

, واالنس الجن ألجلها خلق التي الغاية هما وهذان لطاعته متضمن , , , وأرسل الكتاب وأنزل والعقاب الثواب ألجلها ووضع واألرض والسموات

, هو, وضدها بينهما وما واألرض السموات خلقت به الذي الحق وهي الرسل. , به أعدائه ظن وهو عنه ويتقدس يتعالى الذي والعبث الباطل

{: الذين ظن ذلك باطال بينهما وما واألرض السموات خلقنا وما تعالى قالص{ :} * 27كفروا ما, العبين بينهما وما واألرض السموات خلقنا وما وقال

} الدخان بالحق اال :} 39 38خلقناهما وما, واألرض السموات خلقنا وما وقال } الحجر آلتية الساعة وان بالحق اال أول, 85بينهما في آياته ذكر بعد وقال

} {: يونس بالحق اال ذلك الله خلق وما يونس :} 5سورة أيحسب, وقال } القيامة سدى يترك أن :} 36االنسان عبثا, خلقناكم أنما أفحسبتم وقال

} المؤمنون ترجعون ال الينا :} 115وأنكم اال, واالنس الجن خلقت وما وقالالذاريات{ :} 56ليعبدون األرض, ومن سموات سبع خلق الذي الله وقال

قد الله وأن قدير شيء كل على الله أن لتعلموا بينهن األمر يتنزل مثلهن } الطالق علما شيء بكل :} 12أحاط الحرام, البيت الكعبة الله جعل وقال

في ما يعلم الله أن لتعلموا والقالئد والهدي الحرام والشهر للناس قياما } المائدة عليم شيء بكل الله وأن األرض في وما .97السموات

, . * ينسى فال يذكر يشكر وأن يذكر أن واألمر الخلق غاية أن ذكره بما فثبت , , . فذكره شكره لمن شاكر ذكره لمن ذاكر سبحانه وهو يكفر فال ويشكر

. , فضله من لزيادته سبب وشكره لذكره سبب } {: األعراف واألمر الخلق له أال تعالى قوله الى في, 54يشير الله وصدق

, , يقتضي األمر وهذا أحب بما وأمرهم خلقهم واألمر الخلق فله خبرهالقرطبي. تفسير .142\7النهي

, , , وحمد ثناء وللسان وانابة محبة للقلب والشكر واللسان للقلب فالذكر . وخدمة طاعة وللجوارح

سبلها[ 74] له الله يسر الهداية نحو سار من

الهداية سبب والجوارج بالقلب القائمة األعمال جعل القرآن في تكررالسبب, اقتضاء الهدى تقتضي أعمال والجوارح القلب فيقوم واالضالل

, , . ازداد وكلما الهدى تثمر البر فأعمال الضالل وكذلك أثره والمؤثرة لمسببه , . أعمال يحب سبحانه الله أن وذلك بالضد الفجور وأعمال هدى ازداد منها

98

Page 99: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, عليها ويجازي الفجور أعمال ويبغض والفالح بالهدى عليها فيجازي البر. والشقاء بالضالل

من به قاموا ما منهبحسب قلوبهم فيقرب البر أهل ويحب البر فانه وأيضامن, به اتصفوا ما بحسب منه قلوبهم فيبعد وأهله الفجور ويبغض البر

* { : هدى, فيه ريب ال الكتاب ذلك الم تعال قوله األول األصل فمن الفجورالبقرة{ :2- 1للمتقين أمرين, يتضمن وهذا

, : الناس فان الكتاب نزول قبل مساخطه اتقى من يهدي أنه األول األمرالظلم يكره سبحانه الله أن عندهم استقر قد ونحلهم مللهم اختالف على

, واالحسان العدل ويحب ذلك فاعل ويمقت األرض في والفساد والفواحش, . , الكتاب نزل فلما ذلك فاعل ويحب األرض في واالصالح والصدق والجود

, وطاعتهم برهم على لهم جزاء به لاليمان وفقهم بأن البر أهل سبحانه أثاب. به االهتداء وبين بينهم حال بأن والظلم والفحش الفجور أهل وخذل

: وصدق أوامره وقبل مجمال به واهتدى بالكتاب آمن العبد أن الثاني واألمر . ال, الهداية فان التفصيل على له تحصل أخرى لهداية سببا ذلك وكان بأخباره

, تلك وفوق أخرى هداية هدايته ففوق بلغ ما فيها العبد بلغ ولو لها نهاية . هداية الى ارتقى ربه العبد اتقى فكلما غاية غير الى أخرى هداية الهداية

. من, حظا فوّت وكلما التقوى من مزيد في دام ما هداية مزيد من فهو أخرى , , اهتدى وكلما هداه زاد اتقى فكلما بحسبه الهداية من حظ فاته التقوى

{: . الله به يهدي مبين وكتاب نور الله من جاءكم قد تعالى قال تقواه زادتباذنه النور الى الظلمات من ويخرجهم السالم سبل رضوانه اتبع من

} المائدة مستقيم صراط الى :} 16,15ويهديهم اليه, يجتبي الله تعالى وقال } الشورى ينيب من اليه ويهدي يشاء :} 13من من, سيذّكّر تعالى وقال

األعلى{ { 10يخشى {: غافر, ينيب من اال يتذكّر وما :} 13وقال ان, وقال } يونس بايمانهم ربهم يهديهم الصالحات وعملوا آمنوا .9الذين

, , هذا ونظير هداية بعد هداية لاليمان هداهم آمنوا فلما لاليمان أوال فهداهم } {: مريم هدى اهتدوا الذين الله ويزيد تعالى :} 76قوله أيها, يا تعالى وقوله

األنفال ْ فرقانا لكم يجعل الله تتقوا ان آمنوا ما, 29الذين الفرقان ومن , الذي والعز والنصر والباطل الحق بين به يفرقون الذي النور من يعطيهم

. , وقال بهذا هذا القرآن فسر الباطل وكسر الحق اقامة من به يتمكنون } سبأ:} منيب عبد لكل آلية ذلك في ان :} 9تعالى آليات, ذلك في ان وقال

} شكور صبّار , 31لكل واألية لقمان سورة , 5من واآلية ابراهيم سورة 19منو سبأ سورة . 33من الشورى سورة من

, كما الشكر الصبر أهل بها ينتفع انما أنها العيانية المشهودة آياته عن فأخبروالخشية التقوى أهل بها ينتفع انما أنها القرآنية االيمانية آياته عن أخبر

, سبحانه يخشاه من بها يتذكر انما وأنها رضوانه اتباع قصده كان ومن واالنابة } {: طه يخشى لمن تذكرة اال لتشقى القرآن عليك أنزلنا ما طه قال ,3-1كما

} {: النازعات يخشاها من منذر أنت انما الساعة في .45وقال

99

Page 100: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

وال العيانية اآليات تنفعه فال يخشاها وال يرجوها وال بها يؤمن ال من وأماالمكذبين. األمم عقوبات هود سورة في سبحانه الله ذكر ولهذا القرآنية

{: , آلية ذلك في ان ذلك بعد قال الخزي من الدنيا في بهم حل وما للرسل } هود عذاب خاف خاف, 103لمن لمن عبرة للمكذبين عقوباته في أن فأخبر

. اآلخرة عذاب

, واذا حقه في وآية عبرة ذلك يكون فال عذابها يخاف وال بها يؤمن ال من وأما , , : والسعادة والبؤس والنعيم والشر الخير الدهر في يزل لم قال ذلك سمع

. كان. وانما نفسانية وقوى فلكية أسباب على ذلك أحال وربما والشقاوة , الصبر على يبني االيمان ألن باآليات صاحبهما النتفاع سببا والشكر الصبر , تكون, وشكره العبد صبر حسب فعلى شكر ونصفه صبر فنصفه والشكر , . االيمان له يتم وال وآياته بالله آمن من بها ينتفع انما الله وآيات ايمانه قوة

, , داعي اجابة ترك الصبر ورأس التوحيد الشكر رأس فان والشكر بالصبر اال , تكون. فال شكورا وال صابرا يكن لم هواه متبعا مشركا كان فاذا الهوى

. ايمانا فيه مؤثرة وال له نافعة اآليات

: أيضا فكثير للضالل والكذب والكبر الفجور وهواقتضاء الثاني األصل وأما {: اال به يضل وما كثيرا به ويهدي كثيرا به يضل تعالى كقوله للقرآن

أن به الله أمر ما ويقطعون ميثاقه بعد الله عهد ينقضون الذين الفاسقين } البقرة الخاسرون هم أولئك األرض في ويفسدون وقال, 27-26يوصل

اآلخرة:} وفي الدنيا الحياة في الثابت بالقول آمنوا الذين الله يثبّت تعالى } ابراهيم يشاء ما الله ويفعل الظالمين الله :} 27ويضل فما, تعالى وقال

} النساء كسبوا بما أركسهم والله فئتين المنافقين في : }88لكم تعالى, وقال } البقرة يؤمنون ما فقليال بكفرهم الله لعنهم بل غلف قلوبنا وقال, 88وقالوا

} األنعام:} مّرة أول به يؤمنوا لم كما وأبصارهم أفئدتهم ونقلّب .110تعالى

وأعرضوا وعرفوه جاءهم لما االيمان عن تخلفهم على عاقبهم أنه فأخبر: , تعالى قال كما االيمان وبين بينهم وحال وأبصارهم أفئدتهم قلب بأن عنهأن} واعلموا يحييكم لما دعاكم اذا وللرسول لله استجيبوا آمنوا الذين أيها يا

} األنفال وقلبه المرء بين يحول حين, 24الله ولرسوله له باالستجابة فأمرهم , االستجابة عن والتأخر التخلف من حذّرهم ثم حياتهم فيه ما الى يدعوهم

{: . أزاغ زاغوا فلما تعالى قال قلوبهم وبين بينهم يحول ألن سببا يكون الذي } الصف الفاسقين القوم يهدي ال والله قلوبهم :} 5الله بل, كال تعالى وقال

} المطففين يكسبون كانوا ما قلوبهم على كسبهم, 8ران أن سبحانه فأخبر.} {: , األولين أساطير فقالوا بآياته االيمان وبين بينها وحال قلوبهم على غطى

} {: التوبه فنسيهم الله نسوا المنافقين في تعالى على, 67وقال فجازاهم , أنساهم أنه وأخبر والرحمة بالهدى يذكرهم فلم نسيهم أن له نسيانهم

ودين الهدى وهما الصالح والعمل النافع بالعلم كمالها يطلبوا فلم أنفسهملنسيانهم, عقوبة عليه والحرص ومعرفته ومحبته ذلك طلب فأنساهم الحق

{: واتّبعوا, قلوبهم على الله طبع الذين أولئك حقّهم في تعالى وقال له } محمد تقواهم وآتاهم هدى زادهم اهتدوا والذين لهم, 17\16أهواءهم فجمع

100

Page 101: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

بين للمهتدين جمع كما وموجبه ثمرته هو الذي والضالل الهوى اتباع بين. والهدى التقوى

[75) فصل[ ) - والشقاء والضالل والرحمة الهدى بين

, بين يقرن فكذلك والغي والضالل والتقى الهدى بين سبحانه يقرن وكما {: , من هدى على أولئك قوله األول فمن والشقاء والضالل والرحمة الهدى

} البقرة المفلحون هم وأولئك :} 5ربهم من, صلوات عليهم أولئك أيضا وقال } البقرة المهتدون هم وأولئك ورحمة .157ربهم

{: انك لدنك من لنا وهب هديتنا اذ بعد قلوبنا تزغ ال ربنا المؤمنين عن وقال } عمران آل الوهاب .8أنت

} {: رشدا أمرنا من لنا وهيئ رحمة لدنك من آتنا ربنا الكهف أهل عن وقال:} 10الكهف حديثا, كان ما األلباب ألولي عبرة قصصهم في كان لقد وقال

لقوم ورحمة وهدى شيء كل وتفصيل يديه بين الذي تصديق ولكن يفترىيوسف{ :} 111يؤمنون الذي, لهم لتبيّن اال الكتاب عليك أنزلنا وما وقال

} النحل يؤمنون لقوم ورحمة وهدى فيه :} 64اختلفوا عليك, ونزلنا وقال {: أيها {, يا وقال للمؤمنين وبشرى ورحمة وهدى شيء لكل تبيانا الكتاب

ورحمة وهدى الصدور في لما وشفاء ربكم من موعظة جاءتكم قد الناسيونس{ .57للمؤمنين

} {: فليفرحوا فبذلك ورحمته الله بفضل قل فقال ذكرهما سبحانه أعاد ثم.58يونس

, أنهما والصحيح والرحمة الفضل تفسير في السلف عبارات تنوعت وقد ( , , وابن الخدري سعيد أبو وقال نعمته ورحمته هداه ففضله والنعمة الهدى

: , , : أيضا وعنهما االسالم ورحمته القرآن الله فضل عنهما الله رضي عباس, , , والضّحاك الحسن وعن أهله من جعلكم أن ورحمته القرآن الله فضل

. , : القرطبي تفسير القرآن ورحمته االيمان الله فضل وقتادة (226\8ومجاهد {: الصراط اهدنا الفاتحة سورة في كقوله والنعمة الهدى بين يقرن ولذلك

} عليهم أنعمت الذين صراط .6-5المستقيم

{: ضاال ووجدك فآوى يتيما يجدك ألم عليه بنعمته لنبيهيذكره قوله ومن } الضحى فأغنى عائال ووجدك عليه, 8-6فهدى وانعامه له هدايته بين له فجمع

. واغنائه بايوائه

{: منه ورزقني ربي من بيّنة على كنت ان أرأيتم قوم يا نوح قول ذلك ومن } هود حسنا :} 88رزقا رحمة, آتيناه عبادنا من عبدا فوجدا الخضر عن وقال

} الكهف علما لدنّا من وعلّمناه عندنا .65من

101

Page 102: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{: ما الله ليغفر مبينا فتحا لك فتحنا انا وسلّم عليه الله صلى لرسوله وقالوينصرك مستقيما صراطا ويهديك عليك نعمته ويتم تأّخر وما ذنبك من تقدم

} الفتح عزيزا نصرا :} 3-1الله والحكمة, الكتاب عليك الله وأنزل وقال } النساء عظيما عليك الله فضل وكان تعلم تكن لم ما :113وعلّمك وقال, } النور} أبدا أحد من منكم زكى ما ورحمته عليكم الله فضل ,21ولوال

. , بهم وبره اليهم واحسانه انعامه ورحمته هدايته ففضله

} {: طه يشقى وال يضّل فال هداي اتّبع فمن هدى مني يأتينّكم فاّما وقال123 , , الذي, هو وهذا الشقاء من منعته والرحمة الضالل من منعه والهدى

} {: طه لتشقى القرآن عليك أنزلنا ما طه قوله في السورة أوّل في -1ذكره2 , في, آخرها في قال كما عنه الشقاء ونفى عليه القرآن انزال بين له فجمع

} {: طه يشقى وال يضل فال أتباعه .123حق

, كما بعض عن بعضها ينفك ال متالزمات والرحمة والنعمة والفضل فالهدى {: , اّن تعالى قال اآلخر عن أحدهما ينفك ال متالزمان والشقاء الضالل أن

} القمر وسعر ضالل في الذي, 47المجرمين العذاب وهو سعير جمع والسعر {: . لهم واالنس الجن من كثيرا لجهنم ذرأنا ولقد تعالى وقال الشقاء غاية في

بها يسمعون ال آذان ولهم بها يبصرون ال أعين ولهم بها يفقهون ال قلوب } األعراف الغافلون هم أولئك أضل هم بل كاألنعام تعالى, 179أولئك وقال

} الملك:} السعير أصحاب في كنا ما نعقل أو نسمع كنا لو وقالوا .10عنهم

وبين الطيّبة والحياة الصدر وانشراح الهدى بين يجمع سبحانه أنه هذا ومن {: , يهديه أن الله يرد فمن تعالى قال الضنك والمعيشة الصدر وضيق الضالل

} األنعام حرجا ضيّقا صدره يجعل يضله أن يرد ومن لالسالم صدره يشرح125} {: الزمر, ربه من نور على فهو لالسالم صدره الله شرح أفمن .22وقال

{: , الله تعال قال القلب وقسوة والضالل واالنابة الهدى بين يجمع وكذلك} الشورى ينيب من اليه ويهدي يشاء من اليه :} 13يجتبي فويل, تعالى وقال

} الزمر مبين ضالل في أولئك الله ذكر من قلوبهم .22للقاسية

العطاء[ 76] صفة من وتوابعهما والرحمة الهدى

, , , العطاء صفة من كله واالنعام الفضل من وتوابعهما والرحمة والهدى , , بين خلقه يصرف سبحانه وهو المنع صفة من وتوابعهما والعذاب واالضالل

, , , , اله فال تام وحمد تام وملك بالغة حكمة عن صادر كله وذلك ومنعه عطائه. الله اال

العليا[ 77] المطالب في التعلق

قد الشأن لهذا والطلب االرادة من الفارغة المبطلة النفوس رأيت اذا , بها الالئق فانه اليه فكلها به تشبثت وقد السفلي العالم هذا بها تشبث

, , تشبثها ويبقى عنها االنحالل سريع فانه ذلك عليها تنقش وال تركيبها لفساد , وارادتها شهوتها قتبقى التعلّق ذلك بحسب عليها عذابا عنها انقطاعه مع به

102

Page 103: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

شهوتها, حصول من معه يئست وجه على تشتهي ما وبين بينها حيل وقد فيهاهذا. قطع الى لبادر والحسرة األلم من ذلك في ما العاقل تصوّر فلو ولذتها

, ذلك من نصيبه ينال فانه هذا ومع الفساد مواد حسم الى يبادر كما التعلق. , المستعان والله األعلى بالمطلب متعلق وهمه وقلبه

والكذب[ 78] ايّاك

, ويفسد عليه هي ما على المعلومات تصور عليك يفسد فانه والكذب ايّاك , موجودا المعدوم يصور الكاذب فان للناس وتعليمها تصويرها عليك

, , , , , خيرا والشر شرا والخير حقا والباطل باطال والحق معدوما والموجود . الموجودة الحقيقة عن معرضة الكاذب ونفس وعلمه تصوره عليه فيفسد

. التي وعلمه تصوره قوة عليه فسدت واذا للباطل مؤثرة العدم الى نزاعةكل مبدأ هي

, فصار اليها الكذب حكم وسرى األفعال تلك عليه فسدت ارادي فعلى. , بأعماله وال بلسانه ينتفع فال اللسان على الكذب كصدور عنه صدورها

{: ان وسلم عليه الله صلى النبي قال كما الفجور أساس الكذب كان ولهذا } األدب في البخاري النار الى يهدي الفجور وان الفجور الى يهدي \10الكذب

. 6094رقم 507 النفس , من الكذب يسري ما وأول وأحمد داود وأبو ومسلم , أفسد كما أعمالها عليها فيفسد الجوارح الى يسري ثم فيفسده اللسان الى

, , عليه فيستحكم وأحواله وأعماله أقواله الكذب فيعم أقواله اللسان علىتلك يقلع الصدق بدواء الله يتداركه لم ان الهلكة الى داؤه ويترامى الفساد

. أصلها من المادة

, والعجب الرياء من وأضدادها الصدق كلها القلوب أعمال أصل كان ولهذاوالمهانة والجبن والكسل والعجز واألشر والبطر والخيالء والفخر والكبر

. . تعالى والله الكذب فمنشؤه باطن أو ظاهر عمل فكل الكذب أصلها وغيرها , بأن الصادق ويثيب ومنافعه مصالحه عن ويثبطه يقعده بأن الكذاب يعاقب

, واآلخرة الدنيا مصالح استجلبت فما وآخرته دنياه بمصالح للقيام يوفقه {: . , أيها يا تعالى قال الكذب بمثل ومضارهما مفاسدهما وال الصدق بمثل

} التوبة الصادقين مع وكونوا الله اتقوا آمنوا :} 119الذين ينفع, يوم هذا وقال } المائدة صدقهم :} 119الصادقين الله, صدقوا فلو األمر عزم فاذا وقال

} محمد لهم خيرا :} 21لكان لهم, ليؤذن األعراب من المعذّرون وجاء وقال} أليم عذاب منهم كفروا الذين سيصيب ورسوله الله كذبوا الذين وقعد

.90التوبة

الكريمة[ 79] اآلية ظالل في

103

Page 104: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

{: تحبوا أن وعسى لكم خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسى تعالى قوله في.} التعلمون وأنتم يعلم والله لكم شر وهو شيئا

, أن علم اذا العبد فان للعبد ومصالح وأسرار حكم عدة اآلية هذه في , , أن يأمن لم بالمكروه يأتي قد والمحبوب بالمحبوب يأتي قد المكروه , جانب من المسرة تأتيه أن ييأس ولم المسّرة جانب من المضرة توافيه

, له أوجب العبد يعلمه ماال منها يعلم الله فان بالعواقب علمه لعدم المضرة: أمورا ذلك

, : عواقبه ألم االبتداء في عليه شق وان األمر امتثال من له أنفع ال أنه منها. وأنفع لها خير فهو نفسه كرهته وان وأفراح ولذات ومسرات خيرات كلها, اليه ومالت نفسه هويته وان النهي ارتكاب من أضرعليه شيء ال وكذلك

, األلم تحمل العقل وخاصية ومصائب وشرور وأحزان آالم كلها عواقبه فان , اليسيرة اللذة واجتناب الكثير والخير العظيمة اللذة من يعقبه لما اليسير

. المبادئ يجاوز ال الجاهل فنظر الطويل والشر العظيم األلم من يعقبها لما , من الستور تلك وراء من الغايات الى ينظر دائما الكيّس والعاقل غاياتها الى

. سم به خلط قد لذيذ كطعام المناهي فيرى والمذمومة المحمودة الغايات . كدواء, األوامر ويرى السم من فيه ما نهاه تناوله الى لذته دعته فكلما قاتل

, عن مذاقه كراهة نهاه وكلما والشفاء العافية الى مفضى المذاق كريه . الغايات به تدرك علم فضل الى يحتاج هذا ولكن بالتناول نفعه أمره تناوله

, يؤمل لما الطريق مشقة تحّما على نفسه به يوطن صبر وقوة مبادئها من , , وصبره يقينه قوي واذا ذلك عليه تعذّر والصبر اليقين فقد فاذل الغاية عند. الدائمة واللذة الدائم الخير طلب في يتحملها مشقة كل عليه هان

عواقب يعلم من الى التفويض العبد من تقتضي أنها اآلية هذه أسرار ومن. , العاقبة, حسن من فيه يرجو لما له ويقضيه له يختاره بما والرضا األمور

, : علم به له ليس ما يسأله وال عليه يختار وال ربه على يقترح ال أنه ومنها , يسأله بل شيئا ربه على يختار فال يعلم ال وهو فيه وهالكه مضّرته فلعل

. ذلك من له أنفع فال يختاره بما يرضيه وأن له االختيار حسن

: له يختاره فيما أمده له يختاره بما ورضي ربه الى أمره فوَّض اذا أنه ومنها , , اختيار عرضة هي التي اآلفات عنه وصرف والصبر والعزيمة عليه بالقوة

, , بعضه الى ليصل يكن لم ما له اختياره عواقب حسن من وأراه لنفسه العبد. لنفسه هو يختاره بما

, : من قلبه ويفرغ االختيارات أنواع في المتعبة األفكار من يريحه أنه ومنها , هذا ومع أخرى في وينزل عقبة في منها يصعد التي والتدبيرات التقديرات

, محمود وهو القدر أصابه الله باختيار رضي فلو عليه قدر عما له خروج فال , به ملطوف غير مذموم وهو القدر عليه جرى واال فيه به ملطوف مشكور

, , المقدور. في اكتنفه ورضاه تفويضه صح ومتى لنفسه اختياره مع ألنه فيه, , يحذره ما يقيه فعطفه ولطفه عطفه بين فيصير به واللطف عليه والعطف

. قدره ما عليه يهوّن ولطفه

104

Page 105: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, أنفع فال رده في تحيله نفوذه أسباب أعظم من كان العبد في القدر نفذ اذا , ال السبع فان كالميتة طريحا القدر يدي بين نفسه والقاء االستسالم من له

. الجيف بأكل يرضى

والعلم[ 80] بااليمان االنتفاع شروط

, عند بها ووقف نفسه عرف من اال والعلم بااليمان الله بنعمة ينتفع ال , , وتيّقن, لي هذا يقل ولم طوره يتعد ولم له ليس ما الى يتجاوزه ولم قدرها , وال العبد من سبب بال وادامة ابتداء به المان فهو وبالله الله ومن لله أنه

, فيها وال لنفسه يرى ال من كسرة وتكسره عليه الله نعم فتذله منه استحقاق , , ذال النعم له فتحدث ومنه وبه لله فهو اليه وصل الذي الخير وأن البتّة خيرا

. عنه يعبر ال عجيبا وانكسارا

, نتيجة وهذا ورجاء وخوف ومحبة وانكسارا ذال له ازداد نعمة له جدد فكلما , : وأن ورحمته واحسانه وجوده وغناه وبره وكماله بربه علمه شريفين علمين

. , الحمد وله يشاء من ويمنع يشاء من منه يؤتي ملكه وهو يديه في كله الخير . , وقدرها حدها على ووقوفه بنفسه وعلمه وأتمه حمد أكمل وهذا هذا على

, , وأنها منها وال بها وال لها وال البتة فيها خير ال وأنها وجهلها وظلمها ونقصها , من فيها فما أنقص وال منه أحقر شيء ال الذي العدم اال ذاتها من لها ليس

. بها وال اليها ليس الذي لوجودها تابع الخير

أن حينئذ علمت لسانها على صبغة ال لها صبغة العلمان هذان صار فاذا , , للحمد المستحق هو وأنه يديه في كله والخير له كله واألمر لله كله الحمد . , التحقق فاته ومن واللوم والعيب بالذم أولى هي وأنها دونها والمدح والثناء

الى يهتد ولم عليه وتخبطت وأحواله وأعماله أقواله به تلونت العلمين بهذين. الله الى له الموصل المستقيم الصراط

. , وهذا بفواتهما وانقطاعه وحاال علما المعرفتين هاتين تحقيق العبد فايصال , : بالجهل نفسه عرف من فانه ربه عرف نفسه عرف من قولهم معنى

, عرف والعدم والمسكنة والذل والفقر والحاجة والنقائص والعيب والظلم , ربه على وأثنى طورها بها يتعد ولم قدرها عند بنفسه فوقف ذلك بضد ربه

, اليه وتوكله وانابته ورجائه وخشيته حبه قوة وانصرفت أهله هو ما ببعض , حقيقة, هو وهذا له وأرجاه عنده شيء وأخوف اليه شيء أحب وكان وحده

. المستعان, والله العبودية

: من اال بحكمتنا ينتفع لن انه بيته باب على كتب الحكماء بعض أن ويحكى , حتى فليرجع واال فليدخل كذلك كان فمن قدرها عند بها ووقف نفسه عرف

. الصفة بهذه يكون

عقوبتها[ 81] ألم من أسهل الشهوة عن الصبر

105

Page 106: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, ان اما فانها الشهوة توجبه ما على الصبر من أسهل الشهوة عن الصبر , , اضاعته وقتا تضيع أ، واما منها أكمل لذة تقطع أن واما وعقوبة ألما توجب

, , تذهب أن واما ثلمه من للعبد أنفع توفيره عرضا تلثم أن واما وندامة حسرة , , واما وضعه خير قيامه وجاها قدرا تضع أن واما ذهابه من له خير بقاؤه ماال

, لوضيع تطرق أ، واما الشهوة قضاء من وأطيب ألذ بقاؤها نعمة تسلب أن , ال وخوفا وحزنا وغما هما تجلب أن واما ذلك قبل يجدها يك لم طريقا اليك

, , أن واما الشهوة نيل من ألذ ذكره علما تنسي أن واما الشهوة لذة يقارب , , أ، واما مقبلة نعمة على الطريق تقطع أ، واما وليا وتحزن عدوا تشمت . , واألخالق الصفات تورث األعمال فان تزول ال صفة يبقى عيبا تحدث

األخالق[ 82] حدود

, نقصا كان عنه قّصرت ومتى عدوانا صارت جاوزته متى حد لألخالق , الرذائل, من واألنفة المحمودة الشجاعة وهو حد فللغضب ومهانة

, , , . عنه, نقص وان وجار صاحبه تعدى حده جاوز فاذا كماله وهذا والنقائص. الرذائل من يأنف ولم جبن

, , , نقص فمتى منها البالغ وحصول الدنيا أمور في الكفاية وهو حد وللحرص , , تحمد ال فيما ورغبة شرها كان عليه زاذ ومتى واضاعة مهانة كان ذلك من

. فيه الرغبة

, , نظيره عايه يتقدم أن واألنفة الكمال طلب في المنافسة وهو حد وللحسد, المحسود عن النعمة زوال معه يتمنى وظلما بغيا صار ذلك تعدى فمتى

, , وصغر همة وضعف دناءة كان ذلك عن نقص ومتى ايذائه على ويحرص : ": الله. آتاه رجل اثنتين في اال حسد ال وسلم عليه الله صلى النبي قال نفس

, بها يقضي فهو الحكمة الله آتاه ورجل الحق في هلكته على فسلطه ماال " العلم في البخاري الناس الزكاة( , 73 )165\1ويعلمها (1409 )276\3وفي

مثل, يكون أن نفسه به الحاسد يطالب منافسة حسد فهذا ومسلم. المحسود, عن النعمة زوال به يتمنى مهانة حسد ال المحسود

, الفضائل واكتساب الطاعة كد من والعقل القلب راحة وهو حد وللشهوة , وشبقا نهمة صارت ذلك على زادت فمتى ذلك على بقضائها واالستعانة

, في فراغا يكن ولم عنه نقصت ومتى الحيوانات بدرجة صاحبها والتحق. ومهانة وعجزا ضعفا كانت والفضل الكمال طلب

للطاعة لالستعداد والفعالة المدركة والقوى النفس اجمام وهو حد وللراحةويضعف والتعب الكد يضعفها ال بحيث ذلك على وتوفرها الفضائل واكتساب , مصالح, أكثر به وفات واضاعة وكسال توانيا صار ذلك على زاد فمتى أثرهاكالمنبت, به انقطع وربما لها موهنا بالقوى مضرا صار عنه نقص ومى العبد

. أبقى ظهرا وال قطع أرضا ال الذي

106

Page 107: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , ومتى وتبذيرا اسرافا صار حده جاوز فمتى طرفين بين حد له والجود. وتقتيرا بخال كان عنه نقص

, , وخورا جبنا صار عنه نقصت ومتى تهوّرا صار جاوزته متى حد وللشجاعة , , قال كما االحجام مواضع في واالحجام االقدام مواضع في االقدام وحدها : حتى تقدم جبانا أم أنت أشجاعا أعرف أن أعياني العاص بن لعمرو معاوية

: , , فقال الناس أجبن من أقول حتى وتجبن الناس أشجع من أقول

فجبان فرصة لي تكن لم فان فرصة أمكنتني اذا شجاع

, عنه قّصرت واذا بالبرئ سيئا وظنا تهمة صارت جاوزته اذا حد لها والغيرة. دياثة ومبادئ تغاقال كانت

, الكبر الى انحرف عنه قصر ومن ومهانة ذال كان جاوزه اذا حد وللواضعوالفخر.

, الى انحرف عنه قصر وان مذموما وخلقا كبرا كان جاوزه اذا حد وللعز. والمهانة الذل

, االفراط طرفي بين الموضوع بالوسط األخذ وهو العدل كله هذا وضابط. , به, اال البدن مصلحة تقوم ال بل واآلخرة الدنيا مصالح بناء وعليه والتفريط

صحته من ذهب عنه نقص أو وجاوزه العدل عن أخالطه بعض خرج متى فانه . والشرب واألكل والسهر كالنوم الطبيعية األفعال وكذلك ذلك بحسب وقوته

, وسطا كانت اذا ذلك وغير والمخالطة والخلوة والرياضة والحركة والجماعنقصا كانت أحدهما الى انحرفت وان عدال كانت المذمومين الطرفين بين

. نقصا وأثمرت

, المأمور الشرع حدود سيما وال الحدود علم وأنفعها العلوم أشرف فمن , منها. ليس ما فيها يدخل ال حتى الحدود بتلك أعلمهم الناس فأعلم والمنهي

{: . ونفاقا كفرا أشد األعراب تعالى قال فيها داخل هو ما منها يخرج وال } التوبة رسوله على الله أنزل ما حدود يعلموا أال من. 97وأجدر الناس فأعدل

. , التوفيق وبالله وفعال معرفة والمشروعات واألعمال األخالق بحدود قام

[83) فصل[ )

": يغبنون كيف وفطرهم األكياس نوم حبذا يا عنه الله رضي الدرداء أبو قال , الجبال أمثال من أفضل تقوى صاحب من والذرة وصومهم الحمقى قيام به

, , ." الصحابة فقه كمال على وأدله الكالم جواهر من وهذا المغتّرين من عبادة. , عنهم الله رضي خير كل في بعدهم من على وتقدمهم

. ببدنه ال وهمته بقلبه الله الى السير منازل قطع انما العبد أن فاعلم {: . ومن ذلك تعالى قال الجوارح تقوى ال القلوب تقوى الحقيقة في والتقوى

} الحج القلوب تقوى من فانها الله شعائر :} 32يعظّم الله, ينال لن وقال

107

Page 108: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

} الحج منكم التقوى ينالها ولكن دماؤها وال الله, 37لحومها صلى النبي وقال , " ": والصلة البر كتاب في مسلم صدره الى وأشار هاهنا التقوى وسلم عليه

, 32رقم 1986\4واآلداب وعلو. العزيمة بصحة المسافة من يقطع فالكيّس , , ما, أضعاف أضعاف القليل العمل مع النية وصحة القصد وتجريد الهمة

. العزيمة فان الشاق والسفر الكثير التعب مع ذلك من الفارغ يقطعه , , سبحانه الله الى والسبق والتقدم السير وتطيب المشقة تذهب والمحبة , , سكونه مع الهمة صاحب فيتقدم والعزيمة الرغبة وصدق بالهمم هو انما

, , وهذا بعمله عليه تقدم همته في ساواه فان بمراحل الكثير العمل صاحب. االحسان االسالم فيه يوافق تفصيل الى يحتاج موضع

, , مع فكان حقه منهما واحد كل موفيا وكان الله رسول هدي الهدي فأكمل , ال يقال حتى ويصوم قدماه ترم حتى يقوم الله مع وأحواله وارادته كماله

, , يترك, وال عنهم يحتجب وال أصحابه ويخالط الله سبيل في ويجاهد يفطر. البشر قوى حملها عن تعجز التي الواردات لتلك واألوراد النوافل من شيئا

وحقائق ظواهرهم على االسالم بشرائع يقوموا أن عباده أمر تعالى والله . , المسند وفي وقرينه بصاحبه اال منهما واحدا يقبل وال بواطنهم على االيمان

" القلب:" في وااليمان عالنية االسالم ال. 134\3مرفوعا ظاهر اسالم فكلمعه يكون حتى بنافع فليس الباطنة االيمان حقيقة الى منه صاحبه ينفذ

, االسالم بشرائع صاحبها يقوم ال باطنة حقيقة وكل الباطن االيمان من شيء . ولم والخوف بالمحبة القلب تمزق فلو كانت ما كانت ولو تنفع ال الظاهرة

. بظواهر قام لو أنه كما النار من ذلك ينّجه لم الشرع وظاهر األمر يتعبّد. النار من ينّجه ولم االيمان حقيقة باطنه في ولي االسالم

: , قسمان اآلخرة والدار الله الى السائرون فالصادقون هذا عرف واذا

البدنية النوافل الى الفرائض بعد أوقاتهم من فضل ما صرفوا قسمومنازل القلوب أعمال تحقيق على منهم حرص غير من دأبهم وجعلوها

الى, مصروفة هممهم ولكن أصلها من خالين يكونوا لم وان أحكامها. األعمال من االستكثار

قلوبهم بصالح االهتمام الى والسنن الفرائض من فضل ما صرفوا وقسم. معه واالرادات الخواطر وحفظ عليه والجمعية وحده الله على وعكوفها

, والرجاء والخوف المحبة تصحيح من القلوب بأعمال تعبّدهم قوة وجعلواقلوبهم على ترد التي الواردات من نصيب أيسر أن ورأوا واالنابة والتوكل

, ألحدهم حصل فاذا البدنية التطوعات من كثير من اليهم أحب الله من , شيئا به يستبدل لم وذل انكسار أو اشتياق أو حب أو أنس ووارد جمعية

, , الى بادر واال أمكنه ان الوارد بذلك اليه فيبادر األمر يجيء أن اال البتة سواه. الوارد ذهب ولو األمر

, , فذاك به اليها القيام أمكن فان التردد معترك فهاهنا النوافل جاءت فاذا , ذهب ولو النافلة تلك الى القيام هو هل الله الى واألحي األرجح في نظر واال

ونحو وايمان واستفادة مكسور وجبر ضال وارشاد الملهوف كاغاثة وارده

108

Page 109: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, وتقّربا, فيه رغبة لله قدمها ومتى الراجحة النافلة تقديم ينبغي فهاهنا ذلك , كان وان آخر وقت في كان مما أقوى وارده من فات ما عليه يرد فانه اليه

عنه يتوارى حتى وارده في االستمرار له فالحزم النافلة من أرجح الوارد. تفوت ال والنافلة يفوت فانه

وتقديم األعمال ومراتب الطريق في فقه فضل الى يحتاج موضع وهذا. , سواه رب وال غيره اله ال لذلك الموفق والله فاألهم منها األهم

المذمومة[ 84] واألخالق المحمودة األخالق

, األخالق وأصل والدناءة والمهانة الكبر كلها المذمومة األخالق أصل . والعجب واألشر والبطر فالفخر الهمة وعلو الخشوع كلها المحمودة

قبول واباء واالعراض والتجبر والقسوة والظلم والخيالء والبغي والحسدلم بما يحمد وأن والرئاسة الجاه وحب العلو وطلب واالستئثار النصيحة

, , والخيانة والخسة الكذب وأما الكبر من ناشئة كلها ذلك وأمثال يفعلوالكسل والعجز والبخل والجبن والفزع والطمع والخديعة والمكر والرياء

, من فانها ذلك ونحو خير هو بالذي أدنى هو الذي واستبدال الله لغير والذل. النفس وصغر والدناءة المهانة

والصيانة والعفة والمروءة والعدل والشجاعة كالصبر الفاضلة األخالق وأما . الدناءات عن النفس وعزة وااليثار واالحتمال والصفح والعفو والحلم والجود

, , أفضل أ بمثله واالحسان والمكافأة واالخالص والصدق والقناعة والتواضعتلك من القلب وسالمة يعنيه ال بما االشتغال وترك الناس زالت عن والتغافل

. , والله الهمة وعلو الخشوع عن ناشئة فكلها ذلك ونحو المذمومة األخالقوتربو فتهتز الماء عليها ينزل ثم خاشعة تكون بأنها األرض عن أخبر سبحانه

آية ) فصلت سورة الى يشير وبهجتها زينتها منها(, 39وتأخذ المخلوق فكذلك. التوفيق من حظه أصابه اذا

وكذلك وأذله شيء أحقر فتصير تخمد ثم واالفساد العلو فطبعها النار وأما , . الخسة وبين واضطربت هاجت اذا العلو بين دائما فهي منها المخلوق

. وسكنت خمدت اذا والدناءة

, تابعة الفاضلة واألخالق منها والمخلوق للنار تابعة المذمومة واألخالق . خلق بكل اتصف نفسه وخشعت همته علت فمن منها والمخلوق لألرض

. رذيل, خلق بكل اتصف نفسه وطغت همته دنت ومن جميل

صحيحة[ 85] ونية عالية همة الى يحتاج األعلى المطلب

, فمن صحيحة ونية عالية همة على حصوله موقوف األعلى المطلب , وحده به تعلقت عالية مانت اذا الهمة فان اليه الوصول عليه تعذّر فقدهما

, . فالنية اليه الموصلة الطريق العبد سلك صحيحة النية كانت واذا غيره دون , والطريق مطلوبه توحد فاذا المطلوب له تفرد والهمة الطريق له تفرد

. بالسفليات تعلّقت سافلة همته كانت واذا غايته الوصول كان اليه الموصلة

109

Page 110: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. غير طريقه كانت صحيحة غير النية كانت واذا األعلى بالمطلب تتعلّق ولم . يتم ال وطريقه مطلوبه هما ونيته العبد همة على الشأن فمدار اليه موصلة

: أشياء ثالثة بترك اال

. :) الناس) أحدثها التي واألوضاع والرسوم العوائد األول. :) وقطعها) وطريقه مطلوبه افراد عن تعوقه التي العوائق هجر الثاني

:) بالمطلوب) التعليق تجريد وبين بينه تحول التي القلب عالئق قطع الثالث , وعالئق) الدنيا عوائق كل عن المسلم تجرد الى الله رحمه يشير وكأنه

, أكثرها وما الناس أحدثها والخرافاتالتي البدع كل عن بعه ذلك وقبل القلب , ) هي والعالئق الخارجية الحوادث هي العوائق أن بينهما والفرق زماننا في

. تشغل التي الفضول ترك ذلك وأصل ونحوها بالمباحات القلبية التعلقات , ما ذلك من فيأخذ والخلطة والمنام والشراب الطعام من المقصود عن

. , المستعان والله طلبه يضعف أو عنه يقطعه ما منه ويرفض طلبه على يعينه

[86) فصل[ )عنه الله رضي مسعود ابن حكم من

: , أن أحب ما عنده رجل قال عنه الله رضي مسعود بن عبدالله كالم من : , , لكن عبدالله فقال المقربين من أكون أن أحب اليمين أصحاب من أكون

. . نفسه يعني يبعث لم مات اذا أنه ودّ رجل هاهنا

, : أن أردنا ولكن ال قالوا حاجة؟ ألكم لهم فقال ناس فاتبعه يوم ذات وخرج. , : , للمتبوع وفتنة للتابع ذلة فانه ارجعوا قال معك نمشي

: . : قال التراب رأسي على لحثوتم نفسي من أعلم ما مني تعلمون لو وقال , : أبالي وما والفقر الغنى اال هو ان الله وأيم والفقر الموت المكروهان حبذا

, , , للعطف فيه ان الغنى كان ان منهما واحد كل في الله أرجو بليت بأيهما. للصبر فيه ان الفقر كان وان

, , : محفوظة وأعمال منقوصة آجال في والنهار الليل ممر في انكم وقال , , مثل زارع ولكل ندامة يحصد أن فيوشك خيرا زرع فمن بغتة يأتي والموت

. , أعطى من له يقدر لم ما حريص يدرك وال بحظه بطىء يسبق ال زرع ما. , وقاه فالله شرا وقى ومن أعطاه فالله خيرا

: , , , الهدى اثنتان هما انما زيادة ومجالستهم قادة والفقهاء سادة المتقون , عليه, الله صلى محمد هدي الهدي وأفضل الله كالم الكالم فأفضل والكالم , وال, األمد عليكم يطولن فال بدعة محدثة وكل محدثاتها األمور وشر وسلم

, , وان أال آتيا ليس ما البعيد وان أال قريب آت هو ما كل فان األمل يلهينكم. , بغيره وعظ من السعيد وان أمه بطن في شقي من الشقي

, أخاه يهجر أن لمسلم يحل وال فسوق وسبابه كفر المسلم قتال وان أال, , , مرض اذا ويعوده دعاه اذا ويجيبه لقيه اذا عليه يسلّم حتى أيام ثالثة فوق

, وال هزل وال جد منه يصلح ال الكذب وان اال الكذب روايا الروايا شّر وان أال

110

Page 111: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , الفجور الى يهدي الكذب وان أال ينجزه ال ثم شيئا صبيه الرجل يعد أن , , , وانه الجنة الى يهدي والبر البر الى يهدي والصدق النار الى يهدي والفجور

, , الله صلى محمدا وان وفجر كذب للكاذب ويقال وبر صدق للصادق يقالحتى ويكذب صدّيقا الله عند يكتب حتى ليصدق الرجل أن حدثنا وسلم عليه

. كذّابا الله عند يكتب

, , ملة الملل وخير التقوى كلمة العرى وأوثق الله كتاب الحديث أصدق ان , , الحديث, وأشرف األنبياء هدي الهدي وخير محمد سنة النن وأحسن ابراهيم

, , , , محدثاتها األمور وشر عوازمها األمور وخير القرآن القصص وخير الله ذكر, , تحصيها ال امارة خيرمن تنجيها ونفس وألهى كثر مما خير وكفى قل وما

, , وشر القيامة يوم ندامة الندامة وشر الموت يحضر حين المعذرة وشر, , , التقوى الزاد وخير النفس غنى الغنى وخير الهدى بعد الضاللة الضاللة

, , , القلب عمى العمى وشر الكفر من والريب اليقين القلب في وقر ما وخير, , , الجنون من شعبة الشباب الشيطان حبائل والنساء االثم جماع والخمر

. الجاهلية عمل من والنوح

, أعظم ومن هجرا اال الله يذكر وال دبرا اال الجمعة يأتي ال من الناس ومن , , يأجره الغيظ يكظم ومن عنه الله يعف يعف ومن الكذّاب اللسان الخطايا

, , المكاسب, وشر الله يعقبه الرزية على يصبر ومن له يغفر يغفر ومن الله, , , نفسه به قنعت ما أحدكم يكفي وانما اليتيم مال المأكل وشر الربا كسب

, , وأشرف خواتمه العمل ومالك آخرة الى واألمر أذرع أربعة الى يصير وانما. , , الشيطان يطع الله يعص ومن الله يضعه يستكبر ومن الشهداء قتل الموت

, الناس اذا وبنهاره نائمون الناس اذا بليله يعرف أن القرآن لحامل ينبغي , , وبصمته, يضحكون الناس اذا وببكائه يفرحون الناس اذا وبحزنه مفطرون

. , يختالون الناس اذا وبخشوعه يخوضون الناس اذا

ينبغي وال سكينا حليما حكيما محزونا باكيا يكون أن القرآن لحامل وينبغي. حديدا وال صياحا وال سخابا وال غافال وال جافيا يكون أن القرآن لحامل

, , لمة للملك وان الله رفعه تخّشعا تواضع ومن الله حطّه تعظّما تطاول من , , , ذلك رأيتم فاذا بالحق وتصديق بالخير ايعاد الملك فلمة لمة وللشيطان , . ذلك رأيتم فاذا بالحق وتكذيب بالشر ايعاد الشيطان ولمة الله فاحمدوا

, . الذي فذاك فعله قوله وافق فمن القول أحسنوا قد الناس ان بالله فتعوّذوا. , نفسه يوبخ انما فذاك فعله قوله خالف ومن حظّه أصاب

, ) ( أراه أن الرجل ألبغض اني نهار دويبة قطرب ليل جيفة أحدكم ألفين ال , الصالة تأمره لم ومن اآلخرة عمل وال الدنيا عمل من شيء في ليس فارغا

. بعدا اال الله من بها يزدد لم المنكر عن وتنهه بالمعروف

, , الله رزق على أحدا تحمد وال الله بسخط الناس ترضي ال أن اليقين من . وال حريص حرص يسوقه ال الله رزق فان الله يؤتك لم ما على أحدا تلوم وال

111

Page 112: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, في والفرح الروح جعل وعدله وحلمه بقسطه الله وان كاره كراهة يرده. , والسخط الشك في والحزن الهم وجعل والرضا اليقين

. , له يفتح الملك باب يقرع ومن الملك باب تقرع فأنت صالة في دمت ما. يعملها بالخطيئة يعلمه كان العلم ينسى الرجل ألحسب اني

, , , , , القلوب جدد الليل سرج البيوت أحالس الهدى مصابيح العلم ينابيع كونوا. , األرض أهل على وتخفون السماء في تعرفون الثياب خلقان

, عند ودعوها واقبالها شهوتها عند فاغتنموها وادبارا شهوة للقلوب ان

. وادبارها فترتها

. بالخشية العلم ولكن الرواية بكثرة العلم ليس

, المؤمن وتلقون قلبا وأمرضهم جسما الناس أصح من الكافر ترون انكم , , وصّحت قلوبكم مرضت لو والله وأيم جسما وأمرضهم قلبا الناس أصح من

. الجعالن من الله على أهون لكنتم أجسامكم

, يكون حتى بذروته يحل وال بذروته يحل حتى االيمان حقيقة العبد يبلغ ال , يكون وحتى الشرف من اليه أحب والتواضع الغنى من اليه أحب الفقر

, وما فيرجع دينه ومعه بيته من ليخرج الرجل وان سواء عنده وذامه حامده , , له فيقسم نفقعا وال ضرا لنفسه وال له يملك وال الرجل يأتي شيء منه معه

. , عليه الله وبسخط بشيء حاجته من حبى وما فيرجع وذيت لذيت انك بالله

. كلبا أحوّل أن لخشيت كلب من سخرت لو

. القلوب حوّاز االثم

- ضيف اال منكم وما عبرة ملىء اال حبرة بيت ملىء وما ترحة فرحة كل مع. , , أهلها الى مؤداة والعارية مرتحل فالضيف عارية وماله

اذا األنتان يسمون بينهم التالوم أعمالهم أفضل أقوام الزمان آخر في يكون. اليه يؤتى أن يحب الذي الناس الى فلؤت نفسه من ينصف أن الرجل أحب

. , , طويال حزنا تورث شهوة رب وبيء خفيف والباطل مريء ثقيل الحق

. لسان من سجن طول الى أحوج شيء األرض وجه على ما

. هالكها في أذن قرية في والربا الزنا ظهر اذا

وال السوس يأكله ال حيث السماء في كنزه يجعل أن منكم استطاع من. , كنزه مع الرجل قلب فان فليفعل السراق يناله

112

Page 113: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , بد ال كنتم وان كفر كفر وان أمن آمن فا رجال دينه في أحدكم يقلدن ال. , الفتنة عليه تؤمن ال الحي فان بالميت فاقتدوا مقتدين

: , اهتدوا ان الناس مع أنا يقول قال األمعة؟ وما قالوا امعة أحدكم يكن ال , ال الناس كفر ان أنه على نفسه أحدكم ليطن أال ضللت ضلوا وان اهتديت

يكفر.

: , : به تشرك ال الله اعبد فقال نوافع جوامع كلمات علمني رجل له وقال , بعيدا, كان وان منه فاقبل بالحق جاءك ومن زال حيث القرآن مع وزل شيئا . يوم, بالعبد يؤتى قريبا حبيبا كان وان عليه فاردد بالبطل جاءك ومن بغيضا

: , : فتمثل الدنيا ذهبت وقد أين من رب يا فيقول أمانتك أد له فيقال القيامة , عاتقه على فيضعها ويأخذها فينزل جهنم قعر في أخذها يوم هيئتها على

. , اآلبدين أبد أثرها في وهوى هوت بها خارج أنه ظن اذا حتى بها فيصعد

, , : وفي الذكر مجال وفي القرآن سماع عند مواطن ثالثة في قلبك أطلب . عليك يمن أن الله فسل المواطن هذه في تجده لم فان الخلوة أوقات

. لك, قلب ال فانه بقلب

, : عن فسألني فأجبته التوبة عن فسألني شاب على دخلت الجنيد قال, : . : مه, لي فقال الموت يأتيك حتى عينيك بين ذنبك تنصب أن فقلت حقيقتها

: : , أن قال فتى؟ يا عندك التوبة حقيقة فما له فقلت التوبة حقيقة هذه ما : , . ما القول فقلت القاسم؟ أبا يا عندك هو فكيف ومضى وتركني ذنبك تنسى

: , : . الجفاء حال من نقلني ثم حال في معه كنت اذا قلت كيف قال الفتى قال. , جفاء الوفاء حال في للجفاء فذكري الوفاء حال الى

قلب[ 87] في يجتمعان ال المدح ومحبة االخالص

الناس عند فيما والطمع والثناء المدح ومحبة القلب في االخالص يجتمع ال . بطلب نفسك حدثتك فاذا والحوت والنصب والنار الماء يجتمع كما اال

, المدح على وأقبل اليأس بسكين فاذبحه أوال الطمع على فأقبل االخالص , الطمع ذبح لك استقام فاذا اآلخرة في الدنيا عّشاق زهد فيهما فازهد والثناء

. االخالص عليك سهل والمدح الثناء في والزهد

: والثناء؟ المدح في والزهد الطمع ذبح علي يسهّل الذي وما قلت فانفيه: يطمع شيء من ليس أنه يقينا علمك عليك فيسهله الطمع ذبح أما قلت . , وأما سواه شيئا منها العبد يؤتى وال غيره يملكها ال خزائنه وحده الله وبيد اال

, ويزين مدحه ينفع أحد ليس أنه علمك عليك فيسهله والثناء المدح في الزهد , عليه الله صلى للنبي األعرابي ذلك قال كما وحده الله اال ويشين ذمه ويضر

" ": , في: الترمذي وجل عز الله ذاك فقال شين وشتمي زين مدحي ان وسلمرقم المسند, 3263السنن في من. 394 393\6, 488\3وأحمد مدح في فازهد

, , الزين كل من مدح في وارغب ذمه يشينك ال من ذم وفي مدحه يزينك ال, , , واليقين بالصبر اال ذلك على يقدر ولن ذمه في الشين وكل مدحه في

, مركب غير في البحر في السفر أراد كمن كنت واليقين البصر فقدت فمتى

113

Page 114: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

} {: يوقنون ال الذين يستخفّنّك وال حق الله وعد اّن فاصبر تعالى الله قال:} 60الروم وكانوا, صبروا لّما بأمرنا يهدون أئمة منهم وجعلنا تعالى وقال

} السجدة يوقنون .24بآياتنا

ومحبته[ 88] تعالى الله معرفة في لذته كانت من الناس أشرف

, نفسا الناس فأشرف نفسه وشرف وهّمته قدره حسب على أحد كل لذةالى والشوق ومحبته الله معرفة في لذّته من قدرا وأرفعهم هّما وأعالهم

. عليه همته وعكوف عليه اقباله في فلذته ويرضاه يحبه بما اليه والتودد لقائه , أخس في لذته من الى تنتهي حتى الله اال يحصيها ال مراتب ذلك ودون

والفعال الكالم من شيء كل في والفواحش القاذورات من األشياءالتفت. وال بقبوله نفسه تسمح لم األول به يلتذ ما عليه عرض فلو واألشغال , لم هذا به يلتذ ما عليه عرض اذا األول أن كما ذلك من تألمت وربما اليه

. منه نفسه ونفرت اليه تلتفت ولم به نفسه تسمح

. فهو البدن ولذة والروح القلب لذة بين له جمع من لذة الناس وأكملعليه يقطع وال اآلخرة الدار من حظه ينقص ال وجه على المباحة لذاته يتناول {: . حّرم من قل فيه تعالى قال ممن فهذا بربه واألنس والمحبة المعرفة لذة

في آمنوا للذين هي قل الرزق من والطيبات لعباده أخرج التي الله زينة } األعراف القيامة يوم خالصة الدنيا من, 32الحياة اللذة من حظا وأبخسهم

, يوم لهم يقال ممن فيكون اآلخرة لذات وبين بينه يحول وجه على تناولها } {: األحقاف بها واستمتعتم الدنيا حياتكم في طيباتكم أذهبتم اللذات استيفاء

20 , , وجه. في وافترقوا بالطيبات تمتعوا وأولئك بالطيبات تمتعوا فهؤالء , لذة, بين لهم فجمع فيه لهم أذن الذي الوجه على بها تمتعوا فأولئك التمتع

, الهوى اليه دعاهم الذي الوجه على بها تمتعوا وهؤالء واآلخرة الدنيالذة, , وفاتتهم الدنيا لذة عنهم فانقطعت ال أم فيه لهم أذن وسواء والشهوة . , اللذة, أحب فمن لهم حصلت اآلخرة لذة وال لهم دامت الدنيا لذة فال اآلخرة

, بأن اآلخرة لذة الى له موصال الدنيا لذة فليجعل الطيّب والعيش ودوامها , االستعانة بحكم فيتناولها وعبادته ارادته في لله قلبه فراغ على بها يستعين

. والهوى الشهوة مجرد بحكم ال طلبه على والقوة

زيادة منها نقص ما فليجعل وطيباتها الدنيا لذات عنه زويت ممن كان وان . , فطيبات هناك كاملة ليستوفيها بالترك هاهنا نفسه ويجم اآلخرة لذة في

لما همته وكانت اآلخرة الدار و لله طلبه صح لمن العون نعم ولذاتها الدنيا , , وفواتها, يدندن وحولها وهمته مقصوده هي كانت لمن القاطع وبئس هناك

, الله من النازع القاطع وبئس اآلخرة والدار الله لطالب العون نعم الدنيا في . اآلخرة من حظه ينقص ال وجه على الدنيا منافع أخذ فمن اآلخرة والدار

. جميعا خسرهما واال جميعا بهما ظفر

. اقامة وال والمعاصي الذنوب ترك في يكن لم لو العالمين رب الله سبحانقواما الله جعله الذي المال وصيانة الجاه وحفظ العرض وصون المروءة

, المعاش وصالح بينهم القول وجواز الخلق ومحبة واآلخرة الدنيا لمصالح, الصدر وانشراح القلب ونعيم النفس وطيب القلب وقوة البدن وراحة

114

Page 115: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , النفس وعز والحزن والغم الهم وقلة والفجار الفساق مخاوف من واألمن , , وحصول المعصية ظلمة تطفئه أن القلب نور وصون الذل احتمال عن

, ال حيث من الرزق عليه وتيسير والفجار الفساق على ضاق مما له المخرج , وتسهيل, والمعاصي الفسوق أرباب على عسر ما وتيسير يحتسب

, , , له الدعاء وكثرة الناس في الحسن والثناء العلم وتيسير عليه الطاعات, , الناس قلوب في له تلقى الي والمهابة وجهه يكتسبها التي والحالوة

, , مغتاب اغتابه اذا عرضه عن وذبهم وظلم أوذي اذا له وحميتهم وانتصارهم, , , منه المالئكة وقرب الله وبين بينه التي الوحشة وزوال دعائه اجابة وسرعة, , حوائجه وقضاء خدمته على الناس وتنافس منه والجن األنس شياطين وبعد

, , على لقدومه به يفرح بل الموت من خوفه وعدم وصحبته لمودته وخطبتهم , , وحرصه عنده اآلخرة وكبر قلبه في الدنيا وصغر اليه ومصيره له ولقائه ربه

, , حالوة ووجد الطاعة حالوة وذوق فيها العظيم والفوز الكبير الملك على , به, الكاتبين وفرح له المالئكة من حوله ومن العرش حملة ودعاء االيمان

, , وحصول ومعرفته وايمانه وفهمه عقله في والزيادة وقت كل له ودعاؤهم , , نسبة ال وسرور بفرح يجازيه وهكذا بتوبته وفرحه عليه واقباله له الله محبة

. الوجوه من بوجه بالمعصية وسروره فرحه الى له

. بالبشرى المالئكة تلتقه مات فاذا الدنيا في المعاصي ترك آثار بعض فهذه , , وضيقها الدنيا سجن من وينتقل حزن وال عليه خوف ال وبأنه بالجنة ربه من . القيامة يوم كان فاذا القيامة يوم الى فيها ينعم الجنة رياض من روضة الى

. , يدي بين انصرفوا فاذا العرش ظل في وهو والعرق الحر في الناس كان { : فضل ذلك و المفلحين وحزبه المتقين أوليائه مع اليمين ذات به أخذ الله

} الحديد العظيم الفضل ذو والله يشاء من يؤتيه . 21الله

العزيز[ 89] عبد بن عمر المؤمنين أمير مزايا من

على خطب اذا كان أنه العزيز عبد بن عمر عن الطبقات في سعد ابن ذكر . العجب فيه فخاف كتابا كتب واذا قطعه العجب نفسه على فخاف المنبر

. : سعد, ابن طبقات نفسي شر من بك أعوذ اني اللهم ويقول .330\5مزقه

فيه مطالعا الله مرضاة به يبتغي عمل أو قول في شرع اذا العبد أن اعلموفكره بمعرفته وال بنفسه ال بالله وأنه فيه له وتوفيقه به عليه الله منة

. , مّن فالذي واألذن والعين والقلب اللسان له أنشأ الذي هو بل وقوته وحوله , مالحظته عن ذلك يغب لم فاذا والفعل بالقول عليه مّن الذي هو بذلك عليه

منّة شهود عن وغيبته نفسه رؤية أصله الذي العجب يحضره لم قلبه ونظر . في وقامت النفس وثبت المالحظة تلك من غاب فاذا واعانته وتوفيقه ربه

, , وبين بينه يحال فتارة والعمل القول عليه ففسد العجب فوقع الدعوى مقامالمنّة مشاهدة عن يغيب ال حتى به رحمة ذلك ويكون عليه ويقطع تمامه , ضعيفة. ثمرة أثمر أثمر وان ثمرة له يكون ال ولكن له يتم وتارة والتوفيق

, . له ويتولد انتفاعه من أعظم عليه ضرره يكون وتارة للمقصود محصلة غيروأن نفسه ورؤية والمنّة التوفيق مالحظة عن غيبته بحسب شتّى مفاسد منه

. به والفعل القول

115

Page 116: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

ثمرتها له ويعظم وأعماله عبده أقوال سبحانه الله يصلح الموضع هذا ومن . ورؤية العجب من لألغعمال أفسد شيء فال ثمرتها ويمنعه عليه يفسدها أو

ما, كل في له واعانته وتوفيقه منّته أشهده خيرا بعبده الله أراد فاذا النفس . به لربه يرضى ال وأنه فيه تقصيره أشهده ثم به يعجب فال ويفعله يقوله

. , يشهده لم واذا أجرا عليه يطلب أن ويستحيي ويستغفره منه اليه فيتوب , يقع لم والرضا الكمال بعين ورآه العمل في نفسه فرأى عنه وغيّبه ذلك . لوجهه العمل يعمل فالعارف والمحبة والرضا القبول موقع منه العمل ذلك

, , يوفقه لم اذ منه مستحييا اليه منه معتذرا وتوفيقه وفضله منّته فيه مشاهدا , على. به يمّن نفسه الى فيه ناظرا وهواه لحظه العمل يعمل والجاهل حقه

. , آخر لون وذاك لون فهذا بعمله راضيا ربه

والمواعظ[ 90] الحكم من

. فالعوائد العوائق وقطع العوائد هجر على موقوف المطلوب الى الوصولواألوضاع الرسوم من واعتادوه الناس ألفه وما والراحة الدعة الى السكون

. , فانهم الشرع من أعظم عندهم هي بل المتّبع الشرع بمنزلة جعلوها التيصريح خالف من على ينكرون ال ما وخالفها عنها خرج من على ينكرون

, تلك. لمخالفة وعاقبوه هجروه أو وضلّلوه بدّعوه أو كفّروه وربما الشرع , وسلم, عليه الله صلى للرسول أندادا ونصبوها السنن لها وأماتوا الرسوم

. . خالفها ما والمنكر وافقها ما عندهم فالمعروف ويعادون عليها يوالون

الملوك من آدم بني من طوائف عليها استولت قد والرسوم األوضاع وهذه . , فيها فربي والعامة والمطوعين والفقراء والصوفية والفقهاء والوالة

من أصحابها عند أعظم هي بل سننا واتخذت الكبير عليها ونشأ الصغير , . وهجر. المصاب بها عّم منقطع بها والمتقيّد محبوس معها والواقف السنن

. والكتاب السنة ألجلها

, وسنة الله كتاب دون بها اقتدى ومن مخذول الله عند فهو بها استنصر من . العبد بين والموانع الحجب أعظم وهذا مقبول غير الله عند فهو الله رسول

. وسلّم عليه الله صلى ورسوله الله الى النفوذ وبين

العوائق[ 91] من

, عن القلب تعوق فانها وباطنها ظاهرها المخالفات أنواع فهي العوائق وأما, : , ومعصية وبدعة شرك أمور ثالثة وهي طريقه عليه وتقطع الله الى سيره

, , وعائق السنة بتحقيق البدعة وعائق التوحيد بتجريد الشرك عائق فيزول . أهبة في يأخذ حتى للعبد تتبين ال العوائق وهذه التوبة بتصحيح المعصية . العوائق هذه له تظهر فحينئذ اآلخرة والدار الله الى بالسير ويتحقق السفر

, ال قاعدا دام فما واال للسفر وتجّرده سيره قوة بحسب له بتعويقها يحسس. وقواطعها كوامنها له تظهر

العالئق[ 92] من

116

Page 117: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الدنيا مالذ من ورسوله الله دون القلب به تعلق ما كل فهي العالئق وأما , هذه قطع الى له سبيل وال بهم والتعلق الناس وصحبة ورئاستها وشهواتها

, عليه فقطعها واال األعلى بالمطلب التعلق بقوة اال ورفضها الثالثة األمور . اال ومحبوبها مألوفها تترك ال النفس فان ممتنع بمطلوبه تعلّقه بدون

. ضعف بمطلوبه تعلقه قوي وكلما منه عندها آثر منه اليها أحب هو لمحبوب . . وذلك فيه الرغبة شدة هو بالمطلوب والتعلق بالعكس وكذا بغيره تعلقه

. سواه ما على وفضله وشرفه به معرفته قدر على

وسلم[ 93] عليه الله صلى الرسول الى الناس حاجة

سبحانه الله الى االفتقار مقام وسلم عليه الله صلى للرسول كمل لما . فأشد الدنيا في اليه حاجتهم أما واآلخرة الدنيا في اليه كلهم الخالئق أحوج

. وأما أبدانهم حياة به الذي والنفس والشراب الكعام الى حاجتهم منيريحوهم حتى الله الى بالرسل يستشفعون فانهم اآلخرة في اليه حاجتهم

, . يستفتح الذي وهو لهم فيشفع الشفاعة عن يتأخر فكلهم مقامهم ضيق من . عن مالك بن أنس عن حديث االيمان كتاب مسلم صحيح في الجنة باب لهم: ": الخازن فيقول فأستفتح القيامة يوم الجنة باب آتي قال أنه الله رسول

" : . , قبلك ألحد أفتح ال أمرت لك فيقول محمد فأقول أ،ت رقم)188\1من333.)

والفالح[ 94] السعادة عالمات من

تواضعه في زيد علمه في زيد كلما العبد أن والفالح السعادة عالمات من . عمره. في زيد وكلما وحذره خوفه في زيد عمله في زيد وكلما ورحمته

. . في زيد وكلما وبذله سخائه في زيد ماله في زيد وكلما حرصه من نقص. لهم والتواضع حوائجهم وقضاء الناس من قربه في زيد وجاهه قدره

, في زيد وكلما وتيهه كبره في زيد علمه في زيد كلما أنه الشقاوة وعالمات , قدره في زيد وكلما بنفسه ظنه وحسن للناس واحتقاره فخره في زيد عمل

. بها يبتلي وامتحان الله من ابتالء األمور وهذه وتيهه كبره في زيد وجاهه. أقوام بها ويشقى أقوام بها فيسعد عباده

. , والمال والسلطان كالملك وابتالء امتحان الكرامات وكذلك

{: ربي فضل من هذا بلقيس عرش رأى لما سليمان نبيه عن تعالى قال } النمل أكفر أم أأشكر بها. 40ليبلوني يظهر وامتحان الله من ابتالء فالنعم

, . يبتلي فهو سبحانه منه بلوى المحن أن كما الكفور وكفر الشكور شكر {: , فأكرمه ربه ابتاله ما اذا االنسان فأّما تعال قال بالمصائب يبتلي كما بالنعمربي * فيقول رزقه عليه فقدر ابتاله ما اذا وأّما أكرمن ربي فيقول ونعّمه

}.. الفجر * كال ونعمته, 17-15أهانن وأكرمته عليه وسعت ما كل ليس أي , ذلك يكون وابتليته رزقه عليه ضيّقت من كل وال له مني اكراما ذلك يكون ( . تعالى الله فان هذا في وال هذا في ال زعم كما األمر ليس أي له مني اهانة

117

Page 118: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, يحب ال ومن يحب من على ويضيق يحب ال ومن يحب من المال يعطيبأن غنيّا كان اذا الحالين من كل في الله طاعة على ذلك في المدار وانما

كثير ابن تفسير يصبرأنظر بأن فقيرا كان وان ذلك على الله (.509\4يشكر

االيمان[ 95] وأساسها درجات األعمال

. فان به االعتناء وشدة واحكامه أساسه بتوثيق فعليه بنيانه علو أراد من . بنيان والدرجات فاألعمال واحكامه األساس توثيق قدر على البنيان علو

. , واذا عليه واعتلى البنيان حمل وثيقا األساس كان ومتى األيمان وأساسها , يرتفع لم وثيق غير األساس كان واذا تداركه سهل البنيان من شيء تهدم . , فالعارف كاد أو البنيان سقط األساس من شيء تهدم واذا يثبت ولم البنيان

, فال أساس غير من البناء في يرفع والجاهل واحكامه األساس تصحيح هّمته {: . الله من تقوى على بنيانه أسس أفمن تعال قال يسقط أن بنيانه يلبثنار في به فانهار هار جرف شفا على بنيانه أسس من أم خير ورضوان

التوبة{ .109جهنّم

, حملت قوية القوة كانت فاذا األنسان لبدن كالقوة األعمال لبناء فاألساس , حملها ضعف ضعيفة القوة كانت واذا اآلفات من كثيرا عنه ودفعت البدن

, أساس قوة على بنيانك فاحمل شيء أسرع اليه اآلفات وكانت للبدنعليك, أسهل تداركه كان وسطحه البناء أعالي من شيء تشعث فاذا االيمان

. األساس خراب من

: . : والثاني وصفاته وأسمائه وأمره بالله المعرفة صحة أمران األساس وهذا , عليه العبد أسس أساس أوثق فهذا سواه ما دون ولرسوله له االنقياد تجريد

, , . ودم, القوة واحفظ األساس فاحكم شاء ما البنيان يعتلي وبحسبه بنيانه, , , المراد بلغت وقد القصد والقصد الخلط بك زاد اذا واستفرغ الحمية على: معدوما واالستفراغ موجودة الفاسدة والمادة ضعيفة القوة دامت فما واال

التوديع بسرعة آذنتك قد فانها الحياة على السالم فاقر

, بسور حطه ثم الناس الى واالحسان الخلق بحسن فبيضه البناء كمل فاذا , , , , ثم أبوابه على الستور أرخ ثم العورة منه تبدو وال عدو يقتحمه ال الحذر من

, من مفتاحا له ركب ثم عاقبته تخشى عما بالسكوت األعظم الباب أقفل , الباب أغلقت وان بالمفتاح فتحت فتحت فان وتغلقه تفتحه به الله ذكر

, به طاف اذا أعدائك من فيه تحصنت حصنا بنيت قد حينئذ فتكون به أغلقته , . فان وقت كل الحصن بناء تعاهد ثم منك فييأس مدخال منه يجد لم العدوبمعاول بعيد من النقوب عليك نقّب الباب من الدخول في يطمع لم اذا العدو

, داخل, في معك العدو فاذا النقب اليك وصل أمره أهملت فان الذنوب: , خالل ثالث على معه وتكون اخراجه عليك فيصعب الحصن

, , , أن واما فيه يساكنك أن واما عليه ويستولي الحصن على يغلبك أم اما , شعث ولم النقب سد الى وتعود مصلحتك تمام عن بمقابلته يشغلك

الحصن.

118

Page 119: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, : على واالغارة الحصن افساد آفات ثالث منه نالك اليك نقبه دخل واذا . , تبتلي تزال فال عورته على جنسه بني من السراق وداللة وذخائره حواصله

الحصن عن فتتخلى عزمك ويوهنوا قواك يضعفوا حتى غارة بعد بغارة منه. وبينه بينهم وتخلي

, برضا ربهم يسخطون تراهم ولهذا العدو هذا مع النفوس أكثر حال وهذه , كسب, ويضيعون نفعا وال ضرا لهم يملك ال مثلهم مخلوق برضا بل أنفسهم , , على ويحرصون لهم يبقى ال بما أنفسهم ويهلكون األموال بكسب الدين

, , ويخالفون عليهم هجمت وقد اآلخرة في ويزهدون عنهم أدبرت وقد الدنيا , , ويذكرون الموت يذكرون وال الحياة على ويتكلون أهوائهم باتباع ربهم

, لهم الله ضمنه بما ويهتمون اليهم الله عهد ما وينسون وحظوظهم شهواتهم , منها حظهم فوات على ويحزنون بالدنيا ويفرحون به أمرهم بما يهتمون وال

بالدرهم فرحهم بااليمان يفرحون وال فيها وما الجنة فوات على يحزنون وال, بمنكرهم, ومعروفهم بضاللهم وهداهم بباطلهم حقهم ويفسدون والدينار

, , حيرة في ويترددون بحرامهم حاللهم ويخلطون بظنونهم ايمانهم ويلبسون . , هذا أن العجب ومن اليهم أهداه الذي الله هدى ويتركون وأفكارهم آبائهم

. بيديه حصنه هدم في الحصن صاحب يستعمل العدو

الكفر[ 96] أركان

. : والشهوة والغضب والحسد الكبر أربعة الكفر أركان

, , يمنعه والغضب وبذلها النصيحة قبول يمنعه والحسد االنقياد يمنعه فالكبر . عليه, سهل الكبر ركن انهدم فاذا للعبادة التفّرغ تمنعه والشهوة العدل , انهدم, واذا وبذله النصح قبول عليه سهل الحسد ركن انهدم واذا االنقياد

, عليه سهل الشهوة ركن انهدم واذا والتواضع العدل عليه سهل الغضب ركن. والعبادة والعفاف الصبر

, وال بها ابتلي عمن األربعة هذه زوال من أيسر أماكنها عن الجبال وزوال , له يستقيم ال فانه ثابتة وصفات وملكات راسخة هيئات صارت اذا سيما . أفسدته العمل في اجتهد وكلما بها قيامها مع نفسه تزكو وال البتة عمل معها

. , أرته القلب في استحكمت واذا منها متولدة اآلفات وكل األربعة هذه عليه , , صورة في والمعروف الباطل صورة في والحق الحق صورة في الباطل

, , , اآلخرة, عنه وبعدت الدنيا منه وقربت المعروف صورة في والمنكر المنكر , , خفته وتكون العذاب يقع وعليها منها ناشئا رأيته األمم كفر تأملت واذا

. أبواب عليه فتح نفسه على فتحها فمن وشدتها خفتها بحسب وشدته, , الشرور أبواب عنه أغلق نفسه على أغلقها ومن وآجال عاجال كلها الشرور

المسلمين ونصيحة الحق وقبول واالنابة والتوبة واالخالص االنقياد تمنع فانها . ولخلقه لله والتواضع

, بصفات ربه عرف لو فانه بنفسه وجهله بربه جهله من األربعة هذه ومنشأ , , يغضب ولم يتكبر لم واآلفات بالنقائص نفسه وعرف الجالل ونعوت الكمال

119

Page 120: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, من نوع الحقيقة في الحسد فانه الله أتاه ما على أحدا يحسد ولم لها , , عنه زوالها ويحب الله أحبها وقد عبده على الله نعمة يكره فانه الله معاداة

, . ولذلك وكراهته ومحبته وقدره قضائه في لله مضاد فهو ذلك الله ويكره . الصفتين هاتين فقلع وحسد كبر عن كان ذنبه ألن حقيقة عدوه ابليس كان , , , بمعرفة الغضب وقلع اليه واالنابة وعنه به والرضا وتوحيده الله بمعرفة

, بالغضب لها ايثار ذلك فان لها وينتقم لها يغضب أن تستحق ال وأنها النفس , أن يعوّدها أن اآلفة هذه به تدفع ما وأعظم وفاطرها خالقها على والرضا

, خرج له والرضا الغضب من شيء دخلها فكلما له وترضى سبحانه له تغضب. , بالعكس وكذا لها والرضا الغضب من مقابله منها

أعظم شهواتها اعطاءها بأن والمعرفة العلم صحة فدواؤها الشهوة وأما , . فكلما اليها اتصالها أسباب أعظم وحميتها منها ومنعها اياها حرمانها أسباب

, عنها أغلقت وكلما اياها حرمانها في ساعيا منت الشهوات باب عليك فتحت. الوجوه أكمل على ايصالها في ساعيا كنت الباب ذلك

, اذا النار مثل والشهوة بأكله بدأ صاحبه أفلته اذا السبع مثل فالغضب , لم فان ملكه الملك منازعة بمنزلة والكبر بحرقه بدأت صاحبها أضرمها

, , يغلب والذي منك أقد هو من معاداة بمنزلة والحسد عنه طردك يهلكك . من يفرق وغضبه شهوته تغلبه ومن ظله من الشيطان يفرق وغضبه شهوته

.) يخاف ) أي خياله

[97) النفع[ ) عظيم فصلوصفاته الله بأسماء الجهال

, خلقه الى الله يبغضون لحقائقها المعطلون وصفاته الله بأسماء الجهال. يعلمون ال حيث من بطاعته اليه والتودد محبته طريق عليهم ويقطعون

: عليها تحتذى أمثلة ذلك من نذكر ونحن

, طاعة معه تنفع ال سبحانه الله أن الضعفاء نفوس في يقررون أنهم فمنها . على ليس العبد وأن وباطنه بظاهره بها وأتى العبد وبالغ زمانها طال وان

, من المتقي المطيع يأخذ أن سبحانه شأنه بل مكروه من أمن وال ثقة. , والمزمار الشرك الى والمسبحة التوحيد ومن الماخور الى المحراب

. صحيحة آثارا ذلك في ويروون الكفر الى الخالص االيمان من قلبه ويقلب, , , التوحيد حقيقة هذا أن ويزعمون المعصوم يقلها لم وباطلة يفهموها لم

} {: األنبياء يفعل عما يسأل وال تعالى قوله ذلك على :23ويتلون وقوله, } األعراف} الخاسرون القوم اال الله مكر يأمن فال الله مكر ,99أفأمنوا

} األنفال:} وقلبه المرء بين يحول الله أن واعلموا ابليس, 24وقوله ويقيمون , في يترك لم وأنه المالئكة طاووس كان وأنه المعرفة هذه على لهم حجة

, , عليه جنى لكن ركعة أو سجدة فيها وله اال بقعة األرض في وال رقعة السماء, , , , شيء أخبث وجعلها الطيبة عينه فقلب الحكم عليه وسطا القدر جاني

: الذي األسد تخاف كما الله تخاف أن ينبغي انك عارفيهم بعض قال حتى . الله صلى النبي بقول ويحتجون اليه أتيته ذنب وال منك جرم بغير عليك يثب ": اال وبينها بينه يكون ما حتى الجنة أهل بعمل ليعمل أحدكم ان وسلم عليه

120

Page 121: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

" بدء, في البخاري فيدخلها النار أهل بعمل فيعمل الكتاب عليه فيسبق ذراعالقدر( 3208رقم )303\6الخلق في .1رقم )2036\4ومسلم مواقع( غير وفي

: من والقنوط الله مكر من األمن الكبائر أكبر السلف بعض عن ويروون. الله رحمة

: اللهم يدعو رجال سمع أنه غيره أو الله عبد بن عون عن أحمد االمام وذكر . : , هذا وبنوا مكرك يأمن ممن تجعلني ال اللهم وقال ذلك فأنكر مكرك تؤمني

, لشيء يفعل فال واألسباب والتعليل الحكمة انكار وهو الباطل أصلهم على , , أعدائه وينعّم العذاب أشد طاعته أهل يعذب أن عليه يجوز وأنه بشيء وال

, , امتناع يعلم وال سواء اليه بالنسبة األمرين وأن الثواب بجزيل معصيته وأهل . بأنه الخبر لوقوع امتناعه يعلم فحينئذ يفعله ال أنه الصادق من بخبر اال ذلك , , , فانه مستحيل نفسه في الظلم فان وظلم باطل نفسه في ألنه ال يكون ال . . فهذا واحد آن في مكانين في الواحد الجسم جعل بمنزلة هو بل ممكن غير

, : . أمر له يستقر ال من قال نفسه الى العالم رجع فاذا عندهم الظلم حقيقة , واتباع طاعته على يعول وكيف اليه؟ بالتقّرب يوثق كيف مكر له يؤمن والوتركنا, اللذات فيها هجرنا فاذا اليسيرة؟ المدة هذه سوى بنا وليس أوامره , يقلب أن منه ثقة غير على ذلك مع وكنا العبادات أثقال وتكلفنا الشهوات

, , , , ويديم فجورا والبر معصية والطاعة شركا والتوحيد كفرا االيمان علينا. , واآلخرة الدنيا في خاسرين كنا العقوبات علينا

, , مروا اذا صاروا نفوسهم في وتخّمر قلوبهم في االعتقاد هذا استحكم فاذا : كتبت ان معلمك لولده يقول جعل انسان بمنزلة اللذات وهجر بالطاعات , وبطلت كسلت وان وعاقبك حجة لك أقام ربما تعصه ولم وتأدبت وأحسنت

, قلب القول بهذا فيودع وكرمك قربك ربما به أمرك ما وتركت وتعطلت , على وعده وال االساءة على المعلم وعيد الى بعده يثق ال ما الصبي

: سلطان, هذا له قال والمناصب للمعامالت وصلح الصبي كبر وان االحسان , المحسن الكيّس ويأخذ أميرا وزيرا فيجعله الحبس من اللص يأخذ بلدنا

, . سلطانه من أوحشه ذلك له قال فاذا ويصلبه ويقتله الحبس في فيخلّده , , يخافه وجعله قلبه من محبته وأزال ووعيده وعد من ثقة غير على وجعله

, , هذا فأفلس بالعذاب والبريء بالعقوبة المحسن يأخذ الذي الظالم مخافة, , يستأنس الخير بفعل فال ضارة أو نافعة األعمال كون اعتقاد من المسكين

, أكثر عباده الى وتبغيضه الله عن تنفير هو وهل يستوحش الشر بفعل والأتوا لما الله عن والتنفير الدين تبغيض على المالحدة اجتهد ولو هذا؟ من

. هذا من بأكثر

, البدع أهل على ويرد والقدر التوحيد يقرر أنه يظن الطريقة هذه وصاحب . , وكتب الجاهل الصديق من ضررا أقل العاقل العدو الله ولعمر الدين وينصر

. سلك فلو القرآن سيما وال ذلك بضد شاهدة كلهم ورسله كلها المنزلة اللهفساد ال صالحا العالم لصلح الناس به ورسوله الله دعا الذي المسلك الدعاة

: بكسبهم, الناس يعمل انما أنه الوفي الصادق وهو أخبر سبحانه فالله معه , بخسا يخاف وال هضما وال ظلما لديه المحسن يخاف وال بأعماللهم ويجازيهم

, , , وال ذرة مثقال العبد على يضيع وال أبدا محسن عمل يضيع وال رهقا وال , كان, وان عظيما أجرا لدنه من ويؤت يضاعفها حسنة تك وان يظلمها

121

Page 122: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. مثلها بالسيئة يجزي وأنه عليه يضيعها وال بها جازاه خردل من مثقالحبة , بالحسنة ويجزي والمصائب والحسنات واالستغفار والندم بالتوبة ويحبطها

. كثيرة أضعاف الى ضعف سبعمائة الى ويضاعفها أمثالها عشر

, المذنبين على وتاب المعرضين بقلوب وأقبل المفسدين أصلح الذي وهو , , , , وذكر المتحيرين وبّصر الجاهلين وعلم الهالكين وأنقذ الضالين وهدى . والعتو, التمرد شدة بعد أوقعه عقابا أوقع واذا الشاردين وآوى الغافلين

, مرة, بعد مرة وحقه بربوبيته واالقرار اليه الرجوع الى العبد ودعوة عليه , , كفره ببعض أخذه ووحدانيته بربوبيته واالقرار استجابته من أيس اذا حتى

, , , يظلمه لم سبحانه بأنه ويعترف نفسه من العبد يعذر بحيث وتمّرده وعتوّه {: , ألصحاب فسحقا بذنبهم فاعترفوا تعالى قال كما لنفسه الظالم هو وأنه

الملك{ , 11السعير وأحسوا, آياته رأوا لما انهم الدنيا في أهلكهم عمن وقالجعلناهم:} * حتى دعواهم تلك زالت فما ظالمين كنا لنا ويلنا يا قلوا بعذابه

} األنبياء خامدين أو, ) 14,15حصيدا الحديقة أصحاب وهم الجنة أصحاب وقاليؤدي لرجل الجنة وكانت القلم سورة في قصتهم القرآن حكى التي البستانبحق وبخلوا خيرها الناس فمنعوا بنيه الى صار مات فلما منها تعالى الله حق

. القرآن ألحكام الجامع الله فأهلكها فيها كثير, 156\18الله ابن \4وتفسير406} {: القلم( ظالمين كنا انا ربنا سبحان قالوا رأوها لما عليهم أفسدها التي29 : عليه, وجدوا ما قلوبهم لفي حمده واّن النار دخلوا لقد الحسن وقال

{: . لله والحمد ظلموا الذين القوم دابر فقطع تعالى قال ولهذا سبيال وال حجة } األنعام العالمين .45رب

على محمودا سبحانه كونه دابرهم قطع أي الحال موضع في الجملة فهذه , الرب, عليه يحمد واهالك قطع فهو لحمده مصاحبا قطعا دابرهم فقطع ذلكبه يليق ال الذي موضعها في العقوبة ووضعه وعدله حكمته لكمال تعالى

: اال. العقوبة تليق ال الحال علم من يقول الذي الموقع في فوضعها غيرها . , بين الحكم عن اخباره عقيب قال ولهذا العقوبة اال به يليق وال المحل بهذا {: , بينهم, قضي النار الى الشقاء وأهل الخنة الى السعادة أهل ومصير عباده

} الزمر العالمين رب لله الحمد وقيل اشعارا, 75بالحق القول فاعل فحذف } {: من شاهدوا لما العالمين رب لله الحمد قال كله الكون وأن بالعموم

{: . أبواب ادخلوا قيل النار أهل حق في قال ولهذا وفضله وعدله الحق حكمةالزمر{ وأرواحهم, 72جهنم أعضاءهم تقوله حتى ذلك يقول كله الكون كأن

, وال أولياءه نّجى أعداءه أهلك اذا أنه يخبر سبحانه وهو وسماؤهم وأرضهم. المشيئة بمحض بالهالك يعمهم

, اني يقل ولم وكفره أعماله بسوء يغرقه أنه أخبره ابنه نجاة نوح سأله ولما . زيادة سبحانه ضمن وقد ذنب وال سبب بال وارادتي مشيئتي بمحض أغرقه

. سعيهم ويبطل يضلهم أنه يخبر ولم سبيله في للمجاهدين الهداية

, يضل ال أنه وأخبر رضوانه يتبعون الذين للكتقين الهداية زيادة ضمن وكذلك , آثر من يضل انما وأنه ميثاقه بعد من عهده ينقضون الذين الفاسقيت اال

, , قلب يقلب وانه وقلبه سمعه على حينئذ فيطبع الهدى على واختاره الضالل , , وبصره فؤاده فيقلب وردّه ودفعه به يؤمن ولم جاءه اذا بهداه يرض لم من

122

Page 123: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, تلك في علم لو سبحانه وأنه وعرفه تحققه لما ودفعه رده على له عقوبة , ال ولكنها وهداها ألفهمها خيرا والشقاء بالضالل عليها حكم التي المحال

. كرامته بها تليق وال لنعمته تصلح

, , , ال وأنه الهداية أسباب من ومكّن الحجج وأقام العلل سبحانه أزاح وقد , , وال المعتدين قلوب على اال يطبع وال الظالمين الضالين الفاسقين اال يضل

, قلوب به غطى الذي الرين وأن بكسبهم المنافقين اال الفتنة في يركس {: كانوا ما قلوبهم على ران بل كال قال كما وأعمالهم كسبهم عين هو الكفار

المطففين{ :} 14يكسبون بل, غلف قلوبنا وقولهم اليهود أعدائه عن وقال } النساء بكفرهم عليها الله يتبين, 155طبع حتى هداه من يضل ال أنه وأخبر

, على والغي الهدى على الضالل طبيعة وسوء لشقوته فيختار يتقى ما له. عليه, ربه وعدو وشيطانه نفسه مع ويكون الرشاد

, , ورسله بأوليائه للماكرين مجازاته فهو نفسه به وصف الذي المكر وأما , , ومنه شيء أقبح منهم المكر فيكون الحسن بمكره السيء مكرهم فيقابل

. مخادعة على جزاء منه المخادعة وكذلك ومجازاة عدل ألنه شيء أحسن. , والمكر المخادعة تلك من أحسن فال وأوليائه رسله

ذراع اال وبينها بينه يكون ما حتى الجنة أهل بعمل يعمل الرجل كون وأما , , عمال كان ولو للناس يظهر فيما الجنة أهل عمل فان الكتاب عليه فيسبق

. عليه يبطله ولم ورضيه الله أحبه قد للجنة مقبوال صالحا

: , " ": كان لما فيقال التأويل هذا على يشكل ذراع اال وبينها بينه يبق لم وقوله , كان بل له يتم حتى عمله على العامل هذا يصبر لم وخاتمته بآخره العمل

, , الداهية اآلفة تلك فخانته عمره آخر في بها خذل ونكتة كامنة آفة فيه , , يكن لم ولو عملها وعملت موجبها الى فرجع الحاجة وقت في الباطنة

, بغير واخالصه فيه صدقه مع أورده لقد ايمانه الله يقلب لم وآفة غش هناك , يعلمه ال ما العباد سائر من يعلم والله عليه افساده يقتضي منه سبب

. بعض من بعضهم

} {: : تعلمون ال ما أعلم اني للمالئكة قال سبحانه الله فان ابليس شأن وأماوالكبر, 30البقرة الكفر من ابليس قلب في ما يعلم كان تعالى فالرب

, , من قلوبهم في ما ظهر بالسجود أمروا فلما المالئكة يعلمه ال ما والحسد , , قلب في ما وظهر االمتثال الى فبادروا واالنقياد والخشية والمحبة الطاعة

. , , الكافرين من وكان واستكبر فأبى والحسد والغش الكبر من عدوه

, بذنوبهم يخذلهم أن يخافون فانهم فحق مكره من أوليائه خوف وأما, , لرحمته ورجاؤهم ذنوبهم من فخوفهم الشقاء الى فيصيرون وخطاياهم

} األعراف:} الله مكر أفأمنوا .99وقوله والكفار, الفجار حق هو انما

: اال بمكره السيئات مكر على له الله مقابلة ويأمن يعصي فال اآلية ومعنى . عنهم يؤخر أن مكره من بالله العارفون يخافه والذي الخاسرون القوم

123

Page 124: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , العذاب فيجيئهم بالذنوب فيأنسوا اغترار نوع منهم فيحصل األفعال عذاب. وفترة غّرة على

: عن تخلوا اذا عنهم فيتخلى ذكره وينسوا عنه يغفلوا أن وهو آخر وأمر. , عنهم تخليه بهم مكره فيكون والفتنة البالء اليهم فيسرع وطاعته ذكره

, : فيأتيهم نفوسهم من يعلمونه ال ما وعيوبهم ذنوبهم من يعلم أن آخر وأمر. يشعرون ال حيث من المكر

, , : وذلك به فيفتنون عليه لهم صبر ال بما ويبتليهم يمتحنهم أن آخر وأمرمكر.

األعمال[ 98] فروعها القلب في شجرة والسنة التوحيد

, , , , أوراقها والساعات أغصانها واأليام فروعها والشهور شجرة السنة , , . ومن طيبة شجرته فثمرة طاعة في أنفاسه كانت فمن ثمرها واألنفاس , . الجذاذ فعند المعاد يوم الجذاذ يكون وانما حنظل فثمرته معصية في كانت

. مّرها من الثمار حلو يتبين

, , طيب وثمرها األعمال فروعها القلب في شجرة والتوحيد واالخالص . مقطوعة ال الجنة ثمار أن وكما اآلخرة في المقيم والنعيم الدنيا في الحياة

. , والكذب والشرك كذلك الدنيا في واالخالص التوحيد فثمرة ممنوعة وال , وضيق والغم والهمم الخوف الدنيا في ثمرها القلب في شجرة والرياء

, ذكر وقد المقيم والعذاب الزقّوم اآلخرة في وثمرها القلب وظلمة الصدر. ابراهيم سورة في الشجرتين هاتين الله

, عهده أخذ فاذا ومالكه خالقه اليه عهده الذي عهده أعطى العبد بلغ اذا , , يصلح التي والمناصب للمراتب صلح فيه ما تنفيذ على وعزم وقبول بقوة

: , , أهّلت قد وقال وانتخاها العهد أخذ عند نفسه هز فاذا بعهودهم الموفون لها , فهم على أوال فحرص مني؟ وتنفيذه وفهمه بقبوله أولى فمن ربي لعهد

, في ما امتثال على نفسه وطّن ثم له سيده وصايا ومعرفة وتدبره عهده , , العهد, حقيقة بقلبه فأبصر عهده تضّمن حسبما وتنفيذه به والعمل عهده

, , وقت فيها كان التي العزيمة غير وعزيمة أخرى همة فاستحدث تضمنه وما , للعادة, واالنقياد الصبا غرة ظلمة من فاستقال العهد وصول قبل الصبا

, فأدرك, اليقين نةر الى الظلمة ستر وهتك الهمة شرف على وصبر والمنشأ. فضله من له الله وهبه ما اجتهاده وصدق صبره بقدر

. , فاذا األذن تعيه ما يعقل وقلب واعية أذن له تكون أن سعادته مراتب فأول , , , الناس أكثر ورأى األعالم تلك عليها ورأى الجادة له واستبانت وعقل سمع , كان الذين المنحرفين مع ينحرف ولم فلزمها وشماال يمينا عنها منحرفين

, , وال بقوة يأخذوه ولم بكره قبلوه أو العهد قبول عدم انحرافهم سبب , , , بل, وصاياه وتنفيذ فيه بما والعمل وتدبره بفهمه أنفسهم حدثوا وال عزيمة

, اآلباء عليه ألفوا وما العادة ودين الصبا ضراوة ومعهم العهد عليهم عرض

124

Page 125: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, وسلفه, آباءه عليه وجد بما مكتف هو من تلقي العهد فتلقوا واألمهات , كأن حتى به والعمل العهد فهم على وقلبه همه يجمع من تكفي ال وعادته , : , يتلق لم فاذا بموجبه اعمل ثم فيه ما تأمل له وقيل وحده أتاه العهد ذلك

, أهله عادة عليه استمرت وما القرابة سيرة الى أخلد التلقي هذا عهده , ومن سلفه عليه ما الى أخلد همته علت فان بلده وأهل وجيرانه وأصحابه , دينه يكون أن لنفسه فرضي وفهمه العهد تدبر الى التفات غير من تقدمه

. العادة دين

, والحمية بالعصبية رماه وعزيمته همته مبلغ هذا ورأى الشيطان شامه فاذا , , في الهدى له ومثل باطل خالفه وما الحق هو هذا أن له وزيّن وسلفه لآلباء

, , التي والحمية العصبية بتلك الهدى صورة في والضالل الضالل صورة , , , وعليه لهم ما له وقومه عشيرته مع يكون أن فرضاه علم غير على أسست

, , يخالف هدى كل جاءه فلو تولّى ما الله وواله الهدى عن فخذل عليهم ما . وأشرف ذلك من أعلى همته كانت واذا ضاللة اال يره لم وعشيرته قومه

, , العهد لصاحب أن وعلم وتدبره وفهمه عهده حفظ على أقبل أعلى وقدره , , قد فوجده نفسه العهد من بمعرفته نفسه فأخذ غيره كشأ، ليس شأنا

, ذلك من فعرف وأحكامه وأفعاله وأسماءه وصفاته نفسه وعرفه اليه تعرف , , , فقير سواه ما وكل سواه ما كل عن غنيا لغيره مقيما بنفسه قيوما العهد

, , , ويغضب, ويرضى ويسمع يرى خلقه جميع فوق عرشه على مستو اليه , , , , يرسل ناه آمر متكلم عرشه فوق وهو مملكته أمر ويدبر ويبغض ويحب

, قائم وأنه خلقه من يشاء من يسمعه الذي بكالمه مملكته أقطار الى رسله, , , محسن, جواد شكور غفور حليم وأ،ه واالساءة باالحسان مجاز بالقسط

. , , له مثل ال وأنه ونقص عيب كل عن منّزه كمال بكل موصوف

, , مضادة غير بمشيئته مقاديره يقدّر وكيف مملكته تدبير في حكمته ويشهد , , منهما كل فصدق والفطرة والشرع العقل عنده وتظاهر وحكمته لعدله

حقائق, من كتابه في نفسه به وصف ما سبحانه الله عن وفهم صاحبيه , , , الى تعرف وبها وحقق أثبت ولها نطق وبها الكتاب بها نزل التي أسمائه

. , الفطر, به وشهدت العقول به أقّرت حتى عباده

, , قلبه على أنوارها أشرقت العهد صاحب صفات وتيقن بقلبه عرف فاذا, , , بها وارتباطهما واألمر بالخلق تعلقها حينئذ فرأى كالمعاينة له فصارت

, في تصرفها ورأى الروحي والعالم الحسي العالم في آثارها وسريان , , , بقلبه, فشهد ومنعت وأعطت وأبعدت وقّربت وخّصت عّمت كيف الخالئق

, بلزوم االيمان له واجتمع ورحمته وفضله وقسطه سبحانه عدله مواقع , , , علوّه, ونهاية وحكمته عدله كمال مع قدرته وكمال أقضيته نفوذ مع حجته

, , , وبطشه وكبريائه وجالله وعظمته ومعيّته احاطته مع خلقه جميع على , الحجة, لزوم ورأى وحلمه وعفوه وجوده ولطفه وبره رحمته مع وانتقامه

. الصفات اصطحاب وكيف عنها لمخلوق خروج ال التي المقادير قهر مع , على, وغاية نهاية هي التي الحمة وانعطاف لبعض بعضها وشهادة وتوافقها

, . الى ومبادئها اصولها الى فروعها ورجوع وبداية أول هي التي المقادير , وفق, على القضايا وتأسيس الحكمة مبادىء يشاهد كأنه حتى غاياتها

, اال ذلك عن قضية تخرج ال واالحسان والرحمة والمصلحة والعدل الحكمة

125

Page 126: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , عدله وظهور العباد بين الفصل يوم األحكام وانفصال األكوان انقضاء, , وجنّها, انسها الخليقة لجميع عنه به أخبرت وما رسله وصدق وحكمته

. وكافرها مؤمنها

يعرفونه يكونوا لم ما للخلق كماله ونعوت جالله صفات من يتبين وحينئذ , صفات من يومئذ عليه يثني الدنيا في به خلقه أعرف ان حتى ذلك قبل , لخلقه ذلك يظهر وكما الدنيا في يحسنه يكن لم ما جالله ونعوت كماله

, , وانقطع الضالّون وضّل الزائغون بها زاغ التي األسباب لهم تظهرفي, بها والعلم الصفات بحقائق يومئذ العلم بين الفرق فيكون المنقطعون

. ذلك من أعظم ومشاهدتهما والنار بالجنة العلم بين كالفرق الدنيا

النبوة لوجود وصفاته أسماؤه اقتضت كيف العهد من يفهم وكذلك , األوامر من تضّمنته كا اقتضت وكيف سدى خلقه يترك ال وأن والشرائع

, من, ذلك وأن والمعاد والعقاب الثواب وقوع اقتضت وكيف والنواهي , , ويرى ذلك انكار من أعداؤه زعم عما ينّزه بحيث وصفاته أسمائه موجبات

, , , ويرى ذرة مقال عنها يشذّ ال حتى الكائنات بجميع واحاطتها القدرة شمول , واألرض السموات تفسد فكانت العالم هذا لفسد آخر اله معه كان لو أنه

. فيهن ومن

, ولم بأسره العالم هذا لتدكدك الموت أو النوم عليه جاز لو سبحانه وأنه . جميع بهما تعبّد الذين وااليمان االسالم ذلك مع ويرى عين طرفة يثبت

, والعقاب, الثواب اقتضيا وكيف المقدسة الصفات من انبعاثهما كيف عباده . جحد لمن والتزامه العهد هذا قبول يستقيم ال أنه ذلك مع ويرى وآجال عاجال

, قبوله, يستقيم ال كما وعهوده بكتبه وتكلمه خلقه على علوه وأنكر صفاته , الذين هم هؤالء وأن وقدرته وارادته وحياه وبصره سمعه حقيقة أنكر لمن

, , وبالله فيه ما بجميع يقبله لم منهم قبله من وأن قبوله وأبوا عهده ردواالتوفيق.

السماء[ 99] ملكوت من وروحه األرض من آدم بدن خلق

. , فاذا بينهما وقرن السماء ملكوت من وروحه األرض من آدم بدن خلق , , الى فتاقت وراحة خفة روحه وجدت الخدمة في وأقامه وأسهره بدنه أجاع

. , ونعّمه أشبعه واذا العلوي عالمها الى واشتاقت منه خلقت الذي الموضع, , منه خلق الذي الموضع الى البدن أخلد وراحته بخدمته واشتغل ونومه

, , الستغاثت السجن ألفت أنها فلوال السجن في فصارت معه الروح فانجذبتيستغيث كما منه خلقت الذي عالمها عن وانقطاعها مفرقتها ألم من

المعذّب.

. , , العلوي عالمها وطلبت وخفت الروح لطفت البدن خف فكلما وبالجملة

عالمها من وهبطت الروح ثقلت والراحة الشهوات الى وأخلد ثقل وكلما, , عندك وبدنه األعلى الرفيق في روحه الرجل فترى سفليّة أرضية وصارت

, وآخر العرش تجولحول المنهى سدرة عند وروحه فراشه على نائما فيكون

126

Page 127: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. فاذا السفليات حول تجول السفل في وروحه ببدنه الخدمة في واقف , , األعلى الرفيق فعند األدنى أو األعلى برفيقها التحقت البدن الروح فارقت

, , , , الرفيق وعند طيبة وحياة ولذة وبهجة وسرور نعيم وكل عين قّرة كل{: , , , , تعالى قال ضنك ومعيشة نكدة وحياة وحزن وضيق وغم هم كل األسفل

طه { ضنكا معيشة له فان ذكري عن أعرض .124ومن

. , به والعمل تدبره ترك عنه واألعراض رسوله على أنزله الذي كالمه فذكره , , ابن قاله القبر أنهاعذاب التفسير في جاء ما فأكثر الضنك والمعيشة

. . مرفوع حديث وفيه عباس وابن الخدري سعيد وأبو هريرة وأبو مسعود : الله) رسول قال قال الخدري سعيد أبي عن تفسيره في كثير ابن ذكره

": } {: قال ضنكا معيشة له فان وجل عز الله قول في وسلم عليه الله صلى ." كثير ابن تفسير له القبر .169\3ضّمة

: , , : يقال ضنك فهو ضاق ما وكل والشدة الضيق اللغة في الضنك وأصل , , على التوسيع مقابلة في الضنك المعيشة فهذه ضنك وعيش ضنك منزل . عليها وسعت كلما النفس فان والراحة واللذات بالشهوات والبدن النفس

, وسعت عليها ضيّقت وكلما ضنكا معيشة تعيش حتى القلب على ضيّقت . التقوى بموجب الدنيا في المعيشة فضنك وينفسح ينشرح حتى القلب على

, في ضنكها الهوى بحكم الدنيا في المعيشة وسعة واآلخرة البرزخ في سعتها. , وأدومها وأطيبهما المعيشتين أحسن فآثر واآلخرة البرزخ

, الروح نعيم فان البدن بنعيم الروح تشق وال الروح بنعيم البدن فأشق. , , المستعان والله وأهون أقصر وشقاءه البدن ونعيم وأعظم أدوم وشقاءها

, ولكن تركها على يقدرون ال فانهم الدنيا بترك الناس يأمر ال العارف , , وترك فضيلة الدنيا فترك دنياهم على اقامتهم مع الذنوب بترك يأمرهم

! . صعب فان بالفريضة يقم لم من بالفضيلة يؤمر فكيف فريضة الذنوب , واحسانه وانعامه آالئه بذكر اليهم الله تحبب أن فاجتهد الذنوب ترك عليهم

. , تعلقت فاذا محبته على مفطورة القلوب فان جالله ونعوت كماله وصفات , , , يحي قال وقد منها واالستقالل عليها واالصرار الذنوب ترك عليك هان بحبه

." ": لها الجاهل ترك من خير لدنيا العاقل طلب معاذ بن

, , والزاهد االجابة عليهم فتسهل دنياهم من الله الى الناس يدعو العارف . , الثدي عن الفطام فان االجابة عليهم فتشق الدنيا بترك الله الى يدعوهم

, من تخير ولكن شديد منه يرتضع وهو اال نفسه االنسان عقل ما الذي , , ورضاع المرتضع طبيعة في تأثيرا للبن فان وأفضلهن أزكاهن المرضعات

, . فان المجاعة من كان ما الرضاعة وأنفع الولد بحمق يعود الحمقى المرأة. , يقتل ما البشم من فان بقدر فارتضع واال الفطام مرارة على قويت

العافية[ 100] مع ورعايتها الضر مع الحقوق رعاية

{: اذا آمنوا الذين أيها يا قرنه مالق وهو يذكرني الذي عبدي كل عبدي ان } األنفال تفلحون لعلكم كثيرا الله واذكروا فاثبتوا فئة العجب. 45لقيتم ليس

127

Page 128: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, تعتوره سقيم ضعيف من العجب انما الخدمة مع واقف فارغ صحيح من , , يقدر, بما متخلف غير الخدمة في وقلبه األحوال عليه وتختلف األشغال

عليه.

نوعان[ 101] تعالى الله معرفة

, , , : والفاجر البر الناس فيها اشترك التي وهي واقرار معرفة األول النوع. والعاصي والمطيع

, , , : والشوق به القلب وتعلق له والمحبة منه الحياء توجب معرفة الثاني النوع . , , , , وهذه اليه الخلق من والفرار به واألنس اليه واالنابة وخشيته لقائه الى

, اال يحصيه ال فيما وتفاوتهم القوم لسان على الجارية الخاصة المعرفة هي , , وكل سواهم عن أخفاه ما معرفته من لقلوبهم وكشف بنفسه عرفهم الذي

. أعرف قال وقد منها له كشف وما مقامه بحسب المعرفة هذه الى أشار " , ": في مسلم نفسك على أثنيت كما أنت عليك ثناء أحصي ال به الخلق

محامده. 222رقم 352\1الصالة من القيامة يوم عليه يفتح سبحانه انه وأخبر. اآلن يحسنه ال بما

, : كلها القرآن آيات في والتأّمل التفكّر باب واسعان بابان المعرفة ولهذه : . التفكّر الثاني والباب وسلم عليه الله صلى ورسوله الله عن الخاص والفهم

, , , , وعدله واحسانه ولطفه وقدرته فيها حكمته وتأمل المشهودة آياته في, : . الحسنى أسمائه معاني في الفقه ذلك وجماع خلقه على بالقسط وقيامه

, , , في فقيها فيكون واألمر بالخلق وتعلّقها بذلك وتفّرده وكمالها وجاللها , , , فقيها وصفاته أسمائه في فقيها وقدره قضائه في فقيها ونواهيه أوامره

{: , يؤتيه الله فضل ذلك و القدري الكوني والحكم الشرعي الديني الحكم في } الحديد العظيم الفضل ذو والله يشاء .21من

الكسب[ 102] أنواع

, , : خير فذاك الله حق في وأخرج الله بطاعة اكتسب درهم أربعة الدراهم , , شر, فذاك الله معصية في وأخرج بمعصية اكتسب ودرهم الدراهم

, , كذلك, فهو مسلم أذى في وأخرج مسلم أذى في اكتسب ودرهم الدراهم. , عليه وال له ال فذاك شهوة في وأنفق بمباح اكتسب ودرهم

: بحق اكتسب درهم منها أخر دراهم عليها ويتفّرع الدراهم أصول هذه, , كفّارته فانفاقه حق في وأنفق بباطل اكتسب ودرهم باطل في وأنفق

. الله طاعة في ينفق أن فكّفارته شبهة من اكتسب ودرهم

يتعلق فكذلك الدرهم باخراج والذم والمدح والعقاب الثواب يتعلق وكماوفيما. اكتسبه أين من ومصروفه مستخرجه عن يسأل وكذلك باكتسابه

أنفقه.

وأنواعها[ 103] المؤمن مواساة

128

Page 129: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , : ومواساة بالجاه ومواساة بالمال مواساة أنواع للمؤمنين المواساة , , واالستغفار بالدعاء ومواساة واالرشاد بالنصيحة ومواساة والخدمة بالبدن

. . فكلما, المواساة هذه تكون االيمان قدر وعلى لهم بالتوجع ومواساة لهم , , صلى الله رسول وكان قويت قوى وكلما المواساة ضعفت االيمان ضعف

, المواساة من فألتباعه كله بذلك ألصحابه مواساة أعظم وسلم عليه الله. له اتباعهم بحسب

, ينتفض وهو تجرد وقد البرد شديد يوم في الحافي بشر على ودخلوا : ما: لي وليس وبردهم الفقراء ذكرت فقال نصر؟ أبا يا هذا ما فقالوا

. بردهم, في أواسيهم أن فأحببت أواسيهم

التعب[ 104] يورث بالطريق الجهل

, القليلة الفائدة مع الكثير التعب يوجب والمقصود وآفاتها بالطريق الجهل , الجوارح عمل في أو الفرض اضاعة مع نافلة في يجتهد أن اما صاحبه فان

, , همة أو باالقتداء يتقيد لم والظاهر بالباطن عمل أو القلب عمل يواطئه لم , آفاته من يحترز لم عمل أو المقصود مالحظة الى صاحبها ترق لم عمل الى

, , , فلم المنّة مشاهدة عن فيه غفل عمل أ وبعده العمل حال له المفسدة , , بعده فيقوم فيه تقصيره يشهد لم عمل أو فيه النفس مشاركة عن يتجّرد

, , وهويظن واالحسان النصح من حقه يوفّه لم عمل أو االعتذارمنه مقام في . , , الموفّق والله التعب كثرة مع الثمرة ينقض مما كله فهذا وفّاه أنّه

والقواطع[ 105] الخوادع من يكتنفها وما تعالى الله الى الرحلة

, الخوادع له عرضت وارادته تعالى الله الى السفر على العبد عزم اذا, , والمالبس, والمناكح والمالذ والرئاسات بالشهوات أوال فيتخدع والقواطع

, ابتلي طلبه في وصدق معها يقف ولم رفضها وان انقطع معها وقف فان , , ,) ( واالشارة المجلس في له والتوسعة يده وتقبيل األتباع كثير عقبه بوطء

. , , وكان الله عن به انقطع معه وقف فان ذلك ونحو بركته ورجاء بالدعاء اليه , , وقف فان والكشوفات بالكرامات ابتلي معه يقف ولم قطعه وان منه حظه

, بالتجريد ابتلي معها يقف لم وان حظّه وكانت الله عن بها انقطع معها . ذلك مع وقف فان الدنيا من والفراغ الةحدة وعزة الجمعية ولذة والتخلي

, , , منه الله مراد الى ناظرا وسار معه يقف لم وان المقصود عن به انقطع , كانت أين ومراضيه محابه على الموقوف عبده يكون بحيث منه يحبه وما , , , عزلته أو الناس الى أخرجته تألّم أو تنعّم استراح أو بها تعب كانت وكيف , ينفذ, أمره مع واقف ووليه سيده له يختاره ما غير لنفسه يختار ال عنهم

, مرضاة على ولذتها راحتها يقدم أن عليه أهون عنده ونفسه االمكان بحسب , . شيء سيده عن يقطعه ولم ونفذ وصل قد الذي العبد هو فهذا وأمره سيده

. التوفيق, وبالله البتة

129

Page 130: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

وأنواعها[ 106] تعالى الله نعم

, , : هو ونعمة يرجوها منتظرة ونعمة العبد بها يعلم حاصلة نعمة ثالثة النعم , الحاضرة نعمته عّرفه عبده على نعمته اتمام الله أراد فاذا بها يشعر ال فيها

, , وتقيّد بالمعصية تشرد فانها تشرد ال حتى به يقيّدها قيدا شكره من وأعطاه , تسدها. الي بالطرق وبّصره المنتظرة النعمة يستجلب لعمل ووفقه بالشكر

, . , الوجوه أتم على اليه وافت قد بها واذا الجتنابها ووفقه طريقها وتقطع. بها يشعر وال فيها هو التي النعم وعّرفه

, عليك الله ثبّت المؤمنين أمير يا فقال الرشيد على دخل أعرابيا أن ويحكى , بحسن ترجوها التي النعم لك وحقق شكرها بادامة فيها أنت التي النعم

. , لتشكرها تعرفها وال فيها أنت التي النعم وعّرفك طاعته ودوام به الظن. : تقسيمه أحسن ما وقال منه ذلك فأعجبه

) جليلة) قاعدةنظري علم كل مبدأ واألفكار الخواطر

, توجب فانها واألفكار الخواطر هو اختياري وعمل نظري علم كل مبدأ, , الفعل, وقوع تقتضي واالرادات االرادات الى تدعو والتصورات التصورات, . واألفكار الخواطر بصالح المراتب هذه فصالح العادة تعطي تكراره وكثرة

. صاعدة والهها لوليها مراقبة تكون بأن الخواطر فصالح بفسادها وفسادها , , كل, عنده ومن صالح كل به سبحانه فانه ومحابه مرضاته على دائرة اليه

. , وشقاء, ضالل كل عنه واعراضه تولّيه ومن رشد كل توفيقه ومن هدى , ونعمه آالئه في فكرته عين اثبات بقدر ورشد وهدى خير بكل العبد فيظفر

, , , مشاهدا, معه حاضرا اياه وانزاله عبوديته وطرق معرفته وطرق وتوحيده , , فحينئذ, وهّمه وارادته خواطره على مطّلعا عليه رقيبا اليه ناظرا له

, مخلوق عليها يطلع أن يكره عورة على منه يطلعه أن ويجله منه يستحيي. عليه, يمقته خاطرا نفسه في يرى أو مثله

, , ووااله واجتباه وأكرمه منه وقّربه رفعه منه المنزلة هذه ربه أنزل فمتى. الدنيئة واألفكار الرديئة والخواطر والدناءات األوساخ عنه يبعد ذلك وبقدر

, واألقذار والدناءات األوساخ من قرب عنه وأعرض منه بعد كلما أنه كما . النقائص بجميع ويتصل الكماالت جميع عنه ويقطع

, , , ونواهيه أوامره والتزم بارئه من تقّرب اذا المخلوقات خير فاالنسان . , يتحرك ولم عنه تباعد اذا المخلوقات وشّر هواه على وآثره بمرضاته وعمل

, . على وآثره اليه التقّرب اختار فمتى مرضاته وابتغاء وطاعته لقربه قلبه , , وحكّم وشيطانه نفسه على وايمانه وعقله قلبه حكّم فقد وهواه نفسه

. , نفسه حكم فقد منه التباعد اختار ومتى هواه على وهداه غيّه على رشده. ورشده وقلبه عقله على وشيطانه وهواه

130

Page 131: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, الفكر فيأخذها الفكر الى متعلقاتها تؤدي والوساوس الخطرات أن واعلم , . االرادة فتأخذها االرادة الى فيؤديها الذكر فيأخذها التذكر الى فيؤديها

, , مبادئها من فّردها عادة فتصير فتستحكم والعمل الجوارح الى فتؤديها , . ان اال النفس هجوم عليه تهجم فانها وتمامها قوتها بعد قطعها من أسهل , , , وعلى له ومساكنته به ورضاه أحسنها قبول على تعينه والعقل االيمان قوة

: , , يا عليهم الله رضوان الصحابة قال كما منه ونفرته له وكراهته أقبحها دفع , أحب حممة يصير حتى يحترق ألن ما نفسه في يجد أحدنا ان الله رسول " : , : " ": , صريح ذاك قال نعم قالوا وجدتموه؟ أوقد فقال به يتكلم أن من اليه

االيمان" في مسلم رد. " 209رقم 119\1االيمان الذي لله الحمد لفظ وفي ." الوسوسة رد باب األدب في داود أبو الوسوسة الى رقم 330 329\4كيده

5112.

: . : : وجوده أن والثاني االيمان صريح وكراهته رده أن أحدهما قوالن وفيه , النفس في ألقاه انما فانه االيمان صريح النفس في له الشيطان والقاء

. به وازالته االيمان لمعارضة طلبا

بد وال تسكن ال التي الدائرة بالرحى شبيهة النفس سبحانه الله خلق وقد , , أو تراب فيها وضع وان طحنته حب فيها وضع فان تطحنه شيء من لها . الحب بمنزلة هي النفس في تجول التي والخواطر فاألفكار طحنته حصى

, , شيء من بد ال بل قط معطلة الرحى تلك تبقى وال الرحى في يوضع الذي , نفسه به ينفع دقيقا يخرج حبا رحاه تطحن من الناس فمن فيها يوضع

, تاعجن, وقت جاء فاذا ذلك ونحو وتبنا وحصى رمال يطحن وأكثرهم وغيره. طحينه حقيقة له تبيّن والخبز

, فكرا صار قبلته وان بعده ما عنك اندفع عليك الوارد الخاطر دفعت فاذا , قان, الجوارح استخدام على والفكر هي فتساعد االرادة فاستخدم جوّاال

. , المراد جهة وتوجههوالى والشهوة بالتمني القلب الى رجعا استخدامها تعذّر , األفكار واصالح األفكار اصالح من أسهل الخواطر اصالح أن المعلوم ومن

, , العمل فساد تدارك من أسهل االرادات واصالح االرادات اصالح من أسهل . فيما بالفكر نفسك تشغل أن الدواء فأنفع العوائد قطع من أسهل وتداركه

, , ال فيما فكّر ومن شر كل باب يعني ال ما في فالفكر يعنيك ال ما دون يعنيك, , فيه, له منفعة ال ما بما له األشياء أنفع عن واشتغل يعنيه ما فاته يعنيه

, , هذه فان نفسك من باصالحه شيء أحق والهمة واالرادة والخواطر فالفكرال الذي ومعبودك الهك من بها تقرب أو بها تبتعد التي وحقيقتك خاصتك

, وسخطه عنه بعدك في الشقاء وكل عنك ورضاه قربه في اال لك سعادةسائر, في يكن لم خسيسا دنيئا فكره ومجاالت خواطره في كان ومن عليك

. كذلك اال أمره

, عليك يفسدها فانه واراداتك أفكارك بيت من الشيطان تمكّن أ، وايّاك , , ويحول المضّرة واألفكار الوساوس أنواع اليك ويلقي تداركه يصعب فسدا

, , قلبك من بتمكينه نفسك على أعنته الذي وأنت ينفعك فيما الفكر وبين بينك . جيّد فيها يطحن رحى صاحب مثال معه فمثلك عليك فملكها وخوطرك

, طاحونه, في ليطحنه وغثاء فحم وبعر تراب حمل معه شخص فأتاه الحبوب

131

Page 132: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

ما طحن على استمر الطاحون في معه ما القاء من يمكنه ولم طرده فانوخرج, الحب من فيها ما أفسد الطاحون في ذلك القاء من مكّنه وان ينفعه

. الفكر عن يخرج ال النفس في الشيطان يلقيه والذي فاسدا كله الطحين , كان لو يكن لم وفيما ذلك خالف على كان لو الوجود في ودخل كان فيما

, , . في أو والحرام الفواحش أنواع من فيه الفكر يملك فيما أ يكون كان كيف , من ادراكه الى سبيل ال فيما أو باطل في أو لها حقيقة ال وهمية خياالت

, , وال غاية منها يبلغ ال التي الخواطر تلك في فيلقيه علمه عنه طوى ما أنواع. , هّمه ومسرح فكره مجال ذلك فيجعل نهاية على منها يقف

: ما بمعرفة والتصورات العلوم باب في فكرك تشغل أن ذلك اصالح وجماع. , والنار الجنة دخول الى بعده وما الموت وفي وحقوقه التوحيد من يلزمك

. أن والعزوم االرادات باب وفي منها التحرز وطرق األعمال آفات وفي . , وعند ارادته يضرك ما ارادة وطرح ارادته ينفعك ما بارادة نفسك تشغل

من القلب على أضر بها والقلب الفكر واشغال الخيانة تمنّى أن العارفين , , يشغل تمنيها فان مباشرتها بعد منها قلبه فرغ اذا سيما وال الخيانة نفس

. ومراده همه ويجعلها منها ويملؤه بها القلب

حاشيته بعض في كان اذا البشر في الملك أن الشاهد في تجد وأنت , مع وهو منها ممتلىء بها والفكر القلب مشغول لخيانته متمن هو من وخدمه

, , غاية مقته وقصده سره على اطّلع فاذا أشغاله وقضاء خدمته في ذلك , , عنه, بعيد رجل من اليه أبغض وكان يستحقّه بما وقابله وأبغضه المقت

الخيانة تمنّي على منطو غير الملك مع وسره وقلبه الجنايات بعض جنى , وقلبه فيه هو بما واشتغاال عجزا يتركها فاألوّل عليها والحرص ومحبتها

, وال الخيانة اضمار فيه ليس لها كاره وقلبه يفعلها والثاني بها ممنلىء. , األول من علقبة وأسلم حاال أحسن فهذا عليها االصرار

, , ومصالحها آخرته واجب في اما الفكر من قط يخلو ال فالقلب وبالجملة , الباطلة واألماني الوساوس في واما ومعاشه دنياه مصالح في واما

. يلقى بما تدور رحى كمثل مثلها النفس أن تقدم وقد المفروضة والمقدرات , وبعرا, وزجاجا حصى فيها ألقيت وان به دارت حبا فيها ألقيت فان فيها

, لها أقام وقد ومصّرفها ومالكها الرحى تلك قيّم هو سبحانه والله به دارت, , به فتدور يضر ما فيها يلقي وشيطانا به فتدور ينفعها ما فيها يلقي ملكا

, ايعاد الملك يلقيه الذي فالحب مرة بها يلم والشيطان مرة يلم فالملك , وتكذيب بالشر ايعاد الشيطان يلقيه الذي والحب بالوعد وتصديق بالخير

, القائه. من يتمكن ال المضر الحب وصاحب الحب قدر على والطحين بالوعد , فحينئذ عنها وأعرض أهملها قد وقيّمها الحب من فارغة الرحى وجد اذا اال

. فيها معه ما القاء الى يبادر

, النافع الحب القاء وعن اصالحها وعن عنها تخلى اذا الرحى فقيّم وبالجملة . هذه صالح وأصل معه بما وادارتها افسادها الى السبيل العدو وجد فيها

, , أحسن وما يعنيك ال بما االشتغال كله وفاسدها يعنيك بما باالشتغال الرحى, : للمتالف غرضا منصوبة الذخائر أنواع وجدت لما العقالء بعض قال ما

, ينازع ال ما الى جميعها عن انصرفت لها مدركا عليها حاكما الزوال ورأيت

132

Page 133: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, والله المتاجر وأربح المكاسب وأفضل الذخائر أنفع أنه الحجا ذو فيهالمستعان.

البلخي[ 108] شفيق أقوال من

: : أشياء ستة من الخلق عن التوفيق باب أغلق ابرهيم بن شفيق قال. , . العمل وتركهم العلم في ورغبتهم شكرها عن بالنعمة اشتغالهم . وترك الصالحين بصحبة واالغترار التوبة وتأخير الذنب الى والمسارعة

. . وهم عليهم اآلخرة واقبال يتبعونها وهم عنهم الدنيا وادبار بفعالهم االقتداء. عنها معرضون

, , : ضعف وأصله اليقين ضعف وأصله والرهبة الرغبة عدم ذلك وأصل قلت . فلو, واال خير هو بالذي واستبدالها ودناءتها النفس مهانة وأصله البصيرة

- . الله بتوفيق كله الخير فأصل بالدون ترض لم كبيرة شريفة النفس مانت . ودناءتها- خستها الشر وأصل ونبلها وكبرها النفس وشرف ومشيئته

} * {: الشمس, دّساها من خاب وقد زكّاها من أفلح قد تعال قال 9وصغرها10 , وحقّرها , صغّرها من وخاب الله بطاعة ونّماها وكثّرها كبّرها من أفلح أي

. الله بمعاصي

, عاقبة وأحمدها وأفضلها بأعالها اال األشياء من ترضى ال الشريفة فالنفوسعلى الذباب يقع كما عليها وتقع الدناءات حول تحوم الدنيئة والنفوس

بالسرقة. وال بالفواحش وال بالظلم ترضى ال العليّة الشريفة فالنفس األقذار . بالضد, الخسيسة الحقيرة المهينة والنفس وأجل ذلك من أكبر ألنها والخيانة

{: , . تعالى قوله معنى وهذا ويشاكلها يناسبها ما الى تميل نفس فكل ذلك من } االسراء شاكلته على يعمل كل , 84قل فهو, ويناسبه يشاكله ما على أي

, على يجري انسان وكل وطبيعته أخالقه تناسب التي طريقته على يعمل . يشبه بما يعمل فالفاجر عليها وجبل ألفها الي وعاداته ومذهبه طريقته

, , يعمل والمؤمن المنعم عن واالعراض بالمعاصي النعم مقابلة من طريقته, , , منه والحياء اليه والتودد عليه والثناء ومحبته النعم شكر من يشاكله بما

. , واجالله وتعظيمه له والمراقبة

ربك[ 109] تعرف نفسك اعرف

, في خلق قد تعالى اللع أن فاعلم خالقه؟ يعرف كيف نفسه يعرف لم من , , المثل عليه يستوي لمعرفته عرشا صدره في ووضع القلب وهو بيتا صدرك

, من, األعلى والمثل خلقه من بائن بذاته عرشه على مستو فهو األعلى , من بساط السرير وعلى القلب سرير على مستو وتوحيده ومحبته معرفته , بابا. اليه وفتح وأوامره شرائعه مرافق شماله وعن يمينه عن ووضع الرضا . , , , ما كالمه وابل من وأمطره لقائه الى والشوق به واألنس رحمته جنة من

, , والتهليل الطاعات أنواع من المثمرة واألشجار الرياحين أصناف فيه أنبت: , فهي معرفة شجرة البستان وسط في وجعل والتقديس والتحميد والتسبيح

} ابراهيم} ربها باذن حين كل أكلها والخشية, 25تؤتي واالنابة المحبة من . تدبّر من يسقيها ما الشجرة تلك الى وأجرى بقربه واالبتهاج به والفرح

133

Page 134: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, . بضياء أسرجه قنديال البيت ذلك في وعلّق بوصاياه والعمل وفهمه كالمه { : . ال, زيتونة مباركة شجرة من يستمد فهو وتوحيده به وااليمان معرفته

} النور نار تمسسه لم ولو يضيء زيتها يكاد غربية وال أحاط. 35شرقية ثم , فال البستان يؤذي ومن والمفسدين اآلفات دخول من يمنعه حائطا عليه

, , ثم ومنامه يقظته في يحفظونه المالئكة من حرسا عليه وأقام أذاهم يلحقهولم‘ السكن اصالح همه دائما فهو فيه بالساكن والبستان البيت صاحب لم أ

, . الى, بادر السكن في شعث بأدنى أحس واذا منزال السكن ليرضاه شعثه. , المسكن, ونعم السكن فنعم منه السكن انتقال خشية ولّمه اصالحه

, عليه استولى قد وبيت البيت هذا بين كم العالمين رب الله فسبحان , والقاذورات, األنتان اللقاء ومحال والهوام للحشرات مأوى وصار الخراب

, , لها. حافظ وال فيها ساكن ال خربة وجد الحاجة وقضاء التخلي أراد فمن فيه, , , , الخراب عّمها قد الرائحة منتنة األرجاء مظلمة الحاجة لقضاء معدة وهي

, , من سكنها يناسبه من اال فيها ينزل وال بها يأنس فال القاذورات ومألتها , . السرير, وعلى سريرها على جالس الشيطان والهوام والديدان الحشرات

, , , الشهوات مرافق وشماله يمينه وعن األهواء فيه وتخفق الجهل من بساط, , الدنيا الى والركون والوحشة الخذالن حقل من باب اليه فتح وقد

, , والشرك والهوى الجهل وابل من وأمطر اآلخرة في والزهد بها والطمأنينة , بأنواع المثمرة واألشجار والحنظل الشوك أصناف فيه أنبت ما والبدع

, , والهزليات والنوادر والتنديبات الزوائد من والمخالفات المعاصي , ارتكاب, على تهيج التي والخمريات الغزليات واألشعار والمضحكات

. به, الجهل شجرة الحقل وسط في وجعل الطاعات في وتزهد المحرمات , , واللهو والمعاصي الفسوق من حين كل أكلها تؤتي فهي عنه واالعراض

. , الهموم, ثمرها ومن شهوة كل واتباع ريح كل مع والذهاب والمجون واللعب , . فاذا ولعبها بلهوها النفس باشتغال متوارية ولكنها واآلالم واألحزان والغموم

, , , ضنك ومعيشة وقلق وحزن وغم هم كل أحضرت سكرها من أفاقت. والغرور األمل وطول الهوى اتباع من يسقيها ما الشجرة تلك الى وأجرى

, , , وال مفسدة منه يمنع ال بحيث حيطانه وخراب وظلماته البيت ذلك ترك ثم , , بيته عرف فمن البيت البيتوذاك هذا خالق فسبحان قذر وال مؤذ وال حيوان

, ذلك جهل ومن ونفسه بحياته انتفع واآلالت والذخائر الكنوز من فيه ما وقدّر. , التوفيق وبالله سعادته وأضاع نفسه جهل

, : : قيل الصديقين أكل قال أكلة؟ اليوم في يأكل الرجل التستري سهل سئل : , : يبنوا: ألهله قل فقال أكالت؟ ثالث له قيل المؤمنين أكل قال فأكلتين؟ له

. معلفا له

. : فقيل فيها بما الجنة من الي أحب لله اصليه ركعتين سالم بن األسود قال , , : , رضى: والركعتان نفسي رضى الجنة كالمكم من دعونا فقال خطأ هذا له

. نفسي, رضى من الي أحب ربي ورضى ربي

, اشتاقت المريد شمها اذا الجنة رياحين من ريحانة األرض في العارف. الجنة الى نفسه

134

Page 135: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, هابه جالله الحظ فاذا وجماله محبوبه جالل بين موضوع المحب قلب. اليه, واشتاق أحبه جماله الحظ واذ وعظّمه

تعالى[ 110] الله معرفة أنواع من

, يعرفه من ومنهم واالحسان واالفضال بالجود الله يعرف من الناس من , , من ومنهم واالنتقام بالبطش يعرفه من ومنهم والتجاوز والحلم بالعفو

, , يعرفه من ومنهم والكبرياء بالعزة يعرفه من ومنهم والحكمة بالعلم يعرفه , , يعرفه من ومنهم والملك بالقهر يعرفه من ومنهم واللطف والبر بالرحمة

. حاجته وقضاء لهفته واغاثة دعوته باجابة

, له اجتمعت قد ربا يعرف فانه كالمه من عرف من معرفة هؤالء واعلم, , , والعيوب النقائص من بريء المثال عن منّزه الجالل ونعوت الكمال صفات

, , كل ومع شيء كل فوق يريد لما فعّال كمال وصف وكل حسن اسم كل له , , بكلماته, متكلم ناه آمر شيء لكل ومقيم شيء كل على وقادر شيء

, , , , الراحمين أرحم شيء كل من وأجمل شيء كل من أكبر والكونية الدينية , . , وبصراطه به عباده لتعريف أنزل فالقرآن الحاكمين وأحكم القادرين وأقدر

. , اليه الوصول بعد السالكين وبحال اليه الموصل

[111: تعالى[ قوله حول} بأنفسهم} ما يغيّروا حتى بقوم ما يغيّر ال الله ان

عليه بها الله أنعم نعمة في العبد يكون أن العامة الخفية اآلفات من , له خير أنه لجهله يزعم ما الى منها االنتقال ويطلب العبد فيملها له واختارها

, اختياره, وسوء بجهله ويعذره النعمة تلك من يخرجه ال برحمته وربه منهاملله, واستحكم بها وتبّرم وسخطها النعمة بتلك ذرعا ضاق اذا حتى لنفسه . فيه كان ما بين التفاوت ورأى طلبه ما الى انتقل فاذا ايّاها الله سلبه لها , , الله أراد فاذا فيه كان ما الى العودة وطلب وندمه قلقه اشتد اليه وصار

, به ورضاه عليه نعمه من نعمة فيه هو ما أن أشهده ورشدا خيرا بعبده , , استخارة ربه استخار عنه باالنتقال نفسه حدثته فاذا عليه شكره وأوزعه

. , له اختياره حسن منه طالب الله الى مفوض عنها عاجز بمصلحته جاهل

, , يشكره وال نعمة يراها ال فانه الله لنعم ملله من أضر العبد على وليس . , , أعظم, من وهي هذا مصيبة ويعدّها ويشكو يسخطها بل بها يفرح وال عليها

, , الله بفتح يشعرون وال عليهم الله نعم أعداء الناس فأكثر عليه الله نعم . , الى سعت فكم وظلما جهال وردها دفعها في مجتهدون وهم نعمه عليهم

, , في ساع وهو اليه وصلت وكم بجهده ردها في ساع وهو نعمة من أحدهم {: , نعمة مغيّرا يك لم الله بأن ذلك تعالى قال وجهله بظلمه وزوالها دفعها

} األنفال بأنفسهم ما يغيّروا حتى قوم على :} 53أنعمها ال, الله ان تعالى وقال } الرعد بأنفسهم ما يغيّروا حتى بقوم ما .11يغيّر

135

Page 136: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , فعدوه نفسه على ظهير عدوه مع فهو العبد نفس من أعدى للنعم فليس , أعانه ثم النار طرح من مكّنه الذي فهو فيها ينفخ وهو نعمه في النار يطرح

: األقدار, معاتبة غايته وكان الحريق من استغاث ضرامها اشتدّ فاذا بالنفخ

القدرا عاتب أمر فات اذا حتى لفرصته مضياع الرأي وعاجز

بالجمال[ 112] وتعالى سبحانه الله معرفة

, معرفة وهي بالجمال وتعالى سبحانه الرب معرفة المعرفة أنواع أعز من , , عرفه من معرفة وأتمهم صفاته من بصفة عرفه وكلهم الخلق خواص

, , لو صفاته سائر في شيء كمثله ليس سبحانه وجماله وجالله بكماله , ونسبت الصورة تلك على وكلهم صورة أجملهم على كلهم الخلق فرضت

سراج نسبة من أقل لكان سبحانه الرب جمال الى والباطن الظاهر جمالهم. الشمس قرص الى ضعيف

ما " سبحاته ألحرقت وجهه عن الحجاب كشف لو أنه جماله في ويكفي " االيمان كتاب في مسلم أخرجه خلقه من بصره اليه ويكفي. 161\1انتهى

, صنعته آُثار فمن واآلخرة الدنيا في وباطن ظاهر جمال كل أن جماله في. الجمال هذا عنه صدر بمن الظن فما

, , , واالحسان كله والجود جميعا والقوة جميعا العزة له أن جماله في ويكفي , , النبي, قال كما الظلمات أشرقت وجهه ولنور كله والفضل كله والعالم كله

, ": وصلح الظلمات له أشرقت الذي وجهك بنور أعوذ وسلم عليه الله صلى ." الزوائد مجمع في الهيثمي واآلخرة الدنيا أمر .35\6عليه

, : السموات نور نهار وال ليل ربكم عند ليس مسعود بن الله عبد وقال , , اذا} القيامة ويوم واألرض السموات نور سبحانه فهو وجهه نور من ض واأل." " . الجميل الحسنى أسمائه ومن بنوره األرض تشرق القضاء لفصل جاء

." ": أبو الجمال يحب جميل الله ان وسلم عليه الله صلى الصحيحعنه وفيالكبر في جاء ما باب اللباس كتاب .4091رقم 59\4داود

, , : وجمال الصفات وجمال الذات جمال مراتب أربعة على سبحانه وجماله, , . كمال, صفات كلها وصفاته حسنى كلها فأسماؤه األسماء وجمال األفعال, . عليه هو وما الذات جمال وأما ورحمة وعدل ومصلحة حكمة كلها وأفعاله

, , تعريفات اال منه المخلوقين عند وليس غيره يعلمه وال سواه يدركه ال فأمر, , األغيار عن مصون الجمال ذلك فان عباده من أكرمه من الى بها تعّرف

": , وسلم عليه الله صلى الله رسول قال كما واالزار الرداء بستر محجوب " الكبر في جاء ما بال اللباس كتاب داود أبو ازاري والعظمة ردائي الكبرياء

,409رقم 59\4 الرداء. باسم أحق كانت وأوسع أعظم الكبرياء كانت ولما. العظيم العلي سبحانه فهو المتعال الكبير سبحانه فانه

, , : ظنك فما باألفعال الصفات وحجب بالصفات الذات حجب عباس ابن قال. , والجالل العظمة بنعوت وستر الكمال بأوصاف حجب بجمال

136

Page 137: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, معرفة من يترقّى العبد فانه ذاته جال معاني البعض يفهم المعنى هذا ومن , فاذا الذات معرفة الى الصفات معرفة ومن الصفات معرفة الى األفعال

استدل ثم الصفات جمال على به استدل األفعال جمال من شيئا شاهد . الحمد له سبحانه أنه يتبين هاهنا ومن الذات جمال على الصفات بجمال

, , وأنه, نفسه على أثنى كما هو بل عليه ثناء يحصي ال خلقه من أحدا وأن كله , , , على ويثني نفسه يحب سبحانه وأنه لذاته ويشكر لذاته يعبد أن يستحق

, , , , نفسه, على وثناءه لنفسه وحمده لنفسه محبته وأن نفسه ويحمد نفسه , , سبحانه فهو والتوحيد والحب والثناء الحمد الحقيقة في هو لنفسه وتوحيده

, , ذاته يحب كما سبحانه وهو خلقه عليه به يثني كا وفوق نفسه على أثنى كما , ما مفعوالته في كان وان محبوب حسن أفعاله فكل وأفعاله صفاته يحب

, , الوجود في وليس مسخوط مكروه هو ما أفعاله في فليس ويكرهه يبغضه , , فان سواه يحب ما وكل وتعالى سبحانه هو اال لذاته ويحمد لذاته يحب ما , , واال صحيحة فمحبته ألجله يحب بحيث سبحانه لمحبته تابعة محبته كانت

, , لذاته يحب الذي هو الحق الله فان االلهية حقيقة هو وهذا باطلة محبة فهي , . وتجاوزه وحلمه وانعامه احسانه ذلك الى انضاف اذا فكيف لذاته ويحمد

ورحمته؟ وبّره وعفوه

, يعلم وأن وكماله لذاته ويحمده فيحبه الله اال اله ال أنه يعلم أن العبد فعلى , فيحبه هو اال والباطنة الظاهرة النعم بأصناف الحقيقة على محسن ال أنه

. , , أمه وكما جميعا الوجهين من فيحبه ذلك على ويحمده وانعامه الحسانه . العبودية هي الخضوع مع والمحبة محبة كمحبته فليس شيء كمثله ليس

, , له اال ذلك يصلح وال الذل بغاية الحب غاية فانها ألجلها الخلق خلق التيلصاحبه. يقبل وال الله يغفره ال الذي الشرك هو هذا في به واالشراك سبحانه

عمال.

, , : عليها له والمحبة كماله وصفات بمحامده االخبار أصلين يتضمن وحمده . غير من أحبّه ومن حامدا يكن لم له محبة غير من غيره بمحاسن أخبر فمن

, نفسه يحمد سبحانه وهو األمرين يجمع حتى حامدا يكن لم بمحاسنه اخباروعباده ورسله وأنبائه مالئكته من له الحامدين ألسنة على يجريه بما

, واذنه, بمشيئته له حمدهم فان وهذا بهذا لنفسه الحامد فهو المؤمنينمصليا, والمصلي مسلما والمسلم حامدا الحامد جعل الذي هو فانه وتكوينه , , الى وانتهت بحمده فابتدأت انتهت واليه النعم ابتدأت فمنه تائبا والتائب

, فضله, من وهي فرح أعظم بها وفرح التوبة عبده أألهم الذي وهو حمده , اليه. فقير سواه وما وجه بكل سواه ما كل عن غني سبحانه وهو وجوده

, , ال به يكون ال ما فان والغايات األسباب في لذاته اليه مفتقر والعبد وجه بكل. ينفع, ال له يكون ال وما يكون

الجمال[ 113] يحب جميل الله ان

" في " جاء ما باب الترمذي الجمال يحب جميل الله ان الحديث في وقوله . فيه, ويدخل الحديث نفس في عنه المسؤول الثياب جمال يتناول النظافة

137

Page 138: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

": نظيف الله ان اآلخر الحديث في كما شيء كل من الجمال العموم بطريق " النظافة .2799رقم111\5يحب

" ": الزكاة كتاب مسلم طيبا اال يقبل ال طيب الله ان الصحيح 703\2وفي.65رقم

" ": األدب في الترمذي عبده على نعمته أثر يرى أ، يحب الله ان السنن وفي.2819رقم 123\5

": , وسلم عليه الله صلى النبي رآني قال الجشمي األحوص أبي عن وفيها: : , " ": , قلت مال؟ أي من قال نعم قلت مال؟ من لك هل فقال أطمار وعلى

": , وكرامته نعمته فلتر قال والشاء االبل من الله أتى مل كل مناللباس". في أبوداود .4063رقم 51\4عليك

, , يحبه الذي الجمال من فانه عبده على نعمته أثر ظهور يحب سبحانه فهو , عبده على يرى أن فيحب باطن جمال وهو نعمه على شكره من وذلك

. سبحانه ولمحبته عليها بالشكر الباطن والجمال بالنعمة الظاهر الجمال , تجّمل وتقوى ظواهرهم تجّمل وزينة لباسا عباده على أنزل للجمال

{: وريشا سوءاتكم يواري لباسا عليكم أنزلنا قد آدم بني يا فقال بواطنهم } األعراف خير ذلك التقوى :} 26ولباس نضرة, ولّقاهم الجنة أهل في وقال

} االنسان. وحريرا جنّة صبروا بما وجزاهم وجوههم, 12-11وسرورا فجّمل. , بالحرير, وأبدانهم بالسرور وبواطنهم بالنضرة

, يبغض والهيئة واللباس واألفعال األقوال في الجمال يحب كما سبحانه وهو , ويحب وأهله القبيح فيبغض والهيئة والثياب واألفعال األقوال من القبيح

: . خلقه ما كل قالوا فريق فريقان الموضوع هذا في ضل ولكن وأهله الجمال, , شيئا, منه نبغض فال خلقه ما جميع نحب ونحن خلقه ما كل يحب فهو جميل

: . منشدهم: وأنشد جميلة كلها رآها منه الكائنات رأى ومن قالوا

مليح الوجود يحوي ما فجميع بعينهم الكائنات رأيت واذا

} {: السجدة خلقه شيء كل أحسن الذي تعال الله بقول :}7واحتجوا وقوله, } النمل شيء كل أتقن الذي الله :} 88صنع الرحمن, خلق في ترى ما وقوله

} الملك تفاوت , 3من وال, الجمال باطالق يصرح الذي هو عندهم والعارف. قبيحا الوجود في يرى

, , , فيه والمعاداة الله في والبغض قلوبهم في لله الغيرة عدمت قد وهؤالء ! , , من الصور جمال ويرى حدوده واقامة سبيله في والجهاد المنكر وانكار , , غال وربما بفسقهم فيتعبدون الله يحبه الذي الجمال من واالناث الذكور . كان وان فيها ويحل الصورة تلك في يظهر معبوده أن يزعم حتى بعضهم

: ) من ) مظهر هي قال المخلوق عين هو الخالق أن يقول من ومعناه اتحاديا. , الجمالية المظاهر ويسميها الحق مظاهر

138

Page 139: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الجمال[ 114] في نظرات

, : الصور جمال وتعالى سبحانه الله ذم قد فقالوا الثاني الفريق وقابلهم} {: , أجسامهم تعجبك رأيتهم واذا المنافقين عن فقال والخلقة القامة وتمام

{4المنافقون { : مريم, ورءيا أثاثا أحسن قرن من قبلهم أهلكنا وكم ,74وقال : . كثير ابن تفسير الصور هو الحسن قال ومناظر أمواال وفي. 134\3أي

صوركم :" الى ينظر ال الله ان وسلم عليه الله صلى النبي عن مسلم صحيح " والصلة البر كتاب وأعمالكم قلوبكم الى ينظر وانما .1986\4وأموالكم

: , وقد: قالوا المحبة نظر نفى وانما االدراك نظر ينف لم أنه ومعلوم قالوا , أعظم من وذلك والفضة الذهب وآنية والذهب الحرير لباس علينا حّرم [ : , زهرة منهم أزواجا به متّعنا ما الى عينيك تمدّن وال وقال الدنيا جمال

} طه فيه لنفتنهم الدنيا " 131الحياة النهاية, " االيمان من البذاذة الحديث وفيالحديث غريب . 110\1في في. يكون كما والسرف المسرفين الله ذم وقد

. اللباس في يكون والشراب الطعام

: : منه أنواع ثالثة والهيئة واللباس الصورة في الجمال يال أن النزاع وفصل . , , كان ما منه فالمحمود ذم وال مدح به يتعلق ال ما ومنه يذم ما ومنه يحمد ما

, , , النبي, كان كما له واالستجابة أوامره وتنفيذ الله طاعة على وأعان لله . ولباس للقتال الحرب آلة نظير وهو للوفود يتجّمل وسلم عليه الله صلى

, . الله كلمة اعالء تضّمن اذا محمود ذلك فان فيه والخيالء الحرب في الحرير . , والفخر والرئاسة للدنيا كان ما منه والمذموم عدوّه وغيظ دينه ونصر

. , مطلبه وأقصى العبد غاية هو يكون وأن الشهوات الى والتوسل والخيالء . يذم وال يحمد ال ما وأما ذلك سوى في هّمة لها ليس النفوس من كثيرا فان

. , الوصفين عن وتجّرد القصدين هذين عن خال ما فهو

: فأوله عظيمين أصلين على مشتمل الشريف الحديث هذا أن والمقصود . فيه, يماثله ال الذي بالجمال سبحانه الله فيعرف سلوك وآخره معرفة

. من, فيحب واألخالق واألعمال األقوال من يحبه الذي بالجمال ويعبد شسء, , والتوكل واالنابة والمحبة باالخالص وقلبه بالصدق لسانه يحمل أن عبده

, , من له وتطهيره لباسه في عليه نعمه باظهار وبدنه بالطاعة وجوارحه, األظافر وتقليم والختان المكروهة والشعور واألوساخ واألحداث األنجاس

, شرعه هو الذي بالجمال ويعبده وصفه هو الذي الجمال بصفات فيعرفه. : والسلوك, المعرفة قاعدتين الحديث فجمع ودينه

ربه[ 115] مع العبد صدق

, العزيمة صدق مع أموره جميع في ربه صدقه من أنفع شيء للعبد ليس {: , الله صدقوا فلو األمر عزم فاذا تعالى قال فعله وفي عزمه في فيصدقه

} محمد لهم خير , 21لكان فصدق, الفعل وصدق العزيمة صدق في فسعادتهوال تردد يشوبها ال عزيمة تكون بل فيها التردد وعدم وجزمها جمعها العزيمة

, وبذل. الوسع استفراغ وهو الفعل صدق عليه بقي عزيمته صدقت فاذا تلوّم , , القصد فعزيمة وباطنه ظاهره من بشيء عنه يتخلّف ال وأن فيه الجهد

. , والفتور الكسل من يمنعه الفعل وصدق والهّمة االرادة ضعف من تمنعه

139

Page 140: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. وهذا لغيره يصنع ما فوق له الله صنع أموره جميع في الله صدق ومن , من الناس فأصدق التوكّل وصدق االخالص صّحة من يلتئم معنى الصدق

. وتوكّله اخالصه صّح

القدر[ 116] في

, ويلهمه يعينه أن نفسه من وأراد وفّقه فان ارادة ذا عبدا أمر ارادة ذو رب , . يختار ال الحيثية هذه من وهو ونفسه وارادته وخاله خذله وان به أمر ما فعل

. , ذّمه ولذلك ذلك اال يريد ال انسان هو حيث من فهو وطبعه نفسه تهواه ما اال , وهو الحيثية تلك على زائد بأمر اال يمدحه ولم الحيثية هذه من كتابه في الله

. , أمر وهذا ذلك ونحو وبرا وتقيا وشكورا ومحسنا وصابرا ومؤمنا مسلما كونه , صالحيتها مجّرد يكفي ال ولكن صالحة وارادته انسانا كونه مجّرد على زائد , الرؤية في يكفي ال أنه كما النوفيق وهو ذلك على زائد بقدر تؤيد لم ان

المنفصل النور من آخر سبب يحصل لم ان لالدراك العين صالحية مجّردعنها.

تعظّم[ 117] من خال وقلبك لتفسك التعظيم تطلب أن والجهل الظلم أعظمتعالى الله

وقلبك الناس من لك والتوقير التعظيم تطلب أن والجهل الظلم أعظم من , ال حال في يراك أن وتجلّه المخلوق توقّر فانك وتوقيره الله تعظيم من خال

} {: , نوح وقارا لله ترجون ال مالكم تعالى قال عليها يراك أن الله أي, 13توقّر: . : , تعالى قوله ومنه العظمة والتوقير توقّرونه من معاملة تعاملونه ال

} اآلية} من الفتح : 9وتوقّروه وال, حقا الله تعرفون ال لكم ما الحسن قال : . : لله ترون ال زيد ابن وقال ربكم فظمة تبالون ال مجاهد وقال تشكرونه؟ . : القرآن. ألحكام الجامع عظمته حق تعرفون ال عباس ابن وقال \18طاعة

196.

, حق وعرفوا الله عظّموا لو أنهم وهو واحد معنى الى ترجع األقوال وهذه, , , معاصيه واجتناب سبحانه فطاعته وشكروه وأطاعوه وّحدوه عظمته

: . , وقار ليعظم السلف بعض قال ولهذا القلب في وقاره بحسب منه والحياء , كما به اسمه فيقرن ذكره من يستحي حين يذكره أ، أحدكم قلب في الله

. , الله: وقار من فهذا ونحوذلك والنتن والخنزير الكلب الله قبّح تقول

: , , والله تقول بحيث اللفظ في ال خلقه من شيئا به تعدل ال أن وقاره ومن , , والتعظيم, الحب في وال وشئت الله شاء وما وأنت الله اال مالي وحياتك

, , بل, الله تطيع كما ونهيه أمره في المخلوق فتطيع الطاعة في وال واالجالل . , أهون, ويجعله والرجاء الخوف في وال والفجرة الظامة أكثر عليه كما أعظم

, : , يجعله وال المسامحة على مبني هو ويقول بحقه يستهين وال اليه الناظرين , , حد في ورسوله الله يكون وال عليه المخلوق حق ويقدّم الفضلة على

, دون, الناس فيه الذي والشق الحد في ويكون وحد ناحية في والناس وناحية , قلبه مخاطبته في المخلوق يعطي وال ورسوله الله فيه الذي والشق الحد

140

Page 141: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, مراد يجعل وال وروحه قلبه دون ولسانه بدنه خدمته في الله ويعطي ولبه. ربه مراد على مقدما نفسه

, يلقي ال الله فان كذلك كان ومن القلب في الله وقار عدم من كله فهذا , , وان قلوبهم من وهيبته وقاره يسقط بل هيبة وال وقارا الناس قلوب في

, أن الله وقار ومن وتعظيم حب وقار ال بغض وقار فذاك شّره مخافة وقّروه . أن وقاره ومن يكره ما فيه فيرى وضميره سره على اطالعه من يستحي

. الناس أكابر من يستحي مما أعظم الخلوة في منه يستحي

, كيف والحكمة العلم من آتاه وما وكالمه الله يوقّر ال من أن والمقصود . توقيره الناس من يطلب

, الحق من صالت وسلّم عليه الله صلى الرسول وكالم وتاعلم القرآن , , ما فال بك قائم وموقظ رادع والشيب اليك واردة وزواجر وروادع وتنبيهات

! ! والتعظيم التوقير تطلب هذا ومع نصحك بك قام ما وال وعظك اليك ورد , ! من يطلب وهو وانزجارا وعظا مصيبته فيه تؤثّر لم مصاب فأنت غيرك من

, . وهو جزرا فيه يؤثر لم فالضرب مصابه الى بالنظر وينزجر يتّعظ أ، غيره. ضربه الى نظر ممن االنزجار يريد

عيانا رآها كمن ليس غيره حق في واآليات والعقوبات بالمثالت سمع من {: , وفي اآلفاق في آياتنا سنريهم نفسه؟ في وجدها بمن فكيف غيره في

فصلت{ , 53أنفسهم النفس, في وآياته معلومة مسموعة اآلفاق في فآياته {: . , عليهم حقّت الذين ان تعالى قال الخذالن من بالله فعياذا مرئيّة مشهودة

} يونس . األيم العذاب يروا حتى آية كل جاءتهم ولو يؤمنون ال ربك كلمت96,97 {: عليهم, وحشرنا الموتى وكلّمهم المالئكة اليهم أنزلنا أنّنا ولو وقال

} األنعام الله يشاء أن اال ليؤمنوا كانوا ما قبال شيء .111كل

, بفضائل خلقته نقائص ويتمم هذا بدون يعتبر بالتوفيق المؤيد والعاقل , , , من نقص وكلما أثر ايمانه زاد أثر جثمانه من امتحى فكلما وأعماله أخالقه , , لم وان اآلخرة والدار الله في ورغبته ويقينه ايمانه قوة في زاد بدنه قوى

, والفساد األلم من معين حد على به يقف ال ألنه له؛ خير فالموت هكذا يكن , وغّمه وهّمه ألمه في زيادة فانها العمر طول مع والنقائص العيوب بخالفواغتنام, واالستدراك التذكّر ليحصل ونفع العمر طول حسن وانما وحسرته {: من فيه يتذكّر ما نعّمركم أولم تعالى قال كما النصوح والتوبة الغرض

فاطر{ , 37تذكّر وتدارك, معائبه اصالح البقاء وطول التعمير يورثه لم فمن, , , المقيم, النعيم وحصول قلبه حياة على فيعمل أنفاسه بقيّة واغتنام فارطه

. حياته في له خير فال واال

, . عمره طال فاذا النار الى واما الجنة الى اما سفر جناح على العبد فان , , كلما فانه واللذة النعيم حصول في له زيادة سفره طول كان عمله وحسن

, , عمله وساء عمره طال واذا وأفضل أجّل الصبابة كانت اليها السفر طال : , اما فالمسافر أسفل الى له ونزوال وعذابه ألمه في زيادة سفره طول كان

": , وحسن عمره طال من خيركم المرفوع الحديث وفي نازل واما صاعد

141

Page 142: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

" السنن, في الترمذي عمله وقبح عمره طال من وشّركم رقم 566\4عمله2330.

, لقلبه عمارة جعله ذاته من شيء خرب كلما طلبه في الصادق فالطالب , , شيئا, منع وكلما آخرته في زيادة جعله دنياه من شيء نقص وكلما وروحه

. , ولذته ودنياه بدنه فنقصان آخرته لذّات في زيادة جعله دنياه لذّات من , رحمة كان معاده في عليه وتوفيره ذلك حصول في زاد ان ورئاسته وجاهه , , ترك أو باطنة أو ظاهرة ذنوب على وعقوبة حرمانا كان واال له وخيرا به

, , األربعة هذه على مرتّب واآلخرة الدنيا خير حرمان فن باطن أو واجب. التوفيق وبالله

) فائدة)مسافر[ 118] كمثل الدنيا الحياة في المرء مثل

, الجنة في اال رحالهم حط لهم وليس مسافرين يزالوا لم خلقوا منذ الناس. . األخطار وركوب المشقّة على مبني السفر أ، يعلم والعاقل النار في أو

. , السفر انتهاء بعد ذلك انما وراحة ولذّة نعيم فيه يطلب أ، عادة المحال ومن , , , وال واقفة غير السفر آنات من آ، كل أ قدم وطأة كل أن المعلوم ومن , المسافر يكون أن يجب التي الحال على مسافر أ،ه ثبت وقد واقف المكلف

, قدم فعلى استراح أو نام أو نزل واذا الموصل الزاد تهيئة من عليها. للسير االستعداد

[119) فائدة[ )بالمشاهدة االشتغال

, وقوفه السر في السير في الجد عن بالمشاهدة االشتغال أن العارفين عند , من ازدياد أو باطن أ ظاهر عمل صاحب كان لو المشاهدة زمن في ألنه

, على تحشر االنسانية اللطيفة فان به أولى كان مفّصل وايمان معرفة , عمله صورة على يحشر والبدن وارادتها وهّمتها ومعرفتها عملها صورة

. . قدر وعلى ذلك حقيقة شاهدت الدار هذه من انتقلت واذا القبيح أو الحسن , صيانتك قدر وعلى ومساكنتهم بالناس األنس من تبعد الله من قلبك قرب

, . العلم صّحة ثم التوحيد صحة ذلك ومال حفظه يكون وارادتك لسّرك . , قصد, من الحذر كل والحذر العمل صحة ثم االرادة صحة ثم بالطريق

اآلفة فانها غرضك؛ موضع على يعثروا وأن عليك واقبالهم لك الناسالعظمى.

[120) فائدة[ )الشيطان طريق من الحذر

: جهات ثالث من اال عليه للشيطان طريق ال أنه يعلم لب ذي كل

, حظ: وهي فضلة فتصير الحاجة قدر على فيزيد واالسراف التزيّد أحدها ] [ , النفس اعطاء عدم منه االحتراز وطريق القلب الى ومدخله الشيطان

142

Page 143: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. األبواب هذه أغلقت فمتى راحة أو لذة أو نوم أو غذاء من مطلبها تمام. منه العدو دخول من األمان حصل

, , الحصن: باب فتح غفل فمتى الذكر حصن في الذاكر فان الغفلة الثانبة. اخراجه يصعب أو عليه فيعسر العدو فولجه

. األشياء: جميع من يعنيه ال ما تكلف الثالثة

[121) فائدة[ )اآلخرة والدار الله الى النفوذ طلب

ورئاسة وصناعة علم كل والى بل اآلخرة والدار الله الى النفوذ طالب , مقداما شجاعا يكون أن يحتاج فيه به مقتدى ذلك في رأسا يكون بحيث

, , سوى ما كل في زاهدا تخيّله سلطان تحت مقهور غير وهمه على حاكما , والقواطع, والطرق اليه الوصول بطريق عارفا اليه توجه لما عاشقا مطلوبه , , , عذل, وال الئم لوم مطلوبه عن يثنيه ال الجأش ثلبت المهمة مقدام عنه

, , , قائما, الذم ألم وال المدح لذة مع مائل غير الفكر دائم السكون كثير عاذل, , , الصبر شعاره المعارضات تستفزه ال معونته أسباب من اليه يحتاج بما

, , , على اال الناس يخالط ال لوقته حافظا األخالق لمكارم محبا التعب وراحته, , والرهبة, بالرغبة نفسه على قائما بينهم الحب يلتقط الذي كالطائر حذر

, حواسه من شيئا مرسل غير جنسه بني على االختصاص نتائج في طامعا , . وقطع, العوائد هجر ذلك ومالك الكون مراتب في خواطره مسرحا وال عبثا

, , الحجاب مع األدب لزوم أ، العوام وعند المطلوب وبين بينك الحائلة العالئق. الكشف مع األدب اطرح من خير

[122) فائدة[ )الله ذكر على والقلب اللسان تواطؤ

, فيه يزال ال ثم غفلة على كان وان اللسان بذكر يبتديء من الذاكرين من . على يبتديء وال ذلك يرى ال من ومنهم الذكر على فيتواطأ قلبه يحضر حتى

, قوي فاذا بقلبه الذكر في فيشرع قلبه يحضر حتى حتى يسكن بل غفلة . . والثاني قلبه الى لسانه من الذكر ينتقل فاألول جميعا فتواطآ لسانه استتبع , , حتى أوال يسكن بل منه قلبه يخلو أن غير من لسانه الى قلبه من ينتقل

. القلبي النطق انتقل ثم قلبه نطق بذلك أحس فاذا فيه الناطق بظهور يحس, ذكرا منه شيء كل يجد حتى ذلك في يستغرق ثم اللساني الذكر الى

النبوية األذكار من وكان اللسان القلب فيه واطأ ما وأنفعه الذكر وأفضل. ومقاصده معانيه الذاكر وشهد

فصل[ 123]لك الناس أنفع

, اليه تصنع أو خيرا فيه تزرع حتى نفسه من مكّنك رجل لك الناس أنفع . الحقيقة, في به فانتفاعك وكمالك منفعتك على لك العون نعم فانه معروفا

. تعصي حتى منك نفسه مكّن من عليك الناس وأضر أكثر أو بك انتفاعه مثل. ونقصك مضّرتك على لك عون فانه فيه الله

143

Page 144: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

فصلبالقبح[ 124] ممزوجة المحّرمة اللذة

, , فاذا انقضائها بعد لأللم مثمرة تناولها حال بالقبح ممزوجة المحّرمة اللذة , , , وازن ثم وألمها قبحها وبقاء انقطاعها في ففكر اليها منك الداعية اشتدّت

, , , بالحسن ممزوج بالطاعة والتعب التفاوت من بينهما ما وانظر األمرين بين , , , وبقاء تعبها انقطاع في ففكر النفس على ثقلت فاذا والراحة للذة مثمر

, , , المرجوح على الراجح وآثر األمرين بين ووازن وسرورها ولذتها حسنها, , واللذة والسرور الفرحة من السبب في ما الى فانظر بالسبب تألّمت فان

, , الذي األلم الى فانظر المحرمة اللذة بترك تألمت وان مقاساته عليك يهن , بتفويت, المنفعتين أعظم تحصيل العقل وخاصيّة األلمين بين ووازن يعقبه

. أعالهما لدفع األلمين أصغر واحتمال أدناهما

, األولى به يختار عقل والى ومقتضياتها باألسباب علم الى يحتاج وهذا , , ومن وآثره األفضل اختار العلم العقل من قسمه وفّر فمن منها له واألنفع

, واآلخرة الدنيا في فكّر ومن خالفه اختار أحدهما من أو منهما حظه نقص. , وأبقاهما لخيرهما المشقّة فليتحّمل بمّشقة اال منهما واحدا ينال ال أنه علم

فصلأمر[ 125] أعضائه من عضو كل في العبد على لله

, , فيه وله نهي فيه عليه وله أمر أعضائه من عضو كل في العبد على لله , . فيه, واجتنب بأمره العضو ذلك في لله قام فان ولذة منفعة به وله نعمة

, , وان, به ولذته انتفاعه تكميل في وسعى فيه عليه نعمته شكر أدّى فقد نهيه , , من وجعله العضو بذلك انتفاعه من الله عطّله فيه ونهيه الله أمر عطّل

. ومضّرته ألمه أسباب أكبر

, , فان منه وتقّربه اليه تقدمه عبوديّة أوقاتته من وقت كل في عليه وله , , وبطالة راحة أو بهوى شغله وان ربه تاى تقدم الوقت بعبودية وقته شغل

. , قال, البتّة الطريق على وقوف وال تأّخر أو تقدّم في يزال ال فالعبد تأّخر } المدثر:} يتأّخر أو يتقدّم أن منكم شاء لمن .37تعالى

فصل[126} السعير[ } في وفريق الجنة في فريق

. , فافترقوا والمنع والعطاء والنهي األمر بين الخلق هذا سبحانه الله أقامفرقتين:

, , الشكر عن بالغفلة وعطاءه باالرتكاب ونهيه بالترك أمره قابلت فرقة. , , ذلك من فيهم ما بحسب العداوة من وفيهم أعداؤه وهؤالء بالسخط ومنعه

144

Page 145: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , : نهيتنا وان االجابة الى سارعنا أمرتنا فان عبيدك نحن انما قالوا وقسم , , , وان وشكرناك حمدناك أعطيتنا وان عنه نهيتنا عّما وكففناها نفسنا أمسكنا

. الحياة ستر اال الجنة وبين هؤالء بين فليس وذكرناك اليك تضّرعنا منعتنا. , واأللم, الحسرة الى صاروا الموت عليه مّزقه فاذا الدنيا

, أي من تعلم أن وأردت قلبك في واآلخرة الدنيا جيوش تصادمت فاذا , , , يمكنك ال اذ تقاتل من ومع منهما تميل من مع فانظر أنت الفريقين

. , استغشوا األول فالفريق محالة ال أحدهما مع فأنت الجيشين بين الوقوف , , فيما للفكر قلوبهم وفّرغوا فشاوروه بالعقل واستنصحوا فخالفوه الهوى

, , يعمر بما لعمارتها وأوقاتهم به أمروا بما للعمل وجوارحهم له خلقوا, , األعمال الى بالمبادرة األجل سرعة على واستظهروا اآلخرة في منازلهم

, , اليها انتقالهم قبل اآلخرة واستوطنوا عنها مسافرة وقلوبهم الدنيا وسكنوا, , فيها مقامهم قدر على لآلخرة وتزودوا اليه حاجتهم قدر على بالله واهتموا

, بقلوبهم وأقبل بنفسه آنسهم أن وروحها الجنة نعيم من سبحانه لهم فجعل , , , قلوبهم, وفرغ بقربه ونعمهم لقائه الى وشوقهم محبته على وجمعها اليه

, من والغم فوقها على والحزن والهم الدنيا محبة من غيرهم قلوب مأل مما , , منه استوحش بما وأنسوا المترفون استرعوه ما فاستالنوا ذهابها خوف

. , بأرواحهم, األعلى والمأل بأبدانهم الدنيا صحبوا الجاهلون

فصلالتوحيد[ 127] صفات

, ويدنّسه يخدشه شيء فأدنى وأصفاه وأنظفه وأنزهه شيء ألطف التوحيد, , , , جدا الصافية وكالمرآة أثر أدنى فيه يؤثّر يكون ثوب كأبيض فهو فيه ويؤثّر

, . فان الخفية والشهوة واللفظة الحظة تشوشه ولهذا فيها يؤثر شيء أدنى. , قلعه عليه يتعّسر طبعا وصار اساحكم واال بضده األثر ذلك وقلع صاحبه بادر

: بطيء الحصول سريع يكون ما منها فيه تحصل التي والطبوع اآلثار وهذه , بطيء, يكون ما ومنا الزوال سريع الحصول بطيء يكون ما ومنها الزوال

, . عظيما كبيرا توحيده يكون ما الناس من ولكن الزوال بطيء الحصول , يخالطه الذي الكثير الماء بمنزلة فيه ويستحيل اآلثار تلك من كثير فيه ينغمر

, صاحب به خلط بما الضعيف التوحيد صاحب به فيغتر وسخ أو نجاسة أدنى , التوحيد في يظهر لم ما فيه تأثيره من فيظهر توحيده الكثير العظيم التوحيديظهر. ال ما يدنّسه مما لصاحبه يظهر جدا الصافي المحل فان وأيضا الكثير

, ال فانه هذا دون بالزالة فيتداركه مبلغه الصفاء في يبلغ لم الذي المحل فيالمواد أحالت جدا قوية كانت اذا والتوحيد االيمان قوة فان أيضا به يشعر

, , الكثيرة المحاسن صاحب فان وأيضا الضعيفة القوة بخالف وقهرتها الرديئةالسيئات تلك مثل أتى من به يسامح ال بما ليسامح للسيئات والغامرة

: , قيل كما المحاسن مثل له وليست

شفيع بألف محاسنه جاءت واحد بذنب أتى الحبيب واذا

145

Page 146: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

, , العوارض تلك يحيل االنقياد وكمال االرادة وقوة الطلب صدق فان وأيضا, , , القصد وفساد الكذب أن كما وموجبه مقتضاه الى الغريبة والغواشي

, كما وموجبه مقتضاه الى الممدوحة واألفعال األقوال يحيل االنقياد وضعف . , طبعها الى األغذية لصالج واحالتها الغالبة األخالط في ذلك يشاهد

[128) فائدة[ )لله الشهوات ترك

, فذخائر برحمته الفوز وأوجب الله عذاب من أنجى وان لله الشهوات ترك , , , , في, تحصل ال به واالبتهاج والفرح اليه والشوق األنس ولذة البر وكنوز الله

, , سبحانه الله فان والعلم والزهد العبادة أهل من كان وان غيره فيه قلب , , يودع وانما بغيره متعلّقة وهّمته سواه فيه قلب في ذخائره يجعل أ، أبى

, ذال والعز الله دون فقرا والغنى الله مع غنى الفقر يرى قلب في ذخائره , , , واأللم, والموت ومعه به اال الحياة يرى فال وبالجملة معه عزا والذل دونه

, , , معجلة الدنيا في جنة جنتان له فهذا معه يكن لم اذا والحزن والغم والهم. مؤجلة القيامة يوم وجنة

[129) فائدة[ )تعالى اليه االنابة

ال المسجد في البدن كاعتكاف وجل عز الله على القلب عكوف هي االنابة, , والتعظيم. باالجالل وذكره محبّته على القلب عكوف ذلك وحقيقة يفارقه

, , الله صلى لرسوله والمتابعة له باالخالص طاعته على الجوارح وعكوف , , التمائيل على عكف وحده الله على قلبه يعكف لم ومن وسلم عليه

{: لها, أنتم التي التماثيل هذه ما لقومه الحنفاء امام قال كما المتنوعةعمران{ آل , 67عاكفون قومه. حظ فكان العكوف حقيقة وقومه هو فاقتسم

. , والتماثيل الجليل الرب على العكوف حظه وكان التماثيل على العكوف, , . , به واشتغاله الله بغير القلب فتعلق الممثلة الصور وهي تمثال جمع , , العكوف نظير وهو بقلبه قامت التي التمائيل على منه عكوف اليه والركون

, بقلوبهم بالعكوف األصنام عبادة شرك كان ولهذا األصنام تماثيل على , ملكته قد تماثيل القلب في كان فاذا تماثيلهم على وارادتهم وهممهم

, , ولهذا عليها األصنام عكوف نظير فهو عليها عاكفا يكون بحيث واستعبدتهوالنكس بالتعس عليه ودعا لها عبدا وسلم عليه الله صلى النبي سّماه

, , فال:" شيك واذا وانتكس تعس الدرهم عبد تعس الدينار عبد تعس فقالالجهاد" كتاب في البخاري (.2887رقم )81\6انتقش

, ظاعن فهو مسافر وكل كلهم سفر جناح على الدار هذه في والناس , انما اآلخرة والدار الله وطالب عليه بالنزول يسّر من على ونازل مقصده , همته فهذه عليه القدوم عند عليه ونازل سفره حال في الله الى ظاعن هو * {: راضية ربك الى ارجعي المطمئنة النفس أيتها يا انقضائه وفي سفره في

} الفجر * * جنّتي وادخلي عبادي في فادخلي امرأة. 30 -27مرضية وقالت } التحريم:} الجنة في بيتا عندك لي ابن رب البيت, 11فرعون كون فطلبت

. , الدار قبل الجار فان الجنة في يكون أن طلبها قبل عنده

146

Page 147: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الصالحين[ 130] أحد كالم من

. كالنوم يقظة أو كاليقظة نوم في لي قيل

في حدك عن لخروجك مكافأة عليك فأضاعفها غيري الى فاقة تبد العبوديتك.

. السبك بعد تزيفن فال خالصا ذهبا لتصير بالقر ابتليتك

, , وان بالغنى وصلتك بي وصلتها فان الغنى ولنفسي بالفقر لك حكمت. بابي عن لك طردا معونتي مواد عنك حسمت بغيري وصلتها

. , العمل الى ركنت وان لك وقاتل عليك وبال فانه دوننا شيء الى تركنن ال , , الوجد الى ركنت وان عليك نكرناها المعرفة الى ركنت وان عليك ردنناه

, , الى ركنت وان معه أوقفناك العمل الى ركنت وان فيه استدرجناك. , عبدا لنا نرضاك ربا لك ارضنا اليهم وكلناك المخلوقين

[131) فائدة[ )غيره أو القرآن سماع عند تعرض التي الشهقة

: أسباب لها

, , : فتحدث اليها فيرتاح له ليست درجة السماع عند له يلوح أن أحدها. شوق, شهقة فهذه الشهقة

, , : شهقة وهذه نفسه على وحزنا خوفا فيشهق ارتكبه ذنب له أنيلوح وثانيهاخشية.

. , : حزنا ذلك له فيحدث عنه دفعه على يقدر ال فيه نقص له يلوح أن وثالثها. حزن شهقة فيشهق

, , : فيحدث عنه مسدودة اليه الطريق ويرى محبوبه كمال له يلوح أن ورابعها. وحزن أسف شهقة ذلك

, , : السماع فذكره بغيره واشتغل محبوبه عنه توارى قد يكون أن وخامسها , , فرحا, فشهق ظاهرة والطريق مفتوحا الباب ورأى جماله له فالح محبوبه

. له الح بما وسرورا

. , والقوة االحتمال عند المحل وضعف الوارد قوة الشهقة فسبب حال وبكل , , فانه وأدوم له أقوى وذلك عليه يظهر وال داخال عمله الوارد ذلك يعمل أن

, . فان الصادق من الشهقة حكم هذا انقطاعه وأوشك أثره ضعف أظهره اذا. منافق واما سارق واما صادق اما الشاهق

147

Page 148: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

[132) نافعة[ ) قاعدةوالشر الخير أصل وهو االرادة مبدأ الفكر

, في والطلب االرادة مبدأ الفكر فن التفكّر قبل من والشر الخير أصل . المعاد مصالح في الفكر الفكر الناس وأنفع والبغض والحب والترك الزهد

, أربعة فهذه اجتنابها طرق وفي المعاد مفاسد دفع وفي اجتالبها طرق وفي, : . تحصيلها وطرق الدنيا مصالح في فكّر أربعة ويليها األفكار أجل من أفكار

, الثمانية األقسام هذه فعلى منها االحتراز وطرق الدنيا مفاسد في وفكّر , . وأمره ونعمه الله آالء في الفكر األول القسم ورأس العقالء أفكار دارت

عليه, الله صلى نبيه وسنة كتابه من وصفاته وبأسمائه به العلم وطرق ونهيه . , في فكر فاذا والمعرفة المحبة لصاحبه يثمر الفكر وهذا واالهما وما وسلم , , في الرغبة ذلك له أثمر وفنائها خستها الدنيا وفي ودوامها وشرفها اآلخرة

, , , أورثه, الوقت وضيق األمل قصر في فكّر وكلما الدنيا في والزهد اآلخرة. , الوقت اغتنام في الوسع وبذل واالجتهاد الجد ذلك

, , , واد في وتجعله وسفولها موتها بعد وتحييها هّمته تعلي األفكار وهذه . هذا أكثر قلوب في تجول التي الرديئة األفكار هذه وبازاء واد في والناس

, فضول, من به االحاطة أعطى وال فيه الفكر يكلف لم فيما كالفكر الخلق , , للعقول سبيل ال مما وصفاته الرب ذات كيفية كالفكرفي ينفع ال الذي العلم , , كالفكر تضر بل تنفع ال التي الدقيقة الصناعات في الفكر ومنها ادراكه الى

. والتصاوير األشكال وأنواع والموسيقى الشطرنج في

النفس فيها الفكر يعط لم صحيحة كانت لو التي العلوم في الفكر ومنها , , وأكثر والطبيعي الرياضي والعلم المنطق دقائق في كالفكر شرفا وال كماال

. بنفسه يزك ولم بذل يكمل لم غاياتها االنسان بلغ لو التي الفالسفة علوم

, للنفس كان وان وهذا تحصيلها وطرق واللذات الشهوات في الفكر ومنها , أضعاف اآلخرة قبل الدنيا عاقبة في ومضّرته له عاقبة ال لكن لذة فيه

, اذا. فيما كالفكر يكون كان كيف كان لو يكن لم فيما الفكر ومنها مسّرته, , , , , ويأخذ يتصّرف وكيف يصنع؟ ماذا ضيعة ملك أو كنزا وجد أو ملكا صار

. أحوال, جزئيات في الفكر ومنها السفل أفكار من ذلك نحو وينتقم؟ ويعطيالفارغة المبطلة النفوس فكر من ذلك وتوابع ومخارجهم ومداخلهم الناس

. وصروفه الشعر أنواع في الفكر ومنها اآلخرة والدار ورسوله الله من , االنسان يشغل فانه ونحوها والمراثي والغزل والهجاء المدح في وأفانينه

. المقدرات في الفكر ومنها الدائمة وحياته سعادته فيه فيما الفكر عن , موجود وذلك البتة اليها حاجة بالناس وال الخارج في لها وجود ال التي الذهنية , مضّرتها األفكار هذه فكل والطب واألصول الفقه علم في حتى علم كل في

به أولى هو فيما الفكر عن شغلها مضّرتها في ويكفي منفعتها من أرجح. وآجال عاجال بالنفع عليه وأعود

[133) قاعدة[ )االيمان لقاح الطلب

148

Page 149: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

. , الصالح العمل أثمرا والطلب االيمان اجتمع فاذا االيمان لقاح الطلب , اجابة أثمرا اجتمعا فاذا اليه واالضطرار االفتقار لقاح بالله الظن وحسن

, واجتناب. األوامر امتثال أثمرا اجتمعا فاذا المحبة لقاح والخشية الدعاء , , قال. الدين في االمامة أورثا اجتمعا فاذا اليقين لقاح والصبر المناهي

} يوقنون:} بآياتنا وكانوا صبروا لّما بأمرنا يهدون أئمة منهم وجعلنا تعالى, 24السجدة قبول. أثمرا اجتمعا فاذا االخالص لقاح بالرسول االقتداء وصحة

. به واالعتداد العمل

, , أحدهما انفرد وان والسعادة الفالح كان اجتمعا فاذا العلم لقاح والعمل , . الدنيا سيادة حصلت اجتمعا فاذا العلم لقاح والحلم شيئا يفد لم اآلخر عن

, النفع فات صاحبه عن أحدهما انفرد وان العالم بعلم االنتفاع حصل واآلخرة , الدنيا. خير صاحبهما نال اجتمعا فاذا البصيرة لقاح والعزيمة واالنتفاع

. مكان كل العلياء من هّمته به وبلغت واآلخرة

. العزيمة عدم عن واما البصيرة عدم عن اما الكماالت فتخلف

, اجتمعا واذا كله الخير فقد فقدا فاذا الذهن لصحة لقاح القصد وحسن , . النصر كان اجتمعا فاذا الشجاعة لقاح الرأي وصحة الخيرات أنواع أثمرا

, فالجبن, شجاعة بال الرأي وجد وان والخيبة فالخذالن فقدا وان والظفر . لقاح, والصبر والعطب فالتهوّر رأي بال الشجاعة حصلت وان والعجز

. اجتماعهما, في فالخير اجتمعا فاذا البصيرة

, : ترى أن شئت واذا رأيته له صبر ال بصيرا ترى أن شئت اذا الحسن قال. , فذاك بصيرا صابرا رأيت فاذا رأيته له بصيرة ال صابرا

. , والتذكّر واستنار العقل قوي النصيحة قويت فكلما العقل لقاح والنصيحة , في والرغبة الدنيا في الزهد أنتجا اجتمعا اذا اآلخر لقاح منهما كل والتفكّر

. , الهبة. أخذ ولقاح القلب استقام اجتمعا فاذا التوكل لقاح والتقوى اآلخرة , في والشر اجتماعهما في كله فالخير اجتمعا فاذا األمل لقصر االستعداد

, غاية. العبد بلغ اجتمعا فاذا الصحيحة النيّة العالية الهّمة ولقاح فرقتهماالمراد.

[134) قاعدة[ )تعالى الله يدي بين للعبد موقفان

, : يديه بين وموقف الصالة في يديه بين موقف موقفان الله يدي بين للعبد , . ومن اآلخر الموقف عليه هوّن األول الموقف بحق قام فمن لقائه يوم

: . , تعالى قال الموقف ذلك عليه شدّد حقّه يوفّه ولم الموقف بهذا استهانويذرون} . العاجلة يحبّون هؤالء اّن طويال ليال وسبحه له فاسجد الليل ومن

} االنسان ثقيال يوما .27_26وراءهم

)قاعدة( ]135[

149

Page 150: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

من تذم فال حي ولكل بل لإلنسان مطلوبة هي حيث من اللذة جهةقاعدة لذة فوات تضمنت إذا وانفع نيلها من خيرا تركها ويكون تذم وإنما لذة كونها

يظهر أ فههنا فواتها ألم من اعظم حصوله ألما أعقبت أو وأكمل منها عظم فمتى بين العقل عرف ضمن الجاهل واألحمق الفطن العاقل بين الفرق

هان اآلخر إلى ألحدهما نسبة ال وأنه واأللمين اللذتين بين التفاوت عالفأعالهما لدفع األلمين أيسر واحتمال أعالهما لتحصيل اللذتين أدنى ترك عليهواقصر أصغر الدنيا ولذة وأدوم أعظم اآلخرة فلذة القاعدة هذه تقررت وإذافإذا واليقين اإليمان على ذلك في والمعول الدنيا وألم اآلخرة ألم وكذلك

واحتمل اللذة جانب في األدنى على األعلى آثر القلب وباشر اليقين قوىالمستعان والله األصعب على األسهل . األلم

)فائدة( ]136[أيّوب قّصة في

تعالى قوله أرحم :}فائدة وأنت الضر مسني أني ربه نادى إذ وأيوبوإظهار ج .83{ األنبياء الراحمين التوحيد حقيقة بين الدعاء هذا في مع

بصفة له واإلقرار له المتملق في المحبة طعم ووجود ربه إلى والفاقة الفقروهو حاجته وشدة سبحانه بصفاته إليه والتوسل الراحمين أرحم وإنه الرحمة

سبع قالها من أنه جرب وقد بلواه عنه كشف هذا المبتلى وجد ومتى فقرهضره الله كشف المعرفة هذه مع سيما وال .مرات

]137[ ) جليلة )فائدةيوسف قصة في

قال أنه نبيه يوسف عن تعالى قوله واآلخرة :}فائدة الدنيا في ولي أنت بالصالحين والحقني مسلما اإلقرار ,101يوسف{ توفني الدعوة هذه جمعت

غيره مواالة من والبراءة إليه االفتقار وإظهار للرب واالستالم بالتوحيدبيد ال الله بيد ذلك وان العبد غايات اجل اإلسالم على الوفاة وكون سبحانه

السعداء مرافقة وطلب بالمعاد واالعتراف .العبد

)فائدة( ]138[

} {: الحجر خزائنه عندنا اال شيء من وان تعالى الله لكنز , 21قوله متضمن ومفاتيح خزائنه عنده ممن إال يطلب ال شيء كل يطلب أن وهو الكنوز من

عليه يقدر وال عنده ليس ممن طلب غيره من طلبه وأن بيديه الخزائن تلكيرد لم إن مراد كل أن وهو عظيم لكنز متضمن المنتهى ربك إلى وإن وقوله

وليس المنتهى إليه ليس فإنه منقطع مضمحل فهو وإال به ويتصل ألجلهومشيئته خلقه إلى فانتهت كلها األمور إليه انتهت الذي إلى إال المنتهى

فمحبته ألجله يحب ال محبوب وكل مطلوب كل غاية فهو وعلمه وحكمتهإليه يصل ال قلب وكل وباطل ضائع فهو ألجله يراد ال عمل وكل وعذاب عناء

قوله في كله منه يراد ما فاجتمع وفالحه سعادته عن محجوب شقي فهو

150

Page 151: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

ربك إلى وان قوله في كله له يراد ما واجتمع خزائنه عندنا إال شيء من وإنالمنتهى إليها غاية دونه وليس تطلب غاية سبحانه وراءه فليس .المنتهى

يطمئن وال يستقر ال القلب أن وهو التوحيد أسرار من عظيم سر هذا وتحت

وليس لغيره فمراد ويراد يحب مما سواه ما وكل إليه بالوصول إال ويسكنإلى المنتهى يكون أن ويستحيل المنتهى إليه واحد إال لذاته المحبوب المراد

انتهاء كان فمن اثنين من المخلوقات ابتداء يكون أن يستحيل كما اثنينوفارقه عنه وزال ذلك عليه بطل غيره إلى وطاعته وإرادته ورغبته محبتهسبحانه هو وطلبه ورهبته ورغبته محبته انتهاء كان ومن إليه كان ما أحوج

اآلباد أبد وسعادته وبهجته ولذته بنعمه ظفرمضطر بل محتاج فهو النوازل وأحكام األوامر أحكام بين متقلب دائما العبد

باألوامر قيامه قدر وعلى النوازل عند اللطف وإلى األوامر عند العون إلىوباطنا ظاهرا باألوامر القيام كمل فإن النوازل عند اللطف من له يحصل

اللطف ناله ناله وبواطنها حقائقها دون بصورها قام وإن وباطنا ظاهرا الباطن في اللطف من نصيبه وقل الظاهر في .اللطف

من النوازل عند للقلب يحصل ما فهو الباطن اللطف وما قلت فإنيدي بين فيستخذى والجزع واالضطراب القلق وزوال والطمأنينة السكينة

شغله قد وسره بروحه إليه ساكنا بقلبه إليه ناظرا مستكينا له ذليال سيدهذلك شهود عن غيبه وقد األلم من فيه هو ما شدة عن به لطفه مشاهدة

أو رضى أحكامه سيده عليه يجري محض عبد وأنه له اختياره بحسن معرفتهالباطن اللطف فهذا السخط فحظه سخط وإن الرضا نال رضى فإن سخط

بنقصانها وينقص بزيادتها يزيد الباطنة المعاملة تلك .ثمرة

]139[ ) جليلة )فائدةبه واالتصال تعالى الله محبة

بوجه ال ومحبته إرادته تتصل حتى الله عن منقطعا والمراد ايزال ألعلىدونه شيء يحجبها فال وحده به وتتعلق إليه المحبة تفضي أن االتصال بهذا

ظلمة نورها يطمس فال وأفعاله وصفاته بأسمائه المعرفة تتصل وأنسبحانه به ذكره يتصل وأن الشرك ظلمة المحبة نور يطمس ال كما التعطيل

غير إلى الذكر حال في والتفاته الغفلة حجاب والمذكور الذاكر بين فيزولالطاعة فيفعل ونواهيه بأوامره العمل ويتصل به الذكر يتصل فحينئذ مذكوره

معنى فهذا وابغضها عنها نهى لكونه المناهي ويترك وأحبها بها أمر أنه الوالترك الفعل على الباعثة العلل زوال وحقيقة ونهيه بأمره العمل اتصال

واثقا يصير بحيث به والحب التوكل ويتصل العاجلة والحظوظ األغراض منمن حال في له متهم غير له تدبيره بحسن راضيا إليه مطمئنا سبحانه به

.األحوال

وفرحه ورجاؤه خوفه ويتصل سواه دون سبحانه به وفاقته فقره ويتصلالفرح كل به يفرح وال يرجوه وال غيره يخاف فال وحده به وابتهاجه وسروره

فليس والسرور الفرح بعض بالمخلوق ناله وإن السرور غاية به يسر وال

151

Page 152: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

وسكون العين وقرة والنعيم واالبتهاج الكامل والسرور التام إال الفرح القلبحجب وإن به وسر به فرح المطلوب هذا على أعان إن سواه وما سبحانه بهبأن منه أحق بحصوله القلب واضطراب منه والوحشة به بالحزن فهو عنه

مرضاته على وأعان إليه أوصل بما أو به إال سرور وال فرحة فال به .يفرح

بفضله بالفرح وأمر وزينتها بالدنيا الفرحين يحب ال أنه سبحانه أخبر وقدوالتابعون الصحابة فسره كما والقرآن واإليمان اإلسالم وهو .ورحمته

فهو وإال وصل فقد سبحانه بالله األمور هذه له اتصلت من أن والمقصودوإرادته معرفته في عليه ملبس ونفسه بحظه متصل ربه عن مقطوع

.وسلوكه

]140[) جليلة )قاعدةتعالى الله عند من كلها واللذات الطاعات نعم

النعم أن تعلم أن أصله فإذا األمر هذا في فكرت وحده قد الله من كلهاقال شكرها ويوزعك يلهمك أن إليه فترغب اللذات ونعم الطاعات نعم

تجأرون :}تعالى فإليه الضر مسكم إذا ثم الله فمن نعمة من بكم {وماتفلحون :}وقال   ,53النحل لعلكم الله آالء :}وقال ,69األعراف{ فاذكروا

تعبدون إياه كنتم إن الله نعمة منه ,114النحل{ واشكروا النعم تلك أن وكماخذالنه من والذنوب بتوفيقه إال ينال ال وشكرها فذكرها فضله ومجرد ومن

فال عبده عن ذلك يكشف لم وإن نفسه وبين بينه وتخليته عبده عن وتخليهأن إليه واالبتهال التضرع إلى مضطر هو فإذا نفسه عن كشفه الى له سبيل

ومقتضى المقادير بحكم وقعت وإذا منه تصدر ال حتى أسبابها عنه تدفعوعقوباتها موجباتها عنه يدفع أن والدعاء التضرع إلى مضطر فهو البشرية

بها إال له فالح وال الثالثة األصول هذه إلى ضرورته عن العبد عن ينفك فالالنصوح والتوبة العافية وطلب .الشكر

مقلب بيد بل العبد بيد وليسا والرهبة الرغبة على ذلك مدار فإذا فكرت ثمرغبة ومأله إليه بقلبه اقبل عبده وفق فإن يشاء كيف ومصرفها القلوب

شاء وما ذلك يسأله ولم إليه بقلبه يأخذ ولم ونفسه تركه له خذله وأن ورهبةيكن لم يشاء لم وما كان .الله

لهما سبب ال المشية بمجرد هما أم سبب والخذالن للتوفيق هل فكرت ثمفي متفاوتة المحال خالق سبحانه فهو وعدمها المحل أهلية سببهما فإذا

وكذلك الحيوان يقبله ما تقبل ال فالجمادات تفاوت أعظم والقبول االستعداديقبله ال ما يقبل الناطق فالحيوان القبول في متفاوت منهما كل النوعان

متفاوت البهيم الحيوان وكذلك تفاوت أعظم القبول في متفاوت وهو البهيماإلنساني النوع بين كما التفاوت ن م الواحد النوع بين ليس لكن القبول فيويشكر وخطرها قدرها ويعرف يعرفها بحيث للنعمة قابال المحل كان فإذا

وعين الجود محض من أنها ويعلم عليها ويعظمه بها عليه ويثني بها المنعموحده لله هي وإنما به وال له هي وال لها مستحقا هو يكون أن غير من المنة

من وشهدها شكرا محبته في وصرفها إخالصا بنعمته فوحده وحده وبهضعفا أو عجز شكرها في وتقصيره قصوره وعرف منه جوده محض

152

Page 153: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

وإن وإحسانه وفضله صدقته محض فذلك عليه أدامها أن أنه وعلم وتفريطاله مستحق لذلك أهل فهو إياها .سلبه

بشكره وقياما يديه بين وخضوعا وانكسارا زاللة ازداد نعمه من زاده وكلمانعمته سلب كما شكرها توفيته لعدم إياها يسلبه أن سبحانه له وخشيته

ما بضد وقابلها نعمته يشكر لم فإن رعايتها حق يرعها ولم يعرفها لم عمنتعالى قال بد وال إياها سلبه به يقابل أن ليقولوا :}يلق بعضهم فتنا وكذلك

بالشاكرين بأعلم الله أليس بيننا من عليهم الله من وهم ,53األنعام{ أهؤالءوأحبوه بها المنعم على وأثنوا وأحبوها وقبلوها النعمة قدر عرفوا الذين

تعالى وقال بشكره مثل :}وقاموا نؤتي حتى نؤمن لن قالوا آية جاءتهم وإذارساالته يجعل حيث أعلم الله الله رسل أوتى .124األنعام{ ما

)فصل( ]141[الخذالن سبب بيان في

لو بحيث للنعمة وقبوله وأهليته المحل صالحية عدم الخذالن وافتهوسببتعالى قال كما ومستحقه أهله ألني أوتيته وإنما لي هذا لقال قال :}النعم

عندي علم على أوتيته استحق . 78القصص{ إنما عندي علمه علم على أيقال واستأهله وأستوجبه ذلك أهله به كنت إني عندي فضل على أي الفراء

عندي الله علمه خير على يقول مقاتل وقال أعطيته إذ له .ومستحقا

الملك من أوتي فيما داود بن سليمان نوفل بن الحارث بن الله عبد وذكرتعالى قوله قرأ أكفر :}ثم أم أأشكر ليبلوني ربي فضل من ,40النمل{ هذا

وقوله قارون ذكر ثم كرامتي من هذا يقل عندي :}ولم علم على أوتيته ْإنماوأنه ,78القصص ومنته عليه الله فضل من أوتيته ما رأى سليمان أن يعني

قوله وكذلك واستحقاقه نفسه من ذلك رأى وقارون شكره به ابتلىلي :}سبحانه هذا ليقولن مسته ضراء بعد من منا رحمة أذقناه فصلت{ ولئن

بملكه ,50 المالك كاختصاص به فاختصاصي به وحقيق أهله أنا .أي

غير من عبده على به من منه وفضال لربه ملكا ذلك يري والمؤمنمنعه فلو بها يتصدق ال أن وله عبده على بها تصدق صدقة بل منه استحقاقفيه رأي ذلك يشهد لم فإذا عليه يستحقه له هو شيئا منعه قد يكن لم إياها

على واستطالت بها وعلت بالنعمة وطغت نفسه فأعجبه ومستحقا أهالتعالى قال كما والفخر الفرح منها حظها فكان اإلنسان :}غيرها أذقنا ولئن

مسته ضراء بعد نعماء أذقناه ولئن كفور ليؤس إنه منه نزعتاها ثم رحمة منافخور لفرح إنه عني السيئات ذهب \ ليقولن .10-9هو{

االبتالء عند والفخر وبالفرح بالبالء االمتحان عند والكفر باليأس فذمهقوله البالء عنه كشف إذ عليه والثناء وشكره الله بحمد واستبدل :بالنعماء

عني } السيئات لما {ذهب ومنه برحمته عني السيئات الله اذهب قال أنه لوونسب بكشفها المنعم عن غفل ولكنه عليه محمودا كان بل ذلك على ذم

وافتخر فرح إليها .الذهاب

153

Page 154: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

خذالنه أسباب أعظم من فذلك عبد قلب من هذا سبحانه الله علم فإذاتعالى قال كما التامة المطلقة النعمة تناسبه ال محله فإن عنه إن :}وتخليه

خيرا فيهم الله علم ولو يعقلون ال الذين البكم الصم الله عند الدواب شرمعرضون وهم لتولوا أسمعهم ولو سبحانه ,23-22األنفال{ ألسمعهم فاخبر

وصولها يمنع آخر مانع ففيهم القبول عدم ومع لنعمته قابل غير محلهم أنوتحققوها عرفوها إذا وإعراضهم توليهم وهو .إليهم

خلقت ما على النفس بقاء من الخذالن أسباب أن يعلم أن ينبغي ومماوأسباب وفيها منها الخذالن فأسباب وتخليتها وإهمالها األصل في عليه

ومن منه التوفيق فأسباب للنعمة قابلة لها سبحانه الله جعل من التوفيقوهذه للنبات قابلة هذه األرض أجزاء خلق كما وهذه لهذه الخالق وهو فضله

النحلة وخلق تقبلها ال وهذه الثمرة تقبل هذه الشجر وخلق له قابلة غيرلذلك قابل غير والزنبور ألوانه مختلف شراب بطونها من يخرج ألن قابلةوتوحيده وتعظيمه وإجالله وحجته وشكره لذكره قابلة الطيبة األرواح وخلقالحكيم وهو لضده بل لذلك قابلة غير الخبيثة األرواح وخلق عباده ونصيحة

قال بن معناهالعليم احمد العباس أبو الفرق مفتي العلوم بحر اإلسالم شيخالله رحمه .تيمية

تعالى ]142[ قوله حول

تعالى الله ال .ألم :}قال وهم آمنا يقولوا أن يتركوا أن الناس أحسبوليعلمن .يفتنون صدقوا الذين الله فليعلمن قبلهم من الذين فتنا ولقد

يحكمون .الكاذبين ما ساء يسبقونا أن السيئات يعملون الذين حسب من .أمالعليم السميع وهو آلت الله أجل فإن الله لقاء يرجو فإنما .كان جاهد ومن

العالمين عن لغني الله إن لنفسه الصالحات .يجاهد وعملوا آمنوا والذينيعملون كانوا الذي احسن ولنجزينهم سيئاتهم عنهم اإلنسان .لنكفرن ووصينا

إلي تطعهما فال علم به لك ليس ما بي لتشرك جاهداك وإن حسنا بوالديهتعلمون كنتم بما فأنبئكم لندخلنهم .مرجعكم الصالحات وعملوا آمنوا والذين

الصالحين فتنة .في جعل الله في أوذى فإذا بالله آمنا يقول من الناس ومنالله ليس أو معكم كنا إنا ليقولن ربك من نصر جاء ولئن الله كعذاب الناس

العالمين صدور في بما المنافقين .بأعلم وليعلمن آمنوا الذين الله {وليعلمن.11-1العنكبوت

تعالى الله خلوا :}وقال الذين مثل يأتكم ولما الجنة تدخلوا أن حسبتم أمآمنوا والذين الرسول يقول حتى وزلزلوا والضراء البأساء مستهم قبلكم من

قريب الله نصر إن أال الله نصر متى .214البقرة{ معه

بقوله والمكره المرتد ذكر لما تعالى الله بعد :}وقال من بالله كفر منذلك ,106النحل{ إيمانه بعد فتنوا :}قال ما بعد من هاجروا للذين ربك إن ثم

رحيم لغفور بعدها من ربك إن وصبروا جاهدوا .110النحل{ ثم

أن وإما آمنا أحدهم يقول أن إما أمرين بين الرسل إليهم أرسل إذا فالناسعز الرب امتحنه آمنا قال فمن السيئات عمل على يستمر بل آمنا يقول ال

154

Page 155: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

يقل لم ومن الكاذب من الصادق ليبين واالختبار االبتالء وألبسه وابتاله وجلهذه تعالى الله يعجز لن أحدا فإن لتجربته الرب يسبق أنه يحسب فال آمنا

تعالى قال ويؤذنهم الناس فيكذبهم الخلق إلى الرسل يرسل تعالى :سنتهوالجن } األنس شياطين عدوا نبي لكل جعلنا وقال ,112األنعام{ وكذلك

أ :}تعالى ما مجنون تكذلك أو ساحر قالوا إال رسول من قبلهم من الذين {يتعالى ,52الذاريات قبلك :}وقال من للرسل قيل قد ما إال لك يقال {ما

.43فصلت

يؤمن لم وإن يؤلمه بما فابتلى وآذوه عادوه وأطاعهم بالرسل آمن ومننفس لكل األلم حصول من بد فال وأدوم أعظم يؤلمه ما فحصل عوقب بهم

ثم ابتداء الدنيا من بد في األلم له يحصل المؤمن لكن كفرت أم آمنت سواءاأللم في يصير ثم ابتداء النعمة له تحصل والكافر واآلخرة العاقبة له .تكون

أو أس يمكن أن للرجل أفضل أيما الله عبد أبا يا فقال الشافعي رجل لوإبراهيم نوحا ابتلي الله فإن يبتلي حتى يمكن ال الشافعي فقال يبتلي

صبروا فلما أجمعين عليهم وسالمه الله صلوات ومحمدا وعيسى وموسىالبتة األلم من يخلص أنه أحد يظن فال .مكنهم

فإن أحد لكل يحصل وهذا يعرفه أن للعاقل فينبغي عظيم اصل وهذاإرادات لهم والناس الناس مع يعيش أن من له بد ال بالطبع مدني اإلنسان

وإن وعذبوه آذوه يوافقوهم لم وإن عليها يوافقهم أن منه يطلبون وتصوراتاختبر ومن غيرهم من وتاره منهم تارة والعذاب األذى له حصل وافقهم

الفواحش يريدون كقوم كثيرا شيئا هذا من وجد الناس وأحوال أحوالهذكره , والظلم ما بعض مرتكبون فهم شرك أو الدين في باطلة أقوال ولهم

تعالى قوله في المحرمات من ظهر :}الله ما الفواحش ربي حرم إنما قلبه ينزل لم ما بالله تشركوا وأن الحق بغير والبغي واإلثم بطن وما منها

تعلمون ال ما الله على تقولوا وأن مكان .33األعراف{ سلطانا في وهمدرب أو قرية أو رباط أو مدرسة أو قيسرية أو خان أو جامعة كدار مشتركأو ألئك بموافقة إال يريدون ال مما يتمكنون ال وهم غيرهم فيها مدينة أو

فإن السكوت أو الموافقه أولئك من فيطلبون عليهم اإلنكار عن بسكوتهمهم يتسلطون قد ثم االبتالء في شرهم من سلموا سكتوا أو وافقوهم

ابتداء يخافونه أولئك كما ما أضعاف ويعاقبونهم يهينونهم أولئك على أنفسهموإما الخبر في إما بالباطل الدين في الكالم أو الزور شهادة منه يطلب كمنوإن وعادوه آذوه يجبهم لم فإن والظلم الفاحشة على المعاونة أو األمر في

يخافه كان ما أضعاف ويؤذونه فيهينونه عليه يتسلطون أنفسهم فهم أجابهمبغيرهم عذب .وإال

موقوفا ويروي معاوية إلى به بعثت الذي عائشة حديث في ما فالواجبأرض :"ومرفوعا الناس ىمن مؤنة الله كفاه الناس بسخط لفظ "الله :"وفي

يغنوا لم الله بسخط الناس أرضي ومن الناس عنه وأرضي عنه الله رضيشيئا الله من لفظ "عنه ذام :"وفي الناس من حامده في" عاد الترمذي ا

باب ) الزهد كتاب .2414رقم 609\4( 64السنن

155

Page 156: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

وفيمن الفاسدة أغراضهم على والرؤساء الملوك يعين فيمن يجري وهذا

الله هداه فمن بدعهم على والدين العلم إلى المنتسبين البدع أهل يعينالعاقبة تكون ثم وعداوتهم أذاهم على وصبر المحرم فعل من امتنع وأرشدهمثل وعاداهم آذاهم من مع واتباعهم للرسل جرى كما واآلخرة الدنيا في

ووالته وتجارها وعبادها علمائها من ابتلي ومن األمة هذه في .المهاجرين

على كالمكره المخالفة وإبطان الموافقة إظهار األمور بعض في يجوز وقد امن بد ال أنه هنا المقصود إذ الموضع هذا غير في مبسوط هو كما الكفر

تعالى الله ذكر ولهذا البتة يؤذيه مما ألحد خالص فال الناس يؤذي بما االبتالءموضع غير وال في والضراء بالسراء يكون واالبتالء الناس يبتلي أن بد ال انه

صابرا يكون أن إلى محتاج فهو يسوؤه وبما يسره بما اإلنسان يبتلى أن بد.شكورا

تعالى عمال :}قال احسن أيهم لنبلوهم لها زينة األرض على ما جعلنا [إناتعالى ,7الكهف يرجعون :}وقال لعلهم والسيئات بالحسنات {وبلوناهم

تعالى ,168األعراف يضل :}وقال فال هداي اتبع فمن هدى مني يأتينكم فأمايشقى .وال يوم ونحشره ضنكا معيشة له فإن ذكري عن أعرض ومن

أعمى تعالى ,124-123طه{ القيامة ولما :}وقال الجنة تدخلوا أن حسبتم أمالصابرين ويعلم منكم جاهدوا الذين الله عمران {يعلم آل في .142 هذا

عمران آل قبل أكثرها نزل البقرة في ذلك قبل قال أن :}وقد حسبتم أموالضراء البأساء مستهم قبلكم من خلوا الذين مثل يأتكم ولما الجنة تدخلوا

الله نصر إن إال الله نصر متى معه آمنوا والذين الرسول يقول حتى وزلزلوا.214البقرة{ قريب

يخلص ال الذي كالذهب بالبالء تمحص حتى وتصلح تزكو ال النفس أن وذلكظالمة جاهلة النفس كانت إذ االمتحان كبر في يفتن حتى رديئه من جيده

منها إال شر له يحصل فال للعبد يحصل شر كل منشأ .وهي

تعالى فمن :}قال سيئة من أصابك وما الله فمن حسنة من أصابك ماتعالى ,79النساء{ نفسك أصبتم :}وقال قد مصيبة من مصيبة أصابتكم لما أو

أنفسكم عند من هو قل هذا أنى قلتم عمران{ مثليها وما :}وقال ,165آلكثير عن ويعفو أيدكم كسبت فيما مصيبة من وقال ,30{ الشورى أصابكم

ما :}تعالى يغيروا حتى قوم على أنعمها نعمة مغيرا يك لم الله بأن ذلك.53{ األنفال بأنفسهم

ذكر وقد وال من دونه من ومالهم له مرد فال سوءا بقوم الله أراد وإذاظلموا إنهم يقول ذلك كل وفي وقت آخر إلى آدم من األمم عقوبات

قاال أبواهم بذلك اعترف من وأول المظلومون ال الظالمون فهم :أنفسهمالخاسرين } من لنكونن وترحمنا لنا تغفر لم وإن أنفسنا ظلمنا [ربنا

إلبليس ,23األعراف أجمعين :}وقال منهم تبعك وممن منك جهنم {ألمألنلهم :}إنما اتبعه الغواة منهم كما قالوإبليس ,85ص ألزينن أغويتني بما

156

Page 157: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

المخلصين منهم عبادك إال أجمعين وألغوينهم األرض ,40- 39{ الحجر فيتعالى عبادي :}وقال الغاوين إن من اتبعك من إال سلطان عليهم لك {ليس

النفس ,42الحجر هوى اتباع .والغي

أقول مسعود وابن وعمر بكر أبي كقول بذلك معترفون السلف زال وماالشيطان ومن فمني خطأ يكن وإن الله فمن صوابا يكن فإن برأبي فيها

منه بريئان ورسوله .والله

وجل عز ربه عن الرسول يرويه الذي ذر أبي حديث اإللهي الحديث :"وفيخيرا وجد فمن إياها أوفيكم ثم لكم أحصيها أعمالكم هي إنما عبادي يا

نفسه إال يلومن فال ذلك غير وجد ومن الله الصحيح" فليحمد في \4مسلمحديث ,2577رقم 1994 الصحيح الحديث يقول :"وفي أن االستغفار سيد

ووعدك عهدك على وأنا عبدك وأنا خلقتني أنت إال آله ال ربي أنت اللهم العبدبذنبي وأبوء علي بنعمتك لك وأبوء صنعت ما شر من بك أعوذ استطعت ما

من فمات بها موقنا أصبح إذا قالها من أنت إال الذنوب يغفر ال أنه لي فاغفرالجنة دخل ليلته من فمات بها موقنا أمسى إذا قالها ومن الجنة دخل "يومه

الدعوات في .6306رقم 100\11البخاري

عمرو بن الله وعبد هريرة أبي طريق من الصديق بكر أبي حديث :"وفياللهم مضجعه أخذ وإذا أمسى وإذا أصبح إذا يقوله ما علمه الله رسول أن

اشهد ومليكه شيء كل رب والشهادة الغيب عالم واألرض السماوات فاطرأقترف وان وشركه الشيطان وشر نفسي شر من بك أعوذ أنت إال إله ال أن

أخذت وإذا أمسيت وإذا أصبحت إذا قله مسلم إلى أجرة أو سوأ نفسي علىرقم" مضجعك الدعوات في .3389الترمذي

خطبته في يقول النبي بالله :"وكان ونعوذ ونستغفره نستعينه لله الحمدأعمالنا سيئات ومن أنفسنا شرور رقم" من النكاح في داود وقد .2118أبو

النبي الفراش :"قال تهافت تهافتون وأنتم النار عن بحجركم أخذ "إنيالرقاق في حركته ,6483رقم 323\11البخاري وخفة لجهله بالفراش شبههم

الحركة سريعة جاهلة فإنها النفس صغيرة .وهي

الحديث فالة :"وفي بأرض ملقاة ريشة مثل القلب في" مثل ماجه ابنرقم آخر .88المقدمة حديث إذا :"وفي القدر من تقلبا أشد للقلب

غليان المسند" استجمعت في الريشة .24\6أحمد حركة سرعة ومعلوم ااستخفه أنه يغويه من أطاع لمن يقال ولهذا الجهل مع عن .والقدر قال

إنه فأطاعوه ف :}فرعون قومه تعالى ,54الزخرف{ استخف فاصبر :}وقاليوقنون ال الذين يستخفنك وال حق الله وعد ال . 60الروم{ إن الخفيف فإن

يطيش بل واليقين . يثبت مستقرا كان إذا أيقن يقال ثابت اليقين وصاحبنفسه لكن جيدا العبد علم يكون فقد وعمال علما القلب في إليمان واستقرار

تطيش بل المصائب عند تصبر .ال

البصري الحسن أن :قال شئت وإذا رأيته له صبر ال بصيرا ترى أن شئت إذافذاك صابرا بصيرا رأيت فإذا رأيته له بصيرة ال صابرا تعالى .ترى :قال

يوقنون } بآياتنا وكانوا صبروا لما بأمرنا يهدون أئمة منهم السجدة{ وجعلنا

157

Page 158: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

وشهوتها ,24 وغضبها وإفسادها حركتها سرعة في بالنار النفس تشبه ولهذاالنار من والشيطان النار .من

قال أنه النبي عن السنن النار :"وفي من والشيطان الشيطان من الغضبفليتو أحدكم غضب فإذا بالماء النار تطفأ األدب" أضوإنما في داود .4784أبو

اآلخر الحديث آدم :"وفي ابن جوف في توقد جمرة في" الغضب الترمذيالقلب ,2192الفتن دم غليان وهو أوداجه وانتفاخ عينيه حمرة إلى ترى أال

االنتقام .لطلب

صحته على المتفق الحديث مجرى :"وفي آدم ابن من يجري الشيطان إناالعتكاف" الدم في رجلين ,2035رقم 326\4البخاري أن الصحيحين وفي

النبي فقال أحدهما غضب اشتد وقد النبي عند لو :"استبا كلمة ألعلم إنيقال لو يجد ما عنه لذهب الرجيم :قالها الشيطان من بالله البخاري" أعوذ

األدب السالم 6115رقم 535\10في في قال ,24-23رقم 1712\4وسلم وقدحميم :}تعالى ولي كأنه عداوة وبينه بينك الذي فإذا أحسن هي بالتي .ادفع

عظيم حظ ذو إال يلقاها وما صبروا الذين إال يلقاها من .وما ينزغنك وإماالعليم السميع هو إنه بالله فاستعذ نزغ وقال .36-34فصلت{ الشيطان

من :}تعالى ينزغنك وإما الجاهلين عن وأعرض بالعرف وأمر العفو خذعليم سميع إنه بالله فاستعذ نزغ تعالى { .الشيطان هي :}وقال بالتي ادفع

همزات من بك أعوذ رب وقل يصفون بما أعلم نحن السيئة أحسنيحضرون أن رب بك وأعوذ .98-96المؤمنون{ الشياطين

األمي النبي محمد رسولنا على الله وصلى وآخرا أوال لله والحمد الكتاب تمأن دعوانا وآخر الدين يوم إلى بآثارهم والمقتدين وتابعيه وصحبه آله وعلى

العالمين رب لله .الحمد

158

Page 159: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الفهرس :

............................................................................. شروطه و بالقرآن االنتفاع3

) ألصول ) جامعة ق سورة4اإليمان....................................................................

أصول على مبنيٌة القرآن في المعاد براهين5ثالث...................................................

و : صغرى قيامتان القيامة7كبرى.....................................................................

............................................................................. الجنٌة ألهل األربع الصفات8

........................................................................................... بدر أهل 9فضيلة

تعالى : قوله تفسير في صائبة نظرة

واليه} رزقه من وكلوا مناكبها في فامشوا ذلوال األرض لكم جعل الذي هوالملك{ 51النشور

.………………………………………………………………………11

سورة الى نظرة11الفاتحة.................................................................................

.................................................................................. طريقان تعالى لمعرفته12

أو هم أصابه من يفعل كيف13غم........................................................................

....................................................................................... العبوديّة معاني من14

والفرق والحكم القضاء15بينهما..........................................................................

جّل الرحمن عرش وأشرفها الموجودات أنزه17جالله...............................................

159

Page 160: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

.................................................................................. وتعالى سبحانه عظمته17

من يفرغ أن فيه يوضع لما المحل قبول من بد ال18ضدّه............................................

ألهاكم قي الكالم19التكائر.................................................................................

ينتفع لم بعينه ينتفع لم من19بأذنه........................................................................

.......................................................................... تعالى له االنصاف معاني من20

............................................................................................. نوعان الغيرة21

............................................................................................ والمعاصي ايّاك22

حديث ) البيت آل منا سلمان22شريف(....................................................................

في ووجده الناس بين بالله أنسه وجد من الصادق المحب24الوحدة...................................

..................................................................................................... الدنيا مثل26

فائدة...........................................................................................................26

واألسباب المشهودة األسباب29الغائبة.....................................................................

أعدائه مفزع التوحيد30وأوليائه.............................................................................

تابعة اللذة30للمحبة............................................................................................

حبسان31منجيان...............................................................................................

160

Page 161: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

-) جليلة) -.............................................................................................1فائدة31

-) جليلة) -.............................................................................................2فائدة31

تكفير في الموت عند الله اال اله ال أن شهادة تأثير32السيئات...........................................

وأجملوا الله فاتقوا33الطلب...................................................................................

.........................................................................................................) فائدة)34

الخير بين العداوة34والشر...................................................................................

وسلم عليه الله صلى الرسول صبر35وانتصاره.........................................................

.......................................................................................... باألماني مغرور يا36

والعمل بآخره العمل36بخاتمته*............................................................................

عليه آدم وآخرها القلم المخلوقات أول كان لماذا37السالم..............................................

الى هبوطه قبل آدم عذر كتابة37األرض.................................................................

بالله االيمان فائدة38وحده....................................................................................

في بصفاته لعباده يتجلى الله40كالمه......................................................................

" تقوى" معنا الله ان تحزن ال42القلب.....................................................................

) وسنة) الله كتاب أهل يعادي من اجتناب تنبيه43رسوله.................................................

161

Page 162: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

المواعظ من43والحكم.........................................................................................

........................................................................................... أنواع القرآن هجر48

النفس كمال49المطلوب.......................................................................................

الله اال همه وليس أصبح من49تعالى.......................................................................

وما والعمل العلم49هما.......................................................................................

ظاهر له االيمان50وباطن.....................................................................................

الله على التوكل50نوعان.......................................................................................

من الجاهل شكوى51الله...................................................................................

الكريمة اآلية حوللله} استجيبوا آمنوا الذين أيها يا

52وللرسول{............................................................

خير} وهو شيئا تكرهوا أن وعسى54لكم{.................................................................

الزهد تقتضي اآلخرة في الرغبة55بالدنيا...................................................................

شاءه بما تؤمن أن الخير أساس57تعالى..................................................................

.................................................................................................. القلب مرض58

.............................................................................................. االختيار 58ترك

في الزاهد العابد فتوى قبول59دنياه..........................................................................

162

Page 163: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

العابد وفتنة الفاجر العالم فتنة احذروا60الجاهل..........................................................

ويحّصله النفس تكسبه ما أفضل االيمان العلم61القلب....................................................

واقرار وعلم معرفة المفصل االيمان62ومحبة.............................................................

لله ارضاء المألوف ترك في مشقة ال63تعالى..............................................................

قاعدة)64جليلة(.................................................................................................

ينتفع ال ضائعة أشياء عشرة65بها...........................................................................

على الله حقوق66العباد.........................................................................................

حق الله على توكل67توكله....................................................................................

في ومجاورته الله على الدخول الى هلم68الجنة...........................................................

........................................................................................ االرادة صحة عالمة69

بالله الناس عن استغن69تعالى...............................................................................

أقسام69الزهد...................................................................................................

ارتكاب من أعظم الله عند األمر ترك69النهي............................................................

الذكر قاعدتين على الشكر مبني75والشكر................................................................

له الله يسر الهداية نحو سار من76سبلها...................................................................

163

Page 164: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

- والضالل والرحمة الهدى بين77والشقاء.................................................................

صفة من وتوابعهما والرحمة الهدى79العطاء............................................................

المطالب في التعلق79العليا...................................................................................

................................................................................................. والكذب ايّاك79

الكريمة اآلية ظالل أن} في وعسى لكم خير وهو شيئا تكرهوا أن وعسىوأنتم يعلم والله لكم شر وهو شيئا تحبوا

80 .........................................................................التعلمون{.

بااليمان االنتفاع شروط80والعلم.........................................................................

ألم من أسهل الشهوة عن الصبر81عقوبتها.............................................................

............................................................................................ األخالق 81حدود

....................................................................................................) 82فصل)

واألخالق المحمودة األخالق84المذمومة...............................................................

ونية عالية همة الى يحتاج األعلى المطلب84صحيحة...............................................

الله رضي مسعود ابن حكم من84عنه...................................................................

في يجتمعان ال المدح ومحبة االخالص87قلب.........................................................

تعالى الله معرفة في لذته كانت من الناس أشرف87ومحبته..........................................

عبد بن عمر المؤمنين أمير مزايا من88العزيز........................................................

164

Page 165: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

الحكم من89والمواعظ......................................................................................

................................................................................................ العوائق 89من

................................................................................................. العالئق 90من

عليه الله صلى الرسول الى الناس حاجة90وسلم.........................................................

السعادة عالمات من90والفالح..............................................................................

وأساسها درجات األعمال90االيمان........................................................................

.................................................................................................. الكفر أركان91

الله بأسماء الجهال92وصفاته................................................................................

فروعها القلب في شجرة والسنة التوحيد95األعمال.....................................................

ملكوت من وروحه األرض من آدم بدن خلق97السماء................................................

مع ورعايتها الضر مع الحقوق رعاية98العافية........................................................

تعالى الله معرفة98نوعان..................................................................................

............................................................................................... الكسب أنواع98

المؤمن مواساة98وأنواعها.................................................................................

يورث بالطريق الجهل99التعب............................................................................

الخوادع من يكتنفها وما تعالى الله الى الرحلة99والقواطع............................................

165

Page 166: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

تعالى الله نعم99وأنواعها....................................................................................

علم كل مبدأ واألفكار الخواطر99نظري................................................................

شفيق أقوال من101البلخي...................................................................................

تعرف نفسك اعرف102ربك.................................................................................

الله معرفة أنواع من103تعالى...............................................................................

: تعالى قوله حول

ما} يغيّروا حتى بقوم ما يغيّر ال الله ان103بأنفسهم{..................................................

وتعالى سبحانه الله معرفة103بالجمال....................................................................

يحب جميل الله ان105الجمال..............................................................................

....................................................................................... الجمال في نظرات106

...................................................................................... ربه مع العبد صدق106

................................................................................................... القدر في106

كمثل الدنيا الحياة في المرء مثل108مسافر..............................................................

...................................................................................... بالمشاهدة االشتغال108

طريق من الحذر108الشيطان..............................................................................

166

Page 167: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

والدار الله الى النفوذ طلب109اآلخرة....................................................................

ذكر على والقلب اللسان تواطؤ109الله...................................................................

............................................................................................ لك الناس أنفع109

ممزوجة المحّرمة اللذة109بالقبح.........................................................................

أعضائه من عضو كل في العبد على لله110أمر.......................................................

في} وفريق الجنة في فريق110السعير{................................................................

........................................................................................... التوحيد صفات110

......................................................................................... لله الشهوات ترك111

................................................................................. الصالحين أحد كالم من112

أو القرآن سماع عند تعرض التي الشهقة112غيره.....................................................

الخير أصل وهو االرادة مبدأ الفكر112والشر..........................................................

..................................................................................... االيمان لقاح الطلب113

الله يدي بين للعبد موقفان114تعالى.....................................................................

.................................................................................................) 114قاعدة)

........................................................................................ أيّوب قّصة 114في

...................................................................................... يوسف قصة 114في

167

Page 168: data.nur.nudata.nur.nu/Kutub/Arabic/_docx/IbnQayyim_Fawaid-ar.docx · Web viewالفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي

115.................................................................................................)فائدة(

..................................................................... به واالتصال تعالى الله محبة115

الله عند من كلها واللذات الطاعات نعم116تعالى...................................................

............................................................................. الخذالن سبب بيان 116في

تعالى قوله حولآمنا .ألم { يقولوا أن يتركوا أن الناس أحسب -1العنكبوت } ...

11.......................117

168